إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

في رحاب الإمامة.. وآيات القرآن.. سلسلة أبحاث لسماحة الشيخ الوحيد الخراساني..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الاخ حافي
    نعم هذا كلام سماحة الشيخ، وقد ذكرنا أن ما نتصرف به لا يخل بالمعنى فتأمل.

    أما مستنده فقد يكون الحديث الذي رواه الشيخ الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه2: 231:
    (ولما أراد إبراهيم عليه السلام أن يذبح ابنه صلى الله عليهما قلب جبرئيل عليه السلام المدية واجتر الكبش من قبل ثبير واجتر الغلام من تحته ووضع الكبش مكان الغلام و نودي من ميسرة مسجد الخيف : " أن يا إبراهيم . قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين . إن هذا لهو البلاء المبين . وفديناه بذبح عظيم)
    أو غيره..
    والحمد لله رب العالمين

    شعيب العاملي

    تعليق


    • #32


      كل عام والجميع بخير إن شاء الله

      أخ شعيب العاملي كنت أعتقد في السابق أن الذبح العظيم هو الإمام الحسين عليه السلام وأن أمر الذبح إنما جاء ليبين لإبراهيم على نبينا وآله وعليه وآله الصلاة والسلام وللعالمين من بعده فضل محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين والذين كانوا حينها في صلب اسماعيل عليه السلام بعد أن انتقلوا إليه من صلب أبراهيم عليه السلام ولكن الحمد لله رب العالمين تبين أن الشيخ الخرساني قد طهرنا من هذا الشرك والضلال والغلو وبين لنا الآن أن الذبح العظيم هو كبش أسود اجلح أملح كان يقتات على رؤوس الجبال،

      ولكن قبل أن نثبت على هذه العقيدة أود أن أعرف منك من حيث أنك متابع لبحث الشيخ وحيد الخرساني هل بين في أبحاثه ما وجه عظمة هذا الكبش حتى يستحق أن يصفه رب العالمين بأنه عظيم؟

      يعني هلى كان وزنه مثلا طن أو طنين أو ثلاثة أطنان؟

      أو ربما كان حجمه مثل حجم ناقة صالح عليه السلام؟

      أو ربما كان عنده في رأسه 12 قرن وكل قرن طوله خمسون ذراعا أو ربما أكثر؟

      أو ربما كان هذا الكبش إمام لمائة ألف كبش أو أكثر من ذلك بكثير؟

      والسبب في تسآؤلي هذا أخ شعيب العاملي هو أنني تسائلت لماذا اختار الشيخ الخرساني أن يعتقد أن الذبح العظيم هو كبش أسود أجلح أملح بدل أن يعتقد أن الذبح العظيم هو الإمام الحسين عليه السلام؟

      فالروايتان موجودتان في كتبنا، وأقصد أن الرواية التي تقول أن الذبح العظيم هو الإمام الحسين عليه السلام والروايات الاخرى التي تقول أن الذبح العظيم هو كبش اسود أجلح أملح،

      فالرويتان مرويتان في كتبنا فلماذا اختار الشيخ الخرساني هذه االعقيدة وترك الأخرى، وعندما فكرت بالموضوع وجدت عدة احتمالات للقضية وهي أنه:

      1- لم يطلع على الرواية التي تقول ان الذبح العظيم هو الامام الحسين عليه السلام

      2- أنه اطلع فعلا على الرواية لكنه أنكر إمكانية ان يكون الامام الحسين عظيم بحيث أن القرآن يصفه بأنه ذبح عظيم فلذلك ضرب بها عرض الحائط

      3- او انه اطلع فعلا على الرواية وأنه يعتقد فعلا أنها نزلت به عليه السلام لكنه أراد أن يغطي على هذا المعنى وهذه الفضيلة لأهل البيت عليهم السلام فاعتمد روايات الخروف ال،، عفوا الكبش الاسود

      4- أو أن علم الرجال أسقط الرواية الثانية التي تروي هذه الفضيلة لأهل بيت العصمة سلام الله عليهم والتي هي موافقة للواقع الحادث حيث أن الامام الحسين هو فعلا ذبح عظيم وأن محمد وآل محمد كانوا في صلب اسماعيل عليه السلام وأن الله افتداهم لكي يكونوا من نسله هو بالذات وهذا هو ما حصل

      فأي احتمال من تلك الاحتمالات تعتقد أخ شعيب أنه هو الذي دفع الشيخ الخرساني ليرجح معنى الرواية الثانية على الأولى، وأقصد ترجيحه أن الذبح العظيم هو الكبش الاسود على الرواية التي تقول أنه الإمام الحسين عليه السلام؟

      .

      تعليق


      • #33
        بسم الله الرحمن الرحيم
        والحمد لله رب العالمين
        وبعد

        الاخ حافي
        نسأل الله أن تكونوا أيضاً في خير وعافية في هذا العيد كسائر المؤمنين، على أمل أن تتم أعياد آل محمد بظهور قائمهم عجل الله فرجه.

        الاخ حافي
        لو كان في ما نقلنا من كلام لشيخنا الوحيد أدنى عبارة يتعرض فيها لمعاني الذبح العظيم لكان لكلامكم في مضمونه (دون أسلوبه) وجه. ورغم أن الدافع فيه كما نرى هو الغيرة على المعتقد الذي يمثله أئمة آل البيت عليهم السلام وإلى الغيرة هو المحبة الجياشة في نفوس الشيعة الموالين لسيد شباب أهل الجنة السبط الشهيد، إلا أنه لا يصح أن يخرجنا هذا الدافع عن البحث العلمي والدقة في ميزانه.

        وعلى أي حال، فإن منشأ ما أدى بكم إلى هذا التوهم بحسب الظاهر هو عدم تعقلكم لإمكان الجمع بين هذين المعنيين للآية المباركة: ﴿ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ وهما:
        1. المعنى الأول الذي قد يُدَّعى ظهوره من الآية وهو أن الفداء كان كبشاً.
        2. المعنى الثاني أن الذِبح العظيم هو الإمام الحسين عليه السلام.

        والحال أن لا سبيل إلى إنكار هذين المعنيين في الجملة:

        أما الأول، فجل المفسرين إن لم يكن كلهم يذهبون تبعاً للأدلة أن الذي أتى به جبرائيل في ذلك الوقت هو كبش عظيم، وإن ذكروا في معنى عظمته وجوهاً، منها: (وسمي عظيما لأنه كان مقبولا أو لان قدر غيره من الكباش يصغر بالإضافة إليه ; وقيل : لأنه رعى في الجنة أربعين خريفا ; وقيل : لأنه كان من عند الله كونه ولم يكن عن نسل ; وقيل : لأنه فداء عبد عظيم) (المجلسي في البحار12: 122)

        وفي الحديث الشريف معنى آخر، فعن الإمام الرضا عليه السلام: فلما عزم على ذبحه فداه الله بذبح عظيم بكبش أملح يأكل في سواد ، ويشرب في سواد ، وينظر في سواد ، ويمشي في سواد ، ويبول ويبعر في سواد ، وكان يرتع قبل ذلك في رياض الجنة أربعين عاما ، وما خرج من رحم أنثى ، وإنما قال الله جل وعز له : كن ، فكان ليفدي به إسماعيل فكل ما يذبح بمنى فهو فدية لإسماعيل إلى يوم القيامة فهذا أحد الذبيحين (الخصال للصدوق ص56)
        وهذا الحديث كالحديث الذي سبق وأوردناه وكغيرهما من الأحاديث تثبت كونه كبشاً.

        وأما المعنى الثاني: فيحتمل فيه وجهان أيضاً:
        أولهما: ما عن الإمام الرضا عليه السلام : لما أمر الله عز وجل إبراهيم عليه السلام أن يذبح مكان ابنه إسماعيل الكبش الذي أنزله عليه تمنى إبراهيم عليه السلام أن يكون قد ذبح ابنه إسماعيل بيده وأنه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد الذي يذبح أعز ولده عليه بيده فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب
        فأوحى الله عز وجل إليه : يا إبراهيم من أحب خلقي إليك ؟
        فقال : يا رب ما خلقت خلقا هو أحب إلي من حبيبك محمد صلى الله عليه وآله
        فأوحى الله تعالى إليه أفهو أحب إليك أم نفسك
        قال : بل هو أحب إلي من نفسي
        قال : فولده أحب إليك أم ولدك : قال : بل ولده ،
        قال : فذبح ولده ظلما على أيدي أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي ؟
        قال : يا رب بل ذبح ولده ظلما على أيدي أعدائه أوجع لقلبي
        قال : يا إبراهيم فان طائفة تزعم أنها من أمة محمد ستقتل الحسين ابنه من بعده ظلما وعدوانا كما يذبح الكبش ، و يستوجبون بذلك سخطي ، فجزع إبراهيم عليه السلام لذلك ، وتوجع قلبه ، وأقبل يبكي
        فأوحى الله عز وجل إليه : يا إبراهيم قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين وقتله ، وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب وذلك قول الله عز وجل: وفديناه بذبح عظيم (الخصال للصدوق ص58)

        والحديث عن فداء جزع إبراهيم بجزعه على الحسين عليه السلام فثبتت له تلك المرتبة العالية التي كانت ستثبت له فيما لو ذبح ولده بيده امتثالاً لأمر الله تعالى.

        ثانيهما: ما يمكن أن يقال في معنى الحديث (سواء كان الواقع هو المعنى السابق أم كلاهما) أن الإمام الحسين عليه السلام هو الفداء العظيم لا أن جزع إبراهيم على الحسين كان فداء لجزعه على ذبح ابنه فقط.
        وعلى هذا المعنى وقع البحث في كيفية فداء الإمام الحسين عليه السلام لإسماعيل والحسين أفضل من إسماعيل، ومما أجيب عليه بأن من ذرية إسماعيل محمد وعلي وفاطمة والأئمة عليهم السلام، ففداء الحسين لإسماعيل كان فداءً لهم جميعاً بما فيهم أفضل الخلق على الإطلاق محمد صلى الله عليه وآله.

        النتيجة:
        ليس هناك ما يمنع من الالتزام بمعنيين لآية واحدة سواء كان ذلك تفسيراً أو تأويلاً، ظاهراً أو باطناً، فإن للقرآن وجوهاً يعلمها الراسخون في العلم، وما يؤثر عنهم عليهم السلام يعمل به كله ما لم يعارض بعضه بعضاً، ولا تعارض في البين، فلا تصل النوبة للبحث في المرجحات ولذا لم نسمع أن أحداً أنكر ذلك أو شكك فيه.

        وكيف لا يكون الإمام الحسين عليه السلام عظيماً وهو الذي خُلق من نور الله جل جلاله قبل خلق الخلق، وهو الذي جعله الله شعلة منيرة في عالمي التكوين والتشريع معاً، فكان كجده وأبيه وأمه وأخيه ممن لا يطمح إلى مكانتهم الطامحون ولا تتوهم العقول مراتبهم ويعجز كل خلق عن أن يداني فضيلة من فضائلهم.
        فسلام الله عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً.

        ونكمل أبحاث الشيخ في المشاركة التالية.

        والحمد لله رب العالمين

        شعيب العاملي

        تعليق


        • #34
          بسم الله الرحمن الرحيم

          رحمة إبراهيم عليه السلام

          والآن يجب النظر إلى أين وصلت الأمور. بحيث يجب أخذ ما حصل من حديث صحيح عن النبي (ص) عن جبرائيل (ع) الذي كان شاهداً على القضية من أولها إلى آخرها.. حيث كان فيها وشرحها للنبي (ص)، ولكن نذكر مقدمة لنصل إلى ذي المقدمة..

          أما المقدمة: فإن اللائق للإمامة هو الذي يكون محل رحمة ورأفة الله تعالى للخلق، لأن أحد الأسماء الإلهية التي ذكرت في البسملة بعد (الله) اسم الذات الحاوي لجميع صفات الجمال والجلال والكمال (الرحمن الرحيم)..
          (إن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق حين خلقهم غنيا عن طاعتهم ، آمنا من معصيتهم) (نهج البلاغة ج2 ص160)

          فينبغي أن تظهر تلك الرحمة التي وسعت كل شيء في إمام الأمة.. لذا تشير هذه الرواية إلى رحمة إبراهيم لخلق الله تعالى، وكيف كانت بالنسبة لنفسه.. وكل منهما في رواية صحيحة.. الأولى في كمال الدين ص140:
          (حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن - رضي الله عنهما -) وكلاهما من أركان الفقه والحديث، فالصدوق ينقل عن أبيه ابن بابويه، وعن شيخ المشايخ ابن الوليد، وهذان ينقلان أيضاً عن آخرين من أركان الفقه والحديث
          (قالا: حدثنا سعد بن عبد الله ، وعبد الله بن جعفر الحميري جميع ، عن أحمد بن محمد بن عيسى) وهو من وجوه الطائفة وأعيان المذهب
          (عن الحسن ابن محبوب) وهو أعلى من التوثيق والتوصيف
          (عن مالك بن عطية ) وهو أيضاً موثق بتوثيق مثل النجاشي
          (عن أبي حمزة الثمالي) وهو من حواريي الإمام علي بن الحسين (ع)، ومثل هذا السند في الأحاديث في نهاية الندرة (عن أبي جعفر ع قال: خرج إبراهيم عليه السلام ذات يوم يسير في البلاد ليعتبر ، فمر بفلاة من الأرض فإذا هو برجل قائم يصلى قد قطع إلى السماء صوته ولباسه شعر ، فوقف عليه إبراهيم عليه السلام فعجب منه وجلس ينتظر فراغه فلما طال ذلك عليه حركه بيده وقال له: إن لي حاجة فخفف.
          قال : فخفف الرجل وجلس إبراهيم ، فقال له إبراهيم عليه السلام: لمن تصلي ؟
          فقال : لإله إبراهيم.
          فقال : من إله إبراهيم ؟
          قال : الذي خلقك وخلقني ....
          ثم قال الرجل لإبراهيم : لك حاجة ؟
          فقال إبراهيم : نعم.
          فقال الرجل : وما هي ؟
          قال له: تدعو الله وأؤمن أنا على دعاءك أو أدعو أنا وتؤمن أنت على دعائي؟
          فقال له الرجل : وفيم ندعو الله ؟
          فقال له إبراهيم : للمذنبين المؤمنين .
          فقال الرجل : لا
          فقال إبراهيم : ولم ؟
          فقال : لأني دعوت الله منذ ثلاث سنين بدعوة لم أر إجابتها إلى الساعة وأنا أستحي من الله عز وجل أن أدعوه بدعوة حتى أعلم أنه قد أجابني.
          فقال إبراهيم : وفيما دعوته ؟
          فقال له الرجل : .. فدعوت الله عز وجل عند ذلك وسألته أن يريني خليله
          فقال له إبراهيم عليه السلام : فأنا إبراهيم خليل الرحمن وذلك الغلام ابني
          فقال له الرجل عند ذلك : الحمد لله رب العالمين الذي أجاب دعوتي.
          قال : ثم قبل الرجل صفحتي وجه إبراهيم وعانقه ، ثم قال : الان فنعم وادع حتى أؤمن على دعائك ، فدعا إبراهيم عليه السلام للمؤمنين والمؤمنات المذنبين من يومه ذلك إلى يوم القيامة بالمغفرة والرضا عنهم ، قال: وأمن الرجل على دعائه....

          ما هو هذا الدعاء الذي دعا به إبراهيم ؟ هنا يتضح كيف ينبغي أن يكون الشخص اللائق لمنصب الإمامة بالنسبة لمساكين العالم وهو مظهر رحمة الله، حيث دعا لهم بالمغرفة أولاً، ورضا الله ثانياً.. للعاصين من أهل الإيمان
          وفي آخر الحديث يقول الإمام زين العابدين: (فدعوة إبراهيم بالغة للمؤمنين المذنبين من شيعتنا إلى يوم القيامة) وهنا ينبغي فهم الحديث ومعرفة إبراهيم ومن هو اللائق للإمامة.. هذا هو إبراهيم من المذنبين المؤمنين.. هذا مظهر رحمة الله تعالى..

          أما رحمته لنفسه.. فالمرجع أيضاً النص المعتبر.. فعن ابن بابويه ، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان (ورجال الحديث من الأعاظم وأعيان الثقات) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اخبرني أبي عن جدي عن النبي صلوات الله عليه وآله عن جبرئيل عليه الصلاة والسلام قال : (لما اخذ نمرود إبراهيم عليه السلام ليلقيه في النار ، قلت: يا رب عبدك وخليلك ليس في أرضك أحد يعبدك غيره.
          قال الله تعالى : هو عبدي آخذه إذا شئت.
          ولما ألقي إبراهيم عليه السلام) والمتحدث هنا هو جبرائيل وهو يخبر النبي ص
          (في النار) ماذا كانت النار ؟ في سورة الصافات: ﴿فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ﴾ كانت جحيماً وليست ناراً.. فلم يبق أحد من نمرود إلى العجزة إلا جمع حطباً لإحراقه تقرباً إلى آلهتهم.. وضعوه على المنجنيق..
          (تلقاه جبرئيل عليه السلام في الهواء وهو يهوى إلى النار، فقال: يا إبراهيم ألك حاجة ؟
          فقال : اما إليك فلا)

          هنا يجب التفكر.. ذلك المستغرق في محبة الخلق هناك.. غافل عن نفسه هنا.. فانٍ في الله.. منقطع عن خلق الله..

          أين الفخر الرازي ليفهم من هو اللائق للإمامة ؟
          هذا هو بنص القرآن أم أبو بكر الذي قضى عمراً في عبادة الأصنام ؟ أم عمر الذي عبد الأصنام وشرب الخمر ؟ هذا أم ذاك ؟

          وفي رواية أخرى عن الصدوق أيضاً في الأمالي وعيون أخبار الرضا عليه السلام:
          (فأهبط الله عز وجل عندها خاتما فيه ستة أحرف: لا إله إلا الله ، محمد رسول الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، فوضت أمري إلى الله، أسندت ظهري إلى الله، حسبي الله)
          وفي ترتيب الأحرف ما فيه من المعرفة، وقد ختمت كل الأحرف باسم الله بترتيب خاص.. ما معنى ذلك ؟
          من قال (لا إله إلا الله) لا يمكن إلا أن ينتهي إلى (حسبي الله)
          عند ذلك ﴿قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ ثلاثة أيام لم تؤثر فيه أي حرارة.. صارت جهنم جنة على إبراهيم.. برداً وسلاماً..

          هاتان كلمتان من عشرة: الامتحان في نفسه، والامتحان في زوجته وأبنائه، وبقيت ثمانية كلمات.. وبعد ان امتحن بالعشرة.. ونجح فيها .. قال الله تعالى ﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً﴾ هذه هي الإمامة..

          شعيب العاملي

          تعليق


          • #35
            النتيجة:
            ليس هناك ما يمنع من الالتزام بمعنيين لآية واحدة سواء كان ذلك تفسيراً أو تأويلاً، ظاهراً أو باطناً، فإن للقرآن وجوهاً يعلمها الراسخون في العلم، وما يؤثر عنهم عليهم السلام يعمل به كله ما لم يعارض بعضه بعضاً، ولا تعارض في البين، فلا تصل النوبة للبحث في المرجحات ولذا لم نسمع أن أحداً أنكر ذلك أو شكك فيه.
            أخ شعيب لو نبقى على عقيدة الشيخ الخرساني فإن ذلك أفضل لنا من اتباع قولك هذا،، فالشيخ قال أن الذبح العظيم هو كبش وصمت، أمّا أنت أخ شعيب فتقول أن الذبح العظيم لا فرق بأن يكون كبش أسود أجلح أملح وبين أن يكون الإمام الحسين عليه السلام فالأمر سيان، فكيف بالله عليك لا يوجد هناك ما يمنع من الاعتقاد بالمعنيين سوية؟
            فكيف لا يوجد تعارض بين المعنيين؟
            وكيف يكون تفسير أو تأويل الكبش الأسود أنه هو نفسه الإمام الحسين؟ أو أن يكون العكس بالعكس؟

            يعني هذا المعنى الذي تقول به بدل ما يكحّلها عماها

            ثم ان سؤالي منك أخ شعيب لم يكن ما تفضلت وأجبت عنه، فمن الواضح أنني كنت أعلم بالروايتين ولكنني تساءلت لماذا فضّل الشيخ وحيد الخرساني هذه العقيدة على الأخرى، فلو انه كان يعتقد بها بالاضافة للأولى لكان صرح بذلك، خصوصا لما لها من معنى عظيم في حق الإمام الحسين عليه السلام، لكنه تغاضى عن التصريح بهذه الفضيلة للإمام الحسين ونسبها لكبش أسود أجلح أملح وهذا يدل على أنه فعل ذلك بسبب أحد تلك الإحتمالات التي فكرت بها وربما يوجد غيرها

            تعليق


            • #36
              بسم الله الرحمن الرحيم

              الاخ حافي
              فرق كبير بين أن نقول (ليس هناك ما يمنع من الالتزام بمعنيين لآية) وبين أن تقول (لا فرق بأن يكون كبش.. وبين أن يكون الإمام الحسين عليه السلام فالأمر سيان) !!

              على أن تفسير آيات الكتاب بعدة وجوه مما لا خلاف فيه بين علماء الإمامية، بل ليس بالبال أن أحداً من علماء الإسلام قد توقف فيه.

              وسائر ما في الكلام قد مر جوابه ولم يبق منه إلا خيالات وأوهام، ولا يحتاج إلا لبعض التدبر فتدبر رعاك الله.
              وان كان عندك من جديد فأهلاً وسهلاً.

              ونكمل الأبحاث في المشاركات القادمة إن شاء الله

              شعيب العاملي

              تعليق


              • #37
                بسم الله الرحمن الرحيم

                كان إبراهيم أمة - آتيناه حسنة


                كان الكلام في الإمامة وحكم القرآن فيها، وهذه الآية هي حجة إلهية بالغة في هذه المسألة التي تعد من أهم المسائل والمباحث، لأن كمال الدين مرتبط بها.
                وينبغي أن يفهم في كل باب مطلبان للوصول إلى كنهه هما:
                1. إدراك العمل.
                2.إدراك العامل.
                فإذا عُرفا تحصل النتيجة..

                أما العمل فكان ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ﴾ .. هذا نوع العمل الذي نجح فيه إبراهيم.

                أما العامل، فالحكم فيه أيضاً من القرآن والسنة، فينبغي النظر فيما قاله تعالى في شأن هذا العامل وشخصيته مع الاستمداد من كلمات أهل بيت الوحي.
                أما كلامه تعالى عن العامل فهو (وينبغي الدقة في كلمات الآية كلمة كلمة): ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ [النحل : 120-121]
                ﴿إن﴾: يشرع في حرف التقرير والتأكيد والتثبيت.. وهو الكلام الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
                يقف العقل هنا عاجزاً.. من كان إبراهيم ؟ لم يكن شخصاً.. كان أمّة.. ماذا يعني هذا ؟ كيف يكون شخص واحد عشرة أشخاص ؟ أو مئة شخص ؟ كيف يكون أمة ؟

                مقدار ما يستفاد من الكتاب والسنة أن ذلك الشخص قام بدور أمة.. قيمة الأمة بعملها.. فيصبح الشخص أمة حينما يقوم بما يُنتظر أن تقوم به أمة، فيوصل ما عنده من مرحلة القوة إلى مرحلة الفعلية.
                فقد هدم الأصنام وحده بلا شريك، وكان الوحيد في العالم القائل ﴿إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ﴾..
                هذه جهة.. والجهة الأخرى أن إنسانية الإنسان ليست بهذا الجسم.. فمواد هذا الجسم موجودة في التراب أيضاً.. بل حتى في أبدان الحيوانات..
                إن إنسانية الإنسان تتم بالمعرفة والكمال العقلي والعلمي والعملي..
                هذا الشخص كان في سنة الخامسة عشر.. في مثل هذا السن وفي تلك البرهة من عمره جمعت في وجوده جميع دلائل العلم والإيمان، فوصل إلى مكان أريت له ملكوت السماوات والأرض، وصل إلى مكان رأى طبقات السماء وتجاوزت رؤية بصره وبصيرته السماوات والأرض ليصل إلى اللوح والقلم ويتجاوزها إلى الكرسي ثم إلى العرش.. هذا كله في تلك الفترة من عمره !!
                فشاهد صروح العلم وملكوت الوجود.. ﴿فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ﴾..

                ﴿ قَانِتاً لله﴾ أي قنوت هذا ؟
                ﴿حنيفاً﴾ في كل هذه الأوصاف شرح مفصل ولكن ليس لدينا وقت له..
                ﴿ولم يكن من المشركين﴾ فتجاوز الشرك الجلي والخفي ﴿شاكراً لأنعمه﴾ ما هي الأنعم ؟ ﴿ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا﴾ فتجاوز شكره كل شكر.. هذا ما يحيّر العقول..

                بعد ذلك ﴿اجتباه﴾ فصار مجتبى الله.. من يختاره الله ويجتبيه ويقبله.. من هو ؟ ﴿اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم﴾
                ﴿ وَآتَيْنَاهُ فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً﴾: بعد أن طوى كل تلك المقامات ووصل إلى مرتبة الإجتباء أعطاه الله حسنة.. لهذه النكرة معنى عظيم.. لماذا نكرة ؟ لأنها غير قابلة للتعريف !
                نموذج من هذه الحسنة:
                الصلاة معراج كل مؤمن، وبالصلاة يبلغ العبد الدرجة القصوى.. الصلاة التي هي عمود دين الله.. شاهد القرآن.. فمن عيسى إلى موسى إلى إبراهيم ﴿ربنا ليقيموا الصلاة﴾ وأما عيسى ﴿وأوصاني بالصلاة﴾ وتصل للخاتم ﴿أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً * وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً
                [الإسراء : 78-79] ذلك المقام المحمود الذي وُعد به أحمد (ص) لا يصل إليه صاحبه ما لم يُصَلِّ لبيت بناهُ إبراهيم (ع).. هذه حسنة في الدنيا.. فهل تكون قابلة للتعريف؟

                ما لا يقبل الإدراك حجّ بيت الله ﴿ وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾ الحج بهذه العظمة..
                جاء أحدهم إلى النبي (ص) وقال له: فاتني الحج هذا العام فماذا أفعل لأعوض ذلك، فأشار لأبي قبيس وقال: لو كان لك مثل هذا الجبل ذهباً وأنفقته في سبيل الله لما وصلت لحج البيت..

                من أين يبدأ حج البيت وأين ينتهي ؟
                هناك تعرف ﴿وآتيناه في الدنيا حسنة﴾.. شروعه من الوقت الذي يقول فيه : لبّيك اللّهمّ لبيّك، لبّيك لا شريك لك لبّيك ، إنّ الحمد والنّعمة لك والملك، لا شريك لك لبّيك..

                ما هي لبيك هذه ؟ كله جواب كلمة .. أعطي أمراً ﴿ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ﴾ الشروع في العمل يبدأ من جواب دعوة إبراهيم.. وختام هذا العمل ما هو ؟
                واقعاً إن فهم القرآن معجز ومحير.. ختمه هناك.. بعد أن قطع كل ذلك ﴿ وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ فينبغي الصلاة خلف مقامه، من النبي الأكرم (ص) إلى إمام الزمان _ع( قطب دائرة الإمكان.. ينبغي عليهم جميعا أن يتخذوا من مقام إبراهيم مصلى.. والأول جواب دعوته، والآخر العروج إلى الله.. من مقام قدّمه (ع).. هذا نموذج للحسنة..

                والحمد لله رب العالمين

                شعيب العاملي

                تعليق


                • #38
                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  عشر مطالب عن إبراهيم

                  كان البحث في شخصية من جعله الله تعالى إماماً للناس.. ومن دقائق البحث أنه كما كان في العمل عشر مطالب ففي العامل في هذه الآية عشر مطالب أيضاً، في القرآن حقائق ولطائف واشارات كل منها لطبقة خاصة..

                  كانت الكلمات التي ابتلي بها إبراهيم عشر كلمات بحسب النص، وقد عرضنا لكلمتين منها فقط.

                  بالنسبة للعامل نفسه ففي هذه الآية من سورة النحل عشر مطالب، ويجب النظر في بدايتها أولاً وبماذا كانت، وبماذا ختمت.
                  (ان إبراهيم كان امة) هذه البداية.. كان امة.. وذا بنفسه له بحث مفصل..
                  الثانية: (قانتاً لله)، وهذا المقام الثاني له.
                  الثالث: (حنيفاً)، اصل هذه الحنيفية ههنا..
                  الرابع (ولم يكن من المشركين) من الشرك الجلي والخفي.. باطلاق الشرك.
                  الخامس (شاكراً لأنعمه) فوصل الى مقام الشكر (قليل من عبادي الشكر)
                  السادس: (اجتباه)
                  السابع(وهداه الى صراط مستقيم) ذلك الصراط الذي كان في حد الاستقامة المطلقة له أيضا بحث مفصل.
                  الثامن (وآتيناه في الدنيا حسنة) نموذجها الكعبة ونموذجها الآخر كون الخاتم من صلبه.
                  التاسع (وانه في الآخرة لمن الصالحين) اذا لم نكن في حد فهم المقام الدنيوي لابراهيم، فكيف بمقامه الأخروي ؟

                  العاشر: وهذا ختام المطلب، وهذه الجملة محيرة لأهلها.. عقلاً ونقلاً.. خلاصة العالم وخلاصة آدم هو الخاتم صلى الله عليه وآله، والخلقة والبعثة مقدمة له، وهو المتبوع من تمام عالم الوجود، وهو ذلك الإنسان الكامل، الذي كان متبوعاً من جميع الأنبياء والمرسلين وإماماً للأنبياء والأوصياء والأولياء قال له تعالى ﴿ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً﴾ [النحل : 123]
                  يجب ان تتبع أنت أيضا ملة إبراهيم، تلك الملة التي لم تنسخ ولا تنسخ أبداً، ينبغي على النبي الخاتم وعلى كل الأمة ان تكون على ملة إبراهيم الخليل.

                  لو فهم علماء العامة القرآن لما صارت مسألة الامامة مورداً للتلاعب كما صارت..

                  مثل هذا الشخص وهذه الشخصية من يستحق (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً)

                  المسألة مهمة بقدر، وهذه الرواية تبين الحقيقة، فأي مراتب قد قطعها إبراهيم حتى اصبح لائقاً للإمامة ؟
                  في الكافي (كتاب الحجة) عن أبي جعفر عليه السلام (تأملوا في ذلك مع فهم دقيق) قال: إن الله اتخذ إبراهيم عبداً قبل أن يتخذه نبيّاً.
                  ما هي العبودية ؟ ما هي العبدية ؟ المادة في العبد والعابد العبادة، لكن بدقة أهل النظر فإن العبد غير العابد، ذكر الراغب في المفردات في تفسير العبادات: غاية التذلل..
                  غاية التذلل لمن ؟ لمن له غاية الافضال.. فالعبدية غاية التذلل لمن له غاية الافضال.. وهذه المرتبة الأولى ولها شرح في وقت آخر.. فلو أردنا أن نبين كل مسألة من هذه المسائل مع فقه الحديث مع مناسبتها لبيان الإمام فلا يكفينا الوقت...
                  لو أراد أي أحد أن يفسر العبودية فليرجع للقرآن الكريم ولركن الدين وهي الصلاة.

                  أما في القرآن فإن بيان السير فيه أوله عبد وآخره عبد (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى) وآخره أيضاً (أوحى الى عبده ما أوحى)

                  وعندما نصلي الصلاة أيضا ماذا نقول في التشهد بعد الشهادة بوحدانية الذات القدوس.. (وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)
                  هذه العبودية.. اتخذه عبداً قبل أن يتخذه نبياً...
                  واتخذه نبياً.. فرسولاً... فخليلا.. فاتخاذ رسالته قبل اتخاذ خلته.. طبعا ينبغي التأمل أن كل هذه المقامات من الأمور المشككة، فللعبدية مراتب، وكذا النبوة والرسالة، وبعد طي المرتبة ما دون الخاتم وفوق تمام الأنبياء في النبوة والرسالة (اتخذه خليلاً) فكان مقام خلته بعد كل هذا..

                  وختم الكلام ههنا.. رواية في أصول الكافي عن الإمام الخامس (واتخذه خليلاً قبل ان يتخذه إماماً) فكان منصب خلة الله قبل منصب الإمامة.. هذه الإمامة في القرآن..

                  نص كلام الله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً)
                  فهل تناسب
                  هذه الإمامة ابن ابي قحافة وعمر بن الخطاب ؟
                  وهل يكون اللباس الذي ألبسه الله لإبراهيم بعد كل تلك الكلمات وتلك المقامات لائقاً بمثل هؤلاء ؟

                  يقولون من جهة أنه كان إماماً ومن جهة أخرى يقولون أنه قال بنفسه: أقيلوني فلست أليق بهذا المقام !!
                  وأعلن قائلاً: لست بخيركم!

                  ينبغي سؤال الفخر الرازي من أرفع ؟ إبراهيم ام سعد بن ابي وقاص ؟ إبراهيم أرفع ام تلك الافراد النكرة في المدينة ؟

                  الذي يعترف بأنه ليس أفضل من أدناهم هل يكون لائقاً لمقام إبراهيم ؟

                  هذا يعني ان التعلم يختلف عن العلم والفهم ونيل الحقائق، فالعلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء..

                  هل وصلت آرائ وانظار أولئك المفسرين والكُتَّاب الى حد ان تفهم ان الإمامة محتاجة الى جعل من الله تعالى، وأن شخص الإمام ينبغي أن يكون قد تجاوز مثل هذه الاختبارات، ووصل الى مثل هذه المناصب ليصل الى مقام الإمامة ؟

                  هذا تعصب أم هذا نص القرآن ؟
                  هذا علم أم تهكم ؟

                  هذا منطق الشيعة.. بطلان قول العامة.. وحقانية الخاصة.. هو النص الصريح للكتاب والسنة القطعية.. لكن الإحاطة العلمية والتتبع والتحقيق لازم..
                  هذه الآية لوحدها كافية.

                  (فأتمهنّ) ماذا كان الإتمام ؟ يأتي إن شاء الله

                  والحمد لله رب العالمين

                  شعيب العاملي

                  تعليق


                  • #39
                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    لا ينال عهدي الظالمين

                    وصل البحث إلى هذه الجملة ﴿ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ [البقرة : 124]
                    في هذه الآية برهانان على عصمة الإمام المطلقة، وقد مرّ أولهما بشكل مفصل، وأما الثاني فهو:
                    أنه لا يليق أحد بعهدي ممن تلبس بالظلم، فمطلق التلبس بالظلم يسد طريق الإمامة، ونفي مطلق التلبس مثبت للعصمة، لأن الأفراد ينقسمون بالنسبة للظلم إلى أقسام:
                    الأول: قسم منهم ظالم طيلة عمره.
                    الثاني: كان عادلاً في بداية أمره ثم انقلب الى الظلم.
                    في هذين الفرعين الظالم ظالم بالفعل، فلا يمكن أن يطلب مثل ابراهيم الإمامة لظالم بالفعل، هذا محال.
                    وأدنى مرتبة الظلم تنفي عن الظالم صلاحية الإمامة، لذا فإن مورد سؤال إبراهيم بعد قوله تعالى ﴿ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً﴾ لا يشمل من تلبس بالظلم من القسمين، لأن إطلاق ﴿ومن ذريتي﴾ يشملهما معاً، فمن تلوث بالظلم ولو على نحو الموجبة الجزئية لا ينال هذا المقام، فينحصر مقام الإمام بمن لم يصدر منه أي ظلم قولاً ولا عملاً.

                    لذا فإن البرهان الثاني هو سيف قاطع يقطع ظهر علماء المذاهب الأربعة.
                    ولأن المسألة مهمة جداً، وفيها مذهبان: الخاصة والعامة، نبيّنها على مبنى الطرفين لكي يتأمل العلماء المتبحرون من المذاهب الأربعة في هذه الكلمات المباركة، ويسيروا وفق فطرة الانسانية ويعملوا بكلام الله تعالى، دون تعصب ولا تهكم.

                    أولاً: ينبغي النظر في حدود (الظلم) في نفس القرآن الكريم: مبدأه ومنتهاه ووسطه، ينبغي على رجال العلم والدقة التأمل في كل هذه الآيات. ونذكر شيئاً بمقدار ما يسمح به الوقت: ﴿ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام : 45]
                    التعبير محيّر هنا، لم ترد مثل هذه الجملة وبهذه الشدة في سائر آيات القرآن الكريم، إله الكون يحمد نفسه لهذا العمل، قطع دابر القوم. هذا حدّ الظلم في نص كلام الله تعالى.
                    آية أخرى: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ [الشعراء : 227]
                    شدة الأمر إلى حد أنه صدر بسين (سوف) وذلك في اليوم الذي ورد فيه ﴿وترى الناس سكارى وما هم بسكارى﴾ فانهم ينقلبون إلى منقلب غير ممكن البيان بعد تنكيره.
                    ومن نناقشهم في مثل هذا البحث أمثال الفخر الرازي والتفتازاني والعضدي وأضراب هؤلاء..
                    أولاً نذكر هذه الآيات ثم مذهب العامة حتى يتضح الحق والباطل..
                    بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ [لقمان : 11]
                    هل يمكن للضال أن يكون هادياً ؟ هل يعقل ذلك ؟
                    آية أخرى: وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [البقرة : 258]
                    فالله لا يهدي قوماً تلبسوا بالظلم أبداً.

                    وينبغي رعاية مطلبين من الناحية الفنية هما: أن هناك آية تنفي الهداية بالمطابقة، وتثبت الضلال بالدلالة الإلتزامية. وفي آية أخرى ينقلب المطلب (هذا هو القرآن الحكيم) فيثبت الضلال بالدلالة المطابقية وينفي الهداية بالدلالة الإلتزامية (لماذا هذه الدقة في كلام الله تعالى ؟ )
                    ﴿بل الظالمون في ضلال مبين والله لا يهدي القوم الظالمين﴾
                    لا شك أن مفهوم الإمامة يقتضي معيّة المأموم للإمام، يا من تكتبون التفاسير هل فهمتم أن تبعية المأموم للإمام مقوّم لمفهموم الإمامة ومقوّم لمصداقها ؟

                    هذا بالبرهان العقلي، أما نص القرآن الكريم:
                    ﴿ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين﴾
                    فهل هذه الآية صريحة في نفي المعية أم لا ؟
                    ﴿فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [الأنعام : 68]
                    نهاية الأمر:
                    ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ [غافر : 52]
                    هل يمكن أن يكون الملعون إمام الأمة ؟ هذا نص القرآن .

                    أما عقيدة كل أئمة المذاهب الأربعة فهذه هي: قال الباقلاني في التمهيد: قال الجمهور من أهل الإثبات وأصحاب الحديث: لا ينخلع الإمام بهذه الأمور (بفسقه وظلمه) (هذه إمامة أئمة العامة)
                    بغصب الأموال (فإذا غصب كل الأموال أيضاً لا ينخلع عن الإمامة، فهل هذا الدين ؟ هذا المذهب ؟ هذا الإسلام ؟ هذا القرآن؟)
                    وضرب الأبشار، وتناول النفوس المحرّمة (فإذا قتل أشخاصاً دون ذنب، من النفوس التي حرّم الله قتلها يبقى إماماً ! هذا إمام كل سنة العالم ! هذا المذهب المخالف لنا .. غلب الجهل وذهب العلم فهذه النتيجة)
                    وتضييع الحقوق وتعطيل الحدود (فإذا ضيّع الحقوق والحدود الإلهية أيضاً لا ينخلع !! فماذا تكون النتيجة ؟ أن لإمام العامة الحق أن يُذهب الدين والأمة ! )

                    هذه حجة على علماء المذاهب الأربعة.. فهل عندهم جواب ؟
                    هذا متن كلام الباقلاني في التمهيد(ص478).

                    أما التفتازاني في شرح المقاصد2: 272 فيقول: إذا مات الإمام وتصدى للإمامة من يستجمع شرائطها من غير بيعة واستخلاف وقهر الناس بشوكة انعقدت له الخلافة !! (وهذه الخاتمة) وكذا اذا كان فاسقاً أو جاهلاً على الأظهر !

                    هذا مذهبكم ؟ أيها الفخر الرازي هل عندك عقل أم لا ؟

                    عقيدتكم كلكم أنه لو تسلط أحدٌ بالقوة يصبح إماماً ولو كان فاسقاً وجاهلاً !

                    ما هي الإمامة ؟
                    هل ينبغي اتباع من يصبح اماما ام لا ؟
                    إذا لم يكن اتباعه لازماً فليست هناك إمامة .. هذا جمع بين النقيضين: إمام ولا يتّبع ! متبوع ولا يتّبع ! هل تفهم أيها التفتازاني ما تقول ؟!
                    وهذا إمام العلم والأدب والكلام والحديث !

                    هذا نص القرآن : ﴿إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا﴾
                    فمن يكون خبره ليس معتبراً بنص القرآن يكون صالحاً لإمامة الأمة ؟ هل تفهم ما تقول ؟
                    والجاهل الذي يصبح إماماً يقول فيه تعالى ﴿أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى﴾ هذا نص القرآن .. ﴿قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب﴾

                    هذا القرآن .. وهذه الإمامة التي يعتقد بها العامة ..
                    من هم الاشخاص الذين احضروهم واعتبروهم خلفاء النبي دون خجل وحياء ؟!
                    لسنا أهل فحش وتعصب ولا لعن ولا نفرة.. بل أهل العقل والمنطق والقرآن..

                    هذه الإمامة عند علماء المذاهب الأربعة.. أما الإمامة عندنا فالإمام معصوم من الخطأ، والمعصية..
                    فهل نص القرآن معنا أم معكم ؟
                    إذا كان معكم فنحن نحني رؤوسنا.. وإذا كان معنا .. فهذا برهانه وهذا كتاب الله..

                    أن تنصبوا شخصاً يأتي إلى باب بيت ينص الله تعالى في كتابه عن أهله ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً
                    والجميع يعتقد أن فاطمة كانت ممن نزلت فيهم هذه الآية.. كلكم اتفقتم أيضاً أن عائشة وحفصة وأم سلمة خارجون عنها ..
                    هؤلاء ليس عندهن هذا المقام، أما فاطمة الزهراء عليها السلام التي شهد الله لها بالطهارة من الرجز وبالطهارة المطلقة والعصمة التامة .. أحضرتم من جاء إلى باب بيتها ليقول: اخرج يا علي وإلا أحرقنا الدار بمن فيها !
                    كلكم أيضاً كتبتم: قالوا في الدار فاطمة. ماذا يعني ذلك ؟ فاطمة ..

                    يعني من كانت أذيتها أذية النبي (ص) بنص القرآن وبصحيح البخاري.
                    الكتاب والسنة اتفقتنا على ذلك.
                    ونتيجة تلك الأذية لعنة الله.
                    وكلكم كتبتم أيضاً بعد أن قالوا له في الدار فاطمة قال: وإن.. أي ولو كانت فاطمة سأحرقها أيضاً !!

                    هذه الإمامة وهذا إمام العامة ..


                    والحمد لله رب العالمين

                    شعيب العاملي
                    التعديل الأخير تم بواسطة شعيب العاملي; الساعة 19-11-2013, 10:02 AM.

                    تعليق


                    • #40
                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      والحمد لله رب العالمين
                      وبعد

                      فقد اكتملت جملة الأبحاث العقائدية القرآنية التي أردنا إيرادها في هذا الموضوع والتي ألقاها أستاذنا سماحة آية الله العظمى الشيخ حسين وحيد الخراساني حفظه الله خلال العام المنصرم، تحت عنوان:
                      في رحاب الإمامة.. وآيات القرآن.. سلسلة أبحاث لسماحة الشيخ الوحيد الخراساني..
                      http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=184199

                      وقد اكتمل أيضاً عرض الموضوع الأول من السلسلة الثانية من أبحاث سماحة الشيخ تحت عنوان: الإمامة في السنة النبوية الشريفة
                      وموضوعها الأول تحت عنوان:
                      السنة النبوية وأدلة الإمامة (1): من أطاع علياً فقد أطاعني
                      http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=192058

                      وقد شرعنا بالموضوع الثاني منها وعنوانه:
                      السنة النبوية وأدلة الإمامة (2): أنت مني بمنزلة هارون من موسى
                      http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=193138

                      سائلين المولى عز وجل ان يوفقنا لاتمامها وأن يدفع بها وبغيرها الغشاوة عن أبصار طلاب الحق والهداية، والحمد لله رب العالمين

                      شعيب العاملي

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      x

                      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                      صورة التسجيل تحديث الصورة

                      اقرأ في منتديات يا حسين

                      تقليص

                      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
                      ردود 2
                      17 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                      بواسطة ibrahim aly awaly
                       
                      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                      استجابة 1
                      12 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                      بواسطة ibrahim aly awaly
                       
                      يعمل...
                      X