إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية حيال إيران والمنطقة العربية (دراسة من 3 حلقات)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية حيال إيران والمنطقة العربية (دراسة من 3 حلقات)

    الاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية حيال إيران والمنطقة العربية (دراسة من 3 حلقات)

    الحلقة الاولى:


    تاريخ النشر : 11/3/2013

    بقلم : نضال حمادة

    الولايات المتحدة وإيران أفق الحرب والاتفاق

    منذ وصول باراك اوباما الى حكم البيت الأبيض اعتمد مقاربة مختلفة مع إيران، اعتمدت على القطيعة مع مصطلحات المحافظين الجدد وأساليبهم السياسية في كل ما يتعلق بالشأن الإيراني، دون تغير جدي في الأهداف الأمريكية وعلى رأسها إجبار إيران على وقف برنامجها النووي، ودون أي تراجع في سياسة الحصار المفروض امريكيا وغربيا على ايران منذ أربعة عقود تقريبا.



    وليس هناك شك أن سياسة القطيعة مع أساليب المحافظين الجدد وإدارة الرئيس جورج وليام بوش خلال ثماني سنوات اتت حفاظا على المصالح الأمريكية في منطقة شنت فيها الولايات المتحدة حربين في أفغانستان والعراق المحاذيتين لإيران، وشهدت فيها القوة العسكرية الأمريكية انتكاسات عسكرية وسياسية تحمل الولايات المتحدة ايران دورا كبيرا فيها. وفي وقت كانت فيه الجيوش الأمريكية تستعد لمغادرة العراق وتضع جدولا زمنيا للانسحاب من أفغانستان، اتت احداث الربيع العربي لتعيد رسم خريطة القوى والتحالفات السياسية والاستراتيجية في المنطقة والعالم مع وصول جماعة الإخوان المسلمين الى سدة الحكم في اكثر من بلد عربي بفعل الغضب الشعبي، وبالتوافق مع الجيش الذي لا يزال حليفا لأمريكا في كل من تونس ومصر.


    ومن ثم أتى تدخل الغرب في ليبيا الذي أطاح بحكم القذافي مع الإطاحة بالدولة الليبية وتماسكها بينما اخذ الحدث السوري العلاقات الدولية والإقليمية الى مواجهة دبلوماسية أعادت انتاج مفاعيل الحرب الباردة وإن كان بأساليب مغايرة، اما ترجمتها العسكرية فهي حرب في سورية امتدت على مساحة الوطن وأوجدت اوضاع جيواستراتيجية جاهزة للتغير وللتفتت على اكثر من صعيد ومنطقة وبلد.



    وتأتي حصيلة هذه الأحداث لا سيما الحدث السوري، لتعيد للولايات المتحدة إمكانية الفعل والمبادرة الذي فقدته بسبب حربي العراق وأفغانستان، واصبحت واشنطن التي كانت تتهم النظام في سوريا بضربها في العراق تضرب في الداخل السوري عبر المعارضات السورية المسلحة وعبر حلفائها الإقليمين من عرب واتراك، وهذا الوضع الإقليمي والسوري تحديدا عقد العلاقات الأمريكية الإيرانية المعقدة اصلا لأن سوريا بشار الأسد حليف استراتيجي لإيران، أضعفت أحداثه النفوذ الإيراني الذي يجد نفسه في موقع الدفاع في دمشق بعد ان كان في بغداد وفي كابول في موقع الهجوم.

    وفي استراتيجيتها في مواجهة ايران وفي غياب البديل العسكري والسياسي تعمل الإدارة الأمريكية على إنهاك إيران اقتصاديا عبر تطبيق الحصار التجاري بكافة أوجهه، خصوصا في المجال المصرفي وتقنية التحويلات التي تتحكم بها أمريكا عالميا عبر شبكة الانترنت العالمية التي تتحكم بها واشنطن بشكل كامل، وعبر النظام المصرفي العالمي الذي يعتمد مصرفين لنظام التحويلات المصرفية أحدهما في دولة اللكسمبورغ والثاني في لندن وكلا المصرفين تحت السيطرة الأمريكية البريطانية بشكل كامل.

    وقد اعتمدت واشنطن على هذا النظام في استراتيجية حصار إيران وأوقفت شركة "كلير ستريم" نظام التعامل المصرفي مع إيران، ما أوقف نظام الحوالات المصرفية من والى إيران وأثر هذا على تجارة النفط مع الدول التي تستورد النفط الإيراني، مثل الصين واليابان وكوريا والهند وذلك بعد ان أوقفت دول الاتحاد الأوروبي شراء النفط الإيراني .


    كما تعمل الولايات المتحدة في المجال الصناعي والتقني على منع ايران من الحصول على التقنيات الحديثة في كل المجالات، فضلا عن مقاطعة الجامعات الغربية للطلاب الإيرانيين بكل ما يتعلق بالفيزياء. وتفرض الولايات المتحدة حصارا على ايران في كل ما يتعلق بقطع غيار الطائرات المدينة وتقنية الطائرات وبيع طائرات مدنية، وتتبع سياسة العقوبات على كل الشركات التي تتعاون مع ايران ويشرف على سياسة الحظر المصرفي بنك "غولدمان ساكس" وبنك "ليمان بروزر"، وهذا الأخير مسؤول مباشر عن معاناة اللبنانيين الاقتصادية كونه الشركة المالية التي أوكلها البنك الدولي وضع لائحة الشروط على لبنان أيام الرئيس الراحل رفيق الحريري، وبناء على تك اللوائح حصلت حكومات الحريري والسنيورة على جميع القروض الدولية بما فيها باريس 1 و2 ..

    سياسة الانتظار..



    في 12-12-2008، بعيد فوز باراك اوباما بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وعلى هامش ندوة في معهد العلاقات الدولية في باريس التقيت "فرنسيس فوكويام" صاحب نظرية نهاية التاريخ، الذي قال لي يومها ان باراك اوباما أتى ليحافظ على القيادة الأمريكية للعالم، وفي خطاب توليه الرئاسة امام الكونغرس تناول باراك اوباما حرب العشر سنوات التي خاضتها امريكا في أفغانستان والعراق، مشيرا الى تغير جذري في الاستراتيجية الأمريكية التي اعتمدت على الحرب وسيلة وحيدة في العلاقات الدولية خلال عهد جورج بوش الابن.

    موقف أوباما هذا اعاده هذه المرة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالقول، أن الاستراتيجية الأمريكية ليست محددة فقط في الحرب على "الإرهاب" وفي التدخلات العسكرية، معدد اوجه النفوذ الأمريكي في العالم بالأمن الغذائي ومكافحة التغير المناخي التي جعلها باراك اوباما أولويات لولايته الثانية، وفي كلامه عن الاستراتيجية الأمريكية حيال ايران خصوصا في قضية الملف النووي اكد كيري أن واشنطن سوف تفعل كل شيء حتى لا تحصل ايران يوما على القنبلة النووية.

    اما باراك اوباما في خطابه الذي دشن به ولايته الثانية، فقد قال أنه يفضل حلا سياسيا ودبلوماسيا مع ايران، مؤكداً على قراره بعدم شن أية حرب حتى يعطي للدبلوماسية كل حظوظ النجاح، وهذا هو أساس الاستراتيجية الأمريكية في التعامل مع الموضوع النووي الإيراني. فالولايات المتحدة ليس لديها استراتيجية حرب ضد إيران كما انها لا تملك مسارا سياسيا واضحا، وهي تتعامل مع الموضوع على طريقة المراحل، كما يقول "إيف بونيه" المدير السابق لجهاز مكافحة التجسس في فرنسا في حديث مع موقع المنار، مضيفا ان الولايات المتحدة تريد حلا سياسيا للأزمة مع استمرار اشارتها للحل العسكري عبر القول ان كل الاحتمالات موضوعة على الطاولة


    في ندوة عقدت الأسبوع الماضي في مجلس الشيوخ الفرنسي حول التحولات في الشرق الأوسط، وفي حديثه عن احتمالات التدخل العسكري الأمريكي ضد إيران، قال احد المحاضرين ان الولايات المتحدة لا تريد حربا مع ايران تخرج عن نطاق السيطرة وقد تمتد سنوات طويلة، لذلك تمنع إدارة اوباما اسرائيل من التحرك عسكريا ضد ايران. وقال المحاضر ان إسرائيل لن تخرج عن الإرادة الأمريكية في هذا المجال حتى في ضربة صغيرة ومحدودة، كما حصل في الغارة الجوية التي شنتها أخيرا بالقرب من العاصمة السورية دمشق، حيث كانت إسرائيل حريصة على عدم إغضاب أوباما وهي أخذت إذنا من الولايات المتحدة لتنفيذ هذه الغارة المحددة. وكشف المحاضر أن مسؤولا عسكريا إسرائيليا كبيرا زار واشنطن قبل الغارة حاملا معه كل المعطيات الإسرائيلية، حتى حصلت إسرائيل على إذن واشنطن بشن الغارة الجوية .

    وهنا أيضا، نجد تأثيرات الربيع العربي التي لديها مفارقاتها الخاصة في الكباش الإيراني الأمريكي، رغم الوضع السوري الصعب على ايران والمحور الحليف لها، فالولايات المتحدة التي تنسق مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر وتونس وليبيا و بقدر أكثر حذرا في سوريا تبدو غير مرتاحة لرؤية الشرق الأوسط يسقط في يد الإخوان المسلمين بشكل كامل وبطريقة يشعر بها الإخوان على المدى المتوسط بعدم الحاجة لواشنطن، وهذا ما يجعل خيار التوافق مع ايران مطروحا بقوة في امريكا، للإبقاء على توازن قوى في المنطقة يمكن لأمريكا من خلاله ايجاد مساحة وهامش من التحرك لدى ايران وحلفائها، ولدى جماعة الإخوان ومن خلفهم السلفيين، ويمكنها أيضا من استغلال نقاط الخلاف والتناقضات بين الطرفين في عملية تقوية نفوذها، فالحرب على ايران ليست مضمونة النتائج بالنسبة لواشنطن فضلا عن أنها سوف تصب في مصلحة انظمة الخليج وخصوصا العائلة السعودية التي تفقد شيئا فشيئا أهميتها الاستراتيجية بالنسية لواشنطن بسبب الاكتشافات النفطية الصخرية في الغرب أو ما يسمى بنفط "الشيست"، فضلا عن الحمل المعنوي والسياسي التي تتحمله واشنطن جراء دعمها للنظام السعودي ولأنظمة الخليج التي لا تقيم اي وزن للحريات، في وقت تشهد فيها المنطقة حراكا واسعا.


    وهذا التفكير الأمريكي بالتحديد والذي بدا يظهر في وسائل الإعلام الغربية تخيف إرهاصاته واتساع رقعة الحديث عنه العائلة السعودية الحاكمة التي تجد نفسها في صراع خفي مع واشنطن "اوباما"، كما هي حال نتنياهو في إسرائيل وهذه الاستراتيجية الأمريكية التي لا تريد صداما عسكريا مع طهران لا تحظى برضى المملكة العربية السعودية التي تريد من امريكا ضرب ايران عسكريا وتبدي استعدادها مع باقي دول الخليج لدفع الفاتورة المالية لأية حرب تشنها امريكا ضد إيران. لكن أحداث الربيع العربي وتحديدا في مصر وما رافقها من عودة روسية الى الساحة الدولية أدت بواشنطن إلى عدم الأخذ برأي السعودية في القرارات الاستراتيجية المتعلقة بشؤون المنطقة ومصيرها، فباراك أوباما ساعد على الإطاحة بحسني مبارك رغم تمسك السعودية به وغضبها من تخلي واشنطن عنه وعن نظامه.

    وهنا في ظل هذه التعقيدات ليست امريكا في وضع يسمح لها في الدخول في حرب مع ايران لا تدري متى وكيف تنتهي، كما انها ليست على استعداد لدفع ثمنها البشري بعد الخسائر البشرية في العراق وأفغانستان، فالخيار العسكري غير مطروح مع ايران وليس لديه أرضية عملية تؤكد نجاحه، والخيار السياسي ينتظر نضوج أرضية إقليمية في سوريا وربما الجوار، وما زال امامه وقتا كي يتبلور وتتضح معالمه، ومع كل هذه المفارقات يبقى الانتظار و"الستاتيكو" امرا واقعا مفروضا على الجميع على طريقة "مكره أخاك لا بطل" ..
    المصدر:
    http://www.almanar.com.lb/adetails.php?eid=440039&cid=27&fromval=1&frid=27&s eccatid=316&s1=1
    التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 20-03-2013, 01:03 AM.

  • #2
    الاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية حيال إيران والمنطقة العربية (دراسة من 3 حلقات)

    الحلقة الثانية:


    تاريخ النشر : 14/3/2013

    بقلم : نضال حمادة



    الاستراتيجية الإسرائيلية اتجاه إيران والتأثير الأمريكي

    تعيش النخبة السياسية والعسكرية الإسرائيلية منذ ثلاثة عقود هاجسا كبيرا اسمه إيران وعنوانه البرنامج النووي الإيراني، وهذه النخبة تختلف في كل شيء تقريبا إلا في الموقف الحاد من إيران والسعي الدؤوب لتوريط الولايات المتحدة الأمريكية والغرب في حرب ضد الجمهورية الإسلامية تقضي على التقدم التقني والصناعي السريع الوتيرة الذي تعيشه إيران رغم الوضع الاقتصادي الصعب، وتعيد رسم الخريطة الاستراتيجية للمنطقة.


    ورغم التهويلات والتهديدات الإسرائيلية شبه اليومية بقرب شن ضربة عسكرية إسرائيلية ضد إيران، فإن الواقع الحقيقي للأمور يشير الى عدم إمكانية إسرائيل تنفذ تهديدها هذا الذي تستخدمه تل أبيب فقط للتغطية على الوضع الفلسطيني الذي لا يشهد اي تقدم او عملية انفراج، فضلا عن الوضع الانتخابي الداخلي وتراجع الثقة الشعبية الإسرائيلية بإمكانية الاستمرار بالسياسات المعتمدة منذ قيام الكيان استنادا على القوة العسكرية الإسرائيلية فقط دون أي بديل او رديف سياسي آخر.


    وبعيدا عن سياسة التهدد العسكري الغير قابلة للتطبيق والنجاح تعتمد "إسرائيل" استراتيجية متعددة المحاور ضد إيران يمكن تحديدها بالعناصر التالية:
    - جر الولايات المتحدة لخوض حرب ضد ايران.
    - العمل على تخريب البرنامج النووي الإيراني.
    - الضغط عبر اللوبي اليهودي في أمريكا والغرب للاستمرار في سياسة الحصار الاقتصادية.
    - تعزيز الانتاج العسكري وتطويره.


    في الموضوع الأمريكي تسعى "اسرائيل" منذ سنوات عديدة لجر الولايات المتحدة لحرب ضد ايران تأخذ طابع الحرب الدولية، وتكون فيها القوة النارية الأمريكية في خدمة الأهداف الإسرائيلية الراغبة في تدمير ايران، وهذه الاستراتيجية الإسرائيلية ثابتة غير انها تواجه برفض قاطع من إدارة أوباما التي لا تريد خوض حرب ضد طهران لا تعرف نتائجها ولا امتداداتها.


    وفي هذا الرفض الأمريكي، يقول أحد الباحثين في وزارة الدفاع الفرنسية في ندوة عقدت في مجلس الشيوخ الفرنسي الأسبوع الماضي، أن "إدارة اوباما وضعت خطوطا حمراء امام إسرئيل في كل ما يتعلق بعمل عسكري اسرائيلي ضد ايران". ويضيف الخبير الفرنسي ان "الإسرائيليين بعد الرفض المتكرر من إدارة أوباما بشن حملة عسكرية ضد طهران او السماح لإسرائيل بالقيام بأي عمل عسكري بدأوا يطرحون على أمريكا فكرة شن ضربة محدودة لا تشعر النظام الإيراني بالإهانة ولا تجبره على الرد وفي نفس الوقت تعطي هذه الضربة رسالة قوية عن قدرة اسرائيل الردعية"، وتقترح "اسرائيل" شن ضربة صاروخية لكن إدارة اوباما ترفض ذلك، وتسال ما الذي يضمن أن لا ترد ايران عبر حلفائها وتشتعل المنطقة لعشر سنوات مقبلة.

    هذا الموقف الأمريكي يزيد تعقيد العلاقات بين "اسرائيل" وأمريكا حيث يشعر الكيان أن هناك نوع من التغير في التفكير السياسي الأمريكي نحوه، وهو بأي حال لا يصل الى تغيير في طبيعة العلاقات الاستراتيجية، لكن هذا التفكير يجعل النخبة السياسية الأمريكية تتصرف بعيدا عن الضغوط الإسرائيلية التي أصبحت تعتبرها مهينة وغير مقبولة، وهذا التفكير يظهر بامتعاض اوباما من قرار الكونغرس تشديد العقوبات على طهران تحت ضغط اللوبي الإسرائيلي، وكلنا يذكر الحديث الذي جرى بين ساركوزي واوباما، والذي قال فيه الرئيس الأمريكي لنظيره الفرنسي "أنت لا تطيقه ان يردني اتصال منه كل دقيقتين أصبح الأمر لا يحتمل"، وظهر هذا الامر مؤخرا خلال زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون الى تل أبيب اثناء توقيعها على اتفاق عسكري مع وزير الخارجية الإسرائيلي حيث أظهرت عدسات التلفزة مسؤول كبير في منظمة (أيباك) "يقف فوق رأسها ليرى كيف توقع عل الاتفاق".


    في نفس الوقت تعمل "إسرائيل" بقوة على تخريب البرنامج النووي الإيراني، وهي في هذا العمل تنسق مع المخابرات الأمريكية والفرنسية والبريطانية والكندية والألمانية وجهاز المخابرات السعودي، حسب موقع ويكيليكس، الذي تحدث عن اجتماعات اسرائيلية سعودية مغربية في هذا الموضوع، ولا تنفي إسرائيل ضلوعها في عمليات الاغتيال التي طالت العشرات من العلماء الإيرانيين، فيما تؤكد طهران ضلوع الموساد الإسرائيلي في هذه العمليات، وبث الإعلام الإيراني اعترافات لمنفذين تم اعتقالهم، كما تعتمد إسرائيل على "جماعة خلق" المعارضة في جمع المعلومات عن البرنامج النووي الإيراني وعن الطاقم البشري والكادر العلمي العامل في البرنامج، وهي استعانت بعملاء من الجماعة في تنفيذ العديد من عمليات الاغتيال داخل ايران والتي طالت الكادر العلمي.

    في نفس الوقت، عملت اسرائيل على تخريب البرنامج النووي الإيراني عبر شبكة الانترنت عن طريق ارسال فيروسات تسحب المعلومات من الشبكة الإيرانية، وتدمر أجهزة الحاسوب. وقد أشارت السلطات الإيرانية الى تعرض الشبكة الإيرانية لهجوم فيروسات الكترونية، فيما قالت يومها الصحافة الغربية ان ايران تعرضت لهجوم بفيروس اسمه "ستاكس نت" مصدره "اسرائيل"، وفي الحقيقة فإن خبراء الرياضيات والبرامج الإلكترونية والمعلوماتية في اوروبا يسخرون من هكذا هجوم. وفي هذا المجال يقول الخبير في تقنية سرية الأنترنت نيكولاس ارباجيان "هذا الهجوم هو نوع من الدعاية المهم هنا القول أننا ضربنا البرنامج حتى ولو لم نستطع ضربه فعلا".


    كما تعمل "اسرائيل" على سياسة الحصار الاقتصادي العالمي ضد ايران عبر استعمال النفوذ القوي لليهود في المؤسسات المالية العالمية، وفي مراكز القرار الصناعي والسياسي في الغرب، وهي تضغط في الولايات المتحدة عبر "ايباك" المنظمة اليهودية الأكثر التزاما بالسياسة الإسرائيلية للضغط في هذا المجال، كما تستعمل نفوذ المال اليهودي في البورصات العالمية وفي المصارف الأمريكية والأوروبية لحصار ايران ماليا واقتصاديا. وهي عبر شركات نفوذ المال اليهودي في البورصات، فرضت على شركات التامين العالمية المسعرة في بورصة لندن وقف كل عقود التامين على البواخر الإيرانية والعالمية التي تتعامل في نقل النفط الإيراني أو في التجارة مع ايران.

    في الشق العسكري، عززت "اسرائيل" خلال السنوات الأخير من انظمتها الصاروخية وانتجت صواريخ بعيدة المدى خاصة بالمواقع تحت الأرض، كما انها أنشأت أنظمة حماية صاروخية بمساعدة امريكية وألمانية، هذا فضلا عن تعزيز أسطولها البحري بغواصات "دلفين" التي سلمتها المانيا عدد منها مجانا، وهذه الغواصات يمكن لها حمل صواريخ نووية. وفي المجال التقليدي تجري إسرائيل تعديلات على دبابة الميركافا، وتعمل على مشاريع عسكرية خاصة بما تسمية التهديد الإيراني، غير أن حصول الاضطرابات العربية أدى الى تعديل في هذه الاستراتيجية، وتوسيع لها على عدة جبهات، فأصبحت العقيدة العسكرية الإسرائيلية تعتبر الجنوب الفلسطيني الخطر الداهم عوضا عن الشمال وهذا ما سوف نفصل في الجزء الثالث..

    المصدر:
    http://www.almanar.com.lb/adetails.php?eid=442889&cid=27&fromval=1&frid=27&s eccatid=316&s1=1
    التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 20-03-2013, 01:14 AM.

    تعليق


    • #3
      الاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية حيال إيران والمنطقة العربية (دراسة من 3 حلقات)

      الحلقة الثالثة:


      تاريخ النشر : 18/3/2013

      بقلم : نضال حمادة


      أمريكا وإسرائيل والربيع العربي..

      شكل الربيع العربي حالة خلاف نادرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ولا شك أن غياب الاستراتيجية الواضحة لدى الطرفين في ظل تسارع الأحداث وخروجها عن السيطرة، حيث وضعت احداث الربيع العربي الطرفين امام مفترق من المصالح المتضاربة، أولى إرهاصاتها كانت في مصر التي كانت إسرائيل تريد الحفاظ على حسني مبارك ونظامه بينما ساهمت أمريكا اوباما في تسريع وتيرة تنحي مبارك.



      وقد خرج الخلاف بين الطرفين الى العلن في تصريحات متكررة لكل من بنيامين نتياهو وشمعون بيريس ومسؤوليين اسرائيليين دعوا فيها واشنطن لدعم نظام مبارك في مصر وعدم التخلي عنه. وقد نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية بتاريخ 31 كانون أول/ديسمبر 2011 رسالة سرية موجهة من الحكومة الإسرائيلية الى البيت البيض تطلب فيها إسرائيل من الإدارة الأمريكية وقف انتقاداتها للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك. وأشارت الحكومة الإسرائيلية في هذه الرسالة إلى أن المصالح الحيوية للغرب ولمنطقة الشرق الأوسط تحتم الحفاظ على استقرار نظام مبارك في مصر.


      وتكمن نقطة الخلاف في النظرة الاستراتيجية الإسرائيلية التي تتعامل مع المحيط من مبدأ أمني، بينما تعتبر الولايات المتحدة أن مصالحها لم تعد فقط في التعامل من المنظور الإسرائيلي، خصوصا بعد الحراك العربي الواسع الذي تتوقع واشنطن أن يمتد الى منطقة الخليج بإماراته وممالكه، خصوصا الى النظام السعودي، العمود الفقري للمنظومة الأمريكية في العالم الإسلامي، وتبني واشنطن استراتيجيتها بطريقة ظرفية متحركة مع الحدث عكس اسرائيل، التي تريد من حولها حزاما آمنا، خططت له منذ حرب 1967 وهي ترى ان أحداث الشارع العربي تجبرها على إعادة النظر به.


      وجوهر الخلاف الأمريكي الإسرائيلي يكمن في أن إسرائيل ما زالت تعتمد خيار الحزام الأمني الذي انتقل من المحيط العربي عبر الأنظمة المحيطة بها الى داخل اسوار فلسطين المحتلة، عبر سياسة بناء الجدران، والقبب الحديدة المضادة للصواريخ، بينما يرى الغرب وعلى رأسه امريكا ان الوقت قد حان لتسوية ما، وأن جماعة الإخوان المسلمين الذين يسيرون للحكم في اكثر من بلد عربي بعد ان وصلوا للحكم في مصر وتونس مستعدون لتسوية يفرضونها على حماس والفلسطينيين مقابل عدم رفض الغرب لحكمهم، ورفع سيف الجيش في مصر وتونس عن تهديد ثبات هذا الحكم واستمراره.

      الاستراتيجية الأمريكية



      عملت امريكا منذ بداية الحراك العربي بطريقة براغماتية ظرفية مع كل حدث، فهي تدخلت في مصر واجبرت حسني مبارك على التنحي بعدما أخذت ضمانات من جماعة الإخوان المسلمين خصوصا في قضية معاهدة كامب ديفيد، وحسب المعلومات كانت اللقاءات مستمرة خلال الأزمة المصرية بين الأمريكان وجماعة الإخوان المسلمين، بينما تعاملت الولايات المتحدة في الموضوع الليبي بحذر كبير وأوكلت امر التدخل العسكري المباشر الى كل من فرنسا وبريطانيا وأبقت نفسها خلف الستار، في نفس الوقت عززت امريكا علاقاتها مع الجيوش في مصر وتونس لضمان توازن في وجه جماعة الإخوان لمسلمين وتطبيقا لسياسة الحذر هذه منعت الجماعة من الوصول للحكم في ليبيا بعد القذافي بسبب وجود النفط في ليبيا على عكس مصر وتونس، وهي تعول على العامل الاقتصادي لترويض الإخوان الذين وصلوا لحكم مصر المحتاجة اقتصاديا الى كل شيء تقريبا.


      في الموضوع السوري، تعمل واشنطن وفق استراتيجية المراحل، وهي تحاول عدم قطع الخيط مع روسيا عبر باب التباحث الدوري الذي يشكل مؤتمر جنيف عنوانه السياسي والإعلامي، وفي نفس الوقت تقوم بتدريب المسلحين في الأردن وفي تركيا ولا تمنع حلفاءها الخليجيين خصوصا قطر والسعودية من ارسال السلاح والمال الى جميع الكتائب المسلحة في سوريا، بما فيها جبهة النصرة التي وضعتها واشنطن على لائحة "الإرهاب" الأمريكية.


      الاستراتيجية الإسرائيلية


      اعتمدت إسرائيل مع بدء الحراك في الشارع العربي وسقوط نظام حسني مبارك في مصر استراتيجية ذات توجهين دفاعية وهجومية.


      أ - ستراتيجية التحصن داخل الأسوار



      في العام 2009 بعد عملية الرصاص المسكوب في غزة، اعتقد الإسرائيليون انهم في وضع مريح نسبيا من جميع الجهات، حيث السلام مع مصر ومع الأردن وحيث إدارة الوضع في الجولان، والمشكلة الوحيدة التي يعانون منها تكمن في حزب الله وإيران عبر جبهة جنوب لبنان والنووي الإيراني. بعد أربعة اعوام من هذه العملية وجد الإسرائيليون انفسهم يعودون الى نقطة البداية وتدور بهم الأحداث 180 درجة، سقط نظام حسني مبارك، النظام الأردني مهدد، والوضع في سوريا خطير ومفتوح على كل الاحتمالات.


      وفي هذه الأحداث التي لم يستوعبها العسكر الإسرائيلي الذي عاد الى عقيدته الأولى في التموضع العسكري، واعتبار الجوار منطقة عسكرية من كافة الجهات، لذلك عمدوا الى استراتيجية بناء الأسوار وتحصينها، فبعد بناء السور مع الضفة الغربية والحائط مع غزة، عمدوا الى بناء سياج عازل مع سيناء وسياج عازل آخر مع الجولان، كما انهم عمدوا الى تحصين السياج العازل مع لبنان ومع الأردن، في سياسة تقول ان إسرائيل خلال العامين القادمين سوف تكون مسورة من جميع الجهات، والمفارقة هنا أن الخطر في العقيدة الاستراتيجية الإسرائيلية لم يعد في جنوب لبنان بل عاد الى جبهتي سيناء والجولان.


      في مصر يعتبر الإسرائيليون ان وصول جماعة الإخوان المسلمين الى الحكم قد يصبح خطرا على امنهم خلال مدة زمنية متوسطة، وهم لا يعرفون الى ماذا سوف تؤول الأوضاع المصرية خلال العقد الحالي، من ناحية لا يطالبون بأية حقوق أرضية في سيناء لكنهم من ناحية ثانية يعتبرونها أكثر من أي وقت مضى منطقة عازلة مع مصر ويجب أن تبقى في دورها العازل.

      الجولان عاد أيضا ليحتل المركز الثاني في عقيدة الخطر الإسرائيلية بسبب عدم معرفة العسكر الإسرائيلي بصورة الاوضاع المستقبلية في سوريا، مع كل الفرضيات التي يضعونها والتي تقول ان الجولان سوف يكون مفتوحا على وجود الحركات الجهادية في حال سقوط النظام أو ضعفه او في حال انهارت الدولة في سوريا، كما أن هذا الخطر سوف يزداد في حال خرج النظام السوري قويا من هذه الأزمة بسبب زيادة النفوذ الإيراني في سوريا إذا انتصر الأسد في الحرب الدائرة حاليا.

      ب - استراتيجية الردع



      في موازاة استراتيجية التحصن الدفاعية، عمدت اسرائيل الى استراتيجية الردع الهجومية النووية والتقليدية، وهي أجرت في العامين الماضيين تجارب على صواريخ طويلة المدى تطال طهران والخرطوم وحتى موسكو وأوروبا، وأمنت تغطية إعلامية كبيرة لهذه التجارب، كما انها عمدت الى إنشاء منظومات صاروخية جديدة، وقامت بتوجيه ضربات جوية في السودان وقرب دمشق لإظهار قدراتها العسكرية، كما انها تستمر في سياسة التهديد ضد إيران دون القدرة على الدخول في مواجهة كبرى مع طهران .


      في المحصلة، أدت تعقيدات الوضع العربي الى تباعد في وجهات النظر الأمريكية والإسرائيلية في التعامل مع الربيع العربي، ولا يساهم تسارع الأحداث العربية وتطورها، فضلا عن عدم وجود استراتيجية واضحة تتعامل خارج التطورات الظرفية، في تقريب وجهات النظر المتباعدة، فلا إسرائيل قادرة على تغيير الواقع المستجد حولها دون حرب جديدة تعطيها مكاسب ولا الولايات المتحدة باستطاعتها مجاراة نتنياهو وحكومته في حرب ضد ايران تزيد الوضع المضطرب اضطرابا وربما احتراقا..


      المصدر:
      http://www.almanar.com.lb/adetails.p...catid=316&s1=1

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X