إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

وقفة مع المنحرفين في موقفهم من أم المنافقين عائشة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وقفة مع المنحرفين في موقفهم من أم المنافقين عائشة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

    وقفة مع المنحرفين في موقفهم من أم المنافقين عائشة
    ظهر في الآونة الأخيرة من ينتصر لعدوة الله عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة ، ومن بينهم بعض الميّالين إلى الفلسفة والتصوف والعرفان الباطل ممن يعتقدون بخلاف الحق ويريدون تحريف مسيرة العقيدة والأمة الشيعية، بخلطهم العقيدة الشيعية بأفكار وعقائد وفلسفة مستوردة من الأديان والمذاهب الأخرى لتكوين تشيّع جديد، وهم ممن يجمعون بين حب أهل البيت وحب أعدائهم وممن امتلأت بهم الساحة في ظل المقدرة الإعلامية للتضليل المدعوم من قبل دول نفطية متعددة فيظهرون انفسهم في الزمن المعاصر في وسائل الإعلام كمدافعين عن عقيدة أهل البيت عليهم السلام وكمحاربين لعقيدة الوهابيين وعقيدة ابن تيمية ومن أشبه إلا أنهم يسوّقون الانحرافات فيقولون أن عائشة "سيّدة" مثلاً ، أو "أم المؤمنين" بالمعنى التشريفي و "لا يجوز الطعن بها" ويستدلون باستدلالات باطلة لابد لنا أن نردها لتنقية العقيدة الشيعية الشائعة من الشوائب التي جائت من ثقافة أهل الخلاف.
    وهذه الفئة تكثر من قول عبارة «أهل البيت منهم براء» لمن يخالفها في معتقدها الذي تسعى لترويجه ، وكأنها قد اصبحت الناطق الرسمي بلسان أهل البيت عليهم السلام ، فتلقي بهذا أشد ما يؤذي القلب على المؤمنين ، كما تكثر من الترديد الببغائي لعبارة «هؤلاء يطعنون في عرض النبي الأكرم» ويقصدون بكلامهم عائشة التي بانت عن النبي أصلاً ولم تعد عرضًا له ومثلها في ذلك مثل أي إمرأةٍ أخرى طلّقت من زوجها فالشرع لا يبقيها عرضـًا له إلى أبد الآبدين ، ولكنهم يتسلحون بهذه المغالطة كما يتسلح المخالف الجاهل حين يقول أن الشيعة يطعنون في عرض النبي الأكرم لأنهم يقولون عائشة قد خانت عهد رسول الله صلى الله عليه وآله من بعده بإقرارها في بيتها ونافقت وخانت في العقيدة ...إلخ، وعليه فالجواب على هذه الفئة كالجواب على المخالف الجاهل وهي أن القرآن الكريم لم يطعن في عرض النبي نوح وعرض النبي لوط «عليهما السلام» حيث أكّد على كفر زوجتيهما على خيانتهما في العقيدة مثلاً، لأنه ما دامت المرأة قد كفرت فقد بانت عن زوجها النبي أو العادي.
    والقرآن الكريم لم ينف فقط العلاقة المستعارة بل نفى حتى العلقة الاعتبارية بين الأب وإبنه إذا كفر – كما في قضية نبي الله نوح وابنه الكافر كنعان الذي عصاه – فعليه يكفينا أن عائشة قد كفرت من بعد رسول الله وحاربت الوصي الشرعي من بعده فبانت من النبي وذلك لو أعرضنا عن الأحاديث الشريفة التي تذكر أن عائشة قد طلـّقت ، فعائشة الآن في عالم الواقع ليست عرضـًا للنبي ولكن كانت في فترةٍ ما عرضًا للنبي مثلما كانتا إمرأة نوحٍ وإمرأة لوط في فترة من الزمن عرضـًا لهذين النبيين وكذلك الحال مع قتيلة بنت قيس وأسماء بنت النعمان وغيرهن.
    فإذا طلّق أحد الرجال الآن زوجته فهل تبقى زوجته عرضـًا لهُ أم تبان عنه؟
    هل أن زوجته ستبقى عرضـًا له إلى أبد الآبدين أم ماذا؟ فمن يجيب نعم تبقى عرضـًا له إلى أبد الآبدين نرد عليه بأن هذا هو عين الجهالة والعبط.
    فلو افترضنا أن من يطعنون في (عائشة) مشتبهون فيكفيهم في مقام العذر أمام الله تبارك وتعالى أنهم لا يعتقدون أن عائشة عرض للنبي صلى الله عليه وآله وليس لها تلك العلاقة الاعتبارية به التي تمنع من ثلبها أو القدح فيها أو قذفها ، فهذا بحد ذاته عذر عقلي اجتهادي مبني على أحاديث ونصوص لوقائع تثبت خيانتها لرسول الله بمعصيته في خروجها من بيتها ومحاربة إمام زمانها ؛ فهم من الأساس لا يقصدون “الطعن في عرض رسول الله” حتى يأتيهم من يرتـّب حُكمًا على ذلك ولذا فلينتظر من ينطق بلسان أهل البيت ويقول عنهم: «أهل البيت منهم براء» أن تسلخ هذه الكلمة جلده يوم القيامة.
    ناهيك عن لجوء هذه الفئة إلى الكذب والافتراء على علماء الشيعة بلغة التعميم في بعض الموارد فقد قال قائلهم أن "كل" علماء مدرسة أهل البيت يعتقدون بأن "كل" أزواج النبي هن أمهات المؤمنين! وزعم أن علماء مدرسة أهل البيت "كلهم" يعتقدون أن أزواج النبي الأكرم بل أزواج جميع الأنبياء لا يصل لعرضهن شيء من السوء والفحشاء والمنكر!
    ولو طبقنا معتقد هذه الفئة يلزمنا إلقاء حديث الإمام الباقر عليه السلام «لقد نكحوا أزواج رسول الله من بعده» في البحر ، مع اعتبار هذا الحديث الشريف الموجود في كتاب الكافي ، وذلك حتى نسلّم بما تفوّه به قائلهم الذي دعا إلى تجنب الإساءة لعائشة وأضرابها من أزواج رسول الله الطالحات ، وإصراره على الكذب والافتراء في لغة التعميم حيث قال أن "جميع" الحوزات والمراكز العلمية الشيعية توضح إصرارًا من "أكابر" علمائنا على طهارة أعراض النبي من أي فحشاءٍ أو منكر! إلى جانب تفاهة إدعاءه العصمة الجبرية لأزواج الأنبياء بقوله: «إن أزواج الأنبياء ”حقيقةً وواقعًا“ جميعهن مطهرات من أي فحشاءٍ وأي شيءٍ يلوّث أعراض الأنبياء جميعًا!.»
    وفي لغة قائلهم يطغى التسفيه والتسقيط والجرأة التي ربما لم يتمكن أن يطرحها في أعلام النواصب ، فيلزمنا التذكير أن في مقام الاحتجاج العلمي لا يسقـّط الطرف المقابل بل يكتفى بمناقشة الموضوع ، فالواقع يدعو للضحك حين يأتي مذيع يكمّل على تسقيطات ضيفه فيضيف عن العلماء المتبنين للرأي المخالف أنهم "نكرات" ، ويضحك على ذقن أحد المتصلين هاتفياً بالقول: صدّقني يا أخي الكريم أنه هؤلاء لا يصلون إلى مستوى أن يكونوا أصغر طالب عند أصغر طالب عندنا في الحوزة فضلاً عن العلماء!
    فيلزم التنبيه أن لغة التجني لا تفيد بل ما ينبغي أن يجري هو المناظرة بكل احترام على مسألة عدم جواز الطعن في أعراض الأنبياء وهل أن عائشة أصلاً من أعراض النبي صلى الله عليه وآله أم لا؟ بما في ذلك مسألة خيانة عائشة لرسول الله في الفراش ، ليظهر للملء العام من الذي عنده علم وتحقيق ومن الذي عنده جهل.
    فعلى هذه الفئة المناوئة للعلماء والمحققين الذين لا يرون كرامة لعائشة أن يردوا عليهم بما يقولون لأن لغة التسقيط لن تنفعهم بل تدفع الناس إلى أن تنفر منهم وتلتزم بما يقولون ، بالإضافة إلى أنهم سيسقطون في الاختبار بأكلهم في لحم من هم شيعة لأهل البيت عليهم السلام باصطفافهم مع المخالفين في هذا الجانب.
    فمن يمحور ردوده حول قضية رد إمكان وقوع الفاحشة من زوجات الأنبياء وعلى الأخص عائشة ، ضد الرأي الآخر الذي يقوم عليه الدليل والبرهان وفيه بحوث ضد من هي أصلا في النار وعقابها أن تعلّق الآن من رجليها لتأكل الجيف وتأكل لحم جسدها ، بغض النظر عن أنها قد زنت "بعد" استشهاد رسول الله صلى الله عليه وآله أم لا، فكل شيعي حقـيقي لا يشكل على ذلك ، والشيعي الحقيقي لا يرفض القول بأن عائشة في النار ، لأن هناك اجماع على أن أعداء رسول الله وأهل بيته «عليهم الصلاة والسلام» والخارجين عليهم في النار ، وعائشة على أقل تقدير كانت خارجيةً ناصبيةً خرجت على عليٍ «صلوات الله عليه» في معركة الجمل فهذا كافٍ للحكم عليها بمقتضى الأدلة الشريفة أنها في النار وبئس المصير ؛ إلى جانب أن نفي الوقوع في الخيانة الفراشية عن زوجات الأنبياء بعد رحيلهم لا دليل عليه لا من القرآن ولا من السنة المطهرة ولا من العقل ، فردّ هذه الفئة المنحرفة لا وزن له ، فكل ما أتت به هو أقوال مردودة خالية من الاستدلال الصحيح لعدم اطلاعها على ما يبني عليه الطرف الآخر أدلتهم.
    وقد وصلت الوقاحة بهؤلاء إلى أن يرمون المحتفلين بفرحة الإمام الحسن عليه السلام بأنهم عملاء للوهابية فقد قال قائلهم أنه لا يستبعد أن يكون هؤلاء الذين أقاموا هذا الاحتفال على ارتباط باتباع ابن تيمية والوهابيين هم الذين حضوهم على أن يقيموا هذا الاحتفال حتى يتخذوه مطعنـًا وتشنيعًا على شيعة أهل البيت عليهم السلام ! دون أن يأتي بأي بينة على ذلك!
    فأي حماقةٍ عند قائلهم إذ يتكلم بمثل هذا الكلام؟
    ألا يعرف قائلهم ما بين المحتفلين بفرحة الحسن وبين الوهابيين من حروب؟
    ألا يعرف قائلهم أن الوهابيين يعتبرون المحتفلين بفرحة الحسن العدو الأول لهم؟
    ألا يعرف قائلهم أن الوهابيين قد رصدوا الجوائز لمن يقطف رأس المحتفلين بفرحة الحسن ؟
    وبغض النظر عن الكذبة المفضوحة التي يروّجها المهرجون والمطبلون والمزمرون لقائلهم بأن الوهابيين قد رصدوا الجوائز لمن يرد عليه بصناعتهم تصاميم فوتوشوب وضعوها هنا وهناك ، فأن الوهابيين قد رصدوا الجوائز لمن يقطف رأس المحتفلين بفرحة الحسن لأنهم لا يتمكنون من الرد عليهم ، فهل يكونون بعد هذا عملاء لهم؟
    وفي موضع ما آخر قال المذيع نحن لا نستبعد أن يكون هؤلاء ورائهم جهات استخباراتية عالمية أجنبية تريد أن تفرق بين المسلمين وهي قوى الإستكبار العالمي وما أدراك ما الإستكبار العالمي ، فقاطعه صاحبهم فورًا وقال نحن لا نريد الآن أن ندخل في النوايا والضمائر فالعلم عند الله ، وهنا ينقض قائلهم قوله الأول ، فلماذا زعم قبل برهة بأن المحتفلين بفرحة الحسن مرتبطون بهؤلاء الوهابيين وهم الذين حثوهم على أن يصنعوا ذلك حتى يتخذوه مطعنـًا على الشيعة؟
    وقد إستعان صاحبهم بالتدليس ورصده المتابعين من ذوي الوعي والإدراك وهو يدلّس في نقل أقوال العلماء والمفسرين ، فافترى على العلامة المجلسي «رضوان الله عليه» حيث زعم أن المجلسي في كتابه بحار الأنوار قد قال ضمن تعليقه على الرواية القائلة «أن طلحة جاء لعائشة في طريق البصرة وقال لها لا يحل لكِ أن تخرجي بغير محرمٍ فزوّجت نفسها من طلحة» بأن في هذا شناعة شديدة وغرابة ونستبعد صدور هذا من شيخنا علي بن إبراهيم القمي والتفسير الموجود ليس بتمامه منه وهذا من زيادات غيره .. إلخ ، فاخرج صاحبهم هذا الكلام على أنه قول العلامة المجلسي والحال أن هذا ليس قول العلامة المجلسي وإنما هو قول عبد الرحيم الرباني الشيرازي «محقق البحار» ، وهنا يمكن لمن يشاء الرجوع إلى المقطع المرئي والتأكد كيف أن صاحبهم قد فتح كتاب البحار وبدأ ينقل قول المحقق في الهامش على أنه قول العلامة المجلسي ، فإما أن صاحبهم كان غافلاً إلى أقصى حد فلا يستطيع أن يميّز بين المتن والهامش ، وإما أن يكون مدلّس يريد أن يوهم الناس بأن هذا قول العلامة المجلسي بينما هو ليس قول المجلسي الذي نجد قوله في موضعين استبعد في أحدهما صدور هذه الفاحشة من عائشة في طريق البصرة فيقول أن ذلك بعيدٌ عقلاً وعرفـًا ولكن لا يقطع ويجزم كما قال صاحبهم بإستحالة ذلك بقوله (حقيقةً وواقعًا) ، كما أن العلامة المجلسي يستدرك بأنه لا يستبعد ذلك في ضمير طلحة الخبيث ؛ وهنا نجد أن كلام المجلسي فيه استبعاد واستدراك وتردد فقط ، فهذا هو كلام المجلسي الذي لم يرمي الرواية بالشناعة وأنها ليست من مرويات الشيخ علي بن إبراهيم القمي مع التشكيك في تفسيره ... إلخ ، وإنما هذا هو قول المحقق ، فهنا نسب صاحبهم قول المحقق إلى العلامة المجلسي وهذا تدليس أو لا أقل من غفلة وأي غفلة وهو يقرأ أمام عينيه من الهامش ولا يميّز بين الهامش وبين المتن! ، بينما قول العلامة المجلسي هو التردد والذي حين يقام الدليل على نفي الاستبعاد فيثبت القول بالفاحشة وتثبت الروايات، وما رأي المجلسي «رضوان الله عليه» إلا قول واحد من العلماء الأكابر الذين ترد أقوالهم في الحوزات العلمية ويعاد النظر والتدقيق فيها إذا قام الدليل على خلافها.
    وعليه فأنه ليس من العلمية في شيء أن يكون أسلوب من يريد الرد على من يختلف معه علميا هو أسلوب النسخ واللصق فبينما تقوم الجهة الأخرى بطرح رأيها وتستدل عليه بالكتاب والسنة والروايات والآثار والحجج العقلية والمباني العلمية يأتينا بالمقابل من يرد عليهم فيقول: «قال فلان! ، وقال فلان! ، وقال فلان!» ؛ فإذا كان الأمر هكذا بكل جهلٍ وسذاجةٍ وسطحية ودون عرض مباني كلا الطرفين فعلى العلم والعلماء والتحقيق العلمي السلام.
    فهل المفسّر الفلاني وقوله في كتابه هو حجة الله ومعصوم ؟
    أمن العلمية في شيء أن نعتبر بقول مفسّر يعتمد على مقولة ابن عباس «ما زنت إمرأة نبي قط» !؟
    بدلاً من أن يكون النقاش رجاليًا ، أصوليًا ، روائيًا درائيًا ؟
    أن التهتك الذي يجري في الفضائيات بوصف عائشة بأم المؤمنين هو خلاف لقول الله تعالى: {يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن} فهذه التقوى هي الشرط الأساسي للتشريف ، فقول أنهن "أمهات المؤمنين" تشريفـًا ينبغي أن يكون فيه هذا الأساس أي يكن متقيات حتى يعبّر عن الواحدة منهن بأم المؤمنين ، فمن لم تكن متقيةً فليست بأم المؤمنين ولا كرامة ، أما الآية الأخرى التي تقول {وأزواجه أمهاتهم} فتعني أزواج الرسول صلى الله عليه وآله كأمهات رجال المؤمنين في حكم النكاح ، والقضية تشريعية بحتة.
    فكيف توصف إمرأة كافرة منافقة مرتدة بأم المؤمنين؟
    من مِن الشيعة الآن يستحل أن يصف قتيلة بنت قيس بأم المؤمنين؟
    وفي حين أننا لا نجد فيما صح من رواياتنا على الإطلاق أحدًا من الأئمة الأطهار «عليهم الصلاة والسلام» يعبّر عن "عائشة" بأم المؤمنين فإن علينا أن نلتزم بتعبيرات أئمة الهدى عليهم السلام ونسلّم لهم.
    هذا إلى جانب وجود نص عن الإمام صاحب الأمر «صلوات الله عليه» مضمونه أن عائشة أسقطت من شرف أمومة المؤمنين ، فلا يحل لمن يخاف الله تبارك وتعالى ويرجو اليوم الآخر أن يعبّر بعد كلام الإمام الحجة عليه الصلاة والسلام بأن عائشة "أم المؤمنين".
    ومما يزيد الألم هو أن ينفرد أحد هؤلاء المنحرفين بتنزيه عائشة من مثلبة إفتائها برضاع الكبير وحثها عليه لتدخل عليها الرجال بذلك ، حيث زعم أن هذه القضية من أكاذيب الأمويين ووضع ابن تيمية وأتباعه معتمدًا في تنزيهه لها على ذوقه رغم تواتر القضية عن عائشة وثبوت الأدلة عليها مقدمًا بذلك ظنياته واستحساناته على تواتر الأمة في مثلبة لعائشة لا ينزهها فيها المخالفون أنفسهم ومخالفـًا بذلك ديدن العلماء والمحققين.
    ولذا ننصح المؤمنين بالتحري عن سبب الانفعال الذي يحمله هؤلاء ضد المحتفلين بفرحة الحسن ليتبينوا أن سبب إخراج هذا الضغن هو أخذهم القضية شخصية لقول المحتفلين بفرحة الحسن عنهم أنهم منحرفين بعدما اطلعوا على آرائهم ووجدوا ما فيها من انحرافات ، وهي الكلمة التي لم يتحملوها فأضمروها في قلبهم لتشتعل وتغلي إلى أن تأتي الفرصة السانحة ليخرجوها وكذلك غيرهم ممن حملوا عليهم بكلمات نابية وتسفيهية بردود قاسية ، ولا تعتقدون بكرامة لعائشة.
    فما يثير الضحك هو أن يتصدى من لديهم خلل في التوحيد لدعوة الناس للتوحيد وبيان الخلل عند عقيدة المخالفين في التوحيد ، بينما هم يعتقدون بوحدة الوجود والموجود ، فعليهم أن يوجهوا دعوتهم لأنفسهم أولاً حتى تكون أصول دينهم سليمة فيتركون الميل إلى مسلك الفلسفة والعرفان الباطل قبل دعوتهم للآخرين إلى أصول الدين السليمة.
    وعلى المطبلين لهكذا منحرفين ترك البهلوانيات وأسلوب المسرحيات السخيفة السمجة كإتصال أحدهم وقوله أنا الشيخ تركي من القصيم أو الرياض ثم يتكلم بمنطق أنه واحد من مشايخ فرقة أهل البدعة والجماعة الكبار وأنه بدأ يقترب من التشيّع ويسلّم بفضل صاحبهم "الذي هز العقيدة" وووو إلخ ثم تنكشف القضية أنها مسرحية بطلها شاب شيعي يتقن تقليد أصواتهم وهو من روّاد البالتوك ، فهذه المسرحيات السخيفة تهدم كل ما نبنيه وهي ديدن طائفة أهل البدعة والجماعة وما تحتاج إليه هي لا نحن ، حيث تراهم يأتون بفضائياتهم بما يزعمونه المهتدي الفلاني الذي كان شيعي الأصل ويبدأ يتكلم ومن منطقه تعرف أنه ليس شيعيا بل يمثـّل فينفضح من منطقه كما انفضح هذا المطبّل لصاحبهم من منطقه.
    فعلى هذه الفئة المنحرفة أن لا تنكر على الوهابية بزعمها أنهم أشاعوا الفاحشة في الذين آمنوا بنشرهم الاحتفال البهيج بهلاك عائشة في قنواتهم الفضائية ، فهل أصبحت عائشة من الذين آمنوا؟ إن علينا أن نشكرهم ونقول جزاكم الله خيرًا لأنكم بالفعل نشرتم مثالب عائشة وهذا أمرٌ حسن ، سلمت أياديكم.
    وقد لوحظ أيضا في أحد الأيام أن صاحبهم المنحرف قد قال في برنامجه مخاطبًا من يخالف إسلام أهل البيت : لو أنت بحثت وحققت وقطعت بأن الحق على مذهبك وليس على مذهبنا وأن أئمة أهل البيت عليهم السلام ليسوا أئمة فثق تمامًا أنك معذور وأنك تدخل بذلك الجنة لأن القطع حجةٌ بينك وبين الله تبارك وتعالى ، فتقول لله يوم القيامة أنا قد بحثت وقطعت ولم أجد دليلاً على ولاية أهل البيت عليهم السلام فهذه حجة وأنت معذور!
    ويجدر البيان أن هذا الكلام مخالفٌ لكلام أئمتنا «صلوات الله عليهم» ففي معاني الأخبار للشيخ الصدوق عن الإمام الباقر عليه السلام قال: «لا يعذر أحد يوم القيامة بأن يقول يا رب لم أعلم أن ولد فاطمة هم الولاة ، وفي ولد فاطمة انزل الله هذه الآية خاصةً {يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا أنه هو الغفور الرحيم}» ، فلا يمكن لنا بطبيعة الحال أن نحمل هذه الرواية على معنى عدم العلم المطلق أي على الجاهلين القاصرين بل أنها تحمل على أولئك الذين بحثوا ومع ذلك أعرضوا بدعوى أنهم قطعوا على الخلاف الذي لابد أنه فيه عناد وجحود فكلامهم مرفوض عند أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين.
    ومع السلامة.

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
    واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين

    أمهات المؤمنين أزواج النبي صلى الله عليه وآله عند الشيعة الإمامية


    (عائشة عند الشيعة الإمامية)

    http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=184904

    مجموعة من مقالات علماء الشيعة الإمامية في طهارة نساء الأنبياء عليهم السلام

    براءة زوجات الأنبياء عليهم السلام من الفحش والفجور

    كثيراً ما يروج من لا يخاف الله من أعداء الشيعة أن الشيعة يطعنون في عرض رسول الله صلى الله عليه وآله، ويتهمون عائشة بالزنا.
    والشيعة وإن كانوا لا ينزهون أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله عن الكفر، إلا أنهم ينزهونهن عن فعل الفجور والفاحشة؛ لأن فعل الزوجة للفاحشة عادة ما يشين الزوج، ويعيبه، ويحط من قدره، وأما كفر الزوجة فلا يشين الزوج ولا ينقصه، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز مثلا لمن كفر من زوجات الأنبياء عليهم السلام، وهما زوجتا نوح ولوط عليهما السلام، فقال تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ).
    وقد ناقشنا قضية (زنا) عائشة والعياذ بالله في هذا الموضوع (اضغط هنا).
    ونذكر هنا كلمات أعلام الشيعة قديماً وحديثاً المتضافرة في تنزيه زوجات الأنبياء عليهم السلام عن الفحش والفجور، وإليك بعضا منها:



    السيّد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي(قدس سره)
    (1290ﻫ ـ 1377ﻫ)

    نقلا عن كتاب الفصول المهمة في تأليف الامّة ص156 (اضغط هنا)



    السيّد محمّد حسين الطباطبائي(قدس سره)
    (1321ﻫ ـ 1402ﻫ)


    طهارة نساء النبي ثابتة بالدليل العقلي
    والقول بشك النبي صلى الله عليه وآله بأهله غير صحيح



















    الشيخ محمّد بن الحسن الطوسي، المعروف بشيخ الطائفة(قدس سره)

    (385ﻫ ـ 460ﻫ)

    تفسير التبيان، تفسير سورة التحريم، الآية 10




    السيّد علي بن الحسين، المعروف بالسيّد المرتضى(قدس سره)

    (355ﻫ ـ 436ﻫ)

    كتاب تنزيه الانبياء، تنزيه نوح عليه السلام ص44

    السيد المرتضى رحمه الله أعاده مع بعض التفصيل في أماليه ج2 ص 144 - 145:

    (مجلس آخر 38)



    الشيخ ناصر مكارم الشيرازي

    تفسير الامثل في كتاب الله المنزل، سورة التحريم، الآيات 9 - 12



    الشهيد الشيخ مرتضى المطهري(قدس سره)
    (1338ﻫ ـ 1399ﻫ)

    تفسير سورة النور، الآية 11 - 18

    التفسير من الآية 19 إلى الآية 26


    (1007ﻫ ـ 1091ﻫ)

    تفسير الصافي، سورة النور


    وللفيض الكاشاني ايضا في تفسيره الصافي، سورة التحريم الآية 10:



    السيّد محمّد الحسيني الشيرازي(قدس سره)
    (1347ﻫ ـ 1422ﻫ)

    تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان، ج‏5، ص: 459
    طبعة دار العلوم في قم 1424



    السيّد محمّد الحسيني الشيرازي


    تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان، ج‏3، ص: 684 - 689
    طبعة دار العلوم في قم 1424
    سورة النور ، الآيات 11 - 20

    السيّد محمّد الحسيني الشيرازي

    تبيين القرآن، ج‏3، ص: 313
    دار العلوم، بيروت 1423
    سورة التحريم



    السيد صادق الشيرازي

    أجوبة المسائل العقائدية ص 141
    الطبعة 1 قم 1425



    الملا محمد صالح‏ المازندراني
    شرح اصول الكافي ج10 ص106









    السيّد محسن الأمين العاملي(قدس سره)
    (1284ﻫ ـ 1371ﻫ)


    اعيان الشيعة ج5 ص 236


    السيّد محسن الأمين العاملي(قدس سره)
    (1284ﻫ ـ 1371ﻫ)


    الشيعة تعلن لجميع الملأ انها تعتقد انه لا يجوز أن تكون زوجة النبي زانية وانه يجب تنزيه جميع أزواج الأنبياء عن ذلك فلا يقبل منهم وتلصق هذه التهمة بهم ان هذا لعجيب.
    اعيان الشيعة ج5 ص 236
    رأي الشيعة في أمهات المؤمنين وبخاصة في عائشة

    خلاصة عقيدة الشيعة المتفق عليها في نساء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عامة وفي أمهات المؤمنين نساء النبي ص خاصة:
    يعتقد الشيعة وجوب تنزيه الأنبياء عن جميع العيوب والنقائص سواء كان ذلك في أفعالهم كالاكل على الطريق ومجالسة الأرذال أو صناعاتهم ككونه حجاما أو زبالا أو أخلاقهم كالحقد والحسد والجبن والبخل أو في أجسامهم كالبرص والجذام أو عقولهم كالجنون والبله أو في الخارج عنهم كدناءة الآباء وعهر الأمهات أو الأزواج فتحصل من ذلك أن زوجة النبي يجوز أن تكون كافرة كما في امرأتي نوح ولوط ع ولا يجوز أن تكون زانية لأن ذلك من النقائص التي تلحق النبي فتوجب سقوط محله من القلوب وعدم الانقياد لأقواله وأفعاله وذلك ينافي الغرض المقصود من إرساله.

    وغيرها الكثير مما لم ننقله

    فهل هؤلاء منحرفون ولا يستحون ويدافعون دون دليل؟!

    ملاحظة: الموضوع مكرر، وقد يكرره العضو بأسماء اخرى
    وفي جميع المنتديات
    ابو حيدر، ابو حيدر11، خادمة الرضيع، شموخ امبراطورة، هامة التطبير، شيرازي للابد
    وهو ينتظر هذا الرد
    ثم يدرج مشاركة فيها رابط كتاب جميل الحمود
    أو يكرر نسخ
    نفس المقالة الاخرى ويلصقها هنا
    ثم يكتب تحتها
    (والسلام عليكم)
    ونحن نقول مأجورين
    لكن أجبنا قبل النسخ واللصق
    فهل هؤلاء منحرفون ولا يستحون ويدافعون دون دليل؟!
    فهل هؤلاء منحرفون ولا يستحون ويدافعون دون دليل؟!
    فهل هؤلاء منحرفون ولا يستحون ويدافعون دون دليل؟!

    تعليق


    • #3

      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
      عائشة: أم المتسكعين.. أم المتسكعين.. أم المتسكعين
      (ساعة لربك وساعة لقلبك) ..كانت هذه إحدى الأفكار التي جاءتنا أيام ما يسمى بالقومية العربية في الخمسينات والستينات. وشاعت بشكل كبير في ما بيننا – طبعاً عندما كنا شباباً ومراهقين- لتدفعنا نحو إيقاع مزاوجة بين المتناقضين الرئيسيين: (الدين) و (الفساد)!
      ولأننا كنا شباباً ومراهقين ولم تكن في ثقافتنا إلا جمال عبد الناصر وعبد الحليم حافظ وأم كلثوم وفريد الأطرش وإسماعيل ياسين وفاتن حمامة وسعاد حسني و ... سائر شلة الفساد التي جاءنا بها إعلام (القومية العربية) من مصر المحروسة؛ فإننا لم نكن نفتكر في هذه الفكرة (ساعة لربك وساعة لقلبك) ولم نعرضها على مبادئنا الدينية التي كانت غائبة أصلاً عن أذهاننا في تلك الفترة السوداء من تاريخ حياتنا.
      طبعاً يرجع الفضل في صياغة هذه الفكرة إلى فقهاء القومية العربية أيضاً الذين لم يزاوجوا فقط بين (الدين) و(الفساد) بهذه الفكرة وإنما خرجوا علينا بمزاوجات أخرى كثيرة كانت من بينها المزاوجة الشهيرة بين (الدين) و (الشيوعية الاشتراكية)! كل هذا تنفيذاً وتلبية لتوجهات وميولات (الزعيم) و (الزعماء) .. أو بمعنى أصح (العميل) و(العملاء) !! المهم أن فكرة (ساعة لربك وساعة لقلبك) التي كانوا يقرؤونها (..ساعة لألبك) على اللهجة المصرية كانت تعطي للفرد منا الضوء الأخضر لأن يفسد ويفسق ويرتكب المحرمات في ساعات معينة يقتطعها من وقته على أن لا ينسى (ربه) في أوقات أخرى كأوقات الصلاة مثلاً ،فهذا في مقابل ذاك! وليس علينا أن نشعر بوخز الضمير عندما نقف بين يدي الله (جل جلاله) لأداء الصلاة مثلاً وقد كنا قبل قليل نشاهد وصلة راقصة لإحدى راقصات (القومية العربية) في تلك الفترة! فتلك كانت ساعة للقلب وهذه ساعة للرب .. و(إن الحسنات يذهبن السيئات) و (ماكو مشكلة يابه)! والحاصل أن القطاع الأغلب من شبابنا في تلك المرحلة آمن بهذه الفكرة واستساغها خاصة وقد كان يرى بعض رجال دين (الأزهر) آنئذ يشاركون بحماس في الحفلات الغنائية لـ (القومية العربية) بل وينطربون لصوت أم كلثوم ويصفون صوتها بـــ (الصوت الملائكي) ..و (يا حلاوة ..وعظمه على عظمه يا ست) !
      من هناك .. من عاصمة القومية العربية .. من حيث ولد الزعيم الذي (سيرمي إسرائيل في البحر) .. وفي فترة التغييب والتخدير لعقولنا .. جاءتنا (ساعة لربك وساعة لقلبك) كقانون نافذ ، ولم نتفكر نحن الشباب –بسبب حالة التخدير- ولو لحظة أننا ما دخلنا بالقومية العربية ونحن مسلمون لا نعترف بالقوميات! وأننا كيف اعتبرنا عبد الناصر زعيماً ونحن شيعة ليس لنا زعيم غير أئمتنا ومراجعنا! وأننا كيف نقبل بفكرة (ساعة لربك وساعة .. لشيطانك) ونحن نعيش في بلاد الأئمة (عليهم السلام) الذين قالوا ما معناه: (لا تنال ولايتنا إلا بالورع )! وإننا كيف نقبل بفقهاء يحلقون لحاهم بالموسى ويصافحون النساء ويحللون الغناء ونحن أبناء عشائر عُرفت بالالتزام الديني وإتباع وصايا الأئمة والمحافظة على الغيرة والشرف! وبعد كل هذا ..(إش جابنا إحنا) العراقيين شيعة أهل البيت (عليهم السلام) الذين نهتف : (بس حيدر تحلاله الراية) و (يا علي أنت الولي وغيرك طلي) على من يقـــــــــول : (رضي الله عنهم وأرضاهم) و (المرسي أبو العباس) و (الله حي ...الله حي) ؟!!
      المهم أن قانون (ساعة لربك أو ساعة لشيطانك) تفشى فينا كالوباء إلى أن أنقذنا الله تعالى منه ومن سائر قوانين (المد العربي القومي) و( حرية اشتراكية وحدة) واستطعنا بفضل علمائنا ومفكرينا أن ننتشل أنفسنا من هذه الغيبوبة وهذا الوهم وأن نعود إلى أصالتنا العقيدية وهويتنا المذهبية. ولكن الآن وبعد مرور كل تلك السنوات، ورغم سقوط كل الشعارات والقوانين والأفكار القومية السخيفة، بقت هذه الفكرة طاغية على شبابنا ، وإذا كنا وصلنا – شخصياً – إلى مرحلة الكهولة (مع أن ذلك لا يظهر في وجهي ولله الحمد بفعل الصبغ) فإن كثيرين غيرنا ما زالوا في مرحلة الشبـــــاب وما زالت الفكرة تدور في أذهانهم ويطبقونها في شؤون حياتهم ومعاملاتهم اليومية! فنجد الشاب يحضر صلاة الجماعة ساعة ، ويذهب في ساعة أخرى إلى مقاهي الإنترنت ليطالع المواقع الفاسدة أو يتعرف على الفتيات بالإيميل وما شابه دون إحساس بالذنب! (وبالمناسبة – وأرجو أن لا تفهموني خطأ – كان من حسنات نظام صدام حسين أننا كنا مرتاحين بحمد الله مما يسمى بمقاهي الإنترنت هذه ومن صحون الدش الفضائية ومن المخدرات ، وهذه الثلاثة انتشرت في بلادنا مع الأسف انتشار النار في الهشيم بعد الاحتلال– عفواً أقصد التحرير المبارك على أيدي القوات المظفرة من أشقائنا الأمريكيين والبريطانيين – حتى لا يزعل علينا الرفيق القائد علاوي) !!
      في الحقيقة بدأت أفكر بالموضوع أكثر وأبحث في بعض المصادر التاريخية ، فوجدت أنني كنت متوهماً توهماً كبيراً في أن فكرة (توزيع الساعات بين الله والشيطان) هي من تأسيس المد القومي الناصري ، نعم لقد سمعنا عبارة (ساعة لربك وساعة لقلبك) في تلك الفترة لأول مرة ، ولكن هذا لا يعني أن مضمون هذه الفكرة لم يكن موجوداً سابقاً. وإذا تتبعنا مصادر التاريخ – وهذا ما وصلت إليه ولكن أرجو أيضاً أن لا يتم فهمي خطأ أو يزعل مني أحد – فسنجد أن أول من أسس هذه الفكرة كان عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة .. عفواً أقصد «السيدة الكريمة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق» !! (وطبعاً لا تصدقوا أن أحداً من أبناء السماوة يقولها من قلبه)!
      وفي الواقع كانت عائشة « المصونة » – والتي أخبرونا في المدارس بأننا مأمورون بأخذ نصف ديننا منها – هي التي صنعت هذه الفكرة وجعلتها من خلال ممارساتها اليومية تنتشر بين المسلمين ، فلا باس عند عائشة من شيء من الترويح عن النفس حتى وإن تجاوز الخطوط الحمراء الشرعية ثم العودة إلى الدين والعبادة والتضرع لله تعالى! وهذا ما يفسر الأحاديث المتناقضة في سيرتها ، فأحياناً نجدها تبكي من خشية الله وتنادي بالمحافظة على سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر (وكانت هذه ساعة للرب) وأحياناً نجدها تنظم جلسات الطرب والأنس واللعب واللهو –البريء وغير البريء– بل وجلسات الليالي الحمراء شديد الخصوصية (وكانت هذه ساعة للقلب)!
      أنا شخصياً لم تكن عندي مشكلة سابقاً في الاعتراف بأن عائشة تكون أمي!
      ولكن عندما وجدت أن « ساعة قلبها » كانت من العيار الثقيل الذي لا يمكن لأي صاحب شرف وغيرة أن يتحمله فإنني رفضت أن تكون لي أماً لأنني بصراحة لا يشرفني أن تكون هذه أماً لي!
      طبعاً سيخرج عليّ بعض الوهابيين الحنابلة الذين يقول الزمخشري في وصف الواحد منهم : « تيس لا يدري ولا يفهم» ليعرّفني ويفهّمني بأنه لا يمكن لي أن أرفض كونها أماً لي لأن الله تعالى يصف كل زوجات النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) بأنهن أمهات للمؤمنين بقوله تعالى: « النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم » (الأحزاب:6) وسأجيب هذا « التيس» على حد تعبير الزمخشري –الذي هو من علمائهم – وليس تعبيري بأن زوجات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) الذين لم يرتكبن المحرمات ولم يحدثن ولم يبدّلن ولم يسئن إلى رسول الله هنّ أمهات المؤمنين وليس اللاتي فعلن ما فعلن! ووصف الله تبارك وتعالى في تلك الآية هو إطلاق لعموم الزوجات على الغالب وليس لعائشة وصديقتها الحميمة حفصة فإنه تعالى وصفهما بالكفر بقوله: {ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما لم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا الجنة مع الداخلين} (التحريم:10)
      وبالنسبة لعائشة بالذات فقد وصفها رسول الله بأنها « رأس الكفر » وليس «الكفر» فقط! وهذا ما أورده إمام الوهابيين الحنابلة أحمد بن حمبل في مسنده حيث روى أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) خرج من بيت عائشة فقال: « رأس الكفر من ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان» ! (مسند أحمد- الجزء 2 –الصفحة 23).
      وبالنسبة لي شخصياً فإنه لو كانت أمي التي ولدتني بهذه الصفات التي سأنقلها من سيرة عائشة وبهذا لحجم الهائل من الانحلال الأخلاقي فإنني لن أتردد في البراءة منها ، ولولا أنه لا يجوز لي قتلها لكنت فعلت لأن الشرف عندنا نحن أبناء عشائر العرب أغلى من الروح والحياة!
      وحتى لا يتهمني أحد بالكذب أو اختلاق الوقائع فإنني أنبّه سلفاً أن كل ما ســأذكـره في ما يتصل بالساعات «القلبية» لعائشة « المصونة المخدّرة المكنونة» هو من المصادر المعتبرة عند إخواننا العامة.
      لقد استشهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وارتحل عن دار الدنيا وعمر عائشة على ما ينقل المؤرخون لم يتجاوز العشرين عاماً ، وكانت سوداء أدماء قبيحة المنظر فقد جاء: « قال عباد بن العوام: قلت لسهيل بن ذكوان : أرأيت عائشة؟
      قال: نعم. قلت: صفها لي .قال: كانت أدماء.»(أنظر ميزان الاعتدال للذهبي –ج2- الصفحة 243 ،والكامل لعبد الله بن عدي –ج3 –الصفحة 446) ولكن المؤرخين ورجال السير لم يحتملوا هذا الوصف من ابن ذكوان فرموه بالكذب حتى تبقى الصورة الوهمية في عقولهم بأن عائشة شقراء بيضاء وملكة جمال!! حيث جاء : «قال غير عباد : كانت شقراء بيضاء . واتهمه –أي ابن ذكوان– بن معين بالكذب »! (ميزان الاعتدال –ج2– الصفحة 243).
      وبسبب قبحها فإنها كانت تكره بشدة سائر أزواج النبي (صلى لله عليه وآله وسلم) سيّما مولاتنا خديجة (عليها السلام) وقصتها في الإساءة إليها بوقاحة أمام رسول الله وتوبيخه لها على إساءتها لها معروفة ولا حاجة لتكرارها.
      وتعترف عائشة نفسها بأنها كانت تغار من سائر الزوجات لأنهن كن أجمل منها فحول ماريا (عليها السلام) قالت عائشة: «ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على ماريا وذلك أنها كانت جميلة » (طبقات ابن سعد –ج8 –ص 212) و(الإصابة – ترجمة ماريا وانساب الأشراف –ج1–ص 449).
      وحول أسماء جاء عن ابن عباس: « تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسماء بنت النعمان وكانت أجمل أهل زمانها وأشبـّه فلما جعل رسول الله يتزوج الغرائب قالت عائشة : قد وضع يده في الغرائب ويوشكـّن أن يصرفـّن وجهه عنـّا وكان خطبها –أي أسماء– حين وفدت كندة عليه إلى أبيها ، فلما رآها نساء النبي حسدنها » (الطبقات لابن سعد –ج8 – ص145). وحول مليكة جاء: « تزوج النبي مليكة بنت كعب ، وكانت تذكر بجمال بارع ، فدخلت عليها عائشة فقالت لها: أما تستحين أن تنكحي قاتل أبيكِ ! فاستعاذت من رسول الله فطلقها» (الطبقات –ج8 –ص 184). وحول خديجة (عليها السلام) قالت: « ما غرت على امرأة لرســـــول الله كما غرت على خديجة ». (صحيح البخاري–ج 2 – 209).
      ولأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان وسيما وكان جمال نوره الأخاذ يأسر القلب ويسحر الروح فقد كانت كثير من النساء يعرضن أنفسهن على رسول الله أملاً في الزواج منه، بل ويهبن أنفسهن له، وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يقبل بعضهن إشفاقاً عليهن ورحمة بهن خاصة من كانت منهن بلا معيل، وعن هؤلاء تقول عائشة: (كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله وأقول: وتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله عز وجل {ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت} قلت: والله! ما أرى ربك إلا يسارع لك في هواك}!! (صحيح مسلم - كتاب الرضاع - ص1065 وصحيح البخاري ج3 ص118). وهذا الحديث يكشف لنا مدى وقاحة عائشة بل وكفرها بالله جل وعلا حيث تتهم الله بأنه يسارع في هوى النبي وينزل الأحكام على حسب شهوات رسوله!! نعوذ بالله من هذا الكفر..
      وكان ابن عباس قد وصف عائشة بقوله: «إنها لم تكن أحسن نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وجهاً، ولا بأكرمهن حسباً». (الفتوح لابن أعثم ج2 ص337). وبسبب قبح ودمامة عائشة فإن أحداً لم يكترث بشأنها ولم يرغب أحد في الزواج بها، فدفع ذلك أباها إلى أن يعرضها على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مراراً وتكراراً حتى قبلها. وطبعاً لم تصدّق نفسها عندما أصبحت زوجة لرسول الله وأجمل خلق الله، فحاولت بشتى الوسائل والطرق أن تحتكر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لنفسها ولكنها اصطدمت بأن سيد المرسلين غير راغب فيها ولا يعطيها أكثر مما يعطي سائر نسائه بالحجم الطبيعي من الحنان والحب والرحمة، وأنه في أكثر أوقاته مشغول بأعباء الرسالة وحتى في الليالي فإنه (صلى الله عليه وآله وسلم) يناجي أخاه علياً (عليه السلام) أو يتعبّد لربّه سبحانه وتعالى ولم يكن يعرها أي اهتمام يذكر، فدبّ في قلبها الحسد لعلي وفاطمة (عليهما السلام) والحقد على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومع هذا حاولت أن تعوّض إحساسها بالنقص الأنثوي بإشاعة الإشاعات في الناس عن افتتان رسول الله بها وبجمالها الساحر!! وهذا ما يفسّر تلك الأحاديث القذرة الكاذبة التي نشرتها بين الناس من أن رسول الله كان يباشرها وهي حائض ولعاً بها وأنه كان يصلي وهي أمامه بتلك الوضعية المشينة وأنه كان يضع رأسه على فخذها وأنه كان يمص لسانها و... غير ذلك من الأكاذيب وتفاصيل المعاشرة الزوجية التي يأبى أي صاحب غيرة وتأبى أية امرأة شريفة أن تذكرها عن زوجها - على فرض وقوعها فعلاً - أمام الناس وخاصة الرجال، ولكن عائشة لم تكن تستحي أن تذكرها أمام الأغراب والأجانب من الرجال والنساء على السواء حتى سطرتها الصحاح ودونتها الكتب وأصبحت عاراً علينا نحن المسلمين حيث قبلنا بهذه التشويهات لصورة نبينا الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق وأصبحنا بسببها مثار سخرية النصارى واليهود!! كل ذلك بفضل (الماجدة) عائشة بنت أبي بكر التي روّجت تلك الأحاديث والقصص الخرافية من أجل إشعار الناس بأن رسول الله كان يحبها وأنه كان عاشقاً لها ولا يستطيع فراقها حتى وهي نجسة غير طاهرة في حال الحيض!!
      المهم أن رسول الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم) استشهد كما أسلفنا وهي مازالت شابة، وهنا يأتي فصل {العيار الثقيل} من (ساعة القلب).. فماذا تفعل (أم المؤمنين) لإشباع رغباتها الدنيئة والحال أنها لا يجوز لها الزواج بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! إن عليها أن (تخترع) حلاً شرعياً ما من أجل تلك الساعات المخصصة لـ (القلب) فلم يكن الحل سوى إرسالها الرجال (البالغين) الذين ترغب بدخولهم عليها إلى أخواتها ليرضعوا من أثدائهن ولتصبح هي - أي عائشة - بمنطقها وفتواها هذه خالتهم فيجوز لهم أن يدخلوا عليها أمام المسلمين ويختلوا بها ساعات طويلة الله العالم ماذا كان يدور فيها!!
      يقول التاريخ الذي سوّد وجوهنا (ولا عجب فإنها كانت سوداء أدماء وهذا من نسخ تلك) أن عائشة كانت تأمر أخواتها وبنات أخواتها أن يرضعن من أحبت عائشة أن يراها ويدخل عليها وإن كان كبيراً! وكان من بين هؤلاء سالم بن عبد الله بن عمر، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، فقد أرضعتهما أخت عائشة أم كلثوم بأمرها حتى يدخلا عليها ويسمعا منها (الحديث) ولتعلمهما (الأحكام) طبعا ولا شيء آخر!! (أنظر الطبقات لابن سعد ج8 ص462 ترجمة أم كلثوم وشرح مسلم للنووي ج4 ص3).
      وقبل أن نعرف ماهية (الحديث) وطبيعة (الأحكام) التي كانت (أم المؤمنين) تعلمها وتدرّسها لأولئك الرجال، ألفت نظر قارئنا العزيز إلى أن عليه أن لا يظلم عائشة وأخواتها في مسألة رضاع الكبير، صحيح أن هذا مما تأباه النفس الكريمة حيث لا يقبل أحد من الناس أن تكشف زوجته صدرها أمام رجل غريب من أجل إرضاعه، وصحيح أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حدّد لجواز الإرضاع أن يكون المرتضع طفلاً بقوله: (إنما الرضاعة من المجاعة) (صحيح مسلم ج4 ص170) أي أن الرضاعة التي تثبت بها الحرمة تكون للطفل الذي لا يسد جوعه إلا اللبن، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يحرم من الرضاع إلا ما فتق الأمعاء وكان قبل الفطام) (سنن الترمذي ج5 ص96). وصحيح أيضاً أن سائر زوجات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - ما عدا حفصة طبعاً - أنكرن على عائشة هذه الفتوى (المحللة) وكانت من بينهن أم سلمة (رضوان الله عليها) التي أبت أن يدخل أحد عليهن بهذه العملية المخزية (أنظر صحيح مسلم باب رضاعة الكبير ج4 ص168 والطبقات ج8 ص270 وسنن النسائي ج2 ص84).
      نعم كل هذا صحيح، ولكن نحن لا ندري فربما كان لدى عائشة وأخواتها وسيلة للإرضاع لا تستلزم كشف الصدر للرجل الغريب ولا مصه للثدي، رغم أنه لم يكن في تلك الفترة جهاز لشفط اللبن من المرأة، ولكن نحن لا ندري حيث لم نشاهد ولم نعاين، فلا تظلموا (أمنا) وأخواتها فلعل الأمر تم على نحو إعجازي وخرج اللبن من صدر المرأة إلى فم الرجل في الفضاء من دون أن يرى الرجل شيئا ولا يمص شيئا!! (طبعا إذا مشى الإنسان على رأسه ورأى برجليه فصدقوا أنه لم يحدث شيء من هذا!!)
      المشكلة هي أن عائشة لا تنتهي عن شيء حتى إذا كان الناهي لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه، فقد روت عائشة وقالت: (دخل عليّ رسول الله وعندي رجل قاعد، فاشتدّ ذلك عليه ورأيت الغضب في وجهه، فقلت: يا رسول الله إنه أخي من الرضاعة. فقال: أنظرن إخوتكن من الرضاعة فإنما الرضاعة من المجاعة). (صحيح مسلم ج4 ص170). هنا قد لاحظت عائشة مدى غيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعدم سماحه بأن يبقى رجل غريب معها بدعوى أنه أخوها من الرضاعة حيث إنه لم تكن رضاعته بالشرائط الشرعية وإنما رضع وهو أكبر من (البغل) فعلاوة على أن هذه الرضاعة حرام شرعاً؛ كيف يصبح هذا (البغل) ابناً للمرأة؟! فمعنى هذا أننا يمكن لنا أن تأتي بشيخ قد جاوز الثمانين من العمر ليرضع من صدر امرأة لا تتجاوز العشرين فيصبح ابن الثمانين ابنا لبنت العشرين ويقول لها: (ماما.. ماما) وعاشت فتوى (ماما عائشة أم المؤمنين)!!
      طبعا تعرّضت عائشة بسبب إباحتها رضاع الكبار وإدخالهم الرجال الأغراب الأجانب عليها واختلائها بهم إلى انتقادات كبيرة في ذلك الوقت، وخصوصاً من المرأة الشريفة العفيفة أم سلمة التي هي بحق أم المؤمنين الصالحين (رضوان الله تعالى عليها) والتي بيّنت عدم جواز هذه اللعبة ونهي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن هذا التعدي الخطير على الشرع الحنيف، فما كان من عائشة إلا أن توجد دليلاً مختلقاً آخر لهذه الفتوى - ذات المآرب الخاصة التي لا تخفى على أولي الألباب - وهو ادعاء أن جواز رضاعة الكبير قد نزل في القرآن الكريم (الأصلي) ثم اختفى بسبب (دجاجة) جاءت وأكلت تلك الآية تحت سرير عائشة!!
      تقول عائشة: (لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشراً ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكله)!! (مسند أحمد ج6 ص269 وسنن ابن ماجه ج1 ص625).
      ولأن إرضاع الكبار عشر رضعات متواليات صعب جداً كما أنه يؤخر (نشر الحرمة) بينهم وبينها ولا يتيح دخولهم عليها بسرعة، فقد أفتت عائشة في ما بعد بأن خمس رضعات بدلاً من عشر كافية ولا داعي لكل هذا العناء! وزعمت في ذلك أن الآية التي نزلت بعشر رضعات قد نسخت إلى خمس في ما بعد، ومع هذا فقد أكلتها الدجاجة!! تقول عائشة: (كان في ما أنزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يحرمن. ثم نسخت بـ: خمس معلومات) (صحيح مسلم ج4 ص167).
      وفي الواقع لا أدري أنا كيف استطاعت هذه (الدجاجة) أن تمحو من الوجود آيات رب العزة والجلالة؟! ولا أستطيع أن أكبت ضحكتي عندما أسمع من بعض الوهابيين الحنابلة اتهامنا نحن الشيعة بأننا نعتقد بتحريف القرآن ونقصه مع أننا لا نؤمن بعائشة ولا بسريرها ولا بدجاجتها ولا بقصتها الخرافية تلك وإنما هم الذين يؤمنون وفي ما ورد بصحاحهم مبتلون!! حقاً لقد بدأت أصدق قول الزمخشري في وصفهم المنقول أعلاه خاصة وأن لحاهم ليست ببعيدة في الشبه بلحى التيوس إلا أنها أعرض قليلاً!
      ومرة أخرى وحتى لا نظلم (أم المؤمنين) فعلينا أن نطالع ونقلب صفحات التاريخ جيداً لنعرف طبيعة (المسائل والأحكام) التي كانت تعلمها عائشة لمن يدخل عليها من الرجال (الراضعين) فربما كانت تلك الخلوات والجلسات النهارية والليلية (بريئة) وهدفها هو تعليم المسلمين مسائل دينهم وإلقاء (الحديث الشريف) إليهم ليس إلا.
      وفي ما بين يدينا نموذج لتلك (المسائل والأحكام والأحاديث) التي كانت تجري في تلك الجلسات، حيث ورد في الصحاح وكتب التاريخ: (عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: دخلت على عائشة أنا وأخوها من الرضاعة فسألها عن غسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الجنابة فدعت بإناء قدر الصاع فاغتسلت وبيننا وبينها ستر وأفرغت على رأسها ثلاثا)! (صحيح مسلم ج1 ص176 وسنن النسائي ج1 ص127 وسير أعلام النبلاء للذهبي ج2 ص244)
      ما شاء الله تبارك الله.. انظروا أيها المؤمنون إلى أمكم كيف لا تكتفي بالتعليم النظري والشفهي وإنما تنتقل للتعليم العملي والتطبيقي والتصويري لمسألة هي من أكثر المسائل حساسية في حياة الإنسان وهي كيفية الاغتسال من (الجنابة)! طبعاً أنا عندما طالعت هذا الحديث استغربت جداً ودارت في ذهني تساؤلات كثيرة وخطيرة - وأعترف بأن بعضها ليست بريئة - ومنها: ألم يجد أبو سلمة وذلك الرجل (الراضعيْن) غير امرأة ليتعلّما منها كيفية الاغتسال بالنسبة للرجال؟! ألم يكن بمقدورهما توجيه هذا السؤال إلى الرجال ليتعلّموا؟!
      وأساساً كيف لم يتعلّما حتى الآن كيفية الغسل وهما من (الصحابة الذين رضي الله عنهم وأرضاهم وكانوا علماء في الدين) وبعد كل هذه السنوات من جهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تعليمهم وتلقينهم أحكام الدين؟! ويا ترى ماذا كانا يفعلان طوال تلك السنوات قبل أن يسألا عائشة عن كيفية الغسل.. هل ما كانا يغتسلان ويظلان نجسيْن غير طاهريْن؟!
      وصاحبتنا عائشة كيف قبلت أن يسألها (رجل) مثل هذا السؤال؟! ألم يكن بمقدورها توجيه صفعة لهما بالقول: (استحيا إنني امرأة واذهبا واسألا أمثالكما من الرجال)؟! وهل لم يكن أحد قادراً على الإجابة على مثل هذا السؤال سوى (الماجدة) عائشة؟! ثم لماذا لم تكتفِ عائشة ببيان طريقة الاغتسال شفهيا وإنما أخذت بـ (تمثيل) ذلك واقعياً؟! وإذا كان (الستر) حائلاً يحجب الرؤية فما الداعي للقيام بالاغتسال أصلا وهما لا ينظران إلى الكيفية؟! وإذا لم يكن حاجباً للرؤية فكيف قبلت عائشة بأن يرى الرجلان خيال جسدها وينظران إلى ما لا يجوز حتى لذوي المحارم على فرض أنهما أخ من الرضاعة وابن أخت من الرضاعة؟! ويا ترى لو كان هذا (التعليم التطبيقي) قد تم على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودخل الرسول على زوجته وهي واقفة تغتسل أمام رجليْن من الأغراب وبينهما ستر (يسيل اللعاب ويثير الشهوة) فماذا كان سيفعل في هذه المرأة الوقحة قليلة الأدب والحياء والعفة والدين؟!! وهل يقبل أحد منا أن تقوم زوجته بتعليم الاغتسال لرجل يكون واقفا أمام باب الحمام مثلا وإن كان لا ينظر وحتى لو كان ابن أختها من الرضاعة؟!! وأي فجور وعهر أكبر من هذا؟!!
      ويبقى السؤال عن (الستر) الذي ضربته عائشة بينها وبين الرجليْن، حيث يجيب عليه النووي الذي شرح الحديث في صحيح مسلم فقال نقلا عن القاضي عياض: (ظاهر الحديث أنهما رأيا عملها في رأسها وأعالي جسدها مما يحل لذي المحرم النظر إليه من ذات المحرم وكان أحدهما أخاها من الرضاعة كما ذُكر قيل اسمه عبد الله بن يزيد وكان أبو سلمة بن أختها من الرضاعة أرضعته أم كلثوم بنت أبي بكر ولولا أنهما شاهدا ذلك ورأياه لم يكن لاستدعائها الماء وطهارتها بحضرتهما معنى إذ لو فعلت ذلك كله في ستر عنهما لكان عبثاً ورجع الحال إلى وصفها له وإنما فعلت الستر ليستر أسافل البدن وما لا يحل للمحرم نظره.. والله أعلم)! (شرح مسلم للنووي ج4 ص3).
      فإذن هما (شاهدا ورأيا) على ذمة عياض والنووي، ولكنهما شاهدا أعالي البدن لا أسفله والمواضع الأكثر حساسية، لطيف جداً، ولكن حضرة القاضي عياض وجناب الشيخ النووي لم يبلغانا أي شرع لله يجيز هذا ولم ينقلا لنا كيف كانت (مشاعر) الرجلين في تلك (الخلوة التدريسية) وهما يريان امرأة (شابة) تغتسل ولم تستر سوى أسفل بدنها بستر لا يغني عن افتتان!! ومع هذا نقول ما قاله عياض والنووي.. (الله أعلم)!
      ويقول السماوي - الذي هو أنا - إن (أم المؤمنين) ربما اعتبرت تلك الساعة من ساعات (القلب) التي يجوز فيها ما لا يجوز في غيرها، و(لا حرج في الدين) وما دام الغرض شريفاً وهو مجرد تعليم الأحكام الشرعية فلا موجب للإنكار على سيدتنا الماجدة فعلها هذا وإن لم يكن عندنا شاهد محايد ليؤكد لنا أن الأمور (لم تتجاوز هذا الحد) في تلك الساعة البريئة.. والله أعلم!!
      ومع تقدم السن بعائشة بدأت الأمور تأخذ منحى تصاعدياً في تجاوز الخطوط الحمراء الشرعية، فلئن كانت في بادئ الأمر تحاول أن توجد غطاء شرعياً لما تفعله من اصطياد الرجال والشباب وإدخالهم عليها فإنها في أواخر الأمر بدأت تخرج عن طورها وتمارس (التسكع) العلني السافر! ولئن كانت في بادئ الأمر تجد من يهتم بالدخول عليها ولو (للبصبصة) فإنها مع تقدّم العمر بها ووصولها إلى مرحلة العجزة لم تعد تثير أدنى اهتمام، فاضطرت للجوء إلى وسيلة أخرى غاية في الدناءة وهي الاستعانة ببعض الجواري وتزيينهن ثم الطواف بهن في الأحياء والطرقات لاصطياد الشباب والإتيان بهم إلى حيث (يتلقّون الأحكام الشرعية الرصينة)!!
      فقد روى أبو بكر بن أبي شيبة ما يلي: (أن عائشة شوّفت - أي زيّنت - جارية وطافت بها وقالت: لعلنا نصطاد بها شباب قريش)!! (راجع المصنف لابن أبي شيبة ج4 ص49).
      حقا لقد أثبتت عائشة أنها (ماجدة) طبعاً على المعنى الذي نعرفه نحن العراقيين عن (الرفيقات الماجدات) اللاتي كن يحطن بالمهيب الركن القائد الضرورة وعلى رأسهن (أم المؤمنين أيضاً) ساجدة خير الله طلفاح!
      فمن دون أي خجل ومن دون أي حياء امتهنت عائشة مهنة (التسكع) بالجواري حيث تأخذهن وتزيّنهن وتعمل لهم عمليات (المكياج) المناسبة من أجل إغراء الشباب في الطرقات وجذبهم إليها لأنها لم تعد (جذابة) كما كانت شابة رغم سوادها ودمامتها!! فهل عرفتم الآن لماذا تبرأت من (ماما عائشة)؟! لأنني بصراحة لست مستعداً لأن تكون أمي متسكعة ولا أتصور أن أي شخص يمكن أن يقبل أو يحترم أمه أو أخته أو زوجته إذا كانت هذه (القذارة) هي مهنتها؟! وأي صاحب غيرة يقبل بأن تكون إحدى محارمه تمارس مهنة (ق.....) علناً؟!!
      كما قلت لكم سابقا فإن (ساعة القلب) الخاصة بعائشة لم تكن ساعة عادية وإنما كانت ساعة من العيار الثقيل، كالشواهد المذكورة أعلاه، ولكن أحيانا قد تخفف عائشة من العيار فتكتفي مثلاً ببعض جلسات الأنس والطرب لساعة القلب!
      ومنذ عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت عائشة تستجلب الجواري والمغنيات إلى بيت الوحي ليغنين، وتتذكرون طبعا حديث (المزمارة) الذي رواه البخاري: (عن عائشة قالت: دخل عليّ رسول الله وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه ودخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند رسول الله! فأقبل عليه رسول الله وقال: دعهما)! (صحيح البخاري ج2 ص3).
      ولا شك أن عائشة كذبت كعادتها في دعوى أن رسول الأخلاق (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل بمزمارة الشيطان وبهذا الغناء والطرب، فقد أرادت أن توهم الناس بأن أباها أبو بكر أتقى من الرسول الكريم! ولا يهمنا الآن الرد على هذه الفرية ولكن الشاهد هو في ولع عائشة بالطرب والغناء. ذلك الولع الذي دفعها بعد رحيل رسول الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم لأن تأتي برجل - وليس جارية هذه المرة - ليغني لها! وكان هذا المطرب من عبيد سعد بن أبي وقاص، ومن شدة تولعها وحبها لهذا المطرب خاصمت سعداً وحلفت أن لا تكلمه لأنه قام بضرب ذلك المغني لقضية ما! لقد كانت شديدة الحرص على أن لا يصيبه أي سوء فهو من القريبين إلى.. القلب في ساعة القلب!
      روى ابن عبد البر: (كان في المدينة في الصدر الأول مغنٍّ يُقال له: (قند) وهو مولى سعد بن أبي وقاص، وكانت عائشة تستظرفه، فضربه سعد، فحلفت عائشة لا تكلمه حتى يرضى عنه قند! فدخل عليه سعد وهو وجع من ضربه، فاسترضاه فرضي عنه، وكلمته عائشة)! (العقد الفريد ج6 ص34).
      وكانت عائشة تنظم جلسات الغناء حتى وهي بعيدة عن المدينة وذلك بالإيعاز إلى صاحبتها الحميمة حفصة بنت عمر بن الخطاب، حيث يذكر المؤخرون أنها كتبت رسالة إلى حفصة عندما نزل أمير المؤمنين (عليه السلام) منطقة ذي قار القريبة من الكوفة استعداداً لمحاربتها قالت فيها: (أما بعد فإني أخبرك أن عليا قد نزل ذاقار، وأقام به مرعوبا خائفا لما بلغه من عدّتنا وجماعتنا، فهو بمنزلة الأشفر إن تقدّم عُقِر وإن تأخر نُحر)! فدعت حفصة جواري لها يتغنّين ويضربن بالدفوف فأمرتهن أن يقلن في غنائهن (ما الخبر؟ ما الخبر؟ عليٌّ في السفر! كالفرس الأشفر! إن تقدّم عُقر! وإن تأخر نُحر)! وجعلت بنات الطلقاء يدخلن على حفصة ويجتمعن لسماع ذلك الغناء! (راجع شرح ابن أبي الحديد ج2 ص157).
      فهكذا يتجلّى حقدها على أمير المؤمنين (عليه السلام) طبعاً في ساعة (حقد وغضب)!
      والخلاصة أن (أم المتسكعين) التي كانت تطوف بالجواري لاصطياد شباب قريش، والتي كانت تنظم جلسات المجون والطرب، والتي كانت تدفع الرجال الأغراب للرضاع من صدور أخواتها ليدخلوا عليها وتعلمهم (الغسل من الجنابة) تطبيقياً وعملياً.. هذه المرأة كانت هي أصل تكوين فكرة (ساعة لربك وساعة لقلبك)، فمن لا يرى في كل هذه (المخازي) أي مشكلة فليظل فليعتبرها أماً له وليظل مفتخراً بأمومتها!
      والخاتمة أنني أعتذر من جميع القراء الكرام إذا وردت في هذا الموضوع أي كلمات وعبارات تبعث على الغثيان ولكن مع الأسف هذا هو ما ورد في التاريخ وهذه هي الحقيقة، ونعتذر مجدداً من الذين يمكن أن تصيبهم صدمة من هذه الحقائق وندعوهم لأن يراجعوا التاريخ جيدا ليكتشفوا السبب في معاداتنا لهذه المرأة الساقطة وليعرفوا أن لنا كل الحق في موقفنا السلبي منها.
      (المنبر - العدد 46 - شعبان 1425 هـ)
      ونسألكم الدعاء.

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
      ردود 2
      12 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
      بواسطة ibrahim aly awaly
       
      يعمل...
      X