إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الراحل الى معدن العظمة .. الشهيد محمد باقر الصدر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    محمد باقر الصدر
    السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق



    تأليف

    احمد عبدالله ابو زيد العاملي
    اضغط هنا

    تعليق


    • #17
      دائرة معارف الشهيد السيد محمد باقر الصدر
      كتب وتسجيلات صوتية وصور




      اضغط هنا

      تعليق


      • #18
        محمد باقر الصدر

        حياة حافلة .. فكر خلاق

        بقلم السيد محمد طاهر الحسيني



        اضغط هنا


        شهيد الامة وشاهدها


        بقلم الشيخ محمد رضا النعماني




        اضغط هنا


        الجهاد السياسي

        للسيد الشهيد الصدر

        السيد صدر الدين القبانجي





        اضغط هنا

        علاقات السيد الشهيد محمد باقر الصدر مع استاذه الامام الخوئي






        اضغط هنا


        كتاب الامام الحكيم - الشهيد الصدر


        وحزب الدعوة الاسلامية

        بقلم نوري كامل






        اضغط هنا

        تعليق


        • #19
          الشهيد محمد باقر الصدر
          وقصة قبره
          بين محاولات الطمس والاظهار
          حتى عام 2003





















          http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=182718

          تعليق


          • #20
            والدة السيّد الصدر (رحمه الله) تشكو إلى الله ما نزل بولدها

            لآل الصدر شجرة نسب تتصل بالإمام موسى بن جعفر عليه السلام ومنه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يتوارثها رجال الاسرة بعناية ودقة، ومن العجيب أن السيد الشهيد يتصل بجده الإمام موسى بن جعفر إما بمجتهد أو عالم فاضل، فكل رجال هذه الاسرة علماء أفاضل أو مراجع كبار. وهي ميزة فريدة قلما تتوفر لأسرة من الاسر.

            أما النسب فهو:

            شهيدنا العظيم آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر.
            بن السيد حيدر، بن السيد إسماعيل، بن السيد صدر الدين، بن السيد صالح، بن السيد محمد، بن السيد إبراهيم شرف الدين، بن السيد زين العابدين، بن السيد علي نور الدين، بن السيد حسين، بن السيد محمّد، بن السيد حسين، بن السيد علي، بن السيد محمد، بن السيد تاج الدين، بن السيد محمد، بن السيد عبد الله، بن السيد أحمد، بن السيد حمزة، بن السيد سعد الله، بن السيد محمد، بن السيد علي، بن السيد عبد الله، بن السيد محمد، بن السيد طاهر، بن السيد الحسين، بن السيد موسى، بن السيد إبراهيم المرتضى، بن السيد الإمام موسى بن جعفر.


            ولادة السيد الشهيد:
            في كنف جده الإمام موسى بن جعفر في مدينة الكاظمية ولد شهيدنا الصدر يوم (25) ذي القعدة (1353 ه).
            وهذا اليوم من الأيام المباركة، لما ورد من أن فيه دحت الارض، وفي ليلته ولد إبراهيم الخليل وعيسى بن مريم عليهما السلام، وشاء الله عزوجل أن يعد هذا الوليد المبارك إعدادا يؤهله فيه ليكون أمينا لرسله وحصنا لشريعته، ومثلا أعلى وقدوة صالحة لعباده، وليحمل من الآمال والطموحات والهموم ما هي بحجم هموم الأنبياء، ويسير على خطهم وخط خاتمهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

            والدته‏ المحترمة:
            هي السيّدة العابدة، الصالحة، التقيّة، الزاهدة، الحاجّة بتول بنت المرحوم آية الله الشيخ عبدالحسين آل ياسين، وكان أبوها وإخوتها جميعاً من الآيات العظام، ومن أكابر العلماء الأعلام رضوان الله عليهم أجمعين.
            فأبوها هو آية الله الشيخ عبدالحسين آل ياسين أحد أعاظم‏ فقهاء عصره، المعروف بالزهد والعبادة والتقوى. ولد في الكاظميّة، وتربّى في كنف جدّه المرحوم آية الله الشيخ محمّدحسن آل ياسين الذي كان من مفاخر علماء الشيعة، والذي أمضى الإمام صاحب الزمان نيابته عنه على ما ورد في قِصّة المرحوم الحاجّ علي البغداديّ المذكورة في مفاتيح الجنان.
            وقد قال السيّد حسن الصدر في تكملة أمل الآمل عن الشيخ محمّد حسن آل ياسين:
            «انموذج السلف، حسن التقرير، مضطلع في الفقه والاصول، خبير بالحديث والرجال، انتهت إليه الرئاسة الدينيّة في العراق بعد وفاة الشيخ العلّامة الأنصاريّ، كان المرجع العامّ لأهل بغداد ونواحيها وأكثر البلاد في التقليد، وكان المعروف بالفضل، له رسالة وكتب ...».
            والمرحوم الشيخ عبدالحسين آل ياسين قد هاجر من الكاظميّة إلى سامرّاء، وتتلمذ على يد المجدّد الشيرازيّ، وبعد أن تُوفّي جدّه الشيخ محمّدحسن انتقلت إليه زعامة الشيعة في بغداد والكاظميّة، ثُمَّ هاجر إلى كربلاء، وتتلمذ على يد المرحوم السيّد إسماعيل الصدر، ووصل إلى مرتبة عالية من الاجتهاد، وعاد إلى الكاظميّة، وأصبح من مراجع الشيعة في التقليد، وتُوفّي في (18/ صفر/ 1351 ه) في الكاظميّة، ودفن في النجف الأشرف في مقبرة آل ياسين.

            أمّا إخوتها فهم:
            1- آية الله العظمى شيخ الفقهاء والمجتهدين الشيخ محمّدرضا آل ياسين، كان استاذاً ومرجعاً في عصره في النجف الأشرف، تُوفّي في سنة (1370 ه)، ودفن في مقبرة آل ياسين.
            2- المرحوم الإمام المجاهد الشيخ راضي آل ياسين، كان من أكابر علماء الإماميّة في الكاظميّة، وهو صاحب تأليفات كثيرة منها كتاب (صلح الحسن).
            3- المرحوم آية الله الورع التقي الشيخ مرتضى آل ياسين، كان من أكابر علماء الإماميّة، ومرجعاً للتقليد في النجف الأشرف.

            يقول الشيخ محمد رضا النعماني تلميذ ومساعد الامام الشهيد قدس:
            لقد اطلعت على بعض خصوصيات المرحومة والدة السيد الشهيد (محمد باقر الصدر (قدس) من خلال معايشتي لها فوجدتها والله مثال التقوى، امتلأت روحها حبا لله تعالى ورسوله وأهل بيته صلى الله عليه وعليهم، وحتى في الأيام الأخيرة من حياتها كان عشقها لأهل البيت ولأمير المؤمنين عليه السلام يطغى على ما كانت تعاني من آلآم وأمراض فتخرج مستعينة بابنتها البارة الشهيدة بنت الهدى (رحمها الله) لزيارة قدوتها وإمامها رغم ما كانت تعاني من صعوبة كبيرة في مشيتها.
            وكانت لا تفارق القرآن، فهي رفيقته في كل وقت تتلوه آناء الليل وأطراف النهار، وكلما انتهت منه عادت إليه.
            وكانت دائمة الذكر لله تعالى، تلهج بتسبيحه وتحميده، وما انقطعت عن ذلك حتى فارقت نفسها المطمئنة برحمة ربها بدنها الطاهر، ولقيت ربها راضية مرضية، وكانت في فترة الحجز نموذجا رائعا في الصبر والثبات والاتكال على الله عزوجل، فلم تتململ يوماً مما كان يصيبها بسبب الحجز من فقد الدواء الذي كان به قوام حياتها، بل كانت تتظاهر بالصحّة والسلامة لتشعر السيد الشهيد بعدم أهمية المعاناة الكبيرة التي تعيشها، رحمها الله وأسكنها الفسيح من جناته...

            وكانت والدته‏ تحثه على الدراسة في الحوزة واختيار حياة الطلبة...

            كان السيد الشهيد (رحمه الله) في كلّ يوم يجلس إلى والدته‏ (رحمها الله) يؤنسها بحديثه ويخفّف عنها من آلام ما تعاني من أمراض ومشاكل صحيّة، ويخفّف من قلقها عنه، فقد كانت (رحمها الله) تشعر بقلق كبير على سلامته ولها إحساس بأنّ السلطة سوف لن تتركه على أيّ حال، فكان (رضوان الله عليه) يدخل إلى قلبها بكلّ الوسائل ليبدّد هذه المشاعر أو يقلّل من سطوتها، فكان في كلّ يوم يجلس معها في غرفتها ومعه كتبه ودفاتره ويبقى معها - في أكثر الأحيان - حتّى العصر يكتب ويعدّ أبحاثه وغير ذلك، واستمرّ على ذلك حتّى اليوم الأخير قبل اعتقاله ومن ثمّ استشهاده.
            وكانت رحمها الله تحدّثه عن والده وتحاول أن تغرس في نفسه أن يكون مثله.

            ويصفها الشيخ الكوراني بأنها: كانت في ذلك الوقت تقرأ كتب التاريخ وتعدّ من المثقّفات‏.

            ويقول الشيخ علي آل اسحق: كانت (رحمها الله) - حتّى‏ بعدما كبر- تنتظر رجوع السيد محمد باقر الصدر إلى الدار، فإذا تأخّر انتظرته عند الباب وفتحت له فور وصوله‏.

            ويذكر الشيخ زهير الحسّون أنّ والدة السيّد الصدر (رحمة الله) أحسّت ذت مرّة أنّ ابنها في خطر ما، فبعثت مستفسرةً إلى مكان تواجده، فتبيّن أنّ مدير أمن النجف كان عنده.
            ولمّا سُئِلت السيّدة بنت الهدى (رحمها الله) عن الأمر قالت: «إنّ جسم أمّي داخل البيت لكنّ شعورها وقلبها مع السيّد أينما ذهب‏».

            يقول السيّد محمّد باقر الحكيم (رحمه الله):
            «كان (السيد محمد باقر الصدر رحمه الله) يكنّ لأمّه الحُبَّ والاحترام بدرجة عالية جدّاً، حيث كان يلتزم تجاهها بنظام قاسٍ من الإخبار لها عن جميع حركاته وسكناته، ممّا كان يلفت نظر القريبين له، وكنتُ في البداية أثير لديه التساؤل عن ذلك، حيث كانت وسائل الاتّصال مثل التلفون مفقودة في ذلك الوقت، فيلتزم شخصيّاً بنظامٍ حديديٍّ في الأوقات والمواعيد والذهاب والإياب بسبب ذلك، ولكنّه كان في ذلك يستجيب لطلبها وإلحاحها بسبب عاطفتها القويّة وشفقتها الفائقة وما لاقته من فقدٍ للأولاد والزوج.
            كما كان يأخذه الاضطراب الشديد شفقةً وخوفاً عليها عندما كانت تصاب بنوبات من ضيق التنفّس المتكرّرة التي تصبح في الحالات العادية أمراً عاديّاً بسبب تكرارها، ولكنّه بقي (رضوان الله عليه) يحسّ بذلك إلى آخر عمره حبّاً بها وشعوراً بالمسؤوليّة تجاهها وشفقةً عليها، وذلك تعبيراً عن العواطف المتأجّجة في نفسه تجاه الأشخاص الذين يحبّهم ...
            كما كان يكنّ الاحترام الكبير لأخيه الكبير بالرغم من تفوّق الشهيد الصدر العلمي عليه واعتراف أخيه له بذلك، مع أنّ أخاه الكبير كان من فضلاء الحوزة العلميّة المعروفين بالفضل والاجتهاد وانشغال الشهيد الصدر بصورة دائمة بالعمل العلمي. ولم يكتفِ بذلك الاحترام، حتّى أنّه كان يشعر ويقوم بمسؤوليّة الرعاية لأخيه الكبير ويقوم تجاهه بذلك من رعاية ماديّة واجتماعيّة ومعنويّة له ولعائلته، حيث كانت تشمله رعاية البيت كلّه الماديّة والتفكير بشأنه وموقعه الاجتماعي.
            وكان للشهيد الصدر (رضوان الله عليه) الدور الرئيس في تهيئة ظروف انتقاله إلى مدينة الكاظميّين ورعاية وضعه الاجتماعي فيها هناك وتسديده بالقول والعمل والزيارة والإسناد، وكان أخوه يبادله الحُبَّ والاحترام الفائقين بحيث يشعر الإنسان بوحدتهما مع وجود الفوارق العديدة في شخصيّتهما الذاتيّة وطريقة العمل والتفكير وأسلوب الحياة الاجتماعيّة والشخصيّة
            ».

            تقول السيّدة فاطمة أم جعفر الصدر:
            «كانت (والدة السيد الشهيد الصدر) حليفة المصحف الشريف وسجّادة الصلاة؛ لم تستغن عنهما يوماً، ولم تنقطع عن الذكر ما أمكنها ... كانت أم الشهيد تخيط ملابسها السوداء بيدها، وبوسائلها اليدويّة البسيطة: الخيط والإبرة لا غير. وكان الشهيد كثيراً ما يلاطفها، ويحاول أن يخفّف عنها أحزانها الدائمة.
            كان يقول لها: تعزّي بنا، فنحن اليوم بجوارك، ونحن الذين بقينا لك. لقد اجتهد كثيراً للتغيير من وضعها النفسي. وإدخال السرور على قلبها، وخاصّة بعد افتقادها ابنها السيّد إسماعيل، وأودع التراب وهي حيّة ترزق. على أنّها لم تجزع ولم تعترض على قدر الله، لكنّ هذا شاق على قلب الأم. وفي الأخير تعلّقت أكثر، وصبّت كلّ آمالها على السيّد الشهيد وأخته بنت الهدى اللذين ما فتئا يحاولان التعويض عليها، إلى أن أجرى الله مقاديره بحسب ما شاء، وله الحمد
            ».

            ويقول السيّد محمود الخطيب:
            « كانت (والدة السيد محمد باقر الصدر) قمّةً في التقوى والورع، وكيف لا تكون كذلك وهي بنت ذلك البيت العريق الذي أنجب العلماء والمفاخر من الرجال العظام من آل ياسين. كان (رحمه الله) كثير الاحترام‏ والتقدير لوالدته، فلقد شاهدته مرّات عديدة إذا أراد السفر لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) يستأذن منها ويقول لها: أنا ذاهبٌ لزيارة سيّد الشهداء (
            عليه السلام)، تقول له: كان الله معك يا ولدي، ثمّ يجلس على ركبتيه ويقبّل يديها فتضع المصحف الشريف على رأسه وتقول له: كتب الله لك السلامة، أسألك الدعاء».

            تقول السيدة فاطمة ام جعفر الصدر:
            في يوم السبت 19 جمادى الاولى 1400 ه، نعق نذير الشؤم عندما طرق الباب بعد ظهر ذلك اليوم الكئيب مدير أمن النجف، وطلب من الشهيد مرافقتهم إلى بغداد. سألهم رضوان الله عليه عن الأمر؟
            فأجابوا: إنه أمرٌ بالاعتقال‏ [وكان الاعتقال الرابع والاخير]. فاستمهلهم دقائق ليودع أهله. ورفضوا، بحجة أن الأمر بسيط؟ ولن يطول فراقه للبيت، وأصرّ هو على موقفه قائلًا: إن ذلك لن يضرّكم .. ولم يروا بُداً من الرضوخ، إذ أن الشهيد لم ينتظر موافقتهم، فدخل البيت لفوره واتجه أمام ناظرينا جميعاً بينما نحن في وجوم وذهول إلى حيث اغتسل غسل الشهادة .. بتلك النية تحديداً، ثم خرج وصلى بين يدي الله ركعتين، ثم إنه اتجه إلى والدته‏ المذهولة والمكروبة، وأخذ يدها وضمها إلى صدره بين يديه، ثم رفعها إلى فيه يلثمها في حنوٍّ، حادباً على أمِّه، يرجو الرضا والدعاء وطلب التسديد. ثم احتضن جميع من في البيت يضمهم ويقبلهم فعلمنا من خلال تصرفه أنه الوداع الأخير.
            كان الموقف مأساوياً محزناً بكل تفاصيله، غير أن اللحظات الأكثر إيلاماً وتفجعاً هو عندما أراد احتضان ابنته الثانية ابنة الخامسة عشرة فإنها لم تحتمل ذلك وأشاحت بوجهها، واتجهت نحو الجدار وأحنت رأسها عليه وهي تتنشغ في بكاء مرير، فأحاطها الأب الشهيد بذراعيه وصار يناجيها:
            (حلوتي، إن أصحاب عيسى (ع) نشروا بالمناشير، وعلقوا بالمسامير على صلبان الخشب، وثبتوا من أجل موت في طاعة. لاتكترثي يا صغيرتي. فكلنا سنموت. اليوم أو غداً. وإن أكرم الموت القتل. بنيتي أنا راض بما يجري علي، وحتى لو كانت هذه القتلة ستثمر ولو بعد عشرين سنة، فأنا راض بها ...)!. وبهذه الكلمات انفجر ما كان مكبوتاً في النفوس، فتحاتن الدمع زفراتٍ من الآماق، وللقلوب رجيعُ وَلْوَلةٍ خفّاق.
            وأخيراً حان دوري للوداع .. ووقف إمامي أمامي، شامخاً شاخصاً ببصره إليّ .. وجمد الدم في عروقي، وتصلّبت عيناي على محيّاه المشرق الوقور، فرأيته قد استنار وجهه، واعتدلت قامته! أين منه ذلك الوهن، وانحناء الظهر، الذي لازمه أياماً وأياماً؟
            اقترب مني وقال لي هامساً: يا «أخت موسى»: بالأمس أخوك، واليوم النديم والشريك والحبيب. اليوم أنا .. لك الله يا جنتي. ويا فردوسي، تصبّري، إنما هي البيعة مع الله، قد بعناه ما ليس بمرجوع، وهو قد اشترى سبحانه .. ياغريبة الأهل والوطن .. حملك ثقيل .. ولك العيال.
            أسألكِ الحِلّ .. فأولئك هم سود الأكباد على بابكِ ينتظرون، وما من مفر .. أنا ذاهب .. وعند مليك مقتدر، لنا لقاء
            . و .. خرج .. فكان الرحيل.
            بعد ساعة من رحيله معهم، صعدت المرحومة أمّه وكانت قد تعدّت سن الثمانين فوق السطح بعد أن جددت وأسبغت الوضوء، لتشكو إلى الله ما لاقت .. وقد كانت تفعل ذلك في كل مرة يعتقل فيها الشهيد. وفي هذه المرة .. جلست فوق السطح، جاثية [وعملت بما هو مذكورٌ في كتاب (مفاتيح الجنان) حول دعاء الأم لولدها لكشف البلاء]، مستقبلة للقبلة، ناشرة شعرها، كاشفة جيبها، ضارعة إلى ربِّها في مشهد مؤثر يذوب له الجلمود، تتوسل أن يعيد إليها ولدها، ترجو أن يثمر توسلها، كما أثمر سابقاً واستجيب لها ذاك الدعاء [كانت رحمها الله تقول في سجودها: (اللهم ربي أنت أعطيتنيه، وأنت وهبته لي. اللهم فاجعل هبتك اليوم جديدة انك قادر مقتدر)]، ما كانت تعلم أن القدر المحتوم في هذه المرة قد تنزّل، وأن السماء قد حسمت أمر الشهيد، فقد اشتاق الملأ الأعلى لمحمد باقر، كما الأم تشتاق إليه.

            تعليق


            • #21
              http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=167682
              أقوال المراجع والعلماء
              بحق الشهيد السيد محمد باقر الصدر (طاب ثراه)





              الإمام روح الله الموسوي الخميني( قدس سره )


              كان السيد محمد باقر الصدر مفكرا إسلاميا فذاً، و كان مؤملاً أن ينتفع الإسلام من وجوده بقدر أكبر، و أنا آمل أن يقرأ المسلمون ويدرسوا كتب هذا الرجل العظيم

              لقد كان المرحوم الصدر شخصية علمية ، و مجاهداً مضحياً من مفاخر الحوزات العلمية و مراجع الدين و المفكرين المسلمين ، فلا عجب لشهادة هؤلاء العظام الذين أمضوا عمراً في الجهاد في سبيل الأهداف الإسلامية.


              أية الله العظمى السيد علي الحسيني الخامنئي( دام ظله)


              إنّ الشهيد الصدر كان يعدّ من الشخصيات الفريدة في التاريخ الإسلامي ، و كان يعتبر ثروة فريدة بالنسبة إلى العالم الإسلامي ، و الذي أراق دم الصدر ليس واحداً و إنما هم أعداء الإسلام جميعاً.


              درّة علم و بحث ، و كنـز إنسانيّ لا نفاذ له ، لو بقي و لم تتطاول إليه اليد الآثمة المجرمة لتخطفه من الحوزة العلميّة ، لشهد المجتمع الشيعيّ خاصة و الإسلاميّ عامة في المستقبل القريب تحليقاً آخر في سماء المرجعيّة و الزعامة العلميّة و الدينيّة


              يحقّ لكلّ مجمع علميّ أن يرفع رأسه فخوراً بما قدّمه إنسان كبير كهذا العالم الجليل.. ما كان يمتلكه من كفاءة غير عادية و دأب قلّ له نظير جعل منه عالماً متعمقاً في ألوان الفنون و لم ينحصر ذهنه البحّاث و رؤيته الثاقبة في آفاق علوم الحوزة المتداولة ، بل أحاط بالبحث و التحقيق كلَّ موضوع يليق بمرجع دينيّ كبير في عالمنا المتنوع المعاش ، خالقاً من ذلك الموضوع خطاباً جديداً ، و فكراً بكراً ، و أثراً خالداً.


              اية الله العظمى السيّد كاظم الحائري (دام ظله )


              الشهيد الصدر لم يأت بالأفكار الفلسفية والتفسيرية الراقية والاقتصادية العظيمة فحسب بل أتى أيضاً بأفكار حول شكل الحكم الإسلامي وطريقة العمل في سبيل إقامته وقد كانت له اليد الطولي في الأعمال الإسلامية التي حصلت في العراق وعلى أسبابها اغتاله المجرمون، إنّ هذه المدرسة ليست مدرسة فكر فحسب، بل وعمل أيضاً، ولو كانت مدرسة فكر فقط لكانت ناقصة لأن الفكر يجب أن يقترن دائماً بالعمل لذلك فقد تدخلت مدرسته في كثير من أساليب العمل الإسلامي وبأنحاء وإشكال مختلفة في سبيل الوصول إلى أهداف الإسلام العالية.


              آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي (قدس ) :

              إنّ النجف الأشرف تفتخر بالسيّد محمد باقر الصدر .

              إنّ الله تعالى أعطى هذا السيّد ما لم يعطه أحداً من طلابي.


              إنّ هذا الرجل فلتة ، هذا الرجل عجيب فيما يتوصّل إليه و فيما يطرحه من نظريات وأفكار.


              الإمام موسى الصدر( فرج الله عنه )

              على الزعيم السياسي ان يرى لليوم وللغد ولما بعد الغد , وهذا متوفر في السيد محمد باقر الصدر , وحسبه انه استطاع ان يضع حلولا لأمور بقيت عالقة مائة وخمسين عاما تهيب الفقهاء من الدنو منها


              أية الله العظمى السيّد محمود الهاشمي

              من كان ليصدّق أنّ عاشوراء ستجدّد بعد مرور أربعة عشر قرناً؟! وأنّ حسيناً آخر من سلالة العظيم سيحضر من جديد في محراب الشهادة، ويصنع ملحمةً أخرى وكربلاء الحسين جديدة؟!..


              اية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني



              سيدنا الشهيد الصدر (أعلى الله مقامه) أمتاز عن إقرانه امتيازاً كبيراً، فبينما كانت النظرية الماركسية تدعي أن البيئة هي التي تولّد فكر الإنسان نجد أن الشهيد الصدر قدس سره أبطل هذه النظرية بحياته وقلمه وأفكاره وأثبت أن الإنسان يمكن أن يتربى وينشأ على عكس مقتضى البيئة، فالبيئة التي عاش فيها الشهيد الصدر كانت بيئة فقهية أصولية بحتة وكان المترقب منه هو أن يغور في الفقه والأصول فقط، ولكننا نجده قد أجتاز هذا الأمر إلى مرحلة أخرى كان يفهم فيها إحداث المستقبل وشخص تكليفه ووظيفته فيها. كما أنه (أعلى الله مقامه) كان معلماً ومربياً ولو بقي حياً لربّى جيلاً كبيراً من المفكرين بفضل منبره وقلمه وأفكاره، فبينما نرى علماء يمتلكون قدرة على البيان نجد أنهم ليسوا أصحاب أقلام متميزة وبالعكس نجد أن السيد الشهيد قد جمع بين البيان والقلم كما جمع بين التدريس والتوعية وربّى تلاميذ يحملون أفكاراً مشابهة لأفكاره.





              رغم وجود علماء عظام وشخصيات علمية كبيرة وبخاصة في المذهب الشيعي إلاّ إنها قليلاً معها تمتاز بالشمولية في مختلف العلوم والفنون وفي المعقول والمنقول وقضايا العصر وما شاكل، ومن بين الشخصيات العلمية البارزة التي يمكن نعتها بالشمولية هو المرحوم آية الله الصدر حيث كان عالماً متضلعاً في الفقه والأصول والفلسفة والمعقول والقضايا المعاصرة. وعالماً بالزمان والمكان ومشكلات العالم الإسلامي ومتطلبات خط العلماء والشيعة. وتأليفاته، تعد آثاراً جديرة حقاً فقد أجاد في كل ما كتبه من أصول وفقه وفلسفة واقتصاد ولهذا تكررت طبعات تأليفاته وانتشرت بعضها بلغات مختلفة ويعتبر هذا الأمر آية لحسن الذوق الذي حمله هذا الرجل العظيم وسعة معلوماته.. كما أن جديته وإخلاصه وخلقه الممتاز واحترامه لمن يخاطبه يستدعي انتباهي ويشير إلى أخلاقه السامية فلم يكن هدفه هو التغلب على الخصم بل بيان الحقيقة.


              أية الله العظمى السيّد عبد الكريم الموسوي الأردبيلي

              إنّ تاريخ الإسلام الحديث لم يشهد مثل هذه الشخصيات الفذة إلا قليلاً ، و كان الشهيد الصدر من أوائل علماء المسلمين الذين رسموا خطوات مؤثرة في مجال القضايا الاقتصادية في الإسلام.

              اية الله الشيخ محمّد تقي مصباح اليزدي

              لقد قام الشهيد الصدر بقطع خطوة قيمة للنهوض بالمسائل الفلسفية والمنطقية، ويكفيه فخراً أنه في عصر عانت فيه المسائل الفلسفية والمنطقية ضعفاً شديداً ولم تحدث حركة ملحوظة في هذا المجال، أنه قام بتأليف كتابين قيمين جداً خلال مدة قصيرة ونالاً إعجاب الآخرين ولا يزالان موضعاً للدرس والاستفادة، ولعلي كنت أول من قام بتدريس كتاب (فلسفتنا) في حوزة قم، وهكذا كتاب الأسس المنطقية للاستقراء فأنه أوجد حركة في نظرية المعرفة والبحوث المنطقية في الحوزة وشجع الفضلاء على البحث والمطالعة والمناقشة في هذه المجالات لتحصين العلوم العقلية من الضعف والركود في الحوزات العلمية.


              اية الله السيّد محمّد رضا الموسوي الكلبايكاني

              إن آية الله السيد الصدر الذي هو حي ومخلد بآثاره الخالدة وخدماته الكبيرة في تأريخ الإسلام والعلماء والمضحين المجاهدين أصبح باستشهاده أكثر مجداً وخلوداً.


              إن منزلة آية الله السيد الصدر وخدماته وشخصيته العلمية واضحة للجميع و إن مجهوده من أجل إنقاذ الجيل الصاعد من الحياة الغريبة والتعلق بها والسقوط في أحضان المدارس المادية غير قابلة للنسيان إنه كان وريث العلم والاجتهاد للعديد من العوائل الفقهية الفاضلة وعليه وعلى شقيقته المظلومة سلام الله وهنيئاً لهما الشهادة.




              ان السيد محمد باقر الصدر اعلم العلماء على الإطلاق وبلا منازع . هذا الرجل هو الذي اخرج النجف من الكتب الصفراء إلى الكتب البيضاء

              تعليق


              • #22
                الأخ الأستاذ اليتيم ..حفظة الله تعالى
                مرة أخرى تنورنا بنور من أنوار آل محمد صلوات الله عليهم
                وتسلط الضوء على شخصية قيل فيها أنها دون المعصوم صلوات الله عليه وفوق المخلوق ...اقبل أياديك الطاهرة آخي العزيز اليتيم وأنت تسرد لنا وتوثق سيرة الشهيد السعيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه
                تقبل الله عملكم وسددكم في القول والفعل

                تعليق


                • #23
                  حياك الله اخي العراقي ووفقك لكل خير!
                  وهذه بعض المواضيع المنتشرة في المنتدى حول الشهيد السيد محمد باقر الصدر رحمه الله!

                  الإمام محمّد باقر الصدر في حوار تاريخي ! التجربة ــ السياسة ــ المرجعية..
                  http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=158729

                  علماء الوعي والإصلاح هم الباقون.. السيد محمّد باقر الصدر أنموذجاً
                  http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=182108


                  دروس ومفاهيم وكلمات من تراث الامام الشهيد محمد باقر الصدر رحمه الله
                  http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=167683

                  ماذا جاء حول كتاب (فدك في التاريخ) للامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدّس الله روحه
                  http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=183635


                  برقية استنكارية من السيد الصدر الى الرئيس المصري

                  http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=172285

                  النداءات الثلاث التي اصدرها السيد محمد باقر الصدر للشعب العراقي
                  http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=181959

                  السيّد الشيرازي‏ يوجّه نداءً إلى الشعب العراقي‏ بخصوص اعتقال السيد محمد باقر الصدر
                  http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=181931

                  موقف السيد محمد باقر الصدر من الخلفاء الراشدين وقضية فدك
                  http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=183531


                  تعرف على طلبة الفيلسوف العظيم والمفكر الإسلامي الكبير المرجع السيد محمد باقر الصدر
                  http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=161434

                  نبذة عن سيرة المفكر والفيلسوف الإسلامي آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (رض)
                  http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=151280

                  هل قال السيد محمد باقر الصدر رحمه الله هذا الكلام عن الخلفاء حقا ؟
                  http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=173742

                  العمل الفكري للسيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدست نفسه الزكيه
                  http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=124201

                  نفحات عبقة من حياة الشهيد السعيد محمد باقر الصدر
                  http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=117063


                  في ذكرى شهادة فيلسوف القرن محمد باقر الصدر
                  http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=115541


                  السيد الشهيد محمد باقر الصدر في سطور
                  http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=88990

                  الشهيد السعيد محمد باقر الصدر ( قدس الله روحه الجنة )
                  http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=77127

                  قصيدة مهداة لمفجر الثورة وقائدها الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر قدست نفسه الزكية
                  http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=77098


                  رثاء قائد فلسطيني للسيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه
                  http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=36174

                  تعليق


                  • #24


                    السيد هاشم الشخص

                    افتتح السيد هاشم الشخص خطبة الجمعة الماضية في مسجد المصطفى ببلدة القارة بمحافظة الأحساء بقوله تعالى: ﴿انما مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض مما ياكل الناس والانعام حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها حصيدا كان لم تغن بالامس كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون﴾.

                    السيد الشهيد السيد محمد باقر الصدر حيث تصادف هذه الايام ذكرى وفاته ونتحدث حول هذا الموضوع من عدة جوانب:

                    1ـ مصادفة ذكرى استشهاد السيد الصدر 9 /4 /1980م وفي هذا اليوم سقوط صدام والآية تشير لذلك حيث تمثل الدنيا كأنها النبات النازل من الأرض حيث يحسب الانسان أنه قادر على جني تلك الثمار فتصبح حصيداً بلقعاً ﴿حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها حصيدا كان لم تغن بالامس كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون﴾.

                    السيد الشهيد من الدرجة الأولى من الناحية العلمية والروحية والنفسية والتقوائية وعمره قصير جداً لكنه كان عمراً كبيراً بما فيه من عطاء علمي جهادي تربوي حيث ان عمره 50 عاماً فقط والسيد الشهيد علمياً يعتبر نابغة عصره بلا منازع حيث أذهل كل من عرفه حيث بلغ الاجتهاد وهو في مرحلة البلوغ حيث انه لم يقلد مجتهداً على الاطلاق كما يؤكد ذلك السيد كاظم الحائري حفظه الله فكل العلوم التي طرقها قد برع فيها بشكل لافت جداً وكتبه المتداولة في كل الأوساط العلمية التي تدرس في جامعات العالم الاسلامي وغيره.

                    وقد حضر السيد مؤتمراً في جدة بعد تأليفه كتاب اقتصادنا الذي طرح فيه فكرة علمية شرعية كاملة قابلة للتنفيذ ولكن أوفد ممثله السيد الهاشمي بدلاً منه فهو مبدع بكل المقاييس وقد عايش تلك الفترة الزمنية اللامعة في النجف بما فيها من عطاء علمي حيث تتلمذ على يديه العديد من الشخصيات العلمية البارعة مثل الشيخ الفضلي والشيخ الاصفي والشيخ عيسى قاسم والسيد كمال والهاشمي وغيرهم حيث ملؤ الساحة العلمية نشاطاً قل نظيره.

                    2ـ اما الناحية الروحية فهو في غاية التواضع مع شأنه العلمي الرفيع بحيث أنه لايراه أحد من الناس الا وينجذب اليه بشكل مطلق لأول وهلة فهو كامل من الناحية هذه وأما زهده فحدث ولا حرج حيث عاش في الدنيا وخرج منا لم يملك من حطام الدنيا شيئاً. يذكر أن الحاج حسين محمد علي من الدمام، ذهب شخيصًا للسيد أو أحد ابنائه في النجف وعرضوا عليه شراء بيت تبرعاً فأبى السيد حيث قال أنه لايحتاج لدار أو سيارة أبداً فلما أصروا عليه قال لدي كتاب أريد طبعه فأخذه وطبع به أحد كتبه الهامة.

                    موقف آخر:

                    وهناك موقف آخر يتذكره السيد في الخطبة حيث انه حضر دروس التفسير الموضوعي وفي الحلقة الاخيرة بعنوان حب الدنيا حيث قال بأن حب الدنيا رأس كل خطيئة حيث أنها مثل ماء البحر لاتروي أحداً ويقول: حتى نحن رجال الدين لسنا من الزهاد حيث لانمتلك من الدنيا شيئاً ولم تقبل علينا دنيا الرشيد وزهدنا فيها.

                    وقال: فزهدنا فيه ليس زهداً وذكر بأن والده قضى 47 سنة وأخوه بلغ 48 سنة حيث خاطب الظالم بقوله فاقض بما انت قاض.... حيث نعى نفسه وقال بأن آخر لقاء معهم حتى قضى شهيداً في عام 1400هـ حيث سلم لأهله ودفن ليلاً دون أن يصلي عليه أحد أما أخته فلم تسلم لأهلها أبداً حيث أذيب في حمض الكبريت ولا أثر لها على الاطلاق وهذا من أشد المواقف ايلاما.

                    وفي نفس اليوم تماماً سقط نظام صدام الذي هلك في نفس يوم استشهاد السيد الصدر والذي بلغ الذروة في الظلم والانحطاط في أسوا مرحلة تاريخية من عمر البشرية وهذا دليل على قدرة الله على الظالمين حيث أذله الله سبحانه على ايدي من أعانو، وهذ مصداق الآية ﴿.... حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها حصيدا كان لم تغن بالامس كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون﴾.

                    ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين.
                    جواد العبد المحسن
                    13 / 4 / 2010

                    تعليق


                    • #25
                      صورة نادرة جداً للامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر رحمه الله

                      اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

                      صورة نادرة جداً للامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر
                      وهو في حدود الخامسة من عمره
                      مع أخيه الأكبر السيد إسماعيل الصدر في النجف الأشرف

                      الملفات المرفقة

                      تعليق


                      • #26
                        ما شاء الله

                        تبارك رب الجلال

                        الملامح واضحة للسيد

                        تعليق


                        • #27
                          ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين
                          رحمك الله سيدي أبا جعفر

                          تعليق


                          • #28
                            وتبقى جوانب في حياته الشريفة لم يسلط عليها الضوء
                            كما ينبغي فالشهيد السعيد كان امة بمعنى الكلمه
                            فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد
                            ويوم يبعث حيا

                            تعليق


                            • #29
                              الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر رائد العقلانية الإسلامية

                              الشهيد محمد باقر الصدر رائد العقلانية الإسلامية

                              يعتبر الشهيد السيد محمد باقر الصدر.. أحد أبرز المراجع والمفكرين المجددين في تاريخ الفكر الإسلامي المعاصر. وإيماناً منا بأهمية الدور المحوري الذي مارسه وقام به هذا الرجل بمسؤولية رسالية متميزة ومتوازنة على مستوى تجذير الفهم الحضاري للإسلام في ذهنية الأمة، والذود عنه في مواجهة الطروحات الفكرية والأيديولوجية المقابلة للدين الإسلامي ـ والتي شكلت في وقت من الأوقات تحدياً حقيقاً له ـ ومحاولة تقديم هذا الدين كمنطلق إنساني قادر على قيادة مركب الحياة البشرية إلى شاطئ وبر الأمان..

                              انطلاقاً من ذلك كله، لابد من الوقوف المتأني والمتابعة الدقيقة المستمرة للكثير من الآراء والأفكار والنتاجات العملية للسيد الصدر التي خدم من خلالها عالم الإسلام والمسلمين.. ولعل الذكرى السنوية لاستشهاده وتضحيته الكبيرة هي من أهم المنابر التي يمكن الحديث عبرها ومن خلالها بهذا الشأن أو ذاك من فكر وسيرة وحياة هذا العالم الفريد.

                              وعندما يراد للمثقف أن يتحدث عن شخصية مميزة ورائدة في عالم الفكر والوعي الحضاري الإنساني في حجم شخصية السيد الصدر ـ ويبحث في مزاياها ومواهبها وفكرها ورسالتها ودورها العملي في الحياة ـ لابد له ـ بدايةً ـ من أن ينطلق قارئاً ومراجعاً وناقداً لآثار تلك الشخصية، ومختلف نتاجاتها الفكرية والعملية الإبداعية من أجل أن يكون لخطابه النقدي عنها قيمة إيجابية في ساحة الثقافة والمسؤولية الفكرية والإنسانية، بحيث يمكن الاستفادة منها على أكثر من مستوى وموقع إسلامي وإنساني..

                              وحديثنا هنا يتحرك في السياق ذاته الذي نريد من خلاله الحديث عن هذا الفكر والتراث الإسلامي المنفتح والرسالي الإنساني كما درسه ودرّسه، ومثّله حق تمثيل، ووعاه ـ عقل رعاية لا عقل رواية ـ السيد الصدر الذي كان يمثل ـ في فكره وحركته ونشاطه وجهاده ـ الإسلام كله في الفكر والعاطفة والمسؤولية الرسالية الإنسانية، منذ أن انطلق ـ في بداية تفتح وعيه وذهنيته في الحياة ـ باحثاً عن مواقع حضارية متقدمة للإسلام الحركي الأصيل في عمق الواقع الإنساني، على طريق بناء أسس وقواعد ومسارات عملية جديدة له، باعتباره قاعدة للفكر والممارسة في الحياة.

                              ولعل من المفيد أن نشير إلى أن كيل المديح وتركيز الأحاديث الإيجابية عن السيد الصدر ـ وبالتالي الإخلاص لخطه ومنهجيته الروحية والفكرية ـ لا ينبغي أن يحجب عن المثقفين والمفكرين أمراً أساسياً وهو أن يركزوا أدواتهم النقدية المعرفية في مجمل نتاجاته وآثاره الفكرية، وأن يحاولوا ـ من جديد ـ إنتاج العمق الفكري والاجتماعي والسياسي له عبر استكمال بناء عناصر ومعطيات المشروع الحضاري الإسلامي ـ الذي كان الصدر من أبرز منظريه ـ في ظروفنا المعقدة الراهنة التي يعاني فيها الإسلام الرسالي ضغوطاً داخلية وخارجية قاسية في مختلف المجالات الثقافية والسياسية والأمنية والاقتصادية.

                              وبهذا المعنى نستطيع أن نعمل مع الشهيد الصدر ـ في فكره واجتهاداته المتنوعة ـ لنبني الحياة الإنسانية الواعية والمنفتحة، ليس من موقع الوقوف على أطلاله والتباكي على مرحلته، والاكتفاء بإقامة المؤتمرات الفكرية والندوات الثقافية الصادحة والمنادية بحياته وأفكاره الثرة، وإصدار البيانات المنمقة، وإطلاق الشعارات الحماسية التي تمجد الشخص وتعظمه لكنها ـ في الوقت نفسه ـ تغيب منهجه ورسالته عن ساحة الحياة، ولكن من موقع متابعة نظرياته وآرائه وطروحاته ومشاريعه الفكرية الرسالية في أن ينطلق خطه(رض) بقوة في مجتمعاتنا المتخلفة التي لم تعِ ـ في مواقع كثيرة منها ـ المعنى الحقيقي العميق للإسلام، في أن نبدع أشياء جديدة، ونجدد معارف سابقة، وأن يكون الإسلام ـ الذي تؤمن به وتتبعه وتسير على نهجه هذه الأمة، وتدعو الآخرين إليه ـ إسلام الفكر والوعي والانفتاح، إسلام الحياة المتجددة المنفتحة على الله من خلال عمق انفتاحها على تمثلات الروح المطلقة في معنى الإنسان والحياة والوجود.

                              وبهذا لا تعود دراسة قيم وأفكار الصدر مجرد اجترار للتاريخ الماضي بمقدار ما تكون لحظة تأمل معرفي فيما وصلنا إليه في الحال الراهن، وكيف عملنا على تطبيق بعض إبداعات الصدر في مواقعنا الإسلامية هنا وهناك.. إنها أيضاً محاولة عملية لتفحص أسباب فشلنا الحضاري وأزمة وجودنا المقيمة منذ عقود وعقود والتي تتمثل في ضعف ـ إلى درجة غياب ـ الإرادة والقدرة العملية عندنا على تفعيل طاقاتنا وذخائرنا الهائلة التي نمتلكها في ساحة الحياة والتأثير الإنساني. إذ هل يعقل أن يعيش العرب والمسلمون على فتات العالم وهم يجلسون على ثروات هائلة في باطن الأرض وفي خارجها.. إنها الإرادة العاجزة والإدارة الفاقدة للحرية والمسؤولية والمرتهنة لهذا المحور أو ذاك..

                              وكثيرة هي تلك الكتب والنظريات والإجابات الفكرية التي بحث وأشار أصحابها ومنتجوها ـ كلٌ بحسب موقعه وانتمائه الفكري ـ إلى جذر العطالة وأصل الداء الذي يقف حائلاً أمام تطور أمتنا ومجتمعاتنا التي باتت تعيش حالياً على هامش الأمم والحضارات الأخرى في السياسة والاقتصاد والعلوم والتقنيات..

                              فالبعض يعتبر أن الأزمة تتجلى في عدم إعادة الاعتبار لمكانة الإسلام من حيث كونه روح الأمة ومرجعيتها الفكرية والسياسية، والبعض الآخر لا يزال يصر على تغييب دور الدين عن ساحة الحياة محاولاً حصره في الجانب الذاتي من خلال إعادته إلى ممارسة دور وعظي إيماني ليمثل علاقة شخصية فردية بين الفرد وربه. وآخرون يعترفون بأهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه الدين في الحياة من حيث كونه وعاء حضارياً للأمة ومرجعية روحية قيمية لها، ولكن من دون أن يستغرق في السياسة ويتلوث بأوحالها وأساليبها الماكرة البعيدة عن الأخلاق والقيم الكبرى التي يمثلها الدين في عظمته الروحية.

                              وإذا ما حاولنا التمييز منهجياً بين تلك الرؤى والمشارب الفكرية في معالجتها لقضية النهضة والتراث، وإشكالية "التراث والتجديد" في العالم العربي والإسلامي، فإنه توجد لدينا ثلاثة اتجاهات فكرية نقدية، هي:

                              أولاً: الاكتفاء الذاتي بالتراث الموجود، حيث يعتقد أتباع هذا الخط أن التراث الديني قد استوعب كل مواقع الحياة، فلا يوجد أي داعٍ بعد ذلك لأي تطوير أو استيعاب أو تجديد. وفي حال مواجهتنا لأي مشكلة أو إشكالية لابد من العودة إلى التراث الماضي بحثاً عن الحلول والإجابات. فالزمن الماضي هو خير الأزمان ورجالاته هم خير الرجال.

                              ثانياً: الاكتفاء الذاتي بالتجديد
                              ، وينطلق أصحاب هذا الاتجاه من أن التراث القديم لا قيمة له في ذاته، ولا يحتوي أي عنصر للتقدم، وهو جزء من تاريخ التخلف أو أحد مظاهره، ولذا فإن الارتباط به نوع من الاغتراب ونقص في الشجاعة، وتخلي عن الموقف الجذري، الذي يؤدي تبنيه إلى النهضة.

                              ثالثاً: اتجاه محاولة "التوفيق بين التراث والتجديد"
                              ، حيث يحاول أصحاب هذا المنهج الفكري مراجعة التراث بناءً على مناهج ورؤى وأفكار متعددة ومتداخلة ومختلفة، تتفق بمجملها على الأخذ من القديم بما يتفق مع قيم ومتطلبات ومقتضيات العصر، وإرجاع الجديد لمقياس القديم، واستيعاب مزايا كلا الحلين السابقين.

                              ولكن الواضح أن أصحاب هذا الاتجاه يقعون ـ كما يقول الدكتور حسن حنفي ـ في التلفيق، وإن كانت محاولاتهم تأخذ منحى التجديد من الخارج، أي انتقاء مذهب أوروبي حديث ثم قياس التراث عليه. أو منحى التجديد من الداخل، بمعنى إبراز أهم الجوانب الإيجابية والتقدمية في تراثنا القديم ورؤية مشكلات العصر من خلالها. وهنا يمكن الحديث عن عقلانية المعتزلة، ومبدأ الشورى في الحكم، والرؤية الاقتصادية الإسلامية في الملكية العامة، والتصور القانوني في التشريع... الخ. لكن جميع محاولات هؤلاء، فضلاً عن أنها جزئية، يغلب عليها طابع الانتقائية.

                              والشهيد الصدر، صاحب مشروع ورؤية للفكر الإسلامي منذ بدايته حتى المرحلة المعاصرة والراهنة، وهو من أتباع منهج القراءة العقلية الفكرية والفلسفية للتراث، حيث قدم أفكاره ورؤاه هنا ضمن كتبه المتعاقبة: (فلسفتنا)، و(اقتصادنا) و(الإسلام يقود الحياة) و(البنك اللا ربوي في الإسلام) إلى (الفتاوى الواضحة) و(المدرسة القرآنية).

                              ويوضح الصدر – في سياق تأكيده على الإسلام كمرتكز لمشروعه النهضوي التجديدي حول التراث العربي قراءةً جديدة، وتحليلاً، وإعادةَ تقديم - أن هناك ضرورات حيوية ملحة هي التي تحدد مسار تطور النهضة الإسلامية وهي تتركز وتتكثف في التراث الإسلامي ذاته من حيث أن هذا التراث لا يزال حياً وحاضراً وفاعلاً بقوة في وجودنا وحياتنا وواقعنا المعاش، وهو يمثل جزءاً مهماً من ثقافتنا وتقاليدنا الراهنة والمستقبلية (التراث يشترك فيه الماضي والحاضر).. وطالما أن التراث حاضر قوة ولا يمكن له أن يذوب أو يتلاشى أو يلغى فلابد من ضرورة اكتشاف حلقات الاتصال بين الماضي كحاضن للتراث وبين الحاضر كاستمرارية.. وهناك ضرورة أخرى وهي أننا نحن كعرب ومسلمين لم نغادر بعد مقولة "الماضي المجيد"، الذي لا نزال نعيش فيه عمقه بالمعنى الزمني الوجودي الرمزي المؤثر على الوجود العضوي.. وهذا يمثل مشكلة اجتماعية واقتصادية وثقافية تراثية. بمعنى أن الوضعية التي كان عليها أن تحقق نمواً جديداً يسهم في تجاوز الماضي تجاوزاً خلاقاً، ولكن مثل هذه الوضعية لا تتحقق.

                              من هنا يمكن اعتبار قضية التراث العربي والإسلامي – وما يتفرع عنها من أولوية التجديد والاجتهاد الديني - هي القضية الأكثر بروزاً في الساحة الثقافية العربية، والأكثر إثارة لاهتمام السيد الصدر ولمعظم المثقفين العرب والمسلمين، فهي بأبعادها المنهجية والتطبيقية تمثل واحدة من أكثر القضايا التي راحت تفصح عن نفسها بوصفها الأساس والمنطلق في عديد من التوجهات الفكرية والثقافية والسياسية الحاضرة ويجد في هذا الاهتمام "حالة من حالات الانتقال باتجاه أفق ما..".

                              ونحن حالياً – في داخل اجتماعنا الديني الإسلامي - لا نزال نعيش وضعاً وجودياً مهتزاً على إيقاع الأزمات المتواصلة والانقسامات الحادة على كل المستويات السياسية والاجتماعية والفكرية، وتبدو فرص الخروج من تلك التحديات الكبرى أقل بكثير مما يتوقعه ويتمناه الكثيرون.. وفي مثل هذه الأجواء والمناخات الفكرية والسياسية القلقة والمضطربة تبدو الأمة أحوج ما تكون إلى علماء كبار من وزن وسمعة وعظمة السيد الصدر.. وهذه هي مسألة المستقبل في أن يتحرك العظماء في واقعنا الإسلامي من جديد، وأن يكون لنا جيل من المفكرين الرساليين المنفتحين. لأنه كفانا ما عانيناه من طغيان وسيطرة أجواء ومواقع الجمود والتقوقع والكسل والاسترخاء على مجتمعاتنا العربية الإسلامية، فيما عشناه في عصور الجهل والتخلف والانكماش في داخل واقعنا وسلوكنا وانتمائنا من خلال عدم فهمنا لقيمة التاريخ – بفكره وشخصياته ورموزه – واستغراقنا في تفاصيله إلى درجة نسياننا لكثير من قواعده وأساسياته، وجمودنا عند الكثير من تعقيداته ومفاصله المزمنة بحيث تحول التاريخ (في فكرنا وسلوكنا الحاليين) من ضرورة عملية لاستلهام قيمه على ضوء معطيات الواقع المعاصر، إلى سجن أو كهف مظلم كبير حسبنا أنفسنا في داخله، وفقدنا الإرادة الواعية على الخروج من دهاليزه وأنفاقه المظلمة.

                              ونحن عندما نقرأ القرآن الكريم نجده يتحدث – بصراحة تامة – عن أهمية أن يعتمد الإنسان على وعيه وإيمانه وإرادته وكسبه التاريخي، وأن يأخذ العبرة من تاريخه. وهذا ما نلاحظه في حديثه عن تاريخ الأنبياء(ع) والفراعنة والطغاة والحضارات والأمم التي آمنت هنا وكفرت هناك، فإنه (أي القرآن) لا يريد لنا أن نتوقف عندها، ونتجمد على معطياتها وعناصرها الأولية.. يقول تعالى: (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون) (البقرة: 134). أي أننا لسنا مسؤولين عن كل ما صنع الأولون، ولكننا مسؤولون عن اختياراتنا ومكتسباتنا، وعما نصنعه حالياً، وعما سيكسبه إنساننا المسلم في المستقبل. ولذلك يجب أن ينطلق هذا الإنسان في هذا العصر ليصنع التاريخ والحياة، في أن يخرج من التاريخ المظلم والساكن إلى التاريخ المشرق والحي المتحرك، ويساهم في بناء وصنع الحضارة الإنسانية، كما ساهم الشهيد الصدر في صنع وإبداع الفكر والتاريخ والحياة، وإنتاج مواقع قوية جديدة للإسلام في العصر الحديث.. لا أن يجلس مسترخياً ليتلقى ببلادة فكر الآخرين، ويقتات على فتات موائدهم. وذلك هو التحدي الذي يواجهنا، وبالتالي يحتم علينا أن نفهمه، وندرسه، ونعمل على مواجهته بطرق وآليات مختلفة تنطلق من خلال ضرورة أن نستجيب لمعطياته ونداءاته استجابة واعية وحكيمة من خلال فكرنا وثقافتنا الإسلامية الغنية التي يمكن أن تعطينا مساحة واسعة للحركة في هذا الاتجاه أو ذاك.

                              وهذا ما ينبغي على المفكرين والعلماء المنكبين على مشاريع النهوض والتقدم العربي والإسلامي أن يلاحظوه ويقومون بتطبيقه على مجمل دراساتهم وبحوثهم لكي يحاولوا فتح قنوات ومواقع فكرية وعملية جديدة، يمكن أن يستكملوا من خلالها بعض طروحات الشهيد الصدر(رض) في محاولاته اكتشاف معايير عملية وموضوعية جديدة، في مجال النظام السياسي والاجتماعي الإسلامي، من الأحكام والمفاهيم والضوابط الإسلامية الأصيلة.

                              ولاشك بأن تلك المساهمات والإضافات التي تتحرك في غير موقع فكري تاريخي أو عقائدي أو سياسي أو اجتماعي، يمكنها أن تمهد الطريق لتأسيس قواعد ورؤى سياسية واجتماعية ذات بعد معرفي وفلسفي يرتكز بالدرجة الأولى على الكثير من الآراء والطروحات المفاهيمية الإبداعية التي جاء بها، وأكد على ضرورتها الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر في وعيه العملي والموضوعي المسؤول لمسألة المجتمع الإسلامي ودولته السياسية، بحيث يمكن أن تشكل نواة صلبة لنشوء مجتمع إسلامي قادر على إعادة الاعتبار الذاتي والموضوعي للإنسان المسلم من حيث كونه المحور الأساسي في حركة الاجتماع السياسي والمدني الإسلامي، وبالتالي تحفيزه، وتأهيله، وإثارة مواقع الإبداع عنده ليكون عضواً نشيطاً ومؤثراً ومنتجاً في أمته، يشارك بقوة وفاعلية في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وبناء الدولة الحديثة (دولة القانون والمؤسسات).

                              ولاريب في أن أهم شرط لتحقيق ذلك الطموح والأمل المنشود هو ضرورة احترام الأفراد لطبيعة المناهج وآليات العمل والسلوك التي تتخذها الدولة والحكم القائم أساساً لتنظيم وهيكلة حياتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وموالاة هؤلاء الناس الطبيعية (لا القسرية) لها وإيمانهم بحقها في التنفيذ والتطبيق والتجسيد، باعتبار أن مواجهة الحاضر المتخلف – ومحاولة تقديم رؤى فاعلة حضارية بديلة - تتطلب أن تعمد تلك الدولة إلى إيجاد إطار "اجتماعي ـ سياسي" معين يدمج الأمة ضمنه بحيث تتجاوب معه، وتتفاعل إيجاباً مع شروطه ومتطلباته من أجل أن تتحرك الأمة (كل الأمة) على طريق إنجاح التنمية، وبناء المجتمع الإسلامي الحديث. لأن حركتها تعبير عن إرادتها، وعن نمو وعيها، وانطلاق مواهبها الداخلية وطاقاتها الكامنة نحو المشاركة الفاعلة في عملية البناء والتنمية للثروة الخارجية من خلال تنمية ووعي الثروة الداخلية.

                              طبعاً، موضوع النهضة والتقدم لن يتحقق حتى لو توفرت له الخلفية الفكرية والمنهج النظري الإسلامي، والقناعة الذاتية للأفراد التي ستسير على ضوء تلك المناهج. أي أن النهضة لا يمكن إنجازها لمجرد وجود مشروع لها، بل لابد من توفر الإرادة والإحساس العالي بالمسؤولية الرسالية. حيث أنه من المعروف أن جدوى المشاريع تقل وتتقلص، إذا لم تتوافر لها الإرادات الثابتة القوية، قبل توفر الأرضية اللازمة.

                              نبيل علي صالح
                              مجلة الوحدة الإسلامية

                              تعليق


                              • #30
                                الراحل الى معدن العظمة .. الشهيد محمد باقر الصدر
                                http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=185837

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X