بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

اعتذار موصول بالدعاء

من مدة ليست بالقليلة كنت اعلم بالوعكة الصحية التي ألمّت بالاخ المربي والمعلم المهذب والمتفاني المحب والموالي الصادق ووو لعلّي لا اوفق في بيان اخلاقياته وسلوكياته الطيبة والتي يعرفها جميع من عايشه حفظه الله وتعرّف به عن قرب
والتي على الرغم من لقاءات قصيرة جدا معه لكنها كانت تحمل بين طياتها تاريخا من المعرفة المسبقة

حقيقة الامر انني كنت بصدد كتابة نفس هذا الموضوع
لكنني توانيت عن فعل ذلك ظنا من ان سماحته لن يرضى بذلك
وكان ظنا ليس في محلي واشتباها من عندي
وفي الواقع ألهتني المحاورات والنقاشات عن فعل ذلك
وكنت يوميا اقول لنفسي لاتصل واستفسر عن حاله ووضعه، ولم افعل مع الاسف
حتى أن كان قبل سفره الى بيروت، اتصل سائلا عنّي!
ففرحت لوجوده واتصاله واسرعت الذهاب لرؤيته
وكالعادة نفس البشاشة ونفس الهم الاسلامي ونفس الروحية
سوى ما كان يصاحبها من آلام عند التحرك وتقليب جسده الراقد على فراش المرض عافاه الله منه
وكان يزوره الاخوان ويسألونه عن صحته وانا استمع لهم
لكنني مع الاسف وإن شاركتهم بعض الاسئلة وشاطرتهم النقاش، لكن فاتني الدعاء له بحضرته وسؤاله المباشر عن صحته
لأنني بصراحة بقيت في فكر وشرد ذهني الى اكثر من عشر سنوات على افتتاح منتديات يا حسين
كيف بهذا الرجل نهض بهذا المشروع المبارك واستمر فيه وتواصل ليله ونهاره معه
وبالرغم من كل ذلك كتب وحاضر وناظر ودرس وجد واجتهد
وهذه همم الرجال
كان يعمل في محيط اتصالات بالشبكة يمشي ببطء النملة (dial up)
فتصوروا كيف يدار موقع بهذا الحجم بتلك السرعة 56kb، وهو صابر مثابر
ثم تطور مع الزمن وتحسن الاتصالات
لكنها لا تساوي شيئا بحساب قوة الاتصالات في الدول المجاورة
الغرض: اخيرا استسلم عموده الفقري للانهاك الجسدي
وبان عليه الارهاق والتعب، وإن كانت للوعكة اسبابها وعواملها التي سارعت بذلك ولم تظهر الا بعد تلك السنين المتمادية
على اي حال، ودّعته وإن كنت اعرف انه كان لديه كلام لم يقله لي، لكنني فهمته من نظراته! بعد ان سوى ظهره بصعوبة ليجلس ويحادثني!!
وعندما فارقته قبل سويعات من سفره الى بيروت تفكرت بحالي عندما ركبت سيارة الاجرة ولم اقو على الجلوس فيها طويلا رغم قصر المسافة نوعا ما الى محل اقامتي
وعندما وصلت تمددت على الفراش من جراء تعب عمودي الفقري المنهك
واردت الكتابة او قراءة ما نشره الاعضاء لكنني لم اقو على ذلك
فما الحل؟ قلت في نفسي: شنو شغلي، كتبوا أم لم يكتبوا؟ كتبت لهم أم لم أكتب؟ ناقشتهم أم لم اناقش؟
وما شأني بهم!! يجب أن ألتفت الى صحتي وعدم ارهاق عمودي الفقري اكثر ووو
تذكرت ان سماحة الشيخ المجاهد العاملي حفظه الله كان الى جانبه جهازه اللابتوب يتابع به بين حين وآخر!!
فتبسمت ساخرا من نفسي
وتذكرت ان الجميع يأتون ويرحلون، يكتبون ويهملون، يرضون ويزعلون ووو
ولكن ابو محمد العاملي هو ابو محمد لم يغيره الزمن سوى انه طوى تلك (الجلسة) مستويا مستقيما وجعله طريح الفراش لا يقوى على الحركة الا بصعوبة، رغم انه لم يقهر عزمه وجهده وصبره وتفانيه
لذلك ندعو له من صميم قلوبنا ان يكتب له الشفاء والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة
ويسدد خطاه ويمنع عنه كيد الكائدين وحسد الحاسدين وبغي الظالمين
ويرجعه الى اهله وبيته وعمله الجهادي بافضل مما مضى وامضى مما قضى
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون
والعاقبة للمتقين
واستميحكم العذر
ونسألكم الدعاء