إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

إبتكار مدرسة فنون الرّسم والتّشكيل البرقي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إبتكار مدرسة فنون الرّسم والتّشكيل البرقي

    إبتكار مدرسة فنون الرّسم والتّشكيلالبرقي
    بقلم: حسين أحمد سليم
    آل الحاج يونس
    المُصمّم المُبتكر والمخترعاللبناني, الفنّان التّشكيلي المتمرّس القدير والرّسّام الهندسي الفنّي الخبير


    فصل الشّتاء الذي أنتظرهبفارغ من الصّبر مع كلّ دورة من الفصول السّنويّة المتعاقبة, ودائماً ما كنتأتمنّى ألاّ ينقضي فصل الشّتاء بسرعة, كما كنت أتمنّى ألاّ تنجلي السّماء عن تلكالغيوم الرّماديّة الدّاكنة والسّوداء, التي تزداد تلبّداً في قبّة السّماء كلّماساء حال الطّقس, لتحدث ظاهرة الصّواعق, وينتج عنها حركة فعل الضّوء الخاطف السّريعوالمفاجيء من شرارات البرق, ليستتبعها ذلك الصّوت المدوّي في الأرجاء من قصفالرّعد...
    تلك الظّاهرة الكونيّةالصّواعقيّة, الجميلة والمخيفة في آن معاً, غالباً ما كانت تستوقفني دائماً, وأناأنتظر لأرقب وأرى حدوثها على حين ومضة فجائيّة... بحيث ترتسم في صفحة قبّةالسّماء, بين طبقات الغيوم الممتدّة وأديم الأرض, تلك الشّرارات الكهربائيّةالوامضة السّاطعة والخاطفة للأبصار, مشكّلة أبدع ما في ظاهرة الصّواعق من لوحاتومشهديّات كونيّة فنّيّة كهربائيّة ناريّة, تُضيء السّماء لومضة خاطفة وسريعة,مليئة بالرّعب والخوف والحذر, بقدر ما تتجلّى في إرتسامات حدوثها الكونيّ, تلكالمعجزة الكونيّة الكبرى, التي تتجلّى فيها عظمة وقدرة وحكمة وعدالة الله تعالى...
    ظاهرة الصّواعق لفتتنيكثيراً, وشغلت تفكيري العلمي والفنّي طويلاً, وتركت أثرها الإيجابي على نواحيإهتمامتي في مجالات الفنون التّشكيليّة وفنون الرّسم الهندسي, وحرّضتني وعياًوعرفاناً بقوّة, كما أثارت ما في دواخلي ووجداني وشغافي وعقلي, تحفيزاً ودفعاًوفعاليّة وثورةً فنّيّة لا تنتهي, بحيث قضيت ردحاً زمنيّاً ممتدّاً في ممارسة رسموتشكيل وتوقيع وصناعة, الكثير من اللوحات والمشهديّات الفنّيّة, التي تعكس وتجسّد ظاهرة شرارات البرق الخاطفة... إلى أن راودتنيفكرة العمل على إبتكار مدرسة فنون الرّسم والتّشكيل البرقي, والتي زادت في وعييالفنّي الباطني, وأثرت عرفاني التّشكيلي الذّاتي, وهو ما زاوج بين قلبنة عقليوعقلنة قلبي, لينعكس إطمئناناً وإيماناً في نفسي, وتوكيداً آخر لعمليّة فعل خلقوإبتكار وتصميم مدرسة خاصّة ومميّزة, تُساهم في إبراز بدائع صنع الخالق التي تدلّعلى عظمته وقدرته ووحدانيّته من خلال مظاهرها وأسرارها, فكانت مدرسة فنون الرّسموالتّشكيل البرقي, التي شاء الخالق أن يُكرم كينونتي تكليفاً إيمانيّاً بإرساءقواعدها وإبتكار أسسها, لتكون مدرسة الإيمان والإطمئنان النّفسي, لمن يُمارس رسموتشكيل وتوقيع مظاهر شرارات برقها, وبالتّالي المدرسة الفنّيّة التّشكيليّة التيتدلّ على عظمة الخالق من خلال تجسيد رسم وتوقيع وتشكيل مظاهر عظمته في خلقه ومنهاشرارات البرق الوامض الخاطف...
    فالبرق والرّعد آيتان كونيّتان,دالّتان على بديع صنع الخالق, وعظيم قدرته, ودقّة تدبيره, وعدالة حكمته... وظاهرة البرق من أكثر الظّواهر إثارةفي الطّبيعة, فهي ظاهرة مخيفة وجميلة في نفس الوقت...
    والبرق هو ذلك الضّوء الخاطف للأبصار,الوامض السّاطع المبهر, الذي يظهر فجأة في قلب السّماء في الأيّام الشّتائيّة, التيتتلبّد فيها السّماء بالغيوم وتسوء فيها أحوال الجوّ, وهو عبارة عن الضّوء النّاشئنتيجة تصادم سحابتين, أحدهما تحمل الشّحنة الكهربائيّة السّالبة, والأخرى تحمل الشّحنة الكهربائيّة الموجبة... وبذلكينتج عن التّصادم شرارة قويّة, تصدر علي هيئة الضّوء الذي نراه فجأة, ثم يختفيفجأة في تلك الأيّام ذات الطّقس الشّتوي السّيّء... كما أنّ هذا الضّوء الذييُسمّى بالبرق, يعقبه صوت عالٍ قادم من أعماق السّماء, وهو ما يُسمّى بالرّعد،والظّاهرتان الإثنان معاً يُطلق عليهما إسم الصّاعقة...
    يقول الحقّ: (ومِنْ آياتِهِ يُريْكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاًوَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمـاءِ ماءً فَيُحْيي بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهـا اِنَّفي ذلِكَ لآيات لِقُوم يَعْقَلُون)... أنّ برقَ السّماء من آيات الله الدّالة علىقدرته ووحدانيّته أنّه يريكم البرق خوفاً من الصّواعق، وطمعاً في الغيث والمطر،فهو ينزّل المطر من السّماء فينبت به الأرض بعد أن كانت هامدة جامدة لا نبات فيهاولا زرع...
    ويقول اللهتعالى: (هُوَ الَّذي يُريْكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِىءُ السَّحابَالثِّقـال)... تعبير تعريفيًّ بالذات الالهية المقدّسة عن طريق آثاره...
    ويقول سبحانه: (هُوَالَّذي يُرِيَكُمْ البَرْقَ خَوْفاً وطَمَعاً)... الخوفُ من الصّواعق والتّفاؤلبنزول المطر، أو خوف المسافرين، وتفاؤل المقيمين في المدن والأرياف...
    ويقول سبحانه بعدذلك مباشرة: (ويُنْشِىءُ السَّحـابَ الثِّقـال)... حيث تتزامن مع العواصف القويّةزوابع من الغيوم، فتغطّي أعالي الجوّ القريب من الأرض ،فيصبح الجوّ مظلماً, وتتولّدالكهرباء نتيجة تلاطم الرّياح، وتهتزّ الارض والجوّ بسبب صوت الرّعد المتتابع... والغيومالمتراكمة في طبقات الجوّ السّفلى سميكة ومحمّلة بكثير من قطرات المياه الكبيرة,لذلك تكون ثقيلة للغاية على الرّياح المحرّكة...
    ويُشير جلّ وعلاكذلك: (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ والْمَلائِكَةُ مِنْ خَيْفَتِهِوَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيْبُ بِهـا مَنْ يَشـاء)... ويُبيّن ظاهرة الرّعد...فيقول: (ويُسَبِّحُ الرَعْدُ بِحَمْدِهِ)... ويُبَيِّنُ هذا التّعبير انَّ هذه الظّاهرةالسّماويّة ليست مسألة عاديّةً، بل تُنبىءُ عن علم وقدرة الله تعالى... لأنَّالتسبيح, يَعني التّنزيه عن كلّ عيب ونقص، و الحمد, تعني شكره مقابل الكمالات، و صوتالرّعد يتحدّث عن الأوصاف الجماليّة والجلاليّة لله تعالى...
    ومن بديع صنعالله أن يخلق الحياة والعلم والقدرة والنّطق في أجزاء السّحاب فيكون هذا الصّوتالمسموع فعلا له... كما تجلّت قدرته وعظمته في تسبيح الجبال في زمن النّبي داود,وتسبيح الحصى في زمان النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام...
    وهناك أسراراًخفيّةً في هذه الظّاهرة السّماويّة, حيث تكشفُ عن عظمة الخالقِ وآيةً من آياته...
    والمعروف أنَّالماء والبخار، والغيوم موجوداتٌ لا تتوافق مع النّار، ولكن بقدرة الخالق تنطلقُمنها نارٌ هائلة اكثر احراقاً من انواع النّيران على الأرض كافّة، وكذلك البخار،الجسم اللطيف جدّا، ولكن ينطلقُ منه صوتٌ لا ينطلقُ من سقوط...
    فالبرق: هوتفريغ كهربائي من سحابة إلى أخرى, أو بين أجزاء سحابة واحدة, أو من سحابة من السّحبإلى الأرض, ويتميّز هذا التّفريغ بومض ساطع, يُعرف بومض البرق، وومض البرق, لايعدو أن يكون شرارة كهربائيّة كبيرة...
    وطول البرقيختلف فهو أقل من 90 متراً في المناطق الجبليّة إذا كانت السّحب منخفضة، وقد يصلإلى 6000 متر في الخلاء إذا كانت السّحب عالية... وقد سجل برق طوله كيلومتراً.وسرعة البرق بين 60 و1600 كيلومتر في الثانية، وهي تقريباً نصف سرعة الضّوء...
    وهذا البرق لا ينشأ عنها أيّ ضرر إلاّ إذاانتقلت من إحدى السّحب إلى الأرض، إذ يتولّد عن هذا الانتقال صواعق قد تسقط علىالمنازل والغابات، وقد تصيب النّاس فتوردهم موارد الهلاك...
    ومن أجل ذلك يزوّد الناس بيوتهم بمانعات الصّواعقوما إليها. ومانعة الصّواعق كناية عن شاخص من النّحاس طرفه العلوي مدبّب أو مسنّنيثبّت في أعالي المباني ويتّصل من أدنى بسلك معدني غليظ ينتهي بلوح من المعدنمدفون في باطن الأرض الرّطب بحيث يشكّل مجازا طليقا تسري خلاله الطّاقة الكهربائيّةإلى باطن الأرض أوّلا بأوّل...
    والرّعد: هوتفريغكهربائي من سحابة إلى أخرى, أو من سحابة إلى الأرض, يصحبه إنبعاث شرارات تُعرفبالبرق... وهذه الشّرارات تحدث حرارة عالية في مناطق الهواء التي تنبعث منها،فتتمدّد تلك المناطق على نحو فجائي وتولّد سلسلة من أمواج التّضاغط والتّخلخل يسمعلها جلجلة وهدير...
    والصّاعقة الرّعديّة:هي عاصفة قصيرة الأجل، مصحوبة ببرق ورعد. يحدثها عادة السّحاب المعروف بالرّكام أوالمكفهرّ وهو سحاب مرتفع مؤلّف من ماء وجليد، يتّخذ شكل الجبال أو الأبراج... وينشأعن العواصف الرّعديّة عادة أمطار غزيرة، وأحيانا برد أيضا، وهي مألوفة في المناطقالاستوائيّة بخاصّة...
    ومن وجهة نظرعلميّة فبريق السّماء يحدث من خلال تقارب قطعتين من الغيوم المحمّلة بالشّحناتالكهربائيّة المختلفة, واحدة موجبة والأخرى سالبة، فتُحدِثان بريقاً كما يحصل من إقترابقُطبَيْ الموصل الكهربائي تماماً...
    وحيث تتحمَّلقطع الغيوم بالشّحنات الكهربائية العظيمة يكون بريقها عظيماً أيضاً، ولكلِّ بريقصوتاً، وكلّما إشتدّ البرقُ كلّما تعاظم صوته...
    ولهذا قد يكونالصّوت المهيب لهذا البرق من الشّدّةِ بحيث يهزُّ جميع المباني ويُحدثُ صوتاًكالقنابل الضّخمة...
    ولكن البرق لايظهر بين قطعتي الغيوم دائماً, لتكون بعيدة عن متناول الإنسان ولا تُسبب أيَّ خطر،بل قد تقترب الغيوم الحاوية على الشّحنات الموجبة من الأرض...
    وبما انَّ الارضتحتوي على الشّحنات السّالبة, لذلك يحدث البرق بين الارض و الغيوم, وهذا البرق العظيم الذي يسمّى بالصّاعقةخطيرٌ للغاية، فهو يُحدثُ هزَّةً شديدةَ في المنطقة التي يقع فيها، وكذلك يولّدحرارة عالية جدّاً بحيث إذا أصابت أيَّ شيء تجعلُهُ رماداً...
    مع أنَّ مدّةالصّاعقة لا تتجاوز عُشرَ الثّانية وقد تكون 100-1 من الثّانية، ولكن الحرارة التيتنتج تصل الى 15000ْ سانتيغراد بإمكانها التّسبّب في حدوث أخطار بالغة الشّدّة(حرارة سطح الشّمس 8000ْ فقط...
    ونظراً لتجمّعالشّحنات على الأجزاء المدبّبة للأجسام ففي الصّحاري التي تحدث فيها الصّواعق،يظهر البرق في النّقاط المرتفعة كرؤوس الأشجار، وحتّى رأس الإنسان المار عبرها...
    لذلك يعتبر التّوقّففي الصّحاري أثناء الجوّ العاصف المليء بالرّعد والبرق خطيراً للغاية، وفي مثل هذهالحالات يمكن أن يزيل اللجوء إلى الوديان أو الاقتراب من الأشجار وأسفل الجبالوالتّلال الخطر إلى حدّ ما, والإتكاء على الأشجار والشّبابيك الحديديّة لا يخلو منخطورة أيضاً...
    وبالرّغم منأخطار الرّعد والبرق, فإنَ لها فوائد جمّةًً...
    الرّي: منالمعروف أن البرق يولِّدُ حرارة عاليةً جداً، قد تبلغ 15 ألف درجة سانتيغراد، وهذهالحرارة كافية لإحراق مقدار كبير من الهواء المحيط ممّا يؤدّي إلى هبوط الضّغطالجوّي مباشرة... والغيومَ تُمطرُ أثناء هبوط الضغط، ولهذا فغالباً ما تبدأ الزّوابععقبَ حدوث البرق وتنزل قطرات الأمطار الكبيرة، وفي الواقع يعتبر الرّيّ من هذاالجانب أحد فوائد البرق...
    رشّ السّموم:عندما يظهر البرق بتلك الحرارة، تتألّف قطرات المطر بكمّيات إضافيّة من الأوكسجين،فيحصل الماء الثّقيل أيّ الماء المؤكسد... ومن آثار هذا الماء هو القضاء علىالجراثيم، ولهذا يستعمل طبّيّاً في تنظيف الجروح، فهذه القطرات تقضي على بيوضالآفات المسبّبة لأمراض النّباتات عندما تنزل الى الأرض، وتقوم برشّ السّموم على أحسنوجه...
    لذلك ففي كلّسنة يقلّ فيها الرّعد والبرق تزداد الآفات النّباتيّة...
    التّغذية والتّسميد:إنّ قطرات المطر وأثر حدوث البرق وحصول الحرارة الشّديدة النّاتجة عنه وتركيبهاالخاصّ، تحصل على حالة من حامض الكاربونيك، فتقوم بتكوين سماد نباتي مؤثّر أثناءتناثرها على الأرض وتخلّلها فيها، فتتغذّى النّباتات عن هذا الطّريق...
    وكمّيّة السّمادالحاصل من حالات البرق في السّماء خلال سنة واحدة يبلغ عشرات الملايين من الأطنان،وهذا رقم مرتفعٌ للغاية...
    وهذا نموذج صغيرمن الأسرار العجيبة لعالَم الوجود حيث يصلح أنْ يكون دليلا في الطّريق لمعرفة الله...وكلّ هذا من بركات الله علينا...
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X