اخي الفاضل الكريم خالد ابو عمر تحية لك

ارجو ان لا تفهم الامر من زاوية ضيقة فحينما يعارض الشيعي الزواج من السنة ليس بالضرورة كرها أو بغضا للأخوة من السنة أو انهم يعتبرونهم كفارا لا سمح الله كما هو الحال بالنسبة للوهابية الذين يحرمون الزواج من الشيعة كحكم شرعي لديهم باعتبار الشيعة ليسوا من المسلمين كما يدعون وهنا فرق كبير ارجوا ان لا يتم المقارنة بينهما لأنه يعتبر اجحافا وظلما

المسألة مبنية على نظرة شخصية ارتكازا على اسباب عديدة فحرية إختيار الأزواج ضمن المساحة المحددة والمباحة شرعا هو الآخر في حد ذاته مباح فالإنسان حر في إختياره حتى من داخل مذهبه فأنت لو كان لديك بنت مثلا فلن تزوجها من أي إنسان يتقدم لخطبتها حتى ولو كان من نفس المذهب ما لم يحقق مجموعة من المواصفات كحد ادنى والتي تضمن استمرار الحياة الزوجيه بينهما بما يحقق المنفعة للطرفين ومع انتفاء المضرة وانت في ذلك قد تنظر للمستقبل البعيد في علاقتهما معا بعدها تقرر

زواج شخصين من مذهبين مختلفين يعني تنازلهما أو احدهما مباشرة عن جملة حقوق أو امور وما لم يتم ذلك سينتهيان حتما للتصادم والمنازعات التي لا تحمد عقباها

حينما تتزوج الشيعية مثلا من سني من الذي يضمن لها حرية ممارسة شعائرها الدينية الخاصة بعد أن تتزوج وبعد مرور فترة طويلة من الزمن ومن الذي يضمن أن لا يغير الزوج تعامله ونظرته ؟

الأولاد كيف سيتم تربيتهم وعلى أي مذهب ؟

السنة لديهم دخيل عليهم وهم الوهابية التكفيرية التي تناصب العداء للشيعة من الذي يضمن أن لا يتحول الزوج في يوم من الأيام الى وهابي نتيجة استدارجه من الوهابية ولأي سبب من الأسباب حينها كيف سيكون حال زوجته الشيعية ؟ وهل ستكون نظرته لها كما كانت سابقا ومن الذي يضمن عدم قتله لها أو لا أقل إيذاءها من قبله ؟

هناك امور كثيرة ومهمة تجعل المرء يفكر ألف مرة قبل أن يقدم على هذا الأمر وهذا طبعا لا يعني أنه لا توجد زيجات مختلطة متفاهمة ومستقرة وممتازة وهي بإعتقادي نادرة الحدوث وهذا اذا كان التفاهم والإستقرار هو المطلب الأول لكن ماذا لو كان الإنسان ينظر الى حفظ وترسيخ فكره وعقيدته المذهبية له ولأبناءه قبل كل شيء فهل تعتقد انه سيتمكن من تحقيق ذلك في هكذا حاله ؟


تحياتي الأخوية لك أخي خالد ابو عمر وللجميع

احب اضيف نقطة اخرى مهمة وهي :

مع اني لست متزوجا ولكن أعتقد ان الزواج هو تكامل بين الرجل والمرأه في كافة الأبعاد النفسية والروحية والعاطفية وبقية الأبعاد الأخرى المادية والحياتية ولعل البعد الديني يعتبر من أهم تلك الأبعاد في نظري والذي من خلال الزواج يتمكن الإنسان من الإرتقاء والعروج أكثر في ملكوت وفضاء الطهر والروحانية الدينية أكثر وأكثر , فإذا كان الزوج او الزوجة مغايرة له في العقيدة ولو على مستوى معين فكيف له أن يستفيد من شريكه في هذا البعد وكيف لهما أن يرتقيان معا في طريقهما الى الله ؟

وعليكم السلام أخي خالد ابو عمر

ما تطرقت له أخي الكريم لم يكن كلاما نظريا بقدر ما هو مبني على شواهد ووقائع تحدث يوميا على الأرض وفي الواقع

وعلى كل حال الزواج المختلط بين السنة والشيعة قد يتأثر في بعض المراحل ولأسباب مختلفة لكن بإعتقادي لا أحد يستطيع أن يوقفه شئنا ام ابينا فالناس في سعة من امرهم

الإختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية

تحياتي لك

اتفق معك اخي بأنه ليس كل مشكلة قد تحصل بين اي زوجين من مذهبين مختلفين هو مرجعه الإختلاف في المذاهب .. كلا .. والدليل هو وجود حالات طلاق بين الزيجات المختلطة لكن بعد فترة نرى الزوج يسترجع زوجته , ولكن لا يمكننا في نفس الوقت التغاضي عن الحالات الاخرى الكثيرة والتي يرجع سبب الخلاف الرئيسي فيها للإختلاف الحاصل في المذهب

ولو نظرنا للامور من زاوية عاطفية بحته لتمنينا بكل تأكيد بأن لا يكون هناك اي حاجز او عائق في وجه هذا النوع من التزاوج بين السنة والشيعة ولكن للأسف هناك امور كثيرة تحول دون ذلك

اخي خالد ابو عمر من الامور التي اقصدها هي ماذكرته سابقا في مشاركاتي رقم 47 والمشاركة رقم 48