نداء سماحة آية الله السيد محمد باقر الحكيم (دام ظلّه) إلى الشعب العراقي الممتحن بمناسبة الهجوم الأمريكي البريطاني على العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك يا أبا عبدالله وعلى الأرواح التي حلت بفناءك، عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
يا أبناء الشعب العراقي الممتحن...
أيها الغيارى على دينكم ووطنكم...
يتعرض بلدنا العزيز وعراقنا الجريح إلى امتحان جديد يمثل حلقه أخرى لما تعرض له من محن وبلاء جرّاء تسلط الحكم الاستبدادي العنصري الطائفي. فالحرب التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها على العراق يتحمل مسؤوليتها بشكل مباشر ومشترك كل من النظام المجرم الحاكم في العراق والولايات المتحدة الأمريكية، فالنظام العراقي لم يستمع لجميع النداءات التي طالبته بالتنحي عن السلطة والاستجابة للقرارات الدولية لتخليص العراق وشعبه والمنطقة من الحرب وويلاتها، وبذلك يكون النظام سبباً مباشراً لثلاثة حروب ضروس أدخلت العراق في جحيم من الدمار والقتل والتشريد والخوف والاضطراب.
كما انّ الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل أيضاً بشكل مباشر المسؤولية في هذه الحرب أيضاً، كما في الحروب السابقة أيضاً. وقد أصرت الولايات المتحدة هذه المرة على انتهاج هذا الطريق لمعالجة مشكلة النظام العراقي، ولم تستجب في ذلك لا للرأي العام العالمي ولا لأعضاء مجلس الأمن ولا لنداءات الدول العربية والاسلامية ودول عدم الانحياز في التخلي عن نهج الحرب والتزام القرارات الدولية، كما لم تستجب لجميع النداءات والأفكار التي طرحناها في معالجة مشكلة النظام العراقي عن طريق مساعدة الشعب العراقي ليقوم بدوره الأساس في التغيير وتجنيب المنطقة والعراق الحرب.
وبذلك يشترك المجتمع الدولي أيضاً بما فيه الدول العربية والاسلامية في تحمل قسط من المسؤولية في هذه الحرب الضروس، حيث اكتفوا بالنداءات دون التقدم بأي مشروع حقيقي لحل مشكلة العراق ونظامه الإجرامي.
أيها العراقيون الأحرار...
إننا إذ نرفض هذه الحرب لما ستؤدي إليه من أضرار ومخاطر مثل إزهاق الأرواح البريئة وتدمير البنية التحتية العراقية والهيمنة الخارجية، ندعو جميع إخواننا وأخواتنا العراقيين أن يتحملوا مسؤولياتهم في هذه الظروف العصيبة والمصيرية ليعبروا مرة أخرى بإصرار وعزم انهم لايتخلون بأي صورة عن الشعارات المركزية التي رفعوها طيلة المدة السابقة وقدموا من أجلها مئات الالاف من الضحايا والشهداء وملايين المشردين والمهجرين، شعارات الخلاص من الاستبداد والعنصرية والطائفية وتحقيق الحرية والاستقلال والعدالة، وأن يلجأوا الى الله تعالى ويتوكلوا عليه ويستعينوا به في هذه الشدائد، ويستفيدوا من جميع الفرص المواتية التي يتفضل الله بها عليهم في المحن والشدائد، تجسيداً لقوله تعالى {كُتب عليكم القتال وهو كُرهٌ لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم} وقوله تعالى {ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله}، وهذا الامريتطلب أموراً عديدة لابد من الانتباه إليها:
أولاً: الحضور الواعي والفاعل في ساحة العمل والتصدي ومراقبة تطور الأحداث بدقة لتحقيق هدفين رئيسيين:
ـ الخلاص من الحكم الاستبدادي الطائفي العنصري.
ـ مقاومة التسلط والهيمنة الخارجية والأجنبية.
ثانياً: اتخاذ موقف الحياد تجاه الطرفين المتصارعين، حيث انّ المعركة بينهما هي معركة المصالح والنفوذ الخاص، وليست معركة من أجل الشعب وخلاصه وعزته وكرامته.
ثالثاً: التعاون بين القوى الحقيقية الفاعلة من أبناء الشعب العراقي، وهي قوى المقاومة الإسلامية والغيارى من أبناء العشائر العراقية والمخلصين من أبناء القوات المسلحة، وذلك للمبادرة بملء الفراغ السياسي والإداري والخدمي الذي سوف يواجهه العراق نتيجة لهذا الصراع غير الشريف.
رابعاً: السعي بجد للاحتفاظ بالسيطرة على الأرض والتمسك بها وعدم التخلي عنها للأجانب والمحافظة على المؤسسات والممتلكات العامة والوقوف أمام محاولات السلب أو التخريب التي قد يقوم بها بعض العناصر لا سمح الله.
خامساً: انّ من الواجب الشرعي والأخلاقي المحافظة على الأمن العام وسلامة أرواح ودماء المواطنين والبنى التحتية للعراق ودفع الأضرار والأخطار المحتملة، والامتناع عن حالات الانتقام والثأر، والعمل على توفير المواد الضرورية كالغذاء والدواء والمحروقات والمحافظة على مؤسسات الخدمات العامة.
سادساً: الاستفادة من جميع الطاقات الإنسانية والبشرية، ولا سيما طاقات المؤسسات والدوائر الحكومية التي تضم النخبة من كوادر وكفاءات الشعب العراقي.
سابعاً: دعوة جميع العاملين في القوات المسلحة والأجهزة الحكومية للإنابة والتوبة إلى الله تعالى والشعب، وفتح القلوب والصدور لهم، والتعامل معهم بروح العفو والصفح والاخوة والتعاون على البر والتقوى والعمل الصالح، وفتح صفحة جديدة في تاريخ العراق وحياته السياسية التي يشارك فيها جميع العراقيين من شيعة وسنة، وعرب وأكراد وتركمان، ومسلمين ومسيحيين وأقليات أخرى، ومدنيين وعسكريين.
ثامناً: الالتزام بالأحكام الشرعية والتكاليف الالهية في الالتفاف حول قيادة المخلصين والموثوقين المتقين من أبناء الشعب العراقي الذين اثبتوا من خلال التجربة الطويلة والتضحيات الغالية انهم يعملون للعراق وشعبه، والحذر الشديد من محاولات الخداع والتضليل أو التشويش والتشويه.
تاسعاً: إسناد وتقوية المؤسسات الإسلامية الشرعية السياسية والاجتماعية الموجودة والفاعلة في الساحة العراقية.
عاشراً: السعي بجد لتنظيم صفوف الأمة في لجان وهيئات للإنقاذ والولاء، وذلك لكي تقوم بالرعاية للمحتاجين والمضطرين ودرء الأخطار والأضرار والمحافظة على الأمن العام، وإسناد القوى الشعبية، والتعاون على البر والتقوى والعمل الصالح.
يا أبناء الشعب العراقي المظلوم...
إننا مدعوون إلى الاعتصام بحبل الله جميعاً، ووحدة الصف والكلمة والايمان المطلق بقدرة الله وقوته وعزته وجبروته، والاستقامة على الدرب والثبات على المبادئ والقيم والتأسي والاقتداء بأسلافنا من العلماء الأعلام والشهداء الأبرار والصالحين الأخيار، والانتصار للمظلومين من الظالمين، والوقوف في وجه المتسلطين، والعمل في سبيل الله، وانتظار النصر الإلهي، فإن النصر من الله تعالى، فهو ولينا عليه نتوكل وإليه ننيب.
{وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم}.
{والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين}.
{ربنا أفرغ عليناً صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين}.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين 16 محرم الحرام محمد باقر الحكيم 1424هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك يا أبا عبدالله وعلى الأرواح التي حلت بفناءك، عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
يا أبناء الشعب العراقي الممتحن...
أيها الغيارى على دينكم ووطنكم...
يتعرض بلدنا العزيز وعراقنا الجريح إلى امتحان جديد يمثل حلقه أخرى لما تعرض له من محن وبلاء جرّاء تسلط الحكم الاستبدادي العنصري الطائفي. فالحرب التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها على العراق يتحمل مسؤوليتها بشكل مباشر ومشترك كل من النظام المجرم الحاكم في العراق والولايات المتحدة الأمريكية، فالنظام العراقي لم يستمع لجميع النداءات التي طالبته بالتنحي عن السلطة والاستجابة للقرارات الدولية لتخليص العراق وشعبه والمنطقة من الحرب وويلاتها، وبذلك يكون النظام سبباً مباشراً لثلاثة حروب ضروس أدخلت العراق في جحيم من الدمار والقتل والتشريد والخوف والاضطراب.
كما انّ الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل أيضاً بشكل مباشر المسؤولية في هذه الحرب أيضاً، كما في الحروب السابقة أيضاً. وقد أصرت الولايات المتحدة هذه المرة على انتهاج هذا الطريق لمعالجة مشكلة النظام العراقي، ولم تستجب في ذلك لا للرأي العام العالمي ولا لأعضاء مجلس الأمن ولا لنداءات الدول العربية والاسلامية ودول عدم الانحياز في التخلي عن نهج الحرب والتزام القرارات الدولية، كما لم تستجب لجميع النداءات والأفكار التي طرحناها في معالجة مشكلة النظام العراقي عن طريق مساعدة الشعب العراقي ليقوم بدوره الأساس في التغيير وتجنيب المنطقة والعراق الحرب.
وبذلك يشترك المجتمع الدولي أيضاً بما فيه الدول العربية والاسلامية في تحمل قسط من المسؤولية في هذه الحرب الضروس، حيث اكتفوا بالنداءات دون التقدم بأي مشروع حقيقي لحل مشكلة العراق ونظامه الإجرامي.
أيها العراقيون الأحرار...
إننا إذ نرفض هذه الحرب لما ستؤدي إليه من أضرار ومخاطر مثل إزهاق الأرواح البريئة وتدمير البنية التحتية العراقية والهيمنة الخارجية، ندعو جميع إخواننا وأخواتنا العراقيين أن يتحملوا مسؤولياتهم في هذه الظروف العصيبة والمصيرية ليعبروا مرة أخرى بإصرار وعزم انهم لايتخلون بأي صورة عن الشعارات المركزية التي رفعوها طيلة المدة السابقة وقدموا من أجلها مئات الالاف من الضحايا والشهداء وملايين المشردين والمهجرين، شعارات الخلاص من الاستبداد والعنصرية والطائفية وتحقيق الحرية والاستقلال والعدالة، وأن يلجأوا الى الله تعالى ويتوكلوا عليه ويستعينوا به في هذه الشدائد، ويستفيدوا من جميع الفرص المواتية التي يتفضل الله بها عليهم في المحن والشدائد، تجسيداً لقوله تعالى {كُتب عليكم القتال وهو كُرهٌ لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم} وقوله تعالى {ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله}، وهذا الامريتطلب أموراً عديدة لابد من الانتباه إليها:
أولاً: الحضور الواعي والفاعل في ساحة العمل والتصدي ومراقبة تطور الأحداث بدقة لتحقيق هدفين رئيسيين:
ـ الخلاص من الحكم الاستبدادي الطائفي العنصري.
ـ مقاومة التسلط والهيمنة الخارجية والأجنبية.
ثانياً: اتخاذ موقف الحياد تجاه الطرفين المتصارعين، حيث انّ المعركة بينهما هي معركة المصالح والنفوذ الخاص، وليست معركة من أجل الشعب وخلاصه وعزته وكرامته.
ثالثاً: التعاون بين القوى الحقيقية الفاعلة من أبناء الشعب العراقي، وهي قوى المقاومة الإسلامية والغيارى من أبناء العشائر العراقية والمخلصين من أبناء القوات المسلحة، وذلك للمبادرة بملء الفراغ السياسي والإداري والخدمي الذي سوف يواجهه العراق نتيجة لهذا الصراع غير الشريف.
رابعاً: السعي بجد للاحتفاظ بالسيطرة على الأرض والتمسك بها وعدم التخلي عنها للأجانب والمحافظة على المؤسسات والممتلكات العامة والوقوف أمام محاولات السلب أو التخريب التي قد يقوم بها بعض العناصر لا سمح الله.
خامساً: انّ من الواجب الشرعي والأخلاقي المحافظة على الأمن العام وسلامة أرواح ودماء المواطنين والبنى التحتية للعراق ودفع الأضرار والأخطار المحتملة، والامتناع عن حالات الانتقام والثأر، والعمل على توفير المواد الضرورية كالغذاء والدواء والمحروقات والمحافظة على مؤسسات الخدمات العامة.
سادساً: الاستفادة من جميع الطاقات الإنسانية والبشرية، ولا سيما طاقات المؤسسات والدوائر الحكومية التي تضم النخبة من كوادر وكفاءات الشعب العراقي.
سابعاً: دعوة جميع العاملين في القوات المسلحة والأجهزة الحكومية للإنابة والتوبة إلى الله تعالى والشعب، وفتح القلوب والصدور لهم، والتعامل معهم بروح العفو والصفح والاخوة والتعاون على البر والتقوى والعمل الصالح، وفتح صفحة جديدة في تاريخ العراق وحياته السياسية التي يشارك فيها جميع العراقيين من شيعة وسنة، وعرب وأكراد وتركمان، ومسلمين ومسيحيين وأقليات أخرى، ومدنيين وعسكريين.
ثامناً: الالتزام بالأحكام الشرعية والتكاليف الالهية في الالتفاف حول قيادة المخلصين والموثوقين المتقين من أبناء الشعب العراقي الذين اثبتوا من خلال التجربة الطويلة والتضحيات الغالية انهم يعملون للعراق وشعبه، والحذر الشديد من محاولات الخداع والتضليل أو التشويش والتشويه.
تاسعاً: إسناد وتقوية المؤسسات الإسلامية الشرعية السياسية والاجتماعية الموجودة والفاعلة في الساحة العراقية.
عاشراً: السعي بجد لتنظيم صفوف الأمة في لجان وهيئات للإنقاذ والولاء، وذلك لكي تقوم بالرعاية للمحتاجين والمضطرين ودرء الأخطار والأضرار والمحافظة على الأمن العام، وإسناد القوى الشعبية، والتعاون على البر والتقوى والعمل الصالح.
يا أبناء الشعب العراقي المظلوم...
إننا مدعوون إلى الاعتصام بحبل الله جميعاً، ووحدة الصف والكلمة والايمان المطلق بقدرة الله وقوته وعزته وجبروته، والاستقامة على الدرب والثبات على المبادئ والقيم والتأسي والاقتداء بأسلافنا من العلماء الأعلام والشهداء الأبرار والصالحين الأخيار، والانتصار للمظلومين من الظالمين، والوقوف في وجه المتسلطين، والعمل في سبيل الله، وانتظار النصر الإلهي، فإن النصر من الله تعالى، فهو ولينا عليه نتوكل وإليه ننيب.
{وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم}.
{والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين}.
{ربنا أفرغ عليناً صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين}.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين 16 محرم الحرام محمد باقر الحكيم 1424هـ
تعليق