بسم الله الرحمن الرحيم
كانت الحلقة الاولى من هذه السلسلة المسماة بـ(الخلق في القران كنز) هي تعريفية عن الاخلاق او ما نسميها بالمقدمة والموضوع اليوم سوف نعرفة من خلال الموضوع التالي :
ان من اقسام الصوم وهو صوم الجوارح في شهر رمضان
ان من اقسام الجوارح وهو الفم الذي يسبب لنا العمل في امراض نحن في غنا عنها ومنها الغيبة والحسد واللغو .... الخ .
ومن الامراض التي نبتلي بها في شهر رمضان كما قلنا وهو الغيبة كما قال الامام علي عليه السلام : ( الغيبة جهد العاجز ) وقال الامام علي عليه السلام : ( سامع الغيبة احد المغتابين( .
لقد ابتلى شعبنا العظيم بمرض وصفه الامام علي عليه السلام بانه مرض يقوم به العاجز الا وهو الغيبة وخطرها كبير على الجميع والمجتمع
اثار الغيبة :
1- تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب كما وصفه الامام الصادق عليه السلام : (الغَيبَةُ حَرامٌ عَلى كُلِّ مُسلِم وَأَنَّها لَتأكُلُ الحَسناتِ كَما تأكلُ النّارَ الحَطَبَ) .
2- تحبط الاجر كما قال امير الؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام ) : (يّاكَ والغَيبَةِ فَإنّها تُمقِتُكَ إلى اللهِ والنّاسِ وَتَحبِطُ أَجرَكَ (.
3- لم يجمع الله بينه وبين الذي اغتابه كما قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) : (من اغتاب مؤمنا بما فيه لم يجمع بينهما في الجنة أبدا) .
4- لم يغفر الله له حتى يغفر له صاحبه كما قال الامام علي عليه السلام ) : (إياكم والغيبة فان الغيبة أشد من الزنا ) قالوا: وكيف الغيبة أشد من الزنا ؟
قال (عليه السلام) : (لان الرجل يزني ثم يتوب فتاب الله عليه وإن صاحب الغيبة لا يغفرله حتى يغفر له صاحبه) .
5- تعويد الانسان على هذه الصفة الذميمة كما قال الامام علي عليه السلام : (ا تعود نفسك على الغيبة فإن معتادها عظيم الجرم. (
6- ان هذه الصفة قد تفعل السوء بصاحبها كيف ؟ ان الذي اغتابه قد سمعه وقد سوف يحصل رد سريع من الطرف الاخر . وقد تؤدي به الى التهلكة .
7- اخراجه من ولاية الله سبحانه وتعالى وحتى ان الشيطان الرجيم لم يقبل به كما قال الامام الصادق عليه السلام : (مَن رَوى عَلى مُؤمُن رَوايَةً يُريدُ بِها شَينَهُ وَهَدْمَ مُرُوَّتِهِ لِيَسْقُطَ مِنْ أَعيُنِ النّاسِ، وَأَخْرَجَهُ اللهُ مِنْ وِلايَتِهِ إِلى وِلايَةِ الشَّيطـانِ فَلا يَقْبَلُهُ الشَّيطَـانُ) .
8- الاصرار على هذه الفعل القبيح وعدم التوبة سوف يدخل النار اولاً كما جاء في الحديث القدسي ان الله تعالى قد خاطب النبي موسى عليه السلام وقال : (مَن مـاتَ تـائِباً مِنَ الغَيبَةِ فَهُوَ آخِرُ مَنْ يَدخُلِ الجَنَّةَ ومَن مـاتَ مُصِرّاً عَلَيه، فَهُوَ أَوّلُ مَنْ يَدخُلُ النَّارَ) .
9- كما قلنا ان تعويد عليها والتوبه منها سوف تجعله اخر من يدخل الجنة كما في الحديث القدسي السابق .
10- تعويد النفس على فعل قبائح عديدة ليست الغيبة فقط لا وانما الحسد والرياء والانانية وسوء الظن والسخرية والاستهزاء كما قال الامام الصادق عليه السلام : (أَصلُ الغَيبَةِ تَتَنوَّعُ بِعَشرَةِ أَنواعِ، شِفاءِ غَيظ وَمُسـاعَدَةِ قَوم وَتُهمَة، وَتَصدِيقِ خَبَر بِلا كَشفِهِ، وَسُوءِ ظَنٍّ وَحَسَد وَسُخرِيَّة وَتَعَجُّب وَتَبَرُّم وَتَزَيُّن، فَان أَرَدتَ السَّلامَةَ فَاذكُرِ الخـالِقَ لا المَخلُوقَ فَيَصِيرُ ذلِكَ مَكانَ الغَيبَةِ عِبرَةً وَمَكانَ الإِثمِ ثَواباً) .
احاديث وايات الكتاب الحكيم حول الغيبة :
1- قال تعالى : (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ) .
2- وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (الغيبة حرام على كل مسلم، وإنها لتأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب).
3- وقال الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السلام): (من اغتيب عنده أخوه المؤمن فلم ينصره ولم يُعِنهُ ولم يدفع عنه وهو يقدر على نصرته وعونه إلا حقره الله في الدنيا والآخرة).
4- قال الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم ) : ( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله اخواناً ).
5- وقال تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) .
لو بحثنا لم نجد شيء يحث عن فعل الغيبة لاكن نجد من يحرم الغيبة ويترك الغيبة لا ان يفعلها وان اهل البيت عليهم السلام قد اوصفوا هذه الصفة الذميمة بانها جهد العاجز .