16/9/2013
* وثيقة أميركية: المسلحون في سوريا يمتلكون غاز السارين

كشفت وثيقة سرية مسربة للاستخبارات الأميركية أن مسلحين مرتبطين بتنظيم "القاعدة" في سوريا امتلكوا وصنعوا غاز السارين السام بهدف تنفيذ هجمات كيمياوية.
وجاء في الوثيقة التي نشرها موقع WND الأميركي أنه تمت مصادرة عبوات من غاز السارين من عناصر ما يسمى "جبهة النصرة" المتمركزين في جنوب تركيا على الحدود مع سورية في مايو/أيار الماضي.
وألمحت الوثيقة إلى تورط "القاعدة" في العراق في إنتاج السارين، حيث ذكرت أن تحقيقات أميركية كشفت استنادا إلى مصادر عشائرية في العراق عن وجود 50 مؤشرا مشتركا يظهر قيام تنظيم "القاعدة" في العراق بتطوير غاز السارين لإرساله إلى المسلحين في سوريا.
* نصف عناصر الجماعات المسلحة في سوريا متشددون
كشفت دراسة بريطانية ان الاسلاميين المتشددين يشكلون نصف عديد قوات جماعات المعارضة السورية المسلحة.
وجاء في دراسة أجراها المعهد البريطاني للدفاع "آي.اتش.اس جينز" ونشرت مقتطفات من نتائجها الاثنين صحيفة ديلي تلغراف أن عدد المسلحين الذين يقاتلون ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد يقدر بحوالي 100 الف مقاتل وانهم يتوزعون على حوالى 1000 مجموعة مسلحة مختلفة.
وبحسب الصحيفة البريطانية فإن الدراسة، التي ستنشرها كاملة خلال هذا الأسبوع، أظهرت ان نحو 10 آلاف من هؤلاء يقاتلون تحت الوية جماعات مرتبطة بالقاعدة.
واضافت ان نحو 30 الفا الى 35 الفا هم متشددون يقاتلون في اطار مجموعات مسلحة.
واوضحت الصحيفة البريطانية ان الدراسة تستند الى مقابلات مع مسلحين من المعارضة والى تقديرات استخبارية.
* فابيوس: المسار السياسي هو الحل الأوحد للأزمة التي تعيشها سورية
* الأمم المتحدة تؤكد إرتفاع معدل جرائم المسلحين بسوريا

أفادت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالتحقيق في الانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان في سوريا بحدوث "زيادة كبيرة في معدل الجرائم" التي يرتكبها المسلحون بمشاركة مرتزقة أجانب في شمال سوريا.
وأفاد موقع روسيا اليوم عن رئيس اللجنة باولو سيرجيو بينيرو قوله خلال عرضه تقرير على أعضاء مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف إن "شمال سوريا يشهد زيادة كبيرة في معدل الجرائم وأعمال العنف على أيدي مجموعات متطرفة مسلحة مناهضة للحكومة على خلفية تدفق مرتزقة أجانب".
وأضاف أن "مجموعات من المرتزقة عبرت الحدود، وكتيبة المهاجرين هي من المجموعات الأكثر نشاطا".
وتابع قائلا: إنه توفرت معلومات تفيد بوقوع "عدد كبير من عمليات القتل" على أيدي المسلحين، بما فيها إعدامات جنود القوات النظامية ومجازر بحق سكان سلميين في القرى العلوية الواقعة في ضواحي اللاذقية.
***
* تنامي العزلة الدولية لأميركا
التكتلات السياسية والاقتصادية المناهضة تحاصر النفوذ الاميركي في العالم
صوفيا ـ جورج حداد
في عام 1989، ومع سقوط جدار برلين وبداية إنهيار المنظومة السوفياتية السابقة ثم الاتحاد السوفياتي السابق ذاته، كتب احد المحافظين الجدد الاميركيين، فرنسيس فوكوياما، مقالته الشهيرة "نهاية التاريخ"، التي يعتبر فيها أن نهاية الحرب الباردة والانتصار المزعوم للفكر الليبيرالي و"الديمقراطي" الاميركي يسجل "نهاية للتاريخ" اي تاريخ الصراع السياسي والايديولوجي. ونصح فوكوياما الادارة الاميركية باللجوء الى العنف لتحطيم "الانظمة الدكتاتورية" وفرض "الديمقراطية" الاميركية المزعومة. وبسقوط القطب السوفياتي، انطلقت في جميع ارجاء العالم جوقة التطبيل والتزمير لـ"الديمقراطية الاميركية" و"القطب الاميركي الاوحد" الذي سيقود العالم الى الاستقرار والسلام والتقدم والرفاهية.
ومن اكبر المهازل ان قطاعا واسعا من الحركة الشيوعية العالمية نقل "قبلته" من موسكو الى واشنطن، وداس الأعلام الشيوعية ورفع الاعلام الاميركية. وفي البلدان العربية تحول القسم المرتد من الشيوعيين الى مواقع الخيانة الوطنية المكشوفة، ودعموا العدوان الاميركي على بلدانهم وشعوبهم باسم "الديمقراطية الاميركية".

سقوط جدار برلين يؤرج لسقوط السوفييت
وفي روسيا ذاتها تحول بوريس يلتسين من عضو في المكتب السياسي ومسؤول منظمة موسكو للحزب الشيوعي السوفياتي الى حليف اميركي رخيص. وباسم "الديمقراطية الاميركية" قام يلتسين بقصف مقر البرلمان الروسي في تشرين الثاني 1993، وفتح البلاد على مصاريعها للاحتكارات والمافيات والمخابرات الاميركية والغربية والصهيونية التي عملت على نهب وافقار واذلال الشعب الروسي بقصد مفضوح هو تحويل روسيا الى مستعمرة جديدة اميركية ـ صهيونية. وبنتيجة هذه السياسة الرعناء الموالية لاميركا واليهودية العالمية والغرب، ظهرت مقاومة قومية شديدة من قبل الكنيسة الروسية وجماهير الشعب الروسي، وتأسس "الحزب الليبيرالي الديمقراطي الروسي" بزعامة فلاديمير جيرينوفسكي، وهو حزب قومي متشدد هدد بتطهير روسيا من اليهود ومن العصابات الغربية والموالية للغرب بما فيها العصابات الارهابية الاسلامية المرتبطة بالسعودية والمخابرات الاميركية. ولكن الشعب الروسي اختار اخيرا الطريق القومي المعتدل الذي يقوده فلاديمير بوتين. وأزيح يلتسين عن السلطة في نهاية عام 1999، وكان مجيء بوتين الى السلطة أول خرق جدي للهيمنة الاميركية الاحادية على العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
وبمراجعة الاحداث العالمية منذ العقد الأخير في القرن الماضي، نجد ان نصيحة فوكوياما للادارة الاميركية باستخدام العنف لأجل "فرض الديمقراطية" لم تكن مجرد اضغاث احلام لمثقف فاشستي مهووس، بل كانت "روشتة فعلية" و"خطة عمل" قدمها المحافظون الجدد (او: اعداء الانسانية النازيون الجدد) للادارة الاميركية، الديمقراطية والجمهورية على السواء. وعملا بهذه "الروشتة" رفضت الادارة الاميركية كل الدعوات لحل "حلف الناتو" بعد ان زال "حلف فرصوفيا" السابق المناوئ له. بل على العكس تماما عملت الادارة الاميركية والصهيونية العالمية لاستخدام كل نفوذهما وكل وسائل الضغط والاغراء الممكنة لأجل توسيع حلف الناتو نحو الشرق لتضييق الطوق حول روسيا. ونظمت "الثورات الملونة" مدفوعة التكاليف في بعض بلدان اوروبا الشرقية، وجاء الى السلطة عملاء اميركيون في جورجيا واوكرانيا كانوا يزمعون ضم البلدين الى الناتو وتحويلهما الى قاعدتين عسكريتين على الحدود مع روسيا. ولكن في الأزمة الروسية ـ الجورجية والازمة الروسية ـ الاوكرانية سنة 2008 و2009 قطعت روسيا الغاز عن اوكرانيا وبعض البلدان الاوروبية وحلقت القلاع الطائرة الروسية فوق تفليس عاصمة جورجيا (دون ان تلقي حمولتها) فاضطر حلف الناتو الى التخلي عن ضم اوكرانيا وجورجيا الى صفوفه.

يلتسين بات حليفا للولايات المتحدة الاميركية!
وعملا بالروشتة الفوكويامية ذاتها شنت اميركا الحرب على العراق في 1991، بحجة "تحرير!!!" الكويت. وفي 1999 تمت مهاجمة وتدمير صربيا وفصل اقليم كوسوفو الذي تم فيه تأسيس "جمهورية مستقلة!!!" تحكمها مافيا اللصوص وتجار المخدرات وتجار الاعضاء البشرية، الذين يعملون بأمرة المخابرات الاميركية وبالتعاون الوثيق مع الجيش الاميركي الذي أنشأ في كوسوفو قاعدة بوندستيل التي هي اكبر قاعدة عسكرية في اوروبا. وفي 2001، وفي اعقاب احداث ايلول/سبتمبر 2001 التي هي من نظم وتلحين المخابرات الاميركية والموساد، قام الجيش الاميركي باجتياح افغانستان واحتلالها وتحويلها الى أكبر مزرعة خشخاش وتصنيع مخدرات في العالم باسم "الديمقراطية" طبعا. وفي 2003 قام الجيش الاميركي رسول وناشر "الديمقراطية" بمهاجمة العراق بحجة ضرب نظام صدام حسين، وقصف وسمم الارض العراقية بمئات الاف اطنان اليورانيوم المنضب، وارتكب مجزرة ضد المدنيين العراقيين، نساء ورجالا وشيوخا واطفالا، اكبر من مجزرة إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما وناكازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية. وفي سنة 2006 حرضت اميركا "اسرائيل" ودعمتها دعما سياسيا وعسكريا لشن الحرب على لبنان وتدمير البنى التحتية ومحاولة إلغاء شروط الحياة العادية لجميع المواطنين اللبنانيين من اجل اجبارهم على النزوح ومغادرة بلادهم، بحجة محاربة حزب الله. والآن يأتي عدوان الجيش "التكفيري"العالمي الممول سعوديا وقطريا والمدعوم اميركيا، على سوريا، والتهديدات الاميركية بضرب سوريا، بحجة إلصاق تهمة الاسلحة الكيماوية التي يستخدمها الجيش "التكفيري"العالمي بالجيش الوطني السوري، يأتي ذلك تماما في سياق التطبيق الاميركي لـ"روشتة" فوكوياما باستخدام العنف لأجل فرض "الديمقراطية الاميركية".
ولكن بعد مرور حوالي 25 سنة على صدور "روشتة" فوكوياما، هل نجحت الادارة الاميركية، الديمقراطية والجمهورية معا، في فرض الهيمنة الاحادية القطبية الاميركية ـ الصهيونية على العالم؟
هناك مقولة مأثورة تقول: "كل شيء يولد صغيرا فيكبر، الا المصيبة تولد كبيرة فتصغر". وبنظرة على التطورات العالمية نرى ان النفوذ الاميركي في العالم يتضاءل، وبسرعة غير متوقعة:
فقد بادرت روسيا الى تأسيس "اتحاد الدول المستقلة" الذي يضم عددا من الجمهوريات السوفياتية السابقة هي: روسيا، بيلوروسيا، اوكرانيا، مولدافيا، جورجيا، ارمينيا، اذربيجان، تركمانستان، اوزبكستان، كازاخستان، طاجيكستان وقرغيزيا. وتتعاون هذه الدول في مجالات التجارة والتمويل والقوانين والامن.
وبالتعاون بين روسيا والصين تأسست "منظمة شانغهاي للتعاون". وهي تضم كل من الصين، روسيا، كازاخستان، اوزبكستان، طاجيكستان وقرغيزيا. والاهداف المعلنة للمنظمة هي مكافحة الارهاب والتصدي لتجارة الاسلحة والمخدرات. الا ان الكثير من المحللين يرى ان هذه المنظمة هي اشبه بحلف عسكري جديد يهدف الى مواجهة حلف الناتو.
ولكن اهم خطوة نجحت روسيا والصين في القيام بها هو تشكيل منظمة (بريك) في 2009 والتي تغير اسمها الى (بريكس) في 2010 بعد انضمام افريقيا الجنوبية اليها. وتضم المجموعة الان: البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب افريقيا. وتشكل مساحة هذه الدول ربع مساحة اليابسة وعدد سكانها يقارب 40% من سكان الارض. وتتميز بأن اقتصادها هو الاسرع نموا في العالم، ويتوقع الخبراء ان تصبح الكتلة الاقتصادية الاكبر في العالم بحلول عام 2050. وتنتهج منظمة (بريكس) سياسة معارضة جذريا لسياسة الهيمنة والاحادية القطبية لاميركا، وهي تمتلك صوتين (روسيا والصين) من اصل الدول الخمس الكبار التي يحق لها استخدام حق الفيتو في مجلس الامن.

مجموعة البريكس تناهض السياسة الاميركية
وهذا ما يمنع الولايات المتحدة الاميركية من تطويع مجلس الامن لسياستها العالمية العدوانية. وقد ظهر ذلك بشكل واضح مؤخرا لدى طرح المسألة السورية في مجلس الامن، اذ ان الفيتو الروسي ـ الصيني المشترك عطل كل محاولة لاتخاذ قرارات معادية للدولة والشعب السوريين، وقد جرت محاولات لاتخاذ قرارات منفردة خارج مجلس الامن للعدوان على سوريا، كما جرى في صربيا سنة 1999 وفي العراق سنة 2003، ولكن الموقف الروسي الحازم، والى جانبه دول (البريكس) افهم اميركا وجميع دول الناتو انها ستدفع ثمنا غاليا، عسكريا واقتصاديا وسياسيا، اذا تجرأت ونفذت اي قرارات عدوانية منفردة ضد سوريا، فاضطرت بريطانيا وحلف الناتو واخيرا اميركا ذاتها للتراجع.
وهناك منظمة "الاتحاد الافريقي" التي تضم 52 دولة افريقية. وبالرغم من فقر وهشاشة الدول الافريقية مما يجعلها لقمة سائغة لمؤامرات المخابرات الاميركية والاسرائيلية، فإن منظمة "الاتحاد الافريقي" تحاول جاهدة ان تنأى بنفسها عن السياسة العدوانية الاميركية والتقرب من "الاتحاد الاوروبي" ومجموعة (البريكس) وخصوصا الصين التي تقوم بنشاط اقتصادي (تجاري واستثماري) واسع في القارة الافريقية.
وهناك "منظمة الدول الاميركية" التي تضم 35 دولة اميركية، وهي تعمل للتخلص من هيمنة الولايات المتحدة الاميركية، وللتخلص من التعامل مع اميركا اللاتينية بوصفها منطقة نفوذ وحوش خلفي للولايات المتحدة الاميركية.
وضمن هذه المنظمة هناك "مجموعة دول اميركا اللاتينية والكاريبي" وقد نشأت سنة 2010، وتضطلع فيها فينزويلا بدور رئيسي، وتضم 33 دولة بما فيها كوبا. والمهمة الرئيسية امام هذه المجموعة هي مواجهة النفوذ الاميركي والتحرر منه. وتقيم المجموعة علاقات وثيقة مع روسيا.
وبالاضافة الى ذلك علينا ان نشير الى بعض العوامل الاقتصادية:
1ـ ان "الاتحاد الاوروبي" ذاته، الحليف الرئيسي لاميركا، يسعى للتخلص من هيمنتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية. وفي 1999 اصدر "الاتحاد الاوروبي" عملة "اليورو" كاسرا مرة والى الابد احتكار الدولار بوصفه العملة العالمية الوحيدة.
2ـ عمدت روسيا الى مد انابيب الغاز القارية لتزويد اوروبا بالغاز الطبيعي مما يجعل قراراتها السياسية اكثر استقلالية عن المواقف العدوانية المتفردة لاميركا.
3ـ حتى اليوم تتمسك الصين بالمحافظة على سعر لليوان الصيني ادنى من سعره الحقيقي، وذلك من اجل استمرار القدرة التنافسية الكبيرة للسلع الصينية التي تغزو العالم بأسعارها الرخيصة. ولكن مع تطور التكنولوجيا التي تكفل انتاج السلع الرخيصة بقوة عمل اقل، من المحتم ان تعوّم الصين سعر اليوان وتنتقل من استراتيجية "تصدير السلع" الى استراتيجية "تصدير الرساميل"، ومن ثم ان توجه ضربة قاضية للدولار الاميركي وهيمنته على الاسواق المالية العالمية.

مواقف روسيا الثابتة .. العالم بدأ يتغير
لقد بلغت اميركا أوج هيمنتها في نهاية القرن العشرين. ولكن مع ازاحة بوريس يلتسين من الكرملين وبداية النهضة الجديدة للعملاق القومي ـ الارثوذكسي الروسي بدأت مرحلة الانحدار والعد العكسي للآحادية القطبية والهيمنة الاميركية على العالم.
وكان من اهم علامات بداية الانحدار الاميركي اضطرار "اسرائيل"، الربيب المدلل لاميركا، للانسحاب من جنوب لبنان بشكل غير مشروط وانهزامي امام ضغط المقاومة الاسلامية الوطنية بقيادة حزب الله.
ولقد حاولت اميركا كسر مسارها الانحداري بمحاولة فرض الدرع الصاروخية ونشرها في اوروبا بمواجهة روسيا وايران. ولكنها فشلت فشلا ذريعا امام حزم القيادتين الروسية والايرانية وتعاونهما.
كما حاولت "اسرائيل" في الوقت ذاته كسر مسارها الانحداري في محاولة تحطيم حزب الله في عدوان تموز 2006، ولكنها ايضا فشلت فشلا ذريعا بفضل بطولات رجال المقاومة والتفاف جماهير الشعب اللبناني حول المقاومة، وبفضل التعاون العسكري والسياسي الوثيق بين المقاومة في لبنان وايران وروسيا.
ان اميركا، بنزعتها الامبريالية ـ الصهيونية، للهيمنة الاحادية على العالم، هي مصيبة العالم الحضاري المعاصر.
ولكنها ـ ككل مصيبة ـ ولدت كبيرة وتصغر، وستصغر اكثر فأكثر. وسيأتي اليوم الذي لن تفقد اميركا فيه نفوذها فقط، بل وستصبح معزولة ومكروهة وضعيفة الى درجة ان كل شعوب العالم ستنصب لها "محكمة عالمية تاريخية" كي تحاسبها على كل ما ارتكبت من جرائم ضد الانسانية، منذ تأسيسها الى اليوم.
***
* لافروف: حان الوقت ليس لإقناع المعارضة السورية بالجلوس إلى طاولة المفاوضات بل إرغامها على ذلك
* لافروف: نرحب بعقد مؤتمر جنيف 2 وندعو جميع قادة ’’الائتلاف المعارض’’ إلى المشاركة في الحوار للتوصل إلى حل سياسي
* جعفري في مؤتمر للحرس الثوري:التوجه لضرب سوريا باء بالفشل
روحاني :الغرب يخطط للهيمنة على دول المنطقة ولا يريد دولا مناهضة لمخططاته
طهران ـ حسن حيدر
بحضور رئيس الجمهورية الاسلامية الشيخ حسن روحاني والقائد العام للحرس الثوري الاسلامي الجنرال محمد على جعفري، افتتحت القوات المسلحة اعمال الدورة الـ 20 للاجتماع العام للقادة والمسؤولين بالحرس الثوري في العاصمة طهران. الرئيس الايراني اشار في كلمته إلى ان الجمهورية الاسلامية تقف في الخط الامامي للدفاع عن المقاومة وقضاياها في المنطقة معتبرا ان ما يدور من حديث وتهديد بضربة عسكرية لسوريا نابع من الفهم الخطأ للقيادات الامريكية والغربية لمجريات الأحداث في المنطقة.

الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني
واضاف روحاني أن سوريا تمر بظروف حساسة" موضحا "ان النزاعات ليست حول شخص بالتحديد او رئيس جمهورية او تولي طائفة خاصة لزمام الامور في سوريا؛ بل الموضوع اخطر من ذلك وواضح جدا، فالغرب يخطط للهيمنة على كل المنطقة، ولا يريد دولا مناهضة لمخططاته فيها".
واشاد الرئيس روحاني بدور الحرس الثوري الذي يقف في الخط الامامي للدفاع عن الجمهورية الاسلامية بمواجهة كافة التهديدات التي تعصف بالمنطقة.
من ناحيته، أشار قائد الحرس الثوري الجنرال محمد على جعفري في كلمته الى التحديات التي يشهدها الشرق الاوسط وتناول الموضوع السوري وقال : "ان مخططات الغرب لضرب سوريا باءت بالفشل كما فشلت مخططاته في لبنان وفلسطين وهذا يأتي ضمن سلسلة الهزائم التي يتلقاها الأعداء من محور المقاومة".
واضاف جعفرى :" ان التوجه العسكري لضرب سوريا باء بالفشل حتى الآن" معرباً عن أمله بأن "تواجه كل المؤامرت نفس المصير في المستقبل ".

قائد الحرسي الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري
وفي سياق متصل اشار رئيس لجنة الامن القومي والسياسية الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي الى ان الامريكيين لم يكن لديهم خيار آخر سوى التراجع عن شن الهجوم على سوريا لأن ذريعتهم كانت البحث عن الاسلحة الكيميائية". وعن التحركات الايرانية ضد العدوان على سوريا، اوضح بروجردي دور الجمهورية الاسلامية في منع العدوان قائلا :"ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اعلنت منذ اليوم الاول للأزمة السورية منذ أكثر من عامين ونصف العام، ان هذه الازمة ليس لها حل عسكري وانما حل سياسي ". وقال بروجردي "ان العالم اليوم بات اكثر اقتناعا بعدم فعالية الخيارات العسكرية والتسليحية فالحل في سوريا لن يكون الا عبر الحوار و الحل السياسي ".
* حزب الله يدين مطالبات البعض شن عدوان على سوريا

استنكر نائب الأمينِ العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم طلب بعض الأطراف العربية واللبنانية شنّ عدوانٍ على سوريا.
واشار قاسم، خلال كلمة في المنتدى العربي الدولي لمناهضة العدوان الاميركي على سوريا في بيروت الى انّ سوريا ستبقى مرفوعة الرأس "ونحن معها في كل الاحوال"، مشددا على أن ما يجري في سوريا هو مواجهة بين محور المقاومة ومحور أميركا والكيان الإسرائيلي.
وقال قاسم: "إنّ سوريا تواجه اليوم محور الشيطان الأكبر وربيبته إسرائيل، ونحن مع سوريا العروبة وضد إنخراطها في المشروع الاسرائيلي، وثلاثيّة الجيش والشعب والمقاومة تعمدت بالدم والتضحيات وهي سبب قيامة لبنان المستقبل وهي لا تحتاج لإذن من أحد، وهذه المقاومة تحوّلت الى ثابتة استراتيجية".
واشار الى ان هناك عدوان حقيقي يريدونه على محور المقاومة من خلال سورياواضاف: هدف هذا العدوان تدمير قدرات سوريا وشعبها، وتهميش دورها، وإضعاف المقاومة، وإراحة "إسرائيل".
وتطرق الى تمويل المسلحين في سوريا على مدى السنتين والنصف سنة الماضية من قبل 80 بلداً والتهديد بالعدوان الأمريكي، وقال : نحن مع الشعب السوري الصامد في وجه التحديات الخارجية والمتآمرة على مستقبله.
ولفت الشيخ قاسم الى انّ مطالب الاصلاح في سوريا مشروعة، داعيا الى الحل السياسي فيها بآلياته الداخلية، واكد الرفض الكامل للتدخل الخارجي والعمل العسكري.
وفي جانب اخر من كلمته اكد قاسم اننا نعلن أننا مع سوريا المقاومة، وضد حرفها إلى المحور الآخر المعادي، ومع سوريا العروبة، وضد انحرافها وانخراطها في المشروع الإسرائيلي، ومع سوريا بموقعها الاستراتيجي، وضد التهميش الذي يعطل إمكانات أمتنا، ومع الشعب السوري الحر العزيز المقاوم والشريف الذي يصنع قراره ومستقبله بيده.
وفي سياق آخر اشار قاسم الى ان الحزب لم يعد يناقش إذا كانت المقاومة مجدية أم لا، لان المقاومة تحولت إلى ثابتةٍ إستراتيجية وكجزء لا يتجزأ من مقومات لبنان .
وختم قاسم بالقول : لقد أثبتت المقاومة فعاليتها في لبنان وفلسطين والعراق، وانتصرت كالشمس تُبهر العالمين، ولولا المقاومة لتوسع الاحتلال وتطاول.
* مطران المكسيك مصرّ على مواجهة قمع الصوت المسيحي
الشدراوي لـ’العهد’: الدول الممّولة للتسليح في سوريا تتحمّل مسؤولية سفك الدماء .. والصوت المسيحي سيرتفع
لطيفة الحسيني
لم يتأثر مطران المكسيك وتوابعها للروم الأرثوذكس أنطونيوس الشدراوي بالحملة السعودية الدبلوماسية التي سيقت ضدّه بعد نشره مقالاً في جريدة "ريفورما"، كبرى الصحف المكسيكية، يسأل فيه عن مصير المسيحيين في الشرق الاوسط، في ظلّ الهجمة التكفيرية التي تستهدفهم بدءاً من سوريا.
بغضبٍ كبير وغصّة أليمة، يستذكر المطران الشدراوي طفولته في طرابلس "المدينة الشمالية التي تحتضن كلّ الطوائف"، فيها تربّى مع أصدقاء مسلمين لا ينساهم. يقارن الأمس باليوم، ويحنّ الى زمن "التعايش الاسلامي المسيحي الذي لم يعرف أي تفرقة دينية خلافاً للوضع القائم اليوم".

"لأجل رسالة السلام في العالم عموماً وفي الشرق الأوسط خصوصاً"، يندفع المطران الشدراوي الى الحديث عمّا يصيب المسيحيين المشرقيين، يقول لـ"العهد": "لا يجب السكوت عن الحقّ، لقد طفح الكيل، لن نسمح بأن نكون مكسر عصا لأحد، ولا نرضى ولا نقبل أن يُستعمل الدين كوسيلة لضرب الاديان الأخرى أو لتحقيق أغراض سياسية".
يوضح مطران المكسيك وتوابعها للروم الأرثوذكس خلفيات المقال الذي كتبه، فيعدّد الممارسات الإرهابية التي تحصل في سوريا على مرأى الدول العربية والغربية "مثل ذبح الناس كالخواريف، وخطف المطارنة وقتل الأبرياء"، لذلك يسأل "الى متى؟ ما هي النهاية؟".

يتوقف عند الصمت الدولي إزاء الجرائم في سوريا، فيتنبّه الى أنه لم يسمع أي تصريح من ملك أو رئيس يدين اختطاف المطرانين أو هدم الكنائس، يضيف "أنا هاجمت الولايات المتحدة وفرنسا اللتين لم تتحركا.. ما يحصل لا يمكن السكوت عنه، بتنا نخجل، نحن قلنا الحقيقة المسيحيون معرضون، أما من ينتقدني فأسأله من وجوده مهدّد؟ (في إشارة الى الحملة الدبلوماسية عليه).
وإذ يشددّ على "أننا أبناء بلاد ولسنا لاجئين"، يجزم المطران الشدراوي بأن "محاولات إسكات الصوت المسيحي لن تنفع ولن تنجح". يردف "فليواجهوا الرأي بالرأي.. لن نسمح بمحاولات قمع الصوت المسيحي الذي سيرتفع".
المشهد بالنسبة للمطران الشدراوي واضح لا لبس: "يريدون تصفية المسيحيين في الشرق، هذه هي المؤامرة التي تحدّث عنها كيسنجر.. الفاتيكان يتحرك لمنع الحرب في أصقاع العالم، فيما لم توجّه الدول العربية أي احتجاج عندما اقتحمت "اسرائيل" المسجد الاقصى".

يسخر مطران المكسيك من الحجج التي يتذرّع بها قاتلو الأبرياء، فيسأل "هل أصبح الشيشاني معلّماً للحرية؟"، ويتابع "يكفيك بعض البلاد العربية التي لا تعرف ما هي الديمقراطية، تريد أن تعلّمنا ما هي الديمقراطية".
وعليه، يحمّل مطران المكسيك كلّ الدول التي تموّل التسليح في سوريا من تركيا وسواها مسؤولية سفك الدماء، ويدعو السعودية الى "الالتفات الى شؤونها الداخلية". يكشف في هذا السياق أنه بعث الى السفير التركي في مكسيكو رسالة يحمّل بلاده فيها مسؤولية خطف المطرانين في سوريا.
للمطران الشدراوي أسئلة غاضبة بسبب وضع الشرق اليوم: "أين هم من الاسلام الحقيقي؟ ما هو الذنب الذي اقترفه المسيحيون؟ هل لأنهم حافظوا على التراث المسيحي المشرقي وحملوا رسالة سلام للشرق الاوسط؟ لماذا لم يصدر عن مفتي السعودية أي موقف يهاجم فيه كلّ من يستهدف الكنائس القديمة في شبه الجزيرة العربية؟".
المطران الشدراوي يستهزئ بوصف البعض لصحافي حاوره لدى استضافته على إحدى القنوات المكسيكية بأنه "عميل اسرائيلي"، ويؤكد في المقابل أن "الحرب التي كانت تموّلها دول الخليج ضدّ سوريا آزرها التحالف اسرائيلي أمريكي أوروبي".
يخلص مطران المكسيك في الختام الى أنه مصرّ على "قول كلمة الحق ونبذ كلّ الطائفيين، والدعوة الى انتهاج العلمنة في السياسة واستنكار كلّ الاعتداءات التي تحدث باسم الطوائف".
لقراءة المزيد عما تعرّض له المطران الشدراوي في المكسيك أنقر هنا
* فهمي: بحثنا الأزمة السورية وأكدنا دعمنا لعقد مؤتمر جنيف 2
* وثيقة أميركية: المسلحون في سوريا يمتلكون غاز السارين

كشفت وثيقة سرية مسربة للاستخبارات الأميركية أن مسلحين مرتبطين بتنظيم "القاعدة" في سوريا امتلكوا وصنعوا غاز السارين السام بهدف تنفيذ هجمات كيمياوية.
وجاء في الوثيقة التي نشرها موقع WND الأميركي أنه تمت مصادرة عبوات من غاز السارين من عناصر ما يسمى "جبهة النصرة" المتمركزين في جنوب تركيا على الحدود مع سورية في مايو/أيار الماضي.
وألمحت الوثيقة إلى تورط "القاعدة" في العراق في إنتاج السارين، حيث ذكرت أن تحقيقات أميركية كشفت استنادا إلى مصادر عشائرية في العراق عن وجود 50 مؤشرا مشتركا يظهر قيام تنظيم "القاعدة" في العراق بتطوير غاز السارين لإرساله إلى المسلحين في سوريا.
* نصف عناصر الجماعات المسلحة في سوريا متشددون
كشفت دراسة بريطانية ان الاسلاميين المتشددين يشكلون نصف عديد قوات جماعات المعارضة السورية المسلحة.
وجاء في دراسة أجراها المعهد البريطاني للدفاع "آي.اتش.اس جينز" ونشرت مقتطفات من نتائجها الاثنين صحيفة ديلي تلغراف أن عدد المسلحين الذين يقاتلون ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد يقدر بحوالي 100 الف مقاتل وانهم يتوزعون على حوالى 1000 مجموعة مسلحة مختلفة.
وبحسب الصحيفة البريطانية فإن الدراسة، التي ستنشرها كاملة خلال هذا الأسبوع، أظهرت ان نحو 10 آلاف من هؤلاء يقاتلون تحت الوية جماعات مرتبطة بالقاعدة.
واضافت ان نحو 30 الفا الى 35 الفا هم متشددون يقاتلون في اطار مجموعات مسلحة.
واوضحت الصحيفة البريطانية ان الدراسة تستند الى مقابلات مع مسلحين من المعارضة والى تقديرات استخبارية.
* فابيوس: المسار السياسي هو الحل الأوحد للأزمة التي تعيشها سورية
* الأمم المتحدة تؤكد إرتفاع معدل جرائم المسلحين بسوريا

أفادت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالتحقيق في الانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان في سوريا بحدوث "زيادة كبيرة في معدل الجرائم" التي يرتكبها المسلحون بمشاركة مرتزقة أجانب في شمال سوريا.
وأفاد موقع روسيا اليوم عن رئيس اللجنة باولو سيرجيو بينيرو قوله خلال عرضه تقرير على أعضاء مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف إن "شمال سوريا يشهد زيادة كبيرة في معدل الجرائم وأعمال العنف على أيدي مجموعات متطرفة مسلحة مناهضة للحكومة على خلفية تدفق مرتزقة أجانب".
وأضاف أن "مجموعات من المرتزقة عبرت الحدود، وكتيبة المهاجرين هي من المجموعات الأكثر نشاطا".
وتابع قائلا: إنه توفرت معلومات تفيد بوقوع "عدد كبير من عمليات القتل" على أيدي المسلحين، بما فيها إعدامات جنود القوات النظامية ومجازر بحق سكان سلميين في القرى العلوية الواقعة في ضواحي اللاذقية.
***
* تنامي العزلة الدولية لأميركا
التكتلات السياسية والاقتصادية المناهضة تحاصر النفوذ الاميركي في العالم
صوفيا ـ جورج حداد
في عام 1989، ومع سقوط جدار برلين وبداية إنهيار المنظومة السوفياتية السابقة ثم الاتحاد السوفياتي السابق ذاته، كتب احد المحافظين الجدد الاميركيين، فرنسيس فوكوياما، مقالته الشهيرة "نهاية التاريخ"، التي يعتبر فيها أن نهاية الحرب الباردة والانتصار المزعوم للفكر الليبيرالي و"الديمقراطي" الاميركي يسجل "نهاية للتاريخ" اي تاريخ الصراع السياسي والايديولوجي. ونصح فوكوياما الادارة الاميركية باللجوء الى العنف لتحطيم "الانظمة الدكتاتورية" وفرض "الديمقراطية" الاميركية المزعومة. وبسقوط القطب السوفياتي، انطلقت في جميع ارجاء العالم جوقة التطبيل والتزمير لـ"الديمقراطية الاميركية" و"القطب الاميركي الاوحد" الذي سيقود العالم الى الاستقرار والسلام والتقدم والرفاهية.
ومن اكبر المهازل ان قطاعا واسعا من الحركة الشيوعية العالمية نقل "قبلته" من موسكو الى واشنطن، وداس الأعلام الشيوعية ورفع الاعلام الاميركية. وفي البلدان العربية تحول القسم المرتد من الشيوعيين الى مواقع الخيانة الوطنية المكشوفة، ودعموا العدوان الاميركي على بلدانهم وشعوبهم باسم "الديمقراطية الاميركية".

سقوط جدار برلين يؤرج لسقوط السوفييت
وفي روسيا ذاتها تحول بوريس يلتسين من عضو في المكتب السياسي ومسؤول منظمة موسكو للحزب الشيوعي السوفياتي الى حليف اميركي رخيص. وباسم "الديمقراطية الاميركية" قام يلتسين بقصف مقر البرلمان الروسي في تشرين الثاني 1993، وفتح البلاد على مصاريعها للاحتكارات والمافيات والمخابرات الاميركية والغربية والصهيونية التي عملت على نهب وافقار واذلال الشعب الروسي بقصد مفضوح هو تحويل روسيا الى مستعمرة جديدة اميركية ـ صهيونية. وبنتيجة هذه السياسة الرعناء الموالية لاميركا واليهودية العالمية والغرب، ظهرت مقاومة قومية شديدة من قبل الكنيسة الروسية وجماهير الشعب الروسي، وتأسس "الحزب الليبيرالي الديمقراطي الروسي" بزعامة فلاديمير جيرينوفسكي، وهو حزب قومي متشدد هدد بتطهير روسيا من اليهود ومن العصابات الغربية والموالية للغرب بما فيها العصابات الارهابية الاسلامية المرتبطة بالسعودية والمخابرات الاميركية. ولكن الشعب الروسي اختار اخيرا الطريق القومي المعتدل الذي يقوده فلاديمير بوتين. وأزيح يلتسين عن السلطة في نهاية عام 1999، وكان مجيء بوتين الى السلطة أول خرق جدي للهيمنة الاميركية الاحادية على العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
وبمراجعة الاحداث العالمية منذ العقد الأخير في القرن الماضي، نجد ان نصيحة فوكوياما للادارة الاميركية باستخدام العنف لأجل "فرض الديمقراطية" لم تكن مجرد اضغاث احلام لمثقف فاشستي مهووس، بل كانت "روشتة فعلية" و"خطة عمل" قدمها المحافظون الجدد (او: اعداء الانسانية النازيون الجدد) للادارة الاميركية، الديمقراطية والجمهورية على السواء. وعملا بهذه "الروشتة" رفضت الادارة الاميركية كل الدعوات لحل "حلف الناتو" بعد ان زال "حلف فرصوفيا" السابق المناوئ له. بل على العكس تماما عملت الادارة الاميركية والصهيونية العالمية لاستخدام كل نفوذهما وكل وسائل الضغط والاغراء الممكنة لأجل توسيع حلف الناتو نحو الشرق لتضييق الطوق حول روسيا. ونظمت "الثورات الملونة" مدفوعة التكاليف في بعض بلدان اوروبا الشرقية، وجاء الى السلطة عملاء اميركيون في جورجيا واوكرانيا كانوا يزمعون ضم البلدين الى الناتو وتحويلهما الى قاعدتين عسكريتين على الحدود مع روسيا. ولكن في الأزمة الروسية ـ الجورجية والازمة الروسية ـ الاوكرانية سنة 2008 و2009 قطعت روسيا الغاز عن اوكرانيا وبعض البلدان الاوروبية وحلقت القلاع الطائرة الروسية فوق تفليس عاصمة جورجيا (دون ان تلقي حمولتها) فاضطر حلف الناتو الى التخلي عن ضم اوكرانيا وجورجيا الى صفوفه.

يلتسين بات حليفا للولايات المتحدة الاميركية!
وعملا بالروشتة الفوكويامية ذاتها شنت اميركا الحرب على العراق في 1991، بحجة "تحرير!!!" الكويت. وفي 1999 تمت مهاجمة وتدمير صربيا وفصل اقليم كوسوفو الذي تم فيه تأسيس "جمهورية مستقلة!!!" تحكمها مافيا اللصوص وتجار المخدرات وتجار الاعضاء البشرية، الذين يعملون بأمرة المخابرات الاميركية وبالتعاون الوثيق مع الجيش الاميركي الذي أنشأ في كوسوفو قاعدة بوندستيل التي هي اكبر قاعدة عسكرية في اوروبا. وفي 2001، وفي اعقاب احداث ايلول/سبتمبر 2001 التي هي من نظم وتلحين المخابرات الاميركية والموساد، قام الجيش الاميركي باجتياح افغانستان واحتلالها وتحويلها الى أكبر مزرعة خشخاش وتصنيع مخدرات في العالم باسم "الديمقراطية" طبعا. وفي 2003 قام الجيش الاميركي رسول وناشر "الديمقراطية" بمهاجمة العراق بحجة ضرب نظام صدام حسين، وقصف وسمم الارض العراقية بمئات الاف اطنان اليورانيوم المنضب، وارتكب مجزرة ضد المدنيين العراقيين، نساء ورجالا وشيوخا واطفالا، اكبر من مجزرة إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما وناكازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية. وفي سنة 2006 حرضت اميركا "اسرائيل" ودعمتها دعما سياسيا وعسكريا لشن الحرب على لبنان وتدمير البنى التحتية ومحاولة إلغاء شروط الحياة العادية لجميع المواطنين اللبنانيين من اجل اجبارهم على النزوح ومغادرة بلادهم، بحجة محاربة حزب الله. والآن يأتي عدوان الجيش "التكفيري"العالمي الممول سعوديا وقطريا والمدعوم اميركيا، على سوريا، والتهديدات الاميركية بضرب سوريا، بحجة إلصاق تهمة الاسلحة الكيماوية التي يستخدمها الجيش "التكفيري"العالمي بالجيش الوطني السوري، يأتي ذلك تماما في سياق التطبيق الاميركي لـ"روشتة" فوكوياما باستخدام العنف لأجل فرض "الديمقراطية الاميركية".
ولكن بعد مرور حوالي 25 سنة على صدور "روشتة" فوكوياما، هل نجحت الادارة الاميركية، الديمقراطية والجمهورية معا، في فرض الهيمنة الاحادية القطبية الاميركية ـ الصهيونية على العالم؟
هناك مقولة مأثورة تقول: "كل شيء يولد صغيرا فيكبر، الا المصيبة تولد كبيرة فتصغر". وبنظرة على التطورات العالمية نرى ان النفوذ الاميركي في العالم يتضاءل، وبسرعة غير متوقعة:
فقد بادرت روسيا الى تأسيس "اتحاد الدول المستقلة" الذي يضم عددا من الجمهوريات السوفياتية السابقة هي: روسيا، بيلوروسيا، اوكرانيا، مولدافيا، جورجيا، ارمينيا، اذربيجان، تركمانستان، اوزبكستان، كازاخستان، طاجيكستان وقرغيزيا. وتتعاون هذه الدول في مجالات التجارة والتمويل والقوانين والامن.
وبالتعاون بين روسيا والصين تأسست "منظمة شانغهاي للتعاون". وهي تضم كل من الصين، روسيا، كازاخستان، اوزبكستان، طاجيكستان وقرغيزيا. والاهداف المعلنة للمنظمة هي مكافحة الارهاب والتصدي لتجارة الاسلحة والمخدرات. الا ان الكثير من المحللين يرى ان هذه المنظمة هي اشبه بحلف عسكري جديد يهدف الى مواجهة حلف الناتو.
ولكن اهم خطوة نجحت روسيا والصين في القيام بها هو تشكيل منظمة (بريك) في 2009 والتي تغير اسمها الى (بريكس) في 2010 بعد انضمام افريقيا الجنوبية اليها. وتضم المجموعة الان: البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب افريقيا. وتشكل مساحة هذه الدول ربع مساحة اليابسة وعدد سكانها يقارب 40% من سكان الارض. وتتميز بأن اقتصادها هو الاسرع نموا في العالم، ويتوقع الخبراء ان تصبح الكتلة الاقتصادية الاكبر في العالم بحلول عام 2050. وتنتهج منظمة (بريكس) سياسة معارضة جذريا لسياسة الهيمنة والاحادية القطبية لاميركا، وهي تمتلك صوتين (روسيا والصين) من اصل الدول الخمس الكبار التي يحق لها استخدام حق الفيتو في مجلس الامن.

مجموعة البريكس تناهض السياسة الاميركية
وهذا ما يمنع الولايات المتحدة الاميركية من تطويع مجلس الامن لسياستها العالمية العدوانية. وقد ظهر ذلك بشكل واضح مؤخرا لدى طرح المسألة السورية في مجلس الامن، اذ ان الفيتو الروسي ـ الصيني المشترك عطل كل محاولة لاتخاذ قرارات معادية للدولة والشعب السوريين، وقد جرت محاولات لاتخاذ قرارات منفردة خارج مجلس الامن للعدوان على سوريا، كما جرى في صربيا سنة 1999 وفي العراق سنة 2003، ولكن الموقف الروسي الحازم، والى جانبه دول (البريكس) افهم اميركا وجميع دول الناتو انها ستدفع ثمنا غاليا، عسكريا واقتصاديا وسياسيا، اذا تجرأت ونفذت اي قرارات عدوانية منفردة ضد سوريا، فاضطرت بريطانيا وحلف الناتو واخيرا اميركا ذاتها للتراجع.
وهناك منظمة "الاتحاد الافريقي" التي تضم 52 دولة افريقية. وبالرغم من فقر وهشاشة الدول الافريقية مما يجعلها لقمة سائغة لمؤامرات المخابرات الاميركية والاسرائيلية، فإن منظمة "الاتحاد الافريقي" تحاول جاهدة ان تنأى بنفسها عن السياسة العدوانية الاميركية والتقرب من "الاتحاد الاوروبي" ومجموعة (البريكس) وخصوصا الصين التي تقوم بنشاط اقتصادي (تجاري واستثماري) واسع في القارة الافريقية.
وهناك "منظمة الدول الاميركية" التي تضم 35 دولة اميركية، وهي تعمل للتخلص من هيمنة الولايات المتحدة الاميركية، وللتخلص من التعامل مع اميركا اللاتينية بوصفها منطقة نفوذ وحوش خلفي للولايات المتحدة الاميركية.
وضمن هذه المنظمة هناك "مجموعة دول اميركا اللاتينية والكاريبي" وقد نشأت سنة 2010، وتضطلع فيها فينزويلا بدور رئيسي، وتضم 33 دولة بما فيها كوبا. والمهمة الرئيسية امام هذه المجموعة هي مواجهة النفوذ الاميركي والتحرر منه. وتقيم المجموعة علاقات وثيقة مع روسيا.
وبالاضافة الى ذلك علينا ان نشير الى بعض العوامل الاقتصادية:
1ـ ان "الاتحاد الاوروبي" ذاته، الحليف الرئيسي لاميركا، يسعى للتخلص من هيمنتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية. وفي 1999 اصدر "الاتحاد الاوروبي" عملة "اليورو" كاسرا مرة والى الابد احتكار الدولار بوصفه العملة العالمية الوحيدة.
2ـ عمدت روسيا الى مد انابيب الغاز القارية لتزويد اوروبا بالغاز الطبيعي مما يجعل قراراتها السياسية اكثر استقلالية عن المواقف العدوانية المتفردة لاميركا.
3ـ حتى اليوم تتمسك الصين بالمحافظة على سعر لليوان الصيني ادنى من سعره الحقيقي، وذلك من اجل استمرار القدرة التنافسية الكبيرة للسلع الصينية التي تغزو العالم بأسعارها الرخيصة. ولكن مع تطور التكنولوجيا التي تكفل انتاج السلع الرخيصة بقوة عمل اقل، من المحتم ان تعوّم الصين سعر اليوان وتنتقل من استراتيجية "تصدير السلع" الى استراتيجية "تصدير الرساميل"، ومن ثم ان توجه ضربة قاضية للدولار الاميركي وهيمنته على الاسواق المالية العالمية.

مواقف روسيا الثابتة .. العالم بدأ يتغير
لقد بلغت اميركا أوج هيمنتها في نهاية القرن العشرين. ولكن مع ازاحة بوريس يلتسين من الكرملين وبداية النهضة الجديدة للعملاق القومي ـ الارثوذكسي الروسي بدأت مرحلة الانحدار والعد العكسي للآحادية القطبية والهيمنة الاميركية على العالم.
وكان من اهم علامات بداية الانحدار الاميركي اضطرار "اسرائيل"، الربيب المدلل لاميركا، للانسحاب من جنوب لبنان بشكل غير مشروط وانهزامي امام ضغط المقاومة الاسلامية الوطنية بقيادة حزب الله.
ولقد حاولت اميركا كسر مسارها الانحداري بمحاولة فرض الدرع الصاروخية ونشرها في اوروبا بمواجهة روسيا وايران. ولكنها فشلت فشلا ذريعا امام حزم القيادتين الروسية والايرانية وتعاونهما.
كما حاولت "اسرائيل" في الوقت ذاته كسر مسارها الانحداري في محاولة تحطيم حزب الله في عدوان تموز 2006، ولكنها ايضا فشلت فشلا ذريعا بفضل بطولات رجال المقاومة والتفاف جماهير الشعب اللبناني حول المقاومة، وبفضل التعاون العسكري والسياسي الوثيق بين المقاومة في لبنان وايران وروسيا.
ان اميركا، بنزعتها الامبريالية ـ الصهيونية، للهيمنة الاحادية على العالم، هي مصيبة العالم الحضاري المعاصر.
ولكنها ـ ككل مصيبة ـ ولدت كبيرة وتصغر، وستصغر اكثر فأكثر. وسيأتي اليوم الذي لن تفقد اميركا فيه نفوذها فقط، بل وستصبح معزولة ومكروهة وضعيفة الى درجة ان كل شعوب العالم ستنصب لها "محكمة عالمية تاريخية" كي تحاسبها على كل ما ارتكبت من جرائم ضد الانسانية، منذ تأسيسها الى اليوم.
***
* لافروف: حان الوقت ليس لإقناع المعارضة السورية بالجلوس إلى طاولة المفاوضات بل إرغامها على ذلك
* لافروف: نرحب بعقد مؤتمر جنيف 2 وندعو جميع قادة ’’الائتلاف المعارض’’ إلى المشاركة في الحوار للتوصل إلى حل سياسي
* جعفري في مؤتمر للحرس الثوري:التوجه لضرب سوريا باء بالفشل
روحاني :الغرب يخطط للهيمنة على دول المنطقة ولا يريد دولا مناهضة لمخططاته
طهران ـ حسن حيدر
بحضور رئيس الجمهورية الاسلامية الشيخ حسن روحاني والقائد العام للحرس الثوري الاسلامي الجنرال محمد على جعفري، افتتحت القوات المسلحة اعمال الدورة الـ 20 للاجتماع العام للقادة والمسؤولين بالحرس الثوري في العاصمة طهران. الرئيس الايراني اشار في كلمته إلى ان الجمهورية الاسلامية تقف في الخط الامامي للدفاع عن المقاومة وقضاياها في المنطقة معتبرا ان ما يدور من حديث وتهديد بضربة عسكرية لسوريا نابع من الفهم الخطأ للقيادات الامريكية والغربية لمجريات الأحداث في المنطقة.

الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني
واضاف روحاني أن سوريا تمر بظروف حساسة" موضحا "ان النزاعات ليست حول شخص بالتحديد او رئيس جمهورية او تولي طائفة خاصة لزمام الامور في سوريا؛ بل الموضوع اخطر من ذلك وواضح جدا، فالغرب يخطط للهيمنة على كل المنطقة، ولا يريد دولا مناهضة لمخططاته فيها".
واشاد الرئيس روحاني بدور الحرس الثوري الذي يقف في الخط الامامي للدفاع عن الجمهورية الاسلامية بمواجهة كافة التهديدات التي تعصف بالمنطقة.
من ناحيته، أشار قائد الحرس الثوري الجنرال محمد على جعفري في كلمته الى التحديات التي يشهدها الشرق الاوسط وتناول الموضوع السوري وقال : "ان مخططات الغرب لضرب سوريا باءت بالفشل كما فشلت مخططاته في لبنان وفلسطين وهذا يأتي ضمن سلسلة الهزائم التي يتلقاها الأعداء من محور المقاومة".
واضاف جعفرى :" ان التوجه العسكري لضرب سوريا باء بالفشل حتى الآن" معرباً عن أمله بأن "تواجه كل المؤامرت نفس المصير في المستقبل ".

قائد الحرسي الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري
وفي سياق متصل اشار رئيس لجنة الامن القومي والسياسية الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي الى ان الامريكيين لم يكن لديهم خيار آخر سوى التراجع عن شن الهجوم على سوريا لأن ذريعتهم كانت البحث عن الاسلحة الكيميائية". وعن التحركات الايرانية ضد العدوان على سوريا، اوضح بروجردي دور الجمهورية الاسلامية في منع العدوان قائلا :"ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اعلنت منذ اليوم الاول للأزمة السورية منذ أكثر من عامين ونصف العام، ان هذه الازمة ليس لها حل عسكري وانما حل سياسي ". وقال بروجردي "ان العالم اليوم بات اكثر اقتناعا بعدم فعالية الخيارات العسكرية والتسليحية فالحل في سوريا لن يكون الا عبر الحوار و الحل السياسي ".
* حزب الله يدين مطالبات البعض شن عدوان على سوريا

استنكر نائب الأمينِ العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم طلب بعض الأطراف العربية واللبنانية شنّ عدوانٍ على سوريا.
واشار قاسم، خلال كلمة في المنتدى العربي الدولي لمناهضة العدوان الاميركي على سوريا في بيروت الى انّ سوريا ستبقى مرفوعة الرأس "ونحن معها في كل الاحوال"، مشددا على أن ما يجري في سوريا هو مواجهة بين محور المقاومة ومحور أميركا والكيان الإسرائيلي.
وقال قاسم: "إنّ سوريا تواجه اليوم محور الشيطان الأكبر وربيبته إسرائيل، ونحن مع سوريا العروبة وضد إنخراطها في المشروع الاسرائيلي، وثلاثيّة الجيش والشعب والمقاومة تعمدت بالدم والتضحيات وهي سبب قيامة لبنان المستقبل وهي لا تحتاج لإذن من أحد، وهذه المقاومة تحوّلت الى ثابتة استراتيجية".
واشار الى ان هناك عدوان حقيقي يريدونه على محور المقاومة من خلال سورياواضاف: هدف هذا العدوان تدمير قدرات سوريا وشعبها، وتهميش دورها، وإضعاف المقاومة، وإراحة "إسرائيل".
وتطرق الى تمويل المسلحين في سوريا على مدى السنتين والنصف سنة الماضية من قبل 80 بلداً والتهديد بالعدوان الأمريكي، وقال : نحن مع الشعب السوري الصامد في وجه التحديات الخارجية والمتآمرة على مستقبله.
ولفت الشيخ قاسم الى انّ مطالب الاصلاح في سوريا مشروعة، داعيا الى الحل السياسي فيها بآلياته الداخلية، واكد الرفض الكامل للتدخل الخارجي والعمل العسكري.
وفي جانب اخر من كلمته اكد قاسم اننا نعلن أننا مع سوريا المقاومة، وضد حرفها إلى المحور الآخر المعادي، ومع سوريا العروبة، وضد انحرافها وانخراطها في المشروع الإسرائيلي، ومع سوريا بموقعها الاستراتيجي، وضد التهميش الذي يعطل إمكانات أمتنا، ومع الشعب السوري الحر العزيز المقاوم والشريف الذي يصنع قراره ومستقبله بيده.
وفي سياق آخر اشار قاسم الى ان الحزب لم يعد يناقش إذا كانت المقاومة مجدية أم لا، لان المقاومة تحولت إلى ثابتةٍ إستراتيجية وكجزء لا يتجزأ من مقومات لبنان .
وختم قاسم بالقول : لقد أثبتت المقاومة فعاليتها في لبنان وفلسطين والعراق، وانتصرت كالشمس تُبهر العالمين، ولولا المقاومة لتوسع الاحتلال وتطاول.
* مطران المكسيك مصرّ على مواجهة قمع الصوت المسيحي
الشدراوي لـ’العهد’: الدول الممّولة للتسليح في سوريا تتحمّل مسؤولية سفك الدماء .. والصوت المسيحي سيرتفع
لطيفة الحسيني
لم يتأثر مطران المكسيك وتوابعها للروم الأرثوذكس أنطونيوس الشدراوي بالحملة السعودية الدبلوماسية التي سيقت ضدّه بعد نشره مقالاً في جريدة "ريفورما"، كبرى الصحف المكسيكية، يسأل فيه عن مصير المسيحيين في الشرق الاوسط، في ظلّ الهجمة التكفيرية التي تستهدفهم بدءاً من سوريا.
بغضبٍ كبير وغصّة أليمة، يستذكر المطران الشدراوي طفولته في طرابلس "المدينة الشمالية التي تحتضن كلّ الطوائف"، فيها تربّى مع أصدقاء مسلمين لا ينساهم. يقارن الأمس باليوم، ويحنّ الى زمن "التعايش الاسلامي المسيحي الذي لم يعرف أي تفرقة دينية خلافاً للوضع القائم اليوم".

"لأجل رسالة السلام في العالم عموماً وفي الشرق الأوسط خصوصاً"، يندفع المطران الشدراوي الى الحديث عمّا يصيب المسيحيين المشرقيين، يقول لـ"العهد": "لا يجب السكوت عن الحقّ، لقد طفح الكيل، لن نسمح بأن نكون مكسر عصا لأحد، ولا نرضى ولا نقبل أن يُستعمل الدين كوسيلة لضرب الاديان الأخرى أو لتحقيق أغراض سياسية".
يوضح مطران المكسيك وتوابعها للروم الأرثوذكس خلفيات المقال الذي كتبه، فيعدّد الممارسات الإرهابية التي تحصل في سوريا على مرأى الدول العربية والغربية "مثل ذبح الناس كالخواريف، وخطف المطارنة وقتل الأبرياء"، لذلك يسأل "الى متى؟ ما هي النهاية؟".

يتوقف عند الصمت الدولي إزاء الجرائم في سوريا، فيتنبّه الى أنه لم يسمع أي تصريح من ملك أو رئيس يدين اختطاف المطرانين أو هدم الكنائس، يضيف "أنا هاجمت الولايات المتحدة وفرنسا اللتين لم تتحركا.. ما يحصل لا يمكن السكوت عنه، بتنا نخجل، نحن قلنا الحقيقة المسيحيون معرضون، أما من ينتقدني فأسأله من وجوده مهدّد؟ (في إشارة الى الحملة الدبلوماسية عليه).
وإذ يشددّ على "أننا أبناء بلاد ولسنا لاجئين"، يجزم المطران الشدراوي بأن "محاولات إسكات الصوت المسيحي لن تنفع ولن تنجح". يردف "فليواجهوا الرأي بالرأي.. لن نسمح بمحاولات قمع الصوت المسيحي الذي سيرتفع".
المشهد بالنسبة للمطران الشدراوي واضح لا لبس: "يريدون تصفية المسيحيين في الشرق، هذه هي المؤامرة التي تحدّث عنها كيسنجر.. الفاتيكان يتحرك لمنع الحرب في أصقاع العالم، فيما لم توجّه الدول العربية أي احتجاج عندما اقتحمت "اسرائيل" المسجد الاقصى".

يسخر مطران المكسيك من الحجج التي يتذرّع بها قاتلو الأبرياء، فيسأل "هل أصبح الشيشاني معلّماً للحرية؟"، ويتابع "يكفيك بعض البلاد العربية التي لا تعرف ما هي الديمقراطية، تريد أن تعلّمنا ما هي الديمقراطية".
وعليه، يحمّل مطران المكسيك كلّ الدول التي تموّل التسليح في سوريا من تركيا وسواها مسؤولية سفك الدماء، ويدعو السعودية الى "الالتفات الى شؤونها الداخلية". يكشف في هذا السياق أنه بعث الى السفير التركي في مكسيكو رسالة يحمّل بلاده فيها مسؤولية خطف المطرانين في سوريا.
للمطران الشدراوي أسئلة غاضبة بسبب وضع الشرق اليوم: "أين هم من الاسلام الحقيقي؟ ما هو الذنب الذي اقترفه المسيحيون؟ هل لأنهم حافظوا على التراث المسيحي المشرقي وحملوا رسالة سلام للشرق الاوسط؟ لماذا لم يصدر عن مفتي السعودية أي موقف يهاجم فيه كلّ من يستهدف الكنائس القديمة في شبه الجزيرة العربية؟".
المطران الشدراوي يستهزئ بوصف البعض لصحافي حاوره لدى استضافته على إحدى القنوات المكسيكية بأنه "عميل اسرائيلي"، ويؤكد في المقابل أن "الحرب التي كانت تموّلها دول الخليج ضدّ سوريا آزرها التحالف اسرائيلي أمريكي أوروبي".
يخلص مطران المكسيك في الختام الى أنه مصرّ على "قول كلمة الحق ونبذ كلّ الطائفيين، والدعوة الى انتهاج العلمنة في السياسة واستنكار كلّ الاعتداءات التي تحدث باسم الطوائف".
لقراءة المزيد عما تعرّض له المطران الشدراوي في المكسيك أنقر هنا
* فهمي: بحثنا الأزمة السورية وأكدنا دعمنا لعقد مؤتمر جنيف 2
تعليق