إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

واشنطن تهدد سورية و"اسرائيل" تحرض ..وروسيا وايران تحذران

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 16/9/2013


    * وثيقة أميركية: المسلحون في سوريا يمتلكون غاز السارين



    كشفت وثيقة سرية مسربة للاستخبارات الأميركية أن مسلحين مرتبطين بتنظيم "القاعدة" في سوريا امتلكوا وصنعوا غاز السارين السام بهدف تنفيذ هجمات كيمياوية.
    وجاء في الوثيقة التي نشرها موقع WND الأميركي أنه تمت مصادرة عبوات من غاز السارين من عناصر ما يسمى "جبهة النصرة" المتمركزين في جنوب تركيا على الحدود مع سورية في مايو/أيار الماضي.
    وألمحت الوثيقة إلى تورط "القاعدة" في العراق في إنتاج السارين، حيث ذكرت أن تحقيقات أميركية كشفت استنادا إلى مصادر عشائرية في العراق عن وجود 50 مؤشرا مشتركا يظهر قيام تنظيم "القاعدة" في العراق بتطوير غاز السارين لإرساله إلى المسلحين في سوريا.

    * نصف عناصر الجماعات المسلحة في سوريا متشددون
    كشفت دراسة بريطانية ان الاسلاميين المتشددين يشكلون نصف عديد قوات جماعات المعارضة السورية المسلحة.
    وجاء في دراسة أجراها المعهد البريطاني للدفاع "آي.اتش.اس جينز" ونشرت مقتطفات من نتائجها الاثنين صحيفة ديلي تلغراف أن عدد المسلحين الذين يقاتلون ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد يقدر بحوالي 100 الف مقاتل وانهم يتوزعون على حوالى 1000 مجموعة مسلحة مختلفة.
    وبحسب الصحيفة البريطانية فإن الدراسة، التي ستنشرها كاملة خلال هذا الأسبوع، أظهرت ان نحو 10 آلاف من هؤلاء يقاتلون تحت الوية جماعات مرتبطة بالقاعدة.
    واضافت ان نحو 30 الفا الى 35 الفا هم متشددون يقاتلون في اطار مجموعات مسلحة.
    واوضحت الصحيفة البريطانية ان الدراسة تستند الى مقابلات مع مسلحين من المعارضة والى تقديرات استخبارية.

    * فابيوس: المسار السياسي هو الحل الأوحد للأزمة التي تعيشها سورية

    * الأمم المتحدة تؤكد إرتفاع معدل جرائم المسلحين بسوريا


    أفادت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالتحقيق في الانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان في سوريا بحدوث "زيادة كبيرة في معدل الجرائم" التي يرتكبها المسلحون بمشاركة مرتزقة أجانب في شمال سوريا.
    وأفاد موقع روسيا اليوم عن رئيس اللجنة باولو سيرجيو بينيرو قوله خلال عرضه تقرير على أعضاء مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف إن "شمال سوريا يشهد زيادة كبيرة في معدل الجرائم وأعمال العنف على أيدي مجموعات متطرفة مسلحة مناهضة للحكومة على خلفية تدفق مرتزقة أجانب".
    وأضاف أن "مجموعات من المرتزقة عبرت الحدود، وكتيبة المهاجرين هي من المجموعات الأكثر نشاطا".
    وتابع قائلا: إنه توفرت معلومات تفيد بوقوع "عدد كبير من عمليات القتل" على أيدي المسلحين، بما فيها إعدامات جنود القوات النظامية ومجازر بحق سكان سلميين في القرى العلوية الواقعة في ضواحي اللاذقية.

    ***
    * تنامي العزلة الدولية لأميركا

    التكتلات السياسية والاقتصادية المناهضة تحاصر النفوذ الاميركي في العالم
    صوفيا ـ جورج حداد
    في عام 1989، ومع سقوط جدار برلين وبداية إنهيار المنظومة السوفياتية السابقة ثم الاتحاد السوفياتي السابق ذاته، كتب احد المحافظين الجدد الاميركيين، فرنسيس فوكوياما، مقالته الشهيرة "نهاية التاريخ"، التي يعتبر فيها أن نهاية الحرب الباردة والانتصار المزعوم للفكر الليبيرالي و"الديمقراطي" الاميركي يسجل "نهاية للتاريخ" اي تاريخ الصراع السياسي والايديولوجي. ونصح فوكوياما الادارة الاميركية باللجوء الى العنف لتحطيم "الانظمة الدكتاتورية" وفرض "الديمقراطية" الاميركية المزعومة. وبسقوط القطب السوفياتي، انطلقت في جميع ارجاء العالم جوقة التطبيل والتزمير لـ"الديمقراطية الاميركية" و"القطب الاميركي الاوحد" الذي سيقود العالم الى الاستقرار والسلام والتقدم والرفاهية.
    ومن اكبر المهازل ان قطاعا واسعا من الحركة الشيوعية العالمية نقل "قبلته" من موسكو الى واشنطن، وداس الأعلام الشيوعية ورفع الاعلام الاميركية. وفي البلدان العربية تحول القسم المرتد من الشيوعيين الى مواقع الخيانة الوطنية المكشوفة، ودعموا العدوان الاميركي على بلدانهم وشعوبهم باسم "الديمقراطية الاميركية".


    سقوط جدار برلين يؤرج لسقوط السوفييت

    وفي روسيا ذاتها تحول بوريس يلتسين من عضو في المكتب السياسي ومسؤول منظمة موسكو للحزب الشيوعي السوفياتي الى حليف اميركي رخيص. وباسم "الديمقراطية الاميركية" قام يلتسين بقصف مقر البرلمان الروسي في تشرين الثاني 1993، وفتح البلاد على مصاريعها للاحتكارات والمافيات والمخابرات الاميركية والغربية والصهيونية التي عملت على نهب وافقار واذلال الشعب الروسي بقصد مفضوح هو تحويل روسيا الى مستعمرة جديدة اميركية ـ صهيونية. وبنتيجة هذه السياسة الرعناء الموالية لاميركا واليهودية العالمية والغرب، ظهرت مقاومة قومية شديدة من قبل الكنيسة الروسية وجماهير الشعب الروسي، وتأسس "الحزب الليبيرالي الديمقراطي الروسي" بزعامة فلاديمير جيرينوفسكي، وهو حزب قومي متشدد هدد بتطهير روسيا من اليهود ومن العصابات الغربية والموالية للغرب بما فيها العصابات الارهابية الاسلامية المرتبطة بالسعودية والمخابرات الاميركية. ولكن الشعب الروسي اختار اخيرا الطريق القومي المعتدل الذي يقوده فلاديمير بوتين. وأزيح يلتسين عن السلطة في نهاية عام 1999، وكان مجيء بوتين الى السلطة أول خرق جدي للهيمنة الاميركية الاحادية على العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
    وبمراجعة الاحداث العالمية منذ العقد الأخير في القرن الماضي، نجد ان نصيحة فوكوياما للادارة الاميركية باستخدام العنف لأجل "فرض الديمقراطية" لم تكن مجرد اضغاث احلام لمثقف فاشستي مهووس، بل كانت "روشتة فعلية" و"خطة عمل" قدمها المحافظون الجدد (او: اعداء الانسانية النازيون الجدد) للادارة الاميركية، الديمقراطية والجمهورية على السواء. وعملا بهذه "الروشتة" رفضت الادارة الاميركية كل الدعوات لحل "حلف الناتو" بعد ان زال "حلف فرصوفيا" السابق المناوئ له. بل على العكس تماما عملت الادارة الاميركية والصهيونية العالمية لاستخدام كل نفوذهما وكل وسائل الضغط والاغراء الممكنة لأجل توسيع حلف الناتو نحو الشرق لتضييق الطوق حول روسيا. ونظمت "الثورات الملونة" مدفوعة التكاليف في بعض بلدان اوروبا الشرقية، وجاء الى السلطة عملاء اميركيون في جورجيا واوكرانيا كانوا يزمعون ضم البلدين الى الناتو وتحويلهما الى قاعدتين عسكريتين على الحدود مع روسيا. ولكن في الأزمة الروسية ـ الجورجية والازمة الروسية ـ الاوكرانية سنة 2008 و2009 قطعت روسيا الغاز عن اوكرانيا وبعض البلدان الاوروبية وحلقت القلاع الطائرة الروسية فوق تفليس عاصمة جورجيا (دون ان تلقي حمولتها) فاضطر حلف الناتو الى التخلي عن ضم اوكرانيا وجورجيا الى صفوفه.


    يلتسين بات حليفا للولايات المتحدة الاميركية!

    وعملا بالروشتة الفوكويامية ذاتها شنت اميركا الحرب على العراق في 1991، بحجة "تحرير!!!" الكويت. وفي 1999 تمت مهاجمة وتدمير صربيا وفصل اقليم كوسوفو الذي تم فيه تأسيس "جمهورية مستقلة!!!" تحكمها مافيا اللصوص وتجار المخدرات وتجار الاعضاء البشرية، الذين يعملون بأمرة المخابرات الاميركية وبالتعاون الوثيق مع الجيش الاميركي الذي أنشأ في كوسوفو قاعدة بوندستيل التي هي اكبر قاعدة عسكرية في اوروبا. وفي 2001، وفي اعقاب احداث ايلول/سبتمبر 2001 التي هي من نظم وتلحين المخابرات الاميركية والموساد، قام الجيش الاميركي باجتياح افغانستان واحتلالها وتحويلها الى أكبر مزرعة خشخاش وتصنيع مخدرات في العالم باسم "الديمقراطية" طبعا. وفي 2003 قام الجيش الاميركي رسول وناشر "الديمقراطية" بمهاجمة العراق بحجة ضرب نظام صدام حسين، وقصف وسمم الارض العراقية بمئات الاف اطنان اليورانيوم المنضب، وارتكب مجزرة ضد المدنيين العراقيين، نساء ورجالا وشيوخا واطفالا، اكبر من مجزرة إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما وناكازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية. وفي سنة 2006 حرضت اميركا "اسرائيل" ودعمتها دعما سياسيا وعسكريا لشن الحرب على لبنان وتدمير البنى التحتية ومحاولة إلغاء شروط الحياة العادية لجميع المواطنين اللبنانيين من اجل اجبارهم على النزوح ومغادرة بلادهم، بحجة محاربة حزب الله. والآن يأتي عدوان الجيش "التكفيري"العالمي الممول سعوديا وقطريا والمدعوم اميركيا، على سوريا، والتهديدات الاميركية بضرب سوريا، بحجة إلصاق تهمة الاسلحة الكيماوية التي يستخدمها الجيش "التكفيري"العالمي بالجيش الوطني السوري، يأتي ذلك تماما في سياق التطبيق الاميركي لـ"روشتة" فوكوياما باستخدام العنف لأجل فرض "الديمقراطية الاميركية".
    ولكن بعد مرور حوالي 25 سنة على صدور "روشتة" فوكوياما، هل نجحت الادارة الاميركية، الديمقراطية والجمهورية معا، في فرض الهيمنة الاحادية القطبية الاميركية ـ الصهيونية على العالم؟
    هناك مقولة مأثورة تقول: "كل شيء يولد صغيرا فيكبر، الا المصيبة تولد كبيرة فتصغر". وبنظرة على التطورات العالمية نرى ان النفوذ الاميركي في العالم يتضاءل، وبسرعة غير متوقعة:
    فقد بادرت روسيا الى تأسيس "اتحاد الدول المستقلة" الذي يضم عددا من الجمهوريات السوفياتية السابقة هي: روسيا، بيلوروسيا، اوكرانيا، مولدافيا، جورجيا، ارمينيا، اذربيجان، تركمانستان، اوزبكستان، كازاخستان، طاجيكستان وقرغيزيا. وتتعاون هذه الدول في مجالات التجارة والتمويل والقوانين والامن.
    وبالتعاون بين روسيا والصين تأسست "منظمة شانغهاي للتعاون". وهي تضم كل من الصين، روسيا، كازاخستان، اوزبكستان، طاجيكستان وقرغيزيا. والاهداف المعلنة للمنظمة هي مكافحة الارهاب والتصدي لتجارة الاسلحة والمخدرات. الا ان الكثير من المحللين يرى ان هذه المنظمة هي اشبه بحلف عسكري جديد يهدف الى مواجهة حلف الناتو.
    ولكن اهم خطوة نجحت روسيا والصين في القيام بها هو تشكيل منظمة (بريك) في 2009 والتي تغير اسمها الى (بريكس) في 2010 بعد انضمام افريقيا الجنوبية اليها. وتضم المجموعة الان: البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب افريقيا. وتشكل مساحة هذه الدول ربع مساحة اليابسة وعدد سكانها يقارب 40% من سكان الارض. وتتميز بأن اقتصادها هو الاسرع نموا في العالم، ويتوقع الخبراء ان تصبح الكتلة الاقتصادية الاكبر في العالم بحلول عام 2050. وتنتهج منظمة (بريكس) سياسة معارضة جذريا لسياسة الهيمنة والاحادية القطبية لاميركا، وهي تمتلك صوتين (روسيا والصين) من اصل الدول الخمس الكبار التي يحق لها استخدام حق الفيتو في مجلس الامن.


    مجموعة البريكس تناهض السياسة الاميركية

    وهذا ما يمنع الولايات المتحدة الاميركية من تطويع مجلس الامن لسياستها العالمية العدوانية. وقد ظهر ذلك بشكل واضح مؤخرا لدى طرح المسألة السورية في مجلس الامن، اذ ان الفيتو الروسي ـ الصيني المشترك عطل كل محاولة لاتخاذ قرارات معادية للدولة والشعب السوريين، وقد جرت محاولات لاتخاذ قرارات منفردة خارج مجلس الامن للعدوان على سوريا، كما جرى في صربيا سنة 1999 وفي العراق سنة 2003، ولكن الموقف الروسي الحازم، والى جانبه دول (البريكس) افهم اميركا وجميع دول الناتو انها ستدفع ثمنا غاليا، عسكريا واقتصاديا وسياسيا، اذا تجرأت ونفذت اي قرارات عدوانية منفردة ضد سوريا، فاضطرت بريطانيا وحلف الناتو واخيرا اميركا ذاتها للتراجع.
    وهناك منظمة "الاتحاد الافريقي" التي تضم 52 دولة افريقية. وبالرغم من فقر وهشاشة الدول الافريقية مما يجعلها لقمة سائغة لمؤامرات المخابرات الاميركية والاسرائيلية، فإن منظمة "الاتحاد الافريقي" تحاول جاهدة ان تنأى بنفسها عن السياسة العدوانية الاميركية والتقرب من "الاتحاد الاوروبي" ومجموعة (البريكس) وخصوصا الصين التي تقوم بنشاط اقتصادي (تجاري واستثماري) واسع في القارة الافريقية.
    وهناك "منظمة الدول الاميركية" التي تضم 35 دولة اميركية، وهي تعمل للتخلص من هيمنة الولايات المتحدة الاميركية، وللتخلص من التعامل مع اميركا اللاتينية بوصفها منطقة نفوذ وحوش خلفي للولايات المتحدة الاميركية.
    وضمن هذه المنظمة هناك "مجموعة دول اميركا اللاتينية والكاريبي" وقد نشأت سنة 2010، وتضطلع فيها فينزويلا بدور رئيسي، وتضم 33 دولة بما فيها كوبا. والمهمة الرئيسية امام هذه المجموعة هي مواجهة النفوذ الاميركي والتحرر منه. وتقيم المجموعة علاقات وثيقة مع روسيا.
    وبالاضافة الى ذلك علينا ان نشير الى بعض العوامل الاقتصادية:
    1ـ ان "الاتحاد الاوروبي" ذاته، الحليف الرئيسي لاميركا، يسعى للتخلص من هيمنتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية. وفي 1999 اصدر "الاتحاد الاوروبي" عملة "اليورو" كاسرا مرة والى الابد احتكار الدولار بوصفه العملة العالمية الوحيدة.
    2ـ عمدت روسيا الى مد انابيب الغاز القارية لتزويد اوروبا بالغاز الطبيعي مما يجعل قراراتها السياسية اكثر استقلالية عن المواقف العدوانية المتفردة لاميركا.
    3ـ حتى اليوم تتمسك الصين بالمحافظة على سعر لليوان الصيني ادنى من سعره الحقيقي، وذلك من اجل استمرار القدرة التنافسية الكبيرة للسلع الصينية التي تغزو العالم بأسعارها الرخيصة. ولكن مع تطور التكنولوجيا التي تكفل انتاج السلع الرخيصة بقوة عمل اقل، من المحتم ان تعوّم الصين سعر اليوان وتنتقل من استراتيجية "تصدير السلع" الى استراتيجية "تصدير الرساميل"، ومن ثم ان توجه ضربة قاضية للدولار الاميركي وهيمنته على الاسواق المالية العالمية.


    مواقف روسيا الثابتة .. العالم بدأ يتغير

    لقد بلغت اميركا أوج هيمنتها في نهاية القرن العشرين. ولكن مع ازاحة بوريس يلتسين من الكرملين وبداية النهضة الجديدة للعملاق القومي ـ الارثوذكسي الروسي بدأت مرحلة الانحدار والعد العكسي للآحادية القطبية والهيمنة الاميركية على العالم.
    وكان من اهم علامات بداية الانحدار الاميركي اضطرار "اسرائيل"، الربيب المدلل لاميركا، للانسحاب من جنوب لبنان بشكل غير مشروط وانهزامي امام ضغط المقاومة الاسلامية الوطنية بقيادة حزب الله.
    ولقد حاولت اميركا كسر مسارها الانحداري بمحاولة فرض الدرع الصاروخية ونشرها في اوروبا بمواجهة روسيا وايران. ولكنها فشلت فشلا ذريعا امام حزم القيادتين الروسية والايرانية وتعاونهما.
    كما حاولت "اسرائيل" في الوقت ذاته كسر مسارها الانحداري في محاولة تحطيم حزب الله في عدوان تموز 2006، ولكنها ايضا فشلت فشلا ذريعا بفضل بطولات رجال المقاومة والتفاف جماهير الشعب اللبناني حول المقاومة، وبفضل التعاون العسكري والسياسي الوثيق بين المقاومة في لبنان وايران وروسيا.
    ان اميركا، بنزعتها الامبريالية ـ الصهيونية، للهيمنة الاحادية على العالم، هي مصيبة العالم الحضاري المعاصر.
    ولكنها ـ ككل مصيبة ـ ولدت كبيرة وتصغر، وستصغر اكثر فأكثر. وسيأتي اليوم الذي لن تفقد اميركا فيه نفوذها فقط، بل وستصبح معزولة ومكروهة وضعيفة الى درجة ان كل شعوب العالم ستنصب لها "محكمة عالمية تاريخية" كي تحاسبها على كل ما ارتكبت من جرائم ضد الانسانية، منذ تأسيسها الى اليوم.

    ***
    * لافروف: حان الوقت ليس لإقناع المعارضة السورية بالجلوس إلى طاولة المفاوضات بل إرغامها على ذلك

    * لافروف: نرحب بعقد مؤتمر جنيف 2 وندعو جميع قادة ’’الائتلاف المعارض’’ إلى المشاركة في الحوار للتوصل إلى حل سياسي

    * جعفري في مؤتمر للحرس الثوري:التوجه لضرب سوريا باء بالفشل


    روحاني :الغرب يخطط للهيمنة على دول المنطقة ولا يريد دولا مناهضة لمخططاته
    طهران ـ حسن حيدر
    بحضور رئيس الجمهورية الاسلامية الشيخ حسن روحاني والقائد العام للحرس الثوري الاسلامي الجنرال محمد على جعفري، افتتحت القوات المسلحة اعمال الدورة الـ 20 للاجتماع العام للقادة والمسؤولين بالحرس الثوري في العاصمة طهران. الرئيس الايراني اشار في كلمته إلى ان الجمهورية الاسلامية تقف في الخط الامامي للدفاع عن المقاومة وقضاياها في المنطقة معتبرا ان ما يدور من حديث وتهديد بضربة عسكرية لسوريا نابع من الفهم الخطأ للقيادات الامريكية والغربية لمجريات الأحداث في المنطقة.


    الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني

    واضاف روحاني أن سوريا تمر بظروف حساسة" موضحا "ان النزاعات ليست حول شخص بالتحديد او رئيس جمهورية او تولي طائفة خاصة لزمام الامور في سوريا؛ بل الموضوع اخطر من ذلك وواضح جدا، فالغرب يخطط للهيمنة على كل المنطقة، ولا يريد دولا مناهضة لمخططاته فيها".
    واشاد الرئيس روحاني بدور الحرس الثوري الذي يقف في الخط الامامي للدفاع عن الجمهورية الاسلامية بمواجهة كافة التهديدات التي تعصف بالمنطقة.
    من ناحيته، أشار قائد الحرس الثوري الجنرال محمد على جعفري في كلمته الى التحديات التي يشهدها الشرق الاوسط وتناول الموضوع السوري وقال : "ان مخططات الغرب لضرب سوريا باءت بالفشل كما فشلت مخططاته في لبنان وفلسطين وهذا يأتي ضمن سلسلة الهزائم التي يتلقاها الأعداء من محور المقاومة".
    واضاف جعفرى :" ان التوجه العسكري لضرب سوريا باء بالفشل حتى الآن" معرباً عن أمله بأن "تواجه كل المؤامرت نفس المصير في المستقبل ".


    قائد الحرسي الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري

    وفي سياق متصل اشار رئيس لجنة الامن القومي والسياسية الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي الى ان الامريكيين لم يكن لديهم خيار آخر سوى التراجع عن شن الهجوم على سوريا لأن ذريعتهم كانت البحث عن الاسلحة الكيميائية". وعن التحركات الايرانية ضد العدوان على سوريا، اوضح بروجردي دور الجمهورية الاسلامية في منع العدوان قائلا :"ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اعلنت منذ اليوم الاول للأزمة السورية منذ أكثر من عامين ونصف العام، ان هذه الازمة ليس لها حل عسكري وانما حل سياسي ". وقال بروجردي "ان العالم اليوم بات اكثر اقتناعا بعدم فعالية الخيارات العسكرية والتسليحية فالحل في سوريا لن يكون الا عبر الحوار و الحل السياسي ".

    * حزب الله يدين مطالبات البعض شن عدوان على سوريا



    استنكر نائب الأمينِ العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم طلب بعض الأطراف العربية واللبنانية شنّ عدوانٍ على سوريا.
    واشار قاسم، خلال كلمة في المنتدى العربي الدولي لمناهضة العدوان الاميركي على سوريا في بيروت الى انّ سوريا ستبقى مرفوعة الرأس "ونحن معها في كل الاحوال"، مشددا على أن ما يجري في سوريا هو مواجهة بين محور المقاومة ومحور أميركا والكيان الإسرائيلي.
    وقال قاسم: "إنّ سوريا تواجه اليوم محور الشيطان الأكبر وربيبته إسرائيل، ونحن مع سوريا العروبة وضد إنخراطها في المشروع الاسرائيلي، وثلاثيّة الجيش والشعب والمقاومة تعمدت بالدم والتضحيات وهي سبب قيامة لبنان المستقبل وهي لا تحتاج لإذن من أحد، وهذه المقاومة تحوّلت الى ثابتة استراتيجية".
    واشار الى ان هناك عدوان حقيقي يريدونه على محور المقاومة من خلال سورياواضاف: هدف هذا العدوان تدمير قدرات سوريا وشعبها، وتهميش دورها، وإضعاف المقاومة، وإراحة "إسرائيل".
    وتطرق الى تمويل المسلحين في سوريا على مدى السنتين والنصف سنة الماضية من قبل 80 بلداً والتهديد بالعدوان الأمريكي، وقال : نحن مع الشعب السوري الصامد في وجه التحديات الخارجية والمتآمرة على مستقبله.
    ولفت الشيخ قاسم الى انّ مطالب الاصلاح في سوريا مشروعة، داعيا الى الحل السياسي فيها بآلياته الداخلية، واكد الرفض الكامل للتدخل الخارجي والعمل العسكري.
    وفي جانب اخر من كلمته اكد قاسم اننا نعلن أننا مع سوريا المقاومة، وضد حرفها إلى المحور الآخر المعادي، ومع سوريا العروبة، وضد انحرافها وانخراطها في المشروع الإسرائيلي، ومع سوريا بموقعها الاستراتيجي، وضد التهميش الذي يعطل إمكانات أمتنا، ومع الشعب السوري الحر العزيز المقاوم والشريف الذي يصنع قراره ومستقبله بيده.
    وفي سياق آخر اشار قاسم الى ان الحزب لم يعد يناقش إذا كانت المقاومة مجدية أم لا، لان المقاومة تحولت إلى ثابتةٍ إستراتيجية وكجزء لا يتجزأ من مقومات لبنان .
    وختم قاسم بالقول : لقد أثبتت المقاومة فعاليتها في لبنان وفلسطين والعراق، وانتصرت كالشمس تُبهر العالمين، ولولا المقاومة لتوسع الاحتلال وتطاول.

    * مطران المكسيك مصرّ على مواجهة قمع الصوت المسيحي

    الشدراوي لـ’العهد’: الدول الممّولة للتسليح في سوريا تتحمّل مسؤولية سفك الدماء .. والصوت المسيحي سيرتفع
    لطيفة الحسيني

    لم يتأثر مطران المكسيك وتوابعها للروم الأرثوذكس أنطونيوس الشدراوي بالحملة السعودية الدبلوماسية التي سيقت ضدّه بعد نشره مقالاً في جريدة "ريفورما"، كبرى الصحف المكسيكية، يسأل فيه عن مصير المسيحيين في الشرق الاوسط، في ظلّ الهجمة التكفيرية التي تستهدفهم بدءاً من سوريا.
    بغضبٍ كبير وغصّة أليمة، يستذكر المطران الشدراوي طفولته في طرابلس "المدينة الشمالية التي تحتضن كلّ الطوائف"، فيها تربّى مع أصدقاء مسلمين لا ينساهم. يقارن الأمس باليوم، ويحنّ الى زمن "التعايش الاسلامي المسيحي الذي لم يعرف أي تفرقة دينية خلافاً للوضع القائم اليوم".



    "لأجل رسالة السلام في العالم عموماً وفي الشرق الأوسط خصوصاً"، يندفع المطران الشدراوي الى الحديث عمّا يصيب المسيحيين المشرقيين، يقول لـ"العهد": "لا يجب السكوت عن الحقّ، لقد طفح الكيل، لن نسمح بأن نكون مكسر عصا لأحد، ولا نرضى ولا نقبل أن يُستعمل الدين كوسيلة لضرب الاديان الأخرى أو لتحقيق أغراض سياسية".
    يوضح مطران المكسيك وتوابعها للروم الأرثوذكس خلفيات المقال الذي كتبه، فيعدّد الممارسات الإرهابية التي تحصل في سوريا على مرأى الدول العربية والغربية "مثل ذبح الناس كالخواريف، وخطف المطارنة وقتل الأبرياء"، لذلك يسأل "الى متى؟ ما هي النهاية؟".



    يتوقف عند الصمت الدولي إزاء الجرائم في سوريا، فيتنبّه الى أنه لم يسمع أي تصريح من ملك أو رئيس يدين اختطاف المطرانين أو هدم الكنائس، يضيف "أنا هاجمت الولايات المتحدة وفرنسا اللتين لم تتحركا.. ما يحصل لا يمكن السكوت عنه، بتنا نخجل، نحن قلنا الحقيقة المسيحيون معرضون، أما من ينتقدني فأسأله من وجوده مهدّد؟ (في إشارة الى الحملة الدبلوماسية عليه).
    وإذ يشددّ على "أننا أبناء بلاد ولسنا لاجئين"، يجزم المطران الشدراوي بأن "محاولات إسكات الصوت المسيحي لن تنفع ولن تنجح". يردف "فليواجهوا الرأي بالرأي.. لن نسمح بمحاولات قمع الصوت المسيحي الذي سيرتفع".
    المشهد بالنسبة للمطران الشدراوي واضح لا لبس: "يريدون تصفية المسيحيين في الشرق، هذه هي المؤامرة التي تحدّث عنها كيسنجر.. الفاتيكان يتحرك لمنع الحرب في أصقاع العالم، فيما لم توجّه الدول العربية أي احتجاج عندما اقتحمت "اسرائيل" المسجد الاقصى".



    يسخر مطران المكسيك من الحجج التي يتذرّع بها قاتلو الأبرياء، فيسأل "هل أصبح الشيشاني معلّماً للحرية؟"، ويتابع "يكفيك بعض البلاد العربية التي لا تعرف ما هي الديمقراطية، تريد أن تعلّمنا ما هي الديمقراطية".
    وعليه، يحمّل مطران المكسيك كلّ الدول التي تموّل التسليح في سوريا من تركيا وسواها مسؤولية سفك الدماء، ويدعو السعودية الى "الالتفات الى شؤونها الداخلية". يكشف في هذا السياق أنه بعث الى السفير التركي في مكسيكو رسالة يحمّل بلاده فيها مسؤولية خطف المطرانين في سوريا.
    للمطران الشدراوي أسئلة غاضبة بسبب وضع الشرق اليوم: "أين هم من الاسلام الحقيقي؟ ما هو الذنب الذي اقترفه المسيحيون؟ هل لأنهم حافظوا على التراث المسيحي المشرقي وحملوا رسالة سلام للشرق الاوسط؟ لماذا لم يصدر عن مفتي السعودية أي موقف يهاجم فيه كلّ من يستهدف الكنائس القديمة في شبه الجزيرة العربية؟".
    المطران الشدراوي يستهزئ بوصف البعض لصحافي حاوره لدى استضافته على إحدى القنوات المكسيكية بأنه "عميل اسرائيلي"، ويؤكد في المقابل أن "الحرب التي كانت تموّلها دول الخليج ضدّ سوريا آزرها التحالف اسرائيلي أمريكي أوروبي".
    يخلص مطران المكسيك في الختام الى أنه مصرّ على "قول كلمة الحق ونبذ كلّ الطائفيين، والدعوة الى انتهاج العلمنة في السياسة واستنكار كلّ الاعتداءات التي تحدث باسم الطوائف".

    لقراءة المزيد عما تعرّض له المطران الشدراوي في المكسيك أنقر هنا

    * فهمي: بحثنا الأزمة السورية وأكدنا دعمنا لعقد مؤتمر جنيف
    2
    التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 17-09-2013, 12:56 AM.

    تعليق


    • 16/9/2013


      * الكماشة الروسية وأسنان الأسد السوري
      صحيفة جوان الصادرة في طهران خصصت مقالا تحليليا على صفحتها الدولية اعده الكاتب امين ارشادي، ويقول الكاتب في البداية، صح الامر أو لا، ان الاتفاق المحكم بين اثنين من القوى العظمى الدولية يعني روسيا واميركا حول الاسلحة الكيميائية السورية، يحتمل فهمها في ظل التصريحات الصهيونية لاسيما من خلال اعراب رئيس وزراء الكيان الصهيوني عن أمله بتدمير كامل الأسلحة الكيميائية لدمشق.
      وتضيف الصحيفة، السؤال الرئيسي هو هل ان خلع السلاح الكيميائي السوري في المنطقة والذي يعتبر السلاح الرادع الوحيد والمحدد لمعادلة القوى امام العدو الاقليمي المشترك اي الكيان الصهيوني، في مصلحة أي الاطراف؟.
      والسؤال الثاني هو في ظل الظروف الراهنة القاضية بمعارضة الرأي العام العالمي لاسيما الاميركيين عن اثارة اجواء الحرب ضد سوريا وادراكهم استحالة الخيار العسكري ضد دمشق، ماهو المنطق الذي دفع واقنع روسيا الى قلع اسنان الاسد، المجاور للكيان الاسرائيلي المسلح من رأسه الى اخمص قدميه والوحيد الذي يمتلك الاسلحة النووية في المنطقة وليس فقط الاسلحة الكيميائية؟.
      وتابعت الصحيفة بالقول، الحيقيقة ان ساحة القتال في سوريا لم تترك الشك في الانتصار النهائي للأسد والجيش السوري، وان اساس هذا السيناريو، هو ممارسة ضغوط جديدة على بشار الاسد وحلفائه الاقليميين من اجل توجيه النار على دمشق في الاجتماعات اللاحقة.
      وتضيف الصحيفة، بعكس الموقف غير المتحمس لطهران حول الاتفاق الروسي الاميركي الاخير، فان الروس عجلوا في اخذ التهديدات الاميركية محمل الجد، أو ان اتفاقهم مع الاميركيين تمثيلة ليثبتوا للعالم قدرتهم في تغيير المعادلات الدولية، ولكن هل ان موسكو فكرت في موازنة القوى بعد هذا الامر، في منطقة عارية من الاسلحة الرادعة لتيار المقاومة، وبدلا من ذلك وجود عدو مسلح تسليحا كاملا باسحلة الدمار الشامل، جبهة محتلة ومثيرة للحروب؟ّ!!.
      وفي الختام نوه المقال إلى ان الروس كان عليهم عدم الوقوع في فخ المعاهدات الاحادية الجانب مع الاميركيين، من اجل اظهار فقط قوتهم وتأثيرهم الجديد على الاحداث في ظل عقيدة بوتين في احياء روسيا الكبيرة، وعلى خلاف ذلك، إذا تقرر وضع سوريا في موقف قسري مضطرا لنزع سلاحها وحرمانها من سلاحها الرادع الوحيد اما الرؤوس النووية والاسلحة البيولوجية الاسرائيلية، فان الحل لايتمثل في الوقوف في محطة الاتفاق الدولي بين موسكو وواشنطن، بل ينبغي وضع موضوع موازنة القوي وربط عنان الكيان الصهيوني في جهات واضلاع اخرى، على جدول اعمالهم ايضا.

      * أسدان ودب وعصا موسى والحرب سجال .. !



      محمد صادق الحسيني / جريدة القدس العربي

      وتنفست دمشق الصعداء وانكسرت موجات الحرب البحرية والجوية والبرية وفكت الغاز الفيديو الذي ارسله ‘جنرال القدس′ الايراني الى اوباما عبر وسيط عربي قيل انه لعب الدور الحاسم في جعل سيد البيت الابيض يتردد في قصف دمشق وضواحيها !..

      وانقشعت غيوم الحرب من سماء عاصمة الشامات وراحت اساطيل الغرب تجرجر اذيالها من مياه المتوسط لتترك المجال للسياسة لتأخذ مداها في طور البحث عن حلول للازمة السورية !..
      ركب بوتين البحر المتوسط اذن وضرب السيد بعصاه البحر ورفعت ايران عصاها الغليظة بوجه الامريكي فاذا باوباما يرضخ للعودة لخيار جنيف! .. أما الاسد الذي كانت الخطة ان يخرج من عرينه الى الفضاء المفتوح فقرر ان يرمي بشباكه بوجه زعيم الغرب، وابتلع اوباما الطعم مضطرا لكونه كان يبحث عن اي وسيلة للنزول من الشجرة التي اصعد اليها قهرا ! ..نعم قد يقول قائل بان سورية خسرت سلاحا استراتيجيا ردعيا هاما في معادلة الكر والفر مع تل ابيب ومن ورائها !..
      لكن من قال ان هذا هو السلاح الاستراتيجي الوحيد الذي تمتلكه سوريا ؟! .. ثم من قال ثانيا بان هذه الخطوة التي اقدم عليها الاسد لن تكون هي القاتلة على طريق اجبار الكيان الصهيوني للخروج من مصونية البقاء بعيدا عن رقابة منع انتشار اسلحة الدمار الشامل؟! . ثم اذا كان بعض الغرب وبعض العرب فرحين بانهم نزعوا بعض انياب العرب كما يفكرون او يظنون، فهل فكروا بان مياه المتوسط باتت عربية مسلمة مشرقية بغطاء ردعي روسي بامتياز ؟ !..
      اليست هي المرة الاولى التي سيفاوض فيها العرب والايرانيون (المسلمون) العالم كل العالم على شكل ومضمون وعمق مياه البحر المتوسطي يتساءل مراقبون مطلعون ؟!. هذا ربما كان الاخطر فيما حصل في الفصل الاخير من حرب واشنطن – تل ابيب على الاسد! . لقد ظهر حزب الله كقوة بحرية وكرست ايران شريكا استراتيجيا في معادلة توازن المتوسط، وحشر بوتين اوباما في ‘خانة اليك’ كما يقال فربح القيصر بالداما والشطرنج، ما كان يريده الغرب ربحا استراتيجيا صافيا بالضربة القاضية ليتحول الى حارس سجن يطبق على انفاس الروس والصينيين فيما لو سقط الاسد بحيلة ‘الضربة المحدودة’ التي كانوا لها يخططون !.
      انه انجاز عربي اسلامي بامتياز يضاف لانجازات حرب الثلاثة وثلاثين يوما التموزية المجيدة، بعد ان ارادوها انتقاما من تلك ‘الخيبة’ المسكونة بها عواصم التحالف الدولي العربي منذ العام 2006م !. اذا كان صحيحا بان الغرب قد يكون تمكن من سلاح ردعي دمشقي افترض انه الوحيد الذي بيد الاسد، فان الصحيح ايضا بان هذا الغرب الساذج قد شرعن بكلتا يديه نفوذا ايرانيا – روسيا في اعالي البحار هو الاول من نوعه منذ قرون!.
      من شنغهاي الى القصير، وهي رحلة طريق الحرير التاريخية الشهيرة، ثمة بصمات ستظهر آثارها شيئا فشيئا ترسخ مع الايام واقع معادلات دولية جديدة ستكون ابرز ملامحه انكسار الاحادية الامريكية مرة والى الابد وظهور قطبين جديدين على المسرح الدولي لا فكاك منهما الدب الروسي والاسد الايراني !.



      محطة جنيف 2 التي ارادتها واشنطن وبفضل اموال البترو دولار العربي ‘السايب’ شباكا تصطاد من خلاله اسد الشام، ستكون بعون الله وثبات محور المقاومة متماسكا رغم الضغوط الهائلة، المحطة التي سيعبر من خلالها العالم نحو يالطا جديدة ايا تكن ملامحها النهائية لكنها لن تكون سايكس بيكو 2 كما كان يحلم بعض اباطرة اوروبا العجوز وامريكا !..
      لقد خططوا طوال حرب السنتين ونصف الماضية على بلاد الشام، بهدف شطب الاسد من خريطة المتوسط حتى يحلو الجو للاسرائيلي المنكفئ منذ حرب الـ 33 يوما ليخرج من عزلته الدولية ويصبح سيد المسرح ويستعيد بذلك بعض ماء وجهه !..
      غير ان الفخ الذي نصبه نتنياهو لاوباما في الفصل الاخير من هذه الحرب كان يهدف توريطه بحرب مجهولة النتائج، ليس فقط فشلت في اخراج الاسد من المسرح السياسي، بل انها اتت بشريكين دوليين له هما الاسد الايراني والدب الروسي!.. واذا ما اضفنا لهم اسد الله الغالب اي حزب الله وسيده حسن نصر الله فانا اصبحنا اليوم امام اسدين ودب وعصا موسى السحرية تضرب حيث تشاء وكيف تشاء ومتى شاءت لكن الحرب سجال والقادم اخطر ولا يعرف احد اي الفريقين سينقلب على الاخر في اول اختبار جديد!.

      * الشيخ شفيق جرادي : الحرب .. والرجاء

      (الشيخ شفيق جرادي / مدير معهد المعارف الحكميّة للدراسات الدينيّة والفلسفيّة)



      هناك على عمق وامتداد بحريّ واسع استُجمعت، وعلى عجل، حاملات طائرات الموت وفرقاطاته، وتعالت في الآفاق تصريحات الويل والثبور وعظائم الأمور. إنّها سوريا، هي المقصد... بما هي واسطة عقد الممانعة في المنطقة العربيّة. وهناك، على الضفة الأخرى، علت النداءات على صوت أجراس الكنائس تنادي المؤمنين في كلّ بقاع الأرض ليتداعوا إلى لصلاة برجاء السلام.
      هناك، وقف رجلٌ استثنائيّ لمرحلة استثنائيّة يقول: لا لحربٍ هدفها قتل الإنسان بغية الإتجار بالسلاح. إنّه البابا فرانسيس، القادم من ذاكرة وقوف المسيح في الهيكل مؤنّباً أبناء الأفاعي من العشار وتجار كرامة الإنسان وقداسة الدين. والصلاة هنا أيضاً على نية سوريا... بما هي الأرض المحتضنة لأقدم الآثار المسيحيّة؛ قرية معلولا؛ وبما تحمل من حضور مسيحيّ أصيل في هذا الشرق.

      لقد طالب نيافته العالم أن يصلّي ويصوم من أجل السلام ورفضاً لأيّ عدوان عسكريّ أميركيّ على سوريا.

      وهي مطالبةٌ تحمل مفارقات وأسئلة نذكر منها:
      أوّلًا: أنّ المفارقة اللافتة تكمن في المصدر الجغرافيّ للعدوان، ورفض العدوان... هو الغرب. الغرب الذي يجيِّش الجيوش، والغرب الذي ينادي في الوقت عينه بالصلاة والسلام... فأيّ غربٍ هو هذا؟.
      ثانياً: إنّ من المفارقات العجيبة أن تكون منطقتنا بالغالب الأعمّ فيها؛ في موقع المحرِّض على العدوان. لولا نفرٌ نذر نفسه أن يكون حراً من أبناء هذه الشعوب العربيّة، وبعض فصائل المقاومة، ودولة وحيدة هي إيران، دون أن أستثني دولاً قالت إنّها لن تشارك في العدوان ولن تفتح أراضيها وسماءها لاستقبال الغازي !..
      ثالثاً: إنّ اندفاعة العدوان في بلاد المصدر كانت حكوميّة بامتياز، والرافض لها من بلاد المصدر كان شعبيّاً بامتياز؛ وإن كان السبب عند غالب الرافضين هو خوفهم من تداعيات الحرب على بلدانهم هم، وأبنائهم هم... بينما المجيّشون عندنا إنّما لاحظوا رغبة الثأر واسترضاء حكومة القوّة الأولى في العالم، ولم يلتفتوا ولم يراعوا أوضاع الناس والشعوب وما يمكن أن يلفحها من نار الحرب إذا سُجِّرت. عندنا اللافت العجيب، دون أن يصل إلى حدّ المفارقة، أنّ الرغبة الحكوميّة في بلداننا العربيّة كانت عبريّة بامتياز، وكان الكاشف عن حالها بيانات عبريّة بامتياز.



      رابعاً: رغم كلّ ما أوردت من مفارقات... إلّا أنّ اندفاعة العدوان توقّفت... وإن لم تتوقف بعد نيّة العدوان... فما السرّ في ذلك؟ هل السرّ يكمن في الصلاة؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما بالنا وصوت فيروز لم ينقطع يوماً عن تراتيل «لأجلك يا مدينة الصلاة أصلّي...». ما بال تراتيلها القديمة لم توقف عدوان إسرائيل على مدينة المدائن بما تحتضن من المسجد الأقصى وكنيسة القيامة؟ أم أنّ سبب تراجع الاندفاعة يكمن في التسويات السياسيّة، والمخارج التي يحلو للكثير وصفها بالمُبدعة؟ رغم أن الإبداع العالميّ والتسويات الدوليّة لم تجنِ لنا إلّا الخذلان وتوسّع الاحتلال والعدوان؟..
      أم أنّ وراء الأكَمَة ما وراءها من مصالح وتحالفات وحضور قوىً ميدانيّة أعلنت أنّ الضربة تقابلها ضربة والبادي أظلم.
      لا أريد الإجابة عن كلّ ذلك بلغة الأرقام، لكن أؤثر أن أجيب بلغة الإيمان والرجاء.
      نعم، إنّها الصلاة...

      الصلاة إذا خلت من توظيفٍ للدين في مصالح آنيّة ضد كرامة الإنسان، هي الرادعة. الصلاة إذا خرجت من قلب محبٍّ للحياة، هي القادرة على منع الموت. الصلاة إذا تجاوزت حدود المذاهب والطوائف وانطلقت برجاءات الإنسان نحو ربّ الرحمة، هي السبيل لرسم الطريق. الصلاة إذا نبعت من حكمة التدبير ويد القدرة المقاومة، هي البانية لمشروع حضارة السلام. الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، وتوفد الشهداء إلى مسرح مقارعة الباطل والظلم، هي التي تقلب عرش هياكل الفراعنة والأباطرة وولايات الجبروت.



      إنّها الصلاة. فهنيئاً لك صلاتك يا نيافة البابا. لكن بمحبّة دعني أقول: لن تكفي صلاةٌ في الكنائس والمساجد والبِيَع. نحن نحتاج إلى أن نجعل من كلّ أرض مكاناً للصلاة، ومن كلّ قرار ترنيمة صلاة، ومن كلّ زمن روح صلاة ومحبّة، ومن كلّ شعب مستضعف مصلّياً يتوضّأ الشرف، أو يتناول قداسة معنى الدم والجسد، فيصارع شيطان الشطآن إذا اصطفت مواخير موته.
      نحن بكلمة مختصرة، بتنا نحتاج إلى إنسان محمّد والمسيح الذي يصلّي ليقاوم. ويقاوم من أجل صلاة الحبّ والسلام. وقلبي يقول: إنّ الذي أخّر اندفاعة العدوان هي رغبة الصلاة وإرادة المقاومة عند أهلها. وهما القادران على منع أيّ نوايا عدوانيّة.
      فسلامٌ لكم... وسلام عليكم. ولكم شهادة الحقّ من أجل الإنسان... لكم نعمة الرجاء.


      * أنا وأخي في الدين...هو يكره الأسد و أنا أحب السيد الرئيس.. !



      بقلم الزميلة زينب عواضة/ تلفزيون المنار
      أنا وأخي في الدين!!!
      هو يكره الأسد وأنا أحب السيد الرئيس
      هو يكره حزب الله وأنا دمي لحزب الله
      هو يعيش في الخليج وأنا لا أحب أمراء الخليج
      هو أحد أصدقاء الفايسبوك
      قد يعتبرني عدوة وأنا أعتبره شريكا في الأخوة
      قال : حزب الات في سوريا ماذا يفعل ؟
      قلت : بللات عليك فهل تُقبل؟
      قال : الله ليس لكم
      قلت: واللات ليست لنا
      قال : أميركا جاءتكم قاتلوهم إن كنتم صادقين
      قلت : وما نحن إلا لذلك مستعدين!!
      قال : سيسقط الأسد وتهزم أميركا كانت أمنية وأصبحت يقين
      قلت : أشاركك نصف الأمنية والنصف الأخر كلام مجانين
      قال :عشر سنوات وإسرائيل ستزول
      قلت : أقرب بكثير بزنود رجال الله والعقول
      قال : اخاف اشوف كيري في الضاحية يجول
      قلت : لا تخف عنده درس قديم من المارينز والأسطول
      قال : أمنيتي سقوط الأسد وتحرير فلسطين وإحتلال أوروبا
      قلت : الأن أشاركك ربع أمنية فمالك وأوروبا ؟
      قال : إسترجاع الأندلس وهل هذا مستغرب ؟
      قلت : لا ولكن فلسطين هي الأقرب!!!
      قال : فلسطين داري وبلدي وحلمي لن يتحول
      قلت : تتحسر على الأندلس وعن حزب الله تسألني لماذا يتدخل ؟
      قال : وما لحزبكم والاندلس ؟
      قلت : حزبنا يتدخل لكي لا يجعلك للمرة الثانية تتحسر
      قال : الأندلس لنا وسوف تعود
      قلت : وفي الحمراء تركت دموعي وبكيت عندما اشترى بيوت البياسين قوم يهود!!
      قال : أسكن الخليج وأنا من فلسطين من عائلة .......
      قلت : عائلتكم في لبنان أيضا وهذا يدل أننا كنا وطن واحد وعائلات واحدة وحبذا لو تكون أحلامنا بلا الحدود




      قال : كنا نحبكم لكنكم وقعتم في الفخ فلماذا بسوريا تضحون ؟
      قلت : لماذا في سوريا لا نكون طالما من الشيشان ومن كل العالم قادمون
      قال : والثورة السورية وما ذنب الضحايا وماذا عن الطبول المقروعة؟؟
      قلت : يحكى انه قامت ثورة لحقوق مشروعة فأصبحت ثورة عن شعبها ممنوعة
      قال : أمريكا ستأتي وستقضي على أحلام نصركم الصاعدة
      قلت : وهل تريد أن تزيد قواعدها في سوريا قاعدة !!
      قال : أروني ما عندكم وما عند إيران
      قلت : أوباما لن يتطفل طالما في السليمانيفوبيا غرقان
      قال : الزمن لكلامنا هو الترجمان
      قلت : وبلغة الزمن تموز يشهد أننا أسياد الأوطان
      قال : أخاف للأسد ولحزب الله مصير أسود
      قلت : لماذا حلمك يتمدد والواقع في نظرك يتبدد ؟
      قال : ستلعن سوريا أسدها وستشكر السعودية وقطر
      قلت : ولى زمن " شكرا قطر " والشكر غدا لمن هم تحت كل حجر ومُدر
      والآن أخبرني عن أمنيتك وما للقدس أنتم فاعلون
      قال : عروبتي للموت فداءً للقدس
      قلت : يا للصدفة ونحن أيضا إاليها قادمون
      قال : إن شاء الله على أمريكا قادرون
      قلت : ونصلي معاً في زهرة المدائن وإليها عازمون




      إنتهت المحادثة وبدأت أحدث نفسي وأقول : كم هو طيب شعبنا العربي مهما حاولوا تهجين الأدمغة تبقى البوصلة واحدة فلسطين رغم الواقع المهين ... حسرته الأندلس وحسرتي جهل العربان وإشغال العقول عن قضايا الأوطان ... حُلُمنا فلسطين وحُلمي أن نفكر بطريقة نظيفة وأن نسمح لبعضنا بالإستماع والتحاور , لأن هذا هو ديننا دين التسامح والحب في الله فالناسُ إما اخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق ... قد تكرهني يا صديقي ولكن من واجبي أن أحبك في الله هذا عربون التقوى والخوف من الله ومن حسابه في اليوم الموعود فالله وحده يحاسب ويعاقب ويجزي عن الحسنات والحمد لله يا صديقي أننا نتفق أن الله واحد ومحمدٌ واحد وديننا واحد وانساننا واحد ورغم كل الظروف تبقى أنت أخي في الله او في الانسانية او في الدين وهذا عين اليقين .
      التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 17-09-2013, 01:15 AM.

      تعليق



      • عصر هذا اليوم كنت مشغل راديو لقناة فرنسية (http://www.radiocourtoisie.fr/) نوعا ما عنصرية ولكنها معارضة للحكومة الخبيثة للرئيس فرانسوا هولاند وكان أحد ضيوفها شخصية روسية لا أذكر إسمه، تحدثوا عن إمكانية إستعمال السلاح الكيمياوي من قبل المعارضة مرة أخرى ولكن تكون موجهة نحو الكيان الصهيوني ليتهم بذلك النظام السوري

        تعليق


        • اخي ابو عبدالله الاخبار الواردة تؤكد ما تقوله ولكن المراد منه ليس ايذاء الصهاينة وانما توجيه اتهام آخر للدولة السورية ومحاصرتها..

          تعليق


          • 16/9/2013



            * تقرير الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية في سوريا



            ذكر تقرير مفتشي الامم المتحدة حول استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا بعد عمل ميداني قاموا به بين السادس والعشرين والتاسع والعشرين من آب/ اغسطس قرب دمشق حيث قتل مئات الاشخاص بغازات سامة.


            ويتألف التقرير من خمس صفحات وخلاصات مع رسالة تقديم موقعة من اكي سيلستروم الذي ترأس فريق المفتشين، اضافة الى ملحقات تقنية.

            في ما يأتي ابرز النقاط :

            مجرى التحقيق ومنهج العمل :


            وصل الخبراء في الثامن عشر من آب/ اغسطس الى سوريا بهدف زيارة ثلاثة مواقع قد تكون تعرضت لهجمات بالسلاح الكيميائي هي خان العسل قرب حلب في الشمال وشيخ مقصود في ضواحي حلب وسراقب قرب ادلب في شمال غرب سوريا.

            الا ان الخبراء ركزوا عملهم بعد مجزرة الحادي والعشرين من آب/ اغسطس في غوطة دمشق على هذه المأساة مستفيدين من "وقف موقت لاطلاق النار" تم التفاوض عليه مع الحكومة والمعارضة ودخل حيز التنفيذ بين السادس والعشرين والتاسع والعشرين من آب/ اغسطس خلال خمس ساعات يوميا.

            توجه الخبراء على التوالي الى معضمية الشام (في الغوطة الغربية طيلة ساعتين في السادس والعشرين من آب/ اغسطس) والى زملكا وعين ترما (الغوطة الشرقية حيث امضوا خمس ساعات ونصف ساعة في الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من آب/ اغسطس).

            وقابل الفريق "اكثر من خمسين ناجيا" بينهم ضحايا وسبعة اطباء وتسع ممرضات ومسعفين. وتكلم الناجون عن "طلقات مدفعية اتبعت بظهور مجموعة من الاعراض" راوحت بين ضيق في التنفس وفقدان الوعي واضطرابات في النظر وقيء.

            وعثر المسعفون الذين كانوا اول الواصلين الى المكان على "عدد كبير من الاشخاص ملقين على الارض توفي عدد منهم وبعضهم الاخر مغمى عليهم" ولا توجد اي اثار جروح عليهم.

            مؤشرات مادية ونماذج :


            اختار الخبراء 36 ناجيا اخضعوهم لفحص طبي كشف عن "اعراض تتناسب مع تسمم بمركبات عضوية فوسفاتية" تدخل بشكل خاص في تركيب المبيدات.

            ان عينات الدم والبول والشعر التي اخذت من 34 من اصل المرضى ال36 كشفت "ادلة اكيدة للتعرض للسارين". كما تم اخذ "30 عينة بيئية" من الموقع الذي تعرض للهجوم وحوله. وبعد التحليل في المختبر "لوحظ وجود السارين في غالبية العينات".

            وتابع التقرير ان "المعلومات التي تم جمعها حول القاذفات التي استخدمت، لعبت دورا اساسيا في التحقيق" مضيفا "تم تحليل العديد من القذائف ارض ارض القادرة على حمل شحنات كيميائية كبيرة" وعثر على السارين "في غالبية" هذه الحالات.

            تأثير العوامل المناخية :


            ان انخفاض الحرارة عند فجر الحادي والعشرين من آب/ اغسطس دفع بالغاز السام باتجاه الارض وسهل دخوله الى الطوابق السفلى للمساكن "حيث كان لجأ الكثير من الاشخاص ما زاد من التأثير المحتمل" للهجوم الكيميائي.

            خلاصات :


            "استنادا الى الادلة التي جمعناها خلال التحقيق الذي قمنا به حول الحادث في الغوطة نخلص الى القول انه في الحادي والعشرين من آب/ اغسطس 2013 تم استخدام اسلحة كيميائية في النزاع القائم في سوريا استهدفت مدنيين بينهم اطفال، على مستوى كبير نسبيا".

            "ان العينات البيئية والكيميائية والطبية بشكل خاص التي جمعناها تقدم ادلة دامغة ومقنعة على ان قذائف ارض ارض تحتوي على غاز السارين قد استخدمت في عين ترما والمعضمية وزملكا في الغوطة" في الضواحي الجنوبية والغربية لدمشق في الحادي والعشرين من آب/ اغسطس. ان هذه الخلاصة تقلقنا اشد القلق".

            ولم يقدم المحققون حصيلة بالضحايا كما انهم لم يفوضوا بتحديد المسؤول عن استخدام هذا السلاح الكيميائي.



            ***
            * كي مون:استخدام الكيمياوي،جريمة حرب ومستعدون للدعوة لجنيف 2



            اعتبر الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الهجوم الكيميائي في سوريا جريمة حرب بعد تأكيد تقريرِ لجنة التحقيقِ الدولية استخدام غازِ السارين الشهر الماضي مشددا على ضرورة محاسبة كل من استخدم الكيمياوي في سوريا.


            ووصف بان كي مون في تصريح له بشان سوريا الاثنين، استخدام الكيمياوي في سوريا بانه اكبر استخدام له منذ حلبجة و بالأسوأ في القرن الواحد والعشرين، داعياً مجلس الأمن الى متابعة تنفيذ الاتفاق الروسي الأمريكي.

            وطالب بان بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم الكيميائي دون تحديد المسؤول عنه.

            واوضح الامين العام لمنظمة الامم المتحدة ان تحديد الجهة التي استخدمت غاز السارين في سوريا لم تكن ضمن مهام فريق التحقيق واضاف ان بعثة الامم المتحدة ستعود الى سوريا في اسرع وقت ممكن لمواصلة التحري في خان العسل واماكن اخرى لاعداد تقرير نهائي.

            وأعرب بان عن ترحيبه بانضمامِ دمشق لاتفاقية حظر السلاحِ الكيميائي.

            من جهة اخرى اعلن الامين العام استعداده للدعوة لعقد مؤتمر جنيف 2 لحل الازمة السورية سياسيا واشار الى لقاء قريب سيجمعه بالوزيرين جون كيري ولافروف.

            وفي هذا السياق أكدت اللجنة الدولية لحقوق الانسان قيام طرفي النزاع في سوريا بارتكاب انتهاكات ، وتحدثت عن أربعة عشر موقعا يعتقد أنه استخدم فيها السلاح الكيمياوي.

            وأشار تقرير اللجنة الى استهداف المستشفيات والطواقمِ الطبية، وتحدث عن ارتفاع نسبة الجرائمِ التي يرتكبها المسلحون من عملياتِ قتل وخطف، كما تحدث عن عمليات القتل الجماعي في اللاذقية وخان العسل في حلب.

            تعليق


            • 16/9/2013


              كواليس واشنطن: زعماء عرب حثوا أوباما على ضرب سورية



              صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تنشر تقريراً مفصلاً عن التحركات السياسية ومواقف القوى والزعماء لما كان يدور خلف الكواليس، في أثناء الحديث عن ضربة عسكرية ضد سورية.

              في الساعات الفاصلة لقبول الرئيس الأميركي باراك اوباما إرجاء العدوان، "حثه الزعماء العرب بشكل خاص على المضي في قصف سورية، أما بريطانيا فقد أكدت له قبل يومين من تصويت مجلس العموم استعدادها للمشاركة في شن ضربة عسكرية على سورية".

              جاء ذلك في تقرير مفصل أجرته يومية "وول ستريت جورنال"، لبحث التحركات السياسية المختلفة ومواقف القوى والزعماء الآخرين لما كان يدور خلف الكواليس، استناداً إلى مسؤولين رفيعي المستوى في البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع والكونغرس، ومسؤولين أوروبيين وشرق أوسطيين. ومن ضمن ما أتى عليه التقرير:

              * اطلع الرئيس أوباما على الهجوم الكيميائي فور وقوعه، وسرت قناعة داخل فريقه أنه يشكل تغييراً في قواعد اللعبة.

              * واجه الرئيس أوباما صراعاً مع نفسه لوعوده "تقليص الوجود الأميركي على المشهد الدولي مقابل اقترابه من حافة الهاوية، لإصدار أوامره ببدء القصف ومن ثم التوسل لدى الكونغرس طالباً موافقته".

              * لم يبلغ الرئيس اوباما زعامات الكونغرس بقراره قبول المبادرة الروسية إلا قبل زهاء ساعة من الزمن.

              * أدرك اوباما سريعاً أن البديل الروسي هو أفضل الخيارات، خشية من تطور "القصف المحدود إلى استدراج الولايات المتحدة لساحة صراع جديدة"، و"احباط ما قد يمكن أن يؤدي إلى هزيمة مع الكونغرس تشل حركته، وترحيل مسؤولية تطبيق المبادرة إلى الجانب الروسي".

              * قبول الرئيس اوباما أدى إلى "إثارة غيظ الحلفاء واعادة التسليم بدور هام ومعتبر لروسيا على المسرح الدولي، على حساب محتمل لرصيد الولايات المتحدة".

              * قطع السفير السعودي لدى واشنطن، عادل الجبير، إجازته السنوية ليعود إلى واشنطن على الفور "لحث المسؤولين على تنفيذ قرار القصف خارج اطار الأمم المتحدة" ·


              * عقدت وزارة الدفاع الأميركية مؤتمراً صحافياً وهمياً لاختبار جهوزية الآلة الاعلامية، بعد تسريبها حتمية اصدار الرئيس اوباما قراره بالقصف "بين الساعة الثالثة والرابعة بعد ظهر يوم السبت، 31 آب، بتوقيت واشنطن.

              * عند الساعة الخامسة، 31 آب، خرج الرئيس اوباما يتنزه بحديقة البيت الأبيض بصحبة مدير الطاقم الإداري، دينيس ماكدونو، طالباً منه دعوة كبار المستشارين إلى اجتماع في تمام السابعة مساء؛ للتشاور حول نتيجة تصويت الكونغرس.

              * زعماء الكونغرس، خاصة رئيس مجلس النواب جون بينر، أعربوا عن قلقهم من نتيجة التصويت لصالح الرئيس، ونصحه بالتريث.

              * أجرى اوباما مكالمة هاتفية على الفور مع الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند، لإعلامه أنه بحاجة إلى مزيد من الوقت لاقناع الكونغرس بالتصويت لصالحه.

              * الاحباط الإضافي أصاب الرئيس اوباما في مؤتمر مجموعة العشرين، "وغادر المؤتمر بعد اخفاقه في اقناع نحو نصف الأعضاء" ·

              * "السعودية وتركيا دعمتا قرار اوباما "بينما آثرت الدول العربية الحليفة الصمت. مسؤولين من الأردن والامارات أبلغوا الكونغرس نية بلادهم دعم قرار القصف لكنهم ليسوا على استعداد لتبني الأمر علناً".

              * تصريح وزير الخارجية جون كيري في لندن حول الأسحة الكيميائية لم يكن منسقاً مسبقاً، بيد أن البيت الأبيض "رأى فيه ما قد يوفر من مخرج للمأزق السياسي".

              * رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، دايان فاينستاين، عقدت غداء عمل خاص مع السفير الروسي لدى واشنطن، والذي "اقنعها بصدقية التوجه الروسي في الملف الكيميائي؛ تبعه سلسلة لقاءات لمسؤولين آخرين مع أجهزة الإعلام لترجمة توصية الرئيس اوباما "علينا احتضان المبادرة الروسية وفحص مداها".

              الميادين

              تعليق


              • 16/9/2013


                نقلا عن روسيا اليوم:

                مفتشون أمميون: رؤوس الصواريخ التي استهدفت الغوطة قد تكون يدوية الصنع



                توصل المفتشون الأمميون الذين قاموا بفحص مواقع استخدام الكيميائي في ضواحي دمشق إلى استنتاج مفاده أن رؤوس الصواريخ التي استخدمت هناك قد تكون مصنوعة على دفعات أو أنها يدوية الصنع.

                وقد سلم الخبراء الأمين العام للأمم المتحد بان كي مون تقريرا عن استخدام الكيميائي في سورية. وقدم الأخير هذا التقرير خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي.

                وبحسب التقرير فإن المفتشين الأمميين لم يعثروا على الرؤوس التي يحتمل أنها تحتوي على غاز السارين.

                ويشير التقرير إلى أنه كشف على سطح محرك لأحد الصواريخ عن علامات مميزة مكتوبة بأحرف أبجدية كيريل ( الأبجدية السلافية)، وبين تلك العلامات أحرف وأرقام " Г ИШ4 25-67-179 К".

                وبحسب تقرير الخبراء الأمميين فإن طبيعة تموضع مكونات الصواريخ تدل على احتمال إطلاقها من راجمة صواريخ واحدة.

                ويقول التقرير إن الخبراء لا يستبعدون احتمال نقل الأدلة الخاصة بالهجوم الكيميائي من قبل أشخاص مجهولين على إثر القصف أو قبيل وصول الخبراء الأمميين.

                ويقول المفتشون الأمميون إن الصاروخ الذي عثر عليه في مكان الحادث قد يكون نسخة من صاروخ "أم -14". يذكر أن صواريخ "أم – 14" تم تصنيعها خصيصا لراجمة الصواريخ "أر بي أو – 14" التي دخلت في حوزة الجيش السوفيتي عام 1956. ويمكن أن يزود هذا الصاروخ برأس شديد الانفجار ورأس كيميائي ورأس يحتوي الفسفور الأبيض على حد سواء. وابتداءً من ستينات القرن الماضي بدأ الجيش السوفيتي التزود بمنظومات أحدث، بينها راجمات الصواريخ من طراز "غراد". فيما بقيت راجمات الصواريخ "أر بي أو – 14" في حوزة بعض الجيوش، مثل الجيش الأفغاني والجيش اليمني والجيش المصري.

                وتم توريد المنظومات المذكورة إلى سورية في فترة ما بين عام 1967 وعام 1969. لكنها أخرجت في الوقت الراهن من حوزة الجيش السوري.

                تعليق


                • 16/9/2013


                  * أوباما: هناك اتفاق يمكن أن ينهي تهديد الأسلحة الكيميائية بالنسبة للعالم
                  اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين ان الاتفاق الروسي الاميركي الذي ابرم في جنيف بشأن سوريا يمكن ان يضع حدا للتهديد الكيميائي لهذا البلد.
                  وفي اول رد فعل يعبر عنه شخصيا على هذا الاتفاق الذي ينص على كشف الترسانة الكيميائية السورية وتدميرها، نبه اوباما الى ان الاتفاق ما زال يتوجب تطبيقه، مضيفا "اننا لم نصل بعد الى ذلك".

                  * البيت الابيض يسارع الى تحميل النظام السوري مسؤولية ’’الكيماوي’’ عقب تقرير الامم المتحدة
                  سارعت واشنطن الى اتهام النظام السوري بالمسؤولية عن استخدام السلاح الكيماوي رغم ان تقرير الامم المتحدة لم يحدد الجهة المسؤولة عن استخدامه.
                  وفي هذا الاطار، أعلن البيت الابيض أن تقرير الامم المتحدة حول الهجوم الكيميائي الذي وقع الشهر الفائت في سوريا يثبت ان نظام الرئيس بشار الاسد مسؤول عنه.
                  وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني إن "المعلومات في هذا التقرير التي تتحدث عن اطلاق غاز السارين بواسطة صواريخ ارض -ارض وحده النظام السوري يملكها، تظهر بوضوح من هو المسؤول عن هذا الهجوم".حسب تعبيرها.

                  * تشوركين : فريق التحقيق بـ’’الكيميائي’’ سيعود الى سوريا ولم ندرس تقريره بشكل معمق
                  اعلن المندوب الروسي في مجلس الأمن فيتالي تشوركين أن فريق التحقيق الدولي حول الكيميائي السوري سيعود لاكمال المهام المنوطة به وعملية التحقيق في سوريا، معلناً ان " روسيا لم تدرس التقرير بشكل معمّق" ولا بد من دراسته بعمق للتعليق عليه.
                  وعلق تشوركين في كلمة له بعد اجتماع مجلس الامن على ما تضمنه التقرير من "ان المعارضة لم تقم بأي عمل على الارض"، لافتاً الى ان ذلك "مسألة يجب التحقق منها".

                  ***
                  * «التفاهم الكيميائي»: رواية أميركية من كواليس جنيف والبيت الأبيض

                  تقريران في «واشنطن بوست» و«وول ستريت جورنال»


                  شغلت سوريا منذ عامين ونصف العام العالم السياسي والديبلوماسي والعسكري. تصريحات يومية، ومبادرات تعرض وأخرى ترفض، اجتماعات في موسكو وواشنطن ومدريد وجنيف واسطنبول، ومقاتلون وعسكر وضحايا. ولكن من الممكن القول إن الأسابيع الثلاثة الماضية، كانت الأكثر «ترقباً»، فقد شكل الهجوم الكيميائي الذي استهدف غوطة عاصمة الأمويين في الـ21 من آب الماضي، تحولاً في قواعد اللعبة. وجد الرئيس الأميركي باراك أوباما نفسه أمام عهد اتخذه بالتحرك إذا تم استخدام السلاح الكيميائي، فما كان منه إلا أن أعلن نيته شن عدوان «محدود» على سوريا بدعم عربي علني وسري في آن. ولكنه، وبحجة الديموقراطية، قرر العودة إلى الكونغرس للحصول على موافقته، ما منح فرصة لديبلوماسية استثنائية والحل السياسي من أبواب القيصر الروسي في الكرملين.




                  في العرض الآتي تفاصيل ما نشرته صحيفتا «واشنطن بوست» و«وول ستريت جورنال» عن الأيام التي تلت ضربة الغوطة في الـ21 من آب، حتى طرح المبادرة الروسية والتوصل إلى «الاتفاق الكيميائي». الصحيفة الأولى نشرت أمس تفاصيل ما حصل خلال اجتماع جنيف بين وزير الخارجية الأميركية جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف للتوصل إلى الصيغة النهائية لـ«اتفاق الكيميائي»، وبدا أن ما حصل في جنيف لم يكن سهلاً، خصوصاً على الأميركيين. أما «وول ستريت جورنال» فقدمت روايتها لما حصل داخل البيت الأبيض منذ إبلاغ أوباما بالهجوم، وحتى اتخاذه القرار باللجوء إلى الكونغرس، والدخول في معركة الترويج الداخلية والخارجية، إلى أن وجدت مبادرة جعلته على ما يبدو يتنفس الصعداء.

                  من كواليس جنيف

                  حتى ظهيرة يوم الجمعة الماضي في جنيف، كانت خطوات بسيطة قد نتجت من اجتماعات المفاوضين الروس والأميركيين وخبراء السلاح الكيميائي، إلا أنها لم تكن كافية. ومن الممكن القول إن الطرفين اتفقا على حجم ومواقع الترسانة السورية، إلا أنهما اختلفا تماماً على قضايا أخرى، وأساسها كيفية تجميع السلاح الكيميائي وتدميره. وكان من الواضح أن الروس لن يقبلوا بقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي يشرّع ضربة ضد سوريا إذا أخلّت بالاتفاق.
                  ولأن الخلافات كانت واسعة، أراد لافروف حمل أغراضه والعودة إلى بلاده. ولكن حين اجتمع الطرفان على طاولة الغداء، كان كيري واضحاً مع نظيره، وقال له إنه وفريقه مستعدان للبقاء ما يلزم من الوقت، حتى أنه شخصياً مستعد للنقاش طوال الليل، وللاستيقاظ باكراً في اليوم التالي.
                  لم تكن تلك المفاوضات عملاً سهلاً، بل يقول مسؤول في الخارجية الأميركية إن تلك المباحثات، التي بدأت ظهر الخميس وانتهت بعد ظهر السبت، لم تكن لتتوصل إلى أي اتفاق. وفي النهاية، كتب الطرف الأميركي الاتفاق بالكامل، وقد وافق عليه الروس في لقاء مرتجل بين لافروف وكيري، ونوابهم الذين اضطروا إلى سحب مقاعدهم والجلوس مع الوزيرين. وضع كيري اللمسات الأخيرة على مسودة الاتفاق بواسطة جهاز الكمبيوتر اللوحي (الآيباد) الخاص به في غرفته في الفندق.
                  ويذهب الديبلوماسي الأميركي أبعد من ذلك، إذ يقول إن الروس لم يقدموا أي طلبات، سوى الإشارة إلى أنهم أصحاب الفكرة، وأنهم ناقشوها عموما خلال العام الماضي، ولم تطرح جدياً إلا الأسبوع الماضي.
                  أمضى رئيس الديبلوماسية الأميركية بعد ظهر يوم الخميس في جنيف في اجتماعات مع مساعديه ومجموعة من خبراء الأسلحة الذين سافروا معه. ويشير المصدر الأميركي إلى أنه «كان هناك اتفاق بأننا لن نقبل أي صفقة، بل كان علينا اجتياز عوائق، من بينها الجدول الزمني والتفاصيل والطريق إلى الأمم المتحدة، وكان علينا أن نروّج للاتفاق أمام العالم وأمام الكونغرس الأميركي».
                  وقبل اجتماعهما الأول عصر الخميس، عقد كيري ولافروف مؤتمراً صحافياً، والمفارقة أن وزير الخارجية الأميركية ألقى خطاباً موسعاً تحدث فيه عن أهداف الولايات المتحدة، فيما اكتفى نظيره الروسي بقول القليل.
                  وخلال تناولهما العشاء معاً، وكان عبارة عن سمك وسلطة، خرج المفاوضون الأميركيون من اجتماع مع نظرائهم الروس، و«لأننا شعرنا أن الطرفين يتحدثان بعيداً عن بعضهما البعض، كان علينا إيجاد طريقة لإحداث اختراق، فلم يكن من الممكن النجاح إذا أكملنا على الطريق ذاته»، يروي المسؤول الأميركي.
                  من الممكن القول إن الفريقين كان يبعدان آلاف الأميال في قراءتهما لحجم مخزون الأسلحة السوري، ولذلك جلس محللو استخبارات من الطرفين لإنهاء الاختلافات. وبعد مغادرة الروس، خلص الفريق الأميركي خلال اجتماع متأخر إلى أن تقديم لافروف ملفاً مؤلفاً من ورقتين فقط عن الأفكار الروسية ليس سوى فرصة للأميركيين لقيادة المفاوضات. وبالنتيجة، تم تكليف مجموعات عمل لكتابة مقترحات حول جدول الأعمال، والإجراءات وفقاً لاتفاقية الأسلحة الكيميائية، وضمان مرور الاتفاق في مشروع لمجلس الأمن الدولي من دون تعرضه لفيتو روسي.
                  وخلال لقاء الديبلوماسيين الروسي والأميركي مع المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي صباح يوم الجمعة، ضيّق الفريق التقني الاختلافات حول حجم المخزون الكيميائي. وقد اتفق الطرفان على أن يكتب الوفد الأميركي الإطار العام للاتفاق، في وقت يعمل الخبراء على «إغلاق الثقوب».
                  ولكن حين اجتمعت مجموعات العمل بعد الغداء، «بدأت تتردد شائعات وتهديدات بأن الروس سيغادرون في العاشرة مساء»، وفقاً للمسؤول. وحين بادر كيري في حديث إلى لافروف، تطرق إلى قصة يتم تداولها عبر الإعلام، وهي أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وخلال اجتماع مع مجموعة معنية بحقوق المرأة في نيويورك، قال إن لدى المحققين الدوليين أدلة على أن الهجوم حصل، وهذا ما سيُعلن عنه خلال جلسة مجلس الأمن.
                  وبعد ذلك، شعر الأميركيون بنوع من التحول في السلوك الروسي، وخرج لافروف من الاجتماع مشيراً إلى أنه سيتوجه إلى السفارة الروسية القريبة لإجراء بعض المشاروات مع موسكو. ولدى عودته، قال إنه مستعد للبقاء لحضور اجتماع آخر في اليوم التالي.
                  وبعدما أُعلن عن الاتفاق يوم السبت، تلقى كيري اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأميركي باراك أوباما على هاتفه الخاص لتهنئته على مجهوده.
                  تلك هي القصة الخاصة بالاتفاق الكيميائي الروسي الأميركي. ولكن هناك رواية أخرى مطولة عن الضجيج داخل البيت الأبيض منذ الهجوم الكيميائي على غوطة دمشق في 21 آب الماضي وحتى تنفس الصعداء مع المبادرة الروسية.

                  ماذا حصل في البيت الأبيض؟



                  لم تكن موافقة الكونغرس على شن حرب على سوريا هي معضلة الرئيس الأميركي باراك أوباما الوحيدة، بل إنه حين قرر اللجوء إلى المشرعين الأميركيين للحصول على دعمهم، واجه اعتراضات في صفوف فريقه. فمن جهتها، تخوفت مستشارته للأمن القومي سوزان رايس من أن يقوض ذلك من صلاحيته كقائد أعلى للقوات المسلحة. أما مستشاره دان بفايفر فأشار إلى أن نسبة عدم موافقة الكونغرس تصل إلى 40 في المئة، حتى أن وزير دفاعه تشاك هايغل أبدى قلقه.
                  ولكن كما هو معروف، قرر الرئيس الأميركي المجازفة، والسعي للحصول على الدعم الداخلي والخارجي، الأمر الذي لم يحصل بالكامل على الأقل. فمن جهة، لم يعلم قيادات الكونغرس بقرار أوباما سوى قبل ساعة من إعلانه، ولم يُسألوا حتى عن احتمالات موافقة المشرعين عليه. وحين أبلغ رئيس موظفي البيت الأبيض دنيس ماكدونات كبار المشرعين على الهاتف قرار الرئيس، بعضهم لم يفهم من المرة الأولى ما يسمعه.
                  أما خارج الولايات المتحدة، فقد حث الزعماء العرب الولايات المتحدة على ضرب سوريا، ولكن القليل منهم أعلن عن دعمه علناً. من جهتها، انسحبت بريطانيا من العملية المشتركة بعد يومين من إبلاغها البيت الأبيض أنها ستلجأ إلى تصويت البرلمان.
                  وبالنتيجة، فإنه في الأيام التي سبقت التوصل إلى اتفاق مع روسيا، عقدت عشرات الاجتماعات مع مسؤولين كبار في البيت الأبيض، ووزارة الخارجية، والبنتاغون والكونغرس، ونظرائهم في أوروبا والشرق الأوسط. فقد تحول أوباما من رئيس يريد إخراج أميركا من دورها كـ«شرطي العالم» إلى رجل يدخلها في حرب مع عدوها الأكبر في سوريا، أي فلاديمير بوتين.
                  ولكن يبدو أن المبادرة الروسية أنقذت الإدارة الأميركية، لتكون بديلاً من ضربة عسكرية قد تدخل الولايات المتحدة في حرب جديدة، ولتنقذ البيت الأبيض من فشل في الكونغرس، فضلاً عن أنها حمّلت روسيا عبء التوصل إلى اتفاق. وبحسب مسؤولين أميركيين، فإن المبادرة الروسية قادرة على تدمير مخزون الكيميائي السوري أكثر من الضربة. وخلال اجتماع مع أحد المسؤولين الكبار يوم الجمعة، قال أوباما «أنا لست مهتماً بالطريقة... أنا مهتم بالنتائج».

                  اللجوء إلى الكونغرس

                  وبالعودة إلى قصة البيت الأبيض مع ضربة الغوطة، فقد تم إبلاغ أوباما بالهجوم في صباح 21 آب الماضي، في وقت كانت بدأت فيه وكالات الاستخبارات بتعداد الضحايا، ومراجعة الاتصالات التي اعترضتها، لتتهم في النهاية النظام السوري بالوقوف وراء الهجوم. وكان مسؤولو البيت الأبيض على دراية بأن هذا الهجوم سيغير قواعد اللعبة.
                  ومنذ البداية، بدأ حلفاء الولايات المتحدة، إسرائيل والسعودية تحديداً، بالضغط على الإدارة الأميركية. وقد تسابق السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير وديبلومسيون آخرون على العودة إلى واشنطن من إجازتهم الصيفية للترويج للضربة العسكرية، والكلام هنا لمسؤولين أميركيين وديبلوماسيين.
                  والمرة الأولى التي بدا فيها أوباما مرحباً بالرد العسكري كانت خلال اجتماع في الـ24 من آب مع مستشاريه للأمن القومي، حيث أبلغهم أنه يميل نحو العمل العسكري.
                  زعيم الجمهوريين في مجلس النواب جون بينر كان في سيارته متجهاً إلى احتفال جمع تبرعات، حين تلقى الاتصال الأول من البيت الأبيض. وبعد ساعات تلقى اتصالاً من ماكدونات يشرح له الخيارات، من دون الإشارة إلى احتمال الطلب من الكونغرس التصويت.
                  وفي اليوم التالي، تحدث أوباما إلى رئيس الحكومة البريطانية دايفيد كاميرون، حيث اتفق الرجلان على تأييدهما للخيار العسكري لردع الرئيس السوري بشار الأسد، وليس إسقاطه. ويلخص أحد المسؤولين الاتصال بالقول «كانا على استعداد للبدء».
                  ودعا كاميرون السياسيين في بلاده للعودة من عطلتهم الصيفية، ولأنه كان على معرفة تامة بآثار حرب العراق على زميله رئيس الوزراء السابق طوني بلير، فضّل العودة إلى البرلمان. ولكن، وبحسب أحد المسؤولين الأميركيين، فإن رئاسة الأركان الأميركية والقوات البريطانية كانوا قد بدأوا أصلاً في مراجعة تفاصيل الهجوم المشترك.
                  وقبل تصويت البرلمان البريطاني، وبضغط من سياسييه، قرر كاميرون تقسيم التصويت إلى جزءين، الأول على مبدأ التدخل، والثاني على تورط بريطانيا مباشرة. ولكن قبل ذلك، كان مستشارو أوباما قد توصلوا إلى استنتاج أن المملكة المتحدة، قد تخلت عنهم.
                  وفي مساء يوم الأربعاء في الـ28 من آب، اتصل أوباما شخصياً بزعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي، التي أبلغت زملاءها لاحقاً أنها لم تطلب من الرئيس عرض الموضوع أمام تصويت الكونغرس.
                  وفي اليوم التالي، أغلق البرلمان البريطاني الطريق أمام كاميرون، بالتزامن مع اجتماع هاتفي جمع بين مستشارة الأمن القومي سوزان رايس ووزير الخارجية جون كيري والدفاع تشاك هايغل من جهة، وقياديي الكونغرس الأميركي من جهة ثانية. وخلال الاتصال، تطرق هايغل، وهو كان في رحلة إلى آسيا، إلى مصداقية الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن كوريا الجنوبية كانت قلقة من أن عدم الرد في سوريا، قد يطمئن كوريا الشمالية لتستخدم أسلحتها الكيميائية والبيولوجية.
                  ومن ثم حل يوم الجمعة في الـ30 من آب، وقد بدأت تتصاعد أصوات الكونغرس المرتبكة، وفي اليوم ذاته، ألقى كيري خطابه الشهير الذي دافع فيه عن الخيار العسكري.
                  أما في مياه البحر المتوسط، فكانت خمس مدمرات أميركية بانتظار القرار. وبحسب مسؤولين عسكريين، فإنهم كانوا يتوقعون صدور أوامر رئاسية بين الساعة الثالثة والرابعة عصراً من يوم السبت، وفق التوقيت الشرقي. ولكي يتأكدوا أنهم مستعدون بالكامل، عقد مسؤولو البنتاغون مؤتمراً صحافياً وهمياً. ولكن في حوالي الساعة الخامسة عصراً، تمشى أوباما حوالي 45 دقيقة مع ماكدونات، ثم طلب الاجتماع بمستشاريه الكبار عند الساعة السابعة.
                  وخلال هذا الاجتماع، بدأ أوباما حديثه بالقول «لدي قضية كبيرة أريد أن أطرحها عليكم». وطلب منهم إعطاء رأيهم في اللجوء إلى الكونغرس. تفاجأ الجميع، باستثناء ماكدونات بالطبع، وهو الذي كان دائم الحذر من التورط في سوريا.
                  رايس من جهتها، أبدت بعض التحفظات، واعتبرت أنه من المهم أن يحافظ الرئيس على سلطته لاتخاذ أي قرار بالتحرك، بحسب مسؤول في الإدارة. أما المستشار دان بفايفر فقد قدم وجهة نظره عبر نتائج احتمالات الفشل في الحصول على تأييد الكونغرس.
                  اتصل أوباما بوزير دفاعه، الذي بدوره أبدى بعض التحفظات، لأنه برأيه على الإدارة الأميركية أن تتجنب التأرجح بين الآراء المختلفة. وليس ذلك فقط، فقد اتصل أوباما بقياديي الكونغرس، أحدهم كان يحضر وجبة غداء حين تلقى اتصال الرئيس. لم يكن الهدف من الاتصال طلب النصيحة، بل إبلاغهم بقراره. وقد ناقش مع بينر آلية العمل في الكونغرس، حيث أخبره زعيم الجمهوريين في البرلمان أنه سيكون من الصعب دعوة المشرعين إلى واشنطن بسرعة، وأنه يحتاج إلى الوقت لإقناعهم.
                  إلى ذلك، أبلغ أوباما نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، وقال له إنه يريد بناء الدعم من داخل واشنطن، بحسب مسؤول فرنسي.
                  ومن هنا افتتح البيت الأبيض معركة جديدة هدفها إقناع الكونغرس بوجهة نظر أوباما. وفي مساء الأول من أيلول، اتصل أوباما بصديقه في الكونغرس، السيناتور ديك دوربين، وتحدث معه أكثر من نصف ساعة، وقد أقفل السيناتور الخط، وهو فعلياً لا يعرف ماذا سيفعل.
                  وفي محاولة لإقناع ديموقراطيي مجلس النواب، أجرت الإدارة الأميركية اتصالاً هاتفياً مع مجموعة منهم، حيث سأل أحدهم «هل نسينا دروس جنوب شرق آسيا، والرئيس الذي قال إنه علينا إرسال رجالنا للقتال هناك». وتلقى الجواب سريعاً من كيري، الذي قال غاضباً «لا لم أنسَ، أعرف ذلك جيداً، ولقد شاركت في تلك الحرب، ولا أحد يتحدث عن ذلك».
                  وبعيداً عن الصراع الداخلي، كان أوباما يأمل استغلال قمة مجموعة العشرين للحصول على الدعم الخارجي، إلا أنه خرج من اللقاء، ولم يكن نصف الموجودين مقتنعاً بطرحه.
                  وفي وقت ارتفعت أصوات السعودية وتركيا لدعم الهجوم الأميركي، صمت بعض الحلفاء العرب. ولكن ديبلوماسيين من الأردن والإمارات قالوا إنهم يريدون المساعدة للحصول على دعم الكونغرس، إلا أنهم كانوا واضحين في عدم قدرتهم على الإعلان عن دعمهم، خوفاً من ردة فعل انتقامية بعد الضربة.
                  ولكن، بعد عودة أوباما إلى واشنطن، كان مساعدوه مقتنعين بأن القرار قد يمر في مجلس الشيوخ ولكن ليس في مجلس النواب.

                  زلة لسان كيري



                  فتح كيري الطريق أمام الخروج من المأزق، فخلال مؤتمر صحافي في لندن في التاسع من أيلول، قال إن الطريقة الوحيدة لإنقاذ سوريا من الضربة العسكرية هي التخلي عن السلاح الكيميائي.
                  دقائق قليلة مرت، ليتلقى كيري اتصالاً هاتفياً من نظيره الروسي، وبادره الأخير بالقول «أريد أن أحدثك عن مبادرتك». أجابه كيري بروح من الدعابة «لا أعلم عما تتحدث».
                  وفي اليوم ذاته، أرسلت وزارة الخارجية إلى الكونغرس مذكرة حول العوائق الروسية أمام التحرك في سوريا.
                  ولكن بدأت تبرز التغيرات حين اتضح للبيت الأبيض أن ملاحظة كيري قد تكون أوجدت طريقاً ديبلوماسياً.
                  رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ديان فانشتاين كانت تتناول الغداء مع السفير الروسي في واشنطن، الذي أقنعها بصدق الروس. وقد رأى مشرعون آخرون في الطرح الروسي طريقاً ديبلوماسياً يتفادى تصويتاً يتخوفون منه.
                  وخلال تحضيره للمقابلات التلفزيونية الست، قال أوباما لمستشاريه «دعونا نتبنَّ الطرح ونختبره».
                  ووفقاً لديبوماسيين فرنسيين وأميركيين، فإن حلفاء واشنطن أرادوا طرح مشروع أمام مجلس الأمن يسمح باللجوء إلى القوة إذا أخلّت سوريا بالتزاماتها، وقد حضّره الفرنسيون فعلاً بلهجة تتضمن «عرض عضلات»، الأمر الذي رفضته موسكو طبعاً. وبالتالي، عمل الديبلوماسيون الأميركيون من خلف الكواليس للحصول على دعم فرنسا في التوصل إلى تسوية مع روسيا.
                  بعد ساعات من اتصال كيري ولافروف، تحركت الدوائر البيروقراطية الأميركية والروسية، وبدلاً من أن يروج أوباما في خطابه في العاشر من أيلول للضربة العسكرية، طلب المزيد من الوقت لدراسة العرض الروسي.
                  وفي اليوم التالي، تحدث كيري هاتفياً مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والذي أشار إلى اعتقاده أن روسيا لا تخادع، وأنه من الممكن التوصل إلى اتفاق، بحسب مسؤولين أميركيين وشرق أوسطيين على اطلاع.
                  وبالرغم من رفض قيادات المعارضة السورية في تركيا للمبادرة، إلا أن الأميركيين والأوروبيين طلبوا منهم عدم الإعلان عن ذلك. الأمر الذي لم يحصل كما هو معروف.
                  وصل كيري ولافروف إلى جنيف بعد ظهر الخميس من دون خطة محددة. وقد فاجأ لافروف الأميركيين بإصراره على موقفه من أن مقاتلي المعارضة هم من شنوا الهجوم الكيميائي، وكيف أن السعودية ودولاً عربية أخرى كان لها دور في الإشراف عليه.

                  ومن هنا تفاجأ الفرنسيون بتوصل كيري ولافروف إلى إطار اتفاق لا يحمّل أحداً مسؤولية الهجوم.
                  وقد احتفل بوتين بفوزه على الأميركيين في مقال في صحيفة «نيويورك تايمز». وبحسب مسؤول في الإدارة الأميركية، فإن أوباما شعر، خصوصاً بعد مقال نظيره الروسي، أنه «إذا كان بوتين يريد وضع مصداقيته على المحك في دعمه للمبادرة»، فإنه على البيت الأبيض التأكد من تحميله مسؤوليتها.

                  ***
                  * مؤتمر في بيروت رفضاً للعدوان الأميركي على سوريا


                  الشيخ قاسم في مؤتمر مناهضة العدوان على سوريا: معادلة الجيش والشعب والمقاومة تعمدت بالدم ولا تحتاج اذناً من أحد


                  أكّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال مؤتمر المنتدي العربي والدولي لمناهضة العدوان الأميركي على سوريا أننا مع "الشعب السوري في وجه التحديات الخارجية المتآمرة على مستقبله"، مشيراً الى أن "مطالب الاصلاح في سوريا مشروعة"، وداعياً الى "الحل السياسي ورفض الحل العسكري".
                  وأضاف "لم نعد نناقش اذا كانت المقاومة مجدية أم لا بل تحولت المقاومة الى ثابتة استراتيجية"، مشدداً على أن "معادلة الجيش والشعب والمقاومة تعمدت بالدم والتضحيات وهي ثمن قيام لبنان المستقل ولا تحتاج اذناً من أحد ومن أراد ان يقتلعها فهو يريد اقتلاع أرواحنا وهيهات منا الذلة".




                  وتابع الشيخ قاسم" تواجه سوريا من موقعها في محور المقاومة محور الشيطان الأكبر وربيبته "إسرائيل"، وما يجري في سوريا هو المواجهة بين محورين: محور المقاومة ومحور أمريكا و"إسرائيل"، وهناك عدوانٌ حقيقي يريدونه على محور المقاومة من خلال سوريا، ومطالب هذا العدوان تدمير قدرات سوريا وشعبها، وتهميش دورها، وإضعاف المقاومة، وإراحة "إسرائيل"".
                  وأضاف الشيخ قاسم "قد رأينا خلال السنتين والنصف، إمداداً بالمال والسلاح، وحشد المقاتلين من 80 بلداً، ومواقف عربية وإقليمية ودولية تريد التغيير في سوريا بالقوة، والتهديد بالعدوان الأمريكي، نحن نقول: حرام هذا التدمير المنهجي لسوريا، ونحن مع الشعب السوري الصامد في وجه التحديات الخارجية والمتآمرة على مستقبله".




                  وأردف نائب الأمين العام لحزب الله "يطلبون من القيادة السورية ما لم تحققه اعتداءاتهم، نقول لهم: لا تنوبوا عن الشعب السوري، ودعوه يختار ويحاسب ويقرر، لماذا تخافون من إجراء انتخابات نزيهة في سوريا يختار فيها الشعب السوري قيادته ودستوره ويقوم بالتعديلات التي يريدها"، مضيفاً "لقد ابتدأ المحور الآخر بالعدوان لتغيير موقع سوريا ودورها، فآزرها محور المقاومة بعد مدة طويلة من التدخل الخارجي، ولنا الفخر أن نكون في محور المقاومة الذي يضم إيران وسوريا والمقاومة في لبنان وفلسطين وكل الشرفاء الذين يؤمنون بحريتهم وكرامتهم وسنبقى على هذا المنهج".
                  وأعلن الشيخ قاسم "أننا مع سوريا المقاومة، وضد حرفها إلى المحور الآخر المعادي، ونحن مع سوريا العروبة، وضد انحرافها وانخراطها في المشروع "الإسرائيلي""، قائلاً " يا للخزي والعار، عندما يرجو مسؤولون نفطيون والرئيس فؤاد السنيورة سيدهم باراك أوباما ليعتديَ على سوريا ويدكَّها دماراً"، وسأل" أليس في قلوبكم رحمة على هذا الشعب السوري المظلوم؟ لماذا لا تطالبون بضرب إسرائيل ونصرة الشعب الفلسطيني؟ وهل وصل بكم الوهن أن تبحثوا عن زعامتكم على الأشلاء وبأيدي الأجانب؟"، وأضاف "لا.. لا..ستبقى سوريا قيادة وشعباً مرفوعة الرأس، ونحن معها بكل أحوالها لتصمد وتخرج من هذه الأزمة".
                  ولفت الى أن المقاومة أثبتت فعاليتها في لبنان وفلسطين والعراق، وانتصرت كالشمس تُبهر العالمين، ولولا المقاومة لتوسع الاحتلال وتطاول، واعتبر أن علينا أن نتوقف عن الدفاع عن المقاومة وأن نطالب الآخرين بموقفهم من الاحتلال، فإذا كانوا ضد إسرائيل فلماذا لا يقاومونها؟.

                  من جهته، أكد السفير السوري في لبنان خلال مؤتمر المنتدي العربي والدولي لمناهضة العدوان الأميركي على سوريا أن "الحرب على سوريا استخدمت فيها كل الأسلحة من استخبارات ومال"، مشيراً الى أن "سوريا التي واجهت على مدى ثلاثين شهراً أشرس عدوان متعدد الأسلحة والجنسيات ستبقى قوية ومنتصرة".




                  وأضاف إن "سوريا تقدّر لكل أشقائها وأصدقائها وقفتهم معها وهي قوية بجيشها وشعبها وحلفائها "، لافتاً الى أن "ايران والمقاومة هما هدف الحرب على سوريا".
                  بدوره، أكد السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين أن بلاده "ترفض الخيارات العسكرية وتقبل الشراكة الدولية الواسعة وتعتمد على مبادئ احترام سيادة الدولة"، داعياً الى "التمسك بالشرعية الدولية ودور الأمم المتحدة ومجلس الأمن".
                  وأضاف زاسبيكين "مقتنعون بحتمية الحل السياسي في سوريا ونعمل على وقف العنف وتفعيل العملية التفاوضية بين الحكومة والمعارضة دون شروط مسبقة"، مشدداً على أن "استخدام القوة يغلق أبواب التسوية ويؤدي الى مزيد من الضحايا بين الأبرياء"، وقال "نقف ضد تسليح المعارضة السورية وتدفق المسلحين من كل أنحاء العالم ونحذر من انتشار الارهاب".




                  من ناحيته، شكر رئيس حزب "الاتحاد" الوزير السابق عبد الرحيم مراد المبادرة الطيبة بالمشاركة في الملتقى العربي الدولي، قائلاً " الشعب اللبناني كان عرضة لاحتلال قسم كبير من أراضيه، على يدي العدو الغاشم، وهو قد عقد العزم على أن يأخذ حقه بيديه، وأن يحقق معادلة الجيش والشعب والمقاومة، ليحرر معظم الأرض المحتلة، ويستمر في السعي لتحرير الباقي منها، ويفرض على الجيش الصهيوني، انسحابا مذلا، بلا قيد ولا شرط سنة 2000، ثم يعود ويحقق على هذا الجيش نفسه، نصرا كبيرا سنة 2006، في حرب ضروس، حاول فيها الكيان الصهيوني أن يكسر لدينا إرادة المقاومة".
                  وأضاف مراد ان" اي عدوان جديد أميركي على سوريا، لن يكون نزهة، ولا تستطيع واشنطن ان تحصره، ولا ان تسيطر على تداعياته السلبية عليها، علما بأن العدوان الاميركي، بدأ مع بدء الأحداث في سوريا، واستنفرت واشنطن حلفاءها وأتباعها، والأنظمة التي بتصرفها عربيا وغربيا، حيث قام الجميع بتشكيل وحدان من المقاتلين، من مختلف انحاء العالم، الذين عاثوا في الأرض فسادا، واعملوا آلتهم التخريبية في البنى العمرانية، والبنى المجتمعية، وزرعوا الرعب في قلوب المواطنين، وكانوا العامل المباشر في النزوح السوري الجماعي، إلى الداخل السوري، وإلى دول الجوار، وإلى العالم كله".




                  وأضاف "لقد شهدنا هذه الأيام حركة سياسية ودبلوماسية نشيطة، قادتها الإدارة الروسية، وتتعلق هذه الحركة بالأسلحة الكيماوية، علما بان هذا الموضوع ليس جوهر المشكلة، وإنما هو من تداعياتها، لذلك لا يجوز أن تقتصر الحلول المقترحة على هذا العدوان، وإنما يجب ان يصاحب ذلك آلية واضحة للحل السياسي، الذي يترك الامر للسوريين انفسهم، بوقف الضخ المالي والبشري والتكنولوجي والتسليحي، ضد سوريا، وهو ما تستطيع فعله الولايات المتحدة الأميركية، من خلال إلزامها لحلفائها واتباعها، بالكف عن هذا التدخل، وترك المسار السياسي يأخذ مجراه الطبيعي، من خلال جنيف او غير جنيف".
                  التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 17-09-2013, 09:14 AM.

                  تعليق


                  • 17/9/2013


                    * روسيا اليوم: بان كي مون يأمل بأن يساهم اتفاق لافروف وكيري بشأن الكيميائي السوري في وحدة مجلس الأمن

                    * لافروف: روسيا لديها ’’اسس جدية’’ تدفع للاعتقاد بان الهجوم بالاسلحة الكيميائية كان ’’استفزازا’’

                    * لافروف: نريد أن يجري التحري عن المعلومات التي تحدثت عن نقل أسلحة كيميائية من خارج سورية اليها

                    * نائب وزير الخارجية الروسي يلتقي المعلم في دمشق

                    أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف سيجري مساء اليوم، مباحثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
                    وتأتي زيارة ريابكوف الى سورية بعد توصل وزيري الخارجية الروسي والامريكي سيرغي لافروف وجون كيري إلى اتفاق بشأن وضع الأسلحة لكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية وإتلافها في النصف الأول من عام 2014.

                    * لافروف يترأس الوفد الروسي إلى دورة الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة
                    سيترأس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الوفد الروسي إلى منتدى المناقشة السياسية العامة في إطار دورة الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة الذي سيعقد في الفترة ما بين 24 سبتمبر/أيلول الجاري و1 أكتوبر/تشرين الأول القادم في نيويورك.
                    وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها اليوم، أن الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة تفتتح أعمالها اليوم وستبحث في إطار المناقشة السياسية العامة باعتبارها منتدى فريدا يجمع على قدم المساواة بين دول العالم كلها.

                    * فابيوس ولافروف يؤكدان اتفاق بلديهما بشأن إحلال السلام في سورية



                    أكد وزيرا خارجية روسيا وفرنسا سيرغي لافروف ولوران فابيوس اليوم أن مواقف موسكو وباريس بشأن إحلال السلام في سورية متطابقة، مع الإختلاف بشأن سبل تحقيق هذا الهدف. وقال لافروف، في مؤتمر صحفي عقب محادثات مع نظيره الفرنسي في موسكو، "تطرقنا الى تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وتحديداً الوضع في سورية، وليس لدينا خلافات بشأن الأهداف النهائية وهي إيقاف سفك الدماء وإحلال السلام على أساس احترام السيادة ووحدة الأراضي والطابع العلماني للدولة واحترام حقوق وحريات جميع المجموعات الأثنية"، لكنه تابع أن هناك بعض الخلافات بشأن تحقيق هذه الأهداف.
                    كما اختلف الوزيران في تقييمهما لتقرير المفتشين الدوليين عن استخدام الكيميائي في سورية في 12 آب/اغسطس، حيث اعتبر فابيوس أن التقرير يثبت بوضوح أن النظام السوري هو من استخدم السلاح الكيميائي، بينما لفت لافروف الى أن المفتشين غير مفوضين بتحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم، كما أن تقريرهم غير كامل ولا يجب عن سؤال عما إذا كانت رؤوس الصواريخ التي استخدمت منتجة صناعياً أو يدوية الصنع.
                    من جهة اخرى، أكد لافروف على أن القرار الذي يتوقع أن يقرّه مجلس الأمن الدولي حول اتلاف الأسلحة الكيميائية السورية لن يكون تحت الفصل السابع من شرعة الأمم المتحدة الذي ينصّ على امكانية فرض عقوبات، وحتى اللجوء الى القوة. وصرّح لافروف أن "القرار الذي سيوافق على قرار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لن يكون بموجب الفصل السابع، سبق أن قلنا ذلك بوضوح في جنيف". غير أن فرنسا تسعى الى قرار "قوي وملزم" ينص على "عواقب" ضد سورية في حال عدم تنفيذه.
                    هذا وسبق أن قال وزير الخارجية الروسي في مستهل لقائه مع فابيوس إن موسكو تواصل تعاونها الوثيق مع باريس فيما يتعلق بالعلاقات مع الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وحلف الناتو. بدوره، أشاد فابيوس بعلاقات الصداقة بين روسيا وفرنسا، معرباً عن أمله في بحث الوضع في سورية بشكل إيجابي من أجل إيجاد حل للأزمة، مؤكداً أن باريس تسعى إلى إحلال السلام في سورية. وقال فابيوس إن اجتماع وزراء خارجية ودفاع فرنسا وروسيا سيعقد في موسكو في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، مؤكداً استمرار الاتصالات بين البلدين.

                    * هيغ: بريطانيا مستعدة لإرسال خبراء إلى سوريا للمساعدة بنزع الكيميائي
                    أبدى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، استعداد بلاده لإرسال خبراء إلى سوريا من دون تأمين حماية عسكرية لهم، للمساعدة في نزاع ترسانة الأسلحة الكيميائية.

                    * آشتون ترحّب بنشر التقرير الأممي حول سورية وتدعو لتقديم الجناة إلى العدالة
                    رحّبت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، بنشر التقرير الأممي بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية، داعية إلى تقديم الجناة إلى العدالة.
                    وقالت أشتون في بيان نشر على موقع الاتحاد الأوروبي، "أرحّب بنشر تقرير الأمم المتحدة حول ما جرى في سورية في الحادي والعشرين من آب/أغسطس الماضي"، مضيفة أنه "مع هذا التقرير، لدينا الآن دليل موثوق يؤكد حدوث هجوم كيماوي واسع النطاق في ذلك اليوم، باستخدام غاز السارين".

                    * الابراهيمي يشدد على ضرورة توافر ارادة سياسية لعقد مؤتمر ’’جنيف 2’’

                    اعتبر الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي، ان عقد مؤتمر "جنيف 2" لايجاد حل سياسي للنزاع السوري يتطلب توافر "ارادة سياسية فعلية وصلبة" لدى الاطراف المعنيين.
                    واكد الابراهيمي، انه سيلتقي في 28 ايلول/سبتمبر الجاري في نيويورك وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في محاولة لتحديد موعد لهذا المؤتمر.

                    ***
                    * أوباما: قرارات مترددة وخطوة الى الوراء

                    أوباما: فاجأ العالم بتراجعه كما فاجأه بتهديده

                    سركيس ابو زيد

                    فاجأ أوباما العالم وأدھشه بقراراته المتسرعة والمتناقضة:
                    بداية فاجأ الرئيس الأميركي العالم باندفاعته في الملف السوري عندما أكد عزمه على توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري لأنه استخدم السلاح الكيماوي. ھذه الضربة حددت لها مواعيد ثم أرجئت. ثم وبسرعة قرر اوباما تجميد مشروع الضربة العسكرية ضد سوريا. وكمخرج لأزمته، وضع قراره المبدئي بالضربة التأديبية في عھدة الكونغرس. وكأنه تذكر فجأة الصلاحيات ، و اعلن أنه يريد تفويضا وغطاء ومساعدة من الكونغرس كمخرج لمأزق يصعب عليه التقدم أو التراجع من دونه... وباشرت الادارة الاميركية قرع طبول الحرب وعاش العالم لايام على اعصابه يترقب العدوان خلال ساعات .
                    وفجأة تقدمت روسيا بمبادرة لمراقبة السلاح الكيماوي السوري فتلقفها بسرعة اوباما كمخرج لتخبطه ومأزقه .
                    ان قرارات اوباما المترددة تعني استمرار "اللاقرار" في موضوع الضربة العسكرية مما شكل صدمة وخيبة لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. فإسرائيل لم تعد واثقة من استعدادات أوباما حيال السلاح النووي الإيراني إذا كان تعاطيه على ھذا القدر من التردد والتخبط حيال السلاح الكيماوي السوري. ودول الخليج منزعجة من استمرار حال العجز والتقاعس، والمعارضة السورية محبطة ولا تريد أن تصدق أن ھناك تراجعا أميركيا لا بل تقدم تبريرا لما فعله وتقنع نفسھا أن أوباما خطا خطوة الى الوراء ليتقدم خطوات الى الأمام وليعاود مشروع الضربة العسكرية من موقع داخلي أقوى، وأن تأجيل الضربة ھو بھدف دراستھا بشكل أعمق وتحضير الحلول والبدائل لمرحلة ما بعد انھيار النظام، وأن موقفه يعكس مناورة لتحقيق عدة أھداف مثل الحصول على غطاء سياسي داخلي يخوّله قيادة تحالف دولي ضد الرئيس الأسد مع ممارسة ضغوط على الروس القلقين من تداعيات الضربة العسكرية ... أما خصوم أوباما فإنھم عند رؤيتھم لتعثره وارتباكه زادوا ضغوطھم ورفعوا من وتيرة التحدي والمواقف التي توحي بالارتياح والإمساك بزمام المبادرة... كان السؤال قبل أيام: متى تقع الضربة العسكرية الأميركية بعدما أصبحت مؤكدة وحتمية؟! اليوم السؤال المطروح بقوة: لماذا تراجع أوباما ولم يقدم على تنفيذ تھديده؟، ھذا الموضوع استحوذ على اھتمامات وتعليقات كثيرة والأسباب التي وردت عند مراقبين وخبراء في شؤون السياسة الأميركية والشرق الأوسط ركزت على النقاط التالية في تعداد أسباب مباشرة وغير مباشرة وراء تراجع أوباما:



                    1- شخصية أوباما السياسية التي تتميّز بالتردد والتراجع عند الضغط .
                    2- عدم وجود رؤية سياسية واضحة لديه ازاء الأزمة السورية التي قرر الھروب منھا منذ اندلاعھا ولكنھا لاحقته وأوقعته في فخ الخطوط الحمر التي رسمھا.
                    3- استراتيجية الانكفاء وعدم التورط في حروب خارجية التي طبعت سياسة أوباما في الشرق الأوسط بدلا من استراتيجية الھجوم التي اتبعھا الرئيس السابق جورج بوش. وھذا يعود الى التجربة الأميركية المرة في أفغانستان والعراق، وحتى أنه يرتبط بالأزمة الاقتصادية الأميركية وميل أوباما الى عدم تحمّل مسؤوليات وأكلاف أي حرب جديدة.
                    4- الموقف البريطاني المفاجئ الناجم عن رفض مجلس العموم البريطاني إعطاء تفويض وغطاء لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون. خروج بريطانيا الشريك التقليدي والدائم للولايات المتحدة في كل حروبھا، خذل أوباما وصدمه ... فالغياب البريطاني لا يعوّضه حضور فرنسي خصوصا إذا كانت ألمانيا وإيطاليا أيضا ودول أوروبية أخرى معترضة على قرار الحرب.
                    5- اتجاه الموقف الروسي الى التصعيد والتھديد بعواقب وخيمة على النظام العالمي وعلى الاستقرار الإقليمي بعدما تيقن الروس من تضعضع الأرضية السياسية والدبلوماسية للضربة العسكرية الأميركية مع إقفال باب مجلس الأمن وحصول تصدّع في الموقف الأوروبي...
                    6- التھديدات الإيرانية التي أبلغت الى الولايات المتحدة عبر طرق ورسائل جرى إبلاغھا الى سلطان عمان السلطان قابوس الذي زار طھران في مسعى وساطة بين الولايات المتحدة وإيران، والى جيفري فيلتمان الذي زار طھران بصفته مساعدا للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية ولكنه زارھا واقعيا بصفته موفدا أميركيا خاصا. ولاحقا عملت إيران على توضيح حجم رد فعلھا والمضاعفات الناجمة عن قصف سوريا والتي ستتجاوز حدود سوريا وتطال إسرائيل.
                    كما حذرت إيران الأميركيين من أن الوضع سيصبح خارج السيطرة وسيكون من الصعب التحكم بمجريات الأحداث وحجم الضربة ومداھا والوضع الذي ينشأ...
                    التريث الأميركي يساوي حتى الآن تأجيلا للعدوان، و كلما طال أمد التريث كلما ضعفت احتمالات العدوان وتراجعت ، وبالتالي يصبح التأجيل بمثابة إلغاء ... كان في إمكان أوباما الذھاب الى حرب بلا تفويض والعودة الى الكونغرس لاحقا، ولكنه قرر أنه يريد مزيدا من الوقت ليعد ضربته وظروف نجاحھا جيدا أم ليعد إخراجا مناسبا للتراجع؟! و هكذا بعدما أخرج قراره من آليات الأمم المتحدة ومجلس الأمن أدخله في متاھة الانقسامات الداخلية الأميركية و الأوروبية.
                    العامل المحدد لتراجع اوباما هو مراجعته لحسابات الصراع على قاعدة المصالح وموازين القوى وتوازن الرعب . باختصار لقد نجحت جبهة المقاومة والممانعة بفرض معادلة اما التراجع واما حرب شاملة طويلة الأمد مما يعني تحول سوريا الى فيتنام جديدة. امام هذه المعادلة اختار اوباما التجاوب مع المبادرة الروسية والتراجع خطوة الى الوراء تحضيراً لخطة جديدة مترددة بين الحل السياسي وتحريك التسوية. وفي كل الحالات لم يعد اوباما وحده صاحب القرار.

                    ***
                    * لقاء سرّي أميركي أوروبي وأردني مع سلمان والجولاني

                    اللقاء ناقش في عمان مدى جهوزية المجموعات المسلحة في سوريا لمواكبة العدوان العسكري المحتمل واستعداد السعودية لتقديم كل ما يلزم
                    كشفت مصادر مطلعة لـ "المرصد السوري المستقل" عن اجتماع سري عقد مؤخراً في العاصمة الأردنية عمان ضمّ خبراء عسكريين رفيعي المستوى وضباط مخابرات أميركيين وبريطانيين وفرنسيين وأردنيين وشارك فيه أيضاً الأمير السعودي سلمان بن سلطان وقائد ما يسمى "جبهة النصرة" أبو محمد الجولاني. وأوضحت المصادر ذاتها أن "الاجتماع الذي عقد بتاريخ 10-9-2013 في الجناح الخاص للخبراء العسكريين الأميركيين في فندق الفورسيزون في شارع الكندي بعمان، دام لمدة حوالي ساعتين وتمّت خلاله مناقشة العديد من الأمور ومدى استعدادات المجموعات المسلحة في سوريا لمواكبة الضربة العسكرية في حال حصولها".


                    لقاء سرّي بين ضباط أميركيين وأوروبيين وأردنيين والأمير سلمان والجولاني في عمان

                    وبحسب المصادر فإن "الفريق الأميركي أبلغ الجولاني أن هدف الضربة هو استهداف المراكز الحساسة والاستراتيجية وخاصة المطارات وقواعد الصواريخ وأنه سوف يترك الأمر بعدها إلى المجموعات المسلحة للدخول ميدانياً على الأرض". وأضافت المعلومات بأن "الأمير سلمان المقيم في الأردن والذي يشرف على معسكرات تدريب المسلحين فيها، تدخل مؤكدًا استعداد السعودية لتقديم كل ما يلزم من أسلحة بكل أنواعها وسيارات قتالية"، عارضًا أيضًا مشاركة بلاده في العمليات الجوية "إذا لزم الأمر، لكن ليس لدينا إمكانية المشاركة ميدانياً على الأرض".
                    وأوضحت المصادر لـ "المرصد السوري المستقل" أن "الأبرز في هذا الاجتماع كان التركيز على جنوب سوريا واستعدادات الجانب السوري على تلك الجبهة وضرورة أن تنجح عمليات التسلل واختراق الثغرات من الناحية الجنوبية بشكل خاص".
                    وبحسب المصادر، كان اللافت في الاجتماع الطلب الأميركي والسعودي من متزعم "جبهة النصرة" أبو محمد الجولاني، التنسيق الكامل مع ما يسمى "الجيش الحر"، وقد وافق الجولاني على هذا الطلب، وتعهّد بأن تتوقف أي عمليات قتالية بين "جبهة النصرة" و"الحر"، وأن تكون هناك غرفة عمليات مشتركة وتنسيق كلي بين الطرفين في العمليات العسكرية العدوانية ضد الجيش السوري النظامي، على غرار ما يجري في درعا والقنيطرة وريف دمشق.
                    وتابعت المصادر القول أن "الجانب السعودي تعهّد باستمرار تقديم كل الدعم المالي واللوجستي لـ "جبهة النصرة" عن طريق ما يعرف بـ "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" والجمعيات الأخرى التابعة للتيارات السلفية في السعودية والتركيز أكثر على الجبهة الجنوبية وتحت الإشراف السعودي".
                    والجدير ذكره أنها المرة الثانية التي يجتمع فيها الجولاني مع مسؤولين سعوديين وأميركيين في عمان حيث كانت المرة الأولى بحضور رئيس ما يسمى "الائتلاف السوري" المعارض أحمد الجربا وتمّ تأمين زيارة الأخير إلى درعا بوساطة من الجانبين السعودي والأردني.

                    * كيسنجر: رحيل الأسد عن السلطة سيؤدي إلى الفوضى

                    وزير الخارجية الأمريكي الأسبق: بوتين لا يرغب بأن تحدد أمريكا منفردة اتجاه الأمور في الشرق الأوسط
                    قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، إن موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيال سوريا يعود إلى قلقه من تزايد دور التشدد، معتبرا أن الخروج الفوري للرئيس الأسد من السلطة قد يؤدي إلى فوضى.



                    مواقف كيسنجر، الذي تولى أيضا منصب مستشار الأمن القومي لبلاده ولا يزال يعتبر من بين الشخصيات الأكثر اطلاعا على خفايا الدبلوماسية الدولية جاءت في مقابلة مع CNN، اعتبر فيها أن موسكو اختارت توقيتا مثاليا من أجل تقديم مبادرتها حول السلاح الكيماوي.
                    وقال كيسنجر، ردا على سؤال حول حقيقة موقف موسكو وما يريده الرئيس الروسي إن "بوتين يعتبر أن التشدد هو التهديد الأمني الأكبر لبلاده، كما أنه لا يرغب بأن تحدد أمريكا منفردة اتجاه الأمور في الشرق الأوسط، ولذلك عندما بات البيت الأبيض بموقف محرج مع إمكانية رفض الكونغرس المصادقة على ضربة عسكرية لسوريا، رأى بوتين في الأمر فرصة من أجل التدخل عبر تخفيف العبء عن الجانب الأمريكي ومعالجة مشكلة مشتركة للجانبين".
                    وتابع كيسنجر بالقول إنه "بحسب مراقبتي فإن مصدر القلق الأكبر في سوريا بالنسبة لبوتين هو إمكانية تسبب هذا النزاع في زيادة التشدد بالمنطقة وليس حماية شخص بعينه" في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.
                    وحول موقفه من التحليلات التي تعتبر أن الوضع القائم في سوريا حاليا يخدم مصالح واشنطن على أفضل وجه وأن أمريكا لن تستفيد من بقاء (الرئيس) الأسد أو رحيله قال كيسنجر: "أعتقد أنه من الخطأ القول بأن مشكلة سوريا تتمثل في شخص الأسد وأن رحيله سيحل تلك المشاكل".
                    وأضاف وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، أن "على أمريكا العمل من أجل قيام حكومة انتقالية دون أن يكون ذلك مرتبطا في بداية الأمر برحيل (الرئيس) الأسد عن السلطة، فقد قال بوتين إن إزاحة الأسد عن السلطة بشكل فوري سيؤدي إلى الفوضى بسوريا، وأظن أن هذا التقدير في محله".

                    * أسباب التراجع الغربيّ عن الهجمة على سوريا



                    سید مهدي نوراني - مدیر مکتب "آسيا" في ایران
                    استطاعت دبلوماسيّة موسكو الذكيّة والتي جاءت نتيجة دراسات دقيقة وقراءات معمّقة قام بها الخبراء والمحلّلون بوزارة الخارجيّة الروسيّة، استطاعت هذه الدبلوماسيّة أن تحقّق نصراً دبلوماسيّاً جديداً للمسؤولين في الكرملين، وأن تُلحق ضرراً بالقوّة الناعمة لأمريكا في المنطقة، على خلفيّة التحوّلات الراهنة التي تجري أحداثها في منطقة الشرق الأوسط.
                    ما حدث في الأيّام الأخيرة على أعقاب التهديدات الشديدة اللّهجة لأمريكا وبعض الدول الغربيّة والعربيّة المتحالفة معها، كشف عن تحوّل التوجّه العالميّ من التركيز على مصر إلى التركيز على سوريا. وبدا أنّ الهدف من هذا التحوّل هو تجميع القوى وحشد جميع الطاقات والإمكانات بما يمهّد لتوفير السبل وتهيئة الظروف المناسبة، الإقليميّة والعالميّة، التي تسمح بشنّ هجمةٍ عسكريّة على سوريا.
                    وكانت شدّة التهديدات بضرب سوريا قد بلغت حدّاً بعيداً، بحيث إنّ عناصر الردع القائمة في المنطقة، ومن جملتها: قوّة محور المقاومة وقدرتها على الردّ، والخوف من ردّة الفعل القاسية لهذا المحور على الهجمة المحتملة على سوريا، لو لم تكن متوفّرةً وموجودةً، لما تردّد المحور الآخر لحظةً في تنفيذ تهديداته بالهجوم على سوريا، غير أنّ الورقة الرابحة التي قلبت المعادلة هنا ومنعت هذا المحور الأمريكيّ من الإقدام على أيّ تصعيدٍ في الجانب العسكريّ، تمثّلت في روسيا التي استطاعت بذكائها أن تكسب المواجهة الدبلوماسيّة.
                    بدأت القصّة من النفق المسدود الذي وجد الغرب نفسه مضطرّاً إلى دخوله على أعقاب تهديداته الجادّة بالهجوم على سوريا، وكان الواقع أنّ باراك أوباما، وبعد سيل التهديدات التي أطلقها من جهة، وعدم تهيّؤ الظروف المساعدة لشنّ هجومه على سوريا، من جهةٍ ثانية، كان قد وجد نفسه على أعتاب السقوط في فضيحةٍ إقليميّة كبرى، إضافةً إلى أنّ فرنسا، الشريك الرئيسيّ للولايات المتّحدة، في التهديد بضرب سوريا، وقعت ـ من جانبها ـ تحت وطأة ضغوطاتٍ شديدة فُرضت عليها بسبب معارضة الرأي العامّ لأيّ تدخّل عسكريٍّ في سوريا.
                    ومن هنا، ومن واقع إدراكه لحقيقة المأزق والواقع المأزوم القائم في المنطقة، وعدم ميل محور المقاومة إلى خوض غمار حربٍ شاملةٍ تدمّر المنطقة بأسرها، أقدم الكرملين الروسيّ على ابتكار حلٍّ للأزمة، يضمن ـ من جهة ـ مصالح دمشق، بوصفها الحليف الاستراتيجيّ لروسيا، ويقدّم ـ من جهةٍ أُخرى ـ مخرجاً ملائماً نسبيّاً لأوباما يخلّصه من المأزق الذي وجد نفسه متورّطاً به.
                    وفي هذا السياق، تحدّث فلاديمير بوتين، الرئيس الروسيّ، في مقالٍ له كتبه ليخاطب به الشعب الأمريكيّ، ونشرته صحيفة (نيويورك تايمز)، تحدّث عن أنّ الاستفادة من القوّة والعنف في المناسبات العالميّة وفي حلّ الملفّات والقضايا الدوليّة يُعدّ أمراً عديم الأثر والفائدة، مذكّراً بالتجارب المريرة التي خاضتها أمريكا خلال حروبها السابقة في أفغانستان والعراق وليبيا، ومؤكّداً على أنّه مهما كانت الهجمات محدودةً ومركّزة، ومهما كانت الأسلحة المستخدمة دقيقةً ومتطوّرة، فإنّه لا بدّ من أن ينجم عنها خسائر كبيرة في الأرواح، وهي ستؤدّي ـ لا محالة ـ إلى سقوط ضحايا من المدنيّين والأطفال والشيوخ، مع العلم بأنّ هؤلاء المدنيّين هم الذين يُدّعى أنّ الحروب إنّما قامت وتقوم لأجل الحفاظ عليهم.
                    وإذ أكّد بوتين على أنّه « يجب علينا أن نتوقّف عن استخدام لغة القوّة، وأن نعود إلى مسار التسوية الدبلوماسيّة والسياسيّة المتحضّرة»، كتب قائلاً: «ها قد لاحت في الأفق فرصة جديدة لتجنّب عمل عسكريٍّ في الأيّام القليلة الماضية. ولذا، يجب على الولايات المتحدة وروسيا وجميع أعضاء المجتمع الدوليّ الاستفادة من إعلان الحكومة السوريّة استعدادها لوضع ترسانتها الكيماويّة في ظلّ رقابة دوليّة تمهيداً لتدميرها في ما بعد. ووفق تصريحات الرئيس أوباما، فإنّ الولايات المتّحدة ترى في هذا بديلاً عن العمل العسكريّ».
                    ومن الواضح أنّ موسكو عندما قدّمت هذا الاقتراح المذكور، فهي دوّنته بطريقةٍ لا تخلّ بموازين القوى في المنطقة، وقد فهم القادة والمسؤولون الغربيّون ذلك جيّداً، لكنّهم ولأجل تضليل الرأي العامّ لم يأتوا على ذكره في العلن. وفي هذا الوسط، لم يبقَ سوى بعض الدول العربيّة، التي وجدت أنفسها وحيدةً على الساحة، ولم تستطع أن تتقبّل هذه الهزيمة، ما جعلها تُقدم علناً على توجيه انتقاداتها للغرب على خلفيّة تراجعه وطريقة تعاطيه مع هذا الملفّ.
                    وليس هناك من شكٍّ في أنّ هذه الضربة لسوريا لو تمّت، لكانت ـ بالنظر إلى التداعيات التي كان يُرتقب أن تنجم عنها ـ أهمّ وأخطر حادثةٍ يُتّخذ القرار بشأنها منذ انتهاء الحرب العالميّة الثانية وحتّى وقتنا الحاليّ. وقد ذهب جمّ غفير من الخبراء والمحلّلين في الشؤون الاستراتيجيّة إلى أنّ هذه الهجمة لو تمّت، فإنّ نيرانها ستمتدّ وتتّسع كثيراً، وربط هؤلاء بين القيام بهذه الضربة وبين تشكّل واندلاع الحرب العالميّة الثالثة.
                    فيما ذهب آخرون إلى أنّه على تقدير اندلاع هذه الحرب، فهي ستمتدّ لتجتاح على الأقلّ عشرةً من بلدان المنطقة، الأمر الذي من شأنه أن يهدّد الأهداف والمطامع الغربيّة في الحفاظ على الشريان النفطيّ الذي تجسّده المنطقة بالنسبة إلى الغرب، وفي تأمين الأمن لموارد الطاقة في المنطقة.
                    وأمّا المشروع الأمريكيّ القاضي بإسقاط النظام في سوريا، فقد تمّت مناقشته، وبشكلٍ جدّيّ، في العديد من مراكز الأبحاث والدراسات التي يعتمد عليها صنّاع القرار في الغرب، ومالت نتيجة هذه المناقشات لصالح الاعتقاد بأنّ واشنطن لا تملك بديلاً يمكن التعويل عليه لاستلام الحكم في سوريا مستقبلاً. وأمّا تلك التيّارات والجماعات الإرهابيّة والتكفيريّة التي تقدّم لها واشنطن الدعم والمساعدة لإسقاط عدوّهم المشترك ـ أعني: بشّار الأسد ، فتلك الجماعات من وجهة النظر الأمريكيّة ـ الإسرائيليّة لا يمكن لها ـ بحالٍ من الأحوال ـ أن تكون بديلاً ملائماً لاستلام الحكم والسلطة في سوريا.
                    وبالنظر إلى التأييد الشعبيّ الكبير الذي يحظى به النظام الحاليّ في سوريا، فلا يوجد في الجماعات والتيّارات المعارضة تيّار متجذّر له حضور قويّ على الساحة الداخليّة السوريّة بحيث يمكن أن يُعهد إليه بأداء هذا الدور الكبير والمهمّ.
                    هذا كلّه، أوصل الغرب إلى الاقتناع بهذه النتيجة، وهي أنّه ليس من العقلانيّ أبداً الاتّكال على ادّعاءٍ فارغ لا يوجد له أيّ مستند قانونيّ في رمي بلدٍ كسوريا جارة "إسرائيل" الملاصقة لها إلى مصيرٍ مجهول وغير مستقرّ. يأتي هذا في وقتٍ كان فيه جون كيري، وزير الخارجيّة الأمريكيّة، قد أكّد، في خطابٍ له ألقاه في مجلس الشيوخ، ٢٥ مرّةً على سعي أمريكا وحرصها عن توفير الأمن لـ "إسرائيل" في المنطقة.
                    فشل أمريكا في إيجاد توافقٍ عالميّ في شأن هذه الهجمة، وفشلها حتّى في جمع الأدلّة التي تُثبت عدم كذبها فيما يرتبط بإقدام النظام السوريّ على استخدام أسلحة الإبادة الجماعيّة، أظهر ـ أكثر من أيّ وقتٍ مضى ـ الصفة غير القانونيّة لهذه الضربة الشاملة التي كانت تفكّر بتوجيهها إلى سوريا، الأمر الذي أوقع كثيراً من الدول الأوروبّيّة في دوّامةٍ من الحيرة والتردّد منعتها من المضيّ قدماً في دعم وتأييد هذه الخطوة الأمريكيّة.
                    وهنا، في هذا السياق، لا ينبغي إغفال دور المعلومات التي قدّمها حماة سوريا وحلفاؤها الاستراتيجيّون، وعلى رأسهم: إيران وروسيا، في فضح كذبة اتّهام النظام باستخدام الأسلحة الكيميائيّة.
                    ردّة الفعل الجدّيّة التي أظهرها محور المقاومة تجاه التهديدات الغربيّة لسوريا، إضافةً إلى اطمئنان أمريكا إلى هجماتٍ انتقاميّة يمكن أن تشنّها هذه الجبهة في صورة البدء بشنّ حربٍ على سوريا، شكّلا عامل ضغطٍ آخر على واشنطن دفعها إلى التراجع عن لهجتها الشديدة هذه وعن تهديداتها المتكرّرة بالحرب ضدّ سوريا.
                    وبعد مضيّ فترةٍ وجيزة على سفر جيفري فيلتمان ـ المسؤول السابق بوزارة الخارجيّة الأمريكيّة ـ إلى إيران، بوصفه مساعد الأمين العامّ للأمم المتّحدة (بان كي مون)، وبعد الجواب القاطع الذي سمعه من إيران باستعدادها الذهاب إلى النهاية في حماية سوريا، وعدم استعدادها للتخلّي عن حلفها مع الرئيس بشّار الأسد، انحسرت تهديدات البيت الأبيض ضدّ سوريا، تاركةً المجال للحلول والمفاوضات السياسيّة، نظير الاقتراح الذي قدّمته روسيا.
                    هشاشة الاقتصاد الأمريكيّ، ولا سيّما في ظلّ تنبّؤاتٍ حول عودة الركود إلى الاقتصاد العالميّ، لا يسمح مجدّداً بخوض أيّ تجربةٍ حربيّة باهظة الثمن وغير مضمونة النتائج، إضافةً إلى ما يترتّب على هذه الحرب من تداعياتٍ، من بينها ارتفاع قيمة النفط والتهديد بإغلاق مضيق هرمز وقناة السويس. وبخاصّةٍ: أنّ التجارب الأخيرة التي خاضتها أمريكا في حروبها على العراق وأفغانستان انتهت بخسارتها وفشلها، وأنّ كفّة الأثمان العسكريّة والسياسيّة والأمنيّة الباهظة التي تكبّدتها أمريكا من جرّاء هذه الحروب كان أرجح بكثيرٍ من المنافع التي استطاعت أن تحقّقها.
                    ومن هذا المنطلق، التهب الرأي العامّ في الشارع الأمريكيّ في معارضة إقدام الولايات المتّحدة على شنّ هذه الضربة، ووفقاً للتقارير الإعلاميّة الواردة من هذا البلد، فإنّ أكثر من ٧٠ بالمائة من الشعب الأمريكيّ أعلنوا رفضهم لهذه الضربة التي يزمع المسؤولون في أمريكا شنّها.
                    ومن هنا أيضاً، عمل أوباما على إنهاء لعبته الخاسرة بترجيح الحلّ السيّء على الحلّ الأسوأ، ساعياً إلى إيجاد مهربٍ له من الوعود والشعارات الحماسيّة الفارغة التي كان يُطلقها في بداية الحرب على سوريا.. وهكذا، ليكتسب أوباما بذلك لقب (أضعف رؤساء أمريكا)، بدلاً من اللّقب الذي كان يطمح لنيله، وهو لقب (أكثر رؤساء أمريكا طلباً للسلام العالميّ)؛ وذلك لأنّه ـ هو أيضاً ـ أثبت خلال هذه الأزمة أنّه لو أُتيحت له القدرة اللّازمة على شنّ حربٍ هنا أو هناك، فإنّه لا يقلّ قساوةً وميلاً إلى العنف والخشونة عن كلٍّ من جورج بوش الأب، وجورج بوش الابن.
                    التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 18-09-2013, 01:31 AM.

                    تعليق


                    • 17/9/2013


                      * محققون دوليون: المسلحون الاجانب ارتكبوا معظم جرائم الحرب بسوريا



                      قالت محققة دولية معنية بحقوق الانسان اليوم الاثنين إن جرائم الحرب التي يعزى ارتكابها إلى الجماعات المسلحة في سوريا وقعت أغلبها على أيدي مسلحين أجانب.

                      وقالت المحققة كارن كونينج ابو زياد في جنيف "اذا كنت ستبحث عن الجماعات المعارضة التي ترتكب أفظع الجرائم فابحث على وجه الخصوص عن المسلحين الاجانب فهي حيث يقاتل المسلحون الاجانب".
                      وأضافت انه في تباين مع ذلك يحاول سليم ادريس رئيس ما يسمى المجلس العسكري الاعلى الذي يشرف على تجمع المسلحين الذي يعرف بالجيش السوري الحر "غرس قانون حقوق الانسان" وتدريب الجنود على قوانين الحرب.
                      وابو زياد من بين الاعضاء الاربعة الرئيسين في لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة والمعنية بسوريا وهي هيئة أنشأها مجلس حقوق الانسان قبل عامين للتحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية في الصراع السوري.

                      * بكين ’’ستدرس بجدية’’ التقرير الاممي حول السلاح الكيميائي السوري
                      اكدت الصين الثلاثاء انها "ستدرس بجدية تقرير الامم المتحدة حول استخدام اسلحة كيميائية في سوريا في 21 اب/اغسطس"، رافضة في الوقت نفسه استخلاص اي نتيجة بشأن منفذي هذا الهجوم.
                      وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي "ان الصين تولي هذا التقرير اهمية كبيرة وتعتزم دراسته بشكل جدي". وقال "نصر على وجوب ان يقود هذا التحقيق فريق الامم المتحدة بطريقة محايدة ومهنية ومستقلة".

                      * فيصل مقداد: النظام السعودي ’’منحط’’ وهذا الحقد ليس غريبا عليه
                      وصف نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ،خلال حديث متلفز، النظام السعودي بالـ"المنحط" مؤكدا أن"هذا الحقد ليس بغريب على النظام السعودي."
                      كما وجه الشكر "الجمهورية الاسلامية خصوصا قائد الثورة السيد الخامنئي."
                      ورأى المقداد "قادة لبنانيين وطنيين دافعوا عن لبنان قبل سورية عبر مواقفهم مما يجري في سورية"، معتبرا أن"البعض في لبنان لا يستحقون التعليق على مواقفهم وهم لم يقفوا مع شعبهم،" وأضاف"البطرك الراعي هو من المخلصين للبنان وكانت الصورة اليه واضحة مما يجري في المنطقة."

                      * دمشق تتهم الدول الغربية بالسعي "لفرض ارادتها" على الشعب السوري



                      اتهمت دمشق الثلاثاء الدول الغربية بالسعي لفرض ارادتها على الشعب السوري، وذلك ردا على تصريحات لوزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الاثنين.
                      وقال مصدر في وزارة الخارجية اوردته وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان "مجريات المؤتمر الصحافي لوزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا فضحت حقيقة اهدافهم في سوريا، لفرض ارادتهم على الشعب السوري"، متهما هذه الدول بـ"دعم المجموعات الارهابية المسلحة المرتبطة بجبهة النصرة التي تستمر بارتكاب جرائمها ضد الشعب السوري بهدف اطالة امد الازمة في سوريا".
                      وكان وزراء خارجية الولايات المتحدة جون كيري وفرنسا لوران فابيوس وبريطانيا وليام هيغ عقدوا الاثنين مؤتمرا صحافيا مشتركا في باريس. وقال كيري خلال المؤتمر "سنبذل كل ما في وسعنا لمساعدة الشعب السوري على الخروج من الفوضى والعنف". مؤكدا "التزامنا حيال المعارضة".
                      واشار المصدر السوري الى "أن سوريا أكدت في مناسبات متعددة الالتزام بالحل السياسي القائم على الحوار بين السوريين بقيادة سوريا بما يمكن الشعب السوري من رسم مستقبله بنفسه". واضاف ان سوريا "تؤكد اليوم على وجوب أن تحترم أي عملية سياسية يتم التوافق عليها دوليا خيارات الشعب السوري وأن تبتعد عن أي محاولات لمصادرة إرادته بشكل مسبق".
                      وشدد المصدر على ان الرئيس بشار الاسد "هو الرئيس الشرعي الذي اختاره الشعب السوري وسيبقى كذلك طالما أراد الشعب السوري ذلك وهو يمارس صلاحياته بموجب الدستور الذي أقره الشعب السوري". اضاف "ومن لا تعجبه هذه الحقيقة فعليه ان لا يذهب الى مؤتمر جنيف".
                      ويأتي هذا الموقف ردا على تصريح كيري في مؤتمر الامس ان "الاسد فقد اي شرعية تخوله ان يحكم بلاده". واكدت الخارجية ان "الحديث عن المشروعية السياسية والدستورية في سورية هو حق حصري للشعب السوري لا يجوز للولايات المتحدة ولا لحلفائها أو أدواتها إدعاء الحق بمصادرته او تخويل نفسها السلطة والولاية لفرض إرادتها بهذا الشأن على الشعب السوري".
                      واشار المصدر السوري الى ان "ادعاء الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها الالتزام تجاه الحل السياسي للازمة في سوريا والتزامها بانهاء العنف، يتناقض مع محاولاتها المستمرة استباق العملية السياسية وفرض شروط مسبقة عليها واستمرارها بدعم المجموعات التي تمارس العنف والارهاب في سوريا".

                      * مصدر امني سوري يتهم مسلحي المعارضة بامتلاك صواريخ ارض-ارض وغاز السارين



                      أكد مسؤول امني سوري الثلاثاء ان مسلحي المعارضة المسلحة يمتلكون صواريخ ارض - ارض مصنعة محليا بالاضافة الى غاز السارين، وذلك غداة نشر تقرير للامم المتحدة زعم استخدام اسلحة كيميائية في هجوم في ريف دمشق الشهر الماضي.
                      وقال المسؤول في اول رد فعل سوري عقب نشر التقرير "أنفي مئة بالمئة استخدام الجيش السوري لهذه المادة"، مشيرا الى ان "لا مبرر للجوء الى هذا السلاح لاننا نحقق انتصارات على الارض". واضاف المسؤول ان "من يلجأ الى هذا السلاح هو المنهزم الذي وصل الى مرحلة الانتحار"، مشيرا الى ان الجيش السوري "يحقق تقدما في كل المناطق، والعمليات جارية وفق الخطة الموضوعة".
                      واشار المسؤول الى "ان الارهابيين يصنعون صواريخ ارض-ارض محليا، ومن المرجح ان يكونوا قد استخدموا غاز السارين فيها"، في اشارة الى هجوم الغوطة المزعوم في 21 آب/اغسطس. واضاف "ان الارهابيين يعلمون تمام المعرفة كيفية تركيب المادة على رؤوس الصواريخ"، مشيرا الى انهم "تلقوا تدريبات على ايدي خبراء من المخابرات الاميركية والفرنسية والبريطانية يعملون معهم على الارض".

                      * الامام الخامنئي ينتقد إقرار الغرب العداء لإيران
                      الامام الخامنئي: نرفض امتلاك السلاح النووي ليس من أجل امريكا بل التزاماً بعقيدتنا
                      أكد سماحة الامام السيد علي الخامنئي خلال استقباله قادة و كوادر الحرس الثوري الإيراني المشاركين في الملتقى العشرين لقادة الحرس، رفض الجمهورية الاسلامية الكامل لامتلاك الاسلحة النووية.

                      و في

                      معرض حديثه قال سماحته: "اننا نرفض السلاح النووي ليس من اجل امريكا أو غير امريكا بل على العكس لان عقيدتنا و مبادئنا لا تسمح بذلك كما لا ينبغى لاحد ان يمتلك هذا السلاح ايضا".
                      وأشار سماحته الى أن عالم الدبلوماسية هو عالم اطلاق الابتسامات، في ما بدا رداً مبطناً على ما نشر مؤخرا عن تبادل رسائل امريكية ايرانية، موضحا ان الطرف المقابل لايران يطلق الابتسامات و يدعو لاجراء مباحثات مشتركة، في حين يقر بشكل علني و صريح بالعداء، مشددا على ان العداء مع ايران من قبل الغرب ليس بسبب أشخاص محددين بل بسبب هوية وحقيقة الجمهورية الاسلامية المناهضة للظلم و الداعمة للحق.

                      ***
                      * إيران وجّهت صواريخها وقالت لهم سوريا ليست لوحدها ..!
                      زينب الطحان



                      حول عنوان "الأزمة السورية وتداعياتها على المنطقة" عقد المجلس الدولي لدعم المحاكمة العادلة وحقوق الإنسان ندوة ثقافية - سياسية في الفندق السياحي "باب الحارة" على طريق المطار لمدينة بيروت، تحدث فيها عدد من المحللين السياسين من سوريا ولبنان والبحرين والكويت، وأدار الندوة الزميل من قناة الميادين محمد فقي


                      النائب الكويتي دشتي : الأسد رمز عزتنا



                      النائب الكويتي الدكتور عبد الحميد دشتي أكد رفضه لأي عدوان على سوريا مبيّنا ، أنهم لم يفكروا بالعدوان إلا بعدما باتوا يخسرون في الميدان، وبداية سلسلة فشلهم المتكرر في إحراز القوات المسلحة أي إنجاز عسكري أمام الجيش السوري الأبي. فبدأوا ببعثرة المليارات من أموال الأمة وجندوا حثالة البشر لقتل الإنسان العربي في سوريا، سواء المسلم أو المسيحي. وقال النائب الكويتي أن كل محاولاتهم لم تهن من عزيمة الجيش السوري والمواطن السوري وتلك البلاد الغالية الشام التي مرّ عليها غزاة منذ مئات السنين جميعهم رحلوا وبقيت الشام عزيزة أبية صامدة. وفي محنة اليوم هي ستبقى كذلك مرفوعة الرأس قوية بعزيمة أهلها. وتأسف دشتي أن يكون بندر بن سلطان الأقوى نفوذا في الغرب العدو الأول للعرب، وحتى استغل نفوذه في الإعلام بمليارات الدولارات ليعث الفساد في أمتنا. وصفق الحشد الحاضر للنائب الكويتي الذي ختم محاضرته عندما قال إن الأسد رمز عزتنا وكرامتنا وصمودنا وعروبتنا.

                      النائب السوري: تحية لمصر العروبة



                      النائب السوري أحمد شلش، لم يقدم أي ورقة بحثية أمام الحاضرين بل اختصر كلمته بتذكير الحاضرين بمقال للصحافي المصري محمد حسنين هيكل نشره في الستينيات يتنبأ فيه بمؤامرة على الجيوش العربية، ورأى شلش بأن هذه المؤامرة تنفذ اليوم بحشد تركيا لجيشها على الحدود مع سوريا وإلى الحدود الجنوبية حيث تحشد "إسرائيل"، والأردن وما يجري فيه من تحضيرات. ووجه شلش تحية لأهل مصر لرفضهم العدوان على سوريا. وختم النائب السوري بقصيدة وطنية من وحي المناسبة.

                      قنديل : التهديد الإيراني وصمت المقاومة خلق حلفا جديدا في المنطقة



                      وحده المحلل السياسي غالب قنديل تطرق إلى عنوان الندوة في محاضرته وقدّم عرضا لفشل اختبار القوة الاستراتيجية لأميركا في المنطقة من خلال ما يسمى الربيع العربي حيث عملت على إعادة برمجة المنطقة وفق مصالح جديدة وحصار محور المقاومة والممانعة فكان أن تدحرجت في فشل يجره فشل، بدءأ من قطر وليبيا وتونس وصولا إلى سقوط مرسي في مصر. وأخر المحطات تكليف الأمير بندر في إدارة العمليات في سوريا فتكفّل الجيش السوري بسحق المجموعات المسلحة، فكان لا بد لأميركا أن تحشد قواتها بشكل مباشر وما قاله ديفيد بترواوس يمثل الحقيقة :"إن هذا البلد (سوريا) يحمل المسؤولية الأولى عن كل إخفاقاتنا في الشرق الأوسط".
                      وقدم الاستاذ قنديل معلومات تحليلية مهمة حول لماذا تراجع الرئيس الأميركي عن العدوان على سوريا. ورأى أن أهم الأسباب أن إيران شغّلت صواريخها البعيدة المدى وهددت بإغلاق مضيق هرمز وقالت لهم إذا كنتم تتحملون سعر برميل النفط ألف دولار وإن كنتم تظنون أن سوريا لوحدها إذهبوا إلى الحرب. أما المقاومة فقد وصف قنديل صمتها بالهادر القوي الذي يحسب له الف حساب. ثم ياتي القرار الروسي بأنه سيضع كل امكانياته في خدمة الجيش السوري، وأكبر دليل على ذلك هو تبليغ الروس للقيادة السورية عن خبر إطلاق الصاروخين في ظرف دقيقتين من إطلاقهما.



                      وبرز بالتالي حلف جديد صعدت به سوريا إلى المشهد العالمي، ليكسر احادية الوجود الأميركي على رأس العالم. وما حصل هو اندماج ميداني حقيقي بين أطياف هذا المحور المقاوم على الأرض فخرجنا من اختبار القوة إلى قوة أكبر.
                      أما رئيس منتدى البحرين يوسف ربيع، رأى أنه كان هناك بالفعل معارضة سورية حرة وصادقة في البداية ولكن خرجت مؤامرة لتغتال الحقوق وتحولّها إلى عنف وتدمير وقتل. وكان بالنسبة له هذه الندوة فرصة ليتحدث عن معاناة الشعب البحريني المنتفض ضد السلطة الجائرة.

                      التجارب التاريخية تثبت انتصار الشعوب :

                      ولكن كان لافتا أن جميع المحاضرين ركزوا على الدور المستقبلي الذي ستؤديه مصر في الأيام القادمة بعد عزل الرئيس محمد مرسي. عن صوابية هذا التفاؤل والأمل ، سألنا الباحث المصري الدكتور حسن البنا، الذي كان حاضرا في الندوة، فما كان منه أن أجاب:



                      "أولا الأمم والشعوب لا تبنى بالرومانسية الحالمة، إنما بممارستها الفاعلة من خلال الواقع التاريخي الذي يؤكد الحقائق التالية : أولا، إن مصر والشام قلعة واحدة للصمود والتصدي عبر مراحل التاريخ المختلفة التي مرا بها معا فالتتار والمغول والصليبيين والفرنجة وإسرائيل الآن كان الدور مارسا الدور نفسه في العقود الماضية.. وكل المحاولات التي قام بها مرسي وأمثاله إبعاد سوريا عن مصر إنما هي دليل سساطع على جهل استاذ في الهندسة لا يعرف شيئا في الاستراتيجية الوطنية والقومية العربية ولا في سيناء التي هي صلة الوصل بين مصر وسوريا في المنطقة ولذلك كان الغرب للمنطقة بالمرصاد حين وضع الكيان السياسي المغتصب الصهيوني في المنطقة وكان مكملا للبحر الأحمر الذي عزل مصر عن المغرب.
                      ولكن نقول لكل هؤلاء إن هناك أمثال جمال عبد الناصر والسيد حسن نصرالله وهناك الإتحاد الإقليمي بين طهران ودمشق وبيروت والمقاومة الفلسطينية الشريفة، لذلك الوليد الجديد في المنطقة الذي لا يعرفه الأغبياء في العالم العربي هو أن المحور المقاومة الموجود بعد عملية خيانة السادات بايقاف الحرب في العام 1973 وترك سوريا لتخوض الحرب بمفردها وان عمليات الخيانة لا يمكن لها الاستمرار في المنطقة".

                      ***
                      * خبير استراتيجي: اوباما يفعل المستحيل لانجاح مبادرة روسيا



                      اعتبر خبراء استراتيجيون ان اي ضربة صغيرة لسوريا ستقوي الحكومة، وان اي ضربة كبيرة ستشعل حربا اقليمية، واكدوا ان الممكن الوحيد هو التراجع عن الضربة، مؤكدين ان الرئيس الاميركي سيتمسك بالمبادرة الروسية وسيفعل المستحيل لانجاحها لانها المخرج الوحيد له من ورطته في سوريا. وقال الخبير في الشؤون الاستراتيجية طالب ابراهيم لقناة العالم الاخبارية الاثنين : تقرير خبراء الامم المتحدة حول الكيمياوي في سوريا تحدث عن استخدام مواد كيمياوية في مجزرة الغوطة في آب الماضي ، وهذا ما يعرفه الجميع ، ولم يأت التقرير بجديد ، ولم يلق بالمسؤولية على احد، وهو ما كان متوقعا ، ما يعني انه ترك الامور معلقة من اجل المزيد من المفاوضات والتداول بين الكبار ، خاصة بين موسكو وواشنطن.
                      واضاف ابراهيم ان انضمام سوريا الى معاهدة حظر انتاج السلاح الكيمياوي يجعل هذا التقرير غير ذي اهمية استراتيجية كبيرة ، ولن يكون نقطة تحول مهمة ، بل انه مجرد تقرير عادي تقني توصيفي لما جرى في الغوطة.
                      واكد ان الولايات المتحدة والغرب والجميع يعرفون ان جبهة النصرة لديها غاز السارين وانها حاولت تهريبه الى تركيا ، وانها هي التي استخدمته في عمل استفزازي ، مشيرا الى ان روسيا قالت ان لديها ادلة قاطعة عن الجهة التي استخدمت الغاز.
                      واعتبر ابراهيم ان الجميع الان يريد ان يلفلف القضية ويجعلها تنام عند حدود انه تم استخدام الكيمياوي ، وتركها ورقة مفتوحة باي اتجاه.
                      واشار الخبير في الشؤون الاستراتيجية طالب ابراهيم الى ان الولايات المتحدة وحلفاءها الاقليميون يحاولون نسف كل الجهود السياسية الرامية الى ايجاد حل سياسي للازمة السورية ، ويركزون على قضية واحدة هي تدمير الدولة السورية خدمة لاسرائيل ، او اذا لم يتمكنوا من ذلك فبالمجيئ بنظام خانع ذليل ينفذ رغبات اسرائيل والولايات المتحدة.
                      وشدد ابراهيم على ان القضية ليست صراعا من اجل الشعب السوري ولا حقوقه ولا كرامته ، بل هو صراع على مستقبل سوريا والمنطقة، منوها الى ان اصدار قرار تحت الفصل السابع مرفوض تماما من قبل روسيا.
                      واشار الى ان هناك تناقضا في تصريحات اوباما وكيري ازاء الازمة السورية، معتبرا ان اوباما لم يصدق كيف ارسال الله له الروس لينزلوه عن الشجرة العالية والمنزلق الذي كانت ستقع فيه ادارته في حال استمرت في مساعيها لشن عدوان على سوريا.
                      وتابع ابراهيم : ان المحللين الاستراتيجيين الاميركيين كانوا وما زالوا يقولون ان ضربة صغيرة لسوريا ستقوي النظام وشوكة الدولة امام العصابات المسلحة ، وان ضربة كبيرة ستشعل حربا اقليمية كبيرة، والامران مستحيلان ، والممكن الوحيد هو التراجع عن الضربة.
                      وشدد الخبير في الشؤون الاستراتيجية طالب ابراهيم على ان اوباما سيتمسك بالمبادرة الروسية بيديه واسنانه ، وسيفعل المستحيل من اجل انجاحها ، وليتحدث الثرثار كيري كما يشتهي، لان ذلك مجرد بروباغندا، حسب تعبيره.
                      واعتبر ابراهيم ان الحديث عن تسليح المعارضة وضربات وغير ذلك هو مجرد حرب نفسية ،لأنهم جربوا كل شيئ ويدركون الان ان امامهم خصم قوي على الساحة الدولية يتمثل في روسيا.

                      ***
                      * الإعلام الغربي وسورية.. أمر واقع لا يقظة

                      الرأي العام ... يقود إعلامه

                      ميساء ابراهيم

                      خلال الأيام الماضية، تصدرت عدداً من كبريات الصحف والمجلات الأجنبية صور تظهر الجماعات المسلحة في سورية من جبهة نصرة وتكفيريين يرتكبون جرائم وحشية، وما بين هذه الصور شهادات لصحفيين غربيين تصب في الإطار نفسه.
                      ليست الصور التي نشرتها مجلة "التايم" الأميركية و"الدايلي مايل" البريطانية و"باري ماتش" الفرنسية لمسلحين ينحرون ويقتلون وينكلون، بجديدة لجهة الفعل الذي تظهره بمعزل عن تاريخها. وليست الشهادات التي تناقلها عدد من الصحفيين عن مجازر شاهدوها بأم أعينهم بغريبة على مسامعنا. ما نشر وقيل في الإعلام الغربي مؤخراً عن "ثورة فقدت شرفها" وعن مجازر ترتكب وعن عمليات إعدام جماعية وتطهير لقرى وبلدات، يتكرر كل يوم في سورية.
                      على أهمية انتشار هذه الصور وسط الرأي العام الغربي لمعرفة حقيقة ما يجري في سورية إلا أن هذا لا يلغي التساؤل عن أسباب هذا التسابق الإعلامي الغربي لنشر هذه الصور في هذه المرحلة بالذات. سؤال أكثر ما يشرعه أداء وسائل الإعلام الغربية على مدار هذه الأزمة منذ بدايتها. فكيف تعاملت مع الحدث السوري؟
                      يتحدث كريستوف ريفييار Christophe Reveillard الباحث والأستاذ في جامعة السوربون في باريس في دراسة عن "الأزمة السورية ووسائل الإعلام"، عن ثلاث مراحل مرت بها معالجة وسائل الإعلام الغربية للأزمة السورية.
                      المرحلة الأولى جرى خلالها إسقاط للنموذج الليبي على الأحداث في سورية لجهة ما يدور من حرب أهلية. ولكن في ضوء الواقع المحلي ومقاومة النظام وغالبية الشعب لدوامة الحرب الأهلية كان على الصحفيين الغربيين أن يعيدوا ترتيب صفحاتهم. هنا كان اللجوء في المرحلة الثانية إلى مصادر ووسائل إعلام قليلة المصداقية حتى إن بعضها ساهم في زعزعة الإستقرار في البلاد. ومن بين المصادر التي عددها الباحث الفرنسي واعتمد عليها إعلاميو الغرب : المرصد السوري لحقوق الإنسان التابع للمعارضة، المجلس الوطني السوري المعارض، الجيش السوري الحر ووسائل إعلام سعودية وقطرية وتركية مناهضة بشكل واضح للنظام في دمشق، ومن القنوات التي سماها الباحث الفرنسي قناتا الجزيرة والعربية.
                      أما المرحلة الثالثة فبدأ فيها الموضوع السوري يختفي عن الصفحات الأولى نسبياً فيما بدأت تتسرب بعض المعلومات عن المراحل الأولى للأزمة من قبيل الدور الحقيقي للقوى الخارجية، والتضليل الإعلامي، وعمليات الاختطاف ودور العناصر الجهادية الأكثر تطرفاً.
                      إلى هذه المراحل التي ذكرها ريفييار ربما تضاف اليوم مرحلة رابعة، أسماها البعض "يقظة" الإعلام الغربي ورأى فيها كثيرون تحولاً في أداء هذا الإعلام.. من الواضح جداً أن ما يجري اليوم هو تحول، ولكن هل هو تحول بريء أو بالأحرى منعزل عن التحول السياسي العام في المشهد والاستدارة الأميركية والغربية عموماً نحو الحل السياسي في سورية؟

                      الرأي العام الغربي قاد إعلامه هذه المرة

                      المتابعون للإعلام الغربي يرون أن ما يحكى عن "يقظة" أمر مبالغ فيه وأن ما جرى يمكن مقاربته من زاويتين: طبيعة الدور الذي لطالما اضطلع به الإعلام في الغرب، فهو لم يكن يوماً مؤسسة مستقلة بذاتها بل يشكل أحد أعمدة المؤسسة الحاكمة وامتداداً لها، فضلاً عن كونه ضلعاً مباشراً في صناعة وتغليف صناعة القرار. والزاوية الثانية هو الرأي العام الغربي الذي شكل عامل ضغط لم يكن بالإمكان تجنبه.
                      المتخصص في الشأن الأميركي والمتابع للإعلام الغربي الدكتور منذر سليمان يرى أن تراجع الخطاب الإعلامي ترافق مع تراجع حظوظ العدوان مؤكداً أنه لو حصلت الضربة العسكرية لسورية لوجدنا هذا الإعلام منخرطاً في الحرب فهو "إعلام يعيش على الحروب والأزمات على المستوى المادي والاقتصادي".
                      يتحدث سليمان كيف أن بعض محطات التلفزة جهزت استديوهاتها بما ينسجم مع أجواء الحرب، كما هو الحال بالنسبة لـ"سي ان ان" والاستديو الخاص بأحد أبرز صحفييها أندرسون كوبر، وكيف أن الصحفية الشهيرة في القناة أمانبور تحولت إلى جنرال عسكري.
                      لا يرى مدير مكتب قناة "الميادين" في واشنطن أن الصور التي نشرتها مجلة "التايم" الأميركية هي السمة العامة لوسائل إعلام كان أداؤها "مزرياً" على حد وصفه حيث لا مكان لوجهات النظر المختلفة. فالجامع بين مختلف التوجهات الإعلامية الأميركية هو تأييدها لإسرائيل وبالتالي قد يفهم نشر الصور على أنه لجم لإسرائيل في إندفاعتها نحو الحرب على سورية. "أرادوا إنقاذ إسرائيل من نفسها بالقول إن هذه مخاطرة غير محسوبة".
                      "لا يقظة في الإعلام الأميركي" يحسم سليمان مستنداً إلى نموذج معلولا، ما جرى في هذه البلدة التاريخية غاب عن وسائل الإعلام الأميركية لأيام عديدة. نموذج عن غرب يصفه كثيرون بذي الغالبية المسيحية . غرب يتشدق بالدفاع عن حقوق الأقليات من جهة فيما يتجاهل إعلامه ما يجري لأقلية مسيحية على أيدي جماعات تكفيرية وإرهابية من جهة اخرى .
                      "لا يقظة في الإعلام الأوروبي أيضاً" تؤكد بدورها الكاتبة والصحافية سكارليت حداد قائلة "إن الإعلام الأوروبي عموماً والفرنسي على وجه الخصوص عبارة عن أوركسترا تتناغم مع القرار السياسي". شواهد كثيرة توردها حداد عن ندرة المقالات التي تعكس الرأي الآخر، عن منع زملاء أوروبيين من نقل الجانب الآخر من الصورة، عن وجوه هي نفسها يمكن رصدها على مختلف القنوات.
                      كيف يمكن إذاً فهم ما نشرته "باري ماتش" مثلاً من صور تظهر جرائم العناصر الإرهابية والتكفيرية في سورية؟
                      "الصور التي نشرت تنسجم مع أجواء التسوية الحالية وربما يراد من خلالها تبرير أي خطوة سياسية مستقبلية تجاه النظام السوري" تجيب الصحافية في "لوريان لو جور" المتابعة للإعلام الفرنسي، مضيفة أنه "إذا تغيرت المعطيات السياسية مجدداً فإن أداء الإعلام سيتغير من جديد".
                      بحسب دكتور منذر سليمان فإن الأمور لم تصل إلى هذا الحدّ لجهة خطوات سياسية تجاه النظام او التفاف على المعارضة أقله على المستوى الأميركي، هنا يستعرض الزاوية الثانية وربما الأهم التي يجب من خلالها مقاربة الأداء الإعلامي الغربي مؤخراً، "الرأي العام".
                      يقول إن "تعديل الموقف في الإعلام الغربي هو نتيجة أمر واقع فرضه تبدل مزاج الرأي العام فضلاً عن الأجواء السلبية في الكونغرس تجاه ضربة عسكرية على سورية"، مؤكداً أن "هذا لا يعني أن الإعلام توقف عن أداء دوره في صياغة الرأي العام أو أن أجندته تبدلت لكنه اضطر إلى تعديل طريقة تصرفه هذه المرة تفادياً لمواقف يمكن أن تضعه في موقع السخرية".
                      بدورها، ترى سكارليت حداد أنه لم يعد بإمكان وسائل الإعلام في الغرب السيطرة على الرأي العام في ظل الدور الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي حيث لم يكن بالإمكان على سبيل المثال إيقاف انتشار صورة "آكل الأكباد" الشهيرة. وبالتالي فإن أداء الإعلام الغربي على مدى أكثر من سنتين من الأحداث في سورية فشل في تجنيد رأي عام يهلل تأييداً للحرب حين بدأت تقرع طبولها.
                      _______________________________________________

                      جوديث ميللر في العراق واليزابيث أوباغي في سورية

                      شواهد كثيرة يسوقها المراقبون لأداء الإعلام الغربي للدلالة على تماهي هذا الإعلام مع دوائر صنع القرار.. تماه قد يطيح ببعض الصحافيين والباحثين أحياناً حين تنقلب الصورة دون أن يطال تأثيره وسائل الإعلام نفسها.
                      جوديث ميللر مراسلة صحيفة "نيويورك تايمز" تمت التضحية بها بعد أن حصدت أكاذيب العدوان على العراق مصداقية واحدة من كبريات الصحف الأميركية.
                      وها هو نموذج ميللر يتكرر في الأزمة السورية في شخص اليزابيث اوباغي التي نشرت تقاريرها صحيفة "وول ستريت جورنال". الباحثة في معهد دراسات الحرب كانت من أبرز المروجين للحرب. تقريرها الذي قالت فيه إن المعارضة السورية المسلحة بغالبيتها من المعتدلين تلقفه جون ماكين كأنه نص مقدس واستند إليه وزير الخارجية جون كيري في شهادته أمام الكونغرس.
                      لاحقاً ومع هبوط أسهم الحرب هبطت أسهم أوباغي ليتبين أنها تعمل لصالح ما يسمى "منظمة قوة مهام الطوارئ السورية" Syrian Emergency Task Force التابعة للمعارضة السورية. وكما أطاح العدوان على العراق بميللر جاء التحضير للعدوان على سورية ليطيح بأوباغي ولتخرج "وول ستريت جورنال" دون أن تقدم أي اعتذار، مضحية بمراسلتها وسجلها الأكاديمي الوهمي.
                      التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 18-09-2013, 01:59 AM.

                      تعليق


                      • 17/9/2013


                        هل يستطيع حزب الله ان يهزم اسرائيل مرة اخرى ؟



                        وكالة أنباء آسيا- خضر عواركة

                        حقق حزب الله نصرا عسكريا وسياسيا على المستوى التكتيكي والإستراتيجي في الحرب الأخيرة التي إصطلح على تسميتها بحرب ١٢ تموز ، ومن المهم أن أن نعرف بأن نصره ذاك لم يكن وليد صدفة ولا نتيجة قلة حيلة إسرائيلية.

                        لا بل أجزم بأنه لو عادت إسرائيل وفعلت كما فعلت وبقوة تعادل أضعاف ما ضربت به في المرة الماضية لأنتصر حزب الله لأن أسباب نصره الأول لا تزال تضمن له نصرا ثانيا وثالثا ورابعا وفق المعطيات الحالية.


                        فما هي تلك الأسباب التي يستند عليها المقاومون ؟

                        الإنسان والإعداد النفسي

                        أحد أهم الأسباب التي تقف خلف نجاحات المقاومة تكمن في الإنسان المقاوم، أكان مقاتلا أم داعما. وهنا نوضح أمرا بسيطا يعطي صورة عن الموضوع، حيث أن تصريحا عصبيا لسفير إسرائيل في مجلس الأمن خلال الحرب، أوضح الخيبة التي لاقتها كل الخطة الإسرائيلية المعتمدة في الأساس على عامل أوحد وهو الضرب بقوة حتى ينفك الإلتفاف الشعبي وينكشف الحزب بلا جماهيره . ولتتحول هذه الجماهير من المد الذي يرفد المقاومين إلى العبء الأكبر عليهم.

                        السفير الإسرائيلي خرج بتصريح غاضب يوم مجزرة قانا ردا على إقتحام المتظاهرين لمبنى الأمم المتحدة في بيروت متسائلا: " لماذا يعبرون عن غضبهم ضد الأمم المتحدة لقد كان عليهم أن يتظاهرواضد حزب الله "

                        إن أي سلاح لا يمكنه أن ينفع في معركة لا يريد الجندي خوضها والهروب المكثف لجنود النخبة الإسرائيليين من مواجهة المقاومة عند أدنى إحتكاك وبعد أول خسارة دليل على ما نقول خصوصا وأن الأمر مثبت بلجنة إسرائيلية وصور ومشاهد تلفزيونية.

                        في المقابل نجد أن المقاوم يتمتع ببناء نفسي متين جدا يؤهله لمواجهة كل المصاعب ولهذا فأنه من المسلم به بأن مقاتل حزب الله وبشهادة العدو يستشهد ولكنه لا يهرب ولا يترك موقعه مهما تعرض للقصف والتدمير بدون أمر قيادته. ولا زلنا نذكر تصريح السيد نصرالله حين أوضح أن المعركة الأولى في مارون الرأس كانت بمبادرة من قياديي المعركة في الموقع ذاك، وتقديرا منهم للموقف العسكري. وحين أعطوا الإذن بالإنسحاب، لم يتركوا المواجهة طوال المدة التي قدروا بأنهم متفوقون على العدو وقادرون على إيقاع الخسائر به .

                        هذه الروحية المقاتلة والمضحية إنعكست على المدنيين المساندين للمقاومة،نتيجة للتربية الإجتماعية والسياسية والدينية ونتيجة لكون المقاومين هم أبناء القرى والمدن المستهدفة. فكان الإعجاز العسكري على مستوى توقعات المساندين، فبادلوا التضحيات والفوز بالوفاء والتماهي حتى التضحية بكل شيء غال ونفيس دون تردد مع بعض الإستثناءات التي لم تخرج عن كونها حالات إنسانية طبيعية، ولكن التيار الساحق المتضرر من الحرب، لم يلقي باللوم إلا على العدو ولم يتراجع أو يتهاون في دعمه المطلق للمقاومين . وهم إذ يكرهون الحرب كراهية شديدة، ولكنهم وبالبرهان الساطع مقتنعون بأن لا سلم ممكن مع الكيان الغاصب. وبالتالي لا راحة لهم إلا بالتمسك بالمقاومة وسلاحها وأي طريق آخر هو ضرب من الإنتحار وعودة بقراهم ومدنهم إلى مرحلة الإستبداد الأسرائيلي والتسيب الأمني، فضلا عن إعتبارات دينية وعقائدية تدعم خيار المقاومة بوصفه أمرا يماثل الصلاة والصوم .

                        الإعداد

                        إن الإعداد والتنظيم هي صفات يوليها المقاومون إهتماما شديدا، ففضلا عن التدريب المستمر والمتقدم لكل العناصر والمناصرين وعلى أعلى وأقوى مستوياته، إلا أن هناك قطبا مخفية في عمل المقاومة كشفت منها إسرائيل بعض مما لا يروي عطش الفضوليين للمعرفة . فبحسب المصادر الإسرائيلية فإن لحزب الله قدرات الكترونية مكنته من خوض حرب تكنولوجيا كان له الفوز فيها كما على الأرض، وأولها أنه استطاع إختراق الإتصالات العسكرية المشفرة للجيش والمخابرات، كما أنه إخترق شبكات الهاتف الجوال .

                        ولناحية الإعداد أيضا وأيضا يكفي أن نعرف بأن العشرات من شهداء المقاومة هم من طلاب أو خريجوا كلية العلوم قسم الكهرباء أو الألكترونيك أو البرمجة مما يعني أن قتالهم لم يكن فقط بالسلاح وأن تدريباتهم ليست فقط على إطلاق النار .

                        من الناحية التكتيكية فإن الطرق العسكرية التي إستعملها الحزب ما هي إلا ثمرة للإعداد وللخبرة التي يتمتع بها . فالملاجيء المعدة للمقاتلين وللمعدات هي الرد على الطائرات أكانت تلك التجسسية أو القاذفة وهي سر نجاح حروب إسرائيل السابقة، بينما في هذه الحرب لم تتعدى خسائر الحزب بالمعدات من خلال القصف الجوي العشرة بالمئة أو أقل. والسبب الرئيسي لذلك هو الإعداد الجيد وفهم الخصم .

                        فهم العدو ودراسته

                        واحدة من الأسباب التي خدمت المقاومة في معركتها مع إسرائيل هي إسرائيل نفسها، فالمجتمع الإسرائيلي كما الجيش كما الحكومة تملك تجربة هائلة في التخطيط والتعبئة والإعداد ومعظمها مورس في حروب سابقة ضد الدول العربية وضد الفلسطينيين وضد اللبنانيين . حزب الله درس طوال خمسة وعشرين عاما من معركته مع العدو كل شاردة وواردة تتعلق بمخططات وطرق التفكير والتصرف والإعداد التي يعتمدها هذا العدو، وقد فهم خبراء المقاومة جيدا كيف تضع إسرائيل خططها لدرجة أن هناك في مراكز الدراسات التابعة للمقاومة من يستطيع الإدعاء بأنه يعلم نسبيا أي ردود فعل ستصدر عن القيادات العسكرية والسياسية في إسرائيل وهنا لا يجب ان نحسب على السيد نصرالله كلماته بخصوص أنه توقع أم لم يتوقع الحرب فالقاعدة يثبتها إستثناء وأحيانا يكون الغبي كأولمرت غامضا أكثر من الذكي أي كان لأنه يتصرف بطريقة لا منطقية وضد مصلحته و الحرب خدعة وأحيانا ترك الكلمات تنساب من بين الشفاه يعادل معركة برية طاحنة .

                        الفهم الذي تملكه المقاومة عن إسرائيل وعن جيشها وقادتها ومجتمعها جعلها تعرف ما هو المطلوب تحضيره وما هي الطرق التي توصل إلى النصر

                        النجاح في الحرب النفسية والإعلامية

                        إمتلك حزب الله منذ أعوام التسعينات قدرات نفسية وإعلامية تخدم الحرب النفسية وهي قدرات بشرية ولوجستية ليست المنار والنور إلا أداتين من أدواتها وهنا يجب التمحيص في نوعية المقابلات التي يجريها قادة الحزب مع الصحافيين الأجانب الذين تحول الكثيرون منهم إلى دعاة في حرب الإعلام لصالح الحزب دون أن يشعروا والأمثلة على ذلك كثيرة. كما أن العشرات من كتاب ومعلقي إسرائيل التلفزيونيين يواجهون صعوبة في إخفاء إفتتانهم بالحزب وعملياته وبقادته، رغم الكراهية المطلقة التي يحملونها لهم. وهنا نذكر التصريح الذي أطلقه جنرال سابق في المخابرات الإسرائيلية حين قال:
                        " تمنيت لو أني كنت أنا من يقود الكومندوس الذي خطف الجنديين في ١٢ تموز إنه عمل محترف جدا" (داني ياتوم ١٣ تموز وكالات).


                        الأمر الآخر الذي يعد سببا لنجاح الحزب في حربه النفسية ضد إسرائيل هو المصداقية التي أثبتها للمستوطن الإسرائيلي بينما يقدم الجيش والسياسيين الإسرائيليين الدليل تلو الدليل على كذبهم و نفاقهم حتى على مجتمعهم وللأمر اسبابه، فهو يتعلق أصلا بعدم حاجة المقاومة لإخفاء الأنباء عن سير المعركة لأنها بشكل عام هي الطرف الذي يملك إنجازا يتحدث عنه. بينما الطرف الآخر كان يعاني الفشل وبالتالي كان هو من يحتاج لإخفاء إخفاقاته .

                        والأهم من كل الأسباب السابقة والتي أدت لنجاح حزب الله في حربه النفسية ضد إسرائيل، هو طبيعة الفهم العميق لخصائص المجتمع الإسرائيلي وبالتالي الرسائل الموجهة لذلك المجتمع كانت على الدوام تراعي الدقة في الضرب على نقاط الضعف التي يعاني منها. والجندي الأول في الحرب النفسية تلك هو السيد نصرالله نفسه. فخطاباته ومقابلاته توجه في العادة إلى المناصرين في العالم العربي لتثبيت ثقتهم بالمقاومة وللمجتمع الإسرائيلي لإحباطه .

                        وقد رصد رئيس قسم علم النفس الإجتماعي في جامعة حيفا أعراضا من الإحباط الجماعي بعد كل ظهور لنصرالله خلال الحرب فهم أي مواطني إسرائيل لا يتقبلون بغرورهم وتعجرفهم أن يخرج نصرالله من تحت القصف والدمار ليتحدث بكل ذلك الهدوء والثقة بالنفس . إنه تماما الأمر المعاكس للذي يتوقعونه من عدوهم وهو ما تمنوا رؤيته على وجوه قادتهم وأن تثبته أفعالهم .

                        نجاح في الجانب الأمني والمعلوماتي

                        قد لا أكشف سرا إن ذكرت بأن حزب الله كانت بدايته في المناطق المحتلة بداية أمنية بمعنى أن طبيعة العمل السري للمقاومة تحت الإحتلال تفرض نمطا معينا من الإجراءات التي تمنع الإختراقات. وقد إستمرت تلك النمطية السرية في العمل المقاوم ولا زالت حتى اليوم. و قد أنشأ الحزب في وقت مبكر جهازا أمنيا أسطوريا وهو معني بالإختراقات الخارجية لصفوفه، وبكشف شبكات التجسس التابعة للعدو ولعشرات الأجهزة الشقيقة والصديقة التي تعاون العدو ايضا.

                        كما أن هذا الجهاز ينسق مع الفرع الأمني للمقاومة والمعني بإختراق صفوف الجيش الإسرائيلي. ولو قارنا بحسب الإعترافات الإسرائيلية بين ما قالت إسرائيل بأن حزب الله يعرفه عن جيشها وعن خططه، وبينما قالت بأنها لم تستطع أن تعرفه عن المقاومة، لتبين لنا حجم الكارثة التي أوقعت بها إسرائيل نفسها حين شنت الحرب على حزب الله .

                        إن الحزب سرق حقيبة رئيس اركان الجيش سابقا وفيها كل الخطط وأنه في خلال الحرب وجدت القوات الإسرائيلية في موقع متقدم للمقاومة كتيبا يشرح مواصفات وشعارات كل كتيبة وفصيل من الجيش الإسرائيلي، وطرق معرفة كل كتيبة وإختصاصها من شعار يحمله الجنود. كما يبين الكتيب افضل الطرق للإشتباك مع كل كتيبة وخصائص القوة والضعف في جنودها ونوع أسلحتهم ونوعية مهماتهم .

                        ماذا يعني هذا الإعتراف الإسرائيلي بإنكشاف جيشها أمام المقاومة ؟
                        يعني بأن للحزب عيون داخل الجيش على أعلى مستوى دون أن نغفل نوعية الدعم السوري الإيراني المخابراتي التي قد يكون الحزب قد حصل عليها ايضا .

                        ولكن الخرق الاقوى والذي ذكرته المصادر الإسرائيلية أيضا (راجع يوميات الحرب وفق هآرتس الألكترنية بالأنكليزية) هو ما يتعلق بالصور التي يرسلها قمر صناعي غير محدد الهوية لفلسطين المحتلة وتصل درجة وضوحها إلى مستوى عال جدا وخطير وبث هذه الصور يتلقاه الحزب في مركز مختص تابع له كما أكدت الصحيفة الإسرائيلية نقلا عن تقديرات للجيش .

                        بعض الصور تلك وقعت في يد القوات الغازية بالصدفة وكانت حديثة التاريخ . كيف ومن اين للحزب هذه القدرة وهل هو سطو الكتروني أم قمر تجاري يبيع لمن يطلب ؟ اسئلة لا زالت تحير إسرائيل حتى اليوم .

                        إضافة لهذه الإنجازات إهتم الحزب كثيرا بإختراق المجتمع الإسرائيلي والجيش والمخابرات عبر عناصر بشرية بإغراءات مادية وخلافها. وهنا لا يظهر للمراقبين إلا جبل الجليد الذي يتمثل في بعض الشبكات التي كشفها العدو وأشهرها لضابط كبير في حرس الحدود، ولكن المطلعين يشيرون إلى بضعة تفاصيل قد لا تلفت نظر غير المختصين، ولكنها تعطي فكرة أكيدة عن المدى الذي وصلت اليه الخبرات الأمنية للحزب في مواجهة إسرائيل .

                        الإشارة الأولى هي سقوط الصواريخ بدقة متناهية على بعد مترين من خزان للمواد الكيميائية قرب ميناء حيفا بعد تفريغه مباشرة وليس قبل ذلك . وكان رأس الصاروخ منزوع الصاعق، أي أن الصاروخ كان مجرد رسالة صوتية ولكن دلالته الأخرى أن للحزب عناصر تتابع كل شاردة وواردة في حيفا بما فيها التطورات المتعلقة بالمخازن الكيميائية .

                        الإشارة الثانية هي تلك المتعلقة بتقارير الشرطة الإسرائيلية والتي تؤكد بأن سبعين بالمئة من المخدرات الواردة إلى إسرائيل عبر الجنوب اللبناني تتم مبادلتها بالمعلومات ، وواحدة من الشبكات التي كشفها الشاباك أعطت لعملاء حزب الله كل مافي أيديها من خطط وخرائط للكمائن السرية لإسرائيل على الحدود مقابل المال الذي يمولون به صفقات المخدرات .

                        وهنا لا يجب أن ننسى أنصارية وفضيحتها بالنسبة للإسرائيليين، حين إستدرج عميل مزدوج للحزب فصيلا من فرقة كمندوس إسرائيلية إلى فخ لم يخرج منه من يخبر بالذي حصل لهم .و قس على ذلك تطور خبرات عمرها أعوام من التراكمات الإيجابية في العمل الأمني للحزب ، مع العلم بأن عدم نيل إسرائيل من أي قيادي في الحزب سياسيا أو أمنيا أو عسكريا من الصفوف الأولى وحتى الدرجة الخامسة يقرأ في الدوائر الأمنية على أنه دليل فشل كبير لكل الأجهزة الإسرائيلية والحليفة لها في إختراق صفوف الحزب والمقاومة . نعم هناك نجاح إسرائيلي في تجنيد عملاء ومخبرين ولكن الأكيد أن أحدا منهم لم يصل إلى أي درجة تنظيمية داخل الحزب . وهذه معجزة في عالم المخابرات ليس لها أي تفسير علمي .

                        السلاح والإحتراف

                        من خلال مراقبة الحرب الأخيرة والطرق التي عطل بها المقاومون التفوق الإسرائيلي، يتضح بأنهم وضعوا لكل سلاح خطة منفصلة تؤمن مقابلا له يدمره أو يعطل مفعوله على الأقل، ومن بينها نظم دفاع جوي يملكها الحزب وإستعملها على نطاق محدود في معركة وادي الحجير التي أسقط خلالها طائرة عمودية ولكنه لم يتوسع في إستعمالها لأسباب إحتفظ بها المقاومون حتى الآن سرا .

                        معظم دول العالم تعترف بتفوق الجيش الإسرائيلي في حرب المدن وفي حرب العصابات، وهي تلجأ إليه ومنها أميركا وبريطانيا لتدريب قواتها على تلك الأنواع من الحروب. وقد سحق حزب الله القوات الأشهر والأكثر خبرة في بنت جبيل ومارون الراس والخيام وبالتالي اقفل سوقا تجاريا أمام إسرائيل لو أن في لبنان دولة تحترم نفسها لأستغلت الأمر في إنشاء كليات ومؤسسات أمنية على الطراز العالمي .

                        أما سلاح الدبابات الإسرائيلي والرابع عالميا لناحية الكم وربما الأول نوعا فهو يعد مفخرة لكل الدولة الصهيونية إلى جانب سلاح الطيران .

                        الحرب ألأخيرة أعطت سبقا عالميا وبراءة إختراع لحزب الله عبر تدميره لعشرات الدبابات الإسرائيلية، مما جعل سلاح المدرعات فعليا خارج المعركة وخارج سوق المبيعات التي خسرت إسرائيل منها على الأقل تركيا والهند. اللتان كانت كل منها قد تعاقدت مع الدولة العبرية على تطوير دباباتها بواسطة شركات إسرائيلية في صفقات تبلغ المليارات وكلها ألغيت بعد حرب تموز . سفير تركي في إحدى دول أميركا الشمالية قال معلقا على تلك الصفقة الملغاة قائلا :
                        " لربما الأفضل لنا أن نشتري المعرفة من حزب الله ونستفيد منها في صنع دبابة تقاوم ما إستخدمه ضد الميركافا ٤ " .


                        هذا الإنجاز لا يحسب لروسيا إلا بقدر ضئيل نظرا لنوع الصاروخ الروسي المستعمل (كارنيت ) .

                        فمهما كانت الصورايخ قوية ومتطورة ، إلا أنه يجب على الدوام أن يعرف الرامي والمدرب والمتدرب متى وأين وكيف وفي أي نقطة يضرب، وبالتالي لكل دبابة تملكها إسرائيل نقطة ضعف لو قصفت في غيرها لما تضررت كثيرا نظرا للإضافات المركبة فوقها تدريعها الأصلي. وهي تتمتع بخاصية إمتصاص الإنفجارات المباشرة مهما كانت درجة قوتها (إرتباطا بقوة الصواريخ الموجودة في العالم ) .

                        الشيء المؤكد والغير معلن على نطاق واسع هو إمتلاك الحزب لسلاح بحري مضاد للسفن متطور هو سي ١٣٠ الصيني والمطور في إيران، ولكن الأهم أن هذا الصاروخ يحتاج لرادارات بحرية توجهه وتكشف مواقع السفن المعادية ولأن الساعر خمسة المحترقة قبالة بيروت لا يزال ذكرها حيا نعرف بشكل مؤكد بأن حزب الله يملك رادارات بحرية وبالتاكيد هي متنقلة ومحمولة .

                        القيادة والتحكم و والسيطرة

                        يوضح تقرير فينوغراد بأن قيادة المنطقة الشمالية لم تعرف بما حصل للأسيرين الإسرائيليين وبأن دوريتهم تعرضت لهجوم إلا بعد مرور أكثر من نصف ساعة وهي مدة كافية ليبتعد الخاطفون إلى الحضن الآمن للبحر المدني خلفهم. مما جعل من المستحيل القيام بعملية إنقاذ تدرب عليها الجيش وحرس الحدود لاشهر لا بل لسنوات وهذا فشل في القيادة والتحكم .

                        في المقابل وحين ظهر السيد حسن نصرالله على التلفزيون بالصوت ليعلن أنه سترون الزورق يحترق قبالة بيروت بعد دقائق ، و حصل بالضبط ما وعد به . وحين وعد بقصف حيفا حصل ما وعد به وما بعد بعد حيفا حصل ما وعد به، إذا، كانت له سيطرة تثبتها واقعة يعرفها كل الصحافيين الذين تابعوا الحرب في الجنوب . وهي تتعلق بطريقة القصف الصاروخي المنطلق من محاذاة الحدود اللبنانية الجنوبية، وهي المنطقة التي إدعت إسرائيل إحتلالها منذ الأيام الأولى للحرب. ومع ذلك بقيت الصواريخ تنطلق وفي توقيت متناغم ومنسق ومتزامن مع إنطلاق زخات صاروخية من مناطق أبعد شمالا، مما يعني بأن الذي يعطي الأمر هنا يعطي الأمر هناك وبالتالي، فإن الإمداد والتذخير والتبديل والتنسيق والإتصال لم ينقطع ما بين القيادة العليا والوسطى ورجال الميدان . وهي واقعة إعترفت فيها المصادر الإسرائيلية ايضا في دراسة نشرها معهد الشرق الأدنى للشؤون الخارجية .

                        لماذا لم تستطيع إسرائيل تعطيل الإتصالات التابعة لحزب الله رغم كل تطورها التكنولوجي ؟؟ سؤال يبقى جوابه سرا عند المقاومين أيضا.

                        القرار السياسي المحترف والذكي .

                        ليس مهما أن حزب الله قصف حيفا ، بل الأهم هو متى وأين ، إنه القرار السياسي الذي يدير المعركة وهو أقوى أو أضعف النقاط التي تسند الجيوش في الحروب .
                        يقول الكثير من المهزومين نفسيا بأن إسرائيل لو أرادت لأحرقت لبنان بأربع وعشرين ساعة، صحيح .....

                        وقد فعلت بقدر ما تستطيع ، لأنها لو غيرت ووسعت نوعية قصفها لغير الحزب نوعية قصفه وهنا يجب أن نثني على عقلانية القيادة السياسية للحزب حين تركت طعما للأميركيين إسمه حكومة السنيورة التي بوجودها وضع الحزب حدا لحرية حركة القصف الإسرائيلي، فهو أي الحزب كان يعرف من جهة بأن القوة النارية لإسرائيل كبيرة جدا ومن جهة أخرى هو يعرف بأن السنيورة ومن معه متعاونون مع الأميركي ضد المسار الذي يطمح إليه الحزب للحرب .

                        ومع ذلك، لم يتحرك المقاومون ضد هذه الحكومة رغم تصرفاتها الإستفزازية لهم ، بل هم شلوا حركتها بقدر المستطاع . وفي نفس الوقت، حموا مناطق واسعة من الإستهداف، وبالتالي منحوا جماهيرهم أمكنة آمنة يلتجأوون إليها واربكوا الأميركيين بعبء يريدون المحافظة عليه وسط حرب تدميرية شاملة .

                        مثال آخر هو في نوعية الأهداف التي قصفها الحزب مما أبقى في يده أوراقا كبحت جماح الجيش الإسرائيلي. وكمقارنة يمكن تسجيل ملاحظة وهي ان ثلاثين الف ضحية لبنانية وفلسطينية سقطت في إجتياح العام ١٩٨٢، بينما تعادل النيران التي أطلقها الجيش الإسرائيلي على لبنان العام ٢٠٠٧ اضعاف تلك التي إستعملها في حرب العام ١٩٨٢ ومع ذلك سقط ألف شهيد وأكثر قليلا في حرب تموز . وليس ذلك ناتج عن رحمة إسرائيل ٢٠٠٧ وإجرامها ١٩٨٢، بل هو نتيجة مباشرة لصمود مطلقي الصواريخ المقاومين ولقناعة إسرائيل بشكل كلي بأنها كلما ضربت أقسى، كلما تلقت ضربة اشد. وإحراق لبنان كله ممكن، ولكن عليها ساعتئذ أن تتلقى صواريخ مدمرة على مواقع خطرة معروف إحتوائها لخزانات المواد السامة التي من المستحيل نقلها أو حمايتها بشكل مطلق لاسباب عديدة ومعقدة في وقت قصير. وبالتالي فهي تعرف بأن الحزب قادر على إبادة نصف مليون مستوطن ببضعة صواريخ تسقط على خزانات لمواد سريعة الإنتقال وسامة في مناطق تبدا من حدود حيفا إلى جنوب فلسطين المحتلة .

                        نعم إسرائيل دمرت وقتلت وقصفت وأجرمت ولكن ضمن جرعات إجرامية مدروسة وإنذاراتها لإخلاء المناطق التي تنوي قصفها لم تكن فقط حربا نفسية بل إجراءات وقائية لتحمي مواطنيها.

                        تعليق


                        • 17/9/2013


                          * صحيفة أمريكية: تركيز البيت الأبيض على الأسلحة الكيماوية أكثر من خروج الأسد انتصار للرئيس السورى



                          اعتبرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية تركيز البيت الأبيض على قضية استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا أكثر من قضية خروج الرئيس السوري بشار الأسد بمثابة انتصار للأخير.
                          ورأت الصحيفة -في تعليق على موقعها الإلكتروني الثلاثاء- أن الأسلحة الكيماوية ليست شرا فقط، بل يمكن القول إنها لعنة ذات قوة سحرية تستطيع إثناء وتحريف السياسة الخارجية الأمريكية، وليس أدل على ذلك مما فعلته بإدارتي الرئيسين الأمريكيين جورج دبليو بوش وباراك أوباما.
                          وعادت الصحيفة بالأذهان إلى عام 2003، عندما أجرى مساعد وزير الدفاع الأمريكي آنذاك بول وولفوفيتز الحوار المطول الشهير مع مجلة "فانيتي فير"، والذي أثار لغطا كبيرا بسبب تحريف المجلة لما حاول وولفوفيتز قوله حول الجدل الذي كان محتدما وقتها في إدارة بوش الإبن حول مبررات غزو العراق، وأن البعض كان يعتبر الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين داعما للإرهاب، فيما ركز البعض على قمع صدام لبعض فئات شعبه، بينما أكد آخرون المزاعم التي تشير إلى ارتباط نظام صدام بهجمات الحادي عشر من سبتمبر.. إلى غير ذلك من الآراء التي أشار إليها ولفوفيتز في حواره إلى أن ثمة مؤيدين ومعارضين لكل منها، موضحا أن إجماع الآراء إنما كان على قضية واحدة هي "أسلحة الدمار الشامل".
                          وقالت الصحيفة إن اختزال مساوئ النظام العراقي في قضية واحدة هي أسلحة الدمار الشامل -والتي لم تتأكد أبدا- كان بمثابة مشكلة كارثية بالنسبة لإدارة بوش الإبن.
                          ورأت "لوس أنجلوس تايمز" أن أمرا مشابها حدث لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إزاء ما يحدث في سوريا. ورصدت تركيز أوباما في حواره مع شبكة "أيه بي سي" أمس الأول الأحد على قضية الأسلحة الكيماوية قائلا "إن ما أكدت عليه دوما هو أن الأسلحة الكيماوية مشكلة أريد التعامل معها.. هذا هو هدفي وإذا ما تحقق نكون قد فعلنا الصواب".
                          واعتبرت الصحيفة هذه التصريحات من أوباما بمثابة خداع وتضليل كبيرين; قائلة إنه حتى 21 أغسطس المنصرم لم تكن الأسلحة الكيماوية هي شغل الإدارة الأمريكية الشاغل في سوريا وإنما كان التعامل مع الرئيس السوري بشار الأسد، سواء بإقناعه بالتنحي أو إجباره على ذلك.
                          وأعادت الصحيفة إلى الأذهان قول أوباما عام 2011 "من أجل الشعب السوري قد حان الوقت لكي يتنحى الأسد"، وقوله بعد عام من ذلك "لقد أكدت مرارا وتكرارا أن الرئيس الأسد فقد شرعيته، وأن عليه التنحي"، ثم قوله في شهر مايو الماضي في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء التركي رجب طييب أردوغان "كلانا يرى ضرورة رحيل الأسد كحل وحيد لحل الأزمة".
                          واعتبرت "لوس انجلوس تايمز" في ختام تعليقها أن هذا الرأي الأمريكي قد انتهى بإبرام الصفقة الروسية التي وافق أوباما بمقتضاها على إدخال نظام الأسد إلى المجتمع الدولي الذي طالما سعت أمريكا إلى إبعاده عنه. ورأت الصحيفة الأمريكية ذلك بمثابة انتصار كبير لنظام الأسد.

                          * "يديعوت أحرونوت": مقتل إسرائيلى عبر الحدود إلى سوريا للقتال مع المعارضة ضد قوات الأسد



                          رصدت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية خبر مقتل أول إسرائيلي عبر الحدود إلى سوريا للانضمام إلى صفوف قوات المعارضة في قتالهم ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد.

                          وذكرت الصحيفة -على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء- أن عائلة إسرائيلية تقطن "بوادي عارة" تلقت صورا لابن لها في العشرينات من عمره، بعد أن كانت قد بلغت بغيابه منذ ثلاثة أسابيع، تفيد بمقتله وتظهر تلقيه عدة رصاصات في أماكن متفرقة من جسده.


                          * رئيس الوزراء السوري: لدينا من الأسلحة ما يؤلم العدو ويغنينا عن استخدام "الكيماوي"



                          قال رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي إن "توقيع سوريا على اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية لا يعني أنه ليس لديها إمكانات أخرى يمكن أن تغنيها عن استخدام هذا السلاح لإيلام العدو وتحقيق توازن استراتيجي معه".
                          وأضاف الحلقي في تصريح خاص لموقع "العهد الإخباري" اللبناني أن "اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية التي وقعت عليها سوريا مؤخرًا ستدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من الرابع عشر من الشهر المقبل وأنها ستلتزم بما تم الاتفاق عليه مؤخرًا".
                          وأما عن الأسلحة الاستراتيجية الأخرى التي تمتلكها سوريا بعد أن تتخلى عن الأسلحة الكيماوية ، فأجاب الحلقي: "إذا كان لديك سلاح استراتيجي (يقصد الكيماوي) ولا تستطيع أن تستخدمه لإيجاد توازن مع العدو وكان لديك تجهيزات وأسلحة إستراتيجية أخرى تفي بالغرض أكثر من هذا السلاح، فلماذا وجود هذا السلاح إذا كان يجنب البلاد ضربة عسكرية قد تدمر كثيرًا من البنى الخدمية والاقتصادية وكذلك إزهاق كثير من أرواح المدنيين؟!.. سوريا لديها كثير من الإمكانيات التي تغنيها عن استخدام هذا السلاح وتؤلم به العدو".
                          ولفت الحلقي إلى "إمكانية تحقيق توازن استراتيجي مع العدو من خلال امتلاك منظومة دفاع جوية متطورة وامتلاك منظومة صواريخ أرض متطورة" ، مشددًا في الوقت ذاته على "استمرار الجيش السوري في أداء واجبه الوطني في محاربة الإرهاب فضلاً عن استمرار التحضيرات لعقد مؤتمر جنيف 2 لإطلاق عملية سياسية شاملة".
                          ورأى الحلقي أن "المبادرة الروسية الأخيرة المتعلقة بالأسلحة الكيماوية جنبت سوريا ضربة عسكرية مؤكدة، كان يراد بها تدمير البنى الاقتصادية والخدمية واستكمال تدمير ما بقي من منشآت حيوية سورية".

                          تعليق


                          • 17/9/2013


                            * التدخل الاسرائيلي في الكونغرس


                            سفير "اسرائيل" في واشنطن حاول اقناع أعضاء الكونغرس بضرب سوريا

                            تنقل صحيفة "معاريف" عن سفير اسرائيل في واشنطن إنه أجرى سلسلة لقاءات في الكونغرس لإقناع الشيوخ وأعضاء مجلس النواب بدعم الضربة العسكرية لسورية بإذن صريح من نتنياهو.
                            كشفت صحيفة "معاريف" أن "سفير إسرائيل في واشنطن مايكل أورن، أجرى سلسلة لقاءات ماراتونية في مقر الكونغرس الأميركي، بهدف إقناع الشيوخ وأعضاء مجلس النواب بدعم عملية عسكرية ضد سورية". وأكدت الصحيفة أن "أورن أجرى هذه اللقاءات قبل ظهور الإقتراح الروسي لحل الأزمة، والذي يحتمل أن نتنياهو بدل موقفه في أعقابه".
                            ونقلت الصحيفة تأكيد أورن للصحيفة أنه "بالفعل عقد سلسلة لقاءات"، لافتة إلى قوله إنه لم يبادر إليها بل "كان في خدمة أولئك الذين طلبوا معرفة موقف اسرائيل في الموضوع".
                            واعتبرت الصحيفة أنه "بالرغم من ذلك، الفرضية هي أن أورن ما كان ليجري تلك المحادثات لو أنه لم يتلق إذناً صريحاً بذلك من رئيس الحكومة نتنياهو".

                            * موسكو: عدم اتهام دمشق بالهجوم الكيميائي من دون ادلة



                            نددت روسيا مجددا الثلاثاء بمحاولات الدول الغربية تحميل الحكومة السورية مسؤولية الهجوم الكيميائي الذي وقع قرب دمشق في 21 اب/ اغسطس، داعية الى عدم اتهام دمشق "من دون ادلة".
                            وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش تعليقا على تصريح اخير لوزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اكد فيه ان المعارضين السوريين لا يملكون اسلحة كيميائية، ان "تحميل السلطات السورية كامل المسؤولية من دون امتلاك اي دليل هو في راينا في غير محله وغير جدي".
                            وفي مقابلة مع البي بي سي اخيرا، شكك هيغ في امتلاك مقاتلي المعارضة السورية لاسلحة كيميائية، معتبرا ان لا احد في العالم يمكنه ان ياخذ بهذه الفرضية وحتى روسيا.
                            واضاف لوكاشيفيتش "نرغب في ان يساهم شركاؤنا البريطانيون بجدية في تنفيذ الاتفاق الروسي الاميركي حول وضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية بهدف تدميرها".
                            وياتي هذا التصريح بعيد اتصال هاتفي بين هيغ ونظيره الروسي سيرغي لافروف بحثا خلاله الظروف التي تحوط بالملف السوري، بحسب بيان للخارجية الروسية.


                            * الخارجية الروسية: موسكو وبكين ستواصلان تنسيق مواقفهما حول سوريا



                            أعلنت وزارة الخارجية الروسية في أعقاب اتصال هاتفي بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والصيني وانغ يي الثلاثاء أن موسكو وبكين تنويان مواصلة تنسيق المواقف من الازمة السورية. وجاء في بيان الخارجية الروسية بهذا الصدد أن الوزيرين أكدا تطابق مواقف روسيا والصين اللتين تدعوان بثبات الى تسوية الوضع في سورية بطرق سياسية دبلوماسية بدون تدخل خارجي.
                            ورحب الوزيران بانضمام سورية الى معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية وأعلنا عن تأييدهما لتنفيذ الاتفاقات الروسية الامريكية التي تم التوصل اليها بجنيف بأسرع ما يمكن، ابتداء من اتخاذ الهيئة التنفيذية لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية قرارا بشأن سبل تطبيقها.
                            واتفق لافروف ووانغ يي على مواصلة الاتصالات الوثيقة وتنسيق المواقف من القضية السورية، سواء في منظمة حظر الاسلحة الكيميائية أو في اطار الامم المتحدة.


                            * المعلم يستقبل نائب وزير الخارجية الروسي في دمشق



                            التقى وزير السوري وليد المعلم الثلاثاء نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في دمشق وبحثا اتفاق جنيف الذي تم التوصل اليه السبت بين الولايات المتحدة وروسيا لنزع السلاح الكيميائي السوري الخارجية.
                            وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) مساء الثلاثاء ان المعلم وريابكوف "بحثا الاتفاق الاطاري الذي تم بين روسيا والولايات المتحدة القائم على انضمام سوريا الى اتفاقية الاسلحة الكيميائية".
                            واضافت الوكالة ان المعلم "اكد على الثقة المتبادلة بين الجانبين والسعي للوقوف في وجه كل ما يحاك ضد سوريا والشعب السوري".
                            ونقلت الوكالة عن ريابكوف "تأكيده على ثبات موقف بلاده تجاه الحل السلمي للازمة في سوريا ورفض التهديدات باستخدام القوة".
                            واضاف المسؤول الروسي "ان روسيا لا تقبل اتخاذ قرار في مجلس الامن يستند الى الفصل السابع".
                            ولم يتوصل اللقاء الذي عقد الثلاثاء في موسكو بين وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ونظيره الفرنسي لوران فابيوس الى اي اتفاق حول الملف السوري.
                            وقال لافروف ان لدى موسكو "الاسباب الاكثر جدية للاعتقاد بانه (الهجوم) استفزاز"، في اتهام لمعارضة السورية بالمسؤولية عن الهجوم بالسلاح الكيميائي، في حين اكد الوزير الفرنسي ان التقرير الذي نشرته الامم المتحدة الاثنين بشأن الهجوم الكيميائي لا يترك "اي شك بشأن مسؤولية نظام دمشق" (حسب الوزير الفرنسي).
                            اما بشأن قرار "قوي وملزم" طالبت الاثنين باريس باصداره قبل نهاية الاسبوع الجاري في مجلس الامن الدولي، فرفض لافروف امكان تضمن هذا القرار تهديدا باستخدام القوة استنادا الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة.


                            * روسيا تعود الى الشرق الاوسط



                            تعتبر صحيفة "إسرائيل هيوم" أن روسيا هي من يتولى دفة القيادة في الشرق الأوسط اليوم وأن اسرائيل لا يمكنها تجاهل تداعيات هذا الدور وخاصة ما يتعلق بإيران والمشكلة الفلسطينية.
                            تحت عنوان "روسيا تعود إلى الشرق الأوسط" قالت صحيفة "إسرائيل هيوم" إنه "بات واضحاً، من دون التقليل من أهمية الإتفاق على نزع السلاح الكيميائي من سورية والمساهمة الأميركية في تحقيقه، أن من يتولى دفة القيادة هي روسيا، فيما تبدو الولايات المتحدة منقادة في منطقتنا أمام روسيا التي نجحت في إملاء الخطوات".
                            ولفتت الصحيفة إلى أن "إسرائيل راضية من مجرد إنجاز الإتفاق، بشرط تنفيذ بنوده وشروطه شكلاً ومضموناً"، مشيرة إلى أن "الموقف الثابت لحكومة نتنياهو كان امتناع إسرائيل عن التدخل في الحرب الأهلية في سورية، لكن مع السعي دوماً إلى تحييد السلاح الكيميائي السوري، والتأكد من عدم انتقاله إلى حزب الله".
                            واعتبرت الصحيفة أن "إسرائيل لا يمكنها تجاهل التداعيات المحتملة لتصاعد الدور السياسي الروسي على المواضيع السياسية الرئيسية على جدول الأعمال، كإيران والمشكلة الفلسطينية".

                            * ضغط خليجي لسحب حزب الله من سورية
                            مصدر دبلوماسي مطلع يقول إن الخليجيين يضغطون من أجل تحصيل ولو ثمن إعلان انسحاب حزب الله من سورية.

                            صحيفة "السفير" اللبنانية تناولت ما وصفتها بـ "الحرب الخليجية المفتوحة ضد "حزب الله"، منذ انخراطه العسكري المباشر في الأزمة السورية، وتحديداً بعد معركة القصير.

                            وقالت إنه يمكن رصد هذه الحرب "في ظل تقديرات ديبلوماسية من غير عاصمة عربية وأجنبية، بأن الخليجيين يضغطون من أجل تحصيل "ولو ثمن اعلان انسحاب حزب الله من سوريا"، على حد تعبير مصدر دبلوماسي واسع الاطلاع في بيروت.

                            ونقلت الصحيفة عن المصدر نفسه إنه منذ الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، "أظهرت مداخلات عدد من المشاركين الخليجيين مغادرة الحد الأدنى من اللياقات السياسية والديبلوماسية، لا بل أن بعضهم كان مستعداً للقول إنه مستعد لوضع يده بيد بشار الأسد مجدداً، ولكنه لن يتساهل مع ما أقدم عليه "حزب الله" من تعديل في موازين القوى على أرض سورية".

                            تعليق


                            • 18/9/2013


                              سورية تحول أمريكا الى دولة عظمى مراهقة


                              صحف عالمية تحدثت عن أن المبادرة الروسية شكلت مخرجاً لأوباما لعدم التورط في سورية عسكرياً

                              معهد ستراتفور الإستخباري الأميركي يعتبر أن الأزمة السورية وبعد المبادرة الروسية حولت أميركا لدولة عظمى مراهقة بالإمكان وقف سرعة إندفاعها، ويوصف حالة حلفائها بعد الاتفاق مع روسيا.

                              أصدر مركز ستراتفور الإستخباري تقييماً سريعاً للصفقة الأميركية – الروسية، التي، وبحسب المركز "تظهر قلقاً متزايداً لأميركا، بدلاً من آيات الثناء لواشنطن على الأسلوب الذي أدارت به الأزمة".

                              وقال المركز إن المبادرة الروسية دلت على "حاجة الولايات المتحدة إلى دعم من أطراف إقليمية يعينها على تفادي اضطراب هائل آخر في الشرق الأوسط،" والمضي في التخلص من الأسلحة الكيميائية السورية، ما يبرز "كابوسا لوجستيا.. يترتب عليه قيام الولايات المتحدة مواجهة الإحساس العام بأنها أضحت دولة عظمى مراهقة بالإمكان وقف سرعة اندفاعها من قبل خصوم أضعف لكنهم أفضل دهاء".

                              وأضاف المركز إن "السعودية ستشهد ضغطاً أميركياً هادئاً لوقف دعمها لقوات المعارضة وفسح المجال للحل الديبلوماسي كي يأخذ مجراه".

                              وأردف بأن المأزق السعودي الأهم هو في التقارب الأميركي الإيراني الذي "قد يقوض تحالف السعودية الاستراتيجي مع الولايات المتحدة واضطرارها للتكيف مع خصمها الإيراني،" لكنها ستعمد في "المدى القصير إلى استغلال سبل دعمها لقوى المعارضة لتعطيل أي مسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يأتي عبر التفاوض الأميركي وروسيا".

                              وفيما يخص الكيان الإسرائيلي، أوضح المركز أنه "مرتبك.. جراء التحاق الولايات المتحدة بموسكو التي تقود إدارة المسألة السورية"، أما تركيا "المعرضة للتداعي على أكثر من صعيد.. تتضاءل خياراتها المتاحة نظراً لاضطرارها استيراد معظم احتياجاتها للطاقة من روسيا، كما هي بحاجة إلى حليف خارجي قوي يقف بجانبها للحد من الضغوط الروسية".

                              تعليق


                              • 18/9/2013


                                * بابا الفاتيكان: لسلوك طريق الحوار والتفاوض في سورية



                                دعا البابا فرنسيس اليوم الأربعاء 18/9/2013 مجدداً إلى سلوك طريق "الحوار والتفاوض ضمن احترام العدالة" من أجل وضع حد للأزمة السورية.
                                وقال أثناء الاجتماع العام الاسبوعي الذي ضم نحو 40 ألف مؤمن في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، انه يتوجه بأفكاره "خصيصاً الى الشعب السوري العزيز الذي لا يمكن حل مأساته الانسانية إلا عبر الحوار والتفاوض ضمن احترام العدالة وكرامة الجميع، خصوصاً الأكثر ضعفاً والعزل".
                                وقبل خمسة عشر يوما استجاب البابا الارجنتيني للدعوات الملحة التي أطلقها بطاركة الشرق ووضع كل ثقله من أجل تفادي التصعيد في سورية، وخصوصاً أن دعم غالبية المسيحيين في سورية يؤيدون الرئيس السوري بشار الأسد.
                                وكان البابا دعا المسيحيين وغير المسيحيين الى يوم صوم وصلاة في العالم أجمع من أجل السلام في سورية.

                                * اجتماع غير مثمر حول مشروع قرار دولي لسوريا



                                بحث دبلوماسيون من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والصين وبريطانيا) الثلاثاء مشروع قرار حول تفكيك الترسانة الكيميائية لسوريا ولكنهم لم يحرزوا تقدما كبيرا.
                                وقررت الدول الخمس بعد نحو ساعة من المشاورات الاجتماع مجددا الاربعاء، بحسب ما قال دبلوماسيون. واورد احدهم ان "الجو كان بناء ولكن المشاكل لم تحل وسوف نواصل التفاوض".
                                ويحظى مشروع القرار بتأييد لندن وواشنطن ويرتكز على نص اقترحته فرنسا قبل ايام ورفضته روسيا.
                                وتريد باريس ولندن وواشنطن استعمال التهديد بالقوة من اجل ارغام الحكومة السورية على تطبيق اتفاق تفكيك ترسانتها الكيميائية الموقع في جنيف نهاية الاسبوع الماضي بعد مفاوضات اميركية روسية.
                                من ناحيتها، ترفض روسيا اللجوء الى القوة واكد وزير خارجيتها سيرغي لافروف الثلاثاء ان القرار "لن يكون تحت الفصل السابع".

                                * الامم المتحدة: لا جدال في تقرير خبراء ’’الكيماوي’’ بشأن الهجوم في سورية
                                دافعت الامم المتحدة عن تقرير لخبراء الاسلحة الكيماوية الدوليين وصفته روسيا بأنه منحاز، وقالت انه ينبغي عدم التشكيك فيما خلص اليه من ان صواريخ محملة بغاز السارين استخدمت في هجوم في سورية يوم 21 آب (اغسطس).
                                وقال المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نسيركي ان "النتائج في هذا التقرير لا جدال فيها"، واضاف: "انها تتحدث عن نفسها وكان هذا تقريراً موضوعياً تماماً في شأن حادث محدد".

                                * المحققون الدوليون يعودون لسوريا وروسيا تصف تقريرهم بالمنحاز
                                اعلن محققو الامم المتحدة الاربعاء، انهم سيعودون الى سوريا قريبا للتحقق من مختلف الاتهامات ضد المعارضة والنظام حول استخدام الاسلحة الكيميائية، في حين نددت روسيا بالنتائج التي توصل لها هؤلاء المحققون، ووصفتها بانها تصورات مسبقة وذات صبغة سياسية ومنحازة، وذلك رداً على التقرير الذي قالت دول غربية انه اثبت مسؤولية قوات الجيش السوري عن الهجوم.
                                وقال رئيس فريق مفتشي الامم المتحدة اكي سيلستروم لوكالة فرانس برس: "سنعود الى سوريا. لم يحدد جدولنا الزمني بعد، لكنها ستكون قريبة".
                                وخلص فريقه الذي زار سوريا في اب/اغسطس، في تقرير رفعه في 16 ايلول/سبتمبر الى انه تم استخدام اسلحة كيميائية على مستوى كبير في النزاع السوري. كما اعلنت البعثة انها جمعت "ادلة دامغة ومقنعة" بان غاز السارين ادى الى مقتل مئات الاشخاص في هجوم على الغوطة الشرقية بريف دمشق في 21 اب/اغسطس.
                                واوضح سيلستروم ان التقرير الذي تم تقديمه "كان جزئيا". واضاف ان "ثمة اتهامات اخرى تم عرضها للامين العام للامم المتحدة وتعود الى شهر اذار/مارس، تطال الطرفين" المتحاربين في النزاع السوري.
                                من جانبه، قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي لوكالة الاعلام الروسية في دمشق: "نشعر بخيبة امل .. هذا اقل ما يقال عن النهج الذي اتبعته امانة الامم المتحدة ومفتشو الامم المتحدة الذين اعدوا التقرير بطريقة انتقائية وغير مكتملة".
                                واضاف بعد محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، "دون الحصول على صورة كاملة بشأن ما يجري هنا من المستحيل وصف طبيعة النتائج التي توصل لها خبراء الامم المتحدة... بأي شيء سوى انها مسيسة وتصورات مسبقة ومتحيزة".
                                واكد ريابكوف، إن موسكو تسلمت من دمشق أدلة عن استخدام المعارضة المسلحة السلاح الكيميائي في الغوطة، وبدأت دراستها.
                                وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال امس الثلاثاء: ان التحقيق سيكون ناقصا بدون فحص الادلة الواردة من مصادر اخرى كما انه يجب التحقيق في الشكوك بشأن استخدام اسلحة كيماوية بعد 21 اغسطس/ اب.

                                * خلاف روسي اميركي حول اتفاق جنيف



                                إتسعت الخلافات الاميركيةُ الروسية حول تفسير الاتفاق بين البلدين في جنيف لتفكيك الاسلحة الكيميائية السورية.
                                وانتقدت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي حمل المسلحين مسؤولية استخدام الاسلحة الكيمياوية بريف دمشق، ووصفته بأنه يسبح عكس تيار الرأي العام العالمي وعكس الوقائع على حد تعبيرها.
                                وقالت بساكي ان تقرير خبراء الامم المتحدة يؤكد استخدام اسلحة كيمياوية في سوريا بما فيها غاز السارين، واضافت ان واشنطن اذا استندت لمعلوماتها الاستخباراتية الخاصة فإن العديد من التفاصيل تؤكد ان الجيش السوري ارتكب هجوما كيمياويا حسب زعمها.


                                * اوباما يدعو لتحول سياسي بسوريا وتنحي الأسد



                                اعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه يجب في نهاية المطاف أن يحدث تحول سياسي في سوريا يتخلى فيه الرئيس بشار الأسد عن السلطة.
                                وقال أوباما إن هذا التحول يهدف الى خروج الأسد من السلطة على نحو يحمي الأقليات الدينية في سوريا ويضمن ألا تصبح للمتطرفين الإسلاميين اليد الطولى داخل البلاد.
                                واضاف الرئيس الاميركي أنه من الصعب للغاية تصور ان تخمد الحرب الاهلية في سوريا اذا كان الرئيس الاسد باقٍ في السلطة، حسب قوله.

                                * كيري يحض على قرار من الأمم المتحدة بشأن سوريا



                                قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري الثلاثاء إن الاتفاق الأميركي الروسي على أن تقوم سوريا بتسليم أسلحتها الكيمائية يجب أن يدعمه قرار من الأمم المتحدة له قوة اجبار الرئيس بشار الأسد على الامتثال.
                                وقال كيري للصحفيين في الكونجرس "لن يحدث ذلك إلا مع إصدار الأمم المتحدة قرارا قويا. ولن يحدث إلا بإنفاذ العالم له مع وقوف روسيا بجانبنا في هذا الجهد واخيرا سيحدث حينما يفي الأسد بما وافق على فعله".
                                واضاف قوله "من المهم أن يبقى التهديد باستخدام القوة مطروحا على مائدة البحث لضمان إذعان الأسد. ولذا سنستمر في العمل في هذا الاتجاه".

                                * الخارجية الاميركية: لافروف "يسبح عكس التيار" في موضوع الكيميائي السوري



                                انتقدت الولايات المتحدة بشدة الثلاثاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اثر تأكيده مجددا ان الهجوم الكيميائي المزعوم في ريف دمشق في 21 اب/اغسطس ليس من تنفيذ دمشق، معتبرة انه "يسبح عكس التيار". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي "لقد قرأنا بالطبع تعليقات الوزير لافروف. انه يسبح عكس تيار الرأي العام العالمي، والاهم من ذلك، عكس الوقائع"، وتأتي هذه التصريحات بعد ثلاثة ايام على الاتفاق الاميركي الروسي بشأن الخطة التنفيذية لتفكيك ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية في جنيف.
                                واستندت المتحدثة الاميركية الى تقرير مفتشي الامم المتحدة الذي نشر الاثنين، موضحة انه "يؤكد من دون لبس انه تم استخدام اسلحة كيميائية في سوريا بما فيها غاز السارين". واضافت "اذا استندنا الى معلوماتنا الاستخباراتية الخاصة التي تضمنها التقرير، فان العديد من التفاصيل الاساسية تؤكد ان نظام الاسد ارتكب هذا الهجوم".
                                وكانت الخارجية الاميركية تعلق على لقاء الثلاثاء بين باريس وموسكو اللتين اقرتا باستمرار الخلاف بينهما في شان سوريا، سواء بالنسبة الى مسؤولية دمشق عن الهجوم او بالنسبة الى تبني قرار دولي ملزم ضد دمشق.

                                * هيغل: باقون عسكرياً في شرق المتوسط
                                أعلن وزير الحرب الأميركي تشاك هيغل اليوم الأربعاء 18/9/2013 أن الانتشار العسكري الأميركي سيبقى على ما هو عليه في شرق البحر المتوسط، وذلك في إطار التهويل ببقاء احتمال توجيه عدوان عسكري ضد سورية.
                                وقال هيغل إنه "من البديهي القول أن التهديد الاميركي الواضح باللجوء الى القوة أوصل إلى العملية الدبلوماسية، وعلينا أن نبقي الخيار العسكري كما كان قبلا"، موضحاً أن الانتشار الحالي للسفن المجهزة بالصواريخ العابرة في المياه المجاورة لسورية لن يتغير.

                                * استطلاع: معارضة شديدة باميركا واوروبا للتدخل بسوريا



                                أظهر استطلاع للرأي اجري في الولايات المتحدة وأوروبا نشرت نتائجه اليوم الاربعاء، ان غالبية الاوروبيين والامريكيين يعارضون بشدة تدخل دولهم عسكريا في سوريا.
                                ووجد الاستطلاع الذي اطلق عليه "الاتجاهات عبر الاطلسي" وهو مسح سنوي للرأي العام في الولايات المتحدة واوروبا، ان 62 في المئة من الامريكيين و72 في المئة من الاوروبيين يعتقدون ان بلادهم يجب ان تتجنب التدخل العسكري في سوريا.
                                وفي تركيا التي تشترك في حدود مع سوريا، قال 72 في المئة ان بلادهم يجب ان تبقى بعيدة عن الصراع بينما يفضل 21 في المئة التدخل.
                                ووجد المسح في كل المناطق مواقف رافضة ضد التدخل الخارجي مقارنة مع العام الماضي.
                                وانعكست المعارضة للتدخل الغربي في سوريا في هزيمة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في البرلمان في الشهر الماضي عندما سعى الى موافقة مجلس العموم على قرار يفوضه القيام بعمل عسكري.
                                والدول التي شملها الاستطلاع هي فرنسا والمانيا وايطاليا وهولندا وبولندا والبرتغال ورومانيا وسلوفاكيا واسبانيا والسويد وبريطانيا والولايات المتحدة وتركيا. وشارك في الاستطلاع نحو 1000 شخص من كل من هذه الدول في الفترة بين الثالث من يونيو حزيران والثاني من يوليو تموز.

                                * ألمانيا وردت مواد إلى سورية يمكن استخدامها لانتاج السارين
                                قامت ألمانيا في الاعوام 2002 - 2006 بتوريد مواد كيميائية إلى سورية ذات استخدام مزدوج، يمكن أن تستخدم في إنتاج غاز السارين السام، حسبما ذكر التلفزيون الالماني اليوم. جاء ذلك في تقرير لقناة "ARD" التلفزيونية الألمانية استند، إلى رد وزارة الاقتصاد الالمانية على استفسار الكتلة البرلمانية للحزب اليساري. وحسب المعلومات الواردة في التقرير، فقد جرت هذه التوريدات بموافقة حكومتي المستشار السابق غيرهارد شرودر والمستشارة الحالية أنجيلا ميركل على حد سواء.ويدور الحديث في التقرير عن توريد 90 طنا من فلوريد الهيدروجين و12 طنا من ثنائي فلوريد هيدروجين الامونيوم، وهما مادتان ضروريتان لإنتاج غاز السارين، بيد أنهما ليستا كافيتين لوحدهما لإنتاج هذا الغاز السام.


                                * فابيوس: "لا يمكن لاحد التشكيك بموضوعية" مفتشي الامم المتحدة في سوريا



                                اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاربعاء انه "لا يمكن لاحد التشكيك بموضوعية" مفتشي الامم المتحدة في سوريا، وذلك بعد اتهامهم بـ"الانحياز" من جانب روسيا.
                                وقال فابيوس خلال تصريحات للصحافيين ان "احدا لا يمكنه التشكيك بموضوعية الاشخاص الذين عينتهم الامم المتحدة". كما ابدى "استغرابه الشديد" ازاء التصريحات التي ادلى بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والتي ندد فيها بـ"الخلاصات المسيسة، المنحازة والاحادية" من جانب مفتشي الامم المتحدة.

                                * رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز: دول الاتحاد الأوروبي لم تتمكن من تبني موقف موحد بشأن الأحداث في سورية.


                                * راسموسن يؤكد على وجوب بقاء الخيار العسكري مطروحا بشأن سوريا
                                قال الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن، ان الخيار العسكري يجب "ان يبقى مطروحا" للضغط على النظام السوري كي يحترم الاتفاق الروسي الاميركي حول تفكيك ترسانته الكيميائية.
                                وفي تصريح عقب لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم، رحب راسموسن بالاتقاف الروسي الاميركي مضيفا انه ينتظر "من النظام السوري ان يمتثل كليا لمطالب المجتمع الدولي".


                                * موقع امريكي: السعودية أرسلت 1200 محكوما بالإعدام للقتال في سوريا
                                كشف موقع "انتي وور" الأميركي أن السلطات السعودية أرسلت أكثر من 1200 سجين محكوم عليهم بالإعدام إلى سورية من أجل الانضمام إلى المجموعات الإرهابية المسلحة هناك. ونقل "أنتي وور" عن مذكرة تسربت من وزارة الداخلية السعودية أن 1239 سجيناً محكوماً عليهم بالإعدام بحد السيف بسبب ارتكابهم جرائم خطيرة مختلفة منحوا عفواً كاملاً فضلاً عن رواتب لأسرهم.
                                ونقل الموقع الامريكي عن نائب عراقي لم يذكر اسمه مطلع على هذا البرنامج، قوله: إن "السعودية اضطرت إلى وقف هذه السياسة بعد أن هددتها روسيا بطرح القضية أمام الأمم المتحدة".

                                * الكويت تلغي نقل مباراة لكرة القدم بسبب العلم السوري



                                قال نشطاء سوريون مقيمون في الكويت ان السلطات الكويتية الغت نقل المباراة التي جمعت فريق الشرطة السوري والقادسية الكويتي ضمن ذهاب الدور ربع النهائي لمسابقة كاس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم، بسبب التواجد الكثيف لمشجعين سوريين رفعوا العلم السوري.
                                وبحسب موقع تلفزيون الخبر، ان مغتربين سوريين في الكويت ذكروا أن السلطات الكويتية منعت المشجعين السوريين الذين جاؤوا لحضور المباراة من إدخال مجموعة كبيرة من الأعلام السورية، في حين تمكن آخرون من " تهريب" بعض الأعلام، ما دفع السلطات الكويتية، الداعمة للمعارضة السورية، من نقل المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي.
                                وتناقل ناشطون مجموعة صور تظهر مشجعين سوريين في الملعب الذي احتضن المباراة.
                                يذكر أن فريق الشرطة يحتاج للفوز بأية نتيجة في مباراة الاياب التي ستجمع الفريقين في الرابع والعشرين من الشهر الجاري في لبنان، وذلك بعد التعادل السلبي في الإمارة النفطية.

                                ***
                                * الصحافي الإيطالي يروي رحلة خطفه في سوريا: عصابات تتستّر بالإسلام
                                نشرت جريدة الحياة مقالا مترجما للصحافي الإيطالي الذي أسرته المجموعات المسلحة في سوريا يروي فيه رحلته مع الأسر والخطف. بدورنا ننشر القصة دون تدخل لنتعّرف حقائق عن هذه المجموعات :

                                دومِنيكو كويريكو



                                حاولت الذهاب إلى دمشق، لكن الجيش الحر أبلغنا أن ذلك متعذر قبل أيام، واقترح علينا أن نقصد القصير، على مقربة من الحدود اللبنانية. هذه البلدة كانت يومها مطوّقة بحصار «حزب الله» الموالي لنظام بشار الأسد. دخلنا سورية في السادس من نيسان (أبريل) المنصرم بحماية الجيش الحر، ووصلنا إلى القصير مع قافلة تموين تابعة له. الرحلة دامت ليلة طويلة في مركبة مطفأة الأضواء عبرت الجبال لتصل في الصباح إلى مدينة عمّها دمار القصف الجوي. فقررنا عودة الأدراج ومحاولة العبور إلى دمشق.
                                طلبنا أن يرافقنا رجال الجيش الحر. فرافقنا منه رجلان تشاركنا معهما طعام العشاء، وحسبنا انهما موضع ثقة، ولكنهما على الأرجح باعانا إلى الخاطفين. وعند مغادرة القصير، أوقفت السيارة التي نحن على متنها، شاحنتان مليئتان بالملثمين. حملونا على الانضمام اليهم في الشاحنة واقتادونا إلى منزل. هناك أوسعونا ضرباً، وزعموا أنهم من رجال شرطة النظام. ولكن لم يطل الأمر قبل أن نكتشف في الأيام التالية كذب هذه المزاعم. فالخاطفون أتقياء لا يهملون أوقات الصلاة، واستمعوا نهار الجمعة إلى خطبة رجل يدعو إلى الجهاد ضد بشار. ولكن لم يقطع الشك باليقين إلا بعد أن قصفت طائرات النظام منزل الخاطفين. وأيقنّا أننا رهائن في قبضة الثوار.
                                الخاطفون ينتمون إلى مجموعة الأمير أبو عمر، وهو على رأس كتيبة من سكان المنطقة، هم أقرب الى لصوص وقطّاع طرق منهم إلى الإسلاميين أو الثوار. ويتخفى أبو عمر وراء الإسلام للتغطية على أنشطته الفعلية، أي التهريب والأعمال غير المشروعة. وتربطه بكتيبة الفاروق، وهي المجموعة الخاطفة، علاقات تعاون. والكتيبة هذه ذائعة الصيت وهي منضوية في المجلس الوطني السوري، وممثلوها يلتقون الحكومات الأوروبية. الكتيبة أسسها ضابط متمرد جنّد سواقط النظام المافيوي السوري، وجمعهم حوله. وعلى رغم أن الغرب يوليهم الثقة، استخلصت من تجربتي المرّة ضرورة الحذر منهم. فهم بنات ظاهرة جديدة في سورية: بروز عصابات «بلطجة»، على نحو ما حصل في الصومال، تصبغ نفسها بصبغة إسلامية وثورية من اجل السيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد وأخذ السكان رهينة، وخطف الناس، وتكديس الثروات.
                                في البداية اعتقلنا في منزل جبلي على طرف القصير نحو عشرين يوماً. ثم كرت سبحة حوادث متصلة كارثية كانت فاتحتها مهاجمة «حزب الله» مواقع الثوار ووقوع المبنى حيث نحن معتقلون في مرمى النيران وعلى خطوطها الأمامية. استهدِف المنزل وهوجم، فانتقلنا إلى منزل آخر داخل المدينة، لكنه سرعان ما صار واحداً من أهداف الهجوم. وطوال أسبوع، تركنا الخاطفون «وديعة» في يد كتيبة تابعة لجبهة النصرة.( ..) لكننا عدنا إلى قبضة أبو عمر.

                                سفر الخروج من القصير



                                المدينة كانت محاصرة، والدمار يعمها يوماً بعد يوم، وتتداعى حجراً إثر حجر. في مطلع حزيران (يونيو) الأخير، أوشكت القصير على الوقوع في يد «حزب الله». فقررت مجموعات الثوار، وكتيبة ابو عمر من ضمنها، الهرب وتجاوز خطوط العدو برفقة السكان. ونجحنا في المسعى هذا نجاحاً لا يصدق. فالرحلة كانت ملحمة رهيبة أبطالها رجال ونساء وأطفال ومسنّون ساروا 12 ساعة متصلة طوال ليلتين متتاليتين وطافوا في الأرياف. بلغ عددهم نحو 5 - 6 آلاف شخص، وطوال مسيرة الزحف هذه فوق الحصى، كانت ضوضاء أصوات الأرجل تصم الآذان كما لو كانت حركتهم حركة جسد واحد. وحين كانت تضيء الفضاء قنابل مضيئة يطلقها جنود النظام لتحدد وجهة القصف والرماية بالأسلحة الرشاشة وترفع ستار الظلام عن الجموع النازحة من القصير، كانت الأضواء الباهرة تملأ المكان فيرتمي آلاف الأشخاص أرضاً اتقاء للنيران في صمت مهيب. ولحظة خبو القنابل المضيئة وسقوطها على الأرض، كان الجمع يستأنف رحلته مخلّفاً وراءه سبحة موتاه. من الهضبة العالية نزلنا نحو حمص. خلتُ أنني في حلم، فأوجه الشبه بين هذه اليقظة والواقع بدت لي ضعيفة.
                                وفي الظلام بلغنا هذه المدينة الكبيرة التي كانت مهد الثورة. فألفنا شطراً من المدينة مقفراً ومدمراً يعمّه الخراب، وشطرها الثاني كان مسكوناً تدور في رحاه معارك. وراودني تخييل بصري غريب يعصى على التصديق، وكأن المنازل البيض الممتدة على مرمى النظر تتمارى في الفضاء وتنعكس صورتها في مرآتها. فتجلو صورتان لحمص، حمص المدمرة التي يسودها سكون المقابر وصمتها، وحمص المشتعلة بأضواء القنابل والقذائف والصواريخ وضجيج الحرب.

                                ملحمة التيه والخطف



                                وبعد تلك الليلة، عدنا إلى نقطة البداية، أي إلى حيث بدأت رحلتنا ولقينا مصير عوليس في الأوديسة لحظة وقعت أنظاره على منزله وهو يتجه صوب جزيرة إيتاك، فهبّت عاصفة حملته بعيداً من بيته وأمعنت في عقابه.
                                فالرياح جرت بما لا نشتهي. وحين بلغنا ريبروك، المدينة التي انطلقنا منها، اشترتنا كتيبة الفاروق مجدداً. وبعد يومين، قيل لنا إننا نتجه شمالاً نحو الحدود مع تركيا وأن سراحنا سيطلق هناك. سافرنا ليلتين في شاحنة الكتيبة هذه، وبلغنا إدلب حيث احتجزنا كذلك 3 - 4 أسابيع في قاعدة عسكرية.
                                أثناء النزوح من القصير، في اليوم الأول من المشية، مثلت في حضرة أبو عمر الجالس تحت شجرة محاطاً ببلاطه الصغير من المقاتلين. طلبت منه هاتفه لأطمئن عائلتي التي تحسب أنني في عداد الأموات. ضحك وأراني هاتفه وزعم أن الإرسال مقطوع على خلاف ما رأيتُ بأم العين. فبادر جندي من الجيش الحر وهو مصاب بساقه، إلى إعارتي هاتفه. كانت بادرة لطف وتعاطف يتيمة في 152 يوماً من الأسر. ولم تصدر عن أي كان، سواء كان طفلاً أو مسناً، إشارة رحمة أو شفقة. دام اتصالي بأهلي 20 ثانية تناهت إليّ خلالها أصوات هلعهم، قبل أن ينقطع الاتصال.

                                الإيهام بالإعدام
                                عوملنا معاملة الحيوانات، وحُبسنا في غرف صغيرة نوافذها مغلقة على رغم القيظ. وقدمت لنا الفضلات غذاءً. ولم يسبق أن شعرت بمثل هذه الإهانة اليومية. وحُرمت من أبسط الأشياء، أي قضاء الحاجة عند الحاجة، كأن السرور راود السجانين إذ عاملوني، أنا الغربي الثري، معاملة المتسول.



                                سعى السجانون مرتين في إيهامي بأنهم على وشك تصفيتي. كنا على مقربة من القصير. اقترب أحدهم منهم مني وأشهر مسدسه لأرى انه مشحون بالطلقات. ثم وضع رأسي لصق جدار، ووجّه سلاحه نحو صدغي. بدت اللحظة هذه من غير قاع أو نهاية. يشعر المرء بالعار في مثل هذه اللحظات... وتذكرت مشهد الإعدام الزائف في رواية دوستويفسكي... شعرت بالغضب جراء شعوري بالخوف... سمعت حركة تنفس قاتلي المفترض وأحسست بمتعة إمساكه بحياتي بين يديه، متعة الشعور بخوفي. ضراوة هذا القاتل تشبه ضراوة الأطفال الذين غالباً ما يقعون في حبال الوحشية والعنف إذ يقطعون أرجل نملة أو ذنب سحلية.
                                درج السجانون على خداعنا قائلين: «بعد يومين إن شاء الله سنفرج عنكم، وتعودون إلى إيطاليا». لكننا حين أدركنا كذبهم، صرنا نرد بالقول «إن شاء الله». وذات صباح أحد، شعرت بأن معاناتي شارفت على الانتهاء. وتنقلنا في كل أجزاء البلاد وكأن الخاطفين أرادوا تضليلنا. ثم بلغنا دير الزور، الصحراء السورية الكبيرة. وتوقفنا في قرية أجهل اسمها، ثم عدنا أدراجنا. ولسان حال الخاطفين كان «إن شاء الله». وحسبنا انهم يخادعون. فأمرونا بالترجل من السيارة واجتياز الحدود. خشيت أن يطلقوا النار علينا في الظلام الدامس قبيل الفجر. توهمتُ سماع صوت المسدس وهو يُعد لإطلاق النار، ارتميت أرضاً. ولكن لم يصوّب أحد رشاشه إليّ. وسمعت شخصين يتحدثان الإيطالية، فأيقنتُ أن الأسر انتهى.

                                ***
                                * دور سوريا في تسريع الانهيار الأميركي
                                صمود سوريا ومحور المقاومة وانبثاق روسيا وكتلة ’البريكس’ يسرع ظاهرة انهيار امريكا
                                عقيل الشيخ حسين
                                لم يكن من الممكن لأحد ممن يقولون بالحتميات التاريخية التي يزعمون أنها تحكم تطور الواقع، أن يتصور في سبعينات القرن الماضي، أن الاتحاد السوفياتي سينهار بشكل مريع في غضون عقد من الزمن.
                                وبالقدر نفسه، لم يكن من الممكن لأحد أن يتصور بعد هذا الحدث، أن عالم ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي يمكن أن يكون شيئاً آخر غير امبراطورية أميركية عالمية تستفيد في فرض نفسها من تفوقها العسكري والاقتصادي الكبير مقابل بلدان جاهزة للسقوط كثمرة ناضجة بفعل ما تكابده من أشكال التبعية والتسيب والفقر والاستبداد والفساد.
                                ومع هذا، وفي غضون عقد من الزمن، تبين أن الولايات المتحدة تقف بدورها، ليس فوق القمة المشعة على العالم بأنوار نهاية التاريخ، بل على شفا حفرة تنذر بانهيار هو من الهول بحيث لا يمكن مقارنته بالانهيار السوفياتي الذي لم يحل، رغم تداعياته السلبية الكبيرة، دون انبعاث روسيا كقوة عظمى.
                                والأكيد أن سكرة الانتصار والهوس الجنوني بإظهار القوة وممارستها قد دفعا بالولايات المتحدة إلى التذرع بهجمات 11 أيلول / سبتمبر 2001، وإطلاق ما أسماه المحافظون الجدد بالحرب العالمية الثالثة. والأكيد أيضاً أن الولايات المتحدة لم تكن تشك لحظة بأن غزوها لأفغانستان والعراق هو الخطوة الأولى التي سيعقبها سريعاً قيام الإمبراطورية الأميركية العالمية.


                                الاسد ـ اوباما: تبادل التهديد!

                                ومع أهمية الاندحار الأميركي في العراق وأفغانستان، فإن العوامل الحاسمة التي فعلت فعلها في إلحاق الهزيمة بالولايات المتحدة، ومن ثم في إدخالها في طور الانهيار الذي يلاحظه ما لا يحصى من المراقبين وتشهد عليه أزماتها الخانقة، ولا سيما أزماتها الاقتصادية، قد تمثلت بهزيمتها (على أساس ارتباطها العضوي بالكيان الصهيوني) في لبنان صيف العام 2006.
                                ولقد بات من المعروف أن الحرب على سوريا ما هي إلا محاولة للرد على الهزيمة التي أحاقت بالجيش الإسرائيلي وأن هذه الهزيمة، شأنها شأن الهزيمة التي بدأت ملامحها ترتسم في الحرب على سوريا التي لم تكن ممكنة بدورها لولا الحدث الضخم الذي تمثل بالثورة الإسلامية في إيران وفي قيام دولة إيرانية تمتلك أسباب القوة الكافية للردع ولمد يد العون لقوى التحرر الأخرى في المنطقة والعالم.
                                وإذا كان من الصحيح أن روسيا بوتين قد لعبت دوراً هاماً جداً في كبح العدوان الأميركي على سوريا، فإن ذلك لا يعني أن بإمكانها أن تلعب هذا الدور لو كانت سوريا وقوى المقاومة الأخرى في المنطقة مجرد لقمة سائغة يمكن لأميركا و"إسرائيل" ابتلاعها بسهولة.
                                وإذا كانت الولايات المتحدة قد تراجعت عن تنفيذ تهديداتها، فلأنها تعلم جيداً، وبالدرجة الأولى، أن قوى المقاومة في المنطقة تمتلك ما يكفي من القدرات لإنزال ضربة ساحقة بالكيان الصهيوني وبالوجود العسكري والمصالح الأميركية في المنطقة.
                                من جهة أخرى، لا ينبغي إهمال عامل مهم آخر : إلى أي مدى كان يمكن لروسيا المنهكة والمتحولة إلى جمهورية موز حقيقية، في ظل يلتسين، أن تستعيد، في ظل بوتين، طموحها إلى العودة من موقع القوة إلى المسرح الدولي، لولا السقوط المدوي للهيبة الأميركية-الإسرائيلية على يد المقاومة في لبنان ؟
                                هنالك بالتأكيد علاقة ذات دلالة واضحة بين انتصار العام 2006، الذي أثبت إمكانية إلحاق الهزيمة بمعسكر أميركا وحلفائها، وبين الخطاب الشهير الذي ألقاه بوتين في مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي عام 2007، والذي أثار مفاجأة كبرى عندما استخدم فيه عبارات "سوفياتية" أدان فيها النزعة الإمبريالية للسياسة الأميركية. وهذه العلاقة يؤكدها استمرار روسيا بوتين، منذ انتخابه في منصب رئاسة الاتحاد الروسي، عام 2000، حتى ذلك التاريخ، في الرهان على الشراكة مع الغرب وفي إقامة ما سمي بمجلس روسيا ـ الحلف الأطلسي.


                                تراجع القوة الاميركية ...

                                ومهما يكن من أمر، فإن الحرب على سوريا، لا سيما فصلها المتعلق بالتهديدات الأميركية الأخيرة وما أعقبها من تراجعات، قد أظهرت، إضافة إلى تفكك الجماعات المسلحة داخل سوريا وانهيار الحلف الإقليمي المعادي، أن عوارض التفكك قد أصابت أيضاً التحالف الغربي في الصميم. فمن تراجع بريطانيا إلى رفض عدد كبير من البلدان الأوروبية المشاركة في ضرب سوريا، إلى الارتباك الرسمي الأميركي، مروراً بالرفض الشعبي الكاسح في الغرب لفكرة الحرب، كل ذلك جاء تعبيراً عن حالة من الشيخوخة والعجز تنذر بما هو أسوأ بكثير، خصوصاً في ظروف استشراء الأزمات الاقتصادية في الولايات المتحدة وبلدان الغرب.
                                وإذا كان المراقبون قد بدأوا منذ سنوات باستشفاف ظاهرة الانهيار الأميركي، فإن صمود سوريا ومحور المقاومة وانبثاق روسيا وكتلة البريكس، قد بدأ يفعل فعله في تسريع ظاهرة الانهيار تلك.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
                                ردود 2
                                17 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X