إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

واشنطن تهدد سورية و"اسرائيل" تحرض ..وروسيا وايران تحذران

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 26/9/2013


    * كي مون يجتمع بوزراء القوى الكبرى لحل الازمة السورية



    اجتمع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون يوم الاربعاء، بوزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن لبحث الازمة السورية.

    وقال المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي: إن المجتمعين تبادلوا الآراء حول الجدول الزمني بشأن الاسلحة الكيمياوية السورية وامور اخرى متعلقة بمؤتمر جنيف اثنين.
    وأشار نيسيركي الى أنه لم يتحدد اي موعد حتى الان لعقد المؤتمر. وأكد المجتمعون ضرورة مضاعفة الجهود لحل الازمة الانسانية في سوريا والدول المجاورة.
    الى ذلك، وصل فريق المفتشين الدوليين الى دمشق لاستكمال تحقيقاته حول استخدام الاسلحة الكيمياوية في سوريا.
    وسيقوم الفريق بدراسة اربع عشرة حالة يرجح استخدام الكيمياوي فيها. وقالت مصادر الامم المتحدة إن الجدول الزمني لمهمة المفتشين سيحدد لاحقاً.

    * خلافات متواصلة بمجلس الامن حول كيمياوي سوريا
    اعلن دبلوماسيون، ان الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي حققت تقدماً مهماً بشأن نص مشروع قرار يضع إطاراً لبرنامج نزع الاسلحة الكيميائية السورية، فيما نفت روسيا عن توصل لمثل ذلك القرار بشأن كيماوي سوريا.
    وكشف دبلوماسي آخر عن خلافات بين الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن على بعض نقاط القرار، مؤكداً بأن المحادثات جارية بهذا الصدد.

    * ظريف ولافروف يبحثان الملف النووي الإيراني والأزمة السورية



    بحث وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ونظيره الروسي سيرغي لافروف في نيويورك، سبل تطوير العلاقات بين طهران وموسكو، وتبادلا وجهات النظر حول التطورات الاقليمية والدولية خاصة الازمة السورية والقضية النووية الايرانية.

    واعرب الجانبان خلال هذا اللقاء الذي جرى بينهما يوم الثلاثاء على هامش الاجتماع الثامن والستين للجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة في نيويورك، عن الارتياح للجهود المبذولة لمنع وقوع الحرب ضد سوريا، واكدا على ضرورة البحث عن سبل سياسية للمساعدة بحل الازمة بصورة كاملة.
    واعتبر ظريف استخدام السلاح الكيمياوي امرا مدانا اينما استخدم ومن قبل أي كان، وصرح ان السلاح الكيمياوي يجب ان يخرج من يد كل الاطراف في سوريا.
    من جانبه اكد وزير الخارجية الروسي ضرورة منع الحرب ضد سوريا، لان مثل هذه الحرب ستؤدي الى كارثة حقيقية.
    كما اعرب الجانبان عن الارتياح لمسيرة العلاقات الثنائية المتنامية وبحثا سبل تطوير التعاون في مجالات النفط والغاز والكهرباء والصناعة والمكائن الثقيلة.
    وتشاورا كذاك حول الاستمرار في برامج التعاون بين الدول المطلة على بحر خزر.
    واكد بيان صادر عن الخارجية الروسية الاربعاء ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بحث مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف الملف النووي الإيراني وتحريك المفاوضات بين طهران واللجنة السداسية.
    وقال البيان ان الوزيرين ناقشا بشكل مستفيض الأزمة السورية وتنفيذ الاتفاق الروسي الأمريكي الخاص بوضع السلاح الكيميائي السوري تحت الرقابة الدولية وتدميره لاحقا.
    واتفق لافروف وظريف على تنسيق جهود الجانبين في إطار الأمم المتحدة ومنظمة حظر السلاح الكيميائي من أجل تهيئة الظروف لتسوية الأزمة السورية بأسرع ما يمكن.



    * ملتقيا نظيره التونسي..
    الرئيس روحاني: ينبغي مقاومة الارهاب بالمنطقة وخاصة في سوريا

    *
    مناع: الجيش الحر سيلجأ الى الجيش السوري خلال شهرين



    قال رئيس هيئة التنسيق المعارضة في المهجر هيثم مناع، ان مسلحي "الجيش الحر" سيلجأون بعد شهرين للجيش السوري أو سيهربون لخارج سوريا هرباً من مسلحي القاعدة الذين يتقدمون شمال وشرق سوريا.

    ونقل موقع الحدث نيوز عن المعارض السوري، قوله خلال برنامج حواري على قناة "فرانس 24"، ان الخطر القادم في سوريا هو هؤلاء التكفيريون الذين توافدوا إلى سوريا من كل حدب وصوب، برعاية خليجية وتركية، مطالباً بالإسراع لعقد لقاء "جنيف 2" لأنه يمثل الخروج الأمثل لسوريا من الأزمة.
    وحول ما تتناقله بعض وسائل الإعلام المناهضة لسوريا حول وجود مشروع لتقسيم سوريا، قال مناع: "لا يمكن للشعب السوري أن يقبل بالتقسيم، كيف يتحدثون عن كانتون علوي في الساحل علماً أن العلويين في الساحل باتوا في الوقت الحالي أقلية لانهم استقبلوا ما لا يقل عن 900 ألف من اخوانهم من السنة من بقية المحافظات، كيف لشعب كهذا أن يقبل بالتقسيم".
    كما رفض المعارض السوري ما يشاع عن نية الأكراد إنشاء كانتون كردي في الشمال الشرقي من سوريا، مؤكداً ان الأكراد هم جزء من النسيج السوري، وهم يسعون للديمقراطية والعدالة لا الانكفاء على أنفسهم.

    * فيديو: لماذا ابقى المفتشون مواقع البحث عن الكيمياوي سرا؟

    (يمكنكم مشاهدة الفيديو بالموقع هنا):
    http://www.alalam.ir/news/1520291

    افاد مراسلنا في سوريا ان فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة والمختص بالأسلحة الكيمياوية وصل الى العاصمة السورية دمشق لإجراء تحقيقات اضافية حول استخدام السلاح الكيمياوي في سوريا.
    واشار مراسلنا الى ان الفريق سيقوم بدراسة 14 حالة يرجح استخدام الكيمياوي فيها، فيما قالت مصادر في الامم المتحدة ان الجدول الزمني لتحركات فريق المفتشين سيحدد لاحقا.
    فريق التحقيق الدولي عاد الى العاصمة دمشق لاستكمال التحقيقات التي بدأها في الرابع والعشرين من شهر تموز الماضي ، وسط تاكيدات دولية بوقوع الهجوم السام بغوطة دمشق .
    الفريق هذا بقيادة السويدي اكي سيليستروم يضم خبراء من منظمة الاسلحة الكيميائية ، ويتعتزم مواصلة عمله بعد اتفاق بين الحكومة السورية ومنظمة الامم المتحدة كان قد ابرم قبل نحو شهرين .
    وقال رئيس قسم الدراسات في وزارة الاعلام السورية ملاذ مقداد لقناة العالم الاخبارية الاربعاء: نحن عندما نتكلم عن هذا الموضوع فإن علينا ان نعي انه نتيجة الاتفاق الذي تم توقيعه بين الامم المتحدة والجمهورية العربية السورية.
    واضاف مقداد : وكان من المفترض للجنة ان تقوم بزيارة المواقع التي قدمت لها سوريا قبل خمسة اشهر من زيارتهم ، وكانت الولايات المتحدة هي التي عطلت هذا العمل.
    المصادر لم تكشف عن المواقع التي يمكن العمل بها ، لكن الاتفاق الاولي ينص على زيارة ثلاثة مواقع يعتقد انها تعرض للهجوم الكيميائي ، من بينها منطقة خان العسل بريف حلب .
    وقال الباحث الاستراتيجي طالب ابراهيم لقناة العالم الاخبارية : ثلاثة مواقع تم الاتفاق عليها مسبقا بين وزارة الخارجية ولجنة التحقيق الدولية ، مشيرا الى ان احد المواقع هو خان العسل.
    واضاف ابراهيم : الموقعان الآخران بقيا سرا ، لأن العصابات المسلحة عاثت فسادا بموقع خانم العسل وعبثت بمسرح الجريمة.
    الحكومة السورية بمطالبتها الامم المتحدة عودة المراقبين الدوليين لاستكمال التحقيقات بدت واثقة من الاتهامات التي ساقتها ضد الجماعات المسلحة ومن يدعمها بارتكاب الهجوم السام .
    عودة المراقبين الى العاصمة دمشق تاتي في وقت بالغ الحساسية والدقة خصوصا بعد انضمام الحكومة السورية الى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ، وفي وقت تقول دمشق : انها قدمت ادلة قاطعة تثبت تورط الجماعات المسلحة بارتكاب الهجوم السام في غوطة دمشق وخان العسل بريف حلب وغيرها من المناطق الاخرى .

    تعليق


    • افعلها لو تجرؤ يا أوباما
      فراس عزيز ديب


      قيل وكُتب الكثير عن اقتراب الحرب على سورية. تكاد لا تخلو صحيفة أو برنامج سياسي عبر العالم من هذا الحديث. هناك من يُتعب نفسه كثيراً في تحليل ما يجري، وهناك من حلَّلَ سابقاً وتوصل لما يحصل اليوم أمامنا، وهو ببساطة: النظام العالمي الجديد سيولد من سورية





      توالت التصريحات والتهديدات، لكن بشكلٍ عام يكفينا أن ندقق في ثلاثة تصريحاتٍ أساسية قد تختزل لنا المشهد السياسي والعسكري في المنطقة، أو ما سيكون عليه في المستقبل القريب جداً، إذا ما انطلقنا من منظورٍ واضحٍ بأن سورية جزءٌ من منظومة وليست نظاماً.

      التصريح الأول: هو ما نُقل عن السيد الرئيس بشار الأسد خلال لقائه وفداً من الأحزاب الوطنية اليمنية إذ قال: «نحن بانتظار أن يطلَّ عدونا الحقيقي برأسه لنواجهه». هذا التصريح أعادنا لما قاله الأسد سابقاً في أحد خطاباته «عندما يكون هناك من يحمل سكيناً ليقتلك فإن معركتك ليست مع السكين بل مع حاملها».

      التصريح الثاني: وهو للسيد وليد المعلم الذي أكد خلال مؤتمره الصحفي الأخير أننا تعايشنا مع سقوط قذائف الهاون فلا فرق بين الصواريخ الأميركية وقذائف الهاون. ربما هناك من نظر لهذه الجملة بشئٍ من البساطة، لكن ماعناه السيد وزير الخارجية أعمق بكثيرٍ، وهو ذاته يعيدنا لما قاله السيد الرئيس سابقاً في أحد خطاباته أيضاً: «العدو أصبح في الداخل».

      أما التصريح الثالث فهو للرئيس الأميركي باراك أوباما والذي نستطيع ببساطة أن نضعه برسم من ابتلانا اللـه بهم من مثقفين ونخب كانت ولا تزال تسخر منّا عندما نتحدث عن ارتباط أي حدثٍ في المنطقة، بما فيها مطالب الشعوب بالحرية، بأمن الكيان الصهيوني أولاً وأخيراً، عندما وضع النقاط على الحروف بالقول:

      إن أي حرب قادمة يجب أن تضمن شرطين، «أمن إسرائيل» وتدفق النفط. فأين هم من كانوا يتهموننا الآن بأننا لا نروج إلا لفكرة المؤامرة وربطها بالكيان الصهيوني من هكذا تصريح؟ إذن هل حقاً أن الولايات المتحدة وأذنابها من أحفاد الاستعمار القديم قرروا فجأة أن يشنوا الحرب على سورية، وعلينا نحن أن نصدق أنهم كانوا في السابق مجرد متفرجين، أم إن هناك أموراً طارئة جعلته في موقع المنخرط فعلياً في هذه المعركة؟ وهل أن سورية جاهزة لهذه المعركة أم إن السيناريو العراقي الذي كان أساسه قصف بغداد في أواخر التسعينيات وما تلاه من غزو للعراق هو الذي بدأ ينفَّذ فعلياً، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار تبدل أمرين الأول أن حجم الأكاذيب التي تسوقها الولايات المتحدة حول ذريعة الكيماوي لم تقنع أحداً، والأمر الثاني هو إعلان هذه الإدارة رسمياً أن هذه الحرب ستتم بمباركة من الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بعد التشاور مع القادة «الإسرائيليين»!







      ماذا تعني الحرب؟

      يبدو من السطحية بمكان اعتبار التهديدات بشن الحرب على سورية أمراً جديداً وحديثاً، فهذا الأمر حسب ما رسموا وخططوا كان يجب أن يتم منذ الفيتو الأول والثاني في مجلس الأمن، لكن إطالة أمد الحرب وصمود سورية بثالوثها المقدس، مع تمسك كل من روسيا والصين بالشرعية الدولية جعلا الأمر يتوقف عند أسوار طموحات «آل ثاني» و«آل سعود». أدركوا بعد ذلك أن الحل هو باستنزاف سورية من جميع النواحي، مع التلويح الدائم بضرورة الحل السلمي من باب رفع العتب، تحديداً أن ما تحدثوا به وبثّوه للمعارضة من شرط تنحي الأسد، كان بمثابة مؤشر قطعي على استحالة انعقاد أي مؤتمر لإيجاد حل سياسي.

      بات مستعربو النفط يضعون أنفسهم في مواجهةٍ مع شخص السيد الرئيس. كان الأسد ولا يزال يدفع ثمن صراحته وعدم مجاملته أحد في المواقف المفصلية، لم ينس مستعربو النفط أنهم بنظره أشباه الرجال، ولعلها المجاملة الوحيدة التي أطلقها في حياته، لأنهم لا يستحقون فعل الشبهة أساساً. هم ثلة من مخنثي الفكر والانتماء، لم تسمح لهم بيئتهم الحاقدة وحقدهم الدفين على كل ما هو عروبي منذ زمن عبد الناصر حتى الآن التفكير بالجملة، لكنهم هرعوا ولا يزالون للثأر منه ومنها. حاولت العصابات المسلحة التي تأتمر مباشرةً من أجهزة المخابرات الأميركية و«الإسرائيلية» السيطرة على مراكز القوة التي تُرعب أعداء سورية، إن كان منصات الدفاع الجوي أو ما يسمونها هم «مخازن الأسلحة الكيميائية». من هنا ومع تساقط العصابات المسلحة في مراكز قوتها ومع ما يحكى عن اصطياد عدد من العناصر التي دخلت سورية سراً من حملةِ الجنسيات المعادية وغيرها، الذين يقودون العمليات على الأرض، كان لابد من تدخل الأصيل بعد أن أخفق الوكيل.

      قد يبدو الأمر وكأنه حرب إعلامية من أجل ضرب الروح المعنوية للقوات العربية السورية وللمواطن السوري الذي حمل شعار «نشوي الفولاذ ونأكله، لكن لن نركع أبداً»، من مبدأ أن اسم البوارج الأميركية وحده قد يثير الرعب والخوف في نفوس السوريين فيتخلون عن قيادتهم وجيشهم. لكي نعي تماماً ماذا يعني الأمر حرباً نفسية تسبق الحرب على الأرض، علينا فقط أن نبدِّل من طريقة طرحنا للتساؤل بمعنى آخر:

      لن نقول إن التهديدات بشن الحرب على سورية قد انتهت أو تراجعت، أو ماذا ستفعل الصواريخ المعادية بمراكز قوتنا، لأن علينا أن نعي أن هناك من أنهى الا ستعدادات لكل الاحتمالات وسيرد أياً كانت النتيجة. لن نقول إن مجلس العموم البريطاني رفض مشاركة بريطانيا بالحرب، مع أن القرار ليس ملزماً لحكومة كاميرون بل علينا أن نرفع القبعة وننحني لكل من أوصل بعد عامين من الحرب على سورية دولة تدعي أنها عريقة في الديمقراطية كبريطانيا لهذه الحالة من التخبط السياسي. لن نسأل ماذا ستستخدم الولايات المتحدة من أسلحة في هذه الحرب بل علينا أن نسأل ماذا أعددنا نحن من بنك أهداف يطال الجميع ودون استثناء، كردٍّ على هذه الحرب. لا تقل لي ماذا يحمل الجندي الأميركي أو الفرنسي من عتاد، بل قل لي ماذا يحمل من قيم وقضية لكي يحارب من أجلهما، عندها سأجيبك أنك إن كنت على حق وتحمل من الحضارة والإنسانية ما تحمله، منذ أن كان البعض يتلهى أجداده بأكل لحوم البشر، عندها فقط عليك أن تعي ماذا تعني الحرب على سورية.

      هي ليست يوم القيامة بمفهومه كنهاية للعالم، ولكنها وبمعنى أدق يوم الحساب لكل قطرة دمٍ بريئة سقطت في فييتنام والعراق وأفغانستان وحتى مالي، وصولاً إلى منطقتنا العربية التي أغرقتها «دشاديش» النفط ببحرٍ من الدماء.



      حرب المأزومين بداية الانتحار

      يقولون إن أوباما قطف كل ورود البيت الأبيض ليجري استفتاء بينه وبين نفسه، هل يشن الحرب على سورية أم يتريث. لا يبدو التريث في مصلحته تماماً كما أن شن الحرب يتعارض مع مصالحه. أشرنا سابقاً في أكثر من مقال عن فكرةِ أن الآخر مأزوم، ونحن لا نقول هذا الكلام من باب رفع المعنويات، لكن هي حقيقة وهذه الحقيقة أثبتها كل من أوباما ووزير خارجيته في مؤتمرهما الصحفي الأخير. ففي الوقت الذي أكد فيه كيري أن الحكومة السورية استخدمت السلاح الكيميائي كان المتحدث باسم البيت الأبيض قد سبقه بعدم وجود أدلة على ذلك. كان واضحاً حرصهما على سوق الأكاذيب لإقناع الرأي العام الأميركي أولاً واسترضاء الكيان الصهيوني ثانياً. فهل من عاقلٍ يشرح لنا ماذا يعني أنه استشار القيادة الصهيونية في مسألة استخدام سورية للسلاح الكيميائي، أو حتى أنه يستشهد بمنظمات ساقطة كالجامعة العربية لا تمثل إلا نفسها ولا تمثل شعوبها للحديث عن غطاء لهذه الحرب؟

      الدليل الآخر على تخبط الإدارة الأميركية هو تصريح باراك أوباما الأخير عن أمن «إسرائيل» وضمان تدفق النفط، فهو بمثابةِ مقتل له ولدبلوماسيته، فهو قال إن الحرب يجب أن تضمن أمرين أمن إسرائيل وتدفق النفط. فإذا افترضنا أن القيادة السورية هي من ضربت الكيماوي والضحايا كلهم قتلوا بسلاحها، ولكننا من ناحيةٍ ثانية لا نستطيع محاربتها لأن أمن إسرائيل في خطر، فعن أي دوافع إنسانية تتكلم؟

      هل أدرك بعض الذين مازالوا في غياهب الربيع العربي أن كل ما يجري هو فقط من أجل ضمان أمن الكيان الصهيوني. من ناحيةٍ ثانية ألا يعني هذا التصريح أن أي شعب في دول الخليج العربي يقرر أن يثور على طغاته سيكون مصيره الحرق والذبح والسحل، إن كانت ثورته تلك تتعارض مع أمن الكيان الصهيوني أولاً ومع ضمان تدفق النفط ثانياً؟

      هم لا يفكرون ماذا سيضربون بقدر ما يفكرون ماذا سيتلقون. لكنهم ببساطة يسعون لسيناريو محدَّد يضمن ولوج العصابات المسلحة نحو العاصمة والمراكز الهامة، مستغلين حالة من الضياع المفترضة قد تصيب القيادة بعد حدوث العدوان، وهذا الأمر بات مكشوفاً من خلال ما يجري الإعداد له شمال الأردن. يعلم أوباما تماماً أنه يملك خيار البدء لكن هيهات منه تحديد قرار انتهاء الحرب ونتائجها، وإن انسحب بعد كل هذا التصعيد فإن الكارثة أعظم لأن هذا الأمر معناه في السياسة أننا بتنا في زمن بات فيه التصريح بالتصريح والصاروخ بالصاروخ فعن أي أحاديةٍ عالميةٍ تتحدثون بعد اليوم. عن أي مصادرةٍ لمقدرات الشعوب ومعاقبتها بحججٍ واهية؟ بالتالي هو بكل الأحوال يدرك أن زمن الهيمنة الأميركية قد ولّى، فلربما يحاول أن يخرج بشيء من الكرامة لدرجة طلب فيها عبر وسطاء أن تكون الضربة محدودة لا تستدعي رداً سورية، لكن ما زاد تخبطه أن الجواب كان واضحاً وصريحاً: لك أن تبدأ، وعلينا أن ننهي ونقطة على السطر.

      حرب على سورية تستجديها «المعارضة السورية» فعن أي حل سياسي تتكلمون؟

      يبدو التصريح الروسي عن ضرب الحل السياسي في حال شن الحرب على سورية، تجسيداً واضحاً لما تريده إرادة الشعب السوري والمعارضة الوطنية السورية. من خلال ما جرى في الأيام الماضية، كان السؤال الذي يسأله المواطن السوري بغض النظر عن تأييده للقيادة السورية من عدمه:

      هل من يستجلب التدخل الخارجي وقصف سورية بالطيران من حملة الجنسية السورية، يريد اقناعنا أن الصواريخ هذه ستميز «انتماء المواطن»؟ هل يمكن أن نتفاوض على المستقبل السياسي لسورية مع إحدى الأدوات من حملة الجنسية السورية والذي قال بغبطة «اتفقنا مع اصدقائنا الفرنسيين والأميركيين والبريطانيين على توجيه ضربةٍ عسكرية لسورية»! عن أي سورية يتحدث؟ هل حقاً هو يتحدث عن سورية الوطن الذي نعيش فيه والذي يريد أن يقصفه هو وحلفاؤه؟ كيف يمكن للعبد أن يمنحنا الحرية، وكيف يمكن للرخيص أساساً أن يفاوضنا على وطنٍ بحجم سورية ثمنه بثمن قطرات الدماء البريئة التي روته!

      حقيقة هذا السؤال يجب أن نطرحه بجديةٍ اليوم، على من لا يزال مقتنعاً أن في حروب الوطن هناك شيء اسمه طرف ثالث، باعتبار أن من يحارب مع العصابات المسلحة مهما تعددت مسمياتها من جيش حر إلى جبهة النصرة بات ميؤوساً منه، لكننا نتحدث عن تلك الطبقة التي تريد أن تقنعنا بنرجسيتها أنها ضد القتل وتساوي بين القاتل والمقتول، تساوي أيضاً بين من يدافع عن الوطن كي لا يتكرر سيناريو أبو غريب في سورية وبين من يتسول غزو بلاده وهو جالس في الفنادق الفارهة. من هنا كان السؤال الذي يطرحه المواطن عن أي حل سياسي نتحدث؟ هل يمكن لنا بعد اليوم أن نجلس على طاولة المفاوضات مع أي شخصٍ هلل وفرح لهذه الحرب، بل إن هناك الآن من يتسابق ليعلن أنه هو من أقنع الأميركيين بشن هذه الحرب فهل من الممكن أن يكون هذا الشخص يهدف لبناء وطن؟ كيف للمواطن السوري أن يصدِّق أن من باع وطنه مرة لن يبيعه ألف ألف مرة؟

      حال المواطن السوري الآن يقول: أتمنى لو تحدث الحرب فعلاً، حيث أنني أثق بالانتصار على العدو ولكن هل بعد كل ذلك سيأتينا من يقول تعالوا إلى حل سياسي؟ هذه الحرب إن حصلت فيجب أن نوجه صاروخنا الأول باتجاه جنيف 2، وما قد يتبعه، دون أن نتخلى عن المعارضة الوطنية في سورية والتي أعلنت وجاهرت أنها ضد أي عدوان، ومع هذه معارضة ومع المستقلين يمكننا ببساطةٍ إعادة تكوينِ عقدٍ اجتماعي سياسي سوري لا يستثني أحداً إلا الذين قامروا بمصير وطنهم، عندها فقط يكون للانتصار الآتِي لا محالة معانٍ كثيرة، اقتلعت ما كان في الوطن من طفيليات وإن كان الثمن باهظاً، ولكن الأثمان كلها ترخص من أجل سورية الوطن. عندها فقط نعود للتصريحات الثلاثة لنختزل المشهد ونقول:

      عدونا أطل برأسه، بعد أن أخفق وكلاؤه بإصابة الهدف عبر صواريخه، فكان لابد من التدخل لأن أمن إسرائيل وما يتبعها من «إسرائيليات النفط» أهم. لذلك لا تنظروا إلى تهديداتهم بالحرب من باب الدولة القوية التي تحاول فرض هيمنتها، بل انظروا إليها من باب ما يمكن تسميته «صحوة الموت». أيها السوريون أنتم الآن تكتبون التاريخ من جديد

      تعليق


      • 26/9/2013


        واشنطن بوست: خطاب أوباما ضعيف وشابته الأخطاء




        اعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بانه جاء دون المستوى وشابته عدة أخطاء، مشيرة الى وجود فجوة كبيرة بين أفعال أوباما وبين خطاباته.

        وذكرت الصحيفة الأميركية في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني يوم الأربعاء، أن أوباما ردد من جديد تصريحاته البالية وغير الصحيحة بشأن إنهاء واشنطن لعقد من الحروب التي خاضها الجيش الأميركي في عدد من الجبهات.
        وأشارت إلى الصراع الدموي الدائر في سوريا والذي نأى أوباما بنفسه عن التدخل في الازمة، فضلا عن اشتعال الصراعات الطائفية في العراق وشمال إفريقيا، ما يدل على أن اوباما لم ينه الحروب الأميركية ولكنه أنهى حقبة كانت واشنطن قد وجدت فيها شيئا يستحق القتال من أجله.

        كما انتقدت عدم حسم أوباما لكيفية تعامل واشنطن مع الأزمة السورية وعدم اجابته عن عدم تدخل المجتمع الغربي في الصراع السوري في الوقت نفسه الذي أجمع فيه على نزع الأسلحة الكيماوية من سوريا.

        واستنكرت الصحيفة عدم قدرة أوباما التعامل مع الأزمة في سوريا حيث اعتبرت خطابه بانه جاء ضيق الأفق ويعبر عن النهج الأناني لواشنطن في تعاملها مع أزمات المجتمع الدولي التي لا تؤثر بشكل مباشر عليها.

        ووصفت الصحيفة، تصريحات الرئيس الأميركي حول أنه بفضل تعاون واشنطن مع الحلفاء والشركاء أضحى العالم أكثر استقرارا مما كان عليه قبل خمس سنوات، مجرد "هراء"، لافتة إلى نشاط القاعدة الملحوظ إضافة لاستمرار الصراع السوري الذي أدى إلى عدم استقرار منطقة الشرق الأوسط.

        واعتبرت الصحيفة في نهاية تقريرها أن الإدارة الأمريكية تحكم وفقا لمصالحها الخاصة.

        تعليق


        • الاسد يعيش افضل ايامه والجماعات الجهادية الرقم الاصعب
          بقلم: عبد الباري عطوان




          لا نبالغ اذا قلنا ان الرئيس السوري بشار الاسد يعيش افضل ايامه منذ ما يقرب العامين ونصف العام، اي منذ بداية الانتفاضة الشعبية ضد نظامه والمطالبة بالتغيير الديمقراطي، قفلولايات المتحدة تراجعت عن التهديد بشن عدوان للاطاحة به، والمعارضة المسلحة منقسمة ومنشغلة عنه في قتال بعضها البعض، اما الحشد الدبلوماسي الدولي الممثل في مجموعة اصدقاء الشعب السوري التي ضمت في فترة من الفترات 150 دولة انقرضت ولم يعد لها اي وجود، ولم يترحم عليها احد.

          الخبر السوري ايضا تراجع الى ذيل الصفحات الداخلية في الاعلام الغربي لصالح اخبار اخرى باتت اكثر اهمية، مثل اقتحام عناصر تابعة لحركة الشباب الصومالية لسوق مركزي في نيروبي، ووفاة اكثر من اربعين عامل نيبالي نتيجة سوء المعاملة في قطر، والجدل حول صلاحية الاخيرة لاستضافة التصفيات النهائية لكاس العالم 2022.

          خريطة الصراع على الارض السورية تغيرت، مثلما تغيرت ادوار اللاعبين على الارض والدول الداعمة لهم، فبعدما جرى حسم التنافس بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر على زعامة الملف السوري المعارض لمصلحة الاولى، باتت الجماعات الجهادية وايديولوجيتها صاحبة الكلمة الاقوى، وخاصة الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة واحرار الشام، بينما تراجعت مكانة الجيش السوري الحر ممثل المعارضة الليبرالية المدعوم من الغرب.

          التصورات الابرز في المشهد السوري الحالي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

          اولا: اصدار 13 فصيلا اسلاميا مقاتلا بيانا مشتركا يرفض الاعتراف بالائتلاف السوري كممثل للمعارضة السورية في مؤتمر جنيف الثاني في حال انعقاده.

          ثانيا: الصدامات التي وقعت، وما زالت مستمرة في اكثر من مكان بين الجيش الحر ومقاتلي الدولة في الاستيلاء على مدينة اعزاز الاستراتيجية قرب الحدود مع تركيا واخراج خصومهم من مقاتلي الجيش الحر منها.

          ثالثا: اتفاق روسي امريكي على تصفية الجماعات الجهادية الاسلامية كشرط للوصول الى اي حل سياسي يضع حدا للصراع وبما يمهد الطريق لانعقاد مؤتمر جنيف الثاني، وهذا ما يفسر عدم تحديد موعد ثابت متفق عليه لهذا المؤتمر حتى الآن.

          ***

          التقديرات الغربية تقول ان هناك الف فصيل مقاتل على الارض السورية تضم اكثر من مئة الف مقاتل، نصفهم من الاسلاميين المتشددين واخطرهم اعضاء تنظيم القاعدة، وهؤلاء، وحسب التقديرات الغربية، هم الذين يقاتلون بشراسة ضد النظام وقواته، وكان لقتالهم الدور الاكبر في سيطرة المعارضة على اماكن كثيرة من الريف السوري خاصة في حلب ودرعا ودمشق وحمص ودير الزور وغيرها.

          القادمون من سورية يتحدثون عن اعداد كبيرة متزايدة من الاسلاميين المتشددين تتواجد حاليا في جبهات القتال، وهؤلاء عاقدون العزم على عدم العودة الى بلدانهم لعدة اسباب اولها انهم سيتعرضون للاعتقال باعتبارهم “ارهابيين” مثلما حصل لزملائهم المجاهدين العرب والافغان، الذين تحولوا من ابطال الى اشرار فجأة في نظر حكوماتهم واجهزة استخباراتها، وثانيها انهم ذهبوا الى سورية من اجل الشهادة، وثالثها ان بعضهم تزوج من سوريات وبات يخطط من اجل الاستقرار في سورية الاسلامية المحررة اذا كتبت له الحياة.

          الجماعات الجهادية المقاتلة بدأت تعد العدة لمواجهة حرب باتت وشيكة هدفها تصفيتهم، او حصارهم في مناطق محددة في الاطراف الريفية السورية بعيدا عن المدن، وهذا ما يفسر الصدامات الحالية مع فصائل الجيش السوري الحر الذي ينظر اليه على انه “نواة صحوات سورية على غرار الصحوات العراقية التي انشأها الجنرال الامريكي بترايوس لمواجهة تنظيم القاعدة.

          ***

          الاكثر من هذا ان الجماعات الجهادية هذه بدأت تأخذ احتياطاتها لمواجهة مخطط دموي للقضاء عليهم واغتيالهم بطائرات الدرونز″ على غرار ما يجري لزملائهم في افغانستان واليمن، واكد لي احد الزملاء الذي وصل لتوة من حلب ان هذه الجماعات بدأت عملية اعادة تأهيل للمغارات في جبال منطقة “اطمة” الحدودية مع تركيا وحفر كهوف على غرار كهوف تورا بورا في جبال هندكوش للاحتماء من هذا النوع من الطائرات.

          امريكا التي راهنت المعارضة السورية غير الاسلامية على دعمها وتدخلها العسكري لاطاحة النظام، بدأت تدير ظهرها بشكا تدريجي للازمة السورية برمتها بعد ان ضمنت تحييد الاسلحة الكيماوية وبما يهدىء مخاوف حليفها الاسرائيلي من استخدامها في لحظة يأس من قبل النظام، او وقوعها في ايدي الجماعات الجهادية، وهذا الانسحاب الامريكي وضع الداعمين للمعارضة المسلحة في مأزق حرج للغاية.

          الجماعات الجهادية في سورية، وباختصار شديد، ستكون العقبة الاكبر في طريق مؤتمر جنيف، لانها ببساطة لن تعترف به، وستحول دون تنفيذ اي من قراراته، كما انها ستظل الرقم الاصعب في المعادلة الاقليمية العربية وليس السورية فقط، فكل طائرات الدرونز ومئات الآلاف من قوات المارينز لم تهزم هذه الجماعات في افغانستان والعراق، وقطعا من الصعب ان تهزمها في سورية وليبيا والصومال واليمن.

          بعد تفجير اول سيارة مفخخة في مقر امني في قلب دمشق قبل عامين، قلنا انها “القاعدة” حطت الرحال في سورية، فسخر منا الكثيرون من كتائب التويتر والفيسبوك ونجوم الجزيرة والعربية وقالوا ان هذا التفجير من عمل النظام واجهزته، فلا قاعدة في سورية، والشيء نفسه قاله زملاؤهم الليبيون.

          الازمة السورية ستطول للاسف الشديد، والشعب السوري الطيب المضياف هو الذي يدفع الثمن، ثمن تآمر العرب عليه وخذلانهم في الماضي والحاضر والمستقبل.

          المصدر: راي اليوم
          التعديل الأخير تم بواسطة خادم اخو زينب; الساعة 27-09-2013, 12:28 AM.

          تعليق


          • 26/9/2013


            * الام أغنيس ل "الميادين نت": نعمل على اثبات أن أطفال "مجزرة الغوطة" ما زالوا أحياء (1)



            رئيسة دير "مار يعقوب" في سورية ورئيسة لجنة الهيئة الدولية للمصالحة فيها، تكشف و"بدافع إنساني بعيد عن السياسة" وبالتعاون مع فريق أجنبي وقائع قد تصل إلى مصاف الحقائق في ما يتعلّق بما اصطلح على تسميته "مجزرة الغوطة" في ريف دمشق في آب/ أغسطس الماضي.

            تقول الأم أغنيس مريم الصليب لـ"الميادين نت" إنها تأمل في زفّ خبر سار قريباً وهو أنّ الأطفال الذين ظهروا في أفلام الغوطة ما زالوا أحياء، وهم كانوا في حالة تخدير، وأن أهالي ريف اللاذقية أبلغوها أنهم شاهدوا أطفالهم في فيديوهات الغوطة التي صوّرها المسلحون واختار الأميركيون 13 فيلماً منها لعرضه عبر وسائل الإعلام على أنها "موثوقة"، كما توضح أنه لم يتم استخدام غاز "السارين" في الغوطة كما حصل في "خان العسل" بحلب.

            الحوار مع الأم أغنيس سيقسم إلى قسمين نتحدّث في الجزء الأول منه عما حدث في غوطة دمشق. في القسم الثاني سنتناول حقيقة ما حصل في بلدة معلولا، وواقع المسيحيين في المنطقة، وتحديداً عن قدّاس الفاتيكان حول سورية الذي شكّل سابقة في تاريخ القداديس منذ عام 1930.

            الأم أغنيس التي ترافق فريق مفتشي الأمم المتحدة في زيارته الثانية إلى دمشق تقول إن "الدافع الأول لتحرّكها كان في البداية إنسانياً، وليلة "الهجوم الكيميائي الذي حصل في الغوطة كنا في دمشق، وما حصل في المعضميّة كان أمامنا، وبالتالي إذا كانت هنالك حركة موتى وضحايا ومصابين، فإن هذا سيُعرف فوراً، لكن في تلك الليلة لم يرشح شىء ينم عن وجود حركة غير طبيعية بحجم ما روّج له، ونحن نعرف أنّ الناس تعرف بعضها في الأحياء من أقارب وجيران. لكننا لم نلحظ أن هذا المكوّن الذي يضمّ أهالي الغوطة الذين نزحوا إلى دمشق، شعر بارتدادات بهذا الحجم، خاصة وأن الأنباء تناولت أعداداً كبيرة، بحوالي 1,400 قتيل و10,000 مصاب في بقعة واحدة. أضف إلى ذلك أننا لم نسمع أصوات سيارات إسعاف خصوصاً وأننا كنّا في ظل سكون وهدوء الليل."

            أطفال مخطوفون من اللاذقية ضحايا "الكيميائي" في الغوطة

            "هذه كانت الملاحظات الأولى، وخلال سفري إلى ماليزيا، كان لي تواصل دائم مع أهالي اللاذقية الذين كنا على اتصال بهم حيث وقعت عندهم مجزرة 4 آب / أغسطس بعد اجتياح المسلحين لـ 11 قرية في ريف اللاذقية - ولم تهتم وسائل الإعلام الغربية بها لا بل اعتبرتها تقدّماً للمعارضة - بينما ما كان يجري في الحقيقة هو اجتياح ومذبحة. وحيث كنا قد أعددنا لوائح ضمّت شهداء ريف اللاذقية ومفقوديهم، حيث خطف المسلحون 115 شخصاً بينهم 65 طفلا ما دون الـ 15 سنة، فقد أبلغت أثناء سفري أنّ الأهالي تعرّفوا على مخطوفين من أطفال ريف اللاذقية على أنهم من ضحايا الكيماوي في الغوطة، وفوراً أجرينا اتصالات للتأكد من ذلك، وكنت يومها أبني شكوكي وفقاً لإفاداتهم. علماً بأنهم زودوني بفيديوهات تبرز أطفالاً في ثياب معيّنة، فقمت بمقارنتها وأجرينا دراسة حول الأفلام ومصادرها، فعلمنا أن الأميركيين هم الذين اختاروا 13 فيلماً من أفلام المسلحين، وقالوا عنها إنها موثوقة،" تضيف الأم أغنيس.

            "كنت على اتصال بصحافيّين ألمان وقلت لهم لا أعرف كيف سأحدد الزمان والمكان لكل فيلم، فأرسلوا لي لائحة بـ 43 فيلم فيديو من ضمنها الفيديوهات الأولى. وكانت المفاجأة أن نفس الأطفال كانوا مكررّين في أربعة أو خمسة أفلام على الأقل، فاعتبرت هذا أمراً غير طبيعي أيضا، وهنا بدأت أتعمّق أكثر في الدراسة، وما كان يلفتني هو: من أين أتوا بكلّ هؤلاء الأطفال؟ لا بل أين أهلهم؟ فهل يعقل أن تترك الأم أولادها، من الطبيعي أن يفقد ولد أو اثنان، لكن أن يفقد هذا العدد الكبير فهذا يدعو للتساؤل، ثم وإن قضى أهلهم، فأين أقاربهم؟ خاصة وأننا في سورية حيث النسيج العائلي مترابط بقوة. بعد هذا صودف أنني كنت مدعوة إلى مجلس حقوق الإنسان، وكنت أنوي عرض ملاحظاتي على المجلس، لكنني نُصحت بأنه يجب أن يكون لديّ ما هو مكتوب وموّثق لوضعه بين أيديهم. وهنا أصبح لديّ شغف مضاعف لمعرفة مصير الأطفال ويمكن القول إنني تبنيّت الموضوع وقررت أن يساعدني المجتمع الدولي على ذلك".

            إذ تبدو على وجهها بشائر ارتياح أكملت قائلة "يمكن القول إنه بعد قطع شوط طويل توّلد لديّ خبر سار: فما ظهر في الفيديوهات محوّر ومفبرك، وأنا لا أريد اتهام أحد، وأقول عفا الله عمّا مضى، لكننا نريد معرفة مصير الأطفال وأين هم؟ واللجنة طلبت دراسة كلّ الأدلة وطلبنا نبش القبور لاجراء فحوصات الحمض النووي. ولكن تقديري، وهو ما يعتبر خبراً ساراً، أن الأطفال كانوا مخدّرين، والدليل أنّ كلّ هؤلاء الأولاد كانوا ساكنين باستثناء حالة بكاء واحدة، ويبدو أنهم أعطوا عدة درجات من المخدر ليبدو وكأنهم موتى، أمّا الشباب الموتى فأنا اعتقد أنهم من المسلحين أنفسهم وهم أدّوا أداور الـ "كومبارس". وحسب تقديرنا لو كان هؤلاء موتى لكانوا ظهروا... فكيف مثلاً تظهر إحدى الصور التي أبرزناها من الأفلام تحضير خندق ضخم (محفور بالجرافة) وهو يستوعب أكثر من 300 إلى 400 جئة، ولم توضع فيه سوى ثماني جثث، كما أنه لم يظهر مَن هم الذين يَدفنون ولم نر ذلك، فإذا كان هنالك 1500 جثة فأين هي؟

            هنا تكشف الأم أغنيس لـ "الميادين نت" أنه تم تكوين فريق دولي إسمه "فريق 21 آب" وهو يضم أخصائيين من ألمانيا وفرنسا وايطاليا وكندا والولايات المتحدة، وتقول "إننا نعكف على تنظيم قائمة زمنية بالأحداث بين الساعة 1.55 و4:00 فجراً، هنا والتوقيت بعينه يطرح العديد من علامات الإستفهام. وهذه النقطة قيد الدرس الدقيق. ونعمل على التدقيق أيضا في البرادات التي أعدّت لتجميع الجثث بأي طريقة، والغريب هنا أن الجثث كانت تصل إلى دوما وتلف بالأبيض تحضيراً للدفن مع عبارة مجهول الهوية، ونحن نقوم بدراسة حركة الزمان والمكان والجثث والمسعفين، فهل يمكن أن تحدث كلّها في فترة زمنية محددة، خاصة وأن هنالك الآف المصابين أيضاً؟ إذاً لايمكن حدوث كلّ هذا في وقت زمني قصير، فهذا خارج عن القدرات الإنسانية الطبيعية. وتوّجهنا مؤداه أنّ هذه الأفلام لايمكن أن تكون قدّ نفذّت في 21 آب/ اغسطس، بل هي حمّلت على الإنترنت في مثل هذا اليوم، وهذا الأمر يحتاج إلى مزيد من الدلائل".

            لافروف أشاد ببحثي والحمد لله قمت بتحقيق "مفارقة"

            وبحماسة الشغوف لكشف الحقيقة، تقول الأم أغنيس للميادين نت: "اعتكفت 3 أيام بلياليها مع صلاة وصوم وقمت بمشاهدة ومعاينة وتجميع الأفلام ومقارنتها، حيث أثمرت عن تكوين ملف جمعت فيه المعلومات والصور والمقارنات، وقمنا بطباعته بدعم من المعهد الدولي اللسلام في جنيف، ووزعنا نسخاً منه على جميع البعثات في الدول المشاركة في مجلس حقوق الإنسان ولمكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان، وللمفوضين الأربعة الذين تسلّموا التحقيق في سورية. وبعد أيام فقط، فوجئت بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يتحدّث عن الدراسة التي أعددتها، ومن يومها سلّطت وسائل الإعلام الضوء على ما قمت به، مما يعني أنني وبحسب مطلّعين قمت بمفارقة ما في هذا الموضوع".

            الأم أغنيس أوضحت أنّها لا تتدخّل في السياسة والأمور العسكرية والطبية وتتركها للمختصّين. "لم أتدّخل بشىء يفوق طاقاتي وامكاناتي، لكن الحافز كان وما زال مهماً وهو معرفة مصير الأطفال".

            لا غاز "سارين" في الغوطة والجيش السوري هو من تعرض لهجوم كيميائي

            وعند طرحنا السؤال عن صحة استخدام غاز "السارين" توضح الأم أغنيس بثقة "أنا لست ضليعة بهذه الأمور، لكننا كنا على اتصال بأهالي ضحايا "السارين" في "خان العسل"، حيث كانت حالاتهم مغايرة للحالات التي شاهدناها في الغوطة، وحسب ما علمت فإنّ الذي يتعرّض لغاز "السارين" يعادل في عوارضه من يفتك به مرض "الطاعون" فلا رجعة له، كما أنّه معدٍ ويتلف الأعصاب، والأطباء الذين عاينوا المصابين في "خان العسل" بحلب برزت لديهم أمراض من جرّاء ذلك. بينما كلّ من عاين ما جرى في الغوطة يقول أنه ليس هناك ما يوحي باستخدام "السارين" فيها. ثم هناك نقطة استفهام حول عدد الضحايا المفترضين، بين تعددّ المصادر واللوائح المتابينة، وإذا حسبنا أن 1,500 ماتوا فهناك الآف غيرهم أصيبوا وتضرروا. على كلّ حال، إثبات هذا كله يعود لفريق العمل وللجنة للنظر في كلّ هذه الأمور".

            هل كان هناك هجوم كيميائي؟

            تجيب الأم أغنيس بشكل فوري "نعم كانت هناك ضربة بالكيميائي، ولكنها استهدفت الجيش السوري بحيث تسممّ جنود الجيش في "جوبر" بحسب شهود، والضربة الحقيقية استهدفت الجيش وكانت ضربة (تحت السيطرة) وتم تجهيز كلّ شىء وخاصة إطلاق بروباغاندا ضخمة بوجود مجزرة ضد المدنيين، والفيديوهات التي نشرت جاءت لتواكب حدثاً ما ضمن هذه الحملة الإعلامية الضخمة، ولم تستطع السلطات السورية كشف الحقيقة بسبب الحملة التي شنتّ لـشيطنتها، فقد شيطنوا السلطات السورية منذ سنتين ونصف، ووجهّوا لها كلّ كلام سوء، كي لايعود لدى العالم تصديق لهم، فأمست شهادتها بهذه الأمور مجروحة".

            في ختام الجزء الأول من الحوار تشدد الأم على أن حراكها ليس سياسياً "ومع أنّ الوزير لافروف تحدّث عني، والخارجية الروسية ثمنّت ما قمت به، وهذا ما لفت نظر الإعلام، فإنني أشكر الوزير لافروف لأنه شكرني وأتمنى منه مساعدتي لكي يكون لي كلمة في المحافل الدولية".
            التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 27-09-2013, 05:02 AM.

            تعليق


            • 26/9/2013


              * ما هو موقع الجيش الحر اليوم من الصراع في سورية؟

              التنظيمات الجهادية المتكاثرة تؤدي دوراً متزايد التأثير في الساحة السورية، وكتائب كثيرةٌ من الجيش الحر تنضم إلى هذه المجموعات.. فأين أصبح الجيش الحر اليوم؟!
              منذ أكثر من عامين حجزت الكثير من الحركات والتنظيمات الجهادية مساحةً في المشهد السوري.. من تنظيم جبهة النصرة إلى "لواء الإسلام"، و"أحرار الشام"، و"الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) التي ذاع صيتها أخيراً...
              تنامت قوة الجماعات الجهادية في سورية نتيجة استمرار توافد الدعم المالي والبشري الخارجي ونسب البعض كل ما تحققه هذه الجماعات للجيش الحر.. جماعاتٌ حددت هدفها منذ البداية؛ العمل على إقامة إمارةٍ إسلامية.
              إذاً الكتائب المقاتلة في صفوف الجيش الحر كادت تذوب في الجماعات الجهادية، ففي الرقة مثلاً تحدث شهود عيان أنه خلال الأسبوعين الماضيين تخلت بعض الجماعات الصغيرة التي كانت ترتبط إدارياً بالجيش الحر عن إدارتها المركزية واندمجت ضمن جماعاتٍ أخرى حيث بايع "ثوار الرقة" و"المنتصر بالله"، التابعان للجيش الحر تنظيم جبهة النصرة، كما قام لواء صلاح الدين، والكتيبة 313 بمبايعة داعش، في حين قام لواء أمناء الرقة بمبايعة تنظيم أحرار الشام.
              تطوراتٌ لها انعكاساتها السياسية بالطبع، أكثر من ثلاث عشرة مجموعةً عسكريةً معارضة رفضت العمل تحت مظلة الائتلاف والحكومة الموقتة التي ينوي أحمد طعمة تشكيلها.. ثلاث جماعاتٍ على الأقل كانت تعتبر في السابق جزءاً من الجيش الحر أصدرت بياناً يدعو لإعادة تنظيم المعارضة في إطارٍ إسلامي وتحت قيادة جماعاتٍ تقاتل داخل سورية..
              جبهة النصرة ولواء التوحيد ولواء الإسلام بين الموقعين، كما انضم إلى البيان لواء عاصفة الشمال الذي يقاتل الدولة الإسلامية في العراق والشام في مدينة أعزاز قرب حدود تركيا.
              تطوراتٌ اضطرت رئيس هيئة الأركان في الجيش الحر اللواء سليم إدريس إلى قطع زيارته لباريس والعودة إلى الداخل السوري للتحاور مع قادة عددٍ من الكتائب الإسلامية بحسب مصادر صحافية.

              * المعارضة السورية في الداخل: لابعاد جميع المسلحين الاجانب من سورية

              المعارضة الداخلية السورية ترى أن المواجهات بين تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام والجيش الحرّ يزيد تعقيد الأزمة، معتبرة أن أي حلّ للأزمة ينطلق من إبعاد جميع المسلّحين الأجانب من سورية.
              صدى المواجهات المستعرة بين داعش والجيش الحر في شمال وشرق البلاد يتردد صداه في دمشق. المعارضة الداخلية لم تفاجأ بالتطورات الميدانية. الصدام على ما يبدو يفتح فصلاً جديداً في تطور الأحداث السورية، ويرتبط بالتحضيرات الجارية لجنيف 2.
              ويقول القيادي في تيار بناء الدولة أنس الجودة للميادين إن ما يجري يأتي "في إطار تثبيت الأقدام لبعض الدول الإقليمية قبل عقد جنيف 2 أو حتى بعده وخصوصاً للدول التي وجدت نفسها خارج إطار أي حل. لذلك تحاول رفع سقف التوقعات وتدعم المواجهات بين الجماعات المسلحة".
              "مواجهات مرفوضة وتنعكس سلباً على طموحات السوريين" كما ترى هيئة التنسيق التي ترى "أن القوى المسلحة القادمة من خارج الحدود أضرت بمصلحة السوريين". ويقول القيادي في الهيئة أحمد عسراوي "كل القوى الخارجية القادمة إلى سورية لم تعمل لمصلحة الشعب السوري، وإنّما عملت لأجندات خارجية وكل تلك العمليات مرفوضة ويجب على كل من جاء من الخارج الرحيل".
              صورة يوضحها الشارع السوري الموزع بين تأمين حاجياته اليومية والبحث عن أي بارقة أمل لإنهاء العنف. وفي هذا السياق يقول أحد المواطنين "إن المواجهات في الشمال ستنعكس على دول الجوار أيضاً" فيما يؤكد آخر على "ضرورة القضاء عليهم بأسرع وقت ممكن" معتبراً أن "الجيش السوري مطالب بأداء دوره".
              مواطن آخر يرى في "إنتشار تلك القوى في المناطق المحاذية لتركيا دليل دعم تركي والصراع بينهم من أجل أي تسوية مقبلة".
              في الخلاصة فإن أصداء المواجهات بين داعش والجيش الحر تكاد تطغى على التطورات الميدانية في محيط العاصمة، بالرغم من ضبابية الصورة وآفاق تطور المواجهات.

              * اعلان الكتائب المسلحة الاخير شكل صدمة للائتلاف المعارض

              يشكل إعلان 13 فصيلاً مسلحاً عدم إعترافه بشرعية الإئتلاف الوطني السوري المعارض، صدمة إضافية ويطرح عليه تحديات كثيرة.
              من يتابع المشهد الميداني في سورية يلحظ بوضوح صعود التنظيمات والألوية الإسلامية المتشددة وعلى رأسها "داعش" و "جبهة النصرة"، وسيطرتها على العديد من المناطق، مقابل تراجع لحضور الفصائل المنضوية تحت لواء الجيش الحر.
              كان ينقص إعلان ثلاثة عشر فصيلاً مسلحاً عدم اعترافها بشرعية الإئتلاف الوطني ولا برئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة، ليضاعف من مأزق هذا الجيش الذي تشكل من الضباط والجنود المنشقين.
              إعلان هذه الفصائل المسلحة جاء في وقت كان وفد من الإئتلاف الوطني المعارض يزور نيويورك لعقد سلسلة لقاءات سياسية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وهو ما شكل ضربة لحراكه السياسي حيث بدا الائتلاف ومن خلفه الجيش الحر وقد انتزعت منه سلطة القرار الميدانية مما جعل ادعاءه بتمثيل أطياف المعارضة السورية غير واقعي .
              الجربا وجد أمامه العديد من الأسئلة في نيويورك لم تكن لديه الإجابة عنها لا سيما عن موقف الائتلاف من الجماعات الإسلامية المسلحة.. ما علاقتها بالجيش الحر؟ ولماذا اندلعت فجأة المعارك بين الطرفين ومن هي مرجعيتها؟
              كما أن الجربا والوفد المرافق له وجد مقابل المطالب التي حملوها إلى الجانب الأميركي والمتعلقة بتسليح الجيش الحر أسئلة عن قلقه من أن المجموعات المسلحة هي التي تسيطر عملياً على الأرض وأن موقف المجموعات المسلحة الـ13 التي انشقت عن الجيش الحر تعتبر مؤشراً جديداً على أن الأسلحة قد لا تستطيع هيئة رئاسة الأركان في الجيش الحر ضبطها وبالتالي قد تصل بسهولة إلى الجماعات المتشددة.

              تعليق


              • 26/9/2013


                * مادورو يتصل بالأسد: الشعب الفنزويلي يقف إلى جانب سورية



                تلقى الرئيس السوري بشار الأسد اتصالا هاتفيا من رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية نيكولاس مادورو أعرب فيه عن تضامن الشعب الفنزويلي، ووقوفه إلى جانب سورية في وجه الحرب التي تخوضها ضد الإرهاب.
                وخلال الاتصال جرى تبادل للآراء حول آخر التطورات في سورية، حيث جدد الرئيس مادورو دعمه لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية ورفض بلاده لأي نوع من أنواع التدخل الأجنبي، وخاصة التهديدات بالعدوان العسكري على الشعب السوري، مؤكدا أن صمود سورية شعبا وجيشا ودولة هو ما يغير الآن خارطة التوازنات العالمية.
                وشكر الرئيس الأسد للرئيس مادورو وللشعب الفنزويلي موقفهم المتضامن مع الشعب السوري، مؤكدا أن هذا الموقف يعزز علاقات الأخوة الراسخة التي تجمع شعبي البلدين الصديقين اللذين يقفان كل في منطقته في وجه محاولات الهيمنة على استقلالية قرارهما.

                * تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية: التراث السوري في خطر



                اضيفت الى الحصيلة البشرية المرتفعة في سوريا، لائحة اخرى بضحايا جانبية هي التحف الفنية والمواقع التاريخية العريقة التي ينهبها اللصوص او تقع ضحية القنابل المستخدمة في المعارك الدائرة.
                وطرحت الاربعاء "لائحة حمراء" بالتحف الفنية المعرضة للخطر في متحف متروبوليتان للفن في نيويورك، ببادرة من المجلس الدولي للمتاحف، وبالتعاون مع منظمة اليونيسكو ووزارة الخارجية الاميركية.
                وقالت بوني بورنهام رئيسة الصندوق العالمي للاثار ان "مواقع سورية بالغة الاهمية قد دمرت او لحقت بها اضرار خلال هاتين السنتين من الحرب، كمئذنة جامع حلب الكبير او موقع افاميا اليوناني الروماني".

                فالجامع الذي بني قبل ما يناهز الالف عام، قد تهدم خلال المعارك في نيسان/ابريل الماضي بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة.
                اما موقع افاميا الاثري (شمال غرب حماه) الذي يرقى الى العصر القديم، فكان ضحية "عمليات سلب ونهب واسعة النطاق"، كما اكدت ايضا بوني برنهام.
                ولا يقتصر الامر على ذلك فقط، فبسبب الحرب التي تمزق سوريا، مهد الحضارات القديمة، والتي ياتي تراثها من اليونانيين والامبراطورية البيزنطية وايضا من حقبة الامبراطورية العثمانية، يواجه عدد كبير من المواقع البالغة الاهمية والمصنفة شتى انواع التهديدات.



                فموقع تدمر، واحة الاثار الرومانية المؤلفة من المعابد والاعمدة، يتعرض للسلب والنهب وعمليات التدمير، وكذلك قلعة الحصن الرابضة على تلة غرب سوريا او مدينة دمشق القديمة، العاصمة.
                وتشير وزارة الخارجية الاميركية الى ان كل "المناطق الست" التي يتالف منها التراث السوري وتشكل جزءا من التراث العالمي لليونيسكو، "اي 46 موقعا ومئات المباني التاريخية"، باتت في "خطر".
                لذلك تستهدف هذه اللائحة الحمراء "تنبيه السلطات وقوات الشرطة وجامعي التحف وتجار الاعمال الفنية" الى التحف التي يمكن ان تنتقل بصورة غير مشروعة اليوم او في المستقبل في اطار سوق الفن، كما اوضحت آن ريتشارد المسؤولة في وزارة الخارجية الاميركية لدى الاعلان عن هذه اللائحة على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك.
                وتقول الخارجية الاميركية "لقد عثر على تحف قديمة فيما كان مهربون يحاولون مغادرة البلاد"، وتضم اللائحة مجموعة من القطع التي "ليست تحفا مسروقة"، كما اوضح هانز-مارتن هينز رئيس المجلس الدولي للمتاحف، لكن تحفا "آتية من متاحف في سوريا ومن خارج البلاد" من شأنها ان تشكل نموذجا للقطع التي يمكن ان تكون عرضة للتهريب.
                ومن هذه التحف، صفائح برونزية مرصعة بكتابات، وتماثيل صغيرة من الاحجار او من المعادن الثمينة واوان من الخزف وعناصر فسيفسائية، وغير ذلك.
                واعتبرت ايرينا بوكوفا المديرة العامة لليونيسكو ان "حماية الارث الثقافي يجب ان تكون جزءا لا يتجزأ من المجهود الانساني"، واضافت "لقد عثرنا على بعض القطع في اسواق في بيروت وعمان، لكن لم يكن في وسعنا ان نفعل الكثير".
                والوضع السائد في سوريا الذي تراه "مأساويا"، لا يحمل شيئا فريدا، فمثل هذه اللوائح قد وضعت للعراق ومصر وافغانستان، وفي هذا البلد اصبحت تماثيل بوذا في بايمان التي دمرت في 2001، ضحايا شهيرة لحركة طالبان.
                وقالت شيلا كانبي حافظة دائرة الفنون الاسلامية في متحف متروبوليتان "لا اعرف حجم الوضع في كل مكان، لكن ما رأيته في افاميا كان صادما ورهيبا"، وخلصت الى القول "انه اخطر مما حصل في افغانستان".

                * حزب فرنسي يكشف فضيحة حول الفريق الدولي لتفكيك الكيميائي السوري



                ذكر حزب "بارتي أنتي زيونيست" الفرنسي أي الحزب المناهض للصهيونية على موقعه الاكتروني نقلاً عن مصدر مقرّب من أمانة المنظمة الدولية لحظر السلاح الكيميائي، أن الفريق المكلف تفكيك السلاح الكيميائي في سوريا التابع للمنظمة سيضم 7 إسرائيليين.

                وبحسب المصدر، فإنه بموجب الاتفاق الموقّع بين روسيا والولايات المتحدة، تستطيع المنظمة الاستعانة بخبراء اسرائيليين على الرغم من أن تل أبيب ليست عضواً فيها، شرط أن يكون هؤلاء من حملة الجنسيات الاخرى ولاسيّما تلك التي تخوّلهم الدخول الى الاراضي السورية.
                وأوضح المصدر أنه تم الاتصال بتسعة من الخبراء الإسرائيليين، بينهم 7 وافقوا على الانضمام الى الفريق الذي سيدخل الأراضي السورية، مشيراً إلى أن هؤلاء السبعة لديهم جنسيات أخرى تسمّى بشرفية كالجنسية الألمانية والروسية والأوكرانية والفرنسية والكندية.
                وفي هذا السياق، لفت المصدر نفسه إلى أنه تم الاتصال بهم بناء على طلب نائب رئيس لجنة التحقيق في الغوطة سكوت كيرنز، وكذلك المدير العام للمنظمة السفير التركي احمد أزومجو.
                كما اضاف الموقع أن 5 من الخبراء الإسرائيليين الذين وافقوا على المشاركة في الفريق يعملون في الأساس كباحثين في المعهد الإسرائيلي للأبحاث البيولوجية، والمكلف بتقديم دراسات كيميائية وبيولوجية عسكرية، أما الاثنان الآخران فيعملان في أوروبا وكندا.
                وتوقع المصدر في المنظمة الدولية لحظر السلاح الكيميائي أن تخيّم الفضائح على مهمّة الفريق المكلّف تفكيك السلاح الكيميائي السوري طيلة مدّة عمله، بشكل أسوأ مما حصل في العراق، حيث دخل خبراء اسرائيليون وأميركيون وقاموا بجمع معلومات لصالح تل أبيب وواشنطن بما لا يخدم الامم المتحدة، حتى أنهم عمدوا الى تلويث الأسلحة العراقية التقليدية بمواد كيميائية ممنوعة لاتهام الحكومة العراقية حينها باستخدام الأسلحة الكيمائية.
                ووفقاً المصدر، فقد دخل في الصيف الماضي الى بلدة صفيرة السورية الواقعة شمال حلب، عدد من الموظفين التابعين للموساد الاسرائيلي بعد أن سهّلت الأجهزة الأمنية التركية تسلّلهم الى الداخل السوري عبر الحدود.


                * سوريا: خبراء الكيمياوي يبدأون مهمتم بالتوجه الى جهة لم يكشف عنها
                بدأ فريق الخبراء الدوليين المكلف بتقصي الحقائق حول استخدام الاسلحة الكيمياوية في سوريا عمله اليوم، فيما أعلنت روسيا استعدادها للمشاركة في الجهود الدولية لتامين عملية تدمير الاسلحة الكيميائية السورية.
                وغادر الخبراء الدوليون فندقهم بعد ظهر اليوم الخميس الى جهة غير محددة، وذلك للمرة الاولى منذ عودتهم الى دمشق.
                وقال المصور ان عددا من اعضاء الفريق الذي يرأسه السويدي آكي سلستروم، غادروا فندقهم الساعة 15,20 (12,20 تغ) على متن ثلاث سيارات، من دون ان يتمكن الصحافيون من توجيه اسئلة لهم.
                وسيقوم فريق الخبراء الدوليين الذي عاد الاربعاء الى سوريا بدراسة نحو 14 حالة استخدام محتمل للاسلحة الكيميائية.
                واعلنت البعثة في وقت سابق انها جمعت ادلة دامغة ومقنعة بان غاز السارين ادى الى مقتل مئات الاشخاص في هجوم على الغوطة الشرقية بريف دمشق.
                وستشمل مهمة الفريق الدولي بلدة خان العسل التي استخدمت جماعات المعارضة المسلحة الاسلحة الكيمياوية فيها ضد الجيش السوري بتاريخ 19 آذار 2013.
                من جهتها اعلنت روسيا الخميس استعدادها للمشاركة في الجهود الدولية لتامين عملية تدمير الاسلحة الكيميائية السورية والتي ستتم بموجب اتفاق تم التوصل اليه مع واشنطن.
                وقال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف "عندما تصل عملية التخلص من الاسلحة الكيميائية الى المرحلة التنفيذية، فسيكون من الضروري تامين سلامة المواقع التي سيتم فيها تدمير تلك الاسلحة".
                ونقلت وكالات الانباء الروسية عن ريابكوف قوله ان "الجانب الروسي مستعد للمساعدة في حماية تلك المواقع" في سوريا.
                ولا تزال تفاصيل الاتفاق بشان تلك الاسلحة موضع نقاش ومن غير الواضح بعد كيف سيتم تدمير تلك الاسلحة وسط القتال الذي تشهده البلاد.
                واقترح بعض الخبراء الغربيين نقل جزء من تلك الاسلحة الى خارج سوريا لتدميرها بشكل امن.
                وينص الاتفاق بين موسكو وواشنطن على تدمير جميع الاسلحة الكيميائية السورية بحلول 30 حزيران/يونيو 2014.


                ***
                27/9/2013


                * روسيا والولايات المتحدة سترفعان الى مجلس الامن مشروعا حول سوريا



                افادت مصادر دبلوماسية ان الولايات المتحدة وروسيا سترفعان الخميس الى مجلس الامن الدولي مشروع قرار يضع اطاراً لتدمير الترسانة الكيميائية للنظام السوري.
                وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس "ان بلاده توصلت الى اتفاق مع الولايات المتحدة على مشروع قرار".
                ومن جهته اكد ايضاً وزير الخارجية الاميركي جون كيري الخميس التوصل الى اتفاق مع موسكو على مشروع قرار يشكل اطارا لنزع السلاح الكيميائي السوري، الامر الذي وصفته الخارجية الاميركية بانه "اختراق تاريخي".
                وقال كيري "توصلنا الى اتفاق في ما يتعلق بالقرار حول سوريا، مضيفاً "نضع اللمسات الاخيرة على نص مشروع القرار".
                وتابع الوزير الاميركي "نامل في ان تتقدم هذه العملية وتتيح تفكيك وتدمير الاسلحة الكيميائية السورية بالتعاون مع منظمة حظر الاسلحة الكيميائية والامم المتحدة وقرارها".
                ويلحظ مشروع القرار امكان ان يفرض مجلس الامن في اجتماع لاحق عقوبات بحق نظام الرئيس بشار الاسد اذا لم يتم احترام خطة نزع السلاح الكيميائي، وفق ما اوضحت مصادر دبلوماسية.

                تعليق


                • سر الرسالة التي تلقاها بشار الأسد من الجنرال السيسي

                  أبلغ الرئيس السوري بشار الأسد قبل أكثر ثلاثة أسابيع موفدا خاصا أرسله لدمشق عبر عمان قائد الإنقلاب المصري الفريق عبد الفتاح السيسي بأن ملف السلاح الكيماوي السوري وضع تماما بين يدي وصلاحيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.ويبدو أن موفد السيسي حمل رسالة خاصة كشفها للرأي اليوم مصدر دبلوماسي عربي مطلع وبارز للقيادة السورية تضمنت إظهار الإستعداد لإن تتولى الدبلوماسية المصرية خلال التهديد الأمريكي بالعمل العسكري إجراء إتصالات خلفية بهدف مقايضة الضربة العسكرية بمشروع إتفاق خاص لنزع السلاح الكيماوي.كان ذلك الإتصال الأول خلف القنوات بين الحكم الجديد في مصر وبين النظام السوري .لكن الرئيس بشار إعتذر عن الموافقة على مبادرة السيسي وشكره على الإهتمام بالموضوع وأبلغه برسالة رد حرفيا قال فيها أن الموضوع يتولاه بوتين شخصيا وهو فقط المخول بعقد صفقة {تسليم الكيماوي}.


                  كرسي مرسي وثوار سوريا.. كيف فعلت الجزيرة ذلك ؟

                  ماهر سلامه
                  ذبذبات ذات ترددات هابطة تبثها معظم محطات التلفزة العربية إلا في ما ندر، ففي الكواليس تختبىء قوى شيطانية تروج للخراب، وما هو الشيطان غير المال وكل ما يتعلق به من مصالح!ففي فيلم (حظا سعيدا، وتصبحون على خير)، وهو عن قصة المذيع الاْمريكي الشهير إدوارد مارو، الذي يتذكره الاْمريكيين حتى الآن، بلازمته الختامية لكل حلقة (حظا سعيدا…وتصبحون على خير).مثل هذا المذيع صوت للحق والحرية، وقاد حملة جريئة ضد أل ف .ب أي صاحبة أخطر عملية قمع ضد الديمقراطية تحت حجة مقاومة الشيوعية.مذيع ومقدم برامج مؤمن بانسانيته، نجح في إنقاذ أمريكا من الانهيار ديمقراطيا، والدفاع عن قيم التنوير، والوعي، وإعادة بث الشجاعة في صفوف الشعب الاْمريكي للدفاع عنها.الاعلام هو محرك الوعي العام، لذا سمي بالاعلام الجماهيري، مهمته بناء الوعي، ومشاركة الخبرات والتجارب، تشبيك طرق التفكير نحو بناء.. والاْهم تحديث العقل الجمعي الذي يوحد الاْوطان، ويرتقي بها للامام، عبر تقوية وتطوير القوى العاملة، في طريق زيادة الانتاجية الوطنية.ما لمسناه من خلال الحرب السورية، وأزمة كرسي مرسي، كان شيئا مفجعا، بغض النظر عن المواقف المختلفة حولها، إلا أن أكثر ما شدني هي الطريقة التي اصطفت بها قناة الجزيرة مع (الثوار) في مصر وسوريا.كانت الجزيرة قد أسست لنفسها حظوة في أنفس جمهورها، وجعلت من نفسها نقطة مرجعية لتداول الاحداث. كيف فعلت الجزيرة ذلك؟عكفت الجزيرة على نبش كل ماهو مظلم في السياسة العربية، فأجرت مقابلات مع معظم الزعماء العرب، بقيادة مذيعها الباحث أحمد منصور، فالرجل كان يعد برنامجه بكفاءه عالية، ويحاور الرؤساء بجرأة غير مسبوقة.نضيف الى ذلك ما قدمه فيصل القاسم في إتجاهه المعاكس، حيث تخصص البرنامج في نبش كل ماهو مظلم أيضا في السياسات العربية.الملفت أن هذه البرامج كانت تخرج المشاهد من دائرة الاستيعاب، وتصل به الى مرحلة اليأس والقنوط والاستسلام الداخلي لما هو واقع، مع عدم نسيان أن المشاهد كان مكبوتا لاْنه وضع في دائرة عدم التأثير والفعل والمشاركة.تلفزيون يتخصص في طرح كل ما هو مظلم، دون أن يقدم أية آفاق للمستقبل، المستقبل هنا رسم للمشاهد كمنطقة مجهولة تماما.حالة القنوط هذه التي أصابت المشاهد العربي لقناة الجزيرة، جعلته يدور في حلقة مفرغة من النور ومليئة بالظلام.والمشاهد في تساؤل مستمر يقول: لماذا لاتقدم الجزيرة مقابلات حول قطر وحول حكامها، بالطبع لم يكن المشاهد يتوقع ذلك، إلا أن حالة العفر الرملية، التي كانت تعمي بصيرته، معتقدا إنه قد وضع اصبعه على الجرح كانت تجرفه نحو المنطقة اليائسة، تاركا تساؤله للزمان.ظلام، يأس، قنوط، لاجدوى، كلها ركائز كانت توضع بعناية نحو شيء واحد!! إضعاف منطقة ما تبقى من وعي للفرد العربي، الغاضب من تسلط أنظمته، وفسادها.تفكيك الوعي يعنى اسقاطنا في فتات مجتمعات وليس مجتمعات، وهذا تماما ما حصل بانسجام بالغ مع مخطط التفتيت الكبير.بحثت حينها عن مذيعين من فضائيات العالم العربي، فلم أجد إلا جهابذة الاعلام المصريين، الذين اتفقنا أو اختلفنا معهم، إلا إنهم قد استطاعو التصدي لظاهرة الجزيرة مصريا، بشكل محترف ومهني خاطب العقل والوعي، أو بشكل شوارعي اللهجة والمنطق خاطب الانفعال والعاطفة، إلا إنه لم يخاطب الوعي بقدر ما استطاع أن يصد محاولات تفكيك الوعي العام الوطني.السوريون من جهتهم كانو عاجزين عن التصرف بوجه ماكينة الجزيرة الاعلامية، حيث استطاعت هذه الفضائية المدججة بالامكانيات اختراق طيف واسع من الشعب السوري.ساحكي لك عن الظلام ليل نهار، وسأقدم لك كل ماهو قتل، وقطع رؤوس، ودماء، وتفجير، واغتيال، وقصف، ودمار، وسأرى كيف سيتتصرف الوعي في شخصك!!!ألا يحتاج الوعي إلى تعزيز، وتذكير مستمر بكل ماهو إنساني، وموضوعي، يوحد المجتمعات بدلا من المساهمة في شقها عبر الاصطفافات.كم نحن بحاجة الى ملاك قنوات فضائية يرون النور ويدافعون عنه، وبالتالي يصيغون سياسات الحق، والمبادىء، والاْخلاق العامة، بدلا من الاجهاز على ماتبقى من الوعي لدي جماهير الشعوب المقتتلة.كم نحن بحاجة الى مذيعين أخلاقيين يصيغون الحقيقة، كي يفكر الناس ويسهمون في صياغة مستقبلهم، وواقعهم، وحياتهم، بأقل مايمكن من الدماء، ليصبح الدم كقيمة ثمين.لقد فاض الدم من شاشات الجزيرة، واندلق على المشاهدين، ليصبح الدم وسيلة تسلية عارية من كل دفىء، وشريك الدم مدان أيضا. كم نفتقد أناس مثل المذيع الاْمريكي الشهير إدوارد مارو، صاحب الجملة الشهيرة: سيفيق التاريخ يوما، ويعرف كيف كنا نزيف الحقيقي!! حظا سعيدا، وتصبحون على خير.راي اليوم
                  التعديل الأخير تم بواسطة خادم اخو زينب; الساعة 27-09-2013, 09:12 PM.

                  تعليق


                  • زهران : علوش بايع الجولاني ، وادريس وصفه بالخائن

                    حسين مرتضى
                    رغم شراشة المعركة التي تجري على عدة محاور في ريف دمشق، وعمليات الكر والفر والانجازات التي حققها الجيش السوري طوال عامين ونصف، إلا أن ما تشكله التنظيمات المتطرفة كجبهة النصرة وما يسمى بتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش)، يعتبر في هذه الفترة الملف الأكثر إثارة للجدل بين المراقبين. وما إن يتراجع الحديث عن تلك التنظيمات، حتى يتجدد في قضية تسرق الاضواء، ويبدأ البحث في هوية المسلحين وعلاقتهم بالاستخبارات الاقليمية والدولية، بالذات في مناطق حساسة كريف دمشق، التي أطلق المسلحون فيها منذ فترة ما أسموه معركة “الخضوع لله”، والتي شارك فيها ما يسمى “لواء الاسلام وأحرار الشام” وجبهة النصرة، تحت قيادة ما يسمى “لواء الإسلام” الذي أعلن قائده زهران علوش، قيادة تلك المعارك بشكل علني.الإعلان المتسرّع لعلوش شكّل ورطة حقيقية لهم، بالذات بعد ادعائهم السيطرة على اللواء 81، وإن كانت العديد من وسائل الإعلام ذات الأجندات المعروفة قد انساقت وراء إعلانه داعمة إياه، وتناقلت خبر السيطرة على اللواء دون أن تحاول التأكد من صحة الخبر، طالما أنه يحقق غرضاً ما في سياق الحرب النفسية المدروسة التي يتعرض لها الشعب السوري منذ أكثر من سنتين.الهجوم الذي استهدف محيط اللواء 81 في منطقة الرحيبة في ريف دمشق، مُنيَ بالفشل الذريع، ولم يتمكن مقاتلو ما يسمى بـ”لواء الاسلام” من الوصول حتى إلى بوابة اللواء 81، ما جعل مموّلي اللواء، يتّجهون غرباً، والبحث عن مخرج يحافظ فيه على ماء وجهه جاء استجابة من زهران علوش قائد لواء الاسلام لضغوط بندر بن سلطان، في الوقت نفسه حين كانت عملية “درع العاصمة” التي بدأها الجيش السوري قد أدت، الى تراجع مقاتلي ما يسمى بـ”جبهة فتح العاصمة” التي تقودها “داعش” عند مدخل جوبر الإستراتيجي، والذي يمثل لها المفتاح الأخير الذي كانت المجموعات المسلحة تستقبل فيه التعزيزات القادمة من قلب الغوطة ومن الجبهة الجنوبية المفتوحة نحو الأردن.والجدير ذكره أن في تلك الايام عقد العديد من الاجتماعات بين قادة أركان بعض الدول العربية بالاضافة الى ضباط من دول اخرى، وذلك في بعض دول الجوار ومنها الاردن وتركيا حيث شكلت أيضا جزءاً من عدة الضغط العسكري، هنا بدأ السعوديون يفكرون بشكل جدي بعدم الاحتفاظ بـ”لواء الإسلام” في الغوطة الشرقية، الذي يضم 25 الف مقاتل يقودهم زهران علوش، الذي تقول معلومات شبه مؤكدة أنه يتلقى أوامره مباشرة من رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان. وفي هذا الاطار عقد علوش كذلك عدة اجتماعات مع ابو محمد الجولاني قائد جبهة النصرة حيث اعلن ولاءه لـ”النصرة” ومبايعته للجولاني وقد وعده الاخير بزيادة مساعدتها من السعودية.عن السيطرة المزعومة على اللواء 81 في ريف دمشق وما بعدهاذا، الاوامر كانت لعلوش من مشغليه هي بالتخلي عن “لواء جيش المسلمين” وسحب مقاتليه المنتشرين على أكثر من محور في الغوطة الشرقية، وبالذات في دوما وجوبر، والانتقال نحو المنطقة الممتدة من الزبداني على الحدود اللبنانية والقلمون الى حدود قارة، والمداخل الأخيرة لإمداد الريف الدمشقي بالسلاح الغربي باتجاه معابر يبرود وقارة وعرسال، ما دفع سليم ادريس الى اتهام علوش بالخيانة، وانتقاده بشدة، بعد أن بدأت أول مهام مجموعة علوش، إثر الفشل في منطقة الرحيبة، باقتحام بلدة معلولا، وتعيين زهران علوش لأمين العام لجبهة “تحرير سوريا الإسلامية” القائد العام للواء الإسلام.لم ينتظر زهران علوش طويلاً ليبدأ بعملية مشابهة لما حدث في معلولا، سيناريو يتكرر، هجوم على الحاجز في بداية البلدة، وتفجيره، ومن ثم اجتياح للعناصر المتطرفة للمكان، إلا ان الهجوم فشل، في حين بدأ الجيش السوري بمهاجمة تجمعات المسلحين في محيط الجبل الشرقي للزبداني، وتستمر العمليات على امتداد الجرود الجبلية وصولاً إلى رنكوس وتلفيتا مروراً بحلبون ومرتفعاتها، بعد انتهاء معارك منطقة الرحيبة، وانسحاب مسلحي علوش، ودخول الجيش السوري إلى بلدة معلولا، و استمرارها في ملاحقة المسلحين في اطرافها.الاستراتيجية التي يعمل عليها الجيش السوري هناك تكمن بتطويق هذه المنطقة وعزل بيرود عنها إضافة لمنع تنقل المسلحين بين الغوطة الشرقية تحديداً والقلمون، بالتوازي مع عمليات الجيش السوري في مناطق الغوطة الشرقية القريبة ضمن تكتيك “جدار النار” لمنع تسلّل المسلحين من درعا والمناطق الاردنية نحوها، حيث يعمل الجيش السوري على ثلاثة محاور متفرقة من عزل المناطق الساخنة بعضها عن بعض وهي (جبهة الغوطة الشرقية – ريف درعا، جبهة المناطق الداخلية بالغوطة الشرقية ومناطق طريق المطار، وجبهة وسلسلة جبال القلمون)، حيث يكون العمل العسكري بكل جزء على حدى ويكون إنجاز التقدم الميداني عسكرياً بوتيرة اسرع، وبكفاءة الية وإرتياح تام للمقاتلين، وهذا يعني إستراتيجياً إراحة العاصمة السورية دمشق.
                    العهد

                    تعليق


                    • إسرائيل اليوم: أوباما رفع راية بيضاء أمام إيران وسوريا';
                      اعتبرت صحيفة "اسرائيل اليوم" أن خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما في الامم المتحدة إشارة واضحة على هبوط الولايات المتحدة من قمة القيادة العالمية، وأن القوة العظمى الامريكية لم تعد قادرة على أن تحمل وحدها عبء المسؤولية عن النظام الدولي، وأن طموحها كله هو أن تعمل مع المجتمع الدولي في شراكة مع الاعتماد على وسائل دبلوماسية". وأضافت الصحيفة "مثلا في الموضوع السوري غاب - دفعة واحدة- رقص السيوف مع النظام السوري، وحلّ مكانه تأكيد مجلس الامن على اعتباره الجهة التي يفترض بها أن تطبق "اتفاق جنيف"، فيما تناول أوباما العقوبات الدولية على دمشق مستقبلاً اذا نكثت بالتزامها التجرد من سلاحها الكيميائي، ويُقال الشيء نفسه في المسألة الإيرانية أيضا". وأشارت الصحيفة إلى أن "رسالة المصالحة هذه هي نفسها تقريبا التي أرسلها أوباما في 2009 الى الشعب الايراني وقيادته، لكن الكلام بخلاف الماضي قد صدر هذه المرة عن موقف ضعف سافر، بسبب الفشل المدوي لمحاولته (التي لم يكن لها داع) أن يُجند دعم مجلس النواب لعمل عسكري محدود على سوريا، وعلى خلفية معركة العمالقة التي يقوم بها البيت الابيض في مواجهة مجلس النواب في قضية الميزانية العامة.. لا أمل في أن يحصل اوباما من مجلس النواب بتشكيلته الحالية على موافقة على عملية عسكرية على ايران مهما تكن الظروف، وهكذا وجد الرئيس الضعيف أوباما نفسه، وهو الذي رفع في خطابه (بالامم المتحدة) علماً أبيضاً فيما يتعلق بقدرة الولايات المتحدة على تشكيل المحيط العالمي". وختمت إن "مسار التفاوض الذي يفترض أن يقوده وزير الخارجية جون كيري قد يلقي ضوءاً على هذه المسألة الجوهرية، لكن يمكن فقط أن نأمل بأن يكون نجاحه على هذا الصعيد أكبر من نتائج جهوده لتهيئة القلوب لعمل عسكري موجه على سوريا".
                      للشرق الجديد:"جبهة النصرة" و"دولة العراق والشام الاسلامية" يشكلان محور العمل العسكري لجماعة القاعدة في بلاد الشام';
                      رأى الدكتور أحمد موصللي، أستاذ العلوم السياسية والدراسات الإسلامية في الجامعة الأمريكية أن "المعارضة السورية" أصبحت عدة " معارضات" ملتزمة بمشاريع مختلفة، موضحاً أن "الائتلاف السوري"و"الجيش الحر" يسيران في "معارضة علمانية" ضمن حدود الدولة السورية الحالية ومتحالفة مع دول غربية وأصبحت اليوم واعية لخطورة "تنظيم القاعدة عليها من جهة، وهناك جماعات "جبهة النصرة" و"دولة العراق والشام الإسلامية"وألوية مسلحة متشددة من جهة ثانية تريد إنشاء إمارة اسلامية مدعومة من بعض الدول الخليج. وأضاف أن في هذه المرحلة هناك بعض الدول الخليجية أدركت أنها خسرت المعركة مع النظام في سوريا وخاصة بعد الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية مما يعني أن النظام سيبقى وهو من سيطبق الاتفاقية لنزع السلاح الكيماوي السوري. وأشار موصللي في حديث لوكالتنا إلى أن سوريا ستشهد اشتداداً في العنف بين الجماعات المسلحة و"الجيش الحر" من جهة ومع النظام من جهة ثانية،لافتاً إلى أن "الجيش الحر" يتفتت بسبب انشقاق بعض الألوية عنه وانضمامها إلى "جبهة النصرة"و"دولة العراق والشام". وقال إن "لجبهة النصرة" و"دولة العراق والشام" رؤية متشابهة،ولكن هناك دولة اسلامية أخرى في العراق تعتبر نفسها "الذراع الأساسية" لتنظيم القاعدة وتعتبر "جبهة النصرة" اختراق لوجودها بينما هذه الأخيرة ترى العكس،مضيفاُ ان هناك صراعاً على النفوذ والشخصيات وعلى من يكون زعيم هذه الجماعات,وشدد على أن "جبهة النصرة" و"دولة العراق والشام الاسلامية" هما أقوى "أذرع" القاعدة في بلاد الشام عوماً إذ أصبحا محور العمل العسكري لجماعة القاعدة،بعد ضعفها في باكستان وأفغانستان. وفيما يتعلق بمكانة الإخوان المسلمين بين هذه الجماعات،لفت موصللي إلى أن الإخوان المسلمين باتوا خارج هذه التشكيلة اليوم لأنهم لا يحملون إيديولوجية إسلامية بالمعنى الضيق الذي تريده "جبهة النصرة" والقاعدة،مكرراً ان مرحلة انشقاقات جديدة بين الجماعات ستحصل مما سيدخل سوريا في مرحلة جديدة من الصراع.
                      ماذا تغير ؟
                      بقلم ناصر قنديل

                      - تقدم سريع ومفاجئ في مفاوضات الملف النووي الإيراني وقبول أميركي بالنسخة الروسية الأصلية لمشروع القرار المعد لمجلس الأمن حول الكيماوي السوري فما الذي تغير ؟ - واشنطن كانت تنتظر جوابا إيرانيا وروسيا وصينيا حول تسهيلات الإنسحاب من أفغانستان فحصلت عليه إيجايبيا شرط إنهاء الخلاف حول سوريا - راهنت واشنطن على الوقت وهي لا تملكه ففي حالة أفغانستان معها أشهر قليلة لكنها كانت تمتصها حتى آخر قطرة إنتظار ممكنة بالحفاظ على مناخ التصعيد أملا بالحصول على ما هو افضل - إنهيارات متسارعة في تشكيلات المعارضة و القاعدة تسيطر عسكريا وينهار نفوذ الإئتلاف كحصان للرهان في جنيف والمنافسات الإنتخابية وخطة الكيماوي لسنوات تربط ضمان التنفيذ بتماسك المؤسسة العسكرية والأمنية السورية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد و بالتالي عدم التمسك بغلواء طرح الرئاسة السورية للنقاس والتفاوض والضغوط - الضغط السعودي والتركي للتصلب والعنجهية الفرنسية الفارغة لم تعد كلها تفيد ولا بد من إفهام إسرائيل أنها ستواجه مطالبات التوقيع على معاهدات الكيماوي والنووي وتصير عرضة للضغوط - واشنطن تسارع لعقد تفاهمات تفيدها وليقلع غيرها شوكه بيديه

                      تعليق


                      • عملاء الغرب الخائبون

                        غالب قنديل تتكرر التجارب في الشرق وتعصف مجددا حالة من الرعب في صفوف الرجعيين العرب من عملاء الغرب الذين تورطوا في الحرب على سوريا وممن جعلوا التآمر على إيران محور حركتهم ونشاطهم طيلة ثلاثة عقود فالطاولة تنقلب والسيد الأميركي يوشك على إلقاء بعض أدواته في سلة مهملات التسوية الكبرى التي فرض عليه السير بها وهو مضطر لإجبارهم على ابتلاعها وسوقهم خلفه بالأمر. أولا الاحترام والمسايرة والندية التي تعامل بها الولايات المتحدة قيادة الجمهورية الإسلامية في إيران تبرز مفارقة تاريخية بالقياس مع سلة التعليمات والأوامر التي يذعن لها الحكام العرب من غير تردد وهم يشنون حروبا متواصلة منذ ثلاثين عاما ضد البلد الذي انتصر لفلسطين والعروبة المناضلة بعد الثورة التي أطاحت بحكم الشاه عراب حكومات الخليج وحليف إسرائيل الكبير ضمن منظومة الهيمنة الغربية الاستعمارية على المنطقة. مولت الحكومة السعودية وأقرانها حرب الخليج الأولى بحصادها الدامي وخرابها الممتد في العراق وإيران وعادت وقادت حملة تمويل غزو العراق ومولت حروب إسرائيل الخاسرة ضد المقاومة اللبنانية والفلسطينية في السنوات العشر الماضية وبعد سلسلة الهزائم نزلت إلى الميدان وبالأمر الأميركي في الحرب على سوريا بواسطة عصابات التكفير التي حشد فيها المال السعودي والقطري آلاف اطنان السلاح وجند مئة ألف من المرتزقة ومجرمي الحرب من 83 دولة في العالم والغاية ضرب الدولة العربية العاصية على صكوك الاستسلام لإسرائيل والحاضنة لقوى المقاومة العربية والحليفة لإيران المستقلة. ثانيا سوريا التي سعوا لتدميرها صمدت وهي أثبتت قوتها وجدارتها بشعبها وجيشها وبقائدها المقدام الذي صعق الحكام التابعين منذ قمة شرم الشيخ فعانق الوجدان الشعبي العربي وعبر عن اولويات المصير القومي وانطلقت المؤامرات ضده منذ لحظة انتهاء خطابه الأول في قمة كان فيها يتيما على مأدبة اللئام فرفعت صوره في الشارع العربي وارتفعت راية سوريا في الجامعات والساحات وجاءت استطلاعات الرأي الأميركية تجزم بأنه الرئيس الأكثر شعبية عند سكان الدول التي شملها استطلاع معهد بروكينغز : مصر والسعودية والمغرب والإمارات والأردن واليمن ولبنان وتصدر إلى جانب الرئيس الأسد في تلك النتائج الأميركية قائد المقاومة السيد حسن نصرالله ورئيس إيران وملفها النووي. عشر سنوات من الحروب والمؤامرات لقلب تلك المعادلة خاضتها الإمبراطورية الأميركية المهزومة وانخرطت فيها دول الناتو وجميع الحكومات العربية الرجعية بقيادة المملكة السعودية ومعها حكومة الوهم العثماني والتنظيم العالمي للأخوان وشملت الشراكة العضوية مع إسرائيل في حروبها السرية والمعلنة وتوالت هزائم حلف العدوان امام منظومة المقاومة فرموا جميعا بثقلهم في تدبير ما سموه بالربيع العربي لاحتواء نزعة الغضب الشعبي ولتدارك تهاوي الأنظمة العميلة المتهتكة في المنطقة وصولا إلى الحرب الكونية لتدمير سوريا وإخضاعها. ثالثا تمكنت منظومة المقاومة خلال السنوات الثلاث الأخيرة وفي سياق التصدي للعدوان الاستعماري على سوريا من توثيق رباطها العضوي واندماجها الاستراتيجي في جميع المجالات وخاضت المعارك السياسية والعسكرية دفاعا عن سوريا بتناغم مدهش كما تمكنت من شبك تحالف استراتيجي وثيق مع القوى العالمية الصاعدة المناهضة للهيمنة الأميركية الأحادية واستطاع الرئيس الأسد أن يولد دينامية خاصة في علاقات تفاعلية مع شركائه الإقليميين والدوليين بحيث بات البناء على صمود سوريا استثمارا مربحا للشركاء والحلفاء الذين أخضعوا الإمبراطورية الأميركية لمنطق سقوط الهيمنة الأحادية ويعود لصمود سوريا بشعبها وجيشها الفضل الكبير في النتائج السياسية التي شرعت تتبلور خلال الأيام القليلة الماضية داخل أروقة الأمم المتحدة في نيويورك وتتأكد فيها صوابية النهج الاستقلالي المقاوم الذي تبنته كل من سوريا وإيران وتحملتا أكلافه الكبيرة والمرهقة طيلة ثلاثين عاما. جميع عملاء الغرب غارقون في خيبتهم امام تقهقر سيدهم الأميركي المرغم على الإقرار بصمود سوريا ورئيسها المقاوم الذي يقول بعض الخبراء الأميركيين إن بقاءه في الرئاسة ضرورة وضمانة والسيد الأميركي مجبر أيضا على الاعتراف بحقوق إيران متوسلا الحوار مع قيادتها القوية والصلبة ورئيسها المتمكن . رابعا عاد المتعجرف الأميركي مكرها إلى بيت الطاعة الروسي مع القليل من ماء الوجه بتسوية الكيماوي الطويلة والمتعرجة في مسارها وبينما ترتعد فرائص حكام الخيبة تشعر إسرائيل بهزيمة كبيرة يعبر عنها كتابها وسياسيوها فالإمبراطورية المردوعة عن غزو سوريا لن تكون قادرة على التحرش بإيران والمعادلة الإقليمية الدولية ساطعة فكل حرب على أي من اطراف منظومة المقاومة ستشعل مواجهة إقليمية كبرى وشاملة وقد باتت روسيا بعد الاختبار الأخير جزءا رئيسيا من معادلات القوة الرادعة. الحصيلة إذن بعد آلاف المليارات وعشرات آلاف الضحايا هي انطلاق صياغة التسويات الكبرى وعلى المتورطين في الحروب ان يتكيفوا وينكفئوا وإلا طحنتهم قوة اندفاع التوازن العالمي الجديد ... إنه زمن تدحرج الرؤوس العميلة الحامية والوجوه التي استهلكتها الخيبات والهزائم في الميدان من أوغلو وأردوغان إلى بندر والفيصل مرورا بجربا وغليون وكيلو والشقفة وطيفور وادريس وسواهم ممن أصابهم جرب العمالة والارتزاق في ما يدعى المعارضة السورية التي انقلب عليها مرتزقة الميدان قبل ان تجلس على طاولة جنيف...

                        تعليق


                        • 27/9/2013


                          * روحاني لهولاند: الأسد سوف يترشح في العام 2014
                          بعد أسابيع من لهجة الحرب الأمريكية عاشت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مناخات إيجابية على كل الصعد، خصوصا فيما يتعلق بإيران والبرنامج النووي الإيراني، وحصول التفاهم الروسي الأمريكي على استصدار قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب سوريا بنزع سلاحها الكيماوي ولكن دون الإشارة الى أية تهديد بالحرب أو بالعقوبات ضد سوريا.
                          فرنسا، التي كانت رأس الحربة في التصعيد وفي لغة الحرب والقتال، بدأ رئيسها عملية التراجع في الطائرة التي أقلته من باريس الى مالي للمشاركة في عملية تنصيب رئيس مالي الجديد (أبو بكر كيتا)، حسب بعض الصحفيين الفرنسين الذين رافقوه بالطائرة. وتراجع الرئيس الفرنسي عن كلامه الذي وعد فيه بتسليح المعارضة السورية – في رد على سؤال صحفي - صعب التأكد منه.

                          روحاني وهولند



                          وتحدثت مصادر غربية رفيعة المستوى عن فحوى اللقاء الذي جمع الرئيس الإيراني حسن روحاني بنظيره الفرنسي (فرانسوا هولند)، وقالت إن الرئيس الفرنسي قال لنظيره الايراني "نريد منكم ضمانات حول السلاح النووي والسلاح الكيماوي ونريد أن تساعدوا في حصول عملية انتقال سياسية في سورية". فأجاب روحاني: "نحن ليس لدينا مشكلة في أن تسلم سوريا سلاحها الكيماوي وليس لدينا اي اعتراض".
                          وتقول المصادر ان روحاني افهم الفرنسي ان إيران وروسيا مستعدتان ان تنقلا الكيماوي السوري الى الدول التي تطالب بضمانات إذا أرادت ذلك، وأضافت المصادر نفسها أن الرئيس الإيراني قال للرئيس الفرنسي بخصوص سوريا: "الرئيس بشار الأسد سوف يترشح لانتخابات العام 2014 في سوريا". وقالت المصادر إن كلام روحاني كان يحمل في طياته الشرط الذي يمكن من خلال تنفيذه القيام بعملية تسليم الكيماوي دون اية عراقيل.

                          السعودية: نصرالله يتصرف كانه القوة الوحيدة في المنطقة
                          المصادر الغربية رفيعة المستوى قالت ان الاعتراض الكبير على التوافق الذي بدا في الأمم المتحدة كان من قبل السعودية التي تخشى أن يأتي أي اتفاق دولي بين روسيا وايران وامريكا على حساب نفوذها في المنطقة لذلك فهي تستميت في رفض هذا التوافق وتسعى جهدها لإفشاله. وأضافت المصادر أن السعوديين كانوا غاضبين جدا من الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وأبلغوا الغربيين ان نصرالله يعتقد أنه القوة الوحيدة الموجودة في المنطقة، مضيفة أن عبدالله بن عبد العزيز تفاجأ بالنبرة العالية في خطاب نصرالله، خصوصاً أنه حاول التخفيف من حدة الاحتقان مع ايران في الفترة الأخيرة عبر دعوة روحاني للحج هذا العام. وقالت المصادر أن خشية السعودية تعاظمت خلال الأسبوعين الماضيين مع ورود تقارير عن اجتماعات أمنية بين العراق وايران وتركيا.

                          اجتماعات أمنية ثلاثية
                          وأفادت أن كلاً من ايران والعراق وتركيا بدأت منذ فترة اجتماعات أمنية لوضع بروتوكول تعاون امني على الحدود بين البلدان الثلاثة، وتبادل المعلومات حول الجماعات الإرهابية ومراقبة الحدود وتنقل الإرهابيين عبر الحدود بين البلدان الثلاثة. وقد حصل لحد الآن ثلاث اجتماعات بهذا الصدد بين الأطراف الثلاثة، وهذا ما يقلق السعودية التي ترى بوادر تراجع تركي كبير ظهرت في تصريحات رئيس البرلمان التركي الأسبوع الماضي والتي دعا فيها من طهران لحل سياسي في سوريا، تزامنا مع المباحثات الثلاثية والتي تقلق السعودية.

                          دور فرنسي جديد
                          وتابعت المصادر الغربية رفيعة المستوى أن المسار السياسي الروسي الأمريكي الجديد إذا تم كما هو مخطط له فسوف تلعب فيه فرنسا هولند مع إيران نفس الدور الذي لعبته فرنسا ساركوزي مع سوريا عام 2007. وتقول المصادر نفسها ان الولايات المتحدة سوف توكل لفرنسا أمر التقارب مع إيران حتى لا تحرج نفسها وتستطيع إدارة اوباما العمل حول الموضوع الكيماوي السوري وحول الملف النووي الإيراني بعيدا عن نفوذ جماعات الضغط في واشنطن.

                          اسرائيل
                          المصادر الغربية تقول إن ما يهم "إسرائيل" حاليا هو اتمام عملية تسليم السلاح الكيماوي السوري فقط لا غير.

                          * بوشكوف: مجلس الدوما الروسي مستعد لارسال وفد الى سوريا
                          أعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي اليكسي بوشكوف أن الدوما (المجلس الأدنى في البرلمان) جاهز لارسال وفد الى سورية حتى نهاية العام الجاري.
                          وقال بوشكوف إنه "يوجد استعداد لدى الدوما لارسال وفد الى سورية، وهذا متعلق بالوضع الأمني في هذا البلد". وقال ردا على سؤال حول موعد الزيارة إن "الحديث لا يدور عن الاسبوعين او الثلاثة القادمة، على الأغلب نهاية العام الجاري".

                          * واشنطن تؤكد الحاجة للتوصل لحل سياسي بسوريا



                          أكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري أن هناك حاجة لتحرك جميع الاطراف بسرعة للتوصل الى حل سياسي لإنهاء الصراع في سوريا.

                          وقال كيري في اجتماع ما يسمى مجموعة اصدقاء سوريا، إن سوريا ستنهار قبل أن يمكن لأي طرف أن يزعم تحقيق نصر عسكري.
                          وفي الاجتماع نفسه، قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إنه يجب تعزيز الدعم للمعارضة لتغيير ميزان القوة على الارض بحسب تعبيره.
                          وأعلنت المجموعة أنها مصممة على زيادة المساعدة لكل مكونات ما يسمى ائتلاف المعارضة من اجل السماح بانتقال سياسي على حد تعبيرها.


                          * المالكي: الجهود مستمرة لايجاد حل للازمة السورية




                          أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن استمرار الجهود لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية لتجنيبها التطرف، مشيرا الى أن العراق جزء من المنطقة ويتأثر بما يحدث في سوريا.
                          وافاد موقع "السومرية نيوز" امس الخميس ان المالكي قال في بيان صحفي حول استقباله الممثل الجديد للأمين العام للأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف: "ان العراق جزء من المنطقة ويتأثر بما يحدث فيها خصوصا بالنسبة الى الأزمة السورية، وأن جهودنا ما تزال تبذل لإيجاد حل سياسي للازمة السورية وتجنيب سوريا والمنطقة المزيد من الكوارث في حال استمرار الأزمة وذهابها باتجاهات التطرف".

                          * ’’الائتلاف المعارض’’ يتهم متطرفين قادمين من الخارج بـ’’سرقة الثورة’’

                          * “داعش” تسبي زوجة قائد لواء عاصفة الشمال!

                          أعلن ما يسمى تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية “داعش” عن قتل عداد من عناصر الجيش الحر المنضوين تحت لواء عاصفة الشمال في أعزاز وعن عملية سبي زوجة قائد لواء عاصفة الشمال أبو إبراهيم الداديخي”.
                          وأشارت “داعش” في بيان لها بحسب موقع "الحدث نيوز" الى أن "أمير ولاية الشمال أبي عبيدة عبدالله العدم أفتى حلالاً لعناصر الدولة بسبي كافة نساء تنظيم (لواء عاصفة الشمال) الذي وصفه بـ (المجرم)، ونكحهم شرعا، بما آتاهم الله من قوة وإيمان وفقا لشريعته تعالى"، حسب زعمه .
                          وحذر البيان من ما أسماهم “العملاء على أرض الشام” من أن سيوف أسود الدولة ستطال رقابهم أينما حلوا” حسب تعبيره .

                          * الخلافات بين المعارضة السورية.. حرب المصالح تصل ذروتها
                          انضم ما یسمى "الجيش الحر" رسميا إلى الفصائل المسلحة المعارضة التي سحبت اعترافها بـ "الائتلاف السوري المعارض"، واتهمه بالانحراف عن مسار الثورة وتهميش القوى الفاعلة على الأرض.
                          وقال النقيب عمار الواوي في بيان نشر على موقع يوتيوب بحسب موقع "روسيا اليوم": ان الفصائل المنضوية تحت قيادة الجمعية العمومية في الداخل السوري، اعلن عدم اعترافها بما يسمى الائتلاف السوري في تمثيل الثورة السورية، وعدم الاعتراف بقيادة الأركان العامة المتمثلة بالعميد سليم ادريس و من حوله، وعدم الاعتراف بالقوى المجهولة التي تريد سوق البلاد إلى المجهول".
                          إلى ذلك أصدر ما يسمى بـ "مجلس نقابة المحامين الحرة" في سوريا بيانا، انتقد فيه قبول الائتلاف الوطني المعارض بحضور مؤتمر جنيف، من أجل "التفاوض مع المسؤولين السوريين"، معلنا انضمامه وفصيله العسكري إلى الفصائل التي اعتبرت "الائتلاف الوطني المعارض" غير ممثل للشعب السوري.
                          وكانت أهم وأكبر الفصائل العسكرية المعارضة في سوريا قد أصدرت بيانا الثلاثاء الماضي أعلنت فيه عدم اعترافها بـ "الائتلاف السوري المعارض".

                          * تركيا ادخلت 1300 مسلح لسوريا قبل ايام واقفلت باب عودتهم



                          فيديو:
                          http://www.alalam.ir/news/1520554

                          افاد مراسلنا في سوريا ان مناطق متفرقةٌ في ريف حلب وادلب تشهد اشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردي والمجموعات التكفيرية المسلحة الموالية لتنظيم القاعدة ، فيما قامت مجموعةٌ تكفيرية بتدمير كنيستي الشهداء والبشارة في مدينة الرقة شمال شرقي سوريا.
                          ولم تخف حدة الاشتباكات المستمرة منذ ايام بين وحدات حماية الشعب الكردية وما يسمى داعش، حيث تشمل الاشتباكات معظم المحافظات السورية الشمالية ، لكن مراقبين يؤكدون انها الاعنف في محيط بلدة آطمة بريف ادلب ، لتمتد إلى جنديرس التابعة لعفرين في ريف حلب ، فيما استطاعت وحدات حماية الشعب الكردية تطهير بلدة حميد في رأس العين في ريف الحسكة.
                          وقال الخبير في الشؤون الكردية يعرب خير بيك لقناة العالم الاخبارية الخميس: اكثر المسلحين يهربون الان من اليعربية باتجاه رأس العين ، ومتاطق اخرى مثل اعزاز وباقي المناطق الحدودية.
                          واضاف خير بيك : معبر تل ابيض الحدودي تم اغلاقه منذ 4 ايام بعد ان تم ادخال اكثر من 1300 مسلح من النصرة وداعش من تركيا، وتم اقفال الباب عليهم ما يعني ممنوع العودة.

                          * المرزوقي: تونس منعت 4500 شاب من السفر للقتال بسوريا



                          كشف الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أن بلاده منعت حوالى 4500 شاب تونسي من السفر للاشتباه في نيتهم التوجه الى سوريا للمشاركة في القتال الى جانب الجماعات المسلحة هناك، مشيرا الى ان تونس تتعاون في هذا الشان مع عدة دول منها تركيا وليبيا.

                          وقدر المرزوقي في تصريحات لصحيفة "الحياة" اللندنية على هامش مشاركته في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في عددها الصادر اليوم الجمعة عدد المسلحين التونسيين في سورية بنحو 800 مسلح.
                          وأعرب الرئيس التونسي عن تخوفه من عودتهم لأن "جزءا منهم سنضطر الى محاربته لأنهم سيحاربوننا".

                          * بلجيكا تعتقل زعيم عصابة يجند الاوروبيين للقتال بسوريا


                          صورة اعتقال زعيم العصابة

                          اعتقلت الشرطة البلجيكية زعيم عصابة متطرفة في بلجيكا تجند الاوروبيين للقتال في سوريا.

                          وافاد موقع "روسيا اليوم" نقلا عن قناة محلية ان المعتقل البالغ من العمر 39 عاما مواطن اسباني من اصل مغربي كان يعيش بصفة دائمة في بلجيكا، تم القاء القبض عليه في ضاحية بروكسل الفلمنكية-فيلفورد.
                          واصدرت الشرطة الدولية "الانتربول" بطلب من اسبانيا مذكرة باعتقاله للاشتباه في زعامته لمنظمة تجند الشباب للذهاب الى سوريا والقتال في صفوف مسلحي المعارضة.
                          وتعمل مؤسسة متطرفة محلية اسمها "الشريعة لبلجيكا"، ممولة من السعودية، بشكل علني تقريبا على تجنيد وارسال المقاتلين الى سوريا، اذ يقدر الخبراء المحليون ان هناك في سوريا حاليا ما بين 80 الى 200 متطرف من بلجيكا، ويقدر المسلحين الاجانب بالالاف.
                          وكانت قد تصدرت مدينة فيلفورد منذ بداية العام بشكل متكرر نشرات الأخبار المحلية بسبب الأنباء عن مغادرة شبابها من للقتال في سوريا.
                          جدير بالذكر، ان الشرطة الاسبانية قضت في حزيران/يونيو الماضي على فرع هذه المنظمة في مدينة سيوت واعتقلت 8 من اعضائها

                          تعليق


                          • 27/9/2013


                            * ’’الميادين’’: الإبراهيمي هدد بالإستقالة في حال فشل لقاء كيري ولافروف أمس
                            أفادت قناة "الميادين" أنّ المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي كان قد هدد قبيل لقاء وزيري خارجية أميركا جون كيري وروسيا سيرغي لافروف أمس الخميس بالإستقالة في حال فشل اللقاء.

                            * ايران تحذر من تحول سوريا الى ملجأ للمتطرفين كما في افغانستان

                            روحاني: لتعاون وجهود مشتركة للتوصل الى حل سياسي دائم في سوريا




                            حذر الرئيس الايراني حسن روحاني من تحول سوريا الى ملجأ للمتطرفين كما كان الحال مع افغانستان في عهد "طالبان"، داعيا الى التعاون لانهاء النزاع الجاري فيها.
                            وقال روحاني امام مركز ابحاث في نيويورك ان "حكومتي تدين بقوة استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا". وأضاف "انني قلق ايضا لانتشار العقيدة المتطرفة في انحاء من سوريا التي اصبحت نقطة تجمع للارهابيين ما يذكرنا بمنطقة اخرى قريبة من حدودنا الشرقية في تسعينات القرن الماضي".
                            وتابع روحاني إن "هذا الأمر هو مصدر قلق ليس فقط بالنسبة لنا بل لدول اخرى ويستلزم بالتالي تعاونا وجهودا مشتركة للتوصل الى حل سياسي دائم في البلاد".
                            ورحب روحاني بالاتفاق الاميركي-الروسي حول السلاح الكيميائي السوري، معرباً عن سروره "لتغلب الدبلوماسية والمنطق" في هذه المسألة.

                            * ’’البريكس’’: يجب أن تلعب منظمة حظر الأسلحة الكيميائية دورا رئيسا في حل قضية كيميائي سوريا
                            أكدت دول مجموعة "البريكس" (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يجب أن تلعب دورا رئيسا في حل قضية الأسلحة الكيميائية السورية.
                            ونشرت وزارة الخارجية الروسية بيانا صدر عن اجتماع وزراء خارجية دول المجموعة، عقد مساء الخميس على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
                            كما دعا وزراء خارجية الدول الخمس الحكومة والمعارضة في سورية إلى عقد اتفاق لوقف إطلاق النار فورا، مشيرين إلى أن أملاً جديداً لتسوية الأزمة السورية ظهر في الآونة الأخيرة.

                            * منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ومجلس الأمن يناقشان سوريا

                            روسيا وأمريكا تتفقان على نص مشروعي قرارين لمنظمة حظر السلاح الكيميائي ومجلس الامن حول الكيميائي السوري

                            حددت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية موعدا للموافقة على خطة وضعتها كل من روسيا والولايات المتحدة للإسراع بالتحقق من ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية وتأمينها وتدميرها.
                            وسينعقد المجلس التنفيذي المشكل من 41 دولة بالمنظمة في وقت متأخر من اليوم الجمعة للموافقة على الخطة التي تم التوصل إليها بعد أسبوعين من المفاوضات المغلقة بين الروس والأميركيين.
                            وسارت تلك المناقشات بالتوازي مع محادثات في نيويورك حول نص قرار لمجلس الأمن الدولي داعم لخطة تدمير الأسلحة الكيميائية السورية.
                            ووافقت الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن على القرار، وستمهد موافقة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الطريق أمام تصويت بمجلس الأمن لاتخاذ قرار في وقت لاحق من مساء اليوم الجمعة.
                            وكالة "رويترز" للأنباء نقلت عن مصادر دبلوماسية مطلعة توقعها أن يبدأ خبراء التفتيش الدوليون حول الكيماوي السوري عملهم في دمشق بحلول يوم الثلاثاء المقبل.

                            وكان مسؤول اميركي بارز قد أكد للصحافيين ان مجلس الامن التابع للامم المتحدة قد يصوت مساء اليوم الجمعة على مشروع قرار لتجريد سورية من اسلحتها الكيماوية.



                            وأمل السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين بأن يتمكن مجلس الامن من التصويت على قرار يطالب بازالة ترسانة سورية من الاسلحة الكيماوية مساء اليوم. وأبلغ تشوركين الصحافيين انه يأمل بأن يتم الاقتراع اليوم في حوالى الساعة الثامنة مساء بتوقيت نيويورك. واضاف "أعرف ان بعض وزراء الخارجية يمددون اقامتهم في نيويورك من أجل المشاركة في ذلك التصويت".
                            وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد بدوره عقب لقائه نظيره الامريكي جون كيري أنهما اتفقا على نص مشروع قرار لمنظمة حظر السلاح الكيميائي حول سورية، وعلى نص مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدعم القرار الأول.



                            وأشار إلى أن الوثيقة الأخيرة ستعرض على أعضاء مجلس الأمن الدولي في الساعات القادمة، وأنها لا تتضمن الإشارة إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وجاء هذا التصريح بعد لقاء لافروف وكيري على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وهو ثاني لقاء بينهما يعقد يوم أمس الخميس 26 سبتمبر/أيلول.
                            أما وزير الخارجية الأميركي فاعتبر أن التوصل إلى اتفاق مع موسكو على مشروع قرار يشكل إطارا لنزع السلاح الكيماوي السوري، قائلاً للصحفيين: "لقد توصلنا إلى اتفاق في ما يتعلق بالقرار" بشأن سوريا، ونحن نضع اللمسات الأخيرة على نص مشروع القرار".
                            وتابع الوزير الأميركي "نأمل في أن تتقدم هذه العملية وتتيح تفكيك وتدمير الأسلحة الكيمياوية السورية بالتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة".
                            كما دعا كيري في اجتماع ما يسمّى بـ "أصدقاء سورية"، على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى تحرك جميع الأطراف بسرعة، من أجل التوصل إلى حلّ سياسي لإنهاء الصراع في سوريا، وقال إن سوريا "ستنهار قبل أن يستطيع أي طرف الزعم بتحقيق نصر عسكري".

                            * منظمة حظر الاسلحة الكيميائية تجتمع اليوم لبحث الاسلحة السورية



                            تعقد منظمة حظر الاسلحة الكيميائية اجتماعا مساء اليوم الجمعة في لاهاي لمناقشة تدمير الاسلحة السورية، عملا باتفاق روسي اميركي.

                            وافاد بيان المنظمة: "ان اجتماع المجلس التنفيذي الذي سيناقش خلاله القرار حول ازالة الاسلحة الكيميائية في سوريا سيعقد هذا المساء الساعة 22:00 (20:00 تغ) في مقر منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في لاهاي".
                            وتوصلت روسيا والولايات المتحدة مساء امس الخميس الى اتفاق على مشروع قرار يشكل اطارا لتدمير الاسلحة الكيميائية السورية.
                            ويتعين قبل تنظيم عملية تصويت على النص الحصول على الضوء الاخضر من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية على خطة تفكيك الاسلحة الكيميائية السورية التي تم الاتفاق عليها في 14 ايلول/سبتمبر في جنيف.
                            ويلتقي وزراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (اميركا وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا) مساء الجمعة في نيويورك مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووسيطه في سوريا الاخضر الابراهيمي.

                            * بعثة الامم المتحدة حول الكيميائي ستحقق في سبعة مواقع سورية وتنهي عملها الإثنين
                            حددت بعثة الامم المتحدة المكلفة بالتحقيق حول "الاستخدام المزعوم" للسلاح الكيميائي في سوريا سبعة مواقع يشتبه في انها شهدت هجمات بهذا السلاح، مشيرة الى انها ستنهي مهمتها الاثنين. وذكر بيان صادر عن مكتبها في دمشق "واصلت اليوم بعثة الأمم المتحدة للتحقيق في الاستخدام المزعوم للاسلحة الكيميائية في سوريا العمل على تقرير شامل تأمل أن يكون جاهزا بحلول نهاية تشرين الاول/أكتوبر". ويستند التقرير، بحسب البيان، "إلى عدد من الادعاءات المقدمة إلى أمين عام الامم المتحدة، والتي تقرر أن ثمة ما يبرر التحقيق في سبعة من تلك المزاعم".
                            وكشف البيان عن هذه المواقع مع تاريخ الواقعة، وهي "خان العسل (ريف حلب، شمال البلاد) 19 آذار/مارس 2013، والشيخ مقصود (حي في مدينة حلب) 13 نيسان/أبريل 2013، وسراقب (ريف ادلب، شمال غرب سوريا) 29 نيسان/أبريل 2013، والغوطة (ريف دمشق) 21 آب/أغسطس 2013، والبحارية (ريف دمشق) 22 آب/أغسطس 2013، وجوبر (حي في شمال شرق دمشق) 24 آب/أغسطس 2013، وأشرفية صحنايا (ريف دمشق) 25 آب/أغسطس 2013". واضاف البيان "يتوقع فريق المحققين التابع للأمم المتحدة، أن ينتهي من أنشطته في البلاد بحلول يوم الاثنين 30 أيلول/سبتمبر".
                            ولفت رئيس الفريق أوك سيلستروم، في البيان، ان التحقيقات "تتم بنفس طرائق تقصي الحقائق وتقنياته المحايدة التي تم تطبيقها على الجولة الأولى من التحقيقات". واوضح ان هذه التقنيات "بيئية ووبائية معتمدة ومتفق عليها من الناحية العلمية مثل أخذ العينات والقيام بتحليلات مختبرية وكذلك إجراء مقابلات مع أطباء وضحايا وأطراف متصلة بالحوادث المعنية".
                            وكان الفريق وصل الى سوريا الاربعاء لاستكمال تحقيق بدأه في نهاية اب/اغسطس، في شان استخدام اسلحة كيميائية في مناطق عدة خلال الازمة المستمرة منذ اكثر من سنتين. وقدمت البعثة تقريرا في 16 ايلول/سبتمبر الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون خلص الى انه تم استخدام اسلحة كيميائية على نطاق واسع في النزاع السوري.
                            واعلنت البعثة في حينه انها جمعت "ادلة دامغة ومقنعة" بان غاز السارين ادى الى مقتل مئات الاشخاص في هجوم على الغوطة الشرقية بريف دمشق في 21 اب/اغسطس. واوضح سيلستروم ان التقرير الذي تم تقديمه "كان جزئيا". واضاف ان "ثمة اتهامات اخرى تم عرضها للامين العام للامم المتحدة وتعود الى شهر اذار/مارس، تطال الطرفين"، مشيرا الى وجود "13 او 14 تهمة" تستحق التحقيق بها.

                            * خبراء الاسلحة الكيميائية يبدأون تحقيقاتهم بسوريا الثلاثاء



                            اكدت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ان عمليات التحقيق حول الاسلحة الكيميائية السورية تمهيدا لتدميرها يجب ان تبدأ الثلاثاء "على ابعد تقدير"، في مشروع قرار ستطرحه خلال اجتماعها مساء الجمعة للمصادقة عليه.

                            ويبدأ خبراء منظمة حظر الاسلحة الكيميائية طبقا لمسودة القرار، فحص المخزونات السورية من المواد الكيميائية يوم الثلاثاء القادم.
                            وتنص المسودة ايضا على ضرورة تمكين الخبراء من الوصول الى اي موقع غير مدرج على القائمة الرسمية التي قدمتها سوريا، وان يزوروا المواقع المدرجة خلال 30 يوما.
                            وتدعو المسودة التي من المقرر الاقتراع عليها الليلة اعضاء منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الـ 41، للتقدم بمنح لتمويل عملية سريعة لتدمير المخزون.
                            ويحتاج تمرير الاتفاق الى اغلبية بسيطة لكن عادة ما يتم الاتفاق على القرارات في المنظمة بتوافق الاراء.
                            ويحتاج الاتفاق الى تمويل سريع لدفع رواتب المفتشين والخبراء الفنيين الذين سيتولون تدمير المخزون.
                            وصرح مسؤول من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية بأن فريقا سيتوجه الى سوريا يوم الاثنين.
                            وقال خبراء ان عملية تدمير الاسلحة الكيميائية في سوريا ستكون مكلفة ومحفوفة بالمخاطر نظرا لاعمال العنف الجارية، ولم يتضح حتى الان اين وكيف سيتم تدمير المخزون الكيميائي السوري. وبالنسبة لمعظم الدول استغرق الامر عادة سنوات لكن سوريا امامها حتى منتصف نيسان/ابريل.

                            تعليق


                            • 27/9/2013


                              * نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم :
                              قوى 14 اذار اصيبت بفشل واضح



                              أكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن قوى الرابع عشر من اذار اصيبت بفشل واضح بعدما خسرت رهانها على الوضع السوري.


                              وقال الشيخ قاسم في حفل لتخريج الطلاب بالضاحية الجنوبية، إن هذه القوى راهنت على من وصفهم بأكلة الاكباد في سوريا من أجل ان تنقلب المعادلة لمصلحتهم في لبنان.
                              وراهنت أيضا على العدوان الاميركي لكن هذا المشروع فشل وهناك حلول سياسية مطروحة آلمتهم.

                              تعليق


                              • 27/9/2013


                                المشرق... في ظل التسويات الـكبرى


                                ناهض حتر-"الأخبار"

                                بعد اتفاق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره الأميركي جون كيري بشأن الملف الكيميائي السوري، يمكننا أن نكفّ عن متابعة التصريحات الأميركية والتحريضات الفرنسية وصرخات «المعارضة» السورية المستغيثة... إلخ.

                                كل ذلك للاستهلاك اليومي، وربما، في أكثر الحالات جدية، يمكننا النظر إليها كمناورات دبلوماسية؛ فالحرب الشاملة وقعت بالفعل، لكن افتراضياً. لقد جرى اختبار واسع النطاق لموازين القوى، وتبيّن للأطراف أوزانها وقدراتها بالاصطدام بالجدران المضادة، وفتحت، بالتالي، آفاق التسويات في السقوف الممكنة. وهي سقوف لن تتغير، نوعياً، حتى لو حدثت الحرب فعلياً.

                                لا يوجد حرب ـ حتى أكثرها همجية وغياباً للمعنى ـ مقصودة لذاتها، بل ـ كما هو معروف ـ كتصعيد للسياسة، ووصولاً إلى تسوية تفرضها موازين القوى.

                                وموازين القوى نوعان: ثابتة تتعلق بالجغرافيا السياسية والتاريخ والتكوينات الاجتماعية والثقافة، وأخرى متحركة تتعلق بالمواقف السياسية الصراعية والقدرات العسكرية.

                                المشرق والقوى الإقليمية

                                ومن موازين القوى الثابتة في المشرق العربي، نشير إلى أهمها، وهي (1) ميزان القوى التكويني الناجم عن توازنات التعددية الطائفية والمذهبية والإتنية، تلك التي لا يمكن شطبها، أو شطب مفاعيلها اللاحقة، (2) ميزان القوى الجيوسياسي. والجيوسياسية المشرقية مرتبطة بالحركات الكبرى للقوى الإقليمية والدولية، إيران وتركيا والخليج وإسرائيل. وكلها تقع في سياق المؤثرات السياسية والأمنية للتفاعلات المشرقية.

                                إيران تفهم هذه الثابتة جيداً. وهي تدرك، انطلاقاً من مشروعها القومي بالذات (فالخطاب الديني الشيعي ليس سوى أداة أيديولوجية فعالة لذلك المشروع)، أن مستقبلها كقوة إقليمية كبرى مرتبط بالمشرق ارتباطاً لا فكاك منه، ينبع من أربع ضرورات أولاً، ضرورة استقلال المشرق عن الأطماع التوسعية التركية، وثانياً، عن المؤثرات الخليجية لجهتين، التبعية الخليجية للولايات المتحدة والوهابية، وثالثاً، ضرورة تحجيم قوة إسرائيل ـ وحتى الأمل بالخلاص منها كوجود طارئ ـ ورابعاً، ضرورة قيام علاقة نفوذ خاصة مع الجار العراقي.

                                ونحن، كمشرقيين، نرحّب ونتحالف مع الضرورات الإيرانية الثلاث الأولى، ونتحفّظ، كما سيأتي في موقعه، من الضرورة الرابعة، مؤكدين استقلال المشرق، إزاء القوى الإقليمية جميعاً، كشرط لإقامة منطقة أمن جماعي وتعاون وازدهار.

                                على كل حال، هذه الوقفة سابقة لأوانها في هذا المقال؛ فالمهم الآن أن نرى أنّ هناك من بين القوى الإقليمية الأربع المحيطة بالمشرق، قوة رئيسية من حيث وعيها لمشروعها القومي وأمنها ومصالحها الكبرى، تشكل حليفاً استراتيجياً للمشرق، هي إيران.

                                وإيران ـ بوصفها دولة مشروع قومي عقلاني بنائي ناجح ـ تتجنب الحرب، لكنها تستعد لها بإخلاص، وتتجه، حتماً، إلى خوضها في اللحظة التي يتعرّض فيها أمنها القومي لخطر جدي. والأمن القومي الإيراني لا يتحقق، في أبعاده الرئيسية، خارج المشرق، وعماده سوريا.

                                القوى الإقليمية الأخرى، جميعها معادية للمشرق وسلامه ووحدته وازدهاره:

                                تركيا التي تغتصب الشاطئ الشمالي لسوريا (لواء الإسكندرون) لا تزال لديها أطماع وطموحات إقليمية في الأراضي السورية والعراقية. وهذه الأطماع تركيبية تاريخية، أعني أنها ليست مرتبطة بالإسلاميين ورجب طيب أردوغان، وإنْ كان هذا المغامر قد ظهّرها، ولكنها مرتبطة بمصالح التوسع الرأسمالي التركي الذي يرى في السيطرة على حلب والموصل، ضرورة حيوية لعجلة الاقتصاد التركي.

                                ويستخدم الرأسماليون الإسلاميون الأتراك، لتحقيق مأربهم ذاك، بصيغة أو بأخرى، المعول الأساسي لتهديم المشرق من خلال إثارة النعرات الطائفية، وتحشيد سنّة المنطقة المطموع بها في سوريا والعراق، بهدف تحقيق انفصالهم الثقافي عن المدى المشرقي ودمجهم، طائفياً، في تركيا.


                                يتطلب هذا المشروع الاستعماري، بنيوياً، التحالف السياسي والعسكري والاستراتيجي مع إسرائيل لإضعاف سوريا. وهو ما فعلته أنقرة دائماً، ولا تزال تفعله ـ بغض النظر عن المسرحية الهزلية للخلاف المسوّى مع تل أبيب ـ بالإضافة إلى عملياتها الاستخبارية لاقتطاع الأقلية التركمانية في العراق وسوريا، وتحويلها إلى ميليشيات تركية، والتدخل الكثيف في سوريا، ودعم الإخوان المسلمين، واستقطاب التكفيريين الإرهابيين وتقديم كل أشكال الدعم لـ«جهادهم» الإجرامي في سوريا، والهادف إلى فصل الشمال السوري وإلحاقه طائفياً ونفسياً وسياسياً بتركيا.

                                من سوء الحظ أن مطبخ القرار السوري الذي وقع في الكثير من الأوهام الاستراتيجية في النصف الثاني من العشرية الأولى للقرن الحادي والعشرين، فقد، في لحظة ما، وعيه الاستراتيجي حيال الأطماع التركية في سوريا؛ فذهب مع رجب أردوغان إلى اتفاقات تمس السيادة السورية، وتُضعف الاقتصاد السوري، وخصوصاً في مدينة حلب، أمام المنافسة التركية. لكن الأهمّ أن دمشق، في لحظة ما، توهمت أن الخطر التركي قد زال عنها بفضل حكم الإسلاميين، مع أن هؤلاء هم الشريحة الأكثر عدوانية نحو سوريا والمشرق. إنهم، في العمق، عثمانيون يختزنون أحقاد مئات السنين نحو العرب والقومية العربية.

                                لكن تركيا، بالمقابل، تعاني من سلسلة من الانشقاقات الداخلية والهشاشة في قوتها الإقليمية؛ فعلى رغم الإنجاز الاقتصادي التركي ـ وهو كبير ـ فإنه يظل مكشوفاً ومعرضاً للأزمات البنيوية؛ فهو يفتقر إلى التراكم الداخلي والتعاضد القطاعي ويرتكز، بالأساس، على العلاقة العضوية مع اقتصاد السوق المعولم، ويخضع، بالتالي، لمؤثرات الأزمات المالية والاقتصادية للرأسمالية العالمية، وخصوصاً من خلال ارتكازه على حرية انتقال رأس المال والاستثمارات الأجنبية والسياحة والعلاقة المضطربة مع أوروبا والعجز التكويني عن المنافسة الدولية في صناعات أساسية. وبالأساس، هناك مشكلة الانشقاق الطائفي والإثني والجهوي في تكوين الرأسمالية التركية.

                                تركيا نفسها معرضة للانشقاق الطائفي مع المكون العلوي والإتني مع التمرد الكردي، بالإضافة إلى الانشقاق العميق الذي يتكون الآن بين العلمانيين والإسلاميين، والإخوان والعسكر. ولكل ذلك، فإن هوس أنقرة بالحرب الشاملة ضد سوريا لا يعدو كونه مغامرة غير محسوبة العواقب. وهذه الحرب من شأنها إطاحة ليس فقط منجزات تركيا الاقتصادية، بل تهددها بحروب طائفية وإتنية وحركات احتجاج كبرى وانفلات القدرة على ضبط زبائنها من الجماعات الإرهابية.

                                القوة الإقليمية الثالثة المعادية للمشرق هي الخليج. والخليج، بالطبع، ليس واحداً في مصالحه ومواقفه إزاء المشرق، ولكنه متحد في كيان إقليمي له سياسات تحددها المملكة العربية السعودية ومنافستها قطر. وهاتان الدولتان هما مركزان للوهابية التي هي نسخة من إسلامية صهيونية ـ كالمسيحية الصهيونية ـ المعادية للإسلام المتكوّن، تاريخياً، من العلاقة بين الدين والمجتمعات عبر أربعة عشر قرناً من التجارب المجتمعية الكبرى والأفكار والحوارات والرؤى المستجدة وضرورات الحياة اليومية... إلخ.


                                الوهابية معادية للإسلام السني الحضاري في المشرق، وللشيعة، وللمسيحيين، وبقية المكونات التعددية المشرقية. وفي عمق التصور السعودي والقطري لإحكام النفوذ الخليجي في المشرق، أن ذلك ممكن من خلال إخضاع السّنة المشرقيين للوهابية وإقصاء كل المكونات الأخرى بالقتل والتهجير والإخضاع، بحيث يكون المشرق امتداداً ثقافياً لصحراء الجزيرة العربية، بما يحقق الانفصال الكامل بين المشرق و«العدو» الذي ترى فيه الرياض، التحدي الرئيسي لوجود المملكة الوهابية، أي إيران.

                                لكن في العمق، هناك ما هو أكثر من ذلك؛ فالخليج السعودي لا ينسى التهديد الجدي الذي مثّله عراق صدام حسين حين قام بدخول الكويت وتهديد السعودية نفسها. كانت تلك مغامرة من حيث عدم تقدير القيادة العراقية للمرحلة التي أفل فيها نجم السوفيات، وانفردت فيها الولايات المتحدة بقيادة العالم، كذلك إن السياسات العراقية كانت محترقة بعداوات مع بلدين استراتيجيين هما إيران وسوريا، وتعاني من انشقاقات داخلية لها سيماء طائفية وأخرى إثنية (الأكراد). وأخيراً، فإن الجيش العراقي المنهك في حرب طويلة مع الإيرانيين، لم يكن جاهزاً لخوض حرب شرسة ضد الإمبرياليين.


                                لكن ـ بغض النظر عن كل تلك التفاصيل والأخطاء في السياسات والتقدير ـ سيكون علينا اليوم أن نعيد الحسابات، ونرى إلى حرب الرئيس الراحل صدام حسين على الخليج، في سياقها الاستراتيجي التاريخي، كمواجهة حتمية بين المشرق ـ بحضارته وقدراته وتطلعاته القومية ـ وبين قوى الصحراء الخاضعة للحماية الأميركية والتحالف مع إسرائيل. كانت تلك حرباً مشروعة من وجهة نظر المصالح القومية للمشرق، وقعت في غير زمانها وفي شروط غير ملائمة.

                                وشرعية هذه الحرب تكمن في ثلاث ركائز هي: (1) التعارض الثقافي الحضاري بين الواحدية الخليجية المتخلفة المعادية للعلمانية والمشروع القومي والتعددية المشرقية الحضارية المرتكزة على مشروع قومي علماني تقدمي، (2) التكوين الخليجي الناجم عن ترابط الثروة النفطية والاستعمار الأميركي والوهابية، يشكل مركزاً للإمبريالية والرجعية ومعاداة التقدم وهدر الثروات واستخدام الأموال لتخريب الأمن والاستقرار ونمط الحياة في المشرق، (3) التواطؤ مع الكيان الإسرائيلي المعدود ضمانة خليجية.

                                الرئيس الراحل حافظ الأسد ـ بالنسبة إلي ـ شخصية قومية تاريخية فريدة، ومن مشاريعي أن أخصص له دراسة شاملة عن رؤاه المشرقية الاستراتيجية ـ لكنه، عندي، وقع في خطأ الموافقة على المشاركة في ما سُمي حرب تحرير الكويت! انظروا الآن إلى الكويت ـ حتى الكويت ـ وهي تنتقم من عراق صدام حسين بتمويل الحرب الهمجية ضد سوريا بشار الأسد.

                                الخليج السعودي القطري المتلهف للحرب الأميركية على سوريا، والباكي على تلافيها، يعبّر عن حقد دفين أسود ضد المشرق بالطبع، لكنه يدرك أن ميلاد المشرق الجديد، وخصوصاً في ظل إمكانية صيغة اتحادية سورية ـ عراقية، يشكل تهديداًَ وجودياً للخليج من خلال التحالف المشرقي الإيراني من جهة، والمقاومة المشرقية لتحجيم الحليف الإسرائيلي في ظل انكفاء الولايات المتحدة عن الشرق الأوسط.

                                لقد آن الأوان لكي نضع النقاط على الحروف؛ فإن الأيدي السعودية ـ ومن قبلها وبعدها ـ الأيدي القَطرية، ترشل بدماء المشرقيين من حلب إلى ريف اللاذقية إلى معلولا إلى الضاحية الجنوبية... بالمقابل، يعرض السيد حسن نصر الله على السعودية، المصالحة التي تؤمن شروط السلام بين المشرق والخليج. ليس أمام الرياض سوى هذا الخيار؛ فسعيها إلى الحرب سيرتدّ عليها، وكونها ماكينة لإنتاج الإرهابيين، واستخدامهم في سياساتها الإقليمية، سيؤدي، حين تعقد التسويات الكبرى في المنطقة ـ إلى إعادة النظر في التركيبة السعودية من الأساس. الأميركيون أنفسهم، ممن يستخدمون السعودية وإرهابها لتحقيق أغراضهم السياسية في المنطقة، يستعدون لمحاسبة السعودية، المعتبرة مجتمعاً ودولة، ماكينة إرهابية.

                                وإخضاع السعودية للتسويات الإقليمية، سيطرح تغييرات عميقة في بنية الحكم في هذه المملكة. ولن يكون ذلك بعيداً.

                                القوة الرابعة هي إسرائيل. يطمح الإسرائيليون، بالطبع، إلى استخدام قوة الولايات المتحدة لضرب إيران والتخلّص من تهديدها، ويهمهم انجاز ضربة تسقط نظام الرئيس بشار الأسد، وتعزل حزب الله، وتمنح للكيان الإسرائيلي، ليس فقط فرصة التنعّم بالأمن الاستراتيجي، وإنما، بالأساس، فرض الحل الإسرائيلي على الفلسطينيين من خلال إنشاء الدولة اليهودية ـ التي تعني طرد العرب من أراضي الـ48 ـ والاستحواذ على معظم أراضي الضفة الغربية، وحل مشكلة « السكان» الفلسطينيين من خلال صيغة كونفدرالية مع الأردن، هي الاسم الحركي للوطن البديل.

                                لكن لإسرائيل حساباتها الواقعية إزاء الحرب الشاملة؛ فهي ستتلقى ثلاثة أرباع الرد على العدوان الأميركي. وهي تدرك أنها مكشوفة أمام الصواريخ السورية والإيرانية ومقاومة حزب الله، ومنذ 2006، لم يعد لدى مؤسستها العسكرية، الإيمان بحتمية الانتصار الإسرائيلي. وفي النهاية، فإن إسرائيل ستدفع ثمن الحرب، ولا تعرف كيف ستنتهي، ولا تدرك شروط التسويات اللاحقة بها.

                                المشرق والقوى الدولية

                                هناك تصوران ساذجان حيال مصير القوة الأميركية في الشرق الأوسط؛ فأتباع واشنطن التقليديون يؤمنون بها وبقدرتها بصورة دينية، لا يتخيلونها تنكفئ، أما الكثيرون من أعدائها، وخصوصاً كما تتبدى تحليلاتهم في المخيال الشعبي، فيتصورون الأميركيين وهم يحملون حقائبهم ويفرّون. ليس هذا ولا ذاك بالطبع.

                                النقطة الرئيسية هي أن الاستراتيجية الأميركية حسمت باتجاه أولوية الخطر الصيني. وهو خطر لا يُقارَن بالأخطار على المصالح الأميركية في الشرق الأوسط؛ فهنا، نتحدث عن أخطار فرعية، إنما في الصين، وفي المدى المنظور، فنتحدث عن خطر شامل يهدد مكانة الولايات المتحدة ومصالحها على المستوى العالمي في مجالات تفوّقها الرئيسية؛ فلم تتخطّ الصين، الولايات المتحدة، فقط، في المجال الصناعي والتجارة العالمية والاحتياطيات، بل تتجه إلى منافستها في التراكم الرأسمالي وسوق الطاقة والاستثمارات الدولية، والعلوم والجامعات والتعليم والتكنولوجيا، وأخيراً تتبلور لدى الصين ـ خصوصاً بالتعاون مع الروس ـ إمكانات ضخمة غير مسبوقة للتفوّق على الولايات المتحدة في المجال العسكري.

                                ويدرك الأميركيون، بدقة، حجم التحدي الصيني الشامل، كما يدركون نقاط الضعف الأميركية التكوينية تجاهه؛ ولذلك، فقد صمموا استراتيجياتهم للمرحلة المقبلة على هذا الأساس، آخذين بالاعتبار خفض أخطاره من خلال مساعي عرقلة وحدة دول «بريكس» المالية، والسعي إلى تفاهمات مع روسيا تستعيد الثنائية القطبية، بدلاً من الأطروحة الروسية البالغة الخطورة عن العالم المتعدد الأقطاب. وهو عالم سيحط من قدر الولايات المتحدة من القطبية الأحادية نحو قطبية تشاركية، قد تكون القطبية الثنائية أخف ضرراً منها. هذا التحوّل الاستراتيجي لا يعني أن الأميركيين سيتخلون عن مصالحهم في الشرق الأوسط، بل التدقيق في حسابات الكلفة في الدفاع عنها؛ ولقد فكروا وساروا وراء إمكانية دعم شبكة الإخوان المسلمين الإقليمية من مركزها القَطري ـ وقَطر، في النهاية، محمية أميركية ـ لاستبدال الأنظمة الحليفة المتهالكة، وتكوين حلف يمتد من أنقرة إلى الدار البيضاء، يكفل المصالح الأميركية، وخصوصاً النفطية، وأمن إسرائيل، وإبعاد شبح التغيير الثوري عن المنظومة الخليجية. وهي السمات التي حكمت ما عُرف بالربيع العربي. وبهكذا جبهة إقليمية ممتدة، محكومة بتحشيد طائفي سني وتنظيم دولي فاشي، ومرتبطة، عضوياً، بالاستخبارات الأميركية، رأت واشنطن أنها يمكنها أن تكون آمنة على مصالحها، ومتسقة مع دعاويها «الديموقراطية»، وقادرة على التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية بالشروط الإسرائيلية، من دون كلفة عسكرية أو مالية أو سياسية، مع مكسب يتمثل في زيادة نفوذها وتحسن سمعتها، بينما يؤدي ذلك كله إلى محاصرة التمرد الإيراني وإضعافه، بوسائل إقليمية.

                                في رأيي أن هذا المشروع كان له حظ كبير من النجاح لو أنه تجاوز ـ ولو موقتاً ـ سوريا؛ ففي سوريا التي صمد نظامها ضد المشروع الأميركي الخليجي التركي الإخواني، انكسرت الموجة كلها وارتدت؛ فتحت ضغوط الحرب على سوريا، تراجعت الصيغة التي وحدت الليبراليين والإخوان لمصلحة التكفيريين الإرهابيين، وتلطخت صورة الربيع العربي بالدماء والفوضى والتفاهمات مع العدو الإسرائيلي والتفجيرات الانتحارية المثابرة في العراق الخ، وبدلاً من فرض الحصار على إيران وحزب الله، انعكست الآية؛ فوقفة الإيرانيين المخلصة إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد كسرت الجدار السياسي والنفسي بين الحركة القومية واليسارية العربية وجماهيرها وبين الجمهورية الإسلامية في إيران، وبدلاً من عزل حزب الله واضعافه، تحوّل الحزب بدخوله البطولي إلى ساحة المعركة في سوريا، إلى قوة إقليمية ومركز لحركة التحرر العربية وتوطدت العلاقات بينه وبين العلمانيين والمسيحيين والمكونات المدنية الأخرى في المشرق.

                                ثم، في ذروة فشل المشروع الخليجي التركي، جرت محاولة لإنقاذه بتحويل الملف السوري من الدوحة إلى الرياض، فأثبتت أنها أكثر إجرامية وأقل صبراً وأضعف تأثيراً على المستوى السياسي الإعلامي؛ عندها ظهر خيار التهديد بالحرب الأميركية المحدودة التي رُدّ عليه بخيار الحرب الشاملة بكلفتها التي تتخطى الحسابات الأميركية. هنا، حين وصل الأميركيون إلى حافّة الهاوية، وجدوا أن خيار التسويات أقل كلفة وأكثر جدوى. وتلك كانت اللحظة التي أعطت الروس، ميزة المبادرة التاريخية.

                                منذ مطلع الألفية، تسعى روسيا، تحت قيادة فلاديمير بوتين، إلى إعادة بناء القوة الاقتصادية والعسكرية والدولية لروسيا، بما يردم انقطاع فترة التسعينيات الكئيبة التالية لسقوط الاتحاد السوفياتي. وقد نجحت الدولة الروسية خلال عقد واحد من تشغيل مشروعها القومي، والسيطرة على مواردها، وتحسين أدائها الاقتصادي، ورفع مستوى معيشة أغلبية شعوبها، وتعزيز قدراتها العسكرية. وحين نشبت الأزمة السورية في ربيع 2011 الأسود، كانت روسيا مستعدة لخوض المعركة الدولية للدفاع عن مصالحها ومكانتها ودورها العالمي.

                                للرئيس بشار الأسد مقولة ذكية وحسّاسة، هي أن روسيا اليوم أقوى من الاتحاد السوفياتي السابق. وهذا صحيح من زوايا عدة، أولها، بنية وديناميكية نظام الحكم، وثانيها التحرر من القيود الأيديولوجية الباهظة الكلفة، مالياً وأمنياً، والحسابات غير الاقتصادية للعمليات الانتاجية، وأعباء الحرب الباردة الأيديولوجية، والمسؤولية المباشرة عن أكثر من نصف العالم. وبعدما غرقت روسيا في عقد يلتسين الانحطاطي، استعادت قوتها. وهي كامنة وكبيرة على كل الصعد. وهي ترنو، بقوة، إلى دور عالمي، لكنها لا تريد الثنائية القطبية المكلفة، بل عالماً متعدد الأقطاب تتوزع فيه المسؤوليات، ويبعد شبح الحروب، ويغير هيكلية الاقتصاد العالمي نحو منظومة علاقات تنموية عادلة.

                                الكيميائي ومسار التسويات

                                التسوية، كل تسوية، تعني إطاراً من التنازلات المتبادلة. وفي لحظة هاوية الحرب الأميركية التي تمحورت حول ملف الكيميائي السوري، تقدمت موسكو بمشروع تسوية، يتضمن تنازلاً أساسياً للولايات المتحدة يحفظ مكانتها ويستجيب لمصلحة حليفتها إسرائيل؛ فالكيميائي السوري لم يستخدم وما كان ليستخدم من قبل دمشق في الحرب الداخلية، وإنما كان سلاح ردع ضد النووي الإسرائيلي. مقابل ذلك، كانت هناك أثمان حصل عليها الروس، ظاهرة وباطنة؛ أولاً، وقف التهديد بالحرب، وثانياً الاعتراف بالنظام السوري بوصفه الجهة الملتزمة دولياً تنفيذ تدمير الكيميائي، وثالثاً، والأهمّ، اعتبار التكفيريين الإرهابيين ـ وخصوصاً الدولة الإسلامية في العراق والشام ـ عدواً مشتركاً لكل الأطراف، روسيا وسوريا وأميركا والقوى المسلحة المرتبطة بها في سوريا كـ«الجيش الحر». وعملية المواجهة مع الإرهاب التكفيري الذي غدا بؤرة تهدد السلم الإقليمي والعالمي في سوريا وانطلاقاً منها، هي، بحد ذاتها، تسوية رئيسية ستؤدي إلى مراجعة شاملة للعلاقات الأميركية ـ السعودية، والأميركية ـ القطرية، والأميركية ـ التركية. وهناك تغييرات عميقة تنتظر البنى السياسية في هذه البلدان التي لا تزال تكابر وتضغط لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء. الأمر المهم، هنا، أنه لن يكون مسموحاً بعد اليوم، من وجهة نظر أميركية، اتباع سياسات والقيام بإجراءات وعمليات منفصلة عن الخط المقرر في واشنطن.
                                هناك ملاحظة لم تلفت الانتباه في اتفاق لافروف ـ كيري حول الكيميائي السوري ـ الذي أوقف الحرب الوشيكة التي كان حلفاء واشنطن ينتظرونها على أحرّ من الجمر ـ وهي أن كيري عقد ذلك الاتفاق من دون أن يبلغ أحداً من حلفائه ـ العرب والإسرائيليين والأوروبيين ـ به، قبل إعلانه. من الآن وصاعداً ستكون هذه هي القاعدة لا الاستثناء.

                                أجواء التسوية الأولى، خلقت فرصاً مضاعفة للجيش السوري للتقدم الداخلي، وفتح باب الحوارات في الميدان، وتلقّي الأسلحة الروسية التعويضية عن الكيميائي علناً... إلخ، لكن الأهم أنها مهدت لمروحة من التسويات الممكنة، أهمها، على المستوى الدولي، التفاهم الأميركي ـ الروسي على الاعتراف المتبادل بالمصالح في الشرق الأوسط، والتزام عدم القيام بأعمال منفردة. وأما، على المستوى الإقليمي، فعلينا أن ننظر إلى حفلة الغزل الأميركية ـ الإيرانية، وفي هذه الظروف بالذات ووسط نيران الحرب السورية وبعد تسلّم طهران محطة بوشهر النووية من الروس، بما هو أكثر من مجاملات دبلوماسية. الرئيسان الأميركي، باراك أوباما، والإيراني، حسن روحاني، تبادلا خطابين وديين أمام العالم كله في الأمم المتحدة. وهو ما أثار قلقاً جدياً في إسرائيل إزاء امكانية تسوية أميركية ـ إيرانية.
                                تميل واشنطن، استراتيجياً، إلى تسوية كهذه يحتل الملف النووي فيها بنداً ثانوياً؛ فبالنسبة إلى الأميركيين البراجماتيين، يمكن التفاهم مع إيران، لا مع أعدائها للبحث في ممكنات الإدارة الذاتية للمنطقة، ما يسمح لواشنطن بالمحافظة على مصالحها من دون تحمّل أعباء لم يعد لديها ترف إنفاقها في الشرق الأوسط؛ فأولاً ـ اتضح أن الغزو التكفيري والحرب على سوريا، لم يزحزحا صمود النظام السوري، بل زاداه تجذراً، وثانياً اتضح أن مشروع الشبكة الإخوانية الخليجية التركية للإدارة الذاتية للمنطقة، فشل، ولم يستطع أن يستمر من دون الاستعانة المكثفة بالجماعات الإرهابية التي تحولت قوة رئيسية في سوريا والعراق والمنطقة، وثالثاً، انتهت خطة عزل إيران وحزب الله إلى ما يعاكسها، ورابعاً، تحولت العلاقة الروسية الإيرانية، خلال الأزمة السورية، من علاقات ودية إلى علاقات تحالف تنبئ بولادة محور معادٍ للولايات المتحدة والغرب. وإلى ذلك، فإذا كانت إيران موضع ضغينة غربية بسبب إنجازاتها الاقتصادية والعلمية والدفاعية، فإن حضورها كقوة إقليمية أساسية لم يعد ممكناً تجاهله، وتكتسب ميولها المتزايدة إلى الاعتراف الثقافي بالآخر، واتباع سياسات غير عدوانية، والتزامها ضد الإرهاب، الاحترام.

                                ممكنات التسوية الأميركية ـ الإيرانية واسعة. وهي تتضمن، حكماً، سوريا ولبنان والعراق والخليج. ولكنها تصطدم، بالطبع، بالموقف من إسرائيل. ليس هناك اليوم خطر حرب مع الإسرائيليين يعرقل التسوية جدياً، ولكن هناك مفاوضات إسرائيلية ـ فلسطينية تهدد القضية الفلسطينية، وتمنح الإسرائيليين غطاءً سياسياً ومعنوياً.

                                ليست واشنطن ولا طهران منفردتين بالقرار، ولا هما، بالطبع، مقران لإصدار التعليمات للدول والقوى على الأرض؛ فإيران اليوم مرتبطة بحلفها الروسي بأكثر مما يسمح لها بعقد تسوية منفردة، ولكن الروس يشجعون تلك التسوية بما لا يتعارض، بالطبع، مع مصالحهم. كذلك، تظل الولايات المتحدة مرتبطة بإدارة شبكة علاقات معقدة مع حلفائها في إسرائيل وأوروبا والعالم العربي.

                                كذلك، لن تقبل سوريا بأي تفاهمات مع القوى الإسلامية، بما في ذلك الإخوان الذين لا تزال طهران تغازلهم. وليس لدى العارف بعقلية النظام السوري أنه يتجه، عاجلاً أو آجلاً، إلى الحسم الداخلي. وهو يستفيد من كل تحول دولي أو إقليمي في هذا الاتجاه. وليس يخفى على أحد أن هناك خلافاً في تقدير الموقف من أحداث مصر، بين دمشق التي تقف، من دون التباس، مع الجيش المصري، وطهران الميالة إلى حل مع الإخوان المسلمين. وبينما يعتبر السوريون، حماس جماعة من الخونة، لا يزال الإيرانيون يأملون تصحيح مسار حماس واستعادتها إلى صف المقاومة.
                                في العراق، هناك، بطبيعة الحال، غزوة تكفيرية إرهابية مجرمة مصممة ممولة سعودياً وخليجياً، لكن هناك، بالمقابل، مَن يمهّد الأرض لهذه الغزوة من خلال إقصاء ما تعتبره أوساط طائفية، «أقلية سنية»، وخصوصاً من خلال ما يسمى اجتثاث البعث أو تلاوينه اللاحقة. العراق لا يمكنه أن ينهض إلا كدولة قومية مدنية علمانية، تنبذ مفهوم الأقلية والأكثرية وتنخرط في مشروع وطني. وفي هذا المشروع الوطني، لا يمكن استئصال جمهور البعثيين. العراق اليوم متعثر على جميع الصعد التنموية والاجتماعية والأمنية. وسيبقى متعثراً إلا إذا أعاد بناء الدولة انطلاقاً من جمعية تأسيسية وطنية مدنية تتخلى عن الإسلام السياسي الشيعي الذي أثبتت التطورات فشله الذريع في إدارة الدولة العراقية، مثلما أثبت الإسلام السياسي السني فشله الكبير في إدارة الدولة المصرية، أو المعارضة السورية التي تحولت، بفضله، إلى تمرد طائفي إرهابي.

                                في إطار تسوية شاملة، لن يعترض الأميركيون على منح العدالة والمواطنة المتساوية للشيعة في البحرين والسعودية. وسيكون ذلك مهاداً ممتازاً لحل تاريخي في العراق.

                                في لبنان، أثبت حزب الله أنه قوة وطنية وإقليمية ذات جدارة وحس عال بالمسؤولية التاريخية. وبصورة خاصة، برهن على أنه الحزب الذي يمثّل مصالح الشيعة والمسيحيين، ويمكنه أن يكثف نشاطه السياسي ومبادراته، لكي يبرهن للسنّة على ذلك أيضاً. يتطلب الأمر انفتاحا أوسع، وإبرازاً أكبر للجانب السياسي على حساب الطائفي والديني. ولا أعرف كيف سيحل حزب الله هذا التناقض، لكن من الواضح أن عليه أن يقوم بمراجعة شاملة تأخذ بالاعتبار الفشل الدراماتيكي للإسلام السياسي بشقيه، وللمنظمات الإسلامية، بما فيها تلك التي تدعي المقاومة. من دون المساس بالحق في المقاومة، وخصوصاً في الجبهة الجديدة المرشحة في الجولان، يمكن أن تؤدي التسوية الروسية الإيرانية الأميركية إلى تفاهم غاز ـ يشبه تفاهم نيسان 1996 ـ أي تحييد إنتاج الغاز والنفط في الكيان الإسرائيلي ولبنان عن الاشتباكات الممكنة. وهي، في رأيي، القضية الجوهرية التي تنبغي مناقشتها على جدول أعمال حوار وطني في لبنان المحتاج إلى قرار وطني للشروع في الاستفادة من ثرواته.

                                الفلسطينيون في وضع كارثي؛ فالشق السلطوي الفتحاوي اندرج في مفاوضات مع الإسرائيليين قبل أن تتضح موازين القوى الإقليمية والدولية. وهي تعدلت وتتعدل لمصلحة الفلسطينيين، ما يجعل الاستمرار في تلك المفاوضات بلاهة استراتيجية. أما الشق السلطوي الحمساوي، فقد اندرج، بدوره، في المشروع الإخواني، وقد انكسر بانكساره، بحيث تحوّل إلى العزلة والانتحار، فيما يصرّ على اتباع سياسات تجعل من حماس التي كانت ذات يوم محل التأييد الشعبي العربي، مكروهة من قبل التيارات القومية واليسارية وأغلبية الشعب السوري واللبناني والمصري والأردني، بالإضافة إلى نصف الشعب الفلسطيني على الأقل. هكذا أصبحت فلسطين بلا مفاوضين ولا مقاومين؛ ولعل الحل يكمن في بناء جبهة مستقلة تشمل قوى المقاومة من التيار الوطني في فتح والمقاتلين الإسلاميين دون قياداتهم والجبهة الشعبية وعناصر قومية ويسارية أخرى، جبهة تكون من القوة بحيث تشكل بديلاً تاريخياً.

                                وأخيراً، يدعو وضع الأردن إلى الألم؛ فهو فشل في بناء نموذج تنموي يحرره من الحاجة الملحة للمساعدات المالية. وهي تأتي، عادة، مقابل خدمات سياسية، قد لا تعود مطلوبة في المدى المنظور. مصالح الأردن لتجاوز المشروع الصهيوني للوطن البديل تدفعه نحو الالتحاق بمحور المقاومة، بينما بنية النظام الأردني لا تسمح بذلك. ولا يعود أمامه سوى اللعب على الحبال في الوقت الضائع.
                                التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 27-09-2013, 11:50 PM.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X