إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

واشنطن تهدد سورية و"اسرائيل" تحرض ..وروسيا وايران تحذران

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 21/10/2013


    * ماذا فعل "زهران علوش" في السعودية غير الحج؟



    لا يمكن تصديق أن ما يسمى بـ "قائد جيش الاسلام" في سوريا "زهران علوش" ترك ساحات القتال التي يقود بنفسه بعض جبهاتها في سوريا وغادر إلى المملكة العربية السعودية، فقط من أجل أداء مناسك الحج.

    وحسب ما جاء في وكالة انباء آسيا فان علوش ورغم انه ليس القائد العسكري الوحيد الذي تواجد في السعودية في موسم الحج، حيث رصد وجود عدد منهم قد يكون أبرزهم عبدالرزاق طلاس الذي يحتاج إلى التوبة بعد فضيحته الجنسية العلنية، إلا أن علوش سرق الأضواء من الجميع، أو ربما سلطت الأضواء على زيارته الأخيرة إلى المملكة لأن كافة المعطيات والملابسات المحيطة بهذه الزيارة، تشير إلى أنها ستكون بداية مرحلة جديدة في مسيرة علوش ونقطة تحول في بعض مناحي الأزمة السورية، وأن أوامر ومهمات وتوجيهات كان لا بد أن يتلقاها علوش بنفسه من المعنيين بالملف السوري في أروقة الحكم السعودي.
    وفي هذا السياق كشفت مصادر لوكالة أنباء آسيا أن زهران علوش التقى بعدد من ضباط المخابرات السعودية في اجتماعات عديدة جرى خلالها تقييم الوضع الميداني في سوريا والإمكانيات المتاحة للتأثير فيه بما يخدم مصلحة المملكة ومواقفها السياسية المعلنة ولاسيما رفضها لعقد مؤتمر جنيف٢ بعد أن فتحت صفقة الكيماوي الأبواب الواسعة لانعقاده بتوافق دولي واضح.
    وتشير المصادر إلى أن ضباط المخابرات السعودية وضعوا علوش في أجواء مهمته الجديدة التي تقتضي العمل على عرقلة جنيف٢ من خلال العمل على الأرض ومحاولة استقطاب فصائل جديدة وازنة إلى صفه.
    وقد علمت وكالة أنباء آسيا أن خيمة "علوش" في منى تحولت إلى ما يشبه المنتدى لكثرة اللقاءات التي شهدتها هذه الخيمة ولاسيما مع رجال دين ومشائخ ورجال أعمال سعوديين لهم دورهم في تمويل الجماعات المسلحة في سوريا ولاسيما تلك التابعة لعلوش.
    ولكن الخطوة الأبرز والتي تشكل التباساً حقيقياً، هي قيام علوش بصحبة أحد المشائخ السعوديين بزيارة مقر إقامة الشيخ السعودي سليمان العلوان المعروف بدعمه للتنظيمات الجهادية وتنظيم القاعدة، والذي صدر مؤخراً بحقه حكم قضائي غير قطعي بالحبس لمدة خمسة عشر عاماً بتهمة دعم التطرف. فلماذا يزور علوش الشيخ العلوان؟ وهل يمكن له أن يقوم بمثل هذه الزيارة لولا أنه مأمور بها من قبل أجهزة المخابرات السعودية لأنه من المستحيل أن يجتمع علوش مع أكثر شخص مغضوب عليه في السعودية دون موافقة من ضباط المخابرات الذين يعمل بهديهم؟ وإذا كان الأمر كذلك، وأن زيارة العلوان كانت بطلب أو موافقة من ضباط المخابرات السعودية، فإن هذا يستدعي التساؤل عن مغزى الزيارة والسياق الذي يراد استغلالها فيه.

    ما تسرب عن اجتماع علوش مع العلوان، يقتصر على أن العلوان تحدث مع علوش كلاماً قاسياً حيث أنكر الشيخ عليه جهمية جماعته، وشدد عليه في ذلك، ودعاه للتحاكم للشريعة، وسأله ..كيف دخلت السعودية وأنت مع الثوار؟! وعن تلقيه الدعم، وما إلى ذلك، وأنكر عليه كلام كعكي، وقال هو جهمي صريح، ومن يقول بمثل ما قال في زمن الحرب فلا شك أنه سيحارب الموحدين".
    هناك من يعتقد أن علوش زار العلوان وهو يعرف مسبقاً أنه سيسمع منه هذا الكلام، ولكن مطبخ العلاقات العامة في المخابرات السعودية أراد لمشهد اجتماع علوش مع العلوان أن يعطي علوش مصداقيةً ما أمام بعض الفصائل الجهادية التي يمكن استقطابها إلى طرفه، ما قد يشجعها إلى الانضمام إليه وبالتالي ضمان أنها أصبحت تحت السيطرة السعودية. ولكنّ تعمد الشيخ العلوان عبر أحد تلامذته تسريب مضمون الاجتماع وخصوصاً كلامه القاسي مع علوش قد يكون أفشل هذا المسعى، ووضع علوش في موضع شديد الإحراج.


    * السعودية تمانع أميركا


    مصطفى اللباد-"السفير"
    فاجأت السعودية العالم باعتذارها عن عدم قبول المقعد غير الدائم في مجلس الأمن الدولي الذي انتخبت له، بالرغم من كونها دولة مؤسسة للأمم المتحدة، ولم تحظ في تاريخها بعضوية مجلس الأمن الدولي من قبل. وازدادت المفاجأة هولاً عندما صدر بيان الخارجية السعودية الرافض لقبول المقعد، في الوقت الذي كان فيه الموقع الإلكتروني للبعثة الديبلوماسية السعودية بالأمم المتحدة مستمراً في تلقي التهاني والتبريكات بالحصول على العضوية المنتظرة في مجلس الأمن الدولي. وفيما اعتبر السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي عقب التصويت أن «انتخاب بلاده في مجلس الأمن الدولي لحظة تحول في تاريخ المملكة»، فقد كان لصانع القرار السعودي رأي مخالف في اللحظات الأخيرة.
    تضمن بيان الخارجية السعودية أسباباً متنوعة لرفض المقعد تراوحت بين «غياب التقدم في القضية الفلسطينية، الفشل في إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، والفشل في فرض عقوبات رادعة على النظام السوري»، ثم زاد البيان سبباً إضافياً يتمثل في أن «المعايير المزدوجة وطريقة وآلية عمل مجلس الأمن ستمنعه من التصرف بفعالية». يقتضي الإنصاف القول إن كل هذه الأسباب صحيحة ومعلومة، إلا أنها لا تفسر شيئاً من الحسابات السعودية مع ذلك، لأن تلك الأسباب كانت قائمة أيضاً قبل عام إبان بدء حملة الديبلوماسية العامة السعودية للحصول على المقعد. وقتها خاضت الرياض حملة للديبلوماسية العامة، ناجحة ومكثفة، على مدار عام كامل بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، خصصت لها الكثير من الجهد والمال للوصول إلى المقعد المرموق الذي انتخبت له في النهاية... قبل أن تعود وترفضه في اللحظات الأخيرة.

    مجلس الأمن والنظام الدولي
    أوكل ميثاق الأمم المتحدة الذي صيغ على هدي من توازنات النظام الدولي لمجلس الأمن مهمة حفظ السلم والأمن الدوليين، بحيث تكون قراراته ملزمة للدول الأعضاء في الأمم المتحدة. يتكون مجلس الأمن من خمسة عشر عضواً، خمسة دائمون (أميركا وروسيا والصين وانكلترا وفرنسا) وعشرة مؤقتون ينتخبون دورياً لمدة سنتين. ولأن تمرير أي قرار في المجلس يتطلب الحصول على تسعة أصوات حسب المادة الرقم 27 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني ذلك حضوراً دائماً للدول الأعضاء غير الدائمين في القرارات الدولية وموقعاً دولياً لا يستهان بتأثيره. لذلك تتسابق دول العالم المختلفة للحصول على عضوية مجلس الأمن الدولي؛ بسبب الفوائد الإيجابية التي تضفيها العضوية على صورة الدول الأعضاء في العالم؛ ونظراً لقوة الدفع الإضافية التي تكتسبها حملات الديبلوماسية العامة للدول الأعضاء بالمجلس. يمثل مجلس الأمن أعلى هيئات النظام الدولي الراهن، الذي يقرر بالتصويت أو بالتجاهل مصائر قضايا كبرى في العالم، وهي حقيقة لا تغيب عن صانع قرار السياسة الخارجية السعودية. أثبت الأخيرة مهارات وقدرات في أزمات مختلفة وفي محطات تاريخية متباينة - سواء اتفقت أم اختلفت معها - وبالتالي لم تغب أهمية العضوية في مجلس الأمن عن الرياض بأية حال.

    السعودية وأميركا وتضارب الرؤى
    لا يخفى أن السعودية ممتعضة من إدارة أوباما، وبلاده هي القطب الأعظم في النظام الدولي حتى الآن. وإذا وضعنا الأمور في سياقها الكرونولوجي، لوجدنا أن الرفض السعودي لمقعد مجلس الأمن يأتي بعد أسابيع قليلة من رفض وزير الخارجية السعودي إلقاء كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعتراضاً على سياسات المنظمة الدولية والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن حيال القضايا العربية. تعلم الرياض، التي تعيش أزمة مع إدارة أوباما منذ فترة ولايته الثانية على الأقل (راجع مقالنا هنا أوباما والأزمة المكتومة مع السعودية في 11/3/2013)، أن المنطقة ستشهد في الفترة المقبلة توزيعاً جديداً لموازين القوى فيها. لم تعد نظرة البلدين لقضايا المنطقة متطابقة أو حتى متوافقة، لأن ركاماً كبيراً من القضايا يكرس ذلك الاختلاف في الرؤى. ويزيد من حدة الأزمة أن الملفات الخلافية بين الطرفين، هي الملفات المفتاحية في ترتيب التوازنات الإقليمية المقبلة. على ذلك تواجهت الرياض مع واشنطن في مصر، فساندت الأولى الانتفاضة الشعبية المصرية الثانية في 30 يونيو/حزيران 2013 والسلطة الجديدة الناشئة على أثرها، فيما كانت الثانية تفضل بقاء جماعة «الإخوان المسلمين» بالسلطة. وأبرزت الرياض في أكثر من مرة امتعاضها من فشل إدارة أوباما في حمل دولة الاحتلال الإسرائيلي على إيقاف المستوطنات بالأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967، لأن ذلك سيخرب مسار التسوية السياسية للقضية الفلسطينية الذي تتبناه الرياض والعواصم العربية.
    ومع فشل مسار التسوية السياسية بسبب ضعف أوباما، ينفتح الباب واسعاً أمام القوى الراديكالية في المنطقة لإمساك ورقة فلسطين والضغط بها وعبرها معنوياً وأدبياً على الدول العربية. كما أن معاداة الرياض للنظام السوري باعتباره مطل إيران على البحر الأبيض المتوسط، دفعتها إلى الذهاب بعيداً في مواجهته بالمال والسلاح والديبلوماسية. ولكن مع نجاح المبادرة الروسية بنزع السلاح الكيماوي السوري، فقد انتقل عنوان الأزمة السورية إلى مسار آخر لا ترضى عنه الرياض. ومن المعلوم أن المسار الجديد نتج من ورطة أوباما حيال الضربة العسكرية، وتفاهمه الاضطراري مع روسيا على الملف السوري. وزاد في طنبور التصادم نغمة أن التقارب الإيراني - الأميركي الناشئ والمتبلور في الأسابيع الأخيرة مرشح للتصاعد أكثر في الفترة المقبلة، مع ما يعنيه ذلك من إعادة تشكيل لميزان القوى الإقليمي بشكل يتصادم مع نظرة الرياض للمنطقة وتوازناتها.

    مثالب المقعد من المنظور السعودي
    بالرغم من المميزات السالفة للعضوية في مجلس الأمن، إلا أن هناك التزامات ستترتب على المملكة العربية السعودية في حال قبولها العضوية فيه، ضمن سياق التصادم الحالي في الرؤى مع واشنطن حول ملفات المنطقة. يختلف الموقف السعودي الآن عما كان عليه إبان الحملة الديبلوماسية السعودية للحصول على مقعد مجلس الأمن قبل عام، وقتذاك كانت هناك رؤية مشتركة بين الرياض وواشنطن حيال سوريا، وعلاوة على ذلك لم يكن هناك تقارب إيراني - أميركي في الأفق. تعني هذه الالتزامات أن تراجع الرياض عن مواقفها لمسايرة العضوية في المجلس سيفقدها صورتها في المنطقة، مثلما يؤدي تمسكها بمواقفها إلى تظهير الأزمات المكتومة مع واشنطن إلى العلن، ما يفاقم هذه الأزمات أكثر فأكثر. تفضل الرياض تاريخياً الديبلوماسية الهادئة من وراء الستار لطرح وجهة نظرها على صناع القرار مباشرة بغرض التأثير في رؤيتهم للقضايا المختلفة، وبالتالي لا تحبذ طريقتها الديبلوماسية كثيراً النقاشات العلنية حول القضايا المختلفة. ومع علم الرياض بتضارب رؤاها مع واشنطن وروسيا في ملفات المنطقة الأهم، فلن يكون مفيداً التعبير عن تلك الرؤية في مجلس الأمن طبقاً لحسابات العائد والتكلفة في الرياض، والأخيرة لا تستطيع كدولة مؤقتة العضوية تشكيل عائق تصويتي في المجلس في حال قبولها تلك العضوية.
    بالمقابل لن يغير الرفض السعودي لمقعد مجلس الأمن من سياسات موسكو وبكين تجاه القضايا التي تتقاطع السعودية معها، خصوصاً الأزمة السورية، ولن تعدل إدارة أوباما من سياساتها الشرق أوسطية الجديدة، وفي القلب منها الانفتاح على إيران، بسبب ذلك الرفض. يعد المثال الأكبر على حسابات العائد والتكلفة لمقعد مجلس الأمن حالة لبنان بين عامي 2010-2011، إذ كان التصويت على أي قرار يمس دولة إقليمية نافذة في بيروت بمثابة أزمة حكومية لبنانية. وبالرغم من الكفاءات العالية والمتميزة للسفير اللبناني في الأمم المتحدة نواف سلام، إلا أن العضوية في مجلس الأمن لم تكن نعمة على لبنان أو استقراره السياسي، وإنما العكس لأسباب تخص النظام السياسي اللبناني وليس شخص السفير. وإذ يختلف النظام السياسي في السعودية عن مثيله في لبنان بحيث لا يمكن موضوعياً عقد المقارنة بينهما، إلا أن الدرس المشترك هنا هو التكلفة العالية للعضوية في مجلس الأمن: بسبب الانقسام السياسي الداخلي في الحالة اللبنانية، وبسبب السير عكس التيار الدولي في الحالة السعودية.

    الخلاصة
    أظهرت السعودية امتعاضها من النظام الدولي عموماً والولايات المتحدة الأميركية خصوصاً، وبشكل غير مسبوق في تاريخ الأمم المتحدة، عبر رفض مقعد مجلس الأمن الذي وصلت إليه بالانتخاب. وإذ جاء القرار السعودي بمثابة مفاجأة كبيرة، فإن أسباب الرفض تعود في العمق إلى حسابات العائد والتكلفة من المنظار السعودي، وليس فقط الاهتمام بإظهار الامتعاض من «المعايير المزدوجة» لأميركا ومجلس الأمن. رفض العضوية في مجلس الأمن ليس نهاية المطاف في المواجهة بين واشنطن والرياض التي يتوقع أن تتفاقم في المرحلة المقبلة، بسبب التضارب في الرؤى بين العاصمتين على ملفات الشرق الأوسط الكبرى، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذا التضارب الرؤيوي يغير الآن بالفعل حسابات ومعادلات وتوازنات في المنطقة. يشبه الشرق الأوسط مسرحا كبيرا للعبة الكراسي الموسيقية التي تتبدل فيها الأحوال والمواقع والتحالفات، والدليل الأسطع على ذلك أن معطيات اللحظة الراهنة تفيد بأن إيران تفاوض أميركا... والسعودية تمانعها!

    تعليق


    • 22/10/2013


      * الأسد: لا موعد رسمي لجنيف -2 ونأمل من الابراهيمي أن يعرف حدود مهمته

      - فيديو الجزء الاول من المقابلة:

      http://www.youtube.com/watch?v=OZJrJruufVk

      - فيديو الجزء الثاني من المقابلة:
      http://www.youtube.com/watch?v=tgZzdP24Mz0



      أكد الرئيس السوري بشار الأسد أنه من المبكر أن يبحث في قضية ترشحه للإنتخابات الرئاسية المقبلة، قبل الإعلان عن موعد هذه الإنتخابات.
      الأسد وفي حوار خاص مع الميادين، أكد أنه لا يرى مانعاً من ترشحه للرئاسة في الإنتخابات القادمة، مؤكداً أن بلاده تفاوض "مدير العملية لا المنفذين".
      واتهم الرئيس السوري السعودية وقطر وتركيا بدعم الإرهاب في سورية، مشيراً إلى أن السعودية تدعم المجموعات المسلحة علناً، و"تنفذ سياسات الولايات المتحدة بكل أمانة"، على حد تعبيره، وطالب الأسد المبعوث الأممي والعربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي بالإلتزام بمهمته، وبعدم الخروج عنها.
      وأشار الأسد إلى أن دمشق و في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، طرحت موضوع التحالف لمكافحة الإرهاب، وقال إنه "في ذلك الوقت لم يهتم أحد في العالم بهذا المصطلح"، وأعاد التأكيد على أنه عندما بدأ العالم يتحدّث عن الإرهاب، لم تتردد في التحالف مع كل الدول الساعية من أجل مكافحة الإرهاب بما فيها الولايات المتحدة، وأضاف أنه "لم نكن في يوم من الأيام مع الإرهاب، نحن دائماً في حالة حرب مع الإرهاب، ولكن لم نكن نعلن هذا الشيء".
      ولفت الأسد إلى أنه عندما بدأت الأزمة في سورية وتغيّرت الأحوال الأمنية انتقلت القاعدة إلى البلاد، كهدف وحوّلتها لهدف رئيسي كأرض للجهاد، وأضاف أنه منذ غزو العراق دخلت كميات كبيرة من الاسلحة الى سورية، وحين فشلت التظاهرات بدأ العمل على زيادة التسليح لاسقاط الدولة.
      وأكد الرئيس السوري عل أن حمل السلاح يحوّل اي معارضة الى تمرد او ارهاب، واعتبر أن ما حصل في بلاده يختلف عما حصل في تونس ومصر خصوصاً لناحية التدخل الخارجي.
      واعتبر أن سياسة الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية وبعض الدول العربية والإقليمية، هي التي ساهمت في مجيء القاعدة إلى سورية، وأنه عندما تؤمن الولايات المتحدة الغطاء السياسي للفوضى والإرهاب في سورية، فهي تدعم بشكل مباشر الإرهاب.
      وعن الولايات المتحدة، شدد الأسد على أن الاميركيين يعتبرون أن كل الدول والأجهزة تعمل في خدمتهم وهنا كانت نقطة الخلاف، وحذر من بناء علاقة مع أميركا من أجل مصالحها، وقال "من الخطير أن تبني علاقة مع أمريكا تعمل من أجل مصالحها فقط، لأنهم سيطلبون منك أن تعمل من أجلها ضد مصالحك، وهذا شيء مرفوض بالنسبة لنا"، وتابع "من يبحث عن الوفاء لدى الإدارات الأمريكية واهم، نحن نتحدّث معهم فقط من خلال مصالح مشتركة".
      ورأى الأسد أن الأميركيين أنانيين جداً يفكّرون بمصلحتهم، حتى التعاون مع طرف آخر بالنسبة لهم هو تعاون من أجل مصالحهم وليس من أجل المصالح المشتركة.
      وأكد الأسد أن سوريا تدعم المقاومة بالمعنى السياسي، "ولا نعرف من هي المقاومة في العراق ولا يوجد أي تواصل بيننا وبينها".
      وأكد الرئيس بشار الأسد أن المعارضة هي بنية سياسية لها قاعدة شعبية ولها برنامج سياسي واضح وهي بنية داخلية ليست مرتزقة من الخارج ولا تأخذ أوامرها من الخارج، وبرامجها ليست من الخارج ولا تقبل بالتدخل الخارجي ولا تحمل السلاح.
      وقال الرئيس الأسد "لا توجد لدينا مشكلة أن نحاور أي جهة بشرط أن تبتعد عن السلاح والإرهاب ودعوة الأجانب للتدخل في سورية عسكريا أو سياسيا أو بأي شكل من الأشكال".
      وأكد الرئيس الأسد أنه إذا تضمن مؤتمر جنيف المزمع عقده حول سورية وقف تمويل الإرهابيين فلا توجد مشكلة في سورية فعندما يتوقف تمويل الإرهابيين بالمال وامدادهم بالسلاح ومساعدتهم على المجيء إلى سورية لا توجد مشكلة في حل الأزمة في سورية.. المشكلة السورية ليست معقدة كما يحاول البعض اظهارها.. التعقيدات تأتي من التدخل الخارجي.
      وأعلن الأسد أنه لا يوجد موعداً رسميا لجنيف - 2، ولا توجد عوامل تساعد على انعقاده الآن إذا أردنا أن ينجح، وشدد على أن الحلّ للأزمة السورية يجب أن يكون حلاً سورياً سواء اعترف بها الخارج أم لم يعترف، وأكد أن الحل للأزمة السورية هو حل سوري بامتياز، وليس حلاً أجنبياً لقضية سورية.
      ولفت الأسد إلى أن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي مكلّف بمهمة وساطة، والوسيط يجب أن يكون حيادياً في الوسط، لا يقوم بمهام مكلّف بها من قبل دول أخرى، وأمل في هذه المرة أن يأتي الإبراهيمي ويعرف تماماً كيف يتم التعامل مع سورية، ويعرف تماماً حدود المهام المكلّف بها.
      ورأى الأسد أنه إذا أراد أمير قطر الجديد أن يغير السياسة القطرية تجاه سورية فذلك يتطلب عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية وعدم دعم الإرهابيين وهذا هو الحد الأدنى الذي تطلبه سورية من أي دولة ساهمت في سفك الدماء في سورية.
      وحول العلاقة مع حماس قال الرئيس الأسد نحن دعمنا حماس انطلاقا من كونها مقاومة فاذا قررت ان تكون مقاومة حقيقية وصادقة فنحن معها واذا قررت أن تكون "اخوان مسلمين" فلا داعي لهذه العلاقة.
      واعتبر الأسد أن الإخوان المسلمين "مجموعة إرهابية"، رافضاً التحاور معها ما لم تلق السلاح، علماً بأن الجماعة هي احد مكونات الائتلاف الوطني السوري المعارض، وقال الأسد "بالنسبة للإخوان المسلمين هم يسيرون من إرهاب إلى إرهاب أشدّ، هذه المجموعة هي مجموعة إرهابية وانتهازية.. تعتمد على النفاق وليس على الدين وتستخدم الدين من أجل مكاسب سياسية".
      وعن تركيا، قال الرئيس السوري إن "الوقائع تقول إن تركيا فتحت المعسكرات للإرهابيين وفتحت مطاراتها للإرهابيين.. وهي التي فتحت حدودها للإرهابيين للتحرّك والإمداد والتنقل والمناورة وكل شيء".
      واعتبر أن خلاف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مع الحكومة السورية "أساسه عقائدي لأنه ينتمي إلى الإخوان المسلمين"، معتبراً أن الجماعة أهم بالنسبة لأردوغان "من شعبه".

      لقراءة نص المقابلة كاملة أضغط هنا

      * إيران ترفض أي شروط مسبقة لمشاركتها في "جنيف 2"



      أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن طهران لن تقبل بأي شروط مسبقة لمشاركتها في مؤتمر جنيف 2. وقالت أفخم الثلاثاء، إن "جمهورية إيران الإسلامية تلعب دورا إيجابيا وخلاقا في سورية وتتمسك بضرورة السماح للشعب السوري باستخدام حقه في تقرير مصيره".
      وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية على ضرورة المضي قدما نحو حل الأزمة السورية دون تجاهل العقبات في طريق المفاوضات.
      هذا وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد أعلن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري خالد العطية الاثنين، "إننا لسنا متأكدين بأن الدور الإيراني سيكون إيجابيا في مؤتمر "جنيف -2" بما في ذلك دعم خطة الحكومة الانتقالية في سورية".

      * بوتين: تقييمات روسيا والهند للوضع في سورية متقاربة



      أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أعقاب المباحثات مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ بموسكو الاثنين أن تقييمات روسيا والهند للوضع في سورية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا متقاربة جدا.

      وقال الرئيس الروسي للصحفيين أن "جزءا هاما من المباحثات كان مكرسا للوضع في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وخاصة في سورية، بالاضافة الى الوضع في أفغانستان. وتقييماتنا في هذا الشأن متطابقة تماما أو متقاربة".
      وأعاد بوتين الى الأذهان أن روسيا والهند تتعاونان في اطار مجموعة العشرين و"بريكس" ومنظمة شنغهاي للتعاون، والامم المتحدة.
      وأعرب عن الارتياح من المباحثات التي جرت بينه وبين سينغ.
      وجاء في البيان الصادر في أعقاب المباحثات بين فلاديمير بوتين ومانموهان سينغ أن روسيا سترحب بمشاركة الهند في مؤتمر "جنيف-2" الدولي حول سورية.
      وورد في البيان أن "الجانبين أكدا تأييدهما لعقد المؤتمر الدولي حول سورية الذي سيجمع وراء طاولة واحدة كافة الأطراف المتنازعة، بأسرع ما يمكن.
      وأشاد الجانب الهندي بدور روسيا في صياغة الحل الدبلوماسي للأزمة السورية. وأعلن الجانب الروسي عن ترحيبه لمشاركة الهند (المحتملة) في مؤتمر "جنيف-2".
      وأكد الجانبان أيضا دعمهما لعملية وضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية وإتلافها. وجاء في البيان كذلك أن البلدين "مقتنعان بأن الأزمة السورية لا يمكن تسويتها عن طريق استخدام القوة، ويجب أن يكون الحل سياسيا".
      كما أعلن في البيان الصادر عن لقاء بوتين وسينغ أن "روسيا الاتحادية أكدت تأييدها الحاسم لترشيح الهند للعضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي بعد اصلاحه".
      كما اتفقت روسيا والهند على مواصلة التعاون بهدف تعزيز الدور المركزي للأمم المتحدة في الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين وضمان التنمية الاقتصادية الاجتماعية المستدامة، وعلى مواصلة تنسيق المواقف ازاء دائرة واسعة من القضايا الدولية والاقليمية.


      * كيري يقول انه لايستطيع تحديد موعد جنيف اثنين
      أكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري أنه لا يستطيع تحديد موعد جنيف اثنين، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة عقده في أسرع وقت ممكن.
      وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره القطري خالد العطية في باريس، قال وزير الخارجية الاميركي إن تحديد موعد عقد المؤتمر من صلاحيات الامم المتحدة.
      وأضاف أن الهدف من عقده هو تطبيق بيان جنيف واحد والذي تم الاتفاق خلاله على تشكيل حكومة انتقالية تتفق عليها جميع الاطراف.
      وأكد كيري أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية، مشددا على أنه لم يحدث اي تغيير في سياسة واشنطن تجاه دمشق.


      * هيغ: من المهم مشاركة إيران في مؤتمر جنيف2



      ألمح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، إلى إمكان مشاركة إيران في مؤتمر "جنيف 2" للسلام حول سورية الشهر المقبل، قبل ساعات من انطلاق أعمال اجتماع مجموعة (أصدقاء سورية)، الذي تستضيفه بلاده.
      وقال هيغ للمحطة الإذاعية الرابعة بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إن "من المهم أن تلعب إيران دوراً أكثر إيجابية، ونحن نستخدم القنوات الديبلوماسية المتاحة حالياً فيما يتعلق بقدرتها على التأثير على سورية".
      وأضاف وزير الخارجية البريطاني أنه "أبلغ نظيره الايراني أن بلاده يمكن أن تبدأ من موقف مشابه لبقية الدول الأخرى بشأن تفاهم جنيف في العام الماضي حول ضرورة اقامة حكومة انتقالية بالتراضي في سورية تضم أعضاء من الحكومة والمعارضة، لأن ذلك يمثل الطريق إلى أمام نحو الحوار السياسي والانتخابات الحرة في سورية". ورأى أن "إمكان مشاركة إيران من هذا الموقع، سيسهّل انخراطها في النقاشات الدولية حول سورية".

      * هيغ يدعو ’’المعارضة السورية’’ إلى توحيد صفوفها والمشاركة في مؤتمر ’’جنيف 2’’
      دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ "المعارضة السورية" إلى توحيد صفوفها والمشاركة في مؤتمر "جنيف 2".
      وأضاف هيغ قبل بدء فعاليات اجتماع ما يعرف بـ"أصدقاء سورية" اليوم في العاصمة البريطانية لندن بحضور 11 وزير خارجية "يحتاج السوريون من جميع القوى إلى بذل الجهد، وتقديم التنازلات الضرورية من أجل أن تمضي عملية السلام قدما".

      * ’دير شبيغل’: 200 مسلح ألماني يشاركون في القتال بسوريا


      صحيفة: ’معسكر الألمان’ شمال سوريا يجتمع فيه المتطرفون الذين يتحدثون اللغة الألمانية لغرض التدرّب على القتال

      كشفت مجلة "دير شبيغل" الألمانية أن نحو مئتي مسلح ألماني متطرف موجودون أو في طريقهم إلى سوريا للمشاركة في القتال إلى جانب التنظيمات التكفيرية المتطرفة.



      ونقلت المجلة عن "جهاز الأمن الداخلي الألماني" قوله إن "نحو مئتي عنصر من المتطرفين الألمان غادروا ألمانيا منذ أسبوعين تقريبا".
      وبحسب معلومات المجلة، فان هناك معسكرا في شمال سوريا يطلق عليه "معسكر الألمان" يجتمع فيه هؤلاء المتطرفون الذين يتحدثون اللغة الألمانية لغرض التجمع أو التدرّب على القتال.
      وحذرت أجهزة الأمن الألمانية من قيام هؤلاء المتطرفين باستغلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لتأسيس شبكات لتجنيد الشبان الألمان لإرسالهم للقتال في سوريا من خلال مواد إعلامية ينتجونها في الأراضي السورية يدعون فيها إلى ما يسمونه "الحرب المقدسة".
      ولم يخفِ مسؤولون أمنيون ألمان مخاوفهم من مخاطر عودة هؤلاء المتطرفين إلى ألمانيا بعد مغادرتهم سوريا.
      وكان رئيس الشعبة الداخلية للمخابرات الألمانية هانس غيورغ مآسن أكد في أيلول/سبتمبر الماضي أن عدد المتطرفين الألمان الذين يقاتلون في سوريا إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة بلغ 170 ألمانيا كما أن نحو خمسين آخرين قد سافروا في الآونة الأخيرة إلى سوريا.
      وسبق أن حذّرت تقارير صحفية من مخاطر عودة المسلحين الأجانب الذين يدخلون إلى سوريا للقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة إلى بلدانهم نظرا لما يكتسبه هؤلاء من فكر متطرف وخبرة في الأعمال القتالية.

      * (التسوية) في ســــوريا كما تعمل لها أمريكا !!

      أمريكا تدرك بأن الاوضاع لم تعد تسير لمصلحتها في سوريا وأن النظام يستعيد المبادرة


      لؤي توفيق حسن

      الإستراتيجية الصحيحة هي التي تتضمن تأخير العمليات الى الوقت الذي يسمح فيه الانهيار المعنوي للخصم للضربة المميتة بأن تكون سهلة وممكنة

      (لينين)
      سبق وشرحنا في مقالنا السابق الأسباب التي تجعل السلاح الكيميائي غير ذي أهمية تذكر من الوجهة العملية.. أو كما فسره الرئيس بشار الأسد فيما بعد خلال مقابلة صحفية: "سلاح ردعي فات زمانه" لذلك فإن نزع هذا السلاح من سوريا لم يكن قط هو الهدف الإستراتيجي بقدر ما كان شطبها من المعادلة الإقليمية هو الغاية. وما موضوع نزع السلاح المذكور سوى خشبة الخلاص الروسية لإخراج الموقف من عنق الزجاجة، فأمريكا ضمناً لا تريد أن تغطس في مستنقع جديد الدخول إليه سيحمل ارتدادت تهز أمن المنطقة ومصالحها بالتالي. ولا هي تتحمل من جهة أخرى اهتزاز هيبتها جراء تراجعها عن تنفيذ تهديدها بضرب سوريا. وبالمقابل فإنه من مصلحة سوريا أن لا تضع المنشفة الحمراء بينها وبين الثور الأمريكي (الهائج) ادخاراً لقوتها في معارك مفصلية، حيث الداخل الذي ترتع فيه التنظيمات المسلحة على أصنافها وألوانها، وحيث الاستحقاقات السياسية كما سنأتي عليها فيما بعد، والتي تحتاج لأوراق غير محروقة!. لذلك قبلت دمشق دفع الثمن وهو "خسارة معنوية وسياسية" على حد قول الرئيس الأسد.


      الاسلحة الكيميائية ..سلاح ردعي فات زمانه

      غير أن أمريكا تدرك بأن الأمور لم تعد تسير لمصلحتها في سوريا. وبأن النظام استعاد المبادرة في أماكن عدة طاردا منها ميليشيات المعارضة، كما واستطاع في أماكن ما زالت نسبياً تحت سيطرة هذه الأخيرة، التشبث في العديد من مواقع تشكل نقاط ارتكاز من الوجهة العسكرية للانطلاق منها إلى الأماكن الخاضعة لسيطرة الميليشيات المذكورة متى تسنح الفرصة. كما وتدرك أمريكا أن ما يسمى "الجيش الحر" ليس قادراً على تصفية تنظيمات القاعدة في سوريا أو تحجيمها على الأقل، ربما العكس هو الصحيح!!..ولعل تعاظم حجم هذه التنظيمات وأبرزها ما تسمى "داعش" قد أصاب بالقلق الأقرب إليها وهي تركيا حيث شهدت الأسابيع الأخيرة احتكاكاً بين حرس الحدود التركي والتنظيم المذكور، وهذا مثال على انقلاب السحر على الساحر. لذلك فإن واشنطن الآن بين حجري الرحا؛ فمن جهة هناك تنظيمات القاعدة الآخذةً في التجذر ما يضع على كف عفريت أمن واستقرار حلفائها الإقليمين، وهذا بدوره سيجعل التخلص منهم بندا في الأجندة الأمريكية، بل إن ما شهدته منطقة أعزاز شمال حلب من معارك بين "الجيش الحر " وجماعة "النصرة" ليس بعيداً عن الرغبة الأمريكية أو ربما بتوجيه مباشر منها!! وأما من الجهة الأخرى فإن أمريكا لم تتخلَّ عن هدفها الإستراتيجي وهو إسقاط النظام السوري بما يعني ويشتمل من خيارات سياسية بوصفه العقبة التي وقفت أمام مخططاتها. هذا هدف ثابت يأتي تحت عنوان: "ضرورة رحيل الأسد". وهذا لأن الأخير ولا سيما في هذا الظرف بالذات بمثابة الحجر الركن في القنطرة السورية، أو ما يطلق عليه المعماريون (مفتاح القنطرة ) الذي تؤدي إزاحته إلى سقوط باقي الأحجار.
      حيال هذا التداخل في عناصر المشهد السوري ترى واشنطن بأن المخرج هو في الالتفاف على النظام بالدبلوماسية وعبر مؤتمر "جنيف". غير أن الذهاب إلى جنيف من غير أوراق هو كالذاهب إلى الصيد من غير عتاد، لذلك تسعى أمريكا الآن إلى تقديم كل الدعم الممكن "للجيش الحر"، لإظهاره كرقم وازن في المعادلة وذلك بدعمه لوجستياً واستخبارياً فضلاً عن السلاح لتمكين جماعاته من الوقوف على قدميها، والاستمرار في عملياتها العسكرية والتي تنحصر بين الإقلاق، أو عمليات محدودة لشد القوات السورية إلى عدة أماكن في محاولة لبعثرة طاقتها وبالتالي إمكانية استنزافها؛ يأتي ذلك بالتوازي مع تجميع تنظيمات المعارضة المدنية، وهذا كله لترسيخ معادلة أنه من غير الممكن للسلطة أن تحسم، ما دام أنه من غير الممكن للميليشيا المعارضة أن تنتصر كما كان رهان أمريكا وعربانها حتى وقت غير بعيد؛ الرهان الذي قضى عليه انقلاب الصورة جراء العمليات الحربية النوعية في "القصير" ثم الغوطة، تلاه الخط الأحمر للقيصر الروسي بوتين: "ممنوع سقوط سوريا".


      الجيش العربي السوري بات في موقع استعادة المبادرة

      إذاً علينا توقع دورات من الدبلوماسية ستسعى فيها واشنطن مستغلة ورقة (الوضع السوري غير المحسوم عسكرياً) ـ أو ما يسميه البعض "الستاتيكو "ـ للتسويق إلى حل "تقاسم السلطة"!!.
      أما موضوعة "تقاسم السلطة" فهي تعود لوقت سابق بداية الأحداث، وعرضها وزير خارجية قطر على القيادة في سوريا!! والاساس في جوهرها شيء شبيه بتسوية الطائف الطائفية التي ابتلي فيها لبنان. الآن عاد الهمس بهذا المخرج أخذاً بعين الاعتبار بروز روسيا كلاعب على الساحة الدولية ورقم مقرر في المسألة السورية. وبحيث تصبح التسوية في ظله مضبوطةً بتوافق روسي ـ أمريكي، مع إعطاء السعودية دور الوكيل الأمريكي لإدارة شق من الحياة السورية بالأخص الإقتصادية، وهو مفتاح المفاتيح إلى السياسة والمجتمع!!.. أليس هذا ما حدث في لبنان، وفي ظله خسر لبنان قدراً من سيادته من البوابة الإقتصادية التي أنهكته ديناً وحصصاً للتقاسم، بل وكان يمكن للبنان أن يخسر تمام سيادته وتُستلب كل إرادته لولا المقاومة التي تحولت ليس وحسب إلى رقم لبناني كبير لا يمكن تجاوزه، بل ورقم إقليمي يحسب له ألف حساب.
      إن (التسوية) التي تريدها أمريكا، وتحضر لها مسرح الأحداث هي الباب الثاني للالتفاف على السيادة السورية. هذه السيادة التي حاولوا الالتفاف عليها في السابق من عدة مداخل كان منها، تسويق خيارات اقتصادية ـ بل بدعة اقتصادية!ـ بكل ما حملته من تداعيات على كافة المستويات الاقتصادية، والاجتماعية والقيمية. فهل هناك من يسن أسنانه الآن لإعادة الكرَّة!! السؤال استدعته للخاطر محاولات قطر إعادة إنتاج سياسة جديدة حيال سوريا ولبنان... الحذر واجب، ولا سيما ان الجيش السوري هو الهدف المباشر.. ولهذا حديث آخـر أيضاً!.

      ***
      * رويترز: سورية وايران يسببان أزمة بين الرياض وواشنطن



      ذكرت وكالة رويترز اليوم نقلاً عن مصدر قالت إنه مقرّب من السياسة السعودية، أن رئيس المخابرات السعودية بندر بن سلطان أبلغ مبعوثين أوروبيين أن المملكة، ستحد من تعاملاتها مع الولايات المتحدة احتجاجاً على موقف الأخيرة إزاء سورية وإيران. وذكر المصدر أن الأمير بندر بن سلطان أبلغ المبعوثين الأوروبيين أن "واشنطن أخفقت في التحرك بشكل فعال في الأزمة السورية وفي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأنها تتقارب مع ايران ولم تدعم تأييد السعودية للبحرين حين شنّت المنامة حملة على حركة مناهضة للحكومة عام 2011".

      * ’وول ستريت جورنال’: بندر بن سلطان يخطط لتقليص التعاون مع واشنطن

      بندر بن سلطان: القرار السعودي برفض عضوية مجلس الأمن رسالة لواشنطن لا للأمم المتحدة

      نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" البريطانية عن رئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان قوله لدبلوماسيّين أوروبيّين إنه يخطط لتقليص التعاون مع واشنطن في تسليح المعارضة السورية احتجاجاً على سياستها في المنطقة، وبدلاً من ذلك، ستتعاون المملكة مع حلفاء آخرين منهم الأردن وفرنسا، بحسب مشاركين في اللقاء.



      وأفاد الدبلوماسيون بأن الأمير الذي يقود جهود المملكة لتمويل المتمردين السوريين وتدريبهم، دعا دبلوماسياً غربياً إلى جدة نهاية الأسبوع ليعبّر أمامه عن إحباط الرياض من إدارة أوباما وسياساته الاقليمية، ومنها قرار عدم ضرب سورية.
      كذلك نقل الدبلوماسيون، عن الأمير بندر قوله إن القرار السعودي رفض عضوية مجلس الأمن هو رسالة لواشنطن لا للأمم المتحدة.

      * الصراخ السعودي في صحراء خالية: هل الرياض أقوى من واشنطن؟

      مملكة النفط تتيه بين استراتيجيات الدول وانطباعات الافراد


      عبد الحسين شبيب
      من الذي يدير السياسة الخارجية السعودية؟ والى اين يأخذ البعض المملكة في خضم التحولات الكبرى التي يعبر عنها التراجع الاميركي والصمود الايراني ـ السوري والتقدم الروسي والصيني؟ هذا السؤال المركب الذي تتفرع منه أسئلة كثيرة هو مجال النقاش الأساسي حتى اشعار آخر، في ظل ظاهرة غريبة على عالم السياسة الحديثة تقدمها السعودية التي قررت فجأة الاطلالة بوجه جديد باختلاف مئة وثمانين درجة عن الوجه السابق.

      المملكة التي كانت تمارس سياسة الصمت والعمل خلف الكواليس والاختباء وراء الدول الصديقة انخرطت بصورة غير مسبوقة في الحرب السوريّة بكل الأساليب، وآخرها استعدادها لتمويل الحرب التي هددت واشنطن بشنها ضد دمشق بعد ان اخفق مدير استخباراتها بندر بن سلطان في تحقيق نتائج ميدانية ملموسة عقب توليه مباشرة المسؤولية الميدانية لجزء لا بأس به من المجموعات السورية وغير السورية المسلحة.


      التراجع الاميركي عن ضرب سوريا افقد السعودية صوابها

      انسحب الاخفاق على المملكة برمتها فعبرت عن رفضها للتراجع الاميركي عن توجيه ضربة ولو محدودة لسوريا وجاهرت باستيائها من الموافقة الأميركية السريعة على المبادرة الروسية للتخلص من السلاح الكيميائي السوري تصريحاً وتلميحاً، قبل أن تقرر الامتناع عن التحدث أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها السنوية أواخر ايلول/سبتمبر الماضي احتجاجا على هذا السلوك الاميركي.

      طبعا احصاء الخسائر السعودية كان عملية شاقة على بعض مسؤولي المملكة ممن فجعوا بهذا التراجع الأميركي، الى حد ان الضربة بدل أن تكون لسوريا صارت للسعودية!. وما عزز هذا الاستنتاج هو الهرولة الأميركية تجاه ايران والتي انتهت بمكالمة هاتفية من الرئيس باراك اوباما مع الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني، مسبوقا بخطاب أميركي لم يعد يجد حرجا في الاعتراف بحق ايران في امتلاك الطاقة النووية المدنية. ويبدو هنا أن هذا السلوك الأميركي وقع كالصاعقة على سياسيي المملكة التي لم تجد وسيلة للتعبير عن غضبها سوى رفضها تولي مقعد مجلس الأمن لمدة سنتين كممثلة للدول العربية في المجموعة الاسيوية، وذلك بعدما انفقت من المال لسنوات ـ كما قالت بعض المصادر الصحفية ـ للحصول على هذا المقعد مستدلين على ذلك بمحاولتها السابقة شراء المقعد العربي من لبنان قبل سنوات! كما جاء هذا التراجع بعد سنوات من تدريب طاقم مختص من وزارة الخارجية السعودية لإدارة هذه المهمة. لكن ماذا حصدت المملكة من هذا القرار؟ مزيداً من الخيبة. هذه هي النتيجة باختصار. فاذا كانت الرياض تقصد توجيه رسالة قاسية الى واشنطن فإن رد فعل الأخيرة غير المكترثة على السلوك السعودي واعتباره شأنا خاصا بالمملكة كان بمثابة صفعة اميركية جديدة للسعودية تضاف الى صفعتين سابقتين: الاولى عندما تكلم السفير الاميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان بكلام قاس حول السلوك السياسي لقيادة المملكة في مجالس خاصة نشرت محاضرها بعض وسائل الاعلام العربية، والصفعة الثانية عندما تبين ان واشنطن بدأت تهيئ المسرح البحريني لتسوية سياسية ترضي طهران وتخرج القوات السعودية من تلك الجزيرة، وتحقق للمعارضة البحرينية جزءا اساسيا من مطالبها.

      اما موسكو التي كانت عين الرياض عليها بسبب فيتوهاتها في مجلس الأمن لحماية النظام السوري، فإن تعليقها كان اشبه باتهام للمملكة بأنها لا ترغب بالعمل الجماعي لحفظ السلم والأمن الدوليين. لكن النكسة الأخرى التي أظهرت اعراض الولايات المتحدة والقوى المؤثرة تمثلت بالاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر جنيف اثنين الشهر المقبل في موعد اولي لم يحسم بعد نهائيا، ولكن ربما يكون الثالث والعشرين من تشرين الثاني القادم. وهذا التحديد الاولي للموعد والجولة التي باشرها المبعوث الأممي والعربي الاخضر الابراهيمي الى العواصم المعنية بما فيها ايران، يشكل فاجعة للرياض التي تدفع باتجاه إعاقة عقد المؤتمر باعتبار انه يكرس أحادية الحل السياسي وإطلاق رصاصة الرحمة على الحل العسكري، وهو خيار أظهرت الرياض عدم جدارتها في ادارته لا ميدانيا ولا ديبلوماسيا على مستوى اقناع الحلفاء به. لكن الخيبة ستكون اكبر عندما يقول الابراهيمي عن المعارضة السورية انها "تواجه مشاكل كثيرة"، ولا يخفى على أحد ان امساك بندر بملف المعارضة السوريّة ساهم بشكل رئيس في تفككها لا سيما بعدما ذهبت المملكة بعيدا في الحرب على نظام الاخوان المسلمين في مصر، وهم مكون رئيس في المعارضة السورية.


      الدبلوماسية السعودية ..اخفاقات وصفعات متعددة

      بناءً على ما تقدم يمكن القول ان الرياض كانت تتحدث مع نفسها عندما ألغت كلمتها امام الجمعية العامة للامم المتحدة وعندما رفضت تولي المقعد غير الدائم في مجلس الامن، وكأن احداً لم يسمع صراخها، سوى الموظف العربي الاول نبيل العربي وايضا الصديق الفرنسي الخائب من السياسة الاميركية. لكن السؤال هو على ماذا تراهن المملكة في اصرارها على اسقاط النظام السوري بعدما اعلنت واشنطن رسميا عجزها عن ذلك؟ ولماذا تصر على استمرار توتر علاقاتها مع طهران ما دام ان واشنطن اعلنت ايضا عجزها عن معالجة عسكرية للبرنامج النووي الايراني وأبدت استعدادها لفتح بازار سياسي لحل المشكلات العالقة في اكثر من منطقة وبلد؟

      كان بامكان المملكة ان تتلقف الدعوات الايرانية المستمرة لفتح صفحة جديدة وادارة شؤون المنطقة وفق ثنائية عربية اسلامية ادرى بشعاب المنطقة من الاميركيين والاوروبيين، خصوصا بعدما أبدى الاخيرون عجزهم وباتوا يظهرون رغبتهم في التعامل مع ايران وتقليص مساحة الاشتباك معها. وهذا ايضا من السلوكيات غير المفهومة الا بتفسير واحد مفاده ان لا استراتيجية تحكم الادارة السعودية، انما تبنى على الانطباعات الشخصية والاراء الفردية، ومن شأن هذا النمط الاداري ان يودي بالمملكة الى مآلات صعبة، وخيارات مأساوية مثل ذلك الذي يروج له الاسرائيليون وبعض المصادر الصحفية الغربية من ان هناك توجها لاقامة تحالف خليجي ـ اسرائيلي لكبح جماح الرغبة الاميركية بفتح قنوات اتصال مع ايران ولاعادة الاعتبار للخيارات العسكرية، وهو ما اشار اليه مؤخراً الباحث الاميركي روبرت فري في مقالة نشرها في موقع "ميدل ايست أون لاين"، مشيرا إلى أن مثل هذا التعاون سيؤدي إلى "التشويش" على الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط، وفي سرده للاشارات التي تدل على التقارب بين السعودية و"إسرائيل"، يذكر فري انه "في بداية شهر أكتوبر تحدثت القناة الثانية الإسرائيلية عن لقاء سري عُقد في "إسرائيل" بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومسؤول كبير من دول الخليج، ويبدو أن الحديث هنا يدور عن الأمير بندر بن سلطان". كما يلفت الى انه قبل يوم واحد من هذا التسريب الإعلامي حول اللقاء، تحدث نتنياهو عن تلك العلاقات الناشئة وذلك في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عندما قال: "الخطر الذي تمثله إيران نووية وظهور تهديدات أخرى في المنطقة دفع ببعض جيراننا العرب إلى الاعتراف بأن "إسرائيل" ليست عدوًا". وبمعزل عن صحة هذه المعلومات فإن تذرع المملكة بعدم حل القضية الفلسطينية طيلة 65 عاما وازدواجية المعايير لا يستقيم والتاريخ الطويل للعلاقات بين واشنطن والرياض والتي لم تستغلها المملكة لتحسين شروط لا المقاوم الفلسطيني ولا حتى المفاوض الفلسطيني، فضلا عن ان هذا التذرع يسقط امام ما يقال اسرائيليا وغربيا عن تقارب سعودي ـ اسرائيلي.


      بندر .. اخفاقات ميدانية

      تبقى ملاحظة اخيرة أنه اذا كان قرار مثل رفض مقعد مجلس الأمن لا يمكن ان يصدر الا عن شخص مثل الملك عبد الله او ولي عهده الامير سلمان كما نقلت وكالة رويترز عن محلل سعودي طلب عدم نشر اسمه، فان السؤال يتمحور حول انعكاسات هذا الامر على الصراع القائم حول السلطة داخل المملكة. فاذا كانت النتائج السوريّة السلبية قيدت في حسابات بندر بن سلطان، والنتائج السلبية الديبوماسية قيدت في حسابات وزير الخارجية سعود الفيصل، فهل سيؤدي ذلك الى تجيير هذه الاخفاقات الى اولاد الملك عبدالله ويلتقطون الفرصة لكي يحدثوا انعطافة ما في السلوك السعودي ويقدموا مقاربة مختلفة تتجاوب مع متطلبات التسويات الدولية التي يجري الحديث عنها ويحجزوا حصة ما للمملكة في عالم لا يتعامل الا مع الأقوياء، بدل ان يصرخ بندر بن سلطان وسعود الفيصل في صحراء خالية لا يسمعهما في ربعها الخالي احد.
      التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 22-10-2013, 05:58 PM.

      تعليق


      • 22/10/2013


        * عبدالله الثاني في جدّة ضبط التحالف الأردني السعودي الإماراتي؟



        الزيارة التي طال انتظارها، أقله منذ رمضان المبارك الفائت، حصلت أخيراً؛ ربما صحة الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز تحسنت بحيث أصبح بإمكانه استقبال نظيره الأردني، أو أن الأخير لم يعد يمكنه تأجيل البحث في المستجدات الدولية ــ الإقليمية ذات الطابع الدراماتيكي؛ فمن شفا الحرب التي حددت واشنطن توقيتها، بما يتلاءم تماماً مع الخطط السعودية، إلى مفاجأة التفاهم الاستراتيجي بين موسكو وواشنطن، تفاهم بدأ بحل سريع وجذري لملف الكيماوي السوري (يُقال في عمان أن الملك عبدالله الثاني كان أول من ناقشه مع الروس) ثم انتقل إلى ما بدا أنه شهر عسل أميركي ــ إيراني ليس الملف النووي سوى عنوانه العريض، وتحته هناك جنيف 2 والتوافق على حل متوازن للأزمة السورية، ومكافحة الإرهاب (في سوريا والعراق والشرق الأوسط)، وأُطر سالكة لحلول واقعية في البحرين والعراق ولبنان...

        فإلى أين سيمضي القطار الروسي الإيراني الأميركي، المنطلق بقوة، غير آبه بالقوى الإقليمية المضادة من الرياض إلى أنقرة إلى تل أبيب؟ ما هي الملفات المطروحة، وما هو نطاقها، وما هي مجالاتها الأمنية والاقتصادية، وما هي مساراتها، وفي الخلاصة: ما هو شكل ومضمون إدارة المنطقة في المرحلة المقبلة؟ وما هو دور إيران فيها ــ بينما كل الدلائل تشير إلى طابعه القيادي ــ؟ ليس ثمة سوى الأسئلة التي تصدع رأس السعودية، وتملأها بمشاعر الهزيمة والخذلان والخسارة، ما يدفعها إلى اتخاذ مواقف سياسية متطرفة ليست معهودة عنها، مثل الامتناع عن مخاطبة اجتماع الهيئة العامة للأمم المتحدة، وحتى رفض عضوية مجلس الأمن الدولي، والتحريض ضد جنيف 2، ومواصلة تزويد المتمردين بالسلاح والمسلحين والغطاء السياسي، وتكثيف التفجيرات في العراق، ومنع الحلول السياسية في لبنان والبحرين إلخ.

        بالنسبة إلى عمّان، كان تلافي الحرب أشبه بيوم عيد لم يستطع المسؤولون الأردنيون التعبير عن فرحهم الغامر به؛ فالحرب باهظة الكلفة بالنسبة إلى الأردن على جميع الأصعدة الوطنية والانسانية والاقتصادية والأمنية، واقتناع الدولة الأردنية العميق بمخاطر إسقاط النظام السوري بالقوة على النظام والكيان الأردنيين لم يتغيّر. ليس للأردن مصلحة في الحرب ولا في التمرد المسلح ضد دمشق، ولا في تمركز الإرهاب على حدوده، ولا بالانقسام المذهبي، ولا بانهيار العراق، ولا بالتصعيد ضد إيران. على العكس، مصالح عمان الاستراتيجية ثلاث: استقرار سوري ظهير للاستقرار الأردني، ونجاح للعراق يستعيد الشراكة الاقتصادية والنفطية مع هذا البلد الحليف، وإطار من تفاهم عربي يعرقل حلاً إسرائيلياً للقضية الفلسطينية على حساب الكيان الأردني.

        غير أن عمان تصمت حتى عن الإعلان عن هذه المروحة من المصالح الكبرى، متمسكة بتظهير مواقفها بالعلاقة مع السعودية التي تعدّ منذ 2003 الداعم الاقتصادي والسياسي الرئيس للبلاد. ولم تتوافر، بعد، الظروف، الخيال السياسي، والجرأة، بل وربما العروض التي توازن الثقل السعودي.

        لم يكن الأمر مع السعودية هكذا دائماً؛ فمن دون الغوص في التاريخ البعيد، يكفي أن نستذكر الصراع الأردني ــ السعودي المرير والعلني في أعقاب دخول العراق إلى الكويت عام 1990، حينها اصطفت عمان مع الرئيس الراحل صدام حسين حتى النهاية، بينما كانت الرياض وواشنطن في خندق واحد. اليوم، السعوديون والأميركيون في حالة تعارض، وعمان أقرب في موقفها إلى واشنطن، ومع ذلك، فهي لا تزال مترددة في اتخاذ موقف ينسجم مع مصالحها الاستراتيجية، خصوصاً أنه ليس لدى الرياض سوى الانفعالات الحادة التي تقودها إلى التنسيق مع إسرائيل في مواجهة التقارب الأميركي ــ الإيراني. وهو سياق يمثّل خطراً شديداً على المصالح الأردنية في المفاوضات الإسرائيلية ــ الفلسطينية، من حيث إنه يقوّي موقع تل أبيب ومطالبها إزاء رام الله وعمان، في مقابل انتصارها للسعودية في صراعها مع إيران.



        كل هذه الهواجس حملها الملك عبدالله الثاني معه إلى جدة ــ بصحبة مسؤولين أردنيين أبرزهم مدير المخابرات العامة الفريق أول فيصل الشوبكي ــ طامحاً إلى البحث عن سبل للتهدئة وإعادة التفكير والتذكير بصعوبة مواجهة التيار الدولي الإقليمي الجارف. فهل سيجد، لدى السعوديين، مناخاً لنقاش هادئ وعميق ومثمر، أم أنه سيعود إلى عمان للبدء بورشة سياسية محلية تنتهي بالتشبيك مع زمن التسويات، وخصوصاً لجهة إعادة تشكيل حكومة برئاسة سياسي قادر على التفاهم مع دمشق التي تظل، بالنسبة إلى الأردن، مفتاح التعاطي مع المحور المتشكل من موسكو إلى بيروت؟

        عمان التي تدرك جيداً اتجاه الرياح في واشنطن، وأنه ليس بمقدور السعودية معاندتها طويلاً، لا تريد الانسحاب من المحور الثلاثي مع الرياض وأبوظبي، بل تسعى، من داخله، إلى محاولة ضبط إيقاعه بحيث لا تتحوّل فترة السماح بالعتب والمرارة لدى السعوديين إلى سياسة انتحارية.

        اجتماع جدة الذي ضم ملكي السعودية والأردن حضره، وليس بالمصادفة، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، الفريق أول محمد بن زايد آل نهيان. وفي ذلك، بحد ذاته، تأكيد على الالتزام بالتحالف الثلاثي و«بالمستوى المتقدم الذي وصلت إليه العلاقات بين بلدانهم، مؤكدين الحرص على تعزيزها في مختلف المجالات، وبما ينعكس إيجاباً على المصالح المشتركة». غير أن هذه المصالح قد تتعارض إذا ما استمرت سياسة الانفعالات السعودية في مواجهة تغييرات كبرى على المستويين الإقليمي والدولي، تؤمن عمان بأنه لا مناص لها من الاندراج فيها، عاجلاً أو آجلاً.

        * السعودية تبتز: «حكومة أمر واقع» فــي لبنان مقابل جنيف ــ 2

        ابراهيم الأمين

        لم تحدد السعودية موعداً بعد للأخضر الإبراهيمي. وزير خارجيتها سعود الفيصل موجود في باريس للعلاج، وهو المسؤول عن الملف. ولا شغل بين الإبراهيمي وبندر بن سلطان. وفي الانتظار، ينتقل الإبراهيمي من القاهرة إلى العراق، ثم إلى عمان والكويت وقطر وتركيا، قبل محطته الرئيسية إيران التي يغادرها قادماً إلى بيروت، قبل أن ينتقل مطلع الأسبوع المقبل إلى سوريا، حيث ترتّب له موعد عمل مع الرئيس بشار الأسد.



        زيارة السعودية أساسية في جولة الإبراهيمي، من دونها سوف يكون مجدداً أمام عقبة بارزة قبل انعقاد مؤتمر جنيف ــ 2. الرجل يهتم بكل الدول التي يزورها، لكن ينطلق من حسابات واقعية. بحسب تقديره، فإنّ الولايات المتحدة وروسيا تتحملان المسؤولية عن تنفيذ قرار عقد جنيف ــ 2، وتحديد التاريخ في 23 تشرين الثاني. كانت هذه إشارة تفاؤل بالنسبة إليه، عززت أمله بإطلاق آلية سياسية بعد تعطّل العدوان الأميركي على سوريا.

        لكن الإبراهيمي، الخبير في ملفات معقدة من هذا النوع، يعرف ويقول إن مهمة روسيا وأميركا لا تقف عند حدود الدعوة وتحديد تاريخ المؤتمر والدعوة إليه، بل هي أساساً تتركز في ممارسة النفوذ، كلاً على حدة، وكلاً لدى حلفائه في سوريا والمنطقة، من أجل تسهيل انعقاد المؤتمر.

        في وقت سابق، كان على الإبراهيمي أن يأخذ في الاعتبار مواقف دول عدة إلى جانب إيران والسعودية، لكن تطورات الأشهر الثلاثة الماضية جعلته أكثر راحة إزاء مواقف دول مثل مصر وتركيا وقطر، وهو ليس في وارد النقاش والشماتة، لكنه في وارد استغلال الوضع الذي يحصر التعقيدات في ثلاثة طوابق للأزمة:

        ـــ طابق دولي، فيه الولايات المتحدة وروسيا، قد حصل بعد مفاوضات معمّقة مع المسؤولين فيها على نتائج جيدة وواعدة.

        ـــ طابق إقليمي، فيه إيران والسعودية، وهو حصل على مؤشرات إيرانية إيجابية، لكنه شديد القلق إزاء الموقف السعودي.

        ـــ طابق سوري، فيه النظام الذي يريد مساعدة الإبراهيمي، لكن ليس وفق قاعدة الشروط المسبقة. ويبدو أن تبادلاً للرسائل سهّل إعادة التواصل المثمر بين الجانبين. وفي هذا الطابق توجد قوى المعارضة على اختلافها. والإبراهيمي يواجه هنا أحجية لم يساعده أحد على حلها، بل يشعر بأن المعارك القائمة الآن بهدف السيطرة على الميدان أو الإطار السياسي، قد تعقّد المسألة أكثر. لكن مساعده في دمشق الدبلوماسي المحترف مختار لاماني يقدر على تقديم لوحة عن القوى الحقيقية الموجودة في الداخل. أما في الخارج، فالإبراهيمي مستعد لمقابلة الجميع، لكنه يحتاج إلى دعم خاص من الولايات المتحدة والسعودية لإنجاز تركيبة من وفد معارض إلى مباحثات جنيف ـــ 2.

        الموفد العربي يتصرف إزاء الأزمة السورية انطلاقاً من حسابات تقوده إلى استنتاج بأن الحل يتطلّب صياغة جديدة للإطار السياسي الحاكم، لكن تجربة الشهور الماضية لن تجعل الإبراهيمي يتقدم بمقترحات محددة. وفي المرحلة الأولى، سيطلب من طرفي النزاع في سوريا وفي الإقليم وفي العالم، التقدم كلٌّ برؤيته للحل. وهو لذلك مهتم بأن يقول لإيران كما للحكم في سوريا وحتى لحزب الله في لبنان، أن يعدّوا تصوّرهم للمفاوضات المقبلة، وسيفعل الأمر نفسه مع الولايات المتحدة والسعودية وأطراف سورية معارضة.

        لكن واقعية الإبراهيمي تجعله يعود إلى الرهان أولاً على الضغط الخارجي. يستعيد هنا تجربة اتفاق الطائف في لبنان. صحيح أن الحل كان لبنانياً، لكن إطار الاتفاق والوصول إليه تطلّب تفاهمات إقليمية دولية، سهّلت أو ضغطت على اللبنانيين للوصول إلى اتفاق يوقف الحرب.

        الأوراق والميدان




        يعرف الإبراهيمي أن أطراف النزاع تعمل على ترتيب أوراقها كافة. في هذا السياق، انتقلت الولايات المتحدة وأوروبا والسعودية ودول داعمة للمجموعات المسلحة إلى خطة جديدة لمحاصرة النظام. الاتفاق الكيميائي أسقط من أيدي هؤلاء حيلة. اليوم يسعون إلى وقف التقدم العسكري لقوى النظام في أمكنة عدة من سوريا، لا سيما في محيط دمشق، وعلى الحدود مع لبنان. ولهذه الغاية رفع لواء الملف الإنساني في أكثر من منطقة، والهدف وقف العمليات العسكرية لقوى النظام، بينما تسعى السعودية في هذه الأثناء إلى تعزيز وجود المجموعات الموالية لها في مناطق الغوطة الغربية والجبال المطلّة على لبنان. وهي لا تزال تمدّ هؤلاء بالدعم، سواء من الجنوب عبر محافظة درعا والحدود مع الأردن، أو من الغرب عبر شمال لبنان ومنطقة عرسال وسفوح جبال لبنان الشرقية. وتسعى السعودية إلى جعل المجموعات الموالية لها تحسم الأمرة لمصلحتها على الأرض، ولو اقتضى الأمر الإجهاز على ما تبقّى من «جيش حر»، كما هي الحال في مناطق حلب وإدلب، حيث تجري تصفية التركة القطرية ـــ التركية.

        لكن ذلك لن يلغي استعدادات الطرفين لمعركة ميدانية كبيرة خلال الأسابيع القليلة المقبلة. صحيح أن الغرب والسعودية يضغطان لمنع النظام من التقدم بعد فشل مشروع العدوان، لكن الجميع يعرف أن النظام لن يدخل قاعة جنيف ـــ 2 وهو متجهّم بسبب خسارة ميدانية ما. وفي هذه النقطة بالتحديد تكمن «المشكلة».

        أثمان للسعودية

        يقول الأميركيون إنهم يمارسون كل أنواع الضغط على الدول العربية والإقليمية الداعمة للمعارضة السورية. لا يحتاج أحد منهم إلى شرح حول واقع الأزمة داخل تركيا، أو حول الانسحاب القطري المتسارع، ولا حول موقف مصر الجديد بعد إطاحة حكم الإخوان المسلمين. لكن الأميركيين يتصرفون كأنهم في حالة إحراج إزاء موقف السعودية، وثمّة مناورات جارية يميناً وشمالاً لأجل إرضاء السعودية بورقة مقابل موافقتها على ذهاب أنصارها إلى جنيف ـــ 2. السعودية تعمل على ابتزاز واضح لكل من واشنطن وباريس باعتبار أنهما من يعارض الإقدام على «دعسة ناقصة» في الملف الحكومي اللبناني.

        في فرنسا تيار قوي له موقف مطابق لموقف السعودية، يضم رجال «الدبلوماسية الاستخبارية» الفرنسية الناشطين في المنطقة، ولا سيما في لبنان (صارت السفارة الفرنسية في بيروت مقراً لإدارة الملف بكل تفاصيله بما في ذلك رعاية أعمال إرهابية). وهذا التيار لا يزال يراهن على عامل الوقت. لكن باريس تدرك كما الآخرون أن الإطار السياسي الجامع لقوى المعارضة بات ضعيفاً للغاية، وأن القوى النافذة على الأرض لا تستمع إلى هؤلاء السياسيين. وحتى اللحظة، تعاني باريس من مشكلة مع مجموعات مسلحة تحتجز رهائن فرنسيين في مناطق الشمال، ولا تجد مَن يساعدها على الحل. وتقرّ باريس كما الولايات المتحدة بأن السعودية باتت صاحبة اليد العليا على صعيد المجموعات المسلحة على الأرض.

        الدفع في لبنان والقبض على سوريا

        تشير المعلومات المتداولة إلى أن «الرشوة» التي يمكن أن تقدم للسعودية مقابل دعمها مؤتمر جنيف قد تكون في لبنان. بالنسبة إلى الرياض، فإن لبنان اليوم أسير حزب الله وإيران. والسعودية تظهر حساسية مفرطة إزاء أي دور إيراني في سوريا، وهي ترى أن مهمتها المركزية الآن محصورة في إجبار حزب الله على الخروج من سوريا في أسرع وقت، وأنها مستعدة لكل شيء من أجل تحقيق هذا الهدف.

        في لبنان، هناك ملف عالق اسمه تأليف الحكومة. حاول وليد جنبلاط استغلال التراجع الأميركي ـــ الإقليمي في سوريا من أجل الدفع نحو حكومة مقنعة (أغلبيتان وأقلية)، لكنه شعر بأن اقتراحه مرفوض بقوة من جانب فريق 14 آذار. كان جنبلاط ينتظر عودة بعض المقرّبين من الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، حتى يعرف أن السعودية ترفض المقترح بكل قوة، وهي مستعدة لأي شيء يمنع تحقيقه. ولذلك تقرر بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى المباشرة بحملة شديدة ومركّزة عنوانها: ضرورة تأليف حكومة قبل عيد الاستقلال المقبل!

        الله وحده يعلم ما إذا كان أحمد فتفت يعرف لماذا قيل له أن يطالب بحكومة قبل عيد الاستقلال. لكن الرسالة تتصل بأن السعودية تريد حكومة موالية لها قبل موعد جنيف ــ 2، وهي تحثّ الرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام على السير بحكومة (8 + 8 + 8)... لكن كيف؟

        ـــ ترى السعودية أن بمقدور تمام سلام الاستمرار في مهمته وتعرف أنه يصعب العثور على بديل منه اليوم. ولذلك سوف يكون مطلوباً منه إعداد تشكيلة لا تستثني أحداً (بما في ذلك حزب الله)، على أن تكون الحصص موزعة على أساس ثلاث فئات متساوية. وفي حال رفض حزب الله أو حلفاؤه وحتى التيار الوطني الحر المشاركة، يجري اختيار شخصيات قريبة منهم. كذلك الحال مع وليد جنبلاط.

        ـــ تعمل السعودية على إقناع جنبلاط بالموقف الحيادي، أي إنه ليس ملزماً بالمشاركة في الحكومة، لكن ليس صاحب مهمة إفشال التأليف. والحياد هنا يعني أن على جنبلاط عدم التدخل أو التأثير في موقف الرئيس سليمان أو في الرئيس نجيب ميقاتي، لأن للأخير دوراً يلعبه.

        ـــ تفترض السعودية أن الرئيس ميقاتي سوف يعلن ـــ هي تراهن على مساعدة غربية لها ـــ أنه غير مستعد للاستمرار في رئاسة حكومة تصريف أعمال، وأنه لن يقبل أن يبقى في السرايا في حال شغر موقع رئاسة الجمهورية.
        ـــ تعمل السعودية على إقناع الرئيس سليمان بأنه في مواجهة الفراغ الرئاسي المنتظر، فإنه لا يحق له تسليم السلطة إلى حكومة تصريف أعمال، بل إلى حكومة مؤلفة حديثاً وفيها تمثيل لكل القوى، ويمكن وصفها بحكومة اتحاد وطني.
        ـــ تجري دغدغة الرئيس سليمان بأن احتمال التمديد له سوف يكون أقوى إذا سار في هذه العملية، وأن فرصته في ابتزاز فريق 8 آذار سوف تكون أكبر لضمان تغطية قرار التمديد.

        ـ تفترض السعودية أن يتم تأليف حكومة تصدر بمراسيم عن الرئيسين سليمان وسلام، وهي لا تريد أن تمثل هذه الحكومة أمام المجلس، لكنها تريد انتقال الرئيس المكلف إلى السرايا الكبيرة وتريد عملية التسلّم والتسليم في وزارات أساسية، وبعدها لكل حادث حديث.

        مواجهة جديدة

        يبدو أن السعودية مدعومة من الولايات المتحدة والغرب في وارد أن حكومة كهذه من شأنها إطلاق يد السعودية في لبنان بصورة أكبر، وأن هذه الحكومة ستقوم على قاعدة أنه لا يوجد فيها ثلث معطّل، وأنها غير ملتزمة بثالوث المقاومة والجيش والشعب، بل إن هذه الحكومة سوف ترفع لواء عدم التدخل في الأزمة السورية، وسوف تطلق برنامجاً سياسياً داخلياً وإجرائياً إذا اقتضى الأمر، ودبلوماسياً وإعلامياً، هدفه الضغط على حزب الله للانسحاب من سوريا. خصوم الحزب في لبنان كما في الخارج يرون أن «الشلل السياسي» في لبنان أمر يستفيد منه حزب الله، وحكومة تصريف الاعمال الحالية ليست عنصراً مساعداً ولكنها ليست عنصر إعاقة أمام مشاركة حزب الله في القتال في سوريا. وبالتالي، تقدر السعودية أن تركيبة حكومية جديدة سوف تعزز مكانة القوى الأمنية الحليفة لها في الدولة (قوى الأمن الداخلي) وتحاصر دور الجيش أو تخضع قيادته الحالية لابتزاز مرتبط بالرئاسة: إمّا الحياد أو لا رئاسة لجان قهوجي.

        ... والعودة إلى سوريا

        لا يقدّر السعوديون حجم المغامرة الجديدة التي يعملون عليها. هم يثقون بأن التسوية صارت حاجة لكل الأطراف، لكنهم يلمسون أن التنازلات المطلوبة من السعودية أكبر من أي تنازلات مطلوبة من أي طرف آخر. لكن الخطير هو أن فريق 14 آذار في لبنان قد تورّط في مغامرة تحتاج إلى غطاء ناري كثيف، قد يكون ناجماً عن فتنة داخلية جديدة، وعندها لا يكون لأحد القدرة على فرض وقائع مختلفة، بينما تعود السعودية إلى السهر طوال الليل بانتظار ديك صباحي يخبرها بأن بشار الأسد سقط أو رحل!

        تعليق


        • أوهام الابتزاز السعودي
          غالب قنديل

          تداولت بعض الصحف تأويلات وبعض المعلومات المنسوبة إلى مصادر دبلوماسية مفادها أن المملكة السعودية تراهن على إمكانية فرض حكومة تعكس مصالحها في لبنان مقابل "تسهيل "مؤتمر جنيف فماذا تقول الوقائع عن هذا الرهان ؟. أولا: إن مطالبة المملكة السعودية بما يوصف على أنه "تعويض لبناني" عن خسائرها الجسيمة الناتجة عن كسر قرار العدوان على سوريا والانفتاح الأميركي على إيران تعاكس منطق التوازنات الجديدة الدولية والإقليمية التي أعقبت تراجع أوباما ورضوخه لقواعد العلاقات الدولية من خلال مجلس الأمن الذي تعرف المملكة انه خاضع لحق الفيتو الروسي الصيني الذي ردع العدوان على سوريا ثلاث مرات رغم كل ما أنفقه المسؤولون السعوديون من أموال وجهود مع قطر وتركيا ودول الناتو . ردع العدوان لم يتحقق بنتيجة المبادرة الروسية وحدها بل كان نتيجة معادلات الردع التي أظهرت حجم الكلفة التي ستدفعها أميركا ولإسرائيل وحكومات الخليج إذا نفذ أوباما تهديده حيث أظهرت المواقف التي اتخذتها كتلة المقاومة في المنطقة بدءا من سوريا إلى إيران مرورا بحزب الله أن الرد سيكون كبيرا وعنيفا وموجعا في جميع الاتجاهات وعلى قوس يمتد من مضيق هرمز إلى تركيا وما بينهما الخليج ومياه المتوسط وبالتالي فالتراجع الأميركي كان خيارا لا بد منه وقدمت المبادرة الروسية المخرج السياسي الذي تحفظ فيه الولايات المتحدة ماء الوجه تحت شعار احتواء الكيماوي السوري بينما فتح الباب أمام الحوار مع إيران بقرار أميركي وهو ما وضع السعودية في مأزق خطير. توازن القوى الجديد لا يسمح للسعودية بإملاء الشروط ولا بطلب الأثمان في منطق المعادلات الدولية والإقليمية وكذلك في منطق تبعيتها وارتباطها بالولايات المتحدة الأميركية صاحبة الأمر والنهي على المملكة بجميع مكونات نظامها وأمرائها. ثانيا: المعادلات اللبنانية في ظل التوازنات الجديدة ومع الانكفاء الأميركي الواضح لا تسمح للسعودية بالتصرف كقوة إقليمية منتصرة فهي خسرت في الحساب الكلي لتوازن القوى وبالتالي فإن سوريا وإيران شريكتا المقاومة في صنع المعادلات الجديدة تحصدان ثمرة الصمود وعلى السعودية أن تدفع الأثمان في جميع الساحات وفائض الانجازات الإيرانية والسورية يمثل قوة مضافة في رصيد المقاومة وشركائها اللبنانيين ومن هنا فإن القيادة السعودية تكون واهمة إذا راهنت على تمرير ما لم تستطع تحقيقه في السابق في ظل التوازنات المستجدة وصيغ التسويات التي كانت قابلة للحياة في مراحل ماضية لا يمكن أن تصلح في الوقت الراهن داخل لبنان. الخيار السعودي المحكي عنه بالعودة إلى تشكيلة حكومة الأمر الواقع لتفويضها بإملاء الفراغ الرئاسي المرتقب هو قرار تفجير للأوضاع اللبنانية ونتائجه ستنعكس مباشرة على القوى المتورطة في تنفيذ التعليمات السعودية وبالتالي فإن أي اختبار للقوى على الأرض نتيجته معروفة وسيكون مقامرة بخسارة النفوذ السعودي في لبنان وهذه حقيقة يعرفها المسؤولون السعوديون وهي العنصر الحاسم الذي لجم مغامراتهم منذ سنتين ونصف وهم يعلمون كذلك أن التمادي في استخدام الخلايا التكفيرية ومتفجراتها سيدفع إلى المزيد من التشدد السياسي والجهة المستهدفة معروفة في حزمها ضد أي ابتزاز دموي كالذي يدبره بندر بن سلطان ومرتزقته في لبنان. ثالثا: الهامش الزمني الذي يلعب عليه الحكام السعوديون في العدوان على سوريا هو هامش استنزاف يضيق ويتآكل مع تفكك الجماعات الإرهابية التي راهنوا عليها مع الأميركيين وبعدما تركزت الأسلحة والأموال التي أرسلوها مع قطر وتركيا بأيدي جبهة النصرة وداعش فصيلي القاعدة وانهارت جميع محاولات تعويم الصيغ المتنقلة لما يدعى بالجيش الحر الذي تفرق عسكره بين الملتحقين بعصابات التكفير والعائدين إلى الجيش العربي السوري . ستكون الولايات المتحدة مضطرة خلال الأشهر المقبلة للتسليم بالإجراءات والتدابير المطلوب اتخاذها لوقف دعم الإرهاب في سوريا وستكون مضطرة أيضا لإلزام المملكة السعودية بذلك حتى لو اقتضى الأمر تغييرات داخلية في المملكة تبعد ثنائي بندر وسعود الفيصل كما حصل في قطر وبالأمر الأميركي وخلال هذه الأشهر ليست الدولة السورية في موقع تسول الفرصة لعقد جنيف 2 بأي ثمن مهما كانت درجة الابتزاز السعودية وأيا كانت ساحتها وبالتالي فالمشكلة هي عند السعودية والواجهات السياسية العميلة لما يدعى بالمعارضة التي فضحت الأحداث كونها لا تمتلك أي تأثير حقيقي على العصابات المسلحة في الميدان وعاجزة عن المشاركة في أي آلية جدية لوقف العنف، البند الأول في جدول أعمال جنيف 2 الافتراضي. رابعا: الاعتبارات اللبنانية الداخلية تجعل من الربط بين تشكيل الحكومة الجديدة والاستحقاق الرئاسي مفصلا مقررا في مستقبل التوازنات اللبنانية لسنوات ومن يقرأ جيدا من القوى المحلية يجب أن يعرف انه لا يمكن للواقع اللبناني السياسي أن يذهب عكس الاتجاه العام للتحولات الجارية في العالم وفي المنطقة بل هو خاضع لها بحكم التشابكات والتداخلات الكثيرة. سيكون على القوى الوطنية اللبنانية التمسك بمبدأ تشكيل حكومة تعكس أوزان الكتل النيابية داخل البرلمان فهي المهيأة لإدارة الفراغ الرئاسي والتأسيس للتوافق على قانون انتخابات جديد يعيد تكوين المؤسسات الدستورية بالوصول إلى مجلس نيابي جديد ومؤهل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. لعبة الابتزاز لن تحقق غايتها مهما راهنت السلطات السعودية على إغراء وشراء بعض السياسيين للسير في مخططها المبني على حالة من الرفض الهستيري لتبدل التوازنات ولفشلها المتمادي في النيل من الدولة الوطنية السورية. -

          تعليق


          • الأسد : لغة الوقائع والمبادئ
            غالب قنديل
            الحديث الذي اجرته قناة الميادين مع الرئيس الدكتور بشار الأسد يشكل محطة مهمة في سياق الحملة السياسية والإعلامية الناجحة التي يقودها الأسد بنفسه منذ حوالي الشهرين عبر وسائل الإعلام العالمية وكان لها حتى الآن تأثير كبير على الرأي العام الدولي وحققت موقعا متقدما للرواية السورية عن الأحداث الجارية على ركام الأكاذيب والصور الزائفة التي اجترتها إمبراطوريات إعلامية كبرى في العالم والمنطقة منذ اكثر من عامين ونصف . أولا ظهر الرئيس الأسد في الحوار من خلال ما أعلنه من مواقف وتصورات وما عرضه من وقائع بوصفه الزعيم العربي الذي يقود الصراع ضد الغزوة الاستعمارية الغربية الصهيونية للمنطقة منذ قمة شرم الشيخ مرورا باحتلال العراق وموقفه الشجاع والفريد خلال زيارة كولن باول بعد أسابيع من احتلال بغداد وقد برهن بالحقائق على ان العدوان الراهن على سوريا ما هو إلا امتداد لسلسلة محاولات قامت بها الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة والحكومات الإقليمية التابعة لإخضاع سوريا وللنيل من خيارها المقاوم ومن دورها الاستراتيجي في دعم حركات المقاومة وفي تشكيل التوازنات الجديدة في المنطقة بمنظور تحرري غير خاضع للهيمنة وبالنسبة للرئيس بشار الأسد وبكل واقعية كان خيار التصدي للضغوط والمؤامرات ورفض الإغراءات مكلفا بكل تأكيد لكنه الأقل سوءا من خيار الرضوخ وهو الأفضل لخدمة مصالح سوريا الوطنية ولحماية استقلالها. يمكن عبر ما كشفه الرئيس الأسد من معلومات عن الأحداث المتلاحقة منذ غزو العراق وما تلقاه من عروض وما صده من تهديدات تكوين رواية واقعية للثبات السوري دفاعا عن خيار المقاومة والاستقلال وعن هوية الشرق العربي في مجابهة الحلف الاستعماري الصهيوني الرجعي ولم يقدم الرئيس في هذا المجال رواية إيديولوجية إنشائية بل قدم رواية عن تفاصيل العروض والتهديدات وعن اللقاءات التي عقدها مع مسؤولين دوليين وإقليميين وزوار وموفدين سماهم وأورد تواريخ اجتماعاته بهم وما حملوه وطرحوه عليه لاستدراج التنازلات او لنقل رسائل التهديد التي تشاركت فيها وتناوبت عليها حكومات الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر وتركيا والمحور الحاسم في كل ذلك كان دائما تمسك الأسد بمبادئ استقلال وسيادة سوريا وكرامة شعبها التي تمثل اليوم مصدر ما يدعوه الخصوم "عناد الأسد ". ثانيا الارتباط الوثيق بالواقع والتواضع في عرض المنجزات الاستراتيجية للصمود السوري شكلا ميزة مهمة في حديث الرئيس الأسد عن الصراع الذي تخوضه سوريا فمن غير مبالغة تناول الرئيس تبلور المعادلات الدولية والإقليمية الجديدة التي ما تزال في طور التشكل انطلاقا من صد قرار العدوان الأميركي ولكنها تؤسس اتجاها جديدا في التوازنات العالمية والإقليمية مشددا على متانة التحالفات والشراكات السورية الاستراتيجية مع إيران والمقاومة وروسيا والصين. وفي هذا السياق كان عرض الرئيس للتحولات الحاصلة في الميدان السوري بمؤشرات عملية وليس بلغة وصفية فهو تناول تراجع الحاضن الشعبي للتمرد والإرهاب وظاهرة عودة الفارين إلى الجيش العربي السوري والتفكك المتفاقم في تركيبة العصابات الإرهابية ورجحان كفة التشكيلات القاعدية الإرهابية في مكوناتها المختلفة وحين تحدث عن اتجاه المعارك التي يخوضها الجيش العربي السوري وعن فكرة الانتصار التي عالجها علميا كمعيار نسبي ثم قال ببساطة إن هناك تقدما كبيرا يحصل من غير أن يضرب مواعيد او يبالغ في تقدير الحصيلة منوها بأن المعركة ضد الإرهاب تستغرق وقتا ضروريا وهوغير قليل خصوصا مع استمرار الدعم الخارجي . تحدث الأسد بكل صراحة عن أدوار حكومات تركيا وقطر والسعودية وحركة حماس والتنظيم العالمي للأخوان المسلمين وقدم تشخيصه العملي لحسابات كل منها في تورطها بالعدوان على سوريا وكيف تطورت مواقفها أو تقلبت قبل الأحداث وبعدها ومن غير أي مسايرة وما اعتبره البعض صادما في الحديث هو الحقائق المرة والنافرة التي كان جديرا بقائد عربي مقاوم ان يوردها لشعبه كما هي في حديثه عن جميع هذه الأطراف وادوراها المرتبطة بالمخطط الاستعماري سواء اوهام قطر المتضخمة لنيل التوكيل الأميركي على المنطقة أم رهانات أردوغان الأخوانية ام تبعية السعودية للولايات المتحدة او انتهازية قادة الأخوان وارتهانهم وسلوكيات قيادة حماس الملتوية التي فضلت الجماعة على المقاومة. ثالثا القاعدة المركزية التي يبني عليها الرئيس بشار الأسد خيارات الدولة الوطنية السورية هي إرادة الشعب العربي السوري في جميع السياسات الخارجية والداخلية بدءا من قرار ترشيحه للانتخابات الرئاسية وصولا لمستقبل العلاقات بجميع الحكومات والجهات التي تورطت في العدوان على سوريا أو احتمال العودة للجامعة العربية فهو قال في موضوع الترشيح ان ثمة بعدين الأول شخصي حيث لا مانع من الترشح والثاني هو الإرادة الشعبية وهذا ما سيكون أوانه في موعد الانتخابات وبأي حال توجد لدى معسكر أعداء سوريا صورة واضحة عن هذا البعد بالاحصاءات والأرقام والنسب المئوية المعلنة لمؤيدي الرئيس من السوريين. يمثل الاحتكام للشعب عنصر قوة في مواقف الرئيس الأسد من مفردات الوضع السوري ومستقبل الحوار الوطني الذي يريده وبحزم حوارا سوريا يقود إلى حل سياسي سوري من غير تدخلات خارجية ومن الملاحظ ان الأسد ومنذ فترة بعيدة ربط مستقبل اي صيغة للتفاهم السياسي الناتج عن الحوار بضرورة نيلها مصادقة استفتاء شعبي عام . الخيارات الوطنية والمقاومة التي تمثلها زعامة الرئيس بشار الأسد تنال مساندة غالبية ساحقة في المجتمع السوري على نقيض الواجهات العميلة والمرتزقة التي تولفها اجهزة المخابرات الغربية والخليجية والتركية منذ اكثر من سنتين وتبدل في أسمائها وزعمائها وهي تشكيلات تخشى الاحتكام لصناديق الاقتراع وترتعد فرائصها من هول ما تعرفه مسبقا مع أسيادها ومشغليها حول توازن القوى الفعلي في أي انتخابات سورية حقيقية وشرط عدم الترشح تم تصنيعه في الولايات المتحدة بناء على معرفة دقيقة بهذه الحقيقة. الحملة العدائية الفظة التي قادها جون كيري وزمرة المجتمعين في لندن ردا على حديث الرئيس الأسد تؤكد مأزق قوى العدوان المصممة على مواصلة الاستنزاف عبر دعم الإرهاب لاختبار الأوهام البندرية بينما هي عاجزة عن التحدي الانتخابي بزمر المرتزقة والجواسيس وحيث لا تمثل فصائل إرهابيي القاعدة جهة قابلة للصرف السياسي وهذا هو سر الهروب من الحوار بعد تساقط الرهانات الخائبة على تعديل التوازنات وتلاشي أوهام العدوان الأميركي المباشر الذي كان آخر الحجارة الملقاة في مستنقع الفشل المتعفن .

            تعليق


            • كيري يعلن أن المعارضة السورية لم تشترط «رحيل الأسد» قبل بدء المفاوضات.. وروسيا تشكك في بيان الإتحاد الأوروبي
              أعلن وزير الخارجية الامريكي جون كيري أن المعارضة السورية لم تقل أن شرطها هو رحيل الرئيس السوري بشار الأسد قبل بدء المفاوضات.
              وقال كيري خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع ما يعرف بمجموعة "اصدقاء سورية" في لندن اليوم ان "الجميع اتفق على حكومة انتقالية خلال جنيف 1 بما فيها روسيا، وما قمنا به اليوم هو زيادة الالتزام باتجاه انعقاد مؤتمر جنيف 2 والغرض المحدد منه وهو تطبيق جنيف الاول".
              وشدد الوزير الأميركي على عدم وجود حل عسكري للنزاع في سورية، قائلا إن "هذه الحرب لن تنتهي بانتصار في الميدان، بل سينهيها حل يتم التوصل إليه عبر المفاوضات". وأكد أن عملية إتلاف الأسلحة الكيميائية السورية تستمر، لكن هذه العملية وحدها لن تؤدي إلى تسوية الأزمة في البلاد. وأعرب عن قناعته بأن استمرار النزاع في سورية سيؤدي إلى زيادة نفوذ المجموعات المتطرفة، والى تدمير الدولة.
              كلام كيري المطمئن لم يدم سوى دقائق حتى خرج رئيس "الائتلاف " المعارض أحمد الجربا وأعلن رفضه المشاركة في "جنيف 2" اذا لم يتضمن انتقالا للسلطة ورحيل الرئيس بشار الاسد.
              الجربا اعتبر الائتلاف المعارض الممثل الوحيد للشعب السوري الذي مل من الوعود الكاذبه للمجتمع الدولي حسب تعبيره
              روسيا تشكك في بيان الاتحاد الأوروبي
              إلى ذلك اعتبرت مصادر في الخارجية الروسية أن "بيان الإتحاد الأوروبي حول أهداف مؤتمر جنيف 2 يتناقض مع الجهود الدولية المبذولة لإيجاد حلّ سياسي للازمة السورية، خصوصاً أنّ هناك توافقاً دولياً بين جميع الفرقاء وفي مقدمهم الامين العام للأمم المتحدة على عقد مؤتمر جنيف بلا شروط مسبقة، ومن دون تحديد سقف معيّن لأهدافه.
              ورفضت المصادر الروسية عبر صحيفة "الجمهورية" قيام الاتحاد، ورغم دعوته المعارضة السورية الى المشاركة في المؤتمر، بتشدّيده على حصر الدور القيادي للمعارضة بالإئتلاف، ما يعني انّ المحور الغربي سيذهب الى جنيف وفي جعبته تصور لا يختلف كثيراً عن تصوره في جنيف ـ 1 الامر الذي سيجعل من جنيف ـ2 مؤتمراً لرفع العتب،
              وأكدت المصادر أن "موسكو لن تتراجع عن مواقفها انطلاقا من خوفها من تفتّت المجتمع السوري على أسس طائفية ومذهبية وعرقية، الامر الذي سينعكس سلباً على منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً على الدول المجاورة، لا سيما وانّ بوادر هذا التفتت الاجتماعي بدأت تظهر جلية في العراق وفي بعض الدول العربية الاخرى،
              إيران ترفض وضع شروط لمشاركتها في جنيف
              وبالرغم من العصا التي وضعها الإئتلاف المعارض في عجلة التحضيرات لجنيف ينوي المبعوث الأممي والعربي إلى سورية الاخضر الابراهيمي إجراء مشاورات ثلاثية في بداية نوفمبر/تشرين الثاني مع روسيا والولايات المتحدة في إطار التحضير لعقد مؤتمر "جنيف – 2".
              من جانبها أعلنت إيران أنها لن تقبل بأي شروط مسبقة لمشاركتها في مؤتمر "جنيف 2". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضيه أفخم في إيجاز صحفي اليوم الثلاثاء إن "جمهورية إيران الإسلامية تلعب دورا إيجابيا وخلاقا في سورية وتتمسك بضرورة السماح للشعب السوري باستخدام حقه في تقرير مصيره".
              الناتو وروسيا قد يتدخلان لمكافحة الإرهاب في سوريا
              وفي سياق متصل أعلن المندوب الروسي لدى حلف شمال الأطلسي ألكسندر غروشكو أن شركاء موسكو في حلف الناتو يدركون عدم وجود بديل لعقد مؤتمر "جنيف 2" بمشاركة كافة الأطراف السورية من أجل تسوية الأزمة.
              وقال غروشكو في حديث لوكالة "نوفوستي" إن جميع أعضاء مجلس "روسيا - الناتو" أكدوا تمسكهم بالاتفاقات التي اتخذها المجلس التنفيذي لمنظمة حظر السلاح الكيميائي وقرار مجلس الأمن رقم 2118، مشيرا إلى أن دولا عديدة مستعدة لتقديم الدعم المالي لوضع السلاح الكيميائي تحت الرقابة الدولية وتدميره.
              كما أكد الدبلوماسي الروسي أن "الشركاء قلقون من الأخطار النابعة عن الجماعات المتطرفة بما في ذلك المرتبطة بتنظيم "القاعدة" والتي اجتاحت البلاد"، مشيرا إلى أن مجلس الأمن الدولي سيواصل الحوار وأنه لا يستبعد أن يتطلب الوضع استخدام قدرات مجلس "روسيا - الناتو" في حل مسائل عملية محددة، لأن ما يحدث في سورية والمنطقة يمس أمن روسيا ودول الناتو.
              وفي سياق منفصل أبلغ بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود رئيس المخابرات السعودية دبلوماسيين أوروبيين أن الرياض ستحجّم علاقاتها مع واشنطن بسبب موقف الأخيرة من سورية وايران، حسبما ذكرت وكالة "رويترز" اليوم.
              وقالت مصادر لـ "رويترز" إن بندر أشار للدبلوماسيين إلى أن واشنطن فشلت في التحرك بفاعلية في الأزمة السورية والنزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كما أشار إلى التقارب بين الولايات المتحدة وايران، وعدم دعم واشنطن للرياض في مساعدتها البحرين التي واجهت احتجاجات مناهضة للحكومة.

              تعليق


              • حماس .. والخطاب التصالحي

                رامز مصطفى

                توقف الكثير من المراقبين السياسيين والإعلاميين عند ما جاء في كلمة السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» والتي جاءت في حفل افتتاح ورشة نظمتها مؤسسة القدس الدولية في مدينة بيروت في التاسع من تشرين أول الجاري حول القدس بعنوان «القدس في أجندة الشعوب والحكومات العربية والإسلامية».

                وما استوقف هؤلاء حديثه في نقطتين بارزتين وإن بدت واحدة منهما بديهية إلاّ أن أهميتها في التأكيد عليها في ظل التشكيك من علامات استفهام وأسئلة بعد الذي شهدته المنطقة من تطورات في سياق ما سمي «الربيع العربي» على أن الحركة غادرت خيارها كفصيل مقاوم في الساحة الفلسطينية. والنقطتان أولهما التأكيد على خيار المقاومة المسلحة التي لا يعرف العدو لغة غيرها ليهرب ويطرد ويخرج من أرضنا وقدسنا ومقدساتنا. ودعوته السلطة والأجهزة الأمنية الفلسطينية بإطلاق يد المقاومة وحمايتها وعدم تجريمها وملاحقتها ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال وحماية المستوطنين بدل المقاومين. وذهابه إلى توجيه التحذير لكل الزعماء من عرب ومسيحيين والمسؤولين الفلسطينيين من مفاوضين وغيرهم بأنهم غير مخولين في التنازل عن القدس. والدعوة للقاء وطني من أجل القدس وضرورة حسم الموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي اتجاه قضية القدس والتمسك بها غير مقسمة ورفض التنازل عنها. وثانيهما وهي التي استحوذت من دون سواها ما جاء في سياق كلمته من مواقف وهو حديثه عن الثورات العربية وموقف حماس من الأزمة السورية حين خصها بفقرة مكتوبة حرص على قراءتها وأوردها بدوري للأهمية كما هي: «النقطة الأخيرة أختم بها وأقرأها كما هي والحر تكفيه الإشارة وأظنها واضحة الدلالات وهي جزء من الإستراتيجية من حق شعوب العالم العربي وهي شعوب عزيزة لطالما احتضنتنا ودعمتنا وما قصرت في قضيتنا من حقها أن يكون لها نضالها الوطني من أجل حريتها وكرامتها ونهضتها وديمقراطيتها ووقوفها ضد الفساد والاستبداد ومن صميم قلوبنا نتمنى أن تنال هذه الشعوب العزيزة مطالبها وحقوقها بسلام ولكن بعيدا عن الدماء وعن الاستقطاب والصراعات الطائفية والعرقية وعما يمزِّقُ الصف الوطني في كل بلد وبعيدا عن التدخلات الخارجية في بلادنا. وندعوها في الوقت ذاته إلى استحضار المعركة الأساسية ضد إسرائيل التي تمثل الشر الأكبر والعدو الحقيقي المشترك لنا الذي يهددنا جميعا. لتكن معركة القدس والأقصى العنوان الجامع لنا كأمة ومن أجلها وفي سبيلها نلتقي معا ونعمل في المشتركات وهي كثيرة وعلى رأسها مقاومة المشروع الصهيوني ثم أن نحقق مصالحنا واستقرارنا وحقوقنا التي لا نختلف عليها في ذلك مصلحة مشتركة لنا جميعاً وحماية لنا على المستوى العام كأمة وعلى المستوى القُطْري كذلك.

                ويضاف إلى هذا الكلام المهم إشارات جاءت على لسان كل من القيادي في الحركة الدكتور أحمد يوسف في لقاء على إحدى القنوات الفضائية وفي معرض سؤاله عما جاء في كلمة السيد خالد مشعل التصالحية مع سورية فهل نعتبر ذلك قراءة جديدة؟ فأجاب «نعم هناك قراءة جديدة لدى حركة حماس على ضوء المستجدات الحاصلة في المنطقة». وكذلك ما جاء على لسان عضو المكتب السياسي للحركة الدكتور موسى أبو مرزوق في مقابلته على قناة الميادين حين أكد «أن السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي رفع علم ما يسمى «بالثورة السورية» عن طريق الخطأ. ونريد لسورية أن تتعافى ولدينا رغبة في إعادة فتح الخطوط معها وعلينا أن نعمل لتعود إلى ما كانت عليه. وسورية شكلت أمل الفلسطينيين ومقاومتهم وهي قلب فلسطين النابض. ونحن أي حماس لم تلتق مع أي طرف من أطراف المعارضة السورية».

                يأتي هذا التطور في الخطاب السياسي الجديد لحركة حماس مما سمي بثورات الربيع العربي والأزمة السورية بعد التطور الملحوظ في العلاقة المتعثرة بين الحركة وكل من إيران وحزب الله على خلفية مواقف الحركة مما يجري في سورية والتي التزمت قراءة الإخوان المسلمين وتقديمها على قراءتها كحركة مقاومة وطنية فلسطينية. وعودة الدفء للعلاقة بين الأطراف الثلاثة لم يكن متاحاً لولا تطورين بارزين الأول أن المشترك الإستراتيجي الذي شكل ناظم العلاقة بين الأطراف الثلاثة هي المقاومة والموقف الحاسم من «إسرائيل» كعدو أوحد وتعاظم حجم التحديات في وجه القضية الفلسطينية ومحاولات تصفيتها في ظل الانقسام الفلسطيني والانشغال العربي في أحداث المنطقة. وهذا ما أكد عليه السيد خالد مشعل في كلمته في ورشة مؤسسة القدس. والثاني التطورات المتلاحقة في المنطقة لا سيّما في مصر حيث سقط نظام الرئيس محمد مرسي وبالتالي تعثر حركة النهضة في تونس كمكون أساس ورئيس للحكم فيها ورضوخه لمطالب المعارضة. مضافاً لذلك الإخفاق الكبير الذي يواجهه برنامج إسقاط الدولة السورية الذي تقوده الإدارة الأميركية وحلفاؤها من أوروبيين وكيان «إسرائيلي» مع جوقة واسعة من دول إقليمية وظفت إمكانياتهما ومواردهما ومواقعهما في سبيل إسقاط سورية التي وكما صرح رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز «أن ما تواجهه سورية اليوم من أحداث بسبب أن سورية لم توقع معاهدة سلام مع «إسرائيل». وشعور قيادة حركة حماس أن الدول الخليجية وتحديداً السعودية والإمارات والبحرين وربما الكويت بدأت تعاملها كحركة إخوان مسلمين لا حركة مقاومة فلسطينية بعد أن انتهى حكم الرئيس مرسي في مصر.

                ورداً على الخطاب التصالحي لمشعل شن ما يسمى متزعم «جيش الإسلام» المدعو زهران علوش هجوماً عنيفاً على السيد مشعل واعتبر تصريحاته المفاجئة حين قال: «لعلّ مشعل بتوصيفه للجهاد المقدس على ارض الشام بالحرب الطائفية يحاول نيل شهادة حسن سلوك دولية على حساب الدم السوري». وان المجاهدين قد أخطأوا الهدف يحاول من خلالها استرضاء إيران» وأضاف المدعو علوش «نحن أحرص على الأقصى من خالد مشعل وأمثاله الذين امتهنوا المتاجرة بقضيتهم ودماء أبناء أمتهم وان من يمارس جهاد المكاتب لا ينبغي أن يوجه النصائح إلى من يتقلب في الخنادق».

                وبغض النظر عن الآراء المتقابلة حول مستجد قراءة حماس التصالحية مع سورية والتي جاءت على لسان السيد خالد مشعل والدكتور موسى أبو مرزوق فهي تقاطعت عند نقطة مرارة وقسوة الغدر .. الخ . ولكن ما دامت السياسة قناعات ومصالح حسب ما ختمت به جريدة الأخبار اللبنانية حديثها مع الرئيس بشار الأسد بالقول «وإن بدا واضحاً أن قلب الأسد لا يزال مثخناً بالجراح التي تسببت بها حماس مع إبقاء الباب مفتوحاً إذا فرضت المصلحة اختراقات معينة. في النهاية السياسة قناعات ومصالح». أليس من حقنا أن نستعيد حماس حركةَ مقاومةٍ وطنية فلسطينية في إطار جبهة مقاومة وممانعة للمشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة؟.

                البناء

                تعليق


                • الأسد وربيع العرب : ثورات أم تثوير؟
                  بشير عيسى

                  في الشكل، يبدو التخلي الأميركي عن زين العابدين بن علي وحسني مبارك، جاء نتيجةً لثورة شعبية، أعدّت لها مجموعات شبابية على مواقع التواصل الاجتماعي، دعت خلالها الشباب إلى نزول الميادين طلباً للحرية والتغيير، بعد حادثة البوعزيزي. أهم هذه المجموعات، اتضح لاحقاً، أنّها تلقت تدريبات من جهات خارجية.

                  وهذا ما كان ليتم وينجح، لولا سياسات التهميش وتفشي البطالة، إضافة إلى طريقة تعاطي الأجهزة الأمنية مع حدث كهذا، فكانت من حيث لا تدري، تفتح المجال أمام الإعلام، ليؤدي دوراً فاعلاً في تشكيل رأي عام، متضامن مع المتظاهرين وضاغط على الأنظمة. في ظل هذا المناخ، تحركت الإدارة الأميركية، نحو قادة المؤسسة العسكرية في تونس ومصر، مطالبةً عبرهم، إبلاغ كلا الرئيسين بالتنحي! يرحل بن علي، ويعود الغنوشي زعيم النهضة الإخوانية، وكأنه قائد الحراك! فيما حل الإخوان مكان مبارك.

                  بداية الحراك المصري، أطلق الرئيس أوباما مسمّى الربيع العربي، واعداً بأن إدارته ستقف إلى جانب الشعوب العربية، في تطلعاتها للحرية والديموقراطية! وبذلك بات المناخ الدولي، المعزّز بالإعلام الغربي وملحقاته، مع كتاب وسياسيين عرب مهيّأ لفكرة إسقاط الأنظمة شعبياً، وبين تونس ومصر، كان لزاماً أن يثور الشعب الليبي!

                  باختصار، تحركت كتائب القذافي لضرب المتظاهرين، الذين تسلحوا بعد أول تحرك! فحُرّرت بنغازي، وتشكل المجلس الوطني المعارض، بمباركة أطلسية وعربية، وحرصاً على عدم سقوط بنغازي، ودعماً للثورة! تحرك الأوروبيون والأميركييون، نحو مجلس الأمن لاستصدار قرار أممي، يقضي بإنشاء مناطق عازلة لحماية المدنيين، فكانت ذريعة الناتو للتدخل! أثناء المعارك، التقى الوفد الأفريقي بزعامة جاكوب زوما بالقذافي، حيث أبدى الأخير استعداده للتفاوض، لكن المثير للدهشة هو رفض الولايات المتحدة، قبل اجتماع المجلس الوطني للردّ؟!

                  إذن، ليست المسألة حماية المدنيين. والمطلوب اغتيال العقيد لأسباب عدة، منها: وضع اليد على استثماراته وحساباته المصرفية السرية. ثانياً: امتلاكه معلومات ووثائق تدين مجموعة من قادة الأطلسي. ثالثاً: قتله بطريقة مهينة، لاستثمارها في تغذية النعرات القبلية، لكون الفوضى الخلّاقة تستوجب استنفار العصبيات. رابعاً: توجيه رسالة قوية لمن سيقف بوجه ربيعنا العربي أن يختار، إما الرحيل على طريقة بن علي ومبارك، أو بالقوة على طريقة القذافي!

                  وبزخم إعلامي محفز تمدّد الحراك، شاملاً البحرين واليمن وسوريا بشكل رئيسي. لكن البحرين أربكت الحسابات الأميركية، فكشف زيف وعودها عندما باركت بغض الطرف، دخول قوات درع الجزيرة لحماية نظام الأسرة الحاكمة. ولأن حراكها عارم وسلمي، ويشكل إحراجاً أمام الرأي العام العالمي، زجّ بالفوبيا الإيرانية، لكن ما كشفه تقرير لجنة العفو الدولية، والذي صادق عليه الملك، أظهر قطعياً وطنية وسلمية الحراك!

                  ولأن الربيع ليس وارداً مروره بالممالك العربية، فقد كان التركيز على سوريا يليها اليمن. والمضحك المبكي بهذه الأخيرة، أنّه بعد قيام تظاهرات سلمية قلّ نظيرها، تنتهي بتسوية يفوز بموجبها عبد ربه منصور هادي نائب علي عبد الله صالح، بنسبة 99%؟!، وذلك خوفاً من انتقال الأزمة إلى المملكة السعودية، ما يعني خروج قطار الربيع عن السكة الأميركية، وبالتالي ضياع البوصلة المتجهة إلى سوريا. لذلك دفعت الإدارة الأميركية باتجاه خروج الرئيس صالح، كمحطة تهيئ لخروج الأسد.

                  بهذا المنحى، كان الإعلام المعولم يعمل جاهداً لإظهار سلمية الحراك، وتقديمه بحلة ليبرالية – علمانية، كمرحلة أولى في خطة إسقاط نظام الأسد، وهو ما يفسر غياب الإخوان عن المشهد الإعلامي بداية الحراك، كما جرى بباقي دول الربيع! لكن في حال تعذُّر السقوط، يجري الانتقال إلى المرحلة الثانية، على الطريقة الليبية. وهو ما كانت تعمل عليه حكومة العدالة والتنمية، الإخوانية في أنقرة، بتخطيط أميركي وتمويل قطري، يهدف إلى قيام منطقة حظر جوي بذريعة حماية المدنيين، لذلك لا يعود مستغرباً قيام الأتراك بتجهيز مخيمات اللجوء بداية الأزمة السورية. ترافقها بروباغندا إعلامية تشيْطن النظام، وتُظهر الأسد على أنه قاتل شعبه. ولأنّ النظام ضليع بنظريات المؤامرة، آثرت الولايات المتحدة الصمت في الأيام الأولى، فيما أخذت تركيا وقطر دور الناصح، ضمن تنسيق يراد منه، تصوير الحراك على أنّه جاء بفعل وعوامل داخلية، بقصد إحراج الأسد ومنعه من الاتكاء على ورقة المؤامرة، ما يجعله بمواجه مباشرة مع شعبه!

                  وبحكم معلوماته، أصرّ الأسد على أنّ ما يجري مؤامرة، استغلت المطالب المشروعة، ومدركاً في الوقت عينه أن معظم من خرجوا، ضاقوا ذرعاً بفساد النظام ودكتاتوريته، وأنهم في فورة حراكهم المؤزر بأضخم وسائل الإعلام، غير مستعدين لسماع ما يقوله الإعلام الرسمي. وهذا يفسر قوله حول ضرورة تزويد الإعلام بالمعلومة الصحيحة!

                  أما في الشق العمَلاني، فبدا أنه يستعد لحرب طويلة على كافة المستويات، حيث قرر التوجه شرقاً، لعلمه بأن مواجهة الولايات المتحدة حتمية، ولا سيما بعد رفضه لشروط كولن باول. وهذه قناعة عبّر عنها سابقاً في قمة بيروت، حين قال: «من يتنازل للأميركي مرة، فسوف يتنازل له دائماً». فالأسد لا يقدم تنازلات حتى لحليفه الروسي، وهذا كان واضحاً بموقفه من جنيف 1، وكان سبباً في خروج جنيف 2، فمنذ بعثة الدابي ثم كوفي أنان، مروراً بالأخضر الإبراهيمي، ووصولاً للجنة الأمم المتحدة، المكلفة التحقيق في استخدام الكيميائي، كان يشترط أمرين، هما السيادة والقرار المستقل. وهذا ما لم تره المعارضة، فكان أحد أهم أسباب فشلها، وذلك لاعتقادها بأنّ الأسد بيدق وليس لاعباً!

                  فقد كانت أولوية الأسد لحظة تسلمه مقاليد الحكم، ايجاد فريق عمل يستعيد معه نقاط الارتكاز في مفاصل صنع القرار، بدءاً بمؤسسة الرئاسة إلى الخارجية، وصولاً إلى المؤسسة العسكرية والأمنية، وانتهاءً بالقيادة القِطرية، لعلمه بأن الخطر الحقيقي يكمن في المنظومة الفاسدة والمترهلة، التي شكلت نظاماً طفيلياً تنامى على حساب الدولة ومناعتها.

                  ومع اندلاع الاحتجاجات في درعا، بسبب ما قيل إنّ رئيس فرع الأمن السياسي العميد عاطف نجيب اعتقل مجموعة أطفال كتبت على الجدران: الشعب يريد إسقاط النظام، حيث عذّبهم وقلع أظفارهم! ثم تعرض لكرامة ذويهم، ما أشعل ثورة الكرامة! الشيء الغريب، أنّ الجزيرة القطرية التي كانت موجودة في درعا، لم تعرض الأطفال الذين اقتلعت أظفارهم، كذلك لم تلتقِ بذويهم! ونحن لا ننكر أن الأجهزة الأمنية لا تقوم بالتعذيب، ولكن من باب الوقوف على حقيقة ما كان يجري ويُعدّ لحشد الرأي العام. وهنا تصدر المسجد العمري وإمامه الشيخ الصياصني، واجهة الأحداث ورمزيتها، على خلفية إحراق صور الرئيس الأسد والأمين العام لحزب الله، وترديد هتاف «لا إيران ولا حزب الله، بدنا مسلم سني يخاف الله». لكن الإعلام المناهض للأسد آثر التركيز على سلمية الحراك، والشعارات الوطنية الجامعة الهادفة إلى الحرية والتغيير.

                  بهذا المنحى تحرّك الأسد لامتصاص الزخم القادم من الجنوب باتجاه العاصمة، فأقال المحافظ والعميد، ثم أرسل بطلب الوجهاء، ومنهم الشيخ الصياصني، وقد أقرّ الأخير قبل انقلابه ثانية بأنّ «الرئيس استمع إليهم ووعد بالاستجابة لمطالبهم»، مشيراً إلى أنّ كل من سقط شهيد، ستقوم الدولة بالتعويض عليه، كذلك فإنه لم يمانع حرية التظاهر، شرط عدم الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وألا يحتكوا بالجيش والأجهزة الأمنية. وقبل وصولهم إلى درعا، رأوا الجيش منسحباً لأطراف البلدة. بعدها خرج الناس للتظاهر حتى وصلوا إلى حواجز الجيش، فطالبوهم بالرجوع، لكن البعض لم يستمع، فاصطدموا مع الجيش».

                  إذن، نحن أمام فريق داخل الحراك لا يريد له السلمية، وكذلك الأمر مع دعاة الحل العسكري، الذي كانت تقف خلفه خلية الأزمة بما تمثله من حرس قديم. هذان الفريقان كانا بمثابة الطرف الثالث، الذي يقف بين نظام الأسد الآخذ بالتبلور والمتظاهرين السلميين، وكان صاحب اليد الطولى في عسكرة الحراك. وذلك رداً على انفتاح الأسد وقبوله للحوار، ليس مع المعارضة فحسب، بل مع كل الفعاليات والوجهاء والشخصيات الشعبية والثقافية. الأمر الذي دفع معارضيه إلى التصعيد بهدف إجباره على الرحيل، على طريقة بن علي ومبارك. وهو مطلب أميركي، بدليل أن الأخير وحلفاءه لم يسعوا يوماً إلى حوار حقيقي يفضي إلى حل سياسي للأزمة. وكان كلما استجاب الأسد لمطلب، عمد الطرف الثالث إلى إطلاق النار على المتظاهرين. بهذا السياق جرت شرعنة السلاح، بذريعة حماية المدنيين والمتظاهرين السلميين.

                  كثير من السياسيين صدقوا هذه الذريعة، ولم يسألوا كيف يمكن مسلحين حماية متظاهرين من طلقات قناصة، على أقل تقدير!؟ لقد كان لافتاً الدور الذي أدّته قيادات الإخوان – التي شكلت المجلس الوطني بتنسيق أميركي ودعم قطري ومظلة تركية لوجستية – وسعيها الحثيث إلى عسكرة الحراك، ليكون مقدمة لتدخل خارجي. وهو أمر كشفه المعارض هيثم مناع منذ الأيام الأولى، حين تحدث عن جهات لم يسمّها عرضت عليه السلاح! ما يؤكد أن السيناريو الليبي هو ما كان يجري الإعداد له، بدليل أن المسؤولين والقيادات التي انشقت عن النظام كانوا يلتحقون بالمجلس الوطني، كما في الحالة الليبية وليس لهيئة التنسيق الرافضة للتدخل العسكري.

                  بعد ضرب خلية الأزمة، ظهر نظام الأسد أكثر تماسكاً، وان إمكانية الانقلاب عليه من داخله باتت معدومة، ما دفع الروس والصينيين إلى منحه الفيتو الثاني. وهنا لم يستعجل الأسد في حسمه العسكري، إذ اعتمد استراتيجية التدرج والمزامنة في الحسم، فمن جهة كان يعمل على ما سمّاه «التطهير الذاتي»، بالتزامن مع تأمين المناطق السيادية والاستراتيجية، بما تحويه من مواقع ومراكز ومؤسسات حساسة. ومن جهة ثانية، كان التحدي الحقيقي له، يكمن في تغيير المزاج الشعبي واستمالة الكتلة الوسطية إلى صفه. والأصعب كان في مدى قدرته على خلخلة البيئات الحاضنة لمعارضيه واستمالة بعضها على أقل تقدير، حيث استفاد من انقسامات المعارضة وكثرة المرجعيات، التي أوصلتها حد الاقتتال في ما بينها، وهيمنة المتطرفين والمتخلفين عليها، ما جعلها تقدم أسوأ وأخطر نموذج للحكم في مناطق سيطرتها. وهذا تحديداً ما كان يراهن عليه الأسد منذ البداية، حين قال: «كان يلزمنا الوقت ليعرف الشعب ماذا يُحضّر له». بدا الأسد موفقاً في نهجه السياسي، وهو ما أكدته استطلاعات الرأي الغربية، التي أعطته بداية الأزمة 30% شعبية، ثم وصلت راهناً لقرابة 60%. أمام هذا الواقع الذي تعذر فيه إسقاط نظام الأسد، لجأت الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى فتح بوابات الجهاد، من كل فجٍّ عميق ضمن توجه بائس، اصطدم مع غالبية الشعب وحلفائه، الذين جاؤوا لنصرته فرجحت مرة ثانية كفة ميزان القوى لمصلحة النظام رغم الضربات الإسرائيلية المتكررة. وبذلك لم يبقَ أمامهم سوى التدخل المباشر من خارج مجلس الأمن، بذريعة استخدام السلاح الكيميائي، وهو ما حذرنا منه قبل أشهر من على هذا المنبر، بمقالة عنوانها: «هل ستستخدم المعارضة المسلحة ورقة الجوكر؟»، حيث تضرب المدنيين، ومن ثم تُلصَق التهمة بالنظام، بغية تحقيق الخط الأحمر، الذي وضعه أوباما للتدخل العسكري!

                  وبذلك تدق المعارضة الخارجية آخر مسمار في نعشها الوطني، وهي تستجدي حلفاء إسرائيل، ليتمموا ما عجزوا عن إكماله. وهو أمر بات متعذراً لأسباب عدة، أهمها: غياب المعارضة المتماسكة والفاعلة على الأرض، يقابلها ثبات النظام وتماسكه. ثانياً: سيطرة المجموعات التكفيرية، بعد أن غطتها المعارضة، في خطوة هدفت إلى إضعاف النظام، لكن ما حصل كان العكس. ثالثاً: الإفراط في التعويل على الخارج، قابله ازدياد شعبية النظام داخلياً وعربياً، الأمر الذي جعل حلفاءه أكثر ارتياحاً ودعماً له، وهذا ما عبر عنه أردوغان بقوله: «لم نكن نتوقع أن للأسد مثل هذه التحالفات الدولية». يبقى أن المنظومة التي تراهن عليها المعارضة، منظومة مترهلة وآفلة، بعكس المنظومة المتحالف معها النظام، فهي قوة فتية ومسارها يؤكد أنها سترث المنظومة الشائخة في المنطقة والعالم. وهذا ما بدا جلياً بعد اجتماع مجموعة العشرين في سانت بطرسبورغ، حيث ظهرت دول البريكس بقيادة روسيا – بوتين، تتقدم ريادة العالم في رفضها للحرب على سوريا، قابله تراجع للمكانة والدور الأميركي، ولا سيّما بعد الفشل الذي مني به الرئيس أوباما، في الحصول على حشد دولي يليق بالزعامة المفترضة، أقله بين حلفائه الأوروبيين!

                  * كاتب سوري – الاخبار

                  تعليق



                  • من سوريا إلى الجزائر خُدّام خَدَم محور الشّر في مأزق
                    زكرياء حبيبي
                    كما كُنا نتوقع دائما منذ بدء تنفيذ مُؤامرة الربيع العربي، كشفت بعض المصادر الإعلامية في الجزائر، أن الولايات المتحدة الأمريكية، انطلقت فعلا في تدريب بعض الشباب الجزائري، على تقنيات التخريب، وزعزعة استقرار الجزائر، وقد سبق وأن حذّرنا من ذلك في كل المقالات التي نشرناها، من منطلق قناعتنا، أن الجزائر التي شكّلت حالة الإستثناء، في سيناريو مُؤامرة الربيع العربي، والتي أبدت مُعارضتها الصريحة لتفتيت وتقسيم البلدان العربية، في كلّ المحافل الدولية وبالأخص في جامعة الدول “الكافرة بالعروبة”، لا يُمكن أن ننتظر أن تبقى بعيدة عن انتقام مُهندسي هذه المُؤامرة، وتحرّشات أدواتهم من مماليك ومشيخات الخليج، والعثمانيين الجُدد.
                    وقد رأينا كيف أن الجزائر أحبطت كلّ مُحاولات زعزعة أمنها إنطلاقا من ليبيا ومالي وأخيرا من تونس، التي تمركزت جماعات الكُفر والتكفير بالقرب من حُدودنا، لإرسال رسائل غير مُشفرة، مغزاها أن نار “الربيع العربي” ستطال الجزائر، ورأينا كيف أنّ جارنا المغربي، تكفّل بشطر مُهم من سيناريو المؤامرة، عبر إغراقه الجزائر بأطنان من المُخدرات، في حملة مسعورة لم نرى لها مثيلا على الإطلاق، الأمر الذي استدعى حفر الخنادق على طول الحدود الجزائرية المغربية، ليس فقط لوقف حرب “الأفيون”، وإنما لإحباط كلّ السيناريوهات التي قد يلجأ إليها مُهندسو مُؤامرة “الربيع العربي”، وأقول ذلك، لأننا لم نشهد منذ إستقلال الجزائر، وحتى في الظروف العصيبة التي مرّت بها العلاقات بين المغرب والجزائر، حفر الخنادق على الحُدود بين البلدين، ما يُؤكّد أن الخطر القادم من جارتنا المملكة المغربية، هو أكبر من أن نحصره في مشكل تهريب المُخدّرات، وبرأيي أن الأمر بات أشبه إلى حدّ بعيد بما حصل بين سوريا والأردن، هذا الأخير الذي كان يستفيد أيّما استفادة من جارته سوريا، في شتى المجالات، الإقتصادية وغيرها، لكنه وبفعل الضغوط الأمريكية، والسعودية، تحوّل مُؤخرا إلى بوابة للتآمر وتصدير الإرهاب والسلاح إلى سوريا، ما جعله يدفع الثمن غاليا، بل ومن غير المُستبعد، أن تنتهي مُغامرة العاهل السعودي في سوريا، بوأد العرش الملكي وإلى الأبد، ونتذكّر هنا في حالة الأردن والمملكة المغربية كذلك، الإقتراح المسموم الذي تقدّم به مجلس التعاون الخليجي لضم كلّ من الأردن والمغرب إليه، في منتصف سنة 2011، فهذا المجلس الذي لا يُمثل سوى أداة بيد الصهاينة والأمريكيين، انطلق في عملية إغراء للأردن والمغرب، لتحضيرهما لما يقومان به اليوم من تآمر رخيص، هدفه تركيع وتفتيت كل الدول العربية التي لا تخضع لنظام المماليك والمشيخات، وهو ما تنبّه له والدي رحمه الله وحذّر منه في حينه في مقال تحت عنوان “المغرب العربي السبيل الوحيد لمواجهة مؤامرة دُويلات الخليج” نشره شهر ماي 2011، ومن أهم ما ورد فيه: “لم يبق للعرب سوى إقامة صلاة الجنازة على العقل والوعي العربي، وتشييع كل رموز ما يُسمّى بالوحدة العربية، فبعد كل ما حدث من كوارث ومآسي في حق الشعوب العربية في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا.. تحت غطاء “ثورات التغيير”، هذه الثورات التي كان وقودها الآلاف من مواطني هذه الدول، والذين ستنضاف إليهم آلاف أخرى في دول عربية عديدة، جاء الوقت لنتساءل عمّا قدّمته للشعوب العربية، فهل مكّنتها من الخروج فعلا إلى فضاء الديموقراطية كما يُصوّرها لنا الغرب، وقنوات الفتن من قبيل “الخنزيرة” و”العبرية” وما جاورهما….. إن ما سُمّي ب “ثورات التغيير”، لم يكن من نتاج الوعي العربي على الإطلاق، بل هو نتاج لإستراتيجية تمّ إعدادها في المخابر الأمريكية والصهيونية والغربية، لقطع الطريق من جديد أمام الشعوب العربية، وحرمانها من تحديد معالم المستقبل الذي تريده، لأنه وبرأيي لا يُعقل أن تقف وراء هذه “الثورات” بالمال والدعم الإعلامي، دُويلة كقطر، أو الإمارات، وباقي بلدان الخليج المتخندقة فيما سُمّي بدول الإعتدال… فشعوب هذه المنطقة -يعني بها دول المغرب العربي- يتوجّب عليها أن تنشد التغيير كما تُريده هي لا كما يريده الغرب ودُويلات الخليج لها”.
                    اليوم وفي ظلّ ما يحدث في منطقة المغرب العربي، أرى أن جارنا محمد السادس، يسعى بدون دراية ربّما، لتكرار سيناريو الأردن مع سوريا، والذي بات الأردن يدفع ثمنه غاليا، بل وأجبر ملك الأردن، على التوجه إلى الرياض، لطلب إعفائه من الإستمرار في المُغامرة التي ستُفجّر عرشه لا محالة، فالجزائر اليوم ورغم ما تحيكه أمريكا من مُؤامرات في العلن والسّر، تعلم أن الخطر الأكبر لن يأتيها إلا من الجارة المغربية، التي ارتضى قصرها رهن قراراته وسيادته، خدمة لمشروع صهيوأمريكي، لن يرحم في النهاية لا الأردن ولا المغرب ولا قطر، ولا حتى السعودية، لكنه وفي انتظار وأده تماما، سينجح في تسميم العلاقات بين الدُّول العربية، وهو ما بات حاصلا اليوم في العلاقات بين سوريا ودُول التآمر الخليجي، التي بدأ بعضها يُحاول رأب الصدع، والتّودد إلى سوريا، وطلب الصفح منها، وهو ما رأى الرئيس المُقاوم بشار الأسد في حواره مع قناة الميادين، أن البثّ فيه يعود بالدرجة الأولى إلى الشعب السّوري الذي قدّم عشرات الآلاف من الشهداء والمعطوبين، وعايش على المُباشر كيف كانت تُدمّر وتُسرق مُقدراته وثرواته، لكنّه، أي الشعب السوري المُقاوم، نجح في إعلاء كلمة ومكانة سوريا، وحوّل بلده إلى رقم صعب في المُعادلة الدولية، بل وباتت سوريا دولة محورية، ستُحدّد وتُغيّر الخارطة الإقليمية والدولية، والأمر نفسه سيحدث في منطقة المغرب العربي، التي أصبحت الجزائر فيها، الدولة الوحيدة التي تُقرّر بحسب قناعاتها ومبادئها، بعكس جيرانها، الذين يتحكم في بعضهم حلف الناتو، أو مشيخات ومماليك الخليج، أو حتى عصابات تهريب المخدرات، والجماعات التكفيرية التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، وما دام أن الجزائر شأنها شأن سوريا، لم ترضخ للإبتزاز والضغط، وعارضت مشاريع ومُخططات محور الشرّ الذي جعل “ثُوار الناتو” في ليبيا يرفعون علم المملكة عوض علم الجماهيرية الليبية، و”ثُوار” سوريا يرفعون علم الإنتداب الفرنسي، و”ثوار” مصر يرفعون رمزا للماسونية، فإن الجزائر، وبفعل موروثها الثوري، لن تكون عاجزة هذه المرة عن قلب الموازين مرّة أخرى، وإحباط مُؤامرات أمريكا، وأدواتها في الخليج ومنطقة المغرب العربي، بل إنها ستكون أقدر من أي وقت مضى، على إعادة رسم خارطة المنطقة، بما يستجيب لتطلعات شُعوبها، والحال كذلك، لن نجد أثرا في المنطقة لثوار الناتو، وخُدّام خدَم الصهاينة والأمريكان، وهذا ما يستدعي من خدّام الخدم مُراجعة حساباتهم قبل فوات الأوان.
                    خاص بانوراما الشرق الاوسط

                    تعليق


                    • 23/10/2013


                      * نعزيكم بوفاة منظومة “اصدقاء سورية”… وسرادق العزاء في مؤتمر جنيف اذا عُقد!



                      عبد الباري عطوان - رأي اليوم

                      تحتاج منظومة “اصدقاء سورية” التي عقدت اجتماعا لوزراء خارجيتها امس في لندن الى اعادة النظر في تسميتها، وربما حتى في استمراريتها، ليس لانها تضاءلت او تقلص عددها الى اقل من 11 دولة، بعد ان فاق 150 دولة، وانما لان هذه التسمية غير صحيحة، وفقدت مدلولاتها ومعانيها، بعد التطورات الاخيرة على جبهات القتال وفي المعطيات السياسية الاقليمية والدولية.
                      ونشرح اكثر ونقول ان هناك مجموعتين او معسكرين ينطبق عليهما هذه التعريف، او هذه التسمية، الاول اصدقاء النظام السوري ومن يدعمه ويضم الاتحاد الروسي وايران والصين وحزب الله ودول البريكس عموما، والثاني اصدقاء سورية بزعامة الولايات المتحدة الامريكية ودول اوروبا وبعض الدول العربية الخليجية ولا ننسى تركيا رجب طيب اردوغان.
                      المعسكر الاول، اي معسكر النظام صلب متماسك بدأ يفرض وجهة نظره بقوة ويفرض شروطه، والثاني معسكر كرتوني مضعضع يتآكل موقفه تدريجيا، وكذلك اولوياته السياسية والعسكرية، وبات اكثر قربا من النظام ويبتعد بشكل متسارع عن المعارضة تحت حجج مختلفة.

                      وعندما نقول ان معسكر اصدقاء سورية النظام اكثر تماسكا وصلابة، فاننا نعني عدم وجود اي خلافات بين اعضائه، بل اتفاق كامل، ووضوح رؤية، بينما الخلافات على اشدها في المعسكر الآخر، خلافات بين الدول الاعضاء والعربية منها على وجه الخصوص، وخلافات بين فصائل المعارضة، المعتدلة منها والاسلامية المتشددة.
                      فالخلافات في ذروتها حاليا بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية، واكد الامير بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودي في حديث لصحيفة “وول ستريت جورنال” ان رفض بلاده احتلال مقعدها في مجلس الامن هو رسالة موجهة الى الادارة الامريكية بسبب موقفها المتراخي في الملف السوري، وحذر من ان التعاون بين البلدين سيتراجع.
                      ولنضع العلاقات السعودية الامريكية جانبا، ونتحدث عن نظيرتها بين الدول العربية نفسها، حيث تبلغ الخلافات والتناقضات حول سورية وازمتها درجة غير مسبوقة، فهناك حرب شبه معلنة بين السعودية وقطر، وكل منهما تدعم فصائل جهادية او غير جهادية مختلفة، واحيانا متقاتلة. وتتقاتل الدولتان ايضا على الارض المصرية، حيث تدعم السعودية الفريق اول عبد الفتاح السيسي ونظامه، بينما ما زالت تحنّ دولة قطر لعودة نظام الرئيس المنتخب محمد مرسي، وتدعم جماعة الاخوان المسلمين.
                      ومن المفارقة ان نظام الفريق السيسي الذي تدعمه السعودية بقوة يتعاطف مع النظام السوري الذي تريد اسقاطه، بينما تقف دولة الامارات العضو المواظب على حضور مؤتمرات اصدقاء سورية موقفا محايدا، وما زالت تقيم اتصالات سرية مع نظام الرئيس الاسد، وتفتح ابوابها على مصراعيها امام رجالاته واستثماراتهم فيها.
                      نعود الى اجتماع لندن الذي بدأنا به ونقول ان الهدف منه هو الضغط على المعارضة السورية “المعتدلة” للمشاركة في مؤتمر جنيف الذي يشكل “افضل الفرص” المتاحة لها، مثلما قال وليم هيغ في المؤتمر الصحافي الذي عقده في نهاية الاجتماع.
                      المستر هيغ بشر وفد الائتلاف الوطني السوري المشارك في الاجتماع، بانه لا يوجد حل عسكري للازمة، ولن يكون هناك الا الحل السياسي السلمي في سورية، وحتى هذا الحل السياسي لا يمكن ان يتحقق دون مشاركة المعارضة المعتدلة.
                      سؤالنا للمستر هيغ الذي كان احد ابرز الصقور المطالبة بالحل العسكري في سورية، والضاغط على الاتحاد الاوروبي لرفع الحظر المفروض على ارسال السلاح للمعارضة، سؤالنا له هو “ما هو تعريفك للاعتدال يا مستر هيغ وعلى من ينطبق هذا التعريف، وماذا عن المعارضة غير المعتدلة التي باتت تشكل اكثر من ثمانين في المئة من عدد المقاتلين على الارض السورية؟”.
                      معظم الجماعات الجهادية الاسلامية اتفقت على اسقاط تمثيل الائتلاف الوطني للمعارضة، وقالت انها لن تلتزم بأي اتفاقات يوقعها، اما المجلس الوطني السوري العمود الفقري في هذا الائتلاف فاتخذ موقفا مماثلا وان كان اكثر دبلوماسية واقل حدة، بينما سحب الجيش السوري الحر دعمه وتفويضه للائتلاف على رؤوس الاشهاد.
                      البيان الختامي لاجتماع لندن القى بـ “عظمة” للائتلاف الوطني من قبيل جبر الخواطر عندما اكد ان لا يكون هناك اي دور للرئيس الاسد في الحكومة السورية المقبلة، وهذا الكلام عمومي تنسفه تصريحات وليم هيغ كليا التي اكد فيها على الحل السياسي وطالب الائتلاف بالقبول بحلول وسط.
                      كلام غريب فعلا، كيف سيكون هناك حل سياسي اذا يكون عنوان هذا الحل الرئيسي رحيل الرئيس الاسد، فهل يمكن ان تتصور ان يذهب السيد وليد المعلم ممثل النظام في المؤتمر ويجرؤ على مجرد مناقشة القبول برحيل رئيسه من السلطة؟ وعدم لعب اي دور في الحكومة السورية المقبلة.
                      الرئيس الاسد قال في مقابلته مع محطة الميادين انه سيترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ولن يتفاوض او يعترف بالمعارضة الخارجية التي وصفها بالعمالة، وقال انه يحارب الارهاب على الارض السورية، ولا نعتقد انه سيغير موقفه هذا بعد ان ادرك اضمحلال فرص التدخل العسكري، وتغيير الغرب لاولوياته في سورية، وجعل الحرب على الجماعات الجهادية هو الهدف الاساسي وهذا يعني اللقاء مع الرئيس الاسد على الارضية نفسها، بعد ان اعرب الاخير عن استعداده للتعاون مع امريكا في هذه الحرب.
                      الرئيس الاسد يعيش حالة من الارتياح انعكست جليا في مقابلته المذكورة آنفا، فقد حدد ممثله في مؤتمر جنيف القادم، بينما لا يعرف اعضاء منظومة اصدقاء سورية من يمثل المعارضة فيه، وهنا يكمن المأزق الامريكي العربي.
                      اصدقاء سورية انفرط عقدهم، وكذلك المعارضة التي اعلنوها الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري قبل عام في مراكش بينما الشعب السوري مستمر في دفع ثمن هذه الخديعة الكبرى، فالحل الوسط الذي يطرحه المستر هيغ وزير خارجية بريطانيا هو القبول بصيغة ما بنظام الرئيس الاسد الذي انتفضوا ضده وهكذا تعود الامور الى المربع الاول، مربع ما قبل درعا.
                      السيناريو المقبل الذي نراه واضحا هو حرب مشتركة يخوضها نظام الرئيس الاسد جنبا الى جنب مع المعارضة المسلحة “المعتدلة” ضد الجماعات الجهادية، ولن نستغرب اذا ما انضمت تركيا الى هذه الجبهة بالنظر الى قصفها غير المسبوق لقواعد الدولة الاسلامية في العراق والشام وتجميد اموال من يعتنقون الفكر الجهادي.

                      * لاريجاني.. لماذا تخاف واشنطن من ترشح الاسد اذا كان لايحظى بشعبية؟



                      ندد رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني علي لاريجاني بتدخل المسؤولين الاميركيين وتصريحاتهم في الشؤون الداخلية ومايتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا.
                      وفي كلمته قبل بدء الجلسة العلنية للمجلس الاربعاء تساءل لاريجاني عن المنطق الذي يعتمده المسؤولون الاميركيون في اطلاق تصريحات حول الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا.
                      ووصف هذه التصريحات بالوقاحة وقال مخاطبا المسؤولين الاميركيين ، انه بحسب مزاعمهم اذا كان الرئيس السوري بشار الاسد لايحظى باي قاعدة شعبية ويريد الاميركان ارساء الديمقراطية في هذا البلد فلماذا يشعرون بالخوف من ترشح الاسد للانتخابات الرئاسية.
                      وقال ، انه خلال الايام الاخيرة اطلق بعض المسؤولين الاميركيين تصريحات حول مؤتمر جنيف 2 لحل الازمة السورية ووضعوا شروطا امام مشاركة ايران في المؤتمر ومنها القبول بنتائج جنيف 1 وعملية تسليم السلطة وعدم ترشح بشار الاسد في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
                      ووصف الساسة الاميركيين بانهم يعانون من النسيان او التظاهر بهذا المرض النفسي وقال ، ان الجميع يتذكر الصخب والاثارات التي مارسها هؤلاء حول مؤتمر جنيف 1 وتاكيدهم على عدم مشاركة ايران في المؤتمر.
                      واوضح ، انه في ذلك الوقت لم تكن الحرب في سوريا بهذه الصورة ولم تشارك ايران في مؤتمر جنيف 1 الا انها اكدت موقفها مرارا في رفض الحل العسكري والعمل لارساء الديمقراطية في سوريا بل شددت على اتباع اسلوب الحوار الوطني والتوصل الى حل مرضي عند الاطراف المؤثرة والشعب السوري.
                      وتابع : انه عقب مؤتمر جنيف 1 اتبع المشاركون طريق الحل العسكري بتصور امكانية المغامرة في سوريا ماسبب المصائب للشعب في هذا البلد.
                      وطالب لاريجاني المشاركين في مؤتمر جنيف 1 بتقديم الرد على سبب عدم تنفيذهم لقرارات المؤتمر المذكور وسلوك طريق آخر و"ليس توجيه سؤال لايران التي لم تشارك في المؤتمر".
                      وقال ، انه على اميركا وبعض بلدان المنطقة التي شاركت في المؤتمر واثارت الصخب فيه الاجابة على اسباب توجهها صوب طريق للحل العسكري في سوريا وهو ما اوقع المجازر بين المسلمين في هذا البلد.
                      وتابع : على البلدان المشاركة في مؤتمر جنيف 1 الاجابة على سبب عدم تشكيلها حكومة انتقالية في سوريا ، "ومن الواضح ان هذا المشروع الخيالي لم يتحقق حيث كانت نتائجه بمثابة الصورة الظاهرية للقضية اما الباطن فكان يتضمن تحقيق اهداف اخرى لم يكشف عنها".
                      واوضح لاريجاني ، ان الاطراف المناهضة كانت تريد اسقاط هذه الدولة المقاومة التي تقف امام الكيان الصهيوني ولو كان ذلك عبر الحرب حيث عبّأ الجميع امكانياتهم لتحقيق هذا الهدف وقاموا بارسال السلاح والاموال الى المجاميع الارهابية في سوريا الا انهم آلوا الى الفشل بعد عامين ونصف من تاجيج النزاع وادركوا اي وحل مخيف يغطسون فيه وضرورة التفكير بمصير الارهابيين المدججين بالسلاح ، لذلك اصبحوا يطلقون التصريحات حول مؤتمر جنيف 2 في ظل هذه الاجواء.
                      وادان رئيس مجلس الشورى الاسلامي التدخلات والتصريحات التي يطلقها الساسة الاميركيون حول الانتخابات الرئاسية السورية المقبلة وترشح الرئيس بشار الاسد فيها ووصفها بالجوفاء وتقوم على عدم الفهم الصحيح حيال اوضاع المسلمين.
                      واوضح لاريجاني ، ان المسؤول الاميركي يقوم بجولات عديدة الا انه لايتعب نفسه قليلا في فهم الساحة وتقييم خطواته والتفكير بتصريحاته والتناقضات التي اطلقها خلال العام الاخير.
                      ولفت الى ان جمهورية ايران الاسلامية ليست مندفعة وراء المشاركة في مؤتمر جنيف 2 ، و"لو كانت مثل الممارسات نصف المحترقة سياسيا تضع العلاج لهم فعليهم الاستمرار بها".
                      واكد ان جمهورية ايران الاسلامية تنظر الى الازمة بواقعية وشددت مرارا ان اسلوب الحل لايتمثل بالتدخل العسكري وارسال السلاح سواء الى سوريا او البحرين ، "ومثل هذه الاستعراضات الدعائية لن تترك اي تاثيرات على استراتيجية جمهورية ايران الاسلامية ".
                      وشدد لاريجاني ان ايران تشارك في مؤتمر جنيف 2 اذا كان اسلوب الحل ديمقراطيا ويتخذ الشعب السوري الاساس لعمله.

                      * في اطار صفقة تبادل المخطوفين اللبنانيين..
                      دمشق تفرج عن سجينات



                      أفرجت السلطات السورية عن اربع عشرة امرأة معتقلات في سجونها وردت اسماؤهن على لائحة التبادل مع المخطوفين اللبنانيين التسعة الذين اطلق سراحهم.

                      وقالت مصادر حقوقية سورية إن عملية الافراج تأتي كدفعة من لائحة تضم مائة وثماني وعشرين امرأة وتشكل جزءا من صفقة تم التوصل اليها بعد مفاوضات شاركت فيها تركيا وقطر ولبنان.
                      وبموجب هذه الصفقة افرج الاسبوع الماضي عن تسعة لبنانيين كانوا محتجزين لدى الجماعات المسلحة شمالي سوريا منذ ايار/مايو الفين واثني عشر.
                      كما افرج عن طيارين تركيين كانا قد خطفا في آب/اغسطس في بيروت.

                      * الرئيس الأسد استقبل اللواء ابراهيم واطلاق الدفعة الأولى من المعتقلات السوريات



                      التقى المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الرئيس السوري بشار الأسد/ اليوم الأربعاء 23/10/2013، حيث تناول البحث في ملف المطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم.
                      إلى ذلك، ذكرت مصادر في المعارضة السورية أن السلطات أفرجت، في وقت متأخر ليل أمس الثلاثاء 22/10/2013، عن 14 امرأة معتقلة في سجونها من لائحة تضم أسماء 128 امرأة، وردت أسماؤهن على لائحة التبادل في الصفقة التي أفضت لتحرير المخطوفين اللبنانيين التسعة، الذين أُطلق سراحهم قبل أيام.
                      وذكرت مصادر في المعارضة السورية أن السلطات السورية أطلقت أربع عشرة معتقلة كن في السجون السورية، وذلك في إطار صفقة،جرى التوصل إليها نتيجة مفاوضات شاركت فيها تركيا وقطر ولبنان. وأُطلق بموجبها سراح اللبنانيين التسعة، بعد 17 شهراً من الاختطاف من قبل مسلحي ما يُعرف بـ "لواء عاصفة الشمال" في أعزاز شمال سورية.
                      وأضافت المصادر أن من أطلق سراحهن هم "دفعة أولى"، معربة عن أملها في أن يُفرج عن الأخريات قريباً.

                      * الأسد يعلن هزيمة من شارك في المؤامرة على سورية



                      شادي جواد - صحيفة البناء

                      وضع الرئيس السوري بشار الأسد النقاط على الحروف في ما يتعلق بالأزمة السورية بمختلف مندرجاتها المحلية والإقليمية والدولية وطرح كل القضايا في المنطقة على «بساط أحمدي» حيث تحدث بواقعية وموضوعية عن كل شاردة وواردة في ما خصّ علاقة سورية مع تلك الدول التي ناصبتها العداء لا لشيء إلا تنفيذاً لأوامر أميركية وغربية لا تستطيع أن تعصيها كون أن هذه الدول تنفذ ما يطلب منها بأمانة.
                      لقد تحدث الرئيس السوري بلغة المنتصر في المعركة حيث لم يجار أحداً وسمى كل الأمور بأسمائها ورسم خارطة طريق لبلاده تقوم على قاعدة العودة إلى الشعب في كل الاستحقاقات إن لناحية ترشحه مجدداً للرئاسة أو في ما يتعلق بتحديد علاقات سورية مع القريبين والبعيدين. وهو إذ شكك بانعقاد مؤتمر «جنيف ـ 2» في وقت قريب لاعتبارات لا تتعلق بالنظام السوري بل بالأفرقاء الآخرين فإنه أكد المضي في اجتثاث الإرهاب وكشف الأقنعة عن وجوه تلك الدول التي ساهمت في تغذية هذه الجماعات وفتحت لها الخزائن والحدود للدخول إلى سورية من أجل سفك دماء السوريين وزعزعة الأمن والاستقرار وضرب البنى التحتية والاقتصادية بالشكل الذي يحوّل سورية في اعتقادهم إلى مجرد دولة مريضة ومعاقة.
                      لقد ظهر الرئيس الأسد من موقع المقتدر على الإمساك بالأرض وهو للمرة الأولى يريد توظيف ما جرى تحقيقه في الميدان في العملية السياسية وبعث برسائل إلى الجميع من دون استثناء بأنه مستعد لكل الخيارات فهو لا يلهث وراء «جنيف ـ 2» كما أنه غير مستعجل لإعادة قراءة العلاقة مع بعض الدول العربية خصوصاً تلك التي ساهمت بشكل مباشر في الحريق السوري وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن هذا الرجل واثق الخطى وهو يدرك صوابية ما يقوم به إن على المستوى الميداني أو السياسي للمرحلة المقبلة حيث لا يوجد في قاموسه أي سطر يوحي بأنه خائف من قابل الأيام بل على العكس إن المنطق الذي تحدث فيه عن كل القضايا عكس مدى ارتياحه ووثوقه بالانتصار على الجبهتين السياسية والعسكرية.
                      إن الرئيس السوري بدا في حديثه سعيداً جداً في إعلان هزيمة من شارك في المؤامرة على سورية وتحديداً السعودية التي وصفها بشكل غير مباشر بالرجل المريض ووضعها في خانة الدولة المطيعة والدولة التي تأتمر بأوامر خارجية وكأنها دولة بلا قرار دولة غِبّ الطلب ضد الأمة دولة على شفير تطورات وانقسامات داخلية ستفاجئ الجميع.
                      ما من شك أن شعور الرئيس الأسد الذي عكسه بالأمس ناتج عن عوامل عدة أولها الوقائع الميدانية التي يفرضها الجيش السوري والتي سجلت في الآونة الأخيرة انتصارات قوية.
                      ثانياً: لإدراك الأسد أنه يحارب مجموعات إرهابية مفككة عاجزة عن الالتقاء على كلمة واحدة.
                      ثالثاً: قوة المحور الذي ينتمي إليه الأسد من إيران إلى روسيا وصولاً إلى المقاومة في لبنان.
                      رابعاً: ضعف المحور الآخر والإرباك الحاصل على مستوى الغرب وتحديداً أميركا التي تتوسل مصافحة إيران وبالتالي مصافحة سورية.
                      إن الرئيس الأسد أرسل رسائل إلى العالم بأن السعودية ضعيفة وأن أميركا تتوسل المصافحة وأن بعض العرب يتوسلون مدّ الجسور تحت الطاولة حيث أن هناك من يقول بأن الأصدقاء السعوديين القدامى عبّروا عَبْر وسطاء عن رغبتهم في التواصل مع النظام في سورية غير أن هذه الرغبة لم تُلبَّ إلى الآن.
                      أما على المستوى اللبناني فإن الرئيس الأسد كان وفياً لحزب الله وتالياً بيّن إلى حد كبير مدى انزعاجه من تصرفات رئيس الجمهورية حيال سورية في ما خصّ ما بات يعرف بقضية سماحة حيث خاطب الرئيس اللبناني من دون أن يسمّيه وطالبه بأن يقدم دليلاً واحداً يثبت تورط سورية بهذه القضية.

                      * المقداد: المسلحون استخدموا الكيميائي بمساعدة السعودية



                      شدد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ، على ان سوريا اكدت غير مرة انها لم تستخدم السلاح الكيميائي ضد شعبها، مشيرا الى ان المسلحين استخدموا السلاح الكيميائي بمساعدة السعودية، وتحديدا غاز السارين ونحن أعلمنا الأمم المتحدة بذلك.

                      واوضح المقداد في حديث تلفزيوني ان السلطات السورية ملتزمة باطار العمل الدولي وتتعاون بشكل تام ومطلق مع المفتشين عن السلاح الكيميائي، لافتا الى انها ستقوم بتنفيذ قرار مجلس الامن ومنظمة حظر الكيميائي عن سلاحها الكيميائي بعيدا من اي ضغوط وكلام غير منطقي.
                      واكد المقداد ان "فكرة انضمام سوريا الى اتفاقية حظر السلاح الكيميائي لم تأت من فراغ، حيث انه عندما كان سفيرا في الامم المتحدة تقدم بمبادرة لاخلاء منطقة الشرق الاوسط من جميع اسلحة الدمار الشامل، وكان هذا القرار يحظى بموقف عربي داعم"، مشيرا الى انه لدى سوريا اجهزة ردع قوية جدا ستستخدمها من دون أي قيود في حال قيام أي عدوان عليها.
                      واستغرب "أن بلدا كالأردن اصبح يعلن عن استقدام خبراء أميركيين في حال استخدام سوريا للسلاح الكيميائي"، مضيفا "ليتهم في الأردن خافوا من السلاح الكيميائي الإسرائيلي".
                      ووصف المقداد السيناتور الأميركي جون ماكين بأنه "انسان معتوه ولا يمارس عقلانية بطرح سياسات بلاده، ولم يكتف بهزائمه وحزبه بل يريد شن حرب مجنونة على سوريا".
                      وشدد على ان لولا سوريا لشهدت البلدان العربية "كوارث في حاضرها ومستقبلها"، لافتا الى ان الرئيس السوري بشار الأسد شرح مؤخرا الواقع المرير الذي عانته سوريا، ولفت انتباه المواطنين العرب الى ما يشوب الواقع العربي نتيجة التزام بعض الدول العربية بالنهج المدمر".


                      * الجعفري: قطر والسعودية وتركيا تنتهك القانوني الدولي بدعمها للارهاب



                      أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن «إسرائيل» تتجاهل منذ أكثر من نصف قرن كامل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة باحتلالها للأراضي العربية وأنّ الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ارتكبت لأكثر من نصف قرن انتهاكات ممنهجة وموثقة للقانون الإنساني الدولي ولقانون حقوق الإنسان.
                      واضاف الجعفري في كلمة له أمام مجلس الأمن خلال جلسة لمناقشة البند المعنون «الحالة في الشرق الأوسط» ان انتهاكات الكيان المحتل وصلت إلى درجة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، موضحاً أن التواطؤ الإسرائيلي- القطري مع الإرهابيين الأصوليين الذين يعيثون فساداً في منطقة فصل القوات في الجولان تماهي سياسات هذين الطرفين وتكاملهما في التآمر على سلامة واستقرار سورية وشعبها وعلى سلامة قوات الأمم المتحدة نفسها.
                      واشار الجعفري الى ان بعض الوفود تطرقت في بياناتها إلى الوضع في سورية بطريقة تضليلية واستفزازية وتشويهية عن عمد لواقع الأمور وساقت عدداً من الادعاءات والاتهامات الباطلة التي لا تصب إلا في خدمة مشروعها الداعم للإرهاب والتطرف في سورية وفي المنطقة بشكل عام وفي خدمة إبعاد الانتباه عن جوهر البند، مضيفاً: انطلاقاً من قناعتنا التي كررناها مراراً وتكراراً بأن الهدف الرئيسي الذي أنشئ من أجله بند الحالة في الشرق الأوسط هو حصراً مناقشة سبل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وليس مناقشة الأوضاع الداخلية في دول المنطقة، لن أرد على وفود تلك الدول المعادية التي تدعم وتُؤوي وتُسلّح وتُدرّب الإرهابيين وتسهل تسللهم إلى الداخل السوري عبر الحدود مع الدول المجاورة وتنشر التطرف والتخريب والإرهاب الأصولي الوهّابي في سورية وتعمل جاهدة على إفشال أي حل سلمي بقيادة سورية للأزمة.
                      وشدّد الجعفري على أن أنظمة الحكم في قطر والسعودية وتركيا وبعض الدول الغربية المعروفة تصرُّ على قراءتها وتعاملها الخاطئين مع الواقع السوري وذلك في انتهاك سافر لأحكام الميثاق ومبادئ القانون الدولي ومبدأ حل النزاعات بالطرق السلمية.
                      وتساءل الجعفري: طالما أن الأمم المتحدة لم تستطع بعد كل هذه السنين الطويلة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة وإرجاع الحقوق إلى أصحابها فما البديل ؟ وكيف يمكن أسترجع ألارضي المحتلة في فلسطين والجولان وجنوب لبنان؟ مؤكداً أن المطلوب اليوم للحفاظ على مصداقية الأمم المتحدة هو أن تنهي بعض الدول المعروفة سياسة المعايير المزدوجة وأن تربط الدول الأعضاء الأقوال بالأفعال عبر اتخاذ إجراءات فعلية تجبر «إسرائيل» على الانصياع لقرارات الأمم المتحدة بحيث يتم استئصال شأفة الاحتلال وإنهاء هذه المأساة الدموية غير المسبوقة التي يعيشها المواطنون العرب الرازحون تحت الاحتلال منذ عقود طويلة.
                      وأشار الجعفري إلى أن المفارقة العجيبة هي أن «إسرائيل» التي أنشئت بقرار من هذه المنظمة ترفض تنفيذ قرارات المنظمة عندما يتعلق الأمر بإنهائها لاحتلال الأراضي العربية.
                      وفي كلمة له أمام اللجنة الأولى للدورة 68 للجمعية العامة للأمم في اجتماعها حول الأسلحة النووية أكّد الجعفري تأييد سورية للتوجه العالمي نحو بناء مجتمع دولي خال من استعمال القوة والتهديد بها سواء أكانت هذه القوة نووية أم تقليدية.
                      وأكّد الجعفري أن ما صدر عن مراجعة المعاهدة لعام 2010 بخصوص إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط استناداً إلى قرار مؤتمر المراجعة لعام 1995 يحتم على المجتمع الدولي العمل تجاه هذا الهدف وذلك من خلال ضرورة الضغط على «إسرائيل» للانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وإخضاع جميع منشآتها النووية ونشاطاتها النووية للضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية وفقاً لقرار مجلس الأمن 487 لعام 1981 ولقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية رقم 17 لعام 2009 إضافة إلى القرارات الأخرى ذات الصلة وذلك حفاظاً على الأمن والسلم الدوليين.

                      * بوتين يعتبر التحضير لمؤتمر جنيف -2 نجاحا للمجتمع الدولي برمته



                      اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر"جنيف-2" الخاص بسورية هي نجاح للمجتمع الدولي برمته، مشددا على ضرورة تسوية النزاع السوري بالطرق الدبلوماسية السلمية.
                      واعتبر بوتين في تصريحات خلال مراسم تسلمه أوراق اعتماد سفراء بعض الدول في الكرملين ، أن الشيء الأهم هو أن موقف روسيا الخاص بضرورة تسوية الأزمة السورية دبلوماسيا لقي تفهما وتأييدا لدى غالبية الدول.

                      * موسكو تنتقد بشدة بيان "اصدقاء سورية": تهديد ضمني بالعودة للسيناريو العسكري



                      وجهت الخارجية الروسية انتقادات شديدة الى مجموعة "أصدقاء سورية"، واعتبرت نتائج اجتماعها الاخير بلندن محاولة لاعادة النظر في بيان "جنيف -1" وحسم نتائج مؤتمر "جنيف -2" الدولي مسبقا.
                      وقد جاء في تعليق للمتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش بهذا الصدد نشر على موقع الوزارة: "نضطر للتأكيد أنه على الرغم من التفاهمات السابقة بشأن سبل تسوية الأزمة السورية، تحاول الوثيقة الختامية لهذا الاجتماع (لـ "أصدقاء سورية" في لندن) اعادة النظر في البنود الاساسية لبيان جنيف المتفق عليه يوم 30 يونيو/حزيران عام 2012، بيد أن هذا البيان بالذات تم الاعتراف به كأرضية وحيدة لتحقيق التسوية السياسية في سورية، كما استحسنه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 الذي اتخذ بالاجماع، وبدون أي شروط مسبقة".
                      وأشار لوكاشيفيتش الى أنه "قبل عقد هذا الاجتماع، أكدوا لنا أن المناقشات هناك ستجري على أساس بيان جنيف حصرا، لكنها في جوهر الأمر تخطت اطار هذه الوثيقة والمبادرة الروسية الامريكية المعلن عنها يوم 7 مايو/أيار الماضي بشأن عقد مؤتمر دولي حول سورية".
                      ولفت الى أن "السعي الى اعادة كتابة بيان جنيف بما يتوافق مع أغراضهم السياسية، طال تلك البنود بالذات التي لا تعجب محامي ما يسمى بالمعارضة السورية المتشددة".
                      وأكد المتحدث أن الوثيقة الصادرة عن اجتماع "أصدقاء سورية" بلندن تعتبر أصلا "محاولة لحسم نتائج "جنيف-2" التي يجب أن يتم الاتفاق عليها في اطار مغاير تماما، أي في اطار الحوار السياسي بين الحكومة السورية والمعارضة الهادف الى التوصل لاتفاق بشأن مستقبل بلادهم".
                      وأضاف لوكاشيفيتش أن وثيقة لندن من جديد "تحدد تغيير النظام في دمشق كهدف رئيسي لـ "جنيف-2"، وتعتبر الائتلاف الوطني المعارض الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، كما يُعلن فيها عن امكانية اللجوء الى "جميع الخيارات" للتأثير على من ينتهك "قرارات لندن".
                      ويعتبر ذلك تهديدا ضمنيا بالعودة الى سيناريو استخدام القوة العسكرية، ما يعتبر أمرا غير مقبول إطلاقا، وعلى الرغم مما جاء في بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 توجه الى السلطات السورية من جديد اتهامات لا أساس لها بأنها استخدمت السلاح الكيميائي".

                      * وزير الدفاع الروسي: مستعدون للنظر في إمكانية المشاركة بتدمير الكيميائي السوري

                      * لاريجاني يتهم أميركا بـعسكرة الوضع السوري
                      لاريجاني يصف التصريحات الأميركية الرافضة لبقاء الأسد في السلطة بـ’الوقحة’
                      وصف رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين الرافضة لترشح الرئيس السوري بشار الأسد للإنتخابات الرئاسية بـ"الوقحة".
                      وفي كلمة له خلال افتتاح الجلسة العلنية للبرلمان اليوم، تساءل لاريجاني عن صدق الأميركيين بالدعوة إلى الديمقراطية في سوريا، معرباً عن تعجبه لخوف الأميركيين من ترشح الأسد، واعتبر أن "السبب يكمن في خوفهم من عدم صحة إدعائهم بأن الأسد لا يمتلك قاعدة شعبية تمكنه من حسم الإنتخابات لصالحه".
                      كذلك وصف لاريجاني حالة السياسيين الأميركيين بـ"التمارض النفسي أو أنهم يعانون من فقدان للذاكرة خاصة في ما يتعلق بتصرفات بعض الدول المشاركة في مؤتمر جنيف الأول".



                      وإتهم لاريجاني هذه الدول وأميركا بـ"عسكرة الوضع السوري"، وسأل هذه الدول "لماذا لم تعمل بما تم الإتفاق عليه في جنيف ولماذا اختارت أميركا وبقية الدول الحل العسكري".
                      كما اتهم الدول نفسها بأن "أهدافها كانت تقوم على إسقاط دولة مقاومة لكيان الإحتلال الإسرائيلي ولكنهم أصيبوا بشر مخططاتهم".

                      * بروجردی: ایران تقف الی جانب سوریا حکومة وشعبا



                      قال رئیس لجنة الامن القومي والسیاسة الخارجیة في مجلس الشوری الاسلامي علاء الدین بروجردي ان جمهوریة ايران الاسلامیة لاتزال تقف الی جانب سوریا حکومة وشعبا.

                      وقال بروجردی خلال لقائه الثلاثاء بشیر الزعبي امین عام رئاسة الوزراء السوریة في طهران ان مجلس الشوری الاسلامي یدعم اي اجراء في تعزیز وتسهیل مسیرة التعاون بین البلدین معربا عن امله في تسویة المشاکل الموجودة امام التعاون الثنائي من خلال بذل المسؤولین الایرانیین والسوریین جهودا مشترکة في هذا المجال .
                      واضاف ان الکفاح والمقاومة التی ابداها الجیش السوري من خلال دعم شعبه ادت الی احباط مؤامرات المجموعات الارهابیة والدول العربیة والاقلیمیة الداعمة لها في العدوان علی سوریا والمحور المقاوم ضد الکیان الصهیونی .
                      من جانبه قال الزعبی ان التعاون الذي ابدته جمهوریة ايران الاسلامیة مع سوریا حکومة وشعبا في الازمة الحالیة لن یمحی ابدا من اذهان الشعب السوري .
                      واعتبر الزیارة الاخیرة لوفد لجنة الامن القومي والسیاسة الخارجیة بمجلس الشوری الاسلامي الی دمشق بانها کانت مفیدة وبناءة .

                      * طهران: تاکید اجتماع لندن علی حل سیاسي لسوریا یبعث علی الامل



                      قال حسین امیر عبد اللهیان مساعد وزیر الخارجیة الايراني في الشؤون العربیة والافریقیة ان تاکید اغلبیة المشارکین في اجتماع لندن الذي عقد امس الثلاثاء تحت عنوان " اصدقاء سوریا"، علی الحل السیاسي للازمة السوریة یبعث علی الامل .

                      وقال امیر عبد اللهیان في تصریح لمراسل ارنا مساء الثلاثاء ان جمهوریة ايران الاسلامیة ومنذ بدایة الازمة قد اکدت علی الحلول السیاسیة ووقف ارسال الاسلحة والارهاب الی سوریا مؤکدا ان علی الجمیع ان یساعد سوریا في مکافحة الارهاب والقوات التکفیریة والمتطرفة.
                      واشار الی ان الاتفاق علی اطار الحوار الوطني والشامل السوري - السوري واراء الشعب السوري امر مصیري في الحل السیاسي وقال: لایمکن الغاء اي طرف من الاطراف الفاعلة او الحکومة في سوریا.
                      وصرح امیر عبد اللهیان: یجب عزل الارهابیین في سوریا والمنطقة والذین یستهدفون ابناء الشعب والمعارضین المؤمنین بالحل السیاسي والحکومة ویثیرون التطرف.
                      وتابع ان ایران تدعم الجهود التي تبذلها الامم المتحدة ومبعوثها الخاص الی سوریا الاخضر الابراهیمي لوقف العنف والبحث عن حل سیاسي ودیمقراطي للازمة السوریة.
                      التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 23-10-2013, 09:55 PM.

                      تعليق


                      • 23/10/2013


                        * محمود الشربيني زار مع وفد عربي الاسد
                        لفت عضو تنسيقية "30 يونيو" المصرية محمود الشربيني، إلى أنه زار مع وفد عربي دمشق والتقى الرئيس السوري بشار الاسد، وتم البحث في الشأن السوري والعربي ودعم الأسد في مواجهته لقوى الغرب.
                        وأشار الشربيني، في بيان له، إلى أن الزيارة دامت 4 ساعات متصلة مع الرئيس الأسد، لافتاً إلى أنه تناول غداء عائلي في منزل الشهيد العميد محمد سليمان، وهو أحد القادة الكبار في الدولة السورية.

                        * الابراهيمي يؤكد ان هناك شبه اجماع بأن لا حل عسكريا للازمة السورية



                        اكد الموفد الاممي الى سوريا الاخضر الابراهيمي الاربعاء في عمان ان هناك "شبه اجماع" دولي بأنه ليس هناك حل عسكري للازمة السورية. وقال الابراهيمي في تصريحات صحافية بعد اجرائه محادثات حول التحضيرات لمؤتمر جنيف-2 مع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة "اجرينا مباحثات هامة وضرورية مع جودة حول الازمة السورية الخانقة والخطيرة التي تهدد ليس فقط سوريا ومستقبلها وانما تهدد المنطقة بل انها في الوقت الحاضر اخطر ازمة تهدد السلم والاستقرار".
                        واضاف ان "هذه الجولة التي نقوم بها تأتي بطلب من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وايضا وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الذين ادركوا كما تدرك دول المنطقة وفي مقدمتها المملكة الاردنية الهاشمية خطورة هذا الوضع"، مشيرا الى انه "يوجد الان شبه اجماع على انه ليس لهذه الازمة حل عسكري بل لا يمكن انهاء الكابوس الذي يشغل الشعب السوري الا عن طريق حل سياسي".
                        وتابع الابراهيمي "اننا نسعى باتجاه الحل السياسي ونتطلع الى تعاون اوثق واكبر مع دول المنطقة وفي مقدمتها المملكة الاردنية الهاشمية"، مشيرا الى انه "يريد الاستماع من الملك عبدالله الثاني الى نصيحته وتوجيهاته بهذا الخصوص".
                        من جانبه، اكد جودة "على ضرورة الحل السياسي الذي يضمن عودة الامن والامان لسوريا وشعبها العريق وانهاء مسلسل العنف والدمار والقتل". واضاف "لا شك اننا نحن في الاردن من منطلق قربنا الجغرافي وجوارنا لسوريا نتأثر بشكل كبير من حالة عدم الاستقرار الذي تتأثر منه المنطقة باشملها وكذلك التداعيات الانسانية للازمة السورية حيث ان الاردن يستضيف اكثر من 600 الف لاجئ". واوضح جودة ان "موقفنا من البداية كان ضرورة تطبيق الحل السياسي وان لا حل الا الحل السياسي لهذه الازمة"، معربا عن أمله في ان "يلتئم مؤتمر جنيف-2 ويكون بداية الطريق لحل هذه الازمة".
                        ووصل الابراهيمي الى الاردن صباح اليوم بعد جولة شملت سلطنة عمان الكويت والعراق. والاثنين، دعا الابراهيمي خلال زيارته بغداد جميع الدول ذات النفوذ الى المشاركة في جنيف-2. وستشمل جولته ايضا ايران وقطر وتركيا وسوريا، وكان بدأها الاحد في القاهرة حيث التقى الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي.

                        * مفتشو الكيماوي: دمشق تتعاون ونخشى اعتداءات المسلحين
                        أعلنت منسقة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية والامم المتحدة في سوريا ان دمشق تتعاون بشكل كامل مع المفتشين الدوليين لازالة الاسلحة الكيميائية. ويخيم على مهمة الخبراء هاجس التعرض لأخطار من جانب المجموعات المسلحة.
                        يمكنكم مشاهدة فيديو هنا:
                        http://www.almanar.com.lb/adetails.p...d=21&fromval=1

                        * كوبا: لإيجاد حلّ سياسي للأزمة في سوريا
                        كوبا: نرفض استخدام مصطلح حماية المدنيين من أجل تبرير التدخل الخارجي في سوريا
                        دعت كوبا مجدداً إلى إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا واحترام سيادتها واستقلالها وسلامتها الاقليمية، منددة بتدخل بعض الدول لزعزعة استقرارها من خلال دعمها للمجموعات الإرهابية.
                        وأكد ممثل كوبا الدائم في الأمم المتحدة أوسكار ليون "حق الشعب السوري في تقرير مصيره دون أي تدخلات خارجية"، رافضاً "الخيار العسكري لحل الأزمة واستخدام مصطلح حماية المدنيين من أجل تبرير التدخل الخارجي في سوريا"، وطالب مجلس الأمن بـ"تنفيذ مهامه التي أسس من أجلها والتي تشمل تعزيز السلام ورفض العنف ومنع زعزعة استقرار الدول".
                        وانتقد ليون بشدة سياسة بعض الدول التي تعمل على زعزعة استقرار سوريا من خلال دعمها لمجموعات إرهابية لتنفيذ أعمال إرهابية ضد الحكومة والشعب السوري.



                        كما دان ليون تواطؤ وسائل الإعلام ومشاركتها في الحرب ضد سوريا من خلال تشويه صورة الاحداث واتباع سياسة التحريض بدلاً من عرض الأعمال التخريبية التي تقوم بها المجموعات الإجرامية في سوريا.
                        وحول موضوع الأسلحة الكيميائية، أعرب ليون عن ترحيب بلاده بانضمام سوريا لمعاهدة حظر هذه الأسلحة، مؤكداً رفض كوبا أي استخدام لها، مشيراً إلى أن "إسرائيل" كانت وما زالت العقبة الرئيسية أمام إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.

                        * اوسلو تدرس طلبا اميركيا لتدمير جزء من الاسلحة الكيميائية السورية
                        قال وزير الخارجية النروجي الجديد بورجيه براندي الاربعاء ان بلاده تدرس طلبا اميركيا لتدمير قسم من الاسلحة الكيميائية السورية على اراضيها. وشكل هذا البلد الاسكندينافي فريق خبراء لدراسة الطلب الذي تقدمت به الولايات المتحدة الشهر الماضي بعد تبني قرار في الامم المتحدة يقضي بتفكيك الاسلحة الكيميائية السورية بحلول منتصف العام 2014.
                        وقال براندي في لقاء مع الصحافيين الاجانب في اوسلو بعد اقل من اسبوع من تسلمه مهامه "ننظر الى طلب الولايات المتحدة هذا بكثير من الجدية". ونقلت شبكة التلفزيون العامة "ان آر كي" عن مصادر في الامم المتحدة قولها انه طلب من النروج اتلاف ثلاثمئة الى خمسمئة طن من غاز السارين وحتى 50 طنا من غاز الخردل، اي نحو نصف الترسانة السورية المقدرة. لكن براندي رفض التعليق على هذه الارقام، وقال "ان على المفتشين ان ينهوا عملهم".
                        ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية التي منحت هذه السنة جائزة نوبل للسلام في النروج، موجودة في سوريا منذ مطلع تشرين الاول/اكتوبر لتفتيش مواقع انتاج وتخزين الاسلحة الكيميائية. وقال الوزير النروجي "ليس لدينا خبرة في هذا المجال كما ليس لدينا التجهيزات" لتدمير المكونات الكيميائية، مؤكدا ان مثل هذه التجهيزات يفترض ان تقدمها الولايات المتحدة على سبيل المثال.
                        وبين الشروط الاخرى قبل احتمال الرد ايجابا، شدد الوزير على نقل النفايات المنبثقة عن عملية الاتلاف الى بلد اخر لان النروج لا تملك بحسب قوله مستودعات للنفايات السامة العضوية. وقال "لا اعتقد ان ذلك سيشكل عقبة كبيرة، فهناك عوامل اخرى تعقد الامور اكثر من ذلك"، خصوصا الصقيع الذي يجمد مجاري المياه فيما تتطلب عملية الاتلاف كميات كبيرة من المياه. واضاف ان النروج ستعطي جوابا "باسرع وقت ممكن". لكنه شدد على الحاجة للحصول على كل المعلومات الضرورية.

                        * صحفي بريطاني: الاسد قوي، والمعارضة منقسمة وخاضعة
                        افادت مراسلتنا في بريطانيا ان اجتماع ما يسمى بأصدقاء سوريا الذي رعته دول غربية وعربية في لندن فشل في توحيد مواقف جماعات المعارضة السورية بشأن المشاركة في مؤتمر جنيف اثنين ، حيث اعترفت بريطانيا بصعوبات هائلة تقف حائلا دون تنظيم المؤتمر، فيما اعتبرت واشنطن ان الحرب لاتحل الأزمة.
                        واجتماع دول ما يسمى باصدقاء سوريا في لندن وبعد مناقشة آليات توحيد المعارضة في الخارج والمنقسمة اصلا ، واعدادها للمشاركة في مؤتمر جنيف-اثنين، اعتبر ان الحل السياسي هو الطريق الامثل لحل الازمة في سوريا.
                        وفي مؤتمر صحفي في ختام الاجتماع اكد وزير الخارجية البريطانية ويليام هيغ ان جنيف اثنين سيعقد دون شروط مسبقة داعيا الى البدء في عملية سياسية بدعم من كافة الاطراف بما فيها حلفاء سوريا، محذرا من ان البديل هو تصاعد العنف.
                        وقال هيغ : من الضروري عقد مؤتمر جنيف-اثنين دون شروط مسبقة والا فان البديل هو تضاعف العنف ، واتفقا على ضرورة دعم المعارضة المعتدلة والا يكون للرئيس بشار الاسد اي دور في الحكومة المقبلة.
                        وفي مؤتمر صحفي منفصل اشار وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى الجهود المبذولة لاقناع ما يسمى بالائتلاف الوطني المعارض للمشاركة في جنيف-اثنين ، داعيا جميع الاطراف السورية الى الجلوس الى مائدة المفاوضات والعمل على انهاء معاناة السوريين ووقف سفك الدماء.
                        وقال كيري : لا اعرف عن اي جهة بما ذلك الروس واخرون في المنطقة ليسوا جزء من من مجموعة الدعم ، مضيفا : لا اعرف عن مجموعة تعتقد بان هناك حلا عسكريا للصراع ، معتبرا ان : هذه الحرب لن تنتهي على ارض المعركة.
                        ورآى محللون سياسيون ان مخاوف الغرب من خطر تحكم جماعات مسلحة متطرفة دفعه لاستبعاد الحل العسكري والضغط لدعم العملية السياسية.
                        وقال رئيس القسم السياسي لصحيفة الانديبندنت لمراسلتنا : الهدف من الاجتماع هو حل تفاوضي ، والرئيس الاسد الان هو بوضع اقوى خاصة موقفه من الاسلحة الكيمياوية ، بينما المعارضة في الخارج منقسمة ، ومنها الخاضع للنفوذ الغربي او السعودي ، ومنها ما لا سيطرة عليه.
                        وفي هذه الاثناء تعالت اصوات عدد من الناشطين السياسيين في الخارج بان تحقيق السلام في سوريا يعني سلاما للمنطقة.

                        * من ثعلب الصحراء إلى "ثعلب الدماء"..!



                        صديقة موقع المنار، الزميلة زينب عواضة
                        من منّا لا يعرف ثعلب الصحراء "رومل" فخر الصناعة الإلمانية في الحربين العالمية الأولى والثانية والذي سطّر البطولات لألمانيا النازية ضد فرنسا وبريطانيا وايطاليا ورومانيا وغيرها ...
                        ولكن أعرف أن القلة منا سمع مؤخرا بثعلب الدماء "ديسودوغ" فخر الارهاب الإلماني لنازية جديدة قادمة إلينا من دولة الحضارة وحقوق الانسان. ولكن لو التاريخ حكى لكانت رسالة رومل إلى دوغ رسالة احتقار نازية بحجم الانجازات التي حققها للتاريخ، لأن الفرق بين الرجلين كالفرق بين الاناء المليء والاناء الفارغ الذي يقدم نفسه شرابا مقدسا باسم الاسلام...
                        وإن كانت ذاكرتنا العربية لا ترحم الغزاة أو المدافعين عن احتلالهم واستعمارهم لأارضنا هكذا تربينا،. ولكن الحق لا بد أن يقال...فـ"رومل"، باجماع العدو والصديق، هو محارب مهذب يتحلّى بسلوك الفارس مع اسرى الحرب حتى في عيون الجيش البريطاني العدو الذين كانوا يتخذونه مثالا للأشخاص المجيدين فيقولون مثل "رومل". إضافة إلى ذلك فإنه يتحلى بمجموعة خصال فهو موهوب بالقيادة، شجاع, مقاتل بارع, عبقري, باحث في التكتيك العسكري وما كتبه عن قواعد حرب الصحراء هو الذي شد انتباه هتلر اليه فأغدق عليه أكبر المناصب التي ادخلته التاريخ .

                        أما اليوم ماذا تصدّر لنا إلمانيا ؟!!




                        "ديسودوغ" شيء من صادرات إلمانيا الى سوريا مثله مثل عشرات "الاسلاميين" المتشددين الذين يدعون أنهم يحرصون على الاسلام اكثر من أهله. وهم أتوا من أجل إسقاط نظام الاسد واقامة "الحكم الاسلامي" ... رياح التاريخ الالماني جرت بما لا تشتهي سفن محاربة الارهاب التي تدعيه المانيا.. وهذه الرياح بدّلت ثعلب الصحراء الى ثعلب الدماء "ديسودوغ" أو أبو طلحة الالماني فمن هو هذا الرجل ؟ .
                        "ديسودوغ" مغني راب الماني اكتسب شهرة عالمية من خلال أغاني الهيب هوب، أشهر اسلامه من حوالي سنة ثم انضم إلى جماعة "ملّة ابراهيم" المسلحة المتشددة التي تقاتل ضد نظام بشار الاسد.. أما في المانيا فيسعى ديسودوغ إلى التأثير على الشباب المسلم لحثهم على الذهاب الى سوريا لاسقاط نظام السوري والقتال في صفوف هذه الجماعات واداء الجهاد المقدس كما يزعم. وقد شعرت برلين بالقلق من قدرة ديسودوغ على التأثير على الشباب من جهة وعلى إمكانية نقل الإرهاب إلى أراضيها من جهة ثانية، وذلك بحسب مجلة دير شبيغل الالمانية.

                        ولنا الحق في أن نسأل :


                        أولا : جماعة ملّة ابراهيم تنظر الى ديسودوغ على أنه قائد وتسميه "أبو طلحة الالماني". وابو طلحة اسم عربي، مع ان لفظ الماني من الافرنج الذين تكفرونهم فكيف ركّب الاسم؟!!.. لا ادري.

                        ثانياً : من ساعد دوغ لكي يدخل الى الاسلام ويصبح مسلماً ألم يقل له بأن القدس هي قبلة المسلمين الاولى وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة والمدينة؟, ألم يقولوا له إن القدس تُهود وعلى المسلمين تحريرها من دنس الاحتلال أم أنه أُفهم أن دمشق اصبحت قبلة المسلمين!!! ..ربما ليس هناك شيء مستغرب لمن يشوهون دين الله ،حتى في هذا هم مشتبهون صحيح ان دمشق اصبحت قبلة الكرامة والشرف الرفيع الا ان القدس تبقى قبلتنا الاساس التي يجب أن تُحرر.
                        ثالثاً : وهل يُدعى الى الاسلام بالقتل والذبح والنحر ألم يكن رسول الاسلام محمد (ص) يدعو إلى سبيل ربه بالتي هي احسن، أم افهموه أن محمده غير محمدنا، وحتى القرآن الكريم اليس فيه قوله تعالى "ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"، فأين الحكمة واين الموعظة بوجود السلاح والدم .
                        رابعاً : سؤال لي ولكم من المستفيد من اظهار الاسلام بهذه الطريقة ونقل ساحة الجهاد الى سوريا اليست اسرائيل؟هي المتفرج والرابح الاول وربما الممول لهؤلاء .



                        خامساً : المانيا رومل وهتلر لماذا تقف فقط قلقة ولماذا تشوه صورتها في نظر العرب والمسلمين أليست صورة رومل على علتها اجمل ؟
                        خلاصة القول : لماذا تتفردون بالاسلام ...الاسلام ليس لكم وحدكم والله ليس لكم وحدكم وما "دوغ " وأمثاله سوى ضحية من هداهم الى مكان خاطئ والى اسلام لا يشبه الاسلام المحمدي الاصيل...
                        ومن المعروف أن من يملّ من الشهرة والفراغ يسعى إلى الانتحار، وعلى ما يبدو أن هذا المغني أتى لينتحر في سوريا... والويل لثورة قائدها في سوريا مغني راب وداعمها في لبنان فضل شاكر ... وبما أن الثورة السورية تشعّبت وأصبحت "ديو وتريو" فمن الممكن أن نشاهد عما قريب ديو عربي الماني بين فضل شاكر وديسودوغ تحت عنوان "الموت القادم الينا من بنادق الجيش العربي السوري ".

                        * سوريا ومشروع المشرق الجديد
                        رسّخ مسار الأحداث في سوريا منذ أكثر من سنتين حقيقة مركزية سوريا في هذا الفضاء الجيوسياسي، الذي يتجاوز حدودها الحالية _ بلاد الشام أو سوريا الطبيعية _ إلى كل المشرق كمفهوم يفرض نفسه على المشهد الإقليمي والدولي بقوة الواقع التاريخي.



                        وقوامه الترابط البنيوي بين مكوناته ضمن نسق عام من التداخلات والتفاعلات بين كياناته، ينتقل معه الحديث عن المصير المشترك من مستوى المخيال الرومانسي للخطاب القومي، إلى الواقع الذي يتجسد في تأثير الحدث السوري على كل كيانات المشرق بطريقة تتجلى معه عبثية ولاموضوعية نظريات «النأي بالنفس» وسط هذه المشهدية الدرامية.

                        عبدالله بن عمارة / جريدة الأخبار

                        كاتب جزائري
                        مركزية سوريا في المشرق فرضتها عوامل الجغرافيا والتاريخ المرتبطة أساساً بموقع سوريا الريادي، في الخريطة الجيوستراتيجية كما الحضارية والثقافية للمشرق والعالم كمحور للديانات السماوية الكبرى، التي تلون صورة المشهد العالمي الدينية، كمهد للديانة المسيحية ومركز لانبعاث الإسلام وقطب للإشعاع الحضاري، تماماً كما فرضها الدور الجوهري للنخبة السورية في التأسيس للبنية الفكرية وللإطار الابستيمي للمشروع النهضوي العربي. وفي القلب منه فكرة القومية العربية كأساس جامع للعرب ككتلة بشرية طامحة للتشكل في إطار دولة _ أمة ناهضة ومتحررة من السيطرة الاستعمارية.
                        هذه المركزية المتكئة على مقومات الجغرافيا والتاريخ والثقافة خلقت قابلية للانتظام ضمن هوية سورية طامحة إلى التشكل في إطار كيان مستقل حديث واع بكينونته، اصطدمت بواقع التحدي الخارجي الذي حال دون تشكل معالم الدولة _ الأمة في حدود سوريا الطبيعية، سواء كان هذا الخارج من داخل الفضاء المشرقي كتركيا _ في قمة صعود المد الطوراني _ أو من خلال الاستعمار الغربي الذي أقحم سوريا كمركز للمشرق في ميدان الصراع الدولي الذي دفعت من خلاله أثماناً باهظة من وحدتها الترابية (استقلال لبنان، تأسيس الأردن، اقتطاع لواء الاسكندرون، احتلال فلسطين) على مذبح اتفاقيات وصفقات الكبار سايكس _ بيكو 1916، بطرسبرغ 1916، فرساي 1919 ويالطا 1945.
                        حملت الدولة السورية الحالية ككيان وليد لهذا التقسيم الاستعماري عبء تحدي الغرب ومشاريعه الإمبريالية في المشرق ومواجهة الكيان الصهيوني من جهة، وتحدي النهضة والحفاظ على كيانية الدولة وسط مشهد جيوستراتيجي إقليمي ودولي مضطرب ومحكوم بالصراع من جهة أخرى. فرضت هذه التحديات على سوريا تبني المقاومة كضرورة وجودية للحفاظ على كينونتها، حيث وصلت لعبة الأمم في مراحل من تاريخها إلى تغيير سدة الحكم بانقلابات عسكرية نتيجة لحسابات مصلحية دولية نفطية أو استراتيجية (انقلاب حسني الزعيم نموذجاً).
                        لم تخرج سوريا من دائرة لعبة الأمم هذه، التي تلعب بقرارها السياسي الحاكم أو تجعل منها ميداناً للصراعات الإقليمية بين أسر أقحمها الغرب الاستعماري بطريقة أو بأخرى في المشهد المشرقي، تمثّل في الصراع بين آل سعود والهاشميين في فترة ما بين الحربين العالميتين أو للتجاذب بين المد الناصري والقوى الرجعية المناكفة له، في إطار مصغر للحرب الباردة بين القطبين العالميين في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، إلا بعد وصول الرئيس حافظ الأسد إلى الحكم الذي خلق استقراراً سياسياً ساعد في تحويل الكيان السوري «القلق» إلى دولة بمؤسسات حديثة ذات دور إقليمي وازن.
                        واستطاع أن يحول «الهوية السورية القلقة» إلى قوة دفع شكلت دينامية فعالة لإدارة الدولة السورية، وفق أيديولوجية قومية عربية جامعة طعمها بنكهة تستمد حركيتها من البيئة السورية الطبيعية ذات الامتداد المشرقي الواسع والمستندة إلى الإرث الحضاري القديم لسوريا _ السريانية والآرامية والكنعانية... بما أسس لبنية متكاملة لأيديولوجية موحدة جامعة تلبي ضرورة الحفاظ على وحدة الكيان السوري الحالي من التشظي والانقسام من جهة، وترسخ البعد السوري الطبيعي بل والمشرقي من جهة أخرى.



                        أصل الرئيس حافظ الأسد لعقل استراتيجي يستبطن روحاً سورية طبيعية ومشرقية وضعت الدولة السورية في موقع صانعة القرار المستقل الضامن لمصالح مجالها الحيوي، الذي لم يكن سوى مجال سوريا الطبيعية _ بلاد الشام _ وامتداداته المشرقية. ولا يمكن هنا أن نرى قرار التدخل السوري في الأردن سنة 1970 (على محدوديته) أثناء أحداث «أيلول الأسود» إلا ضمن هذا الإطار، كما أنّه لا يمكن أن نفهم أبعاد قرار خطير مثل التدخل السوري في لبنان عام 1976 إلا في سياق قرار استراتيجي مرتبط برؤية مشرقية فذة تتعلق بمصلحة القضية الفلسطينية بمنع مقاومتها من فقدان البوصلة تحت أي ظرف، وبالحفاظ على بنية التكوين الفسيفسائي للنسيج الاجتماعي والديني للمشرق، وفي صلبه المكون المسيحي _ اللبناني، الذي يعتبر جزءاً أصيلاً من المسيحية المشرقية التي قلبها سوريا الذي تهدد آنذاك بالسحق والإبادة، بمغامرات تحركت بشعارات جنونية من قبيل «طريق فلسطين تمر من جونية». احتاج البعض من القوى اليسارية اللبنانية والفلسطينية إلى سنين، حتى يفهموا أبعاد القرار السوري آنذاك وصوابيته، بينما واصل البعض التأسيس للعداء لسوريا بحجج محاربتها لليسار أو «مصادرة القرار الفلسطيني» لينتهي المطاف ببعض هذا اليسار إلى خندق سياسي معادٍ للمقاومة ومرتبط بالرجعية العربية الخليجية، وبرواد استقلالية «القرار الفلسطيني المستقل» إلى غياهب تنازلات أوسلو.
                        انطلقت توجهات الرئيس حافظ الأسد المشرقية من حقيقة تموضع سوريا الحتمي في النسق الاستقلالي ذي النزعة المعادية بالضرورة للمشروع الغربي الاستعماري، وكيانه الوظيفي ذي المشروع العنصري التوسعي والمهدد لكل المشرق، والذي فرض وجوده تحدياً شكّل عائقاً أساسياً أمام طموح الدولة السورية الحالية في الوحدة والنهضة، وفي التعبير عن ذاتها ووعيها بهويتها المجروحة بلحظة اغتصاب سوريا الجنوبية _ فلسطين _. وهذا ما تجسّد في الانخراط الاستثنائي المبكر للسوريين في الصراع مع الصهيونية منذ 1936 (عز الدين القسام نموذجاً) الذي رسخ الترابط العضوي مع فلسطين كقطعة لا تتجزأ من البنية العضوية السورية اعترفت به القوى الفلسطينية حتى بعد تشكل الحركة الوطنية الفلسطينية.
                        واصلت سوريا بعد وصول بشار الأسد إلى الحكم استراتيجيتها القائمة على أساس دعم المقاومتين اللبنانية والفلسطينية ضد الاحتلال، ولكنها واجهت استحقاقاً أخطر متعلقاً باصطدامها المباشر بالمشروع الأميركي الإمبراطوري في أقصى حالات تمدده في عهد المحافظين الجدد من خلال قوته العسكرية، لا من خلال أداته الوظيفية كما حدث في حرب 2006 من خلال دعمها المقاومة العراقية منذ احتلال العراق سنة 2003.



                        كان لزاماً على سوريا وهي الشريك الحقيقي في هزيمة هذا المشروع أن تطرح المشروع المشرقي بديلاً من «مشروع الشرق الأوسط الكبير». فطرح الرئيس الأسد نظرية «تشبيك البحار الخمسة» التي لم تلق بعد ما تستحق من دراسة علمية وأكاديمية تستوفيها من جميع جوانبها الاقتصادية كتجمع لاقتصادات نامية ولكتل بشرية وازنة من أكثر من 200 مليون نسمة، وثقافية بما تمثله من انتظام حضاري مشترك في نسق متكامل لحضارات قديمة ولإثنيات وقوميات وأديان مختلفة مصيرها التشبيك بين مصالحها الاقتصادية بدل تحويل فسيفسائها الدينية والإثنية إلى مصدر للاحتراب والاشتباك. كان مجرد طرح هذا المشروع من سوريا كمركز لهذا المشرق ومحور استقلالية القرار ومجابهة الاستعمار فيه، قمة التحدي للمشاريع الغربية ليس فقط في إطاره الميداني العسكري على جبهات المقاومة، وإنما في القدرة على ملء الفراغ الاستراتيجي بمشروع المشرق الجديد.
                        لقد بيّنت مجريات الأحداث منذ بداية الحرب على سوريا مدى ذوبان الحواجز الجغرافية المصطنعة بين كيانات هذا المشرق أمام حجم التداخلات والتفاعلات بين كل مكوناته، أهمية وصوابية الطرح المشرقي الشامل للدولة السورية الذي بدأ مع الرئيس حافظ الأسد. كما بيّن الحاجة الملحة التي يفرضها الواقع التاريخي على بعض التيارات القومية العربية التي لا تزال تعيش تناقضاً بنيوياً يلامس حدّ الانفصام، وأمام دور إيران في مواجهة الحرب على سوريا، فضلاً عن التحالف العضوي معها في مواجهة المشاريع الإمبريالية في المشرق، أن تعيد قراءة المشهد الإيراني بعيداً عن رواسب تراث «قادسية القرن العشرين» التي خلقت جذر انعدام الثقة مع جار يجعل من مركزية سوريا في المشرق محوراً لسياسته، وشريكاً مشرقياً عضوياً في نموذج الاستقلال ومواجهة مشاريع الهيمنة، آن لهم الاعتراف أمام لحظة مكاشفة ذاتية شجاعة بأنه ما كان لأحد أن يفكر في إطار تنسيقي.
                        ناهيك عن الوحدة بين سوريا والعراق في ظلّ «عراق العداء لسوريا وإيران»، وأن هذا العراق الذي يتعرض لهجمة وهابية رجعية إجرامية يحتاج إلى مشروع وطني جامع لكل مكوناته المذهبية والإثنية، والذي لن يتكرس إلا من خلال القطيعة مع تراث «العداء الهستيري لسوريا وإيران»، ورفض كل نزوع طائفي انعزالي يتعاطى مع مكوناته على أساس مذاهبهم وإثنياتهم.
                        دولة المقاومة في سوريا كقطب ترتبط به جميع صراعات هذا المشرق تخوض اليوم حرباً من أجل مشرق جديد مستقل عن الهيمنة الاستعمارية، متعدد ورافض لكل المشاريع الإقصائية التكفيرية والصهيونية.

                        * الاسد وعرين سوریا و " اصدقاء كرة النار التكفيرية"



                        حميد حلمي زادة

                        اعتقد بأن الامة اكتسبت من الاطلاع والتجربة والنتائج ما فيه الكفاية بشأن ما يمكن ان تجلبه "مؤتمرات الاصدقاء الغربية" لبلداننا وشعوبنا ومقدراتنا، استنادا الى معطياتها الكارثية من قبل والمتواصلة حتى الآن في مصر وليبيا وتونس.

                        واذا قبلنا الرأي السابق، ربما وجب علينا القبول بأن "مؤتمر اصدقاء سوريا في لندن" ، لم يكن سوى نسخة مكررة لما سبقها، فهو يستبطن تكريس الهيمنة والتشرذم والاستلاب في هذا البلد الذي يقاوم دون هوادة حربا كونية يقودها من وراء الكواليس المتاجرون بأرواح بني البشر في سبيل تضخيم ثرواتهم اكثر فاكثر.
                        ومع ان "الاستراتيجيات الاميركية - الاوروبية" الراهنة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا لم تعد بحاجة الى كثير من التورية والتمويه للافصاح عن مكنوناتها، الا ان ماساقته صحيفة معروفة صادرة في الولايات المتحدة ، تزامنا مع انعقاد مؤتمر لندن - يوم الثلاثاء 22 اكتوبر2013- يقطع الشك باليقين حول هذه الحقيقة.
                        " فقد اماط تقرير نشرته صحيفة وورد تريبيون الاميركية الستار عن تورط مجموعة من أصحاب المصالح المرتبطة بصناعة الأسلحة في لعبة بروباغندا لإقناع الرأي العام بضرورة التدخّل العسكري ضد سوريا، مشيرا الى أن بعض المناهضين الاميركيين بشدة لنظام الرئيس بشار الأسد، والمطالبين بضرورة التدّخل العسكري في سوريا، قد تمّ كشف ضلوعهم مؤخرًاً في صناعة الأسلحة في الولايات المتحدة .
                        وافادت الصحيفة صباح الثلاثاء في تقريرها أنّ مجموعة من أصحاب المصلحة العامة وفيهم الخبراء والمحامون المشهورون، تلاعبوا بالصحف الكبرى وشبكات التلفزيون، لكي تصبح متحيّزة ، وتوهم الشعب الأميركي بضرورة التدّخل العسكري في سورية لإسقاط نظام الأسد.
                        كما اشار تقرير الصحيفة إلى أنّ تلك المجموعة من الخبراء تتألف من المتخصصّين إلى حدّ كبير من المسؤولين الحكوميّين السابقين والقادة العسكريين، لافتًا إلى أنّ عددهم يصل إلى 22 باحثا يظهرون على شاشات التلفزيون والصحف الأكثر انتشارًا لإقناع الرأي العام بما تتوخى الإدارة الأميركية تنفيذه ، فهم ينفذّون تفكير الزعماء لقيادة الرأي العام وفقا لما يريدونه.
                        واكدت وورد تريبيون على ان هؤلاء الأفراد والمنظمات ، هم مرتبطون بعشرات الموظفين في وزارة الدفاع والإستخبارات - السي آي ايه - وشركات الإستثمار التي تتاجر في حقل صناعة الأسلحة بخاصة، بالإضافة إلى دبلوماسيين".

                        في ضوء ذلك يبدو من غير الممكن الا النظر بكل شك وارتياب الى نوايا اميركا واوروبا فضلا عن سلوكياتها سواء أكانت في "مؤتمرات الاصدقاء" أو حتى في التحضيرات المفترضة لمؤتمر جنيف - 2 .
                        فالاطراف الغربية تغاضت تماما عن انتشارظاهرة التكفير والتطرف الاعمى ، وقدمت لها مختلف الدعم والاسناد عبر الغرف المغلقة ، وباتت تستخدمها ككرة نار ملتهبة تدحرجها هنا وهناك من اجل إحراق المنطقة واشاعة الفوضى العارمة فيها ، انتقاماا من محور المقاومة والممانعة في الشرق الاوسط ، وابناء الامة الاسلامية والعربية بلا استثناء، كما انها تستغل مواقف " الائتلاف السوري المعارض" التسطيحية الرافضة لمبدأ الحوار بين المعارضة والموالاة في سبيل إطالة امد الصراع الدائر منذ مايزيد على 30 شهرا في سورية.

                        ولقد كان الرئيس بشار الاسد، وهو المدافع الغيور عن عرين سوريا رغم كل التحديات الدولية والاقليمية ، دقيقا عندما صرح في مقابلته التلفزيونية يوم الاثنين 22 اكتوبر2013بأنه ( اذا تضمن جنيف -2 وقف تمويل الارهابيين بالمال وإمدادهم بالسلاح ومساعدتهم على الدخول الى سورية ، فلن تعود هناك مشكلة في حل الازمة ) موضحا ( ان المشكلة السورية ليست معقدة كما يحاول البعض اظهارها.. ان التعقيدات تأتي من التدخل الخارجي ) مؤكدا ( ان بلاده أصبحت الآن في "مرحلة الصراع مع القاعدة وتفرعاتها المختلفة).
                        واضح ان "مؤتمر اصدقاء لندن"، وماتخلله من تلك المواقف و التصريحات اللامسؤولة والاستفزازية والعقيمة التي حاولت النيل من الرئيس بشار الاسد و ايران والعراق والمقاومة الباسلة في لبنان ، غير معني ابدا بايجاد تسوية جادة للازمة الراهنة ، بل هو يندرج اساسا في خانة البروباغندا الغربية الخليجية التركية الرامية الى تشويه دورسوريا المناضل والثوري والتحرري ، لفائدة انعاش "الاسرائيلي" المحتل والقاتل والعدواني ، الذي مني بالهزائم المرة نتيجة لالتفاف الامة حول قوى المقاومة والممانعة في المنطقة.

                        * تآمر "اصدقاء سوريا" على الرئيس الاسد



                        قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، في ختام اجتماع دول ما يسمى بـ"أصدقاء سوريا" في لندن الثلاثاء، إن المجتمعين اتفقوا على استبعاد الرئيس السوري بشار الأسد، من أي دور في مستقبل سوريا.

                        وأعتبر هيغ، ما سماه "المعارضة المعتدلة" بانها ممثلة للشعب السوري في مؤتمر جنيف 2 المفترض عقده لإيجاد حل للأزمة السورية، مؤكدا على أن التركيز قائم حاليا على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة لإدارة البلاد.
                        وشدد وزير الخارجية البريطاني على أن هناك جهودا تبذل لجمع كل الأطراف على طاولة المفاوضات في جنيف، لكنه أحجم عن القول إن ائتلاف المعارضة السورية وافق على حضور المحادثات، في الوقت الذي أكد رئيس ائتلاف المعارضة السورية أحمد الجربا أن المعارضة لن تحضر جنيف 2 إلا بضمانات لرحيل الأسد.

                        تعليق


                        • عنتريات بندر و وقاحة كيري
                          غالب قنديل
                          تتخبط المملكة السعودية في مأزق لم يعد خافيا بعدما خرجت إلى العلن مخاوفها من اضطرار الإدارة الأميركية لشد المملكة من شعرها نحو التكيف مع توازنات جديدة فرضها سقوط الرهانات وفشل المحاولات المتكررة لقلب توازنات المنطقة منذ العام 2000 بينما أقر جون كيري صراحة بأن سر الغضب السعودي هو تراجع واشنطن عن قرار العدوان على سوريا . أولا إن عنتريات بندر بن سلطان المسربة والمصرح بها إعلاميا ليست سوى فقاعات فارغة فما هو معلوم عن درجة ارتهان النظام السعودي للمشيئة الأميركية تاريخيا يجعل من كل شاردة وواردة داخل المملكة ونظامها وكل ما يتصل بالذات بدورها الإقليمي أمرا مرتبطا بالسياسات الأميركية ويكفي أن تكون ودائع المملكة وعائدات نفطها محجوزة سلفا في مصارف الولايات المتحدة ومحكومة بحساب أولويات المصالح الأميركية ولأن النظام السعودي تابع للغرب منذ قيامه فإن الرأي الغربي في توزيع السلطة بين أفراد العائلة نفسها كان حاسما دوما وهذا وحده سر مكانة بندر ومنصبه الذي عينه فيه مدير المخابرات الأميركية السابق ديفيد بيترايوس . ثانيا إن تعبيرات ما يسمى بالخلاف الأميركي السعودي تبدو أقرب إلى توزيع محكم للأدوار في لحظة حرجة وهي لا يمكن أن تخدع من يدقق في الوقائع فلا تملك السعودية قدرة مستقلة للتمرد على المشيئة الأميركية ويكفي أن يكون رهانها على الشراكة في العربدة مع مسيو هولاند وملك الأردن وكلاهما من التابعين طوعا وخضوعا للعم سام. إن حركة السعودية في المنطقة تخدم مشاريع الولايات المتحدة والتصعيد السعودي في سوريا عبر مواصلة دعم الإرهاب يلاقي محاولات الإدارة الأميركية لتوظيف الاستنزاف المستمر في السعي لفرض تنازلات سياسية على الدولة الوطنية السورية وفي هذا المجال تظهر الشراكة السعودية الأميركية بكل وضوح فبينما يواصل بندر محاولاته اليائسة عسكريا بواسطة عصابات القاعدة وغيرها من فصائل التكفير ترفض الدول الغربية بقيادة واشنطن تقديم أي التزامات بوقف دعم الإرهاب في سوريا وتأتي تصريحات جون كيري وجوقة العدوان من لندن لتصب في خانة مواصلة دعم الإرهاب ويعود الأميركيون للنغمة التي نسفوا بها جميع المحاولات الروسية السابقة وهذا تأكيد لما سبق أن استنتجناه من أن ردع العدوان الأميركي فتح الباب لتوازنات دولية وإقليمية تتشكل ولم ينتج تسويات واضحة وجاهزة كما يتخيل البعض والتلاعب الأميركي السعودي ينطوي في جانب منه على نوع من تقاسم الأدوار رغم جدية المخاوف السعودية من نتائج التراجع الأميركي عن ضرب سوريا ومن الحوار مع إيران . ثالثا إن السعودية ما تزال خادما أمينا للهيمنة الأميركية في المنطقة ودورها في مصر دليل ساطع فمهمتها المحددة هي لجم أي تهديد محتمل للهيمنة الأميركية إذا سارت القيادة المصرية الجديدة نحو التجاوب مع الانفتاح الروسي والعروض الصينية والإيرانية والتباين الأميركي السعودي في الموقف من تنظيم الاخوان يبقى عارضا بالأصل طالما توجد في المنطقة حكومات تابعة أخرى تضمن احتضان الاخوان وخصوصا تركيا وقطر . الحلقة المركزية في صياغة توازنات المنطقة هي سوريا وهنا يتوافر تناغم جدي سعودي أميركي رغم العربدة الظاهرة من خلال الموقف الأميركي الرافض لأي التزامات جدية بوقف دعم الإرهاب أو بالضغط على الحكومات التابعة في هذا الاتجاه كما من الواضح أن الولايات المتحدة فتحت قناة تفاوض لم تباشره جديا مع إيران وهو يحتاج لأشهر من اختبار النوايا المتبادل وفي سوريا ما تزال الإدارة الأميركية تردد نغماتها الواهمة حول الحوار ومضمون الحل السياسي ودور الرئيس بشار الأسد وهذا التدخل الوقح في الموضوع السوري السيادي يعكس رغبة مشتركة أميركية سعودية يخدمها بندر بتسليح القاعدة وتمويلها وغبار الخلاف المزعوم يجنب أوباما حرجا غير مرغوب فيه أمام القطب الروسي المقابل في الحرب الباردة الجديدة والظهور في موقع التعاطي المحرج مع عربدات بندر أقل كلفة على واشنطن من غضب القيصر فلاديمير بوتين.

                          تعليق


                          • معركة القلمون القادمة لتقليم مخالب السعودية بفيصلها وبندرها:
                            حسين الديراني
                            لا شك ان معركة القلمون القادمة سوف تغير الكثير من المعادلات الدولية والاقليمية, لما لهذه المنطقة من اهمية استراتجية تفوق باهميتها منطقة القصير. منطقة القصير التي كانت حصنا منيعا للجماعات المسلحة , ومركزا لتجمع كل اجهزة الاستخبارات العالمية العاملة ضد سوريا ومن ضمنها الاسرائيلية, والتي كانت مصدرا للاعتداء على المناطق اللبنانية في شمال لبنان التي تحتضن شعب المقاومة, وكذلك كانت ممرا امنا لتسلل الجماعات التكفيرية المسلحة, ونقل السلاح والعتاد من لبنان الى سوريا باشراف وحماية مسؤولين لبنانيين امنين وسياسيين من مجموعة 14 اذار, وهذه حقيقة لم تخفى على احد, فكان سقوط منطقة القصير الحصينة بمثابة انهيار للمشروع الدولي والاقليمي ضد المقاومة. اما منطقة القلمون التي تمتد على طول السلسلة الجبلية الشرقية المتاخمة للحدود اللبنانية المصطنعة, والتي يتواجد بها المسلحين من كل الاصناف والالوان والاجناس, ومن كل الالوية الارهابية, هذه المنطقة من الناحية الجغرافية تهدد كل المدن والبلدات التي تقع في السلسلة الشرقية والغربية في البقاع اللبناني من الهرمل الى بعلبك حتى مشارف شتورة, هذه المدن والبلدات يقطنها شعب المقاومة المستهدف في هذه الحرب الدائرة على سوريا. فلا يمكن لقيادة المقاومة الحكيمة ان تقف مكتوفة الايدي امام هذا التهديد الاستراتيجي, ولا يمكن للقيادة السورية وجيشه العربي السوري ان يتهاونا امام تهديد العاصمة دمشق, وتهديد الممر الدولي الذي يربط العاصمة بالساحل السوري. بعد سقوط القصير وهروب من تبقى من المسلحين الى منطقة القلمون, اصبحت تلك المنطقة الاهم في تهديد الدولة السورية والمقاومة, هناك تجمع عشرات الالاف من المقاتلين, وقاموا في تحصين مواقعهم العسكرية بكل الاستعدادات البشرية والعسكرية واللوجستية والمعلوماتية بادارة واشراف بندر بن سلطان نفسه , واصبحت المنطقة تهدد العاصمة دمشق والمقاومة في لبنان, ومن خلفه تقف"مملكته السعودية" بكل علاقاتها الدولية السياسية والدبلوماسية والاعلامية تحشد لدعم المسلحين في تلك المنطقة, وما عدم قبولها بمقعد في الامم المتحدة سوى تعبيرا عن خيبة املها من استخدام الامم المتحدة لضرب سوريا, ولم ترفضه بسبب عدم تحمل الامم المتحدة مسؤوليتها امام القضية الفلسطينية !!!. ومع بداية اي معركة مصيرية "كالقصير" سابقا, والان "القلمون" نشاهد الحشد الاعلامي والتهديدات السعودية باحراق لبنان والضاحية في حال تدخل "حزب الله" الى جانب "الجيش العربي السوري" في معركة تحرير القلمون, وكذلك التهديدات الاسرائيلية الصهيونية, حيث جاء على لسان كبار المسؤولين الصهاينة, "انه قد يشن حربا على لبنان في حال شارك " حزب الله " في القتال". أول تنفيذ التهديدات وكما هو دائما يكون " جبل محسن " واهله الامنين, حيث يلتف حول هذا الجبل جماعات مسلحة تكفيرية هي نفسها التي تقاتل النظام في سوريا, وهي نفسها التي تأتمر بأوامر بندر بن سلطان, وتقوم بالاعتداء على هذا الجبل الصامد في وجه الفتنة, وهنا تتحمل الدولة اللبنانية والجيش اللبناني حماية مواطنيه والتصدي لكل المعتدين, وحينما تعجز عن ذلك, يصبح من حق ابناء واهالي جبل محسن حماية انفسهم بالطريقة المناسبة التي يرونها لحفظ دمائهم واعراضهم وبيوتهم. فمعركة القلمون قادمة قادمة, ونتائجها محسومة لصالح المقاومة, فكما بشرنا بالنصر في القصير, نبشر بالنصر في المعركة المصيرية في القلمون لثقتنا بمن سيشارك في هذه المعركة, ولان القادم للمسلحين الارهابيين هو الجيش العربي السوري, فخر الجيوش العربية, يقوده القائد الاعلى للقوات المسلحة العربية السورية الرئيس الدكتور بشار الاسد فخر الامة العربية. والقادم اليهم رجال الله, كررارين غير فرارين, كتب الله لهم النصر في كل المعارك, يقودهم سيد المقاومة الصادق الامين السيد حسن نصر الله, وعاشوراء قادمة , وسبط النبي الامام الحسين(ع) في قلب كل رجل من رجال الله, فلن يعودوا حتى يفتح الله على ايديهم, شاء من شاء, وابى من ابى, وهدد من هدد. الدماء التي تسقط في هذه المعركة من ابطال "الجيش العربي السوري ورجال الله " تؤمن الحياة لكل مواطن سوري ولبناني مهدد بالقتل من جماعات التكفير. هذه المعركة ونتائجها سوف تكون حاضرة بين يدي الرئيس بشار الاسد في "جينف 2" , ولن يكون في ايدي السعودية وبندرها وفيصلها الا خيبة الامل, والهزيمة والانكسار, وسوف تتقلم مخالبها السامة في هذه المعركة للابد, ولن تقوم لها قائمة, بحيث لن يكون لها مجال لحفظ ماء وجهها العفن. الولايات المتحدة الامريكية تحاول الابتعاد قليلا عن جنون" ال سعود" كي لا تحترق كليا بنار " الجيش العربي السوري والمقاومة ",لقد بات التخبط الدائر في السياسة السعودية الدولية والاقليمية واضحا من خلال تصريحات وتهديدات " بندر بن سلطان " ووزير خارجيتها " سعود الفيصل", تهديدات تثير السخرية وسوف ترتد عليهم بخلع انيابهم ومخالبهم السامة البغيضة.

                            تعليق


                            • خسارة تركيا في سوريا، بالرغم من جائزة نوبل

                              بقلم فهيم تاتسكين/ المونيتور

                              البديع- وصلت الخلافات بين تركيا والولايات المتحدة حول سوريا إلى ذروتها. ففي الواقع سلطت جائزة نوبل للسلام التي منحت لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية (OPCW) الضوء على الخلاف بين مواقف البلدين. خاصةً وأنه لم تكن المنظمة من مهد الطريق لعملية تدمير الأسلحة الكيماوية في سوريا. حيث وقف من وراء الكواليس الرئيس الروسي فلاديمير بيوتن ونظيره الأميريكي أوباما، وقام بتنفيذ ذلك كلٍ من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الأميريكي جون كيري. وبالطبع كانت الحكومة السورية هي المحور الثالث وذلك بقبولها الموافقة على تدمير أسلحتها الكيماوية. لذلك لا يهم ما يقال، فجائزة نوبل للسلام حازت عليها كل من روسيا وأميريكا وسوريا. هذا ولا تتفق المعارضة السورية مع النظام إلا بشيء واحد فقط ألا وهو: أن الفائز الحقيقي بالجائزة هو الرئيس السوري بشار الأسد.
                              وبالرغم من أن الجائزة تحمل في مضامينها الاعتقاد بنجاح مهمة المنظمة في سوريا. فإنها أيضاَ تمنح اعتباراً للأسد. لاسيما وأن المسؤولين السوريين قد روجوا للجائزة على أنها تأكيد "لمصداقية سوريا".
                              ففي أعقاب هجوم الأسلحة الكيماوية الذي ذهب ضحيته مئة شخص في الغوطة، وفي الوقت الذي كانت الوايات المتحدة فيه تفكر بهجوم محدود، كان رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان يدعو إلى هجوم من شأنه أن يضع نهاية للأسد معبراً بقوله: "عملية محدودة لن ترضينا، ينبغي أن تكون كتلك التي حدثت في كوسوفو." حيث ظهرت الولايات المتحدة التي لطالما أكدت مسبقاً أن الأسد فقد شرعيته فجأة وكأنها تمدحه. فكان أقوى رد على كلمات الامتنان التي أطلقها كيري تجاه سوريا، ما عبر عنه أردوغان بقوله أن: "الأسد إرهابي".
                              وفي خضم هذا النزاع، الذي يتمثل في تحويل القضية من موضوع تدخل عسكري ممكن كما تريد تركيا، تمت مكافأة الأسد وذلك من خلال إشراكه في المجتمع الدولي على الأقل حتى اكتمال مهمة تدمير الأسلحة الكيماوية. حيث حصلت تركيا في 3 اكتوبر على موافقة البرلمان للقيام بعمليات عسكرية عبر الحدود متذرعةً بخطر الأسلحة الكيماوية. إلا أن جائزة نوبل تزامنت مع عمليات التدريب القائمة في غازي عنتاب ضد الحرب الكيماوية بالتنسيق مع "رئيس الوزراء" السوري الجديد أحمد طعمة الذي انتخب من قبل الائتلاف الوطني السوري (SNC).
                              والأسوأ من ذلك، أنه في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة تنأى بنفسها عن المسألة السورية لاسيما بعد محاولتها الأولى في إضفاء الطابع العسكري على ثورة هناك، تركت تركيا لتظهر بأنها الدولة التي عملت على تمكين أغلب المنظمات التابعة للقاعدة. خاصةً مع تقارير منظمة هيومن رايتس ووتش التي تفيد بأن قتلة العلويين في اللاذقية جاؤوا عبر تركيا، بالإضافة إلى مقالة في صحيفة وول ستريت جورنال التي تتهم أجهزة الاستخبارات التركية بأنها عملت كشرطة مرور سمحت بمرور شحنات الأسلحة إلى سوريا، لذلك لم تستطع تركيا التملص من وصفها بداعم للقاعدة. إذ من المتوقع مزيد من التقارير حول النزاع بين الولايات المتحدة وتركيا .
                              هذا وليس من الغريب أن ينتقل الخلاف الذي بدأ من قضية الأسلحة الكيماوية الآن إلى العملية السياسية أيضاً. حيث قررت الولايات المتحدة أن تعمل في الملف السوري مع روسيا، الأمر الذي يعني أنه انتهى دور قطر وتركيا. فوفقاً للصحيفة اللبنانية اليومية السفير، فإن الأمير القطري الجديد تميم بن حمد آل ثاني قد أرسل رسل إلى الأسد عن طريق مسؤول فتح عباس زكي ليفصح فيها عن رغبته بتحسين العلاقات بين البلدين. سيما وأن زعيم حماس خالد مشعل، الذي كان قد انتقل إلى الدوحة من دمشق، عبر الآن بقوله أنه ينبغي على جميع التحركات الشعبية الحفاظ على حقوقهم عبر السبل السلمية فالرياح قد غيرت اتجاهها.
                              إذ توجهت الولايات المتحدة الآن عندما لم تستطع الحصول على ما تريده من خلال المحور التركي القطري، إلى السعوديين. حيث كان أخر تحرك على رقعة الشطرتج هو تسريع نشاطات المراكز التنفيذية القائمة في الأردن وحركة لواء الإسلام التي تسيطر عليها أجهزة الاستخبارات السعودية وذلك لتشكيل جيش إسلامي في سوريا مع خمسين مجموعة كانت تعمل مع الجيش السوري الحر.
                              فعلى الرغم من رغبة السعودية من دفع الأمور باتجاه إلغاء الأسد، إلا أن الولايات المتحدة تتمنى الضغط على القاعدة من خلال السلفيين المعتدلين وتقوية المعارضة قبل الذهاب إلى جينيف. فالطريق إلى جينيف فيه الكثير من المطبات. حيث يبدو أنه أصبح من الصعب على أحمد الجربا المدعوم من السعودية أن يأخذ المجلس الوطني السوري كهيئة موحدة إلى جنيف. كما أعلن رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا المقرب من أنقرة بأنه لن يذهب إلى مؤتمر جينيف، لكن بانشقاق 13 من الجماعات الدينية عن الجناح العسكري فقد الجلس الوطني أهميته. لذلك يعاني الجيش السوري الحر من حالة من الاضطراب حيث وصف المحدث الرسمي باسم الجيش السوري الحر قائد أركان جيشه بأنه "أداة بيد أجهزة الاستخبارات".
                              ومع ذلك، مازالت الولايات المتحدة تستطيع تخطي إحجام الأكراد والإئتلاف الوطني عن المشاركة في مؤتمر جنيف. إذ أصبحت قريبة من الموقف الروسي الذي يرغب في رؤية حزب الاتحاد الديمقراطي ومجلس التنسيق الوطني السوري في جنيف.
                              وباختصار، بالرغم من أن تركيا تبدو سعيدة لحصول مظمة يقودها الأتراك على جائزة نوبل للسلام إلا أننا نعتبرهم الخاسرين في ذلك .

                              تعليق


                              • اميركا والخيارات الصعبة لوقف العدوان على سورية
                                الدكتور العميد أمين حطيط* محلل ستراتيجيا عسكرية لبناني
                                في موقفين متباعدين في الطبيعة نظريا متقاطعين هدفا و مصيرا يجد المتابع الموضوعي للشأن السوري نفسه امام جبهة عدوان على سورية تفصح بشكل عملي و قولي لفظي اكثر فاكثر عن حقيقة ما يجري و تحدد طبيعته بانه و بكل ما تعنيه الكلمة عدوان على هذه الدولة و شعبها و ان ما يجري من قتال على ارضها لم يكن يوما و ليس هو ابدا حربا داخلية كما حاول الغرب ترويجه ، بل هو و بكل تأكيد صراع بين قوى وطنية و اقليمية تدافع عن نفسها و حقوقها ، و قوى خارجية استعملت ادوات محلية و اقليمية و دولية لتحقيق مشروعها .
                                و في هذا السياق نتوقف عند امرين نختارهما من جملة السلوكيات و المواقف التي صدرت عن جبهة العدوان على سورية ، الاول يتعلق باقدام العدو الاسرائيلي على تقديم خدمات الاستشفاء لجرحى الجماعات المسلحة ، و الثاتي يتعلق بوقاحة جون كيري و تهديده بعد ان استمع الى الموقف الوطني السيادي القاطع الذي اعلنه الرئيس الاسد بان لا مانع شخصي لديه بان يترشح لرئاسة الجمهورية العربية السورية في العام المقبل و بطبيعة الحال اسمتراره في موقعه الان رئيسا للجمهورية حتى ذاك التاريخ .
                                ففي الشأن الاول قد بظن البسطاء ان اسرائيل امتلكت او استفاقت على نزعة رحمانية انسانية لديها و راحت تقدم الخدمات المجانية لمن يجرح و يصاب من المسلحين الذين يقاتلون في الميدان السوري من اجل ما يزعم اخرون بانه من فتال من اجل الحرية و الديمقراطية ، و لكن هؤلاء من حسني النية قد يغفلون عن حقيقة او يتناسون او انهم لا يعرفون اصلا بان العمل العسكري و مستلزمات الميدان تصنف عسكريا بين اعمال ادارية و لوجستية و اعمال تكتية و كلها تخدم فكرة القتال و المواجهة ، و في اطار الاعمال اللوجستية يندرج التزويد بالسلاح و الذخيرة و الاخلاء الصحي في متن اللائحة اللوجستية التي يعتبر توفرها شرطا للقيام بالعملية العسكرية التكتية اصلا .
                                و في عمليات المواجهة الدائرة على الارض السورية نعلم ان اسرائيل قامت كما هو معروف يقينا باكثر من عمل يعتبر في التصنيف لوجستيا او تكتيا خدمة للعدوان على سورية منذ ان ابتدأ العدوان اصلا ، فالكل يذكر كيف ان اسرائيل زودت المسلحين بالسلاح و الذخيرة ، و شبكات الاتصال ، و كيف انها تدخلت في لحظات حرجة بطيرانها لقصف هذا الهدف او ذاك من الاهداف التي ترى فيها الجماعات المسلحة عائقا جوهريا امام ارهابها و اخلالها بالامن و الاستقرار في البلاد . و اخيرا كان ما تريد اسرائيل تقديم نفسهاعبره بانه عمل ذو طابع انساني يقفز فوق حالة العداء القائمة رسميا بينها و بين سورية ، و هو تقديم الخمات الطبية و الاستشفاء لجرحى الارهابيين .
                                ان عمل اسرائيل في هذا المجال و بالتوصيف العسكري الدقيق ، ينفصل كليا لا بل ليس له علاقة اصلا بما يمكن تسميته اعمال او خدمات انسانية ، و يندرج بشكل عميق في اطار العدوان العسكري على سورية في سياق تنفيذ مهمة لوجستية تتمثل بالاخلاء الصحي لصالح الارهابيين ، مهمة من شأنها التأكيد مرة اخرى و بالشكل اليقيني الملموس بوحدة جبهة العدوان و توزع المهام و الادوار و المهام فيها ، و يؤكد مرة اخرى ما وصفنا به الحرب على سورية بانها خارجية استغلت ادوات داخلية ارتبطت بها ارتزاقا و عمالة او جهلا و خداعا .
                                و على صعيد الموقف الثاني الذي سيتوقفنا نجد ان ما جاء به جون كيري وزير الخارجية الاميركية باطلاقه شرطا لوقف الحرب – التي وصفها حرب اهلية في وصف يجافي الحقيقة و الواقع كما ذكرنا و نحن نراها و وفقا للدليل و البينة القاطعة حربا كونية ضد دولة مستقلة و فكر و نهج مقاوم – نجد ضرورة عدم فهم الشرط حصريا بشخص الرئيس الاسد و الا كان في الامر بساطة حتى لا نقول اكثر ، بل يجب ان يربط الشرط بما كان من امر السلوك الاميركي تجاه سورية منذ القدم خاصة خلال العقد الاخير اي مع احتلال العراق ، سياسة ترمي الى نقل سورية من موقع استراتيجي هي فيه من اجل مقاومة اي مشروع اجنبي لاهدار الحقوق الوطنية و القومية ، الى موقع يسهل السياسة الاستعمارية و مصادرة سيادة الدول و حقوق الشعوب في المنطقة .
                                ان هذا الشرط الصريح – الوقح يعني بالنسبة للموضوعيين امرا واحدا ، و هو ان اميركا في كل ما تقوم به من اعمال و تحركات سياسية تريد ان توحي بانها جادة في البحث عن حل سلمي للمسألة السورية ، انها مخادعة كاذبة ، و انها مصرة على هدفها الاساس الذي من اجله اطلقت العدوان على سورية و احتضنت القائمين به و هو هدف استراتيجي يشكل الرئيس الاسد في موقعه و شخصه مدخلا لتحقيقه ، و بهذا نفهم كيف ان اميركا توزع الادوار بين ادواتها لعرقلة جنيف 2 او لمنع انعقاده اصلا ، طالما انها تعرف ان سير المؤتمر وفقا لقواعد العدالة و المنطق و التوازن القائم في العلاقات الدولية و الارجحية المحققة في الميدان و الحالة الشعبية الحقيقة في سورية لصالح الدولة ، ان كل ذلك لن يتيح لها تحقيق شيئ من طموحاتها لذلك نجدها في تهديدها تعود الى المربع الاول و تقفز فوق كل ما يظهره الواقع و الميدان و تعود لنغمة وجود الرئيس و استمراره .
                                امام هذا المشهد يطرح السؤال : هل ان اميركا ستتراجع فعلا عن المسار السلمي لحل القضية السورية ؟ و ان تراجعت فهل انها ستعود لنغمة التهديد بالعدوان و التدخل العسكري بجيوشها ، ام انها ستكتفي بدعم المسلحين حيث يعملون و يرتكبون الجرائم ؟
                                اننا و على ضوء ما يقدمه الميدان و الواقع و القدرات و الامكانات لدى كل الاطراف نرى بان :
                                - اميركا لن تجازف بعدوان عسكري ، و هي لو كانت قادرة على تحقيق اهدافها عبره ، او كانت مطمئنة الى نتائجه لكانت فعلت منذ زمن بعيد و لما كانت انتظرت ما سيصل الى ثلاث سنوات من الزمن . و هنا نصدق كيري عندما يقول باسم دولته اميركا بان لا حل عسكري للقضية السورية .
                                - اميركا لن تجازف بالاسراع بالحل السلمي الذي باتت موقنة بانه لن يغير موقع سورية في الخريطة الاستراتيجية لدول المنطقة ، لانها تخشى ان فعلت ذلك ان ينعكس الامر على ملفات اخرى في طليعتها الملف الايراني ، و ما تسميه هي مسار العملية السلمية بين اسرائيل و الفلسطنيين .
                                - اميركا بحاجة الى تطرف او تشنج لدى بعض الادوات في الميدان من اجل الضغط مستقبلا عندما يحين وقت الحل و لهذا تقوم السعودية بما تقوم به خدمة للمصلحة الاميركية و يخطئ من يظن بان السعودية استفاقت اليوم على الحقوق العربية او القدس او سواها و لذا رفضت المقعد في مجلس الامن ، فالمسألة مسألة توزيع ادوار ليس الا .
                                و في المقابل يبدو جليا بان سورية و محور المقاومة و روسيا ايضا يفهمون جيدا المناورة الاميركية ، و بهذا الفهم جاءت مواقف الرئيس الاسد مؤخرا و التي بها وجه الرسائل الى من يعنيه الامر ، بانه يعرف طبيعة العدوان و انه يقدس حق الشعب السوري في قراره المستقل و اختياراته الوطنية و ان المقاومة واجب و حق يمارس و ان سورية بصمودها المستمر منعت العدوان من تحقيق اهدافه و هذا انتصار بحد ذاته لن تتخلى عنه و ستتابع … و باختصار تبقى المواجهة مستمرة و من حقق الانتصار حتى الان لن يتراجع عنه و هو يملك كل القدرات لحفظ انتصاره و يبقى على المعتدي عن يفهم هذه الحقيقة و يتوقف عن عدوانه و يخرج باقل الخسائر ان استطاع .

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X