بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وبعد.. فقد ذكر الأخ المستبصر (كما قال) المسمى (نزرون) في أحد مواضيعه أفكاراً تراوده قال أنها تصبّ في دائرة الإلحاد بتعبيره، ولكن واقعها ليس كذلك فإنها لا ترتبط بنفي وجود الخالق، بل هي عبارة عن تشكيك بنبوة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله، وبالكتاب المعجز الذي أتى به، وها نحن نقرر أهمها قبل أن نشرع في الإجابة عليها:
1. أن نبينا محمداً (ص) ليس نبياً ولكنه فيلسوف!! اخترع حكاية نبوته واخترع القرآن، والجهاد ليغزو الفرس والروم وسائر الأقوام. وبما أن كبار قريش ما كانوا يعتقدون نبوته فقد عصوه في ولاية ابن عمه.
2. النقص في الاستدلال على نبوة النبي محمد (ص)، والذهاب إلى عدم ثبوت المعجزات، بقرينة قوله بعد أن سألوه المعجزات: ﴿ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً﴾ [الإسراء : 93] وقوله تعالى: ﴿وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ﴾ [الإسراء : 59]
3. الاشكال على بعض الآيات القرآنية كالتي تتحدث عن انشقاق السماء كقوله تعالى ﴿وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ﴾ [الحاقة : 16] بتقريب أنها تدل على الاعتقاد بأن السماء قبة مبنية على الأرض وتهديد النبي لهم بإسقاطها: ﴿أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً ﴾ [الإسراء : 92]
4. الاشكال على قوله تعالى حول الماء الذي يخلق منه الإنسان: ﴿يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ﴾ [الطارق : 7] بدلالته على أنه يخرج من الظهر بينما يدل العلم الحديث على أنه يتكون في (الخصيتين)، وأيد الآية بحديثٍ للإمام الصادق مع الطبيب الهندي يقول بأنه ينزل من الظهر قطرة قطرة ويتمركز فوق الكلية.
5. الإشكال على عدم إعجاز القرآن بإمكان الإتيان ببعض سوره كسورة الكوثر مثلاً.. وأن التحدي الذي فيه إنما كان من جهة الافتخار بالبلاغة على عادة العرب في ذلك الزمن، فلم يردوا عليه لأنهم يعلمون أن الغرض ليس التعجيز فعلاً.
ووردت إشكالاته هذه في هذا الموضوع
http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=190865
وبما أنه يظهر من الأخ صاحب الموضوع أنه يعتقد بوجود الله تعالى، وأن ما راوده من أفكار إنما أعقب حديثه مع بعض الملاحدة الذين ينكرون نبوة كل الأنبياء حتى عيسى عليه السلام.. وأن ما وقع فيه هو مجرد شكوك وتساؤلات تحتاج لجواب فإن هذا يلزم كل الأخوة بضرورة المتابعة معه وفق ما يقول وإن ظنوا فيه الظنون..
وبما أن الموضوع قد طال وأخذ منحى خاصاً وهو البحث في النقطة الرابعة، فإنا ننقل الحديث إليها سريعاً ثم نعود إلى سائر النقاط، وذلك بعد أن نعرض لبعض المقدمات، فنقول:
1. مع أن النقاش الطبيعي مع الملحد ينبغي أن يبدأ من أصل الخلاف معه وهو وجود الإله والخالق إلا أن الرد على الإشكالات الفرعية التي يطرحونها لازم لئلا يتأثر بها من كان ضعيف الإيمان.. بل إن سبق الشبهة مما يدفع عند صاحبها قبول الدليل، فينبغي رفع الشبهة أولاً لعرض الدليل بعد تجرد الذهن عنها، لذا نتعرض إلى أهم ما أوقع صاحب الموضوع وهو النقطة الرابعة ثم نعود لغيرها ومن ضمن ما نعود إليه قواعد هامة عامة في مثل هذه الحالات.
2. قد نجد تسرعاً من بعض أتباع الديانات السماوية ومن ضعفاء العقيدة أو ممن عاشوا في أجواء معينة في تقبل بعض الإشكالات، فيتزعزع إيمانهم وتثبت الشبهة في قلوبهم فيتيهوا عن سواء السبيل.. لكن هؤلاء يغفلون عن جملة من القواعد العقلية القطعية التي تتكفل نجاتهم وعدم غرقهم في وحول الأوهام.. ومن أهمها أن الأدلة على وجود الخالق تعالى وعلى بعثه للأنبياء والرسل هي أدلة عقلية قطعية.. والأدلة العقلية القطعية لا تقف في وجهها أية أدلة أخرى فلا يُحتج على الإنسان القاطع بشيء ما لم يتزعزع قطعه..
وسنعرض فيما يأتي لجملة أخرى من القواعد الهامة..
شعيب العاملي
والحمد لله رب العالمين
وبعد.. فقد ذكر الأخ المستبصر (كما قال) المسمى (نزرون) في أحد مواضيعه أفكاراً تراوده قال أنها تصبّ في دائرة الإلحاد بتعبيره، ولكن واقعها ليس كذلك فإنها لا ترتبط بنفي وجود الخالق، بل هي عبارة عن تشكيك بنبوة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله، وبالكتاب المعجز الذي أتى به، وها نحن نقرر أهمها قبل أن نشرع في الإجابة عليها:
1. أن نبينا محمداً (ص) ليس نبياً ولكنه فيلسوف!! اخترع حكاية نبوته واخترع القرآن، والجهاد ليغزو الفرس والروم وسائر الأقوام. وبما أن كبار قريش ما كانوا يعتقدون نبوته فقد عصوه في ولاية ابن عمه.
2. النقص في الاستدلال على نبوة النبي محمد (ص)، والذهاب إلى عدم ثبوت المعجزات، بقرينة قوله بعد أن سألوه المعجزات: ﴿ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً﴾ [الإسراء : 93] وقوله تعالى: ﴿وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ﴾ [الإسراء : 59]
3. الاشكال على بعض الآيات القرآنية كالتي تتحدث عن انشقاق السماء كقوله تعالى ﴿وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ﴾ [الحاقة : 16] بتقريب أنها تدل على الاعتقاد بأن السماء قبة مبنية على الأرض وتهديد النبي لهم بإسقاطها: ﴿أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً ﴾ [الإسراء : 92]
4. الاشكال على قوله تعالى حول الماء الذي يخلق منه الإنسان: ﴿يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ﴾ [الطارق : 7] بدلالته على أنه يخرج من الظهر بينما يدل العلم الحديث على أنه يتكون في (الخصيتين)، وأيد الآية بحديثٍ للإمام الصادق مع الطبيب الهندي يقول بأنه ينزل من الظهر قطرة قطرة ويتمركز فوق الكلية.
5. الإشكال على عدم إعجاز القرآن بإمكان الإتيان ببعض سوره كسورة الكوثر مثلاً.. وأن التحدي الذي فيه إنما كان من جهة الافتخار بالبلاغة على عادة العرب في ذلك الزمن، فلم يردوا عليه لأنهم يعلمون أن الغرض ليس التعجيز فعلاً.
ووردت إشكالاته هذه في هذا الموضوع
http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=190865
وبما أنه يظهر من الأخ صاحب الموضوع أنه يعتقد بوجود الله تعالى، وأن ما راوده من أفكار إنما أعقب حديثه مع بعض الملاحدة الذين ينكرون نبوة كل الأنبياء حتى عيسى عليه السلام.. وأن ما وقع فيه هو مجرد شكوك وتساؤلات تحتاج لجواب فإن هذا يلزم كل الأخوة بضرورة المتابعة معه وفق ما يقول وإن ظنوا فيه الظنون..
وبما أن الموضوع قد طال وأخذ منحى خاصاً وهو البحث في النقطة الرابعة، فإنا ننقل الحديث إليها سريعاً ثم نعود إلى سائر النقاط، وذلك بعد أن نعرض لبعض المقدمات، فنقول:
1. مع أن النقاش الطبيعي مع الملحد ينبغي أن يبدأ من أصل الخلاف معه وهو وجود الإله والخالق إلا أن الرد على الإشكالات الفرعية التي يطرحونها لازم لئلا يتأثر بها من كان ضعيف الإيمان.. بل إن سبق الشبهة مما يدفع عند صاحبها قبول الدليل، فينبغي رفع الشبهة أولاً لعرض الدليل بعد تجرد الذهن عنها، لذا نتعرض إلى أهم ما أوقع صاحب الموضوع وهو النقطة الرابعة ثم نعود لغيرها ومن ضمن ما نعود إليه قواعد هامة عامة في مثل هذه الحالات.
2. قد نجد تسرعاً من بعض أتباع الديانات السماوية ومن ضعفاء العقيدة أو ممن عاشوا في أجواء معينة في تقبل بعض الإشكالات، فيتزعزع إيمانهم وتثبت الشبهة في قلوبهم فيتيهوا عن سواء السبيل.. لكن هؤلاء يغفلون عن جملة من القواعد العقلية القطعية التي تتكفل نجاتهم وعدم غرقهم في وحول الأوهام.. ومن أهمها أن الأدلة على وجود الخالق تعالى وعلى بعثه للأنبياء والرسل هي أدلة عقلية قطعية.. والأدلة العقلية القطعية لا تقف في وجهها أية أدلة أخرى فلا يُحتج على الإنسان القاطع بشيء ما لم يتزعزع قطعه..
وسنعرض فيما يأتي لجملة أخرى من القواعد الهامة..
شعيب العاملي
تعليق