إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

التنزيه المبين.. لساحة القرآن والنبي الأمين.. تفضل يا نزرون..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التنزيه المبين.. لساحة القرآن والنبي الأمين.. تفضل يا نزرون..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين

    وبعد.. فقد ذكر الأخ المستبصر (كما قال) المسمى (نزرون) في أحد مواضيعه أفكاراً تراوده قال أنها تصبّ في دائرة الإلحاد بتعبيره، ولكن واقعها ليس كذلك فإنها لا ترتبط بنفي وجود الخالق، بل هي عبارة عن تشكيك بنبوة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله، وبالكتاب المعجز الذي أتى به، وها نحن نقرر أهمها قبل أن نشرع في الإجابة عليها:

    1. أن نبينا محمداً (ص) ليس نبياً ولكنه فيلسوف!! اخترع حكاية نبوته واخترع القرآن، والجهاد ليغزو الفرس والروم وسائر الأقوام. وبما أن كبار قريش ما كانوا يعتقدون نبوته فقد عصوه في ولاية ابن عمه.

    2. النقص في الاستدلال على نبوة النبي محمد (ص)، والذهاب إلى عدم ثبوت المعجزات، بقرينة قوله بعد أن سألوه المعجزات: ﴿ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً﴾ [الإسراء : 93] وقوله تعالى: ﴿وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ﴾ [الإسراء : 59]

    3. الاشكال على بعض الآيات القرآنية كالتي تتحدث عن انشقاق السماء كقوله تعالى ﴿وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ﴾ [الحاقة : 16] بتقريب أنها تدل على الاعتقاد بأن السماء قبة مبنية على الأرض وتهديد النبي لهم بإسقاطها: ﴿أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً ﴾ [الإسراء : 92]

    4. الاشكال على قوله تعالى حول الماء الذي يخلق منه الإنسان: ﴿يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ﴾ [الطارق : 7] بدلالته على أنه يخرج من الظهر بينما يدل العلم الحديث على أنه يتكون في (الخصيتين)، وأيد الآية بحديثٍ للإمام الصادق مع الطبيب الهندي يقول بأنه ينزل من الظهر قطرة قطرة ويتمركز فوق الكلية.

    5. الإشكال على عدم إعجاز القرآن بإمكان الإتيان ببعض سوره كسورة الكوثر مثلاً.. وأن التحدي الذي فيه إنما كان من جهة الافتخار بالبلاغة على عادة العرب في ذلك الزمن، فلم يردوا عليه لأنهم يعلمون أن الغرض ليس التعجيز فعلاً.

    ووردت إشكالاته هذه في هذا الموضوع
    http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=190865

    وبما أنه يظهر من الأخ صاحب الموضوع أنه يعتقد بوجود الله تعالى، وأن ما راوده من أفكار إنما أعقب حديثه مع بعض الملاحدة الذين ينكرون نبوة كل الأنبياء حتى عيسى عليه السلام.. وأن ما وقع فيه هو مجرد شكوك وتساؤلات تحتاج لجواب فإن هذا يلزم كل الأخوة بضرورة المتابعة معه وفق ما يقول وإن ظنوا فيه الظنون..

    وبما أن الموضوع قد طال وأخذ منحى خاصاً وهو البحث في النقطة الرابعة، فإنا ننقل الحديث إليها سريعاً ثم نعود إلى سائر النقاط، وذلك بعد أن نعرض لبعض المقدمات، فنقول:

    1. مع أن النقاش الطبيعي مع الملحد ينبغي أن يبدأ من أصل الخلاف معه وهو وجود الإله والخالق إلا أن الرد على الإشكالات الفرعية التي يطرحونها لازم لئلا يتأثر بها من كان ضعيف الإيمان.. بل إن سبق الشبهة مما يدفع عند صاحبها قبول الدليل، فينبغي رفع الشبهة أولاً لعرض الدليل بعد تجرد الذهن عنها، لذا نتعرض إلى أهم ما أوقع صاحب الموضوع وهو النقطة الرابعة ثم نعود لغيرها ومن ضمن ما نعود إليه قواعد هامة عامة في مثل هذه الحالات.

    2. قد نجد تسرعاً من بعض أتباع الديانات السماوية ومن ضعفاء العقيدة أو ممن عاشوا في أجواء معينة في تقبل بعض الإشكالات، فيتزعزع إيمانهم وتثبت الشبهة في قلوبهم فيتيهوا عن سواء السبيل.. لكن هؤلاء يغفلون عن جملة من القواعد العقلية القطعية التي تتكفل نجاتهم وعدم غرقهم في وحول الأوهام.. ومن أهمها أن الأدلة على وجود الخالق تعالى وعلى بعثه للأنبياء والرسل هي أدلة عقلية قطعية.. والأدلة العقلية القطعية لا تقف في وجهها أية أدلة أخرى فلا يُحتج على الإنسان القاطع بشيء ما لم يتزعزع قطعه..

    وسنعرض فيما يأتي لجملة أخرى من القواعد الهامة..

    شعيب العاملي

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الصلب والترائب
    قال تعالى في محكم كتابه: ﴿فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ﴾ [الطارق :5-7]

    ووقع الكلام في مرجع كلمة (يخرج)، ومن أهم الاحتمالات:

    1. هل ترجع كلمة (يخرج) إلى الماء الدافق لكل من الرجل والمرأة ؟ فيكون خروج الماء الدافق عند الرجل من صلبه وعند المرأة من ترائبها ؟
    2. أم أن الماء الدافق هو ماء الرجل فيكون الخروج من بين صلب الرجل وترائبه ؟
    3. أم أن (يخرج) ترجع إلى الإنسان ولا ترجع إلى الماء ؟ فيكون خروج المولود من بين صلب وترائب المرأة الحامل ؟
    4. أو ترجع إلى الإنسان أيضا لكن من بين صلب الرجل وترائب المرأة ؟

    وذهب إلى كل تفسير من هذه التفاسير قوم.

    وللدخول في البحث نعرض لمعنى الصلب والترائب لغة أولاً..


    الصلب في اللغة
    معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 301
    صلب‌ الصاد و اللام و الباء أصلان: أحدهما يدلُّ على الشدة و القوّة، و الآخر جنس من الوَدَك.
    فالأوَّل الصُّلب، و هو الشى‌ء الشَّديد. و كذلك سُمِّى الظَّهر صُلْباً لقوّته.....
    و أما الأصل الآخر فالصَّليب، و هو وَدَك العَظْم. يقال اصطَلَب الرجُل، إذا جَمَع العظامَ فاستخرج وَدَكها ليأْتدِم به.

    كتاب العين، ج‌7، ص: 127‌
    و الصُّلْب: الظهر، و هو عظم الفقار المتصل في وسط الظهر

    المحيط في اللغة، ج‌8، ص: 148
    الصُّلْبُ و الصَّلَبُ و الصَّلْبُ : عَظْمُ الظَّهْرِ

    لسان العرب، ج‌1، ص: 526
    الصُّلْبُ و الصُّلَّبُ: عَظْمٌ من لَدُنِ الكاهِل إِلى العَجْب، و الجمع: أَصْلُب و أَصْلاب و صِلَبَةٌ

    مجمع البحرين، ج‌2، ص: 100‌
    (صلب)قوله تعالى: يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَ التَّرٰائِبِ [86/ 7] يعني من‌ بين صلب الرجل و ترائب المرأة، و هي عظام الصدر، و الولد لا يكون إلا من الماءين. و الصلب في الظهر، و كل شي‌ء من الظهر فيه فقار فذلك الصلب، و تضم اللام للاتباع. و" الصلب" بالتحريك لغة في الصلب.

    الترائب في اللغة
    لسان العرب، ج‌1، ص: 230‌
    و التَرائبُ: مَوْضِعُ القِلادةِ من الصَّدْر،
    و قيل هو ما بين التَّرْقُوة إلى الثَّنْدُوةِ؛
    و قيل: التَّرائبُ عِظامُ الصدر؛
    و قيل: ما وَلِيَ الّتَرْقُوَتَيْن منه؛
    و قيل: ما بين الثديين و الترقوتين....
    و قيل: التَّرائبُ أَربعُ أَضلاعٍ من يَمْنةِ الصدر و أَربعٌ من يَسْرَتِه.
    و قوله عز و جل: خُلِقَ مِنْ مٰاءٍ دٰافِقٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَ التَّرٰائِبِ.
    قيل: التَّرائبُ: ما تقدَّم.
    و قال الفرَّاء: يعني صُلْبَ الرجلِ و تَرائبَ المرأَةِ.
    و قيل: التَّرائبُ اليَدانِ و الرِّجْلانِ و العَيْنانِ،
    و قال: واحدتها تَرِيبةٌ.
    و قال أَهل اللغة أَجمعون: التَّرائبُ موضع القِلادةِ من الصَّدْر...

    والخلاصة أن الصلب هو الشدة والقوة فاخذ منه الاستعمال لعظام الظهر لشدتها وقوتها.. وأنه قد اختلف في الترائب اختلافاً شديداً لكنها بحسب الظاهر عظام الصدر..

    بعد أن اتضح هذا فإن ما يرجح التفسير الثاني من التفاسير الأربعة المذكورة وهو أن (
    الماء الدافق هو ماء الرجل فيكون الخروج من بين صلب الرجل وترائبه) أمور:

    1. قوله تعالى (ماء دافق) والماء الدافق هو ماء الرجل بحسب الظاهر.
    2. وصفه للماء الدافق بأنه (من بين) (الصلب والترائب) وليس (من الصلب والترائب) أي أن الموضع الذي يخرج منه هو ما بين الموضعين.. وهما بحسب الظاهر عظام الظهر وعظام الصدر..
    3. أن الضمير يرجع إلى الأقرب عند الشك وعدم قيام قرينة على خلاف ذلك، و(الماء الدافق) أقرب من (الإنسان) لكلمة (يخرج) بل متصل بها.

    شعيب العاملي

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم

      شبهة الملاحدة القديمة
      من اللافت أن الملحدين قد حاولوا الطعن على هذه الآية قديماً بوجه وقد غيروا وجههم اليوم مع التقدم العلمي !! فينبغي أن يكون الطعن الذي قدموه عليهم لا لهم ..

      بيان ذلك.. أن المتقدمين من الملاحدة قد طعنوا على الآية الشريفة بأن المني يتولد من فضلة الهضم الرابع.. وينفصل من جميع أجزاء البدن، فلا وجه للتخصيص بما بين الصلب والترائب في الآية.. (راجع رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين، ج‏4، ص: 207 وغيره)
      وكان مقصودهم أن الغذاء يهضم في المعدة الهضم الأول وفي الكبد الهضم الثاني وفي العروق الهضم الثالث وعند وصوله إلى جواهر الأعضاء الهضم الرابع (كما في قانون ابن سينا، وكما نقل عن الملاحدة أيضاً الفخر الرازي)

      لكنهم اليوم بدلوا إشكالهم كما رأينا في الموضوع المذكور وغيره وقالوا أن المني يتولد في الخصيتين.. وأن هذا مناف للآية أيضاً كما ينافيها العلم الحديث بزعمهم !!

      ولنجب أولاً على شبهة الملاحدة القديمة ثم على شبهتهم الجديدة..

      أما شبهتهم القديمة فبأن المني يتكون من كل أجزاء البدن بعد الهضم الرابع، والجواب برواية عن الإمام الصادق عليه السلام:
      مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج‏4، ص: 252
      أبو جعفر الطوسي في الأمالي و أبو نعيم في الحلية و صاحب الروضة بالإسناد و الرواية يزيد بعضها على بعض عن محمد الصيرفي و عن عبد الرحمن بن سالم أنه دخل ابن شبرمة و أبو حنيفة على الصادق ع فقال لأبي حنيفة اتق الله و لا تقس الدين برأيك فإن أول من قاس إبليس إذ أمره الله بالسجود فقال أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين ثم قال هل تحسن أن تقيس رأسك من جسدك قال لا قال‏.....
      ثم قال البول أقذر أم المني ؟
      قال البول
      قال يجب على قياسك أن يجب الغسل من البول دون المني و قد أوجب الله الغسل من المني دون البول
      ثم قال ع: لأن المني اختيار و يخرج من جميع الجسد و يكون في الأيام و البول ضرورة و يكون في اليوم مرات و هو مختار و الآخر متولج..
      قال أبو حنيفة كيف يخرج من جميع الجسد و الله يقول يخرج من بين الصلب و الترائب‏ ؟
      قال أبو عبد الله: فهل قال لا يخرج من غير هذين الموضعين ؟! ...

      وبغض النظر عن سند هذا الحديث (ففيه عدة من الإمامية الثقات، ولم يتبين لنا حال الآخرين في هذه العجالة أو حال أسانيده المتعددة).. فإنه موافق لما دلت عليه الآية حيث قال فيها تعالى: (يخرج من بين الصلب والترائب) ولم يقل أنه لا يخرج من غير هذين الموضعين ولا من غير ما بينهما.. أي أن الآية أثبتت الخروج من مكان معين ولم تنفه عن سائر الأماكن.
      فيمكن أن يكون التكون في هذا المكان وغيره..
      بل يمكن أن يكون التكون فيه لكنه منضماً إلى سائر الأماكن كما سيأتي توضيحه..

      أما ملاحدة اليوم الذين يسقطون هذا الاشكال فالبحث سالب معهم بانتفاء الموضوع.. ويأتي الجواب على الاشكال الثاني.

      والحمد لله رب العالمين

      شعيب العاملي

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        المني في المفهوم العلمي الحديث ورد الشبهة الثانية

        ولننتقل إلى المفهوم العلمي للمني بحسب ما أمكننا مراجعته على الشبكة العنكبوتية، وإن كان البحث هكذا منقوصاً فإنه يحتاج إلى مصادر علمية أكثر دقة لكنا نعتمد مؤقتاً على ما وجدناه على الشبكة من موقع (ويكيبيديا) ومجموعة من المواقع التي تضمنت مقالات علمية أخرى الى ان يتسنى لنا مراجعة دورات ونشرات تخصصية موثوقة.

        وننقل من ذلك:
        ((المَنِيّ أو السائل المَنَوِيّ أحد السوائل الجسمية، وهو سائل عضوي تفرزه الخصيتان (الغدد الجنسية) لدى الذكور ويحتوي على الحيوانات المنوية بالإضافة إلى انزيمات و بروتينات ومركب الفركتوز وتعمل هذه العناصر على بقاء الحيوانات المنوية حية، وتوفر وسط يمكنها من خلاله التنقل أو "السباحة".
        يتم إنتاج المني في الحويصلة المنوية))

        ((يتكون المني من افرازات تنتج في:
        1. الخصية (
        Testicle): والنسبة 5-2 % .
        2. الموثة (البروتستات prostata): تؤلف السوائل منها 30-25 % من المني.
        3. غدة كوبر (glandulæ bulbourethrales) : أقل من 1%.
        4. والحويصلات المنوية(vesiculæ seminales): تؤلف حوالي 75-65 %من السائل المنوي.))

        أما مكوناته:
        ((السائل المنوي يحتوي على مكوّنات تشمل البروتينات وسكر الفركتوز والإنزيمات والكارنيتن التي تتحكم في تنظيم نشاط وتغذية الحيوانات المنوية..))

        إذا بحسب الدراسة العلمية فإنه يتكون من عدة أماكن (أربعة) يصدق عليها كلها أنها ما بين الصلب والترائب..

        إذا كيف يمكن الجمع بين كونه يخرج من بين الصلب والترائب وبين كونه يتكون من كل أنحاء الجسم كما مرّ سابقاً ؟

        تدل على ذلك الدراسات العلمية أيضاً.. فإن الآية الشريف تحدثت عن خلق الإنسان من الماء الدافق لا عن الماء الدافق الذي لا يتولد منه إنسان.. أي عن الماء الدافق الذي له قابلية الحمل.

        وما يقابل إمكانية الحمل هو العقم.. ومما ذكر في الدراسات العلمية من أسباب العقم أمور كثيرة نذكر بعضاً منها:

        1. تأخر مرحلة النضوج والبلوغ لدى الطفل إلى رجل .
        2. نقص إنتاج هرمون L.H & F.S.H.
        3. أسباب تلف في الغدة النخامية (وهي غدة تقع في تجويف عظمي في جمجمة الإنسان اسفل الدماغ)
        4. ارتفاع نسبة هرمون الحليب في جسم الرجل (وهو هرمون يفرز في الغدة النخامية أيضاً)
        5. إصابة بالغدد الصماء .( تتوزع هذه الغدد في كل أنحاء الجسم. إفرازاتها عبارة عن مواد كميائية وبروتينية تلعب دورا أساسيا في وظيفة الأعضاء وفي تنظيم التوازن الكميائي للجسم. ومن أهم الغدد الصماء في الجسم الغدة النخامية والغدة الدرقية والدريقية والغدة الكظرية والبنكرياس والغدد التناسلية والصنوبرية والزعترية)
        6. انخفاض في هرمون الذكورة.
        7. خلل في الجينات أو الكروموسومات.
        8. الإصابة في جهاز المناعة.
        9. ارتفاع ضغط الدم قد يفسد الأوعية الدموية.
        10. التعرض لبعض المواد الكيماوية المستعملة في المصانع مثل الرصاص و الزئبق.
        وغيرها الكثير من الأسباب..

        والملاحظ أن بعض هذه الأسباب مرتبطة بمشاكل في جمجمة أسفل الدماغ.. ومشاكل في مختلف أنحاء الجسم.. وبهذا يتضح الدور التكاملي للجسم السليم في توليد هذه المادة التي يتكون منها الإنسان.

        وبهذا البيان يتضح أن هناك مرحلتين لتكون هذه المادة..

        المرحلة الأولى تشترك فيها مختلف أماكن البدن.. وهي التي عبر عنها الإمام الصادق عليه السلام: يخرج من جميع الجسد (على فرض اعتبار الرواية) وأي خلل في أي مكان او حالة من الحالات العشرة المذكورة وغيرها الكثير قد يسبب العقم الدائم أو المؤقت فتمنع المرحلة الثانية أو تبقيها لكن تمنع أثرها.

        والمرحلة الثانية التي يتكون فيها بشكل مباشر هي التي تحصل في الأماكن الأربعة المذكورة وينطبق عليها كلها أنها (بين الصلب والترائب)

        وعليه فبمراجعتنا الأولية وهذا البيان الأولي وتطابقه الكامل مع الدراسات العلمية الحديثة.. لا إشكال ولا غبار على ما دلّت عليه الآية الشريفة، بل الإشكال على الملاحدة في تلونهم مع تلون الأيام والأزمنة.. ومع ثبات القرآن والحديث منذ قرون ولا تزال هذه الامور في طور الاكتشاف التدريجية عنده..

        وتسقط الإشكالات ايضا على سائر الأقوال وفق هذا البيان.. كالاشكال على من ذهب إلى الأقوال الأخرى كمن رجح أن الماء الدافق هو ماء الرجل والمرأة معاً ولو لم يكن دفق مائها كدفق ماء الرجل.. فما ذكرناه في الرجل يسري في الجملة على المرأة.

        أما حديث الإمام الصادق عليه السلام الذي أورده المستشكل: وجعلت الكلية كحب اللوبيا لان عليها مصب المني نقطة بعد نقطة فلو كانت مربعة أو مدورة احتبست النقطة (وفي بعض النسخ " احتبست النطفة " ) الأولى إلى الثانية فلا يلتذ بخروجها الحي، إذ المني ينزل من قفار الظهر إلى الكلية فهي كالدودة تنقبض وتنبسط ترميه أولا فأولا إلى المثانة كالبندقة من القوس...(الخصال ص511-514)
        فإن أمكن فهمه وتوجيهه بما ذكرناه من أنه يتحدث عن المرحلة الأولى أو بأي وجه آخر فسرناه به وأخذنا به.. وإلا فلا نتكفل كثيراً في إثبات حديث ضعيف السند جداً، ففي رواته الحسن بن علي بن زكريا العدوي (قال ابن الغضائري ج 1ص‏55 والحلي في الخلاصة ص215 أنه ضعيف جداً) وفيه ثلاثة من المهملين على الأقل هم: حدثنا عباد بن صهيب وجده والربيع صاحب المنصور..

        هذا ويأتي الحديث في دفع بقية الإشكالات التي تسبب توهماً يمنع من التصديق بإعجاز المعجزة ويوقع من تلتبس عليه الأمور في حالة الشبهة مقابل البديهة.. ثم نكمل ما يلزم إن شاء الله تعالى.

        والحمد لله رب العالمين

        قبيل فجر الأحد التاسع من ذي القعدة 1434 للهجرة
        الموافق 15-9-2013

        شعيب العاملي

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم

          سر ومن المتابعين على بركة الله.

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة شعيب العاملي
            ...

            ((يتكون المني من افرازات تنتج في:
            1. الخصية (



            Testicle): والنسبة 5-2 % .
            2. الموثة (البروتستات prostata): تؤلف السوائل منها 30-25 % من المني.
            3. غدة كوبر (glandulæ bulbourethrales) : أقل من 1%.
            4. والحويصلات المنوية(vesiculæ seminales): تؤلف حوالي 75-65 %من السائل المنوي.))
            ...


            إذا بحسب الدراسة العلمية فإنه يتكون من عدة أماكن (أربعة) يصدق عليها كلها أنها ما بين الصلب والترائب..

            ...
            والمرحلة الثانية التي يتكون فيها بشكل مباشر هي التي تحصل في الأماكن الأربعة المذكورة وينطبق عليها كلها أنها (بين الصلب والترائب)

            ...

            مولانا، أنا أتعجّب من قولك وتأكيدك بأن هذه الأعضاء الأربعة التي تنتج المنيّ يصدق عليها وجودها المكاني بين الصلب والترائب.


            في حين أنها كلّها أعضاء سفلية كما لوّنتها لكم في الصورة التالية بحيث يستحيل صعودها ووجودها خلف القفص الصدري بحيث تكون بينه وبين أعلى العمود الفقري:




            تعليق


            • #7

              قال الدكتور علي البار في كتابه "خلق الإنسان بين الطب والقرآن حيث قال: تقول الآية الكريمة: إن الماء الدافق يخرج من بين الصلب والترائب، ونحن قد قلنا: إن هذا الماء (المني) إنما يتكون في الخصية وملحقاتها، كما تتكون البويضة في المبيض لدى المرأة... فكيف تتطابق الحقيقة العلمية مع الحقيقة القرآنية.
              إن الخصية والمبيض إنما يتكونان من الحدبة التناسلية بين صلب الجنين وترائبه.. والصلب هو العمود الفقري.. والترائب هي الأضلاع. وتتكون الخصية والمبيض في هذه المنطقة بالضبط، أي بين الصلب والترائب، ثم تنزل الخصية تدريجياً حتى تصل إلى كيس الصفن (خارج الجسم) في أواخر الشهر السابع من الحمل... بينما ينزل المبيض إلى حوض المرأة ولا ينزل أسفل من ذلك.
              ومع هذا فإن تغذية الخصية والمبيض بالدماء الأعصاب واللمف تبقى من حيث أصلها.. أي من بين الصلب والترائب، فشريان الخصية أو المبيض يأتي من الشريان الأبهر (الأورطي البطني) من بين الصلب والترائب، كما أن وريد الخصية يصب في نفس المنطقة.. يصب الوريد الأيسر في الوريد الكلوي الأيسر بينما يصب وريد الخصية الأيمن في الوريد الأجوف السفلي.. وكذلك أوردة المبيض وشريانها تصب في نفس المنطقة أي بين الصلب والترائب... كما أن الأعصاب المغذية للخصية أو للمبيض تأتي من المجموعة العصبية الموجودة تحت المعدة من بين الصلب والترائب.. وكذلك الأوعية اللمفاوية تصب في نفس المنطقة أي بين الصلب والترائب.
              فهل يبقى بعد كل هذا شك أن الخصية أو المبيض إنما تأخذ تغذيتها ودماءها وأعصابها من بين الصلب والترائب؟... فالحيوانات المنوية لدى الرجل أو البويضة لدى المرأة إنما تستقي مواد تكوينها من بين الصلب والترائب، كما أن منشأها ومبدأها هو من بين الصلب والترائب.
              والآية الكريمة إعجاز كامل حيث تقول: من بين الصلب والترائب، ولم تقل من الصلب والترائب، فكلمة بين ليست بلاغية فحسب وإنما تعطي الدقة العلمية المتناهية.
              انتهى.


              اللهم صل على المصطفى محمد واهل بيته وابوبكر وعمر وعثمان وعلي وصحابته اجمعين وسلم تسليما كثيرا

              والحمدلله رب العالمين

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة * يا الله عفوك *
                ...فهل يبقى بعد كل هذا شك أن الخصية أو المبيض إنما تأخذ تغذيتها ودماءها وأعصابها من بين الصلب والترائب؟... فالحيوانات المنوية لدى الرجل أو البويضة لدى المرأة إنما تستقي مواد تكوينها من بين الصلب والترائب، كما أن منشأها ومبدأها هو من بين الصلب والترائب.

                ...



                أخي العزيز، لقد خلق الله تعالى أنظمة وأجهزة متعددة في جسم الإنسان ومنها

                -نظام الدورة الدموية: ومركزها القلب ومن مكوناتها العروق والشرايين التي توصل الدم لكل أنحاء الجسم حتى ما دقّ منه، وهدفها الأساسي هو تغذية الجسم بالدماء والأوكسيجين المحمول في الكريات الحمراء والحماية التي توفرها الكريات البيضاء.

                ومن تلك الأنظمة:

                -نظام الجهاز العصبي: ومركزه المخّ الذي في الجمجمة ومن مكوناته النخاع الشوكي والأعصاب والأوتار العصبية التي تصل إلى كافة أنحاء الجسم حتى ما دقّ منه، وهدفها الرئيسي هو التحكم في الحركات الإرادية والغير إرادية لأعضاء الإنسان الداخلية والخارجية.

                يعني هاذان النظامان الرئيسيان الواصلان لكلّ جزئية من جزئيات الجسم، إذا قدّما الدماء لتغذية (للجهاز التكاثري) وقدّما الأعصاب الظرورية للتحكّم في الحركات الإرادية والغير إرادية لذلك الجهاز التكاثري. فليس من العقل أن نقول بأنهما يصنعان المني أو الحيوانات المنوية.

                وذلك لأن الدماء والأعصاب عامّة الإنتشار في كلّ الجسم بحيث أن كلّ عضو وكلّ جهاز ونظام يأخذ حاجته من الخدمات التي توفرها له تلك الأجهزة حتى يقوم بوضيفته على أكمل وجه.

                فتبارك الله أحسن الخالقين

                تعليق


                • #9
                  لك جزيل الشكر مولاي العزيز شعيب العاملي على هذا البحث العلمي وقد استفدنا منه بارك الله فيك
                  وسوف نتابع إلى النهاية

                  والأخ نزرون اقول له كما قلت له مرارا وتكراراً أرجو ان تنصفنا في الرد
                  واعتراضك على الأخ شعيب العاملي في غير محله لأنه بين لك بعد اقتباسك لكلامه مباشرة ان المني يتكون في كل انحاء الجسم وان هناك مرحلتين للتكوين ، ومشكلتك انك فهمت من الآية انها تتحدث عن مرحلة واحدة وهذا غير صحيح ، اذن الاشكال في فهمك للآية ، الله جل جلاله يقول ( خلق من ماء دافق ) هذه اول مرحلة ( يخرج من بين الصلب والترائب ) هذه المرحلة الثانية
                  ولا اعتقد انك تستشكل على المرحلة الأولى ( خلق من ماء دافق ) وإنما اشكالك كان على المرحلة الثانية ( يخرج من بين الصلب والترائب )
                  الأخ العاملي قد بين لك الإشكال بطريقه سلسه ومفهومه وما ذكره بخصوص المرحلتين لو تدبرت فيه قليلاً لتوصل إلى حل هذا الإشكال
                  وارجو ان تقرأ الموضوع من جديد ولكن ليس بغية في الجدال بل أملاً في الوصول للحق
                  فالأخ العاملي اشهد انه قد اعطى الموضوع حقه واجاب عن هذا الإشكال إجابة علمية يُشكر عليها

                  عن امير المؤمنين عليه السلام : ( إياك وطاعة الهوى فإنه يقود إلى كل محنة )

                  تعليق


                  • #10
                    من ظن أن العلم كشف كل شيء فهو واهم فما أوتيتم من العلم إلا قليلا
                    وقليلا تعني أقل من10% من الأصل
                    فقضية الخلق هي قضية إعجاز فوق فوق كل تصور
                    فيكفي أن يسلط الأخ نزرون الضوء على الكائن المنوي الذي لايرى بالعين المجرده
                    وفيه أجتمع تاريخ إنساني يمتد آلاف السنين وفيه آلاف الصفات والسمات لآلاف البشر من جهة الأباء أو جهة الأمهات كل هذا وهو لايرى بالعين المجرده أجتمعت فيه الصفات الخُلقيه والسمات الخلقيه
                    هذه الحصيلة العلمية حصلت لنا والبعض منا تراوده الشكوك ,,,,, عجباً
                    فبدل أن يكون التنور خير لنا إذ به صار وبال علينا !!
                    إن هذا العلم هو رسول لنا مصدقاً لنبينا وكتابنا
                    ـــــــــــــــــــــــــ
                    قضية الأيمان تنطلق من مبداء إن الله على كل شيء قدير وأنه الخالق الباري المصور
                    عندها فقط يكون القرآن مهيمناً على عقولنا وليست عقولنا مهيمنة على القرآن ولا بأس بالتدبر والتفكر
                    الغير مخل ,,,,, وإلا فراجع عقيدتك .
                    ــــــــــــــ
                    كانت مساهمه بسيطه
                    تحياتي

                    تعليق


                    • #11
                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                      وتحياتنا لجميع الاخوة الكرام المشاركين

                      الأخ نزرون
                      لك العذر في أن تتعجب مما ذكرناه، فإن البعد عن اللغة العربية واستعمالاتها، وعن التعامل العرفي مع الكلمات والمصطلحات العربية يترك أثراً بارزاً في كيفية فهم الكلمات والجمل ومعانيها.. وإن الشبهة تترك تأثيراً حتى على التعامل مع الأمور على مستوى الدقة العقلية كما سيأتي.

                      لقد توقفتَ في وقوع الأماكن الأربعة المذكورة التي يتكون منها المني بين الصلب والترائب.. ويرتفع هذا التوهم بالبيان التالي:

                      أن الصلب يمتد إلى (العجب) من عظم الظهر، والعجب كما في اللغة: (العَجْب، و هو من كلِّ دابة ما ضُمَّتْ عليه الورِكان من أصل الذّنَب المغروز فى مُؤَخَّر العَجُز.)( معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 244، ومثله کتاب العین ج1 ص235)
                      ولك ان تراجع الصور المرفقة لترى منتهى عظام الظهر وكيف أنها تصل إلى مكان سفلي جداً في الإنسان.. ولك أن ترى انحناءاتها أيضا والتواءاتها..

                      نأتي الآن الى الاستعمالات اللغوية للفظة (بين) الواردة في الآية الشريفة، وإلى الاستعمالات العرفية..
                      أما في الاستعمال اللغوي والعرفي:
                      مفردات ألفاظ القرآن، ص: 156‌
                      بين: ‌بَيْن موضوع للخلالة بين الشيئين و وسطهما. قال تعالى: وَ جَعَلْنٰا بَيْنَهُمٰا زَرْعاً «1» [الكهف/ 32]، ...و «بَيْن» يستعمل تارة اسما و تارة ظرفا، فمن قرأ: بَيْنُكُمْ [الأنعام/ 94]، جعله اسما، و من قرأ: بَيْنَكُمْ جعله ظرفا غير متمكن و تركه مفتوحا، فمن الظرف قوله: لٰا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ [الحجرات/ 1]، و قوله: فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوٰاكُمْ صَدَقَةً [المجادلة/ 12.. .
                      و لا يستعمل «بين» إلا فيما كان له مسافة، نحو: بين البلدين، أو له عدد ما اثنان فصاعدا نحو: الرجلين، و بين القوم، و لا يضاف إلى ما يقتضي معنى الوحدة إلا إذا كرّر، نحو: وَ مِنْ بَيْنِنٰا وَ بَيْنِكَ حِجٰابٌ [فصلت/ 5]، فَاجْعَلْ بَيْنَنٰا وَ بَيْنَكَ مَوْعِداً [طه/ 58]،
                      و يقال: هذا الشي‌ء بين يديك، أي: متقدما لك،
                      و يقال: هو بين يديك أي:قريب منك،
                      و على هذا قوله: ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ [الأعراف/ 17]، و لَهُ مٰا بَيْنَ أَيْدِينٰا وَ مٰا خَلْفَنٰا [مريم/ 64]، وَ جَعَلْنٰا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا [يس/ 9...

                      وبهذا يتضح أن استعمالات (بين) واسعة جداً تصل إلى درجة (التقدم) أو (الأمام) كقوله تعالى : ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ﴾
                      وككلمات إبليس: ﴿ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾ [الأعراف : 17] ومثلها الكثير من الآيات والاستعمالات اللغوية.

                      ومن الواضح من ضم الأمرين معاً، أي كون الصلب ممتداً إلى (العجب) وهو ما ضمت عليه الوركان، ومن استعمالات لفظ (بين) صدق كون الأماكن الأربعة التي يتكون منها المني (بين) (الصلب) و(الترائب)، ذلك أن البينونة تحصل ولو كان المتوسط داخلاً في إحدى الجهتين لا في كليهما.

                      بيان ذلك: لو كان لدينا خطان متوازيان متساويان، لكان مقدار ما بينهما واضحاً جداً، وهو المساحة التي تفصل بينهما.. وما نقوله هو أن الأمر نفسه ينطبق فيما لو كان أحدهما أطول من الآخر، فلو وقع شيء في نفس المساحة في الصورة السابقة يصدق عليه أنه بين الخطين حتى مع اختلاف طولهما.. ويمكن عرض ذلك بالرسوم البيانية بشكل سهل جداً إن لم يكن بيانه واضحاً..

                      وما أكثر مثل هذه الاستعمالات في كلام العرب.. ونظير ذلك ما روي في نهج البلاغة مثلاً ومنه:
                      1. قوله عليه السلام في الخطبة الشقشقية: إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه .
                      وقيل في تفسيره (ونافجا حضنيه رافعا لهما ، والحضن ما بين الإبط والكشح . يقال للمتكبر جاء نافجا حضنيه . ويقال مثله لمن امتلأ بطنه طعاما ، والنثيل الروث ، والمعتلف من مادة علف موضع العلف وهو معروف أي لا هم له إلا ما ذكر) فجعل الحضنين بين النثيل والمعتلف والبينونة هنا كالبينونة هناك فلاحظ.

                      2. قوله عليه السلام: أما إنه ليس بين الحق والباطل إلا أربع أصابع ( فسئل عليه السلام عن معنى قوله هذا ، فجمع أصابعه ووضعها بين أذنه وعينه ثم قال ) : الباطل أن تقول سمعت والحق أن تقول رأيت.
                      وهي كتلك أيضاً.. فالأصابع لا تكون كلها بين العين والأذن على وجه الدقة.. أي أنك لو رسمت خطاً مستقيماً بين العين والاذن لكانت الأصابع خارجة عن هذا الخط لكن من الطبيعي أن كافة الناس يقرون بأن الأصابع بينهما كما كان الفرق بين الحق والباطل.. وكذا اللغة والعرف..

                      3. وأيضاً ما ورد في كتب اللغة كلسان العرب: (و السَّبَّابةُ: الإِصْبَعُ التي بين الإِبهام و الوُسْطى..) حيث أنه لا شك في أن السبابة بين الإبهام والوسطى وإن لم تكن كلها بينهما كلهما.. فبعض السبابة خارج عن حدود الابهام بكثير.. كما قد تخرج الأماكن الأربعة عن حدود الترائب ولكن البينونة لا ترتفع بذلك.. وهكذا..

                      4. ومثله قولهم هذا البلد بين ذينك البلدين.. وإن لم تكن البينونة كاملة من كل الجهات كما هو حال الصلب والترائب.. ومثله أيضاً ما يقوله الأطباء وغيرهم عن حجامة الظهر أنها بين الكتفين ولو لم تكن على نحو الدقة العقلية كذلك.. وغير ذلك من الموارد الكثيرة التي يخرجنا تتبعها عما نحن فيه..

                      بعد هذا البيان لا تبقى أي حجة أمام الملحدين لأن إشكالاتهم واهية تنم عن عدم اطلاع وعدم إدراك لحقائق الالفاظ والكلمات واستعمالاتها اللغوية والعرفية، وعن بعدهم الكامل عن البحث العلمي والدقة والتمحيص.

                      وبالتالي فلا يمكن الوثوق بهم ولا بإشكالاتهم.

                      على أنا لا نلزم أحداً بقولنا هذا ولا غيره.. فإن الله سبحانه وتعالى قد أتاح للإنسان حرية الاختيار فهداه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً.. ومن أقر بالله عز وجل وبحكمته وعدالته وأدرك ذلك بعقله أقرّ بأنه لا يمكن للحكيم أن يترك الناس سدى وأن لا يرسل لهم من يبشرهم وينذرهم.. ولا يمكن أن لا يزود المرسلين بما يكفل لهم المقبولية عند الناس والإقرار بشرائع الله تعالى.

                      ولا يتوهمّن أحد أن لأي من الأديان السماوية الحقة فائدة في تصديق الناس للمرسلين أو أي ضرر في تكذيبهم لهم.. فالفائدة ترجع على نفس المصدق والضرر على نفس المكذب.. وقد قيل:
                      ما زاد حنون في الإسلام خردلة .. ولا النصارى لهم شغل بحنون

                      وللحديث تتمة إن شاء الله حول سائر النقاط..
                      والحمد لله رب العالمين

                      شعيب العاملي

                      تعليق


                      • #12
                        كلامك درر مولاي العاملي بارك الله فيك
                        زادك الله نورا وعلما وفهما وبصرا انه على كل شيء قدير

                        عن امير المؤمنين عليه السلام : ( إن القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق لا تفنى عجائبه ولا تنقضي غرائبه ولا تكشف الظلمات إلا به )

                        تعليق


                        • #13
                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          أما وقد انتهى المقدار الضروري من الجواب على الشبهة الرابعة بما لا يدع عذراً لمعتذر.. فإن كل إنسان مخير في اعتقاده..

                          فإن الملاحدة قد أنكروا وجود الله عز وجل بالمطلق، وزميلنا نزرون يخالفهم في ذلك ويقر بوجوده تعالى.. وعليه فإنه يرى أن أصل شبهاتهم في إنكار وجود الله تعالى واهية جداً.. ولو دقق وأمعن النظر لوجد أن شبهاتهم حول إنكار الأديان والشرائع والمرسلين نظير أخواتها في الضعف.. ولكل إنسان أن يختار اعتقاده وليس لأحد أن يلزم أحداً بشيء.. وكما لم يكن له أن يلزمهم باعتقاده بوجود الله مع جزمه ببطلان ما ذهبوا إليه.. كذلك لا يمكننا ان نلزمه باعتقادنا مع جزمنا ببطلان الشبهات والاشكالات التي طرحها..
                          لكن علينا البيان وعلى الإنسان الاختيار..

                          الاخ المعتمد في التاريخ
                          بارك الله فيك

                          الاخ يا الله عفوك
                          ما نقلته من كتاب الدكتور علي البار شبيه بما نقله الشيخ المراغي في تفسيره من قبل، وهو خلاف الظاهر من الآية بحسب البيان السالف.
                          على أن ما أجاب به الاخ نزرون في غير محله إذ لا شك في أن الاجهزة العصبية مثلاً شريكة في تكوين المني وغيره وإن لم تكن الشراكة في مرحلة التكون المباشر التي اصطلحنا عليها المرحلة الثانية.. وإلا لم يكن للخلل فيها وفيها غيرها كالغدة النخاعية مثلا تأثير مانع من تكونه أو من تلقيحه بعد تكونه..

                          الاخ احمد اشكناني
                          بارك الله فيك ورعاك

                          الاخ مختصر مفيد
                          جزاك الله خيراً..
                          ولا شك في أن كل الاكتشافات العلمية على عظمتها في الفترات الأخيرة لا تساوي شيئاً أمام العلوم الربانية المتجلية في القرآن الصامت والمبين له وهو القرآن الناطق آل محمد عليهم السلام..
                          وما لم ينظم الإنسان تفكيره ويسير وفق الضوابط العقلية والإرشادات النقلية يتيه كما تاه الكثير من الخلق..

                          هدانا الله لما يحب ويرضى

                          وعسى أن نوفق لإكمال سائر النقاط في فرصة قريبة إن شاء الله

                          والحمد لله رب العالمين

                          شعيب العاملي

                          تعليق


                          • #14
                            مولانا شعيب العاملي،

                            فهمنا منك ما بيّنته لنا من مفهوم كلمة (بين) وقبلناه ولو أنه لا يصف الدقّة المكانية بالمفهوم العصري ولكن يصفها بالمفهوم العربي التقليدي وهذا معذور لأن القرآن نزل بلسان العرب.

                            حسنا.. فكيف توفّق ما ذهبتم إليه من أنّ الماء الدافق الذي يخرج من بين الصلب الرجل وترائبه.

                            في حين أن أغلب المفسرين رجّحوا أن يكون الماء من صلب الرجل وترائب المرأة كقول القمّي (الصلب الرجل والترائب المرأة وهي صدرها).

                            خصوصا مع وجود آيتان في القرآن تقولان بأن الأبناء أو الذريّة تخرج من الظّهر أي الصّلب وهما:

                            (وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ)

                            وقوله:

                            (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم)


                            وشكرا

                            تعليق


                            • #15
                              حلائل أبناءكم الذين من أصلابكم تعني أولاد الرجل وليس اولاده بالتبني

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                              ردود 2
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X