بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ نزرون
يكفي الصدق اللغوي والعرفي لكي يكون الكلام دقيقاً وصحيحاً وفي محله ولا اشكال او غبار عليه.
لكن رغم ذلك لنا ان ندعي أن البينية متحققة حتى على نحو الدقة العقلية، وذلك بالنظر إلى الصورة التي تجدها في المرفقات وفاتنا ارفاقها في المشاركة السابقة، وهي تبين الالتواء الأسفل لعظام الظهر بشكل يجعل كل ما كان أعلاها وما بينها وبين جهة الصدر مما يقع بين الصلب والترائب فعلاً لا عرفاً فقط..
وليس الأمر مهماً بعد ما تقدم ذكره..
على أن كل ما قلناه هو ترجيحنا وفهمنا للآية الشريفة بحسب الظاهر والقرائن التي عرضناها.. وهذا لا يمنع أن يكون لجملة من العلماء رأي آخر في المسألة كمن يقول بأنه يخرج من بين صلب وترائب كل من الرجل المرأة.. ولهم حجتهم وتفسيرهم.. صحيحاً كان أم خاطئاً.. وإن كان من إشكال حينها فهو على تفسيرهم لا على الآية الشريفة المنزهة عن كل نقص وخلل وخطأ..
ولنختم البحث في هذه النقطة بنقل رأي آخر لأحد كبار العلماء وهو العلامة المجلسي رحمه الله حيث قال:
... و أقول على تقدير تسليم ما ذكره الأطباء في ذلك يمكن أن يكون المراد خروج المني من الرجل و المرأة من أعضاء محصورة بين الصلب من جهة الخلف و الترائب من جهة القدام بأن يكون الصلب و الترائب مقصودين في كل من الرجل و المرأة و يكون هذا التعبير لبيان كثرة مدخلية الصلب و الترائب فيهما و كون ماء المرأة غير دافق ممنوع بل الظاهر أن له أيضا دفقا لكنه لما كان في داخل الرحم لا يظهر كثيرا و ما ورد في الأخبار من تخصيص الصلب بالرجل و الترائب بالمرأة لكون الصلب أدخل في مني الرجل و الترائب في مني المرأة.(بحار الأنوار ج57 ص333)
فعلى هذا التفسير أيضاً بأن الصلب والترائب مقصود في كل من الرجل والمرأة (وهو يشترك جزئياً مع تفسيرنا) يكون جوابهم تاماً أيضاً أو مقبولاً أو ممكناً على الأقل للوجه الذي ذكره من تخصيص ذكر الصلب بالرجل وتخصيص ذكر الترائب بالمرأة.. أو كالوجه الذي نقله صاحب تفسير الأمثل عن بعضهم أن في الرجال مظهر الصلابة، و في النساء مظهر الرقة و اللطافة.. أو لغير ذلك من الوجوه والاحتمالات الممكنة.. على أن الاكتشافات العلمية لا تزال مستمرة ويعلم الله ما ستأتي علينا به مما يؤكد إعجاز القرآن الكريم يوماً بعد يوم وصلاحيته لكل زمان ومكان..
ويمكن أن يكون التخصيص أيضاً من جهة استعمال العرب لكلمة (الأصلاب) في الدلالة على الذرية.. ومثلها (الظهور) كما في قوله تعالى: وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ [النساء : 23] وقوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ [الأعراف : 172]
ومثلها الكثير من الروايات وأحاديث العرب قديمة وحديثة.. فإن قولهم فلان من صلب فلان هو اصطلاح على أنه من نسله وذريته.. وهكذا..
والخلاصة أنه لا يبقى أي اشكال على الآية الشريفة على مختلف الوجوه.. ولو تنزلنا وأقرينا ببقاء إشكال على فهم خاص فهو لا يقدح بالآية الشريفة ولا بالمعنى المفهوم والظاهر منها طالما أنه يمكن تفسيرها بوجوه لا غبار عليها وقامت القرائن على صحتها كما عرضنا..
وسنشرع في المشاركة القادمة في بيان الجواب على شبهة كون السماء قبة بإذن الله تعالى.
والحمد لله رب العالمين
شعيب العاملي
الأخ نزرون
يكفي الصدق اللغوي والعرفي لكي يكون الكلام دقيقاً وصحيحاً وفي محله ولا اشكال او غبار عليه.
لكن رغم ذلك لنا ان ندعي أن البينية متحققة حتى على نحو الدقة العقلية، وذلك بالنظر إلى الصورة التي تجدها في المرفقات وفاتنا ارفاقها في المشاركة السابقة، وهي تبين الالتواء الأسفل لعظام الظهر بشكل يجعل كل ما كان أعلاها وما بينها وبين جهة الصدر مما يقع بين الصلب والترائب فعلاً لا عرفاً فقط..
وليس الأمر مهماً بعد ما تقدم ذكره..
على أن كل ما قلناه هو ترجيحنا وفهمنا للآية الشريفة بحسب الظاهر والقرائن التي عرضناها.. وهذا لا يمنع أن يكون لجملة من العلماء رأي آخر في المسألة كمن يقول بأنه يخرج من بين صلب وترائب كل من الرجل المرأة.. ولهم حجتهم وتفسيرهم.. صحيحاً كان أم خاطئاً.. وإن كان من إشكال حينها فهو على تفسيرهم لا على الآية الشريفة المنزهة عن كل نقص وخلل وخطأ..
ولنختم البحث في هذه النقطة بنقل رأي آخر لأحد كبار العلماء وهو العلامة المجلسي رحمه الله حيث قال:
... و أقول على تقدير تسليم ما ذكره الأطباء في ذلك يمكن أن يكون المراد خروج المني من الرجل و المرأة من أعضاء محصورة بين الصلب من جهة الخلف و الترائب من جهة القدام بأن يكون الصلب و الترائب مقصودين في كل من الرجل و المرأة و يكون هذا التعبير لبيان كثرة مدخلية الصلب و الترائب فيهما و كون ماء المرأة غير دافق ممنوع بل الظاهر أن له أيضا دفقا لكنه لما كان في داخل الرحم لا يظهر كثيرا و ما ورد في الأخبار من تخصيص الصلب بالرجل و الترائب بالمرأة لكون الصلب أدخل في مني الرجل و الترائب في مني المرأة.(بحار الأنوار ج57 ص333)
فعلى هذا التفسير أيضاً بأن الصلب والترائب مقصود في كل من الرجل والمرأة (وهو يشترك جزئياً مع تفسيرنا) يكون جوابهم تاماً أيضاً أو مقبولاً أو ممكناً على الأقل للوجه الذي ذكره من تخصيص ذكر الصلب بالرجل وتخصيص ذكر الترائب بالمرأة.. أو كالوجه الذي نقله صاحب تفسير الأمثل عن بعضهم أن في الرجال مظهر الصلابة، و في النساء مظهر الرقة و اللطافة.. أو لغير ذلك من الوجوه والاحتمالات الممكنة.. على أن الاكتشافات العلمية لا تزال مستمرة ويعلم الله ما ستأتي علينا به مما يؤكد إعجاز القرآن الكريم يوماً بعد يوم وصلاحيته لكل زمان ومكان..
ويمكن أن يكون التخصيص أيضاً من جهة استعمال العرب لكلمة (الأصلاب) في الدلالة على الذرية.. ومثلها (الظهور) كما في قوله تعالى: وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ [النساء : 23] وقوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ [الأعراف : 172]
ومثلها الكثير من الروايات وأحاديث العرب قديمة وحديثة.. فإن قولهم فلان من صلب فلان هو اصطلاح على أنه من نسله وذريته.. وهكذا..
والخلاصة أنه لا يبقى أي اشكال على الآية الشريفة على مختلف الوجوه.. ولو تنزلنا وأقرينا ببقاء إشكال على فهم خاص فهو لا يقدح بالآية الشريفة ولا بالمعنى المفهوم والظاهر منها طالما أنه يمكن تفسيرها بوجوه لا غبار عليها وقامت القرائن على صحتها كما عرضنا..
وسنشرع في المشاركة القادمة في بيان الجواب على شبهة كون السماء قبة بإذن الله تعالى.
والحمد لله رب العالمين
شعيب العاملي
تعليق