إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

اوباما يعلن أنه إتصل برئيس جمهورية ايران الإسلامية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • واشنطن ـ طهران : استثناء ســوريا وحزب الله من الحوار

    مقدار الصدمة التي أحدثتها إيران في نيويورك، لم يتعدَّ الحدث السوري هناك كونه جزءاً من كلٍّ في ملف يفتح للمرة الاولى في العلاقات الاميركية ـــ الايرانية. لمس الوفد اللبناني الرسمي ذلك الفارق، وراقب مسار تحول مهم يوجب على لبنان أن ينتظر وقتاً أطول لحل أزماته
    نقولا ناصيف

    أتاحت بضعة انطباعات عاد بها الوفد الرئاسي من نيويورك الاسبوع الماضي، مقرونة بمعطيات استقاها من مسؤولين دوليين وآخرين أميركيين، على هامش أعمال الدورة العادية للامم المتحدة، تسجيل ملاحظات أبصرت على امتداد خمسة أيام في عاصمة الامم المتحدة إيران الحدث الذي حجب ما عداه. عزز هذا التصور خطاب رئيسها حسن روحاني والملامح الجديدة التي أوحى بدفع بلاده إليها لإزالة التوتر بينها وبين المجتمع الدولي، من غير تخليه عمّا عدّه ثوابت الجمهورية الاسلامية.

    تركزت الملاحظات تلك على:

    1 ـــ لم يكن من الصعوبة بمكان تلمس الانزعاج والامتعاض اللذين عبّرت عنهما في الأيام الأخيرة من الدورة العادية دول حسبت نفسها حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة، فإذا هي على التوالي، في تطورين متلاحقين، تجد نفسها على هامش التفاهم الاميركي ـــ الروسي على تدمير السلاح الكيميائي السوري وبدايات انفتاح أميركي ـــ إيراني.

    صحّ ما سُمي هناك «حرداً» على دول تصرفت باستمرار على أنها شريك كامل لواشنطن في تصعيد الموقف ضد إيران في السنوات العشر المنصرمة وبرنامجها النووي خصوصاً، وضد سوريا مذ اندلعت الاضطرابات في مواجهة نظام الرئيس بشار الاسد قبل أكثر من سنتين ونصف سنة. فإذا واشنطن تذهب الى معالجة هذين الملفين من دون استمزاج رأي الحلفاء، ولا سيما منهم الفرنسيين الذين استعدوا للانخراط في الضربة العسكرية ضد نظام دمشق وغالوا في الحض على تقويضه وإسقاطه، والسعوديين الذين قادوا العرب الى المواجهة المزدوجة ضد إيران وسوريا معاً بصفتهما دولتين مهددتين استقرار المنطقة.

    لم تُعطَ تركيا أيضاً، ذات التورّط المفضوح في النزاع السوري وفتح الحدود لتدفق السلاح والمسلحين الى الداخل، دوراً في التفاهم الاميركي ـــ الروسي على السلاح الكيميائي. في المقابل لم يكن من المتوقع منح مصر، الدولة الاقليمية المحورية الثالثة بعد السعودية وتركيا، دوراً في ما حصل بسبب انشغالها بأحداثها الداخلية.

    2 ـــ يسود اعتقاد في أوساط ديبلوماسية غربية مؤثرة بأن التحوّل الذي تجريه إيران ليس سهلاً وبسيطاً. مهم مقدار ما هو محدود. وهو سعي طهران الى إبرام صفقة مع الاميركيين، والغرب عموماً، تقتصر على ملفي البرنامج النووي الذي يقلق الغرب، والعقوبات الاقتصادية وقد أضحت عبئاً عليها لا يطاق. بل يكاد يدين روحاني للبند الثاني بانتخابه بعدما تبيّن له أن اقتصاد بلاده أسوأ مما كان يعتقد، وبات يحتاج الى مصالحة حقيقية مع الغرب لرفع العقوبات تلك، وإتاحة المجال أمام الجمهورية الايرانية لالتقاط أنفاسها، وخصوصاً بالنسبة الى المصدر الرئيسي لتمويلها وهو تصدير النفط.

    بل يكاد يشعر روحاني ـــ والكلام للأوساط الديبلوماسية الغربية أمام مسؤولين لبنانيين ـــ بأن رفع العقوبات أضحى مسألة وجودية للثورة الايرانية، ما يفسح في المجال أمام توقع تقديم إيران، مرغمة، تنازلات حقيقية في ملف البرنامج النووي في مقابل رفع العقوبات عنها لأسباب داخلية ترتبط باقتصادها المتهاوي، وخارجية تقترن بتمويل دورها في المنطقة، في الخليج والعراق وسوريا ولبنان.

    3 ـــ يحوط الغموض المآل الذي سيسلكه الحوار الاميركي ـــ الإيراني حيال الحرب السورية في ظل معطيات متناقضة راجت، على هامش أعمال الجمعية العمومية، عن الدور الايراني المحتمل لتسوية الازمة السورية في موازاة جهود واشنطن وموسكو لانعقاد مؤتمر جنيف ـــ 2. ثمة من تحدث في نيويورك عن استمرار العلاقة الاستثنائية بين طهران ودمشق مذ بدأت عام 1979، وتصاعدت في أثناء الحرب العراقية ـــ الإيرانية، ثم في عقد التسعينات، قبل أن تصل مع الرئيس السوري الى ذروة لم تشهدها إبان والده الرئيس حافظ الاسد. كانت دمشق بوابة طهران الى الحدود اللبنانية ـــ الاسرائيلية والى تغلغلها في الشرق الادنى، فإذا هي اليوم عصب صمود نظام الاسد وبقائه ومنع سقوطه بأي ثمن.

    على نحو كهذا، تفضّل الجمهورية الاسلامية استمرار الحرب السورية التي أضحت المتنفس الوحيد لاستمرار نظام الاسد، ما دامت أي تسوية سياسية في جنيف أو سواها ستخرجه من حكم بلاده، أضف أن أي نظام سياسي يخلفه سينهي العلاقة الاستثنائية بين البلدين، أو في أحسن الاحوال لن يمنح طهران سخاء الاسد معها. بذلك تصبح الحرب السورية المسرح الفسيح للاعب الإيراني في غياب مقدرة كل من الطرفين، في الداخل السوري، على حسم النزاع العسكري لمصلحته، فضلاً عن ضمان التواصل مع النفوذ السياسي والعسكري لإيران في لبنان من خلال حزب الله.

    يعكس ذلك أيضاً رغبة إيران، على الاقل، في عدم إدراج ملفي الحرب السورية ومصير حزب الله في حوارها مع الولايات المتحدة. مقدار حاجتها الى استمرار نظام الاسد، لا يساورها القلق حالياً باستهداف حليفها الآخر حزب الله. ليس في دائرة التهديد في لبنان، ولا هو على أبواب مواجهة مع الجيش الذي يهادنه ويعزز حجته بضرورة الاستعداد الدائم لمقاومة إسرائيل، ولا طبيعة النزاعات السياسية الداخلية في لبنان تشعر الجمهورية الاسلامية بخطر داهم على حزب الله في وجوده ودوره وفاعلية تحرّكه وهو لمّا يزل في صلب المعادلة السياسية في السلطة وخارجها، وقابضاً على ترسانة عسكرية غير مألوفة.

    4 ـــ في موازاة انتقال ملف السلاح الكيميائي الى مجلس الامن وفق دينامية طويلة وآلية معقدة تستغرق شهوراً تسبق تدميره، تظل الحرب السورية تحمل في ذاتها مقومات استمرارها بلا حلول وشيكة، وكذلك تصاعد الاعمال العسكرية بغية إحراز مكاسب على الارض تعزز مواقع النظام أو معارضيه قبل ولوج أبواب مؤتمر جنيف ـــ 2.

    لكن التحول الرئيسي في هذه الحرب أنها باتت بلا عصا تهويل لوّحت واشنطن من خلالها باستخدام القوة العسكرية ضد نظام الاسد، في عزّ أزمة استخدام السلاح الكيميائي. عنى ذلك أن الرئيس باراك أوباما لم يكتفِ بإدارة سيئة لتهديده باستخدام القوة، بل لم يعد في وسعه من اليوم فصاعداً تخويف الاسد وترويعه بسلاح القوة الذي لن يستخدمه. لم يُحضّر له في الرأي العام الاميركي وفي الكونغرس الظروف الملائمة من أجل حصوله على تفويض باللجوء اليه.

    كان ذلك خطأه الثالث، بعد خطأ أول عندما رسم خطاً أحمر حول استخدام السلاح الكيميائي ربط اللجوء الى القوة باستخدامه في الحرب الاهلية السورية، ثم بعد خطأ ثان بالاحتكام الى الكونغرس من دون أن يكون متأكداً من أنه سيأذن له بتوجيه ضربة الى نظام الاسد وسط معارضة معلنة للرأي العام الأميركي، بل من دون أن يبدو مؤكداً كذلك أن أوباما يريد فعلاً توجيه هذه الضربة.


    الاخبار


    تعليق



    • حسن سلامه
      من الواضح أن مسار التفاهمات الذي أنتجته اجتماعات نيويورك قبل بضعة أيام يسير في الاتجاه الذي رست عليه الاتصالات الروسية ـ الأميركية من جهة والإيرانية ـ الأميركية من جهة ثانية وإن كان الوصول إلى تنفيذ هذه التفاهمات يحتاج إلى عملية «شد حبال» كبيرة يرجّح أن تستمرّ لفترة غير قصيرة بل إنها قد تمتد في الحد الأدنى إلى حدود السنة نظراً لمجموعة التعقيدات التي تواجه عملية التنفيذ على محوري سورية والملف النووي الإيراني.
      فعلى محور التفاهمات المتصلة بالأزمة السورية التي انبثقت عما تمّ التوصّل إليه بين موسكو وواشنطن فالأمور تسير في الإطار الذي رست عليه التفاهمات الأميركية ـ الروسية لأن جدية ما حصل قادر على تعطيل المواقف المعترضة من جانب حلفاء واشنطن والسعودية وفرنسا وحتى حلفاء أميركا في المعارضة السورية. فإدارة البيت الأبيض استطاعت ترويض باريس وإدخالها في التسوية من دون أن تكون طرفاً أساساً في ذلك كما أن الاعتراضات السعودية هي مجرد «بالونات حرارية» باستطاعة واشنطن أن تعطلها عندما تجد أن من مصلحتها إزالة اعتراضات الرياض.
      ووفق مصادر دبلوماسية فإن موسكو تمكّنت لاعتبارات عدة أن تروّض الاندفاعة الأميركية نحو العدوان بل إنها استطاعت أن تفرض عليها أمرين أساسيين يتعلقان بالأزمة السورية.
      ـ الأمر الأول يتعلق بملف السلاح الكيماوي من حيث تعطيل الإشارة إلى الفصل السابع في قرار مجلس الأمن وصولاً إلى بداية اعتراف بأن الجماعات المسلحة استخدمت السلاح الكيماوي في غير منطقة سورية.
      ـ الأمر الثاني ما يتصل بضرورة الحل السياسي للأزمة السورية عبر الذهاب إلى مؤتمر «جنيف ـ 2» ومع ما يعني ذلك من سقوط لشعارات رفعتها واشنطن وحلفاؤها حول موقع الرئيس بشار الأسد في التسوية بل إن هناك اعترافاً أميركياً بأن لا بديل عن الرئيس الأسد في هذه المرحلة. وعلى الأقل حتى الانتهاء من تدمير السلاح الكيماوي في سورية.
      وعلى مستوى التفاهم الإيراني ـ الأميركي فإن المصادر الدبلوماسية تشير إلى أن التواصل غير المعلن جرى منذ بضعة أشهر وقبل انتهاء ولاية الرئيس السابق أحمدي نجاد وتكشف أن صمود إيران فرض على إدارة الرئيس باراك أوباما الاعتراف بجملة معادلات تتعلق بموقع إيران ودورها في المنطقة. بل إن خطاب أوباما في الأمم المتحدة هو إعادة ترسيم للخطوط العامة للسياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط عموماً وإيران خصوصاً وصولاً إلى اعتراف الرئيس الأميركي بحق إيران في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية واقترن ذلك أيضاً بكلام فرنسي حول أهمية مشاركة إيران في «جنيف ـ 2». ولذلك تعتقد المصادر أن مسار التفاهم الإيراني ـ الأميركي يحتاج إلى بضعة أشهر قبل التوصّل إلى تسوية حول الملف النووي خصوصاً في ظل محاولات «إسرائيل» عرقلة هذا التفاهم ولكن كل المعطيات تشير إلى أن التسوية الغربية ـ الإيرانية ستتم ما بين ستة وثمانية أشهر.
      في كل الأحوال تقول المصادر الدبلوماسية إن الملف السوري يسير في خطين متوازيين:
      ـ الخط الأول هو الخط السياسي عبر التحضير لـ«جنيف ـ 2» ولكن المشكلة اليوم أصبحت عند الأميركي الذي لم يستطع تأمين شريك فاعل داخل المعارضة السورية بما في ذلك ما يسمى «الائتلاف الوطني المعارض» خصوصاً في ضوء سيطرة «دولة العراق والشام الإسلامية» على مواقع ما يسمى «الجيش السوري الحر». وهذا سيؤدي إلى تأخير انعقاد جنيف وفي الوقت نفسه خسارة واشنطن المزيد من الأوراق.
      ـ الخط الثاني هو خط المواجهات المسلحة على الأرض فالجيش السوري حقق انجازات كبيرة في الأشهر الأخيرة على الأرض خصوصاً في ريف دمشق في مقابل انحسار مواقع ما يسمّى «الجيش السوري» وهذا ما أدى ويؤدي إلى «إحراج» كبير عند الأميركي والغرب خصوصاً مع سيطرة المجموعات المتطرفة على المناطق التي توجد فيها العصابات المسلحة.
      من كل ذلك يتأكد أن سورية بدعم من حلفائها الإقليميين والدوليين أصبحت أقرب إلى الانتصار في مواجهة الحرب الكونية عليها من أي وقت مضى وعلى الأقل الآن موضوع الرئيس الأسد لم يعد مطروحاً كما أن موقع سورية في قلب جبهة الممانعة لم يعد مطروحاً. وهذا يعني أن أي تسوية لن تكون على موقع سورية أو على ثوابتها.

      تعليق


      • الهجوم الديبلوماسي الإيراني: فلتنتهِ «المباريات الصفرية»!

        روحاني قبيل إلقاء خطابه في الأمم المتحدة في نيويورك أمس الأول (رويترز)




        مصطفى اللباد

        خطفت كلمة الرئيس الإيراني حسن روحاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء أمس الأول الأضواء، وأطلقت عاصفة من التكهنات بقرب عودة العلاقات الإيرانية ــ الأميركية. وفي حين كرر الرئيس الأميركي باراك أوباما لفظة إيران لأكثر من ست وعشرين مرة في كلمته، التي حاول إكسابها نكهة ولايته الأولى الأكثر لمعاناً من الثانية، فقد كانت كلمة روحاني أكثر إحكاماً وحاملة لنكهات وتوابل أكثر تنوعاً.
        أرسل أوباما رسالتين إلى إيران، واحدة مباشرة والأخرى ضمنية. الأولى أن «أميركا لا تريد تغيير النظام الإيراني»، والثانية أن «على إيران تبديد الشكوك بخصوص برنامجها النووي»، أي أن واشنطن تعترف لإيران بحق تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، لكن مع ضمانات للتحقق وتبديد الشكوك، وهو مطلب إيراني ثابت.
        في المقابل تعددت رسائل روحاني لأميركا ولم تقتصر على اثنتين فقط، وإن غلب عليها الطابع الضمني بين السطور، جرياً على تقاليد «التعارف» الإيرانية الشهيرة.
        يمكن تقسيم كلمة روحاني إلى عشرة أجزاء رئيسية هي: الديباجة، العلاقات الدولية، الشمال والجنوب، القوى الإقليمية، فلسطين، سوريا، الملف النووي الإيراني، العلاقات مع أميركا، مبادرة إيران الدولية الجديدة ومن ثم الختام.
        في الأجزاء العشرة نثر روحاني رسائله بشكل متدرج الكثافة، ومزج بين استعراض معارفه في العلاقات الدولية واعتزازه القومي ببلاده، وبين العملانية ووعيه بضرورة تغيير صورة إيران في العالم عموماً وأميركا تحديداً.
        1 ــ الديباجة
        ابتدأ روحاني كلمته على الطريقة الإيرانية التقليدية بالصلاة على النبي وآله، ثم نفذ مباشرة إلى بناء المسرح الرمزي أو منصة الإطلاق لرسائلة السياسية المتعددة، مصوراً العالم على شكل ثنائيات تتصارع معاً. «العالم مليء بالأمل والخوف من الحرب، خوف من الهويات الدينية، التطرف والفقر وتدمير الموارد الطبيعية. في مقابل الأمل، نعم للسلام ولا للحرب. نأمل في انتصار الحوار على النزاعات وإعلاء الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان».
        يبدو روحاني هنا وللوهلة الأولى متأثراً بثنائيات الشرق القديم (الخير والشر ــ النور والظلام)، لكن هذه الثنائيات التي توزعت على فقرات كلمته المختلفة لها أبعاد سياسية واضحة وليست مجرد منمقات كلامية أو فلسفية. ومرد ذلك أن تعدد مستويات الخطاب في كلمة روحاني (أوباما والعالم والداخل الإيراني) يستلزم الإرتكاز على هذه الثنائيات لتوجيه رسائل إلى صناديق بريد مختلفة. «الإيرانيون اختاروا الأمل، أي الديموقراطية الإسلامية»، وكأنه يريد أن يقول ان انتخابي كان تجديداً لرغبة الإيرانيين في الأمل، وينبغي عليكم أن تقابلوا خطوته بخطوات من جانبكم.
        2 ــ العلاقات الدولية
        اعتبرها روحاني «فرصاً ومخاطر في آنٍ معاً». يلاحظ هنا اعتماد الثنائيات مرة أخرى، ليخلق أرضية مشتركة بين إيران والمجتمع الدولي، ويعود ليحذر في شكل نصف صريح من أن «خطأ الحسابات ستكون له آثار سلبية على كل الأطراف الأخرى». ثم ينفذ روحاني إلى استعراض تضلعه في العلاقات الدولية وتوجيه رسالة مهمة إلى واشنطن: «في هذا المنعطف الحساس انتهت المباريات الصفرية (فيها فائز بكل شيء وخاسر لكل شيء)، وهي طرق قديمة. كما أن العسكرة والعنف هما طريقان فاشلان». يريد روحاني أن يقول ان المصالح المشتركة أبقى من التهديد، وإن سيناريو رابح ــ رابح هو الأجدى من المباريات الصفرية. حتى الآن يهيئ روحاني الأجواء بسلاسة لفتح صفحة جديدة مع تقريع واشنطن على سياساتها السابقة.
        3 ــ الشمال والجنوب
        على العكس من خاتمي الداعي إلى حوار الحضارات في نهاية التسعينيات لفك العزلة الدولية على إيران وقتذاك، يعتمد روحاني ثنائية الشمال والجنوب لإضفاء الطابع العالمي على خطابه. والسبب أن روحاني يريد أكثر من مجرد فك العزلة: شراكة على أساس الندية مع الولايات المتحدة.
        انتقد روحاني الرؤية التي تقول «ان هناك مركزاً حضارياً تحيط به أطراف غير متحضرة، وأضاف أن هذه الرؤية لمركز القوة والقدرة في العالم، تتبلور على شكل علاقة مبناها إصدار الأوامر من المركز الذي هو الشمال ضد الأطراف وهي الجنوب. هنا يتسق روحاني مع تصورات جمهورية إيران الإسلامية لنفسها، باعتبارها جزءا من الجنوب/العالم الثالث في مواجهة الشمال.
        وانتقد روحاني النظر إلى «القيم الغربية باعتبارها قيماً عالمية أو نحن الأعلى وانتم الأدنى، فذلك نموذج إدراكي غير مقبول. كما أن وضع الشمال كمحور العمل والجنوب في الهامش سيؤدي إلى حوار أحادي الاتجاه في العلاقات الدولية».
        هنا يرفع روحاني لواء العالم الثالث في مواجهة الغرب، مخاطباً بذلك الكتلة الأكبر من الدول الأعضاء في المنظمة الدولية.
        4 ــ القوى الإقليمية
        نصت كلمة روحاني على انتقاد «السياقات السردية المتطرفة واعتماد العنف الاستراتيجي الذي يحرم القوى الاقليمية من مساحاتها الطبيعية للعمل، وسياسات الاحتواء وتغيير النظام من الخارج هي أمور خطرة».
        يقول روحاني ضمناً إن إيران قوة إقليمية وإن حرمانها من منطقة نفوذ إقليمي أمر غير مقبول إيرانياً. ثم يقول: «الخوف المرضي من الإسلام والشيعة وإيران هو خطاب يهدد السلم الدولي، لأنه يضع تهديدات غير موجودة على أرض الواقع، ومن يعزفون على نغمة تهديد إيران هم من يهددون المنطقة والعالم. جمهورية إيران الإسلامية كقوة إقليمية ستتصرف بطريقة مسؤولة في ما يتصل بالأمن الإقليمي والدولي، وهي مستعدة للتعاون في هذه المجالات ثنائيا ومتعددة الأطراف. إيران تسعى لحل المشاكل بدلا من خلقها على قاعدة الأمل والاحترام المتبادل».
        الكلام هنا انتقل إلى المكاشفة حول رؤية روحاني لإيران باعتبارها قوة إقليمية، وهو هدف إيران النهائي من تقاربها مع واشنطن: الاعتراف بوضعيتها الإقليمية. ولا يفوت هنا أن التدرج في متوالية الإسلام والشيعة وإيران، هو تسلسل منطقي، إلا إن وضعه في سياق الحديث عن القوى الإقليمية يعني أن إيران هي زعيمة الشيعة والمسلمين في العالم، وهو تصور شائع بين المفكرين الإيرانيين أسس له مؤسس الجمهورية الإسلامية الراحل الخميني.
        5 ــ فلسطين
        لا يفرط روحاني بورقة القضية الفلسطينية، لكنه يحولها إلى قضية إنسانية بالأساس حين يقول: «يتعرض شعب فلسطين لقمع عنيف وعنف ممنهج ومحروم من حق العودة. ما يجري لشعب فلسطين البريء ممارسات ممنهجة أسوأ من الفصل العنصري». الهدف هنا مزدوج، أولاً حشر إسرائيل المعادية لإيران في الزاوية، واستغلال المنبر الدولي للهجوم عليها، وثانياً تخفيف جرعة النقد بتحويل القضية إلى قضية إنسانية، حتى لا يترك للإسرائيليين فرصة اتهامه باللاسامية وتخريب زيارته.
        6 ــ سوريا
        يقول روحاني «الهدف المشترك للمجتمع الدولي يجب أن يكون وقف الدماء فورا»، أي جلوس كل الأطراف الى الطاولة من دون شروط مسبقة: بمعنى وجود النظام السوري مع بداية العملية السياسية، ثم قال: «نرحب بانضمام سوريا إلى معاهدة حظر السلاح الكيميائي»، في إشارة إلى توافق إيران مع الاتفاق الروسي ــ الأميركي. وأردف في جملة مليئة بالمعاني: «نحن ندافع عن صندوق الانتخابات في سوريا والبحرين».
        وضع البحرين في سياق سوريا يعني تذكير الأطراف الإقليمية بقدرات إيران مثلما يعطي إشارة إيجابية إلى المعارضة البحرينية، وفي النهاية أن إيران مع الانتخابات وغير متمسكة ببقاء الأسد في نهاية مفاوضات الحل السلمي. هنا يحاول روحاني أن يصيب عدة عصافير بحجر واحد.
        7 ــ العقوبات الاقتصادية والملف النووي
        انتقد روحاني العقوبات التي تئن إيران تحت وطأتها بعنف، لكنه توخى الحديث عنها سابقاً، كي لا يظهر متلهفاً الى رفعها، ما يضعها في شروط تفاوضية أضعف: «العقوبات تتسم بالعنف وأياً كان نوعها فهي انتهاك لحقوق الإنسان.. وهي تنتهك فوق كل ذلك الحق في الحياة... التأثيرات لا تقع فقط على الضحايا وانما ايضا على البلاد التي تفرضها»، أي شركاتكم تخسر من فرض العقوبات علينا. ويعود روحاني لينثر الثنائيات من جديد، ليخفف من أهمية العقوبات الاقتصادية، كأنها ليست الدافع الأول للانفتاح الإيراني على أميركا، وليذكر من جديد بسردية الثنائيات التي بنى عليها كلمته في أذهان المستمعين.
        شدد روحاني على الخط الأحمر الإيراني التفاوضي: «قبول حق إيران المشروع (في تخصيب اليورانيوم على أراضيها للأغراض السلمية) هو أساس الحل». ثم أعلن روحاني «بغض النظر عن مواقف الآخرين، نتمسك بالطابع السلمي للبرنامج النووي أخلاقياً ووطنياً، ورغبتنا في تبديد كل الشكوك حوله. إيران مستعدة فوراً كي تشرع في محادثات لبناء الثقة المتبادلة، ولا يمكن لأحد منع إيران حقها في حيازة برنامج نووي سلمي».
        هنا يعين روحاني الخط الفاصل: نعم لمفاوضات لتبديد الشكوك.. لا للتنازل عن التخصيب.
        8 ــ أميركا
        قبيل النهاية نفذ روحاني إلى هدفه، بعد مقدمات محبوكة وثنائيات تفسيرية مؤثرة، ليقول بوضوح ان «إيران لا تسعى لرفع منسوب التوتر مع الولايات المتحدة. استمعت بانصات إلى كلمة الرئيس أوباما اليوم واتساقا مع الإرادة السياسية لقيادة أميركا وعلى أساس أنهم لا يسعون لتحقيق طموحات مجموعات الضغط الراغبة في شن الحرب. يمكن الوصول إلى إدارة الاختلافات على أساس الاحترام المتبادل والقانون الدولي. سمعنا مراراً وتكراراً أن الخيار العسكري مطروح على الطاولة، وأنا أقول إن السلام ممكن».
        9 ــ مبادرة دولية
        لم يفوّت روحاني فرصة إطلالته الدولية الأولى، إذ أطلق مبادرة دولية ضد العنف والتطرف مستخدماً ثنائيته مرة أخرى: «جمهورية إيران الإسلامية تدعوكم كي تأخذوا خطوة إلى الأمام والانضمام إلى مشروع العالم ضد العنف والتطرف، لفتح أفق جديد ينتصر فيه التسامح على العنف، والتقدم على الدماء، العدالة على التمييز، والحرية على الاستبداد». وبقي أن يقول ربما انتصار الدم على السيف.
        10 ــ الختام
        يختتم روحاني كلمته مثلما استهلها بالخوف والرجاء: «عالمنا اليوم هو عالم مليء بالخوف والرجاء. الخوف من الحرب والعلاقات العدائية والتصادم القومي والمذهبي المقيت. الخوف من استعمال العنف والتطرف وتجاهل الأخلاق. وفي مقابل كل ذلك فهناك الأمل. نعم للسلام لا للحرب، والأمل بترجيح الحوار على الجدال». ولم يفته الاقتباس من شاعر إيران الكبير الفردوسي: «يجب أن نسعى من أجل الخير وعندها يمكننا أن نستقبل الربيع ونودع الشتاء. وبغض النظر عن الصعوبات فاني متفائل بالمستقبل». وبالطبع كان الختام آية قرآنية. بدأ روحاني بالتحية الإيرانية التقليدية وإليها عاد في النهاية. عاد، بعدما حلق بالمستمعين في ثنائيات الخوف والرجاء، مغيّراً صورة إيران في أذهان المستمعين.
        شتان الفارق بين طريقة الإلقاء التي يجيدها أوباما على الطراز الأميركي المعتمدة على تنوع حركات الجسد وتغير نبرة الصوت، والطريقة الإيرانية التي تحلق بالمستمع في أجواء الثنائيات قبل أن تحط به على الأرض في النهاية بعد مداورة ومناورة في رحلة ذهنية وبلاغية حافلة بالإيحاءات والرموز، استغرقت خمسا وثلاثين دقيقة بالتمام والكمال.



        (رئيس مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية ـ القاهرة)

        تعليق


        • 4/10/2013


          * ظريف يؤكد دور الامم المتحدة بالموضوع النووي الايراني



          اكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف خلال لقائه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في نيويورك على الدور المحوري للمنظمة الدولية حيال الموضوع النووي الايراني.

          وحضر اللقاء الذي يعد الثالث الذي يجمع بين ظريف مع بان كي مون في نيويورك على هامش مشاركته في الدورة 68 للجمعية العامة للامم المتحدة، وكيل الامين العام يان الياسون مساعده جيفري فيلتمان ومبعوث الامين العام الى سوريا الاخضر الابراهيمي.
          وبحث الجانبان آخر التطورات الاقليمية والدولية ومن بينها القضية النووية وسوريا والدور الهام للامم المتحدة في التطورات الدولية والتعاون بين ايران والمنظمة الدولية.
          وشدد ظريف على ضرورة قيام الامم المتحدة بدور رئيسي حيال الازمات الاقليمية والقضايا الامنية والتحديات الدولية، مشيرا الى مسار المفاوضات بين ايران ومجموعة (5+1) حول القضية النووية.
          وقال: "من الضروري ان يكون للامم المتحدة دور محوري تجاه القضية النووية الايرانية، وعدم السماح للتصريحات والتحركات السياسية غير المناسبة بأعاقة هذه العملية"، معلنا استعداد ايران لاستمرار اي شكل من اشكال التعاون فيما يتعلق بايجاد حل سايسي لتسوية هذه الازمة.
          واشار ظريف الى موضوع تفكيك الاسلحة الكيميائية في سوريا، محذرا مرة اخرى من حصول الجماعات المتطرفة على السلاح الكيميائي.
          واضاف: "ان المساعي الجماعية والدولية يجب ان تركز على نزع الاسلحة الكيميائية من جميع الاطراف في سوريا".
          من جهته، اعرب بان كي مون في هذا اللقاء عن ارتياحه لعقد لقاء ثالث مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف.
          واكد ان اجتماعات الدورة الحالية للجمعية العامة للامم المتحدة والذي حضره للعام السابع خلال فترة توليه منصب الامين العام، كانت افضل دورة، واشار الى ان مشاركة الوفد الايراني لقيت ترحيبا من قبل جميع الدول.
          واوضح بان كي مون ان ايران بامكانها القيام بدور هام في الازمة السورية، مشددا على ضرورة مشاركتها في المحادثات المتعلقة بالازمة.
          ودعا الامين العام للامم المتحدة الى الاسراع بايجاد حل سياسي للقضية النووية خلال المحادثات بين ايران ومجموعة الدول الست، مشيرا الى الدور الهام الذي تضطلع به ايران في مختلف القضايا الاقليمية.
          وتم التأكيد في هذا اللقاء ايضا على دور ايران الايجابي ومشاركتها في المساعدة على تسوية الازمات الاقليمية ومن بينها سوريا وافغانستان ولبنان.
          والتقى وزير الخارجية الايراني مع الشخصيات المذهبية في الاديان السماوية، وزعماء الكنيسة الكاثوليكية في واشنطن، وسفراء دول اميركا اللاتينية وعددا من اعضاء مجلس الاطلسي.

          * لاريجاني يبدا جولة اوروبية الاسبوع المقبل



          يبدأ رئيس مجلس الشورى الاسلامي في ايران علي لاريجاني الاسبوع القادم جولة اوروبية تشمل 3 دول، وتستغرق 6 ايام.

          وسيتوجه لاريجاني يوم الاحد القادم الى الدول الاوروبية الثلاث صربيا وسويسرا وكرواتيا.
          وستكون صربيا محطة لاريجاني الاولى، يتوجه بعدها يوم الاثنين الى جنيف بسويسرا للمشاركة في الاجتماع الخريفي لاتحاد البرلمانات العالمية(IPU) .
          ومن المقرر ان يلقي لاريجاني كلمة امام اجتماع اتحاد البرلمانات العالمية، وسيلتقي على هامش الاجتماع مع عدد من رؤساء البرلمانات والوفود المشاركة في هذا الاجتماع.
          ويختتم رئيس مجلس الشورى جولته الاوروبية، بزيارة كرواتيا المحطة الثالثة والاخيرة من جولته، والتي سيتوجه اليها يوم الخميس، وسيغادرها الجمعة عائدا الى طهران.
          وسيلتقي لاريجاني خلال هذه الجولة، مع نظرائه وكبار المسؤولين في الدول الثلاث، وفي مقدمتهم رؤساء الجمهورية ورؤساء الوزراء، يبحث خلالها سبل تعزيز العلاقات الثنائية.
          ويرافق رئيس مجلس الشورى الاسلامي في جولته، عدد من اعضاء مجموعات الصداقة البرلمانية بين ايران وصربيا وكرواتيا وسويسرا.

          * وزير الدفاع: تصريحات نتنياهو الداعية للحرب، مؤشر نجاح سياسة ايران




          قال وزير الدفاع واسناد القوات المسلحة العميد حسين دهقان تعقيبا على التصريحات الاخيرة لبنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي ان ردة الفعل الغاضبة والتصريحات الداعية للحرب التي اطلقها اخيرا نتنياهو مؤشر على النجاح السياسي ونفوذ الجمهورية الاسلامية الايرانية على الساحة الدولية.

          وفي ما يخص الخيار العسكري، قال وزير الدفاع انه يبدو ان الشعب الاميركي قد رد على الخيار العسكري في استطلاعات الرأي وان موافقة ۷۵ بالمائة من الشعب الاميركي علي خيار المحادثات مع ايران، يشكل الرد على اللوبي الصهيوني والذين يقرعون طبول الحرب في اميركا.
          وعن الاجراء العسكري الاحادي للكيان الصهيوني ضد الجمهورية الاسلامية في ايران، قال ان هذا الكيان اضعف من ان يجرؤ على القيام بهكذا حماقة.
          وقال وزير الدفاع ان مواقف جمهورية ايران الاسلامية من الموضوع النووي، منطقية ومتينة وشفافة بالكامل ومبنية على القوانين والمواثيق الدولية.
          واضاف العميد دهقان ان ايران تؤمن بناء على ذلك انه من اجل حل القضية النووية في اطار القوانين والمواثيق ذات الصلة وبعيدا عن الصخب والاغراض السياسية، فانه يمكن الوصول الى نتائج وانجازات جيدة في حال وجود الارادة لدى الطرف الاخر بحيث تحقق مصالحنا الوطنية وتبدد الهواجس العبثية لدى الطرف الاخر.

          * صفوي: سياسة العصا والجزرة الاميركية لم تتغير كثيرا



          اكد المستشار الاعلى للقائد العام للقوات المسلحة الايرانية اللواء سيد يحيى صفوي ان سياسة العصا والجزرة الاميركية لم تتغير كثيرا وانما يرجح أحد طرفيها بين فترة واخرى، مشيرا الى اميركا والكيان الاحتلال الاسرائيلي يكنان عداء قديما للجمهورية الاسلامية في ايران.

          وقال صفوي: "ان لدى الاميركيين والصهاينة عداء قديما مع الجمهورية الاسلامية في ايران، وان سياسة العصا والجزرة التي يعتمدها الاميركيون لم تتغير كثيرا، وانما يرجحون احد طرفيها بين فترة واخرى".
          واضاف: "لابد من الأسف على الرئيس الاميركي الذي يخضع الى هذا الحد لضغوط وأكاذيب رئيس وزراء الكيان الصهيوني بشان ايران، ويغير من لهجته تجاه القضايا الايرانية".
          واعتبر صفوي ان هذا يشير الى ضعف الاستقلال الفكري والسياسي للرئيس الاميركي باراك اوباما، ويشير الى قوة نفوذ اللوبي الصهيوني الاميركي.
          وشدد على ان بقاء كيان الاحتلال الاسرائيلي وامنه لن يستمر يوما واحدا بدون دعم الاميركيين.
          وتوقع صفوي ان تشهد بعض الانظمة الملكية والمستبدة في شمال افريقيا وغرب آسيا، تغييرات سياسية خلال السنوات القادمة متأثرة بأمواج الصحوة الاسلامية، وهذا لن يروق للاميركيين والصهاينة.
          واشار الى ان هناك احتمالا آخر بأن يوجه الاميركيون قوتهم نحو جنوب شرق آسيا لمواجهة الصين والهند وكوريا الشمالية، لأنهم قلقون من تنامي الاقتصاد الصيني وكذلك لديهم مخاوف بشأن مستقبل منظمة شنغهاي للتعاون والتي تعد ايران عضوا مراقبا فيها.
          ودعا صفوي الحكومة الجديدة الى اتخاذ مواقف واضحة بشأن انسحاب او بقاء ايران في هذه المنظمة، مؤكدا ان البقاء فيها امر استراتيجي هام.
          من جهة اخرى، قال "يبدو ان ماهية القوة ونطاقها يشهد تغييرا، ان ماهية القوة الصلبة الى القوة الناعمة والقوة الثقافية والسياسية والاقتصادية، فيما ينتقل نطاق القوة من نصف الكرة الغربي الى نصف الكرة الشرقي، وخاصة انه يتجه من اوروبا واميركا نحو قارة آسيا.
          واوضح: "ان مجلس الاستخبارات الوطنية الاميركي توقع في تقرير له ان يشهد العالم في عام ۲۰۳۰ انتقالا للقوة من الغرب الى الشرق، وستكون القوة الاقتصادية للصين اكبر من اميركا، ويبدو ان القوة الآسيوية المؤلفة من الصين والهند وروسيا واليابان، ستشكل تركيبة القوى الكبرى العالمية في القرن الحادي والعشرين".
          ولفت صفوي الى انه على ايران ان تعزز من علاقاتها الشاملة مع القوى الآسيوية، لكي تتمكن من مقاومة الحظر الاميركي والاوروبي الجائر والتغلب عليه.
          وشدد على ضرورة التعرف على الاصدقاء والاعداء في الساحة العملية في عالم اليوم المليء بالتغيرات والمتسارع في التطور التقني وتكنولوجيات المعلومات، كما اكد اهمية من القابليات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية لحكومة التدبير والامل كفرصة ذهبية للخروج من الوضع الاقتصادي والسياسي الراهن للبلاد.

          * امام جمعة طهران يحذر من ان تكون الدعوة للتفاوض فخا



          حذر امام جمعة طهران المؤقت حجة الاسلام والمسلمين كاظم صديقي من ان تكون دعوة العدو الى التفاوض فخا، مشيدا بمواقف الرئيس الايراني من على منبر الجمعية العامة للامم المتحدة، وادانته للحظر والدفاع عن القضية الفلسطينية.

          وقال الشيخ صديقي بشان الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الايراني والاميركي، وعدم مصداقية البيت الابيض في هذا المجال: "نأمل ان يتنبهوا (الاميركيون). فهذه المرونة هي لفضح الظلم فلقد كنا مظلومين منذ البداية".
          واضاف: "لقد قالوا بعد هذه المحادثات ان الخيار العسكري مطروح على الطاولة، وان هذه المحادثات جاءت كنتيجة للحظر المشل. ولابد من القول لهم بأنه اذا كانت هذه الضغوط ذات جدوى لكان لزاما ان يتنازل الشعب قبل سنتين عندما قلتم ان هذا الحظر هو حظر مشل".
          واوضح الشيخ صديقي ان "الشعب الايراني شعب مسالم وعاطفي ويكره القتل، ولم يقم بأي خطوة تؤدي الى ضرر الانسانية، واننا نقول انه يجب تفكيك الترسانات النووية، ونحن لسنا بصدد الحصول عليها".
          وشدد على ان الشعب الايراني اثبت انه لن يتنازل عن حقوقه المشروعة في الموضوع النووي ولا عن اي من مبادئه الثابتة.
          واشار الشيخ صديقي الى ان زيارة الرئيس الايراني الى نيويورك ومشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، تحظى بنقاط ايجابية وبارزة وهي تستحق الشكر.
          واعتبر انه من النقاط الايجابية لهذه الزيارة هي تمكن روحاني من ايصال مظلومية الشعب الايراني الى اسماع العالم، وادانة الحظر الجائر ضده، بالاضافة الى الدفاع عن القضيتين الفلسطينية والسورية.
          واكد على ضرورة الا يكون الرئيس الاميركي خاضعا لكيان الاحتلال الاسرائيلي، قائلا "ان هذا الكيان اللقيط لا يقوى على مواجهة المقاومة، وقد تكبد الهزيمة امام حزب الله، الذي أبطل اسطورة جيشه الذي لا يقهر، كما انه لم يتمكن من المقاومة امام مقاومة اهالي غزة. لذلك على الرئيس الاميركي ان يلغي الحظر وان تتخذ اميركا الخطوة العملية في هذا المجال".
          واوضح ان رفع الحظر يصب في مصلحة الشعوب الاوروبية واميركا، مضيفا انهم يتضررون ايضا من الحظر، كما تضررت شعوب المنطقة من هذا الحظر، ومن المؤمل ان يتم كسره من خلال هذه التحركات.
          ونوه امام جمعة طهران المؤقت الى انه من خلال التعامل الدبلوماسي والإلمام بالسياسة، ستكون هذه التحركات السياسية افضل وأقرب الى الواقع، موضحا انه في المفاوضات ينبغي ان يعرف المفاوض الطرف المقابل والعدو، وان الهدف من المرونة هو تحقيق النصر وكلا الطرف يدركان ذلك.

          * بالصور.. مسيرات احتجاجية في طهران ضد تصريحات اوباما



          شهدت العاصمة الايرانية طهران اليوم الجمعة مسيرات احتجاجية على تصريحات الرئيس الاميركي باراك اوباما المعادية لايران.
          وخرج المصلون في ختام صلاة الجمعة بطهران، في مسيرات احتجاجا على سياسات اوباما وتصريحاته ضد ايران خلال لقائه مع رئيس وزراء كيان الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتأكيده على ضرورة استمرار الحظر على الجمهورية الاسلامية.
          ورفع المشاركون في المسيرات التي شهدتها الشوارع المحيطة بجامعة طهران، شعار الموت لأميركا.
          وداس المحتجون بأقدامهم صور اوباما، وأضرموا النار في العلم الاميركي باعتباره رمزا للاستكبار، معربين عن امتعاضهم من تصريحات اوباما المعادية لايران.
          كما رفعوا يافطات تضمنت مقاطع من وصية الامام الخميني (قدس سره) مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران، حول جرائم اميركا.



          * السعودية ترحب بالانفتاح الإيراني




          رحب وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بما وصفه بالتصريحات الانفتاحية لإيران على دول الخليج الفارسي.

          جاء هذا الترحيب خلال مشاركة الفيصل بحفل نظم في روما بمناسبة مرور 80 عاما على إقامة العلاقات السعودية - الإيطالية.
          ونقلت صحيفة "الرياض" عن وزير الخارجية قوله: "سمعنا القول الإيراني والنغمة الإيرانية الجديدة في الحديث، وإبداء الرغبة في تحسين العلاقات الإيرانية بدول الجوار وفي الإطار العالمي ونرحب بهذا التوجه كل الترحيب".
          وتابع: "سياستنا أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، ما نصر عليه هو ان تلتزم ايران بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وأن يتخذ مجلس الأمن القرار الذي يكفل بالتزامها بنصوص هذه الاتفاقية".
          يذكر أن العلاقات الإيرانية السعودية شابها خلال السنوات الأخيرة توتر بسبب مواقف البلدين المتباينة من بعض القضايا الدولية والإقليمية لا سيما الأزمة السورية.
          يشار الى ان الخطاب الأخير للرئيس الإيراني حسن روحاني في هيئة الأمم المتحدة والتقارب بين واشنطن وطهران اربك سياسة دول الخليج الفارسي.

          تعليق


          • التقارب الأمريكي الإيراني : ذكريات من الحرب الباردة
            أحمد غلوم بن علي

            خلال الأيام الماضية بدت المنطقة مضطربة وسريعة الأحداث والتحركات وكأن رياح الحرب الباردة هبت عليها بشكل مفاجئ، فالارتباك ومحاولات الاستقطابات الداخلية والخارجية لكل دولة على حدة أرجعت ذكريات المراقب إلى حدة تلك الاستقطابات إبان الحرب الأمريكية السوفيتية الباردة ومرونتها في المقابل عند تقارب أو لقاء أمريكي سوفيتي ولو على مستوى وزراء خارجية، هذا المشهد شوهد خلال التقارب الأخير بين أمريكا وإيران.
            ومع أنها لم تكن المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا التقارب، فهو حدث على أقل التقادير ثلاث مرات خلال السنوات العشر الأخيرة، فكان هناك تواصلا على مستوى مندوبين خلال عهد الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي، كما أنه حدث في مفاوضات لجنة 5 + 1 في عام 2006 ، وحدث بشكل لافت في المفاوضات التي حصلت حول الملف العراقي في 2007، إلا أن تقارب على مستوى رؤساء دول لم يرى النور إلا في المكالمة الهاتفية الشهيرة، كما أن هذا التقارب جاء مدعوما من الداخل أي من الديمقراطيين الحاكمين في أمريكا اليوم ومن مرشد الثورة في الداخل الايراني، وكان لافتا استقبال الأخير لروحاني بعد رجوعه من واشنطن.
            هذا التقارب أربك المنطقة برمتها، فالأردن التي بدت عليها علامات الفرج والارتياح جراء سقوط امتداد الأخوان المسلمين في مصر وتزعزعها في تونس وليبيا وفشلها في سوريا حتى الآن باتت تشعر بأنها تجاوزت خطر الإخوان في الداخل، لكن تبقى مشكلة دعم المسلحين والحدود المفتوحة لهم وغرف العمليات المنتشرة على طول الحدود الاردنية المحاذية لسوريا يبدو أن ذلك يشكل اليوم مصدر قلق بعد هذا التقارب، ولعل الأنباء الصحفية التي تحدثت عن رسالة ملكية أردنية إلى الأسد تأتي في هذا السياق وهو أمر غير مستبعد، فبعد سنتين ونصف من فشل المعارضة المسلحة في سوريا كان الدعم الأمريكي للأردن هو ما يهون من مخاوفها، لكن الأردن تعلم اليوم أن أولى أهداف التقارب ستكون سوريا وهوما يجعل الأردن (المعول الرئيسي على سوريا اقتصاديا) تعيد حساباتها.
            أما تركيا الطفلة المنبوذة اوروبيا والتي تعاني اليوم أزمة داخلية متعددة الجوانب سواء من الشارع أو من تدني مستوى النمو الاقتصادي للمرة الأولى منذ تولي حزب العدالة والتنمية السلطة والذي يعد طول الازمة السورية عاملا رئيسيا فيه كما أن أزمة الأكراد تتفاقم منذ مصالحة أوجلان فإن التقارب الامريكي الايراني يعد وبالا عليها فهي كانت دوما تزايد على الأردن في احتضانها للفصائل المعارضة والامداد اللوجستي لها، وأي تغير في المخطط الأمريكي لسوريا فإنها لن تخسر الحصان الاقتصادي والجيوسياسي الذي كان منتظر من حكم الاخوان لسوريا فحسب وإنما ستخسر الدور الدولي الذي كان يفترض أن تقوم به في المنطقة بعد مصر.
            ولا يعد في المقابل الكيان الاسرائيلي الخاسر الأكبر فبعض الدول العربية معه في نفس المحنة، ومن المفارقات الرئيسية في التقارب الامريكي الايراني كشف حجم العلاقة بين بعض هذه الدول العربية والكيان الاسرائيلي، لكن وإن كنا نعتقد كما سيأتي عدم استمرار هذا التقارب على المدى المتوسط فإن مجرد الاتفاق على الحلول السلمية في سوريا سيعيد محو الممانعة بممانعة أكثر صلابة وقوة وهو الأمر الذي لن يسعد الكيان ومعه بعض الدول العربية.
            لعل الإستغراب من هذا التقارب المفاجئ يعد بحد ذاته أمرا غريبا للمتابع والمراقب، فانسداد أفق الصراع لا يؤدي إلا إلى حرب قابلة للتوسع وإما إلى تقارب الأنداد والبحث عن حلول ومخارج للإنسداد، ويبدو أن هذا الأخير ما سيحصل ولو بشكل مؤقت ولحظي، فالفشل الأمريكي في سوريا بات واضحا بعد فشل أخر ورقة بيدها وهو التلويح بحرب وبضربات صاروخية، وهو ما يعني أنه لم يعد لديها غير الحلول السلمية للخروج بأقل الخسائر ويمكن بعض الأرباح لحفظ ماء وجه العم سام، والحلول السلمية مقدمتها مشاركة طهران في جنيف2 وهو الأمر الذي تلقته الأخيرة بإعلانها المشاركة.
            وليس فقط انسداد أفق الوضع السوري هو من أسباب التقارب وإنما هناك جملة من الأسباب الأخرى التي بلا شك من بينها التحول الدولي لنظامها، فبروز أقطاب دولية اقتصادية وسياسية كبريكس وتحديدا روسيا والصين يجعل من أمريكا تعيد حسابات كلفة تعدد الجبهات، فهي كما أظهرت مرونة في شبه الجزيرة الكورية تبديها اليوم لإيران، وذلك من أجل الحفاظ على نظامها الدولي أو ماتبقى منه.
            كما أن الهشاشة الاقتصادية التي تعاني منها أمريكا اليوم تعد سببا بطريقة أو بأخرى، صحيح أن الحروب تنعش الاقتصاد الامريكي الذي بات في السنوات الأخيرة يعتمد على اقتصاد الحرب لكن هذا ايديولوجيا من عقيدة الجمهوريين وليس الديمقراطيين الذين يؤمنون ببعض دولة الرعايا اما اقتصاد الحرب فهو ينعش شركات أمريكا وليس شعب أمريكا، ولهذه الهشاشة والتي باتت تخسر سنويا 3 تريليون دولار بشكل مستمر (حيث انفاقها 18تريليون مقابل انتاج 15تريليون) لا بد وأن تجعل الديمقراطيين يلتفتون إلى الداخل ولو بشكل مؤقت.
            في المقابل ايران بلا شك بحاجة لهذا التقارب ولو مؤقتا من أجل رفع القيود الاقتصادية التي تكبل الاقتصاد الايراني وتدهور الوضع الداخلي اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، ولعل نجاح روحاني لم يكن مفاجئا لكثيرين فهو أتى بعد حجب مجلس صيانة الدستور لمشائي المتشدد ورفسنجاني البراغماتي، أي أن روحاني كان يراد بنجاحه وجه جديد لايران للتخلص من العقوبات الاقتصادية وحلحلة الملف النووي.
            وبغض النظر عن الأسباب الأخرى للتقارب فإن نتائج هذا التقارب الذي لن يستمر على المدى الطويل متعددة بل ومفيدة على المنطقة التي ستشهد استقرارا لبعضها وعلاجات سلمية لبعضها الآخر كالبحرين ولبنان، كما أن مثل هذا التقارب من شأنه أن يبرد الصفيح الطائفي الساخن في المنطقة، وأيضا يحلحل بعض الملفات العالقة في العراق واليمن وعلى رأسها بطبيعة الحال سوريا.
            لكن بكل الأحوال فإن تقاربا من هذا النوع وكما كان إبان الحرب الباردة لن يدوم طويلا فالجمهوريين في أمريكا والمتشددين في ايران سيقفون حجر عثرة أمامه، لكن السبب الرئيسي لعدم وجود مستقبل لهذا التقارب أن كلا من الدولتين تنطلقان من ايديولوجية مختلفة تماما عن الأخرى وتتصادمان فيما يتعلق بالكيان الاسرائيلي ومحو المقاومة كما أن مصالح الطرفين لا تبدو أنها ستتعايش على المدى البعيد.
            وأخيرا ما يمكن أن يقال في هذا التقارب هو لبعض الدول العربية التي يجب أن تعي جيدا أن التبعية الأمريكية لن تخدم مصالحها ودولها، فأمريكا تلتفت لمصالحها فقط وتسعى لها ولو على حساب دمار حلفائها وسحقهم، لهذا لا بد من إعادة النظر والتخطيط بشكل مستقل للنظام الدولي القادم ودور هذه الدول اقتصاديا في آسيا وعلاقاتها سياسيا مع الدول الفاعلة كدول مجموعة بريكس.
            خاص بانوراما الشرق الاوسط

            تعليق


            • الخامنئي: واشنطن غير جديرة بالثقة .. وتهديدات "اسرائيل" مثيرة للاشمئزاز
              قال المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي الخامنئي، إن بعض ما حدث في الجمعية العامة للأمم المتحدة لم يكن مناسباً.
              و نقلت وسائل إعلام إيرانية، في تصريحات أدلى بها الخامنئي خلال مناسبة عسكرية في طهران اليوم السبت، قوله ، إنه " ندعم المبادرة الديبلوماسية للحكومة، ونولي أهمية لأنشطتها خلال هذه الرحلة، لكن قسماً مما حصل خلال الزيارة إلى نيويورك لم يكن في محله"، لكنه متفائل بكادر ايران الدبلوماسي، مشيراً إلى أن واشنطن "غير جديرة بالثقة".
              وتوعد الخامنئي برد "قاس" من جانب إيران، بعد التهديدات التي وجهتها إسرائيل، بالتحرك منفردة ضد إيران لمنعها من التزود بسلاح نووي.
              وقال المرشد الأعلى: "نسمع التهديدات المثيرة للاشمئزاز والممجوجة من جانب أعداء الأمة الإيرانية، سنرد على أي عمل معاد بجدية وقوة"، مضيفاً أن "الصهيونية تتحكم بالحكومات الأمريكية وتجبرها على تغيير مواقفها حسب ما تتطلبه مصلحة إسرائيل"
              وأضاف الخامنئي "إننا متشائمون بشأن الأميركيين ولا نثق بهم، الحكومة الأميركية غير جديرة بالثقة وغير عقلانية ولا تفي بوعودها".
              وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني تحدث الأسبوع الماضي هاتفياً مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما وهو ما يمثل أعلى اتصال بين البلدين منذ عام 1979.

              تعليق


              • ايران:مسؤولون خليجيون في "إسرائيل" للتنسيق ضد إيران
                متابعات _ | 05-10-2013

                كشفت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي أمس الاربعاء عن سلسلة لقاءات غير علنية جرت في الاسابيع الاخيرة، بين مسؤولين اسرائيليين وآخرين رفيعي المستوى من دول عربية في الخليج الفارسي ، لتنسيق الجهود والخطوات ضد ايران، وبدء التقارب بينها وبين الولايات المتحدة. وافاد مادرصالخميس نقلا عن القناة ان الاجتماعات بين الجانبين تكثفت كثيراً في الاسابيع الاخيرة، وتحديداً مع دول عربية في الخليج الفارسي "لا تربطنا بها علاقات دبلوماسية"، مشيرة الى ان الأسباب الدافعة إلى هذه الاجتماعات، اضافة الى تبادل الرسائل بين "اسرائيل" ومسؤولين في هذه الدول، هي الخشية من امكان ان (تنجح طهران في خداع الادارة الاميركية) حسب تعبيرها، ودفعها الى ابرام صفقة معها، تكون دون مستوى تفكيك البرنامج النووي الايراني. واشارت االمصادر الى انه "لا يمكن كشف كل التفاصيل"، لكن المؤكد حتى الآن أن "شخصيات خليجية رفيعة المستوى وصلت اخيراً الى اسرائيل"، وبشكل سري، للبحث في تنسيق الجهود، مضيفة ان "الامور لم تخرج حتى الآن الى العلن، لكن الاتجاه والهدف هو تشكيل جبهة جديدة يمكن ان نطلق عليها تسمية جبهة القلقين، التي يقف على رأس تأسيسها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وهي جبهة يراد منها ان تشكل صداً منيعاً ضد ايران، وتتشكل من عدد كبير من الدول العربية في الخليج الفارسي". ورداً على سؤال مراسل القناة في واشنطن، إن كانت دول الخليج الفارسي قد اجرت اتصالات مع" اسرائيل" حول التقارب الايراني الاميركي، أكد المندوب الاسرائيلي في الامم المتحدة، رون بروسؤور، ان السعودية ودول الخليج الفارسي قلقة بالفعل من الموضوع الايراني، وهم يتحدثون عن هذا القلق مع الجميع، اي مع جميع الجهات وعلى مختلف المستويات. واضاف: "لا اريد ان اتحدث عما نفعله معهم، لكن ما يمكن ان اقوله هو ان السعودية والخليجيين، يعربون عن قلقهم من تحول ايران الى دولة نووية، وهذه الرسائل تنقل الى اعلى المستويات". وكانت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي قد اشارت الى حالة الاحباط السائدة لدى "دول الاعتدال في الخليج الفارسي"، وتحديداً لدى السعودية، من قدرة الايرانيين على جر واشنطن للركض خلفهم، من اجل الوصول الى اتفاق وتسوية للخلاف على البرنامج النووي، مشيرة الى ان الخاسر الاكبر من كل ذلك، هم العرب تحديداً، الذين "أدركوا أن اميركا لا تفهم الا لغة القوة، بل ان زعيم اكبر دولة في العالم يزحف امام زعيم دولة اقليمية كانت حتى الأمس القريب تهدد المنطقة واستقرارها".

                تعليق


                • مابين التجاذب في الرؤى الأمريكية الإيرانية والحراك الإسرائيلي.. هل تترجم الأقوال إلى أفعال؟؟
                  خاص – بقلم: محمد بكر – كاتب فلسطيني مقيم في سورية.
                  تكاد لاتطالع صحيفة أو تقلب محطة تلفزيونية إلا وتجد الحديث عن التقارب الإيراني – الأمريكي محط اهتمام وحديث الساعة إذ تزدحم التحليلات وتتوارد التوصيفات حول ماهية هذا التقارب وماهي الدوافع وراء هذا “التجاذب” في الرؤى لاسيما بعد سنوات من الاحتدام والتنافر والكباش السياسي .
                  لاشك بأن المبادرة الروسية وما استولدته من “تعبيد سلس” للطريق الوعرة أمام خطا العم سام التي هددت بتوجيه الضربات العسكرية للدولة السورية بعد أن رسمت خطوطاً حمراء وحددت سقفاً للتجاوزات في “زلة لسان” لم تدرك خطورة تداعياتها ومدى تأثيراتها على المنطقة برمتها, شكلت الأساس للانعطافة السياسية الأمريكية.
                  أن يطلب البيت الأبيض من السفير الايراني ترتيب اتصالٍ هاتفي بين الرئيسين الأمريكي والإيراني وأن تتعالى الأصوات الاسرائيلية الممتعضة من مشهدية التقارب لدرجةٍ تصف فيها القناة الاسرائيلية الثانية المحادثات الهاتفية بين الرئيسين بالتغير التاريخي الدراماتيكي وإن الرئيس روحاني قد أحدث ثورة في الرأي العام الأمريكي,وأن ترتسم الابتسامات في مشهدية استثنائية على ثغور أطراف الكباش والاشتباك وقد فاحت روائح التسويات ولاحت في الأفق بوادر التفاهمات,وأن تقوم أمريكا بإهداء إيران قطعة أثرية فارسية عمرها آلاف السنين,فيما يبادر الرئيس روحاني لرد ” الهدية ” فيصدر قراراً بفتح خطوط الطيران بين واشنطن و طهران ,فثمة بالفعل تغيرٌ طارئ قد أرخى بظلاله على السياسة الأمريكية في تعاطيها مع ملفات المنطقة, هذا التغير الذي يبقى باعتقادنا في إطار العناوين إلى حين إثبات العكس وانسحاب ذلك على المضامين, وعليه فإن الاعتدال في الطروحات الأمريكية يجب أن لا يكون دليلاً ومؤشراً على انتفاء الأبلسة وصدقية النيات, لاسيما أن الاعتدال المستجد في اللهجة الأمريكية جاء بعد اللين الذي أبداه روحاني لجهة الدبلوماسية والحوار والخطاب الهادئ وإدانة الهولوكوست ذلك اللين الذي وصفه مرشد الثورة السيد خامنئي ” باللين البطولي” إذ يبقى السؤال في هذا السياق: إذا كان الهدف من اللين الإيراني استيلاد الحوار وصياغة الحلول السياسية, فهل يصب اللين الأمريكي في ذات الخندق؟؟ وعليه فإن أردت أن تعرف حقيقة النيات الأمريكية فانظر لما تقوله “اسرائيل” على قاعدة أن “الأمريكي لن يصادق على أي عمل غير ممهور بالخاتم الاسرائيلي”.
                  اللافت كان في الحراك الاسرائيلي وتحديداً فيما يخص الاتفاق الأمريكي الروسي بشأن السلاح الكيميائي السوري الذي اعتبره وزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعالون مرحلة أولى قبل إزاحة الرئيس الأسد عن السلطة فيما سارعت خطا نتنياهو باتجاه واشنطن للخوض في التفاصيل, ومعرفة فيما إذا استنفذت فرص التعويل, والوقوف على ماهية التحول وانقلابية الصورة حتى ولو كانت مفاعيلها على مستوى الظاهر فقط, وفي محاولة حثيثة لمعرفة إذا ماكان ثمة شيطانٌ يختبئ ” تحت الطاولة ” أم إن جل ما يحدث هو صورة جديدة من صور الأبلسة الأمريكية ومشهدٌ التفافي لتظهير النيات الحسنة في تلمس الحلول الدبلوماسية وكسب المزيد من الوقت.
                  قبيل الزيارة وفي ظل الهستيريا الإسرائيلية المتزايدة من هول المشهد والتباشير غير السارة سارع أوباما لتبريد الأجواء ” فأبلغ نتنياهو بأن تخفيض العقوبات عن إيران لن ير النور قبل اتخاذها لما سماها بالخطوات العملية.
                  الحميمية في لقاء أوباما – نتنياهو لم تكن مستغربة على الإطلاق فالغزل بين العاشقَين لم يكن يوماً حالة طارئة على السلوك الأمريكي تجاه طفله المدلل حتى النخاع في حين لم يجد الإسرائيلي حرجاً في إبراز غطرسته وهيمنته عندما اعتبر نفسه بمنأى عن أي اتفاق أمريكي إيراني فيما يخص برنامجها النووي ضارباً ” الانفتاح واللين” اللذان أبداهما روحاني في مشهدية التقارب ” النوعي” عرض الحائط معتبراً إيران العدو اللدود ومؤكداً التزامها بتدمير “إسرائيل”.
                  على المقلب الآخر لم يكن أمام أوباما ووزيرخارجيته كيري إلا خياراً وحيداً لإطلاق جملة من التصريحات التي نزلت برداً وسلاماُ على قلب الطفل المدلل عندما أكد الأول على الحذر في مفاوضاته مع إيران غير مستبعدٍ للحلول العسكرية ضدها في حين أبدى الثاني حرص الولايات المتحدة على أمن ” إسرائيل”.
                  فهل سيكون جنيف2 نسخة معدلة عن جنيف1 ينتهي معه مسلسل التملص من الحلول السياسية؟؟ وهل سيبقى الاسرائيلي متفرجاً مكتوف اليدين حيال أي اتفاق أمريكي – روسي إيراني لاسيما إذا ما كان مبرماً وفق الكيفية الروسية,ولن يسارع كعادته لخلط الأوراق من خلال غاراته الاستفزازية كما حصل في السابق والتي معها ستشتعل المنطقة الراقدة على فوهة بركان,لاسيما أن القيادة السورية أكدت أن أي عمل عسكري إسرائيلي لن يُواجه بالصمت وإن الرد عليه سيكون حتمياً ودون الرجوع للقيادة؟؟ أم إن التغير في اللهجة الأمريكية هو بمثابة رد الجميل للروسي على مبادرته ” الطيبة” والتي سيكون ثمنها من وجهة النظر الأمريكية انتفاء الضربة العسكرية والفصل السابع من القرار الأممي ” فقط “من دون إلغاء ثنائية ” التحشيد والتعويل” في الداخل السوري.
                  التعديل الأخير تم بواسطة خادم اخو زينب; الساعة 05-10-2013, 07:30 PM.

                  تعليق


                  • 5/10/2013


                    * آية الله خامنئي: ندعم الدبلوماسية لكن اميركا غير جديرة بالثقة



                    أكد قائد الثورة الاسلامية في ايران آية الله السيد علي خامنئي ان الادارة الأميركية غير جديرة بالثقة وغير منطقية ومتغطرسة وناقضة للعهود، مرحبا بالنهج الدبلوماسي الذي اتخذته الحكومة الايرانية الجديدة وقال: ان الدبلوماسية أمر مهم ولكننا متشائمون تجاه الحكومة الأميركية.

                    وشدد قائد الثورة الاسلامية في كلمة القاها اليوم السبت خلال حفل تخريج دفعة من ضباط الجامعات التابعة للجيش الايراني، شدد على ان الادارة الأميركية غير جديرة بالثقة وتقع تحت سيطرة الصهيونية العالمية مضيفا: ان الادارة الأميركية ملزمة بإبداء المرونة مع الكيان الإسرائيلي.

                    واوضح آية الله خامنئي: ان الصهيونية العالمية تتحكم بالحكومة الاميركية وتجبرها على تغيير مواقفها بناء على متطلبات الكيان الاسرائيلي، مشيرا الى التهديدات المكررة والباعثة على الاشمئزاز التي يطلقها اعداء الشعب الايراني وقال: انه على جميع الذين تعودوا على تهديد ايران بالكلام ان يعلموا بان ردنا على اي عدوان ضد الشعب الايراني سيكون ردا جادا وقاسيا.

                    واشار قائد الثورة الاسلامية الى الزيارة الاخيرة لرئيس الجمهورية حسن روحاني والوفد المرافق له الى نيويورك،قائلا: اننا نولي الاهمية للجهود الدبلوماسية وندعم التحركات الدبلوماسية للحكومة ومن ضمنها الزيارة الاخيرة الى نيويورك لاننا نثق بهذه الحكومة الخدومة ومتفائلون بها الا ان بعض ما جرى خلال الزيارة لم يكن في محله.

                    واضاف قائد الثورة الاسلامية، اننا نثق بمسؤولينا ونطلب منهم اتخاذ الخطى بقوة مع التزام الدقة والاخذ بنظر الاعتبار جميع النواحي وعدم نسيان المصالح الوطنية.

                    واكد آية الله خامنئي على ترسيخ البناء الداخلي للدولة واضاف: ان العناصر الاساسية التي صانت منذ بداية انتصار الثورة الاسلامية، هذه الثورة والشعب الايراني وكانت مصدر التقدم، متمثلة في الاهتمام بالاهداف السامية للجمهورية الاسلامية والاهتمام بالعزة الوطنية، ولذلك فان مهمة جميع المسؤولين وابناء الشعب، هي الدفاع عن العزة والهوية الوطنية.

                    واشار الى تشاؤم وعدم ثقة الجمهورية الاسلامية باميركا، واعتبر الادارة الاميركية بانها في قبضة الصهاينة وقال: ان هذه الادارة تتحرك في الحقيقة في مسار مصالح الصهاينة، اذ انها تبتز العالم كله فيما تتنازل للكيان الصهيوني.

                    واكد قائد الثورة الاسلامية بان الشعب الايراني لا يشكل تهديدا لاي دولة اطلاقا الا ان صلابة القوات المسلحة تعتبر العنصر الاهم لحفظ امن الجمهورية الاسلامية في ايران واضاف: ان القوات المسلحة بمكوناتها؛ الجيش والحرس الثوري والتعبئة الشعبية (البسيج) وقوى الامن الداخلي، يجب ان تشكل حصنا منيعا امام مؤامرات الاعداء.

                    واضاف آية الله خامنئي، ان الشعب الايراني قد اثبت صلابته في الدفاع عن اهدافه ومصالحه وكذلك رغبته في السلام والتعايش السلمي لان هذين الامرين متلازمان.

                    وفي الختام اشاد قائد الثورة الاسلامية ببطولات وتضحيات الجيش الايراني خاصة القوة الجوية خلال فترة سنوات الدفاع المقدس الثماني (1980-1988)، وحيّا ذكرى الشهداء الابرار ومن ضمنهم الشهيدان بابائي وستاري.

                    وقبل كلمة قائد الثورة الاسلامية، القى قائد القوة الجوية العميد الطيار حسن شاه صفي كلمة رحب فيها بحضور سماحة قائد الثورة الاسلامية، وقال، انه يتم في جامعات الضباط التابعة لجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية، تعليم المعارف الدينية والعقيدية الى جانب التكنولوجيا والعلوم الجديدة.

                    واشار الى المشاريع الاستراتيجية والوطنية وتركيب مختلف انواع اجهزة المحاكاة في القوة الجوية واضاف: ان القوة الجوية الايرانية ومن خلال تعزيز قدراتها الدفاعية والردعية هي اليوم في اتم الجهوزية والاستعداد لصون اجواء الجمهورية الاسلامية الايرانية.



                    * رئيس مجلس خبراء القيادة الايراني: لا يمكن الثقة بالادارة الاميركية



                    أكد رئيس مجلس خبراء القيادة في ايران آية الله مهدوي كني انه لا يمكن الثقة بالادارة الاميركية، مضيفا علينا ان نكون متيقظين وحذرين وان نقوم بالتفاوض لكنه يجب الا ننخدع في هذا المسار.

                    واشار آیة ‌الله مهدوي‌ کني في تصريح لوكالة انباء فارس، الى طرح موضوع "الليونة البطولية" من قبل قائد الثورة الاسلامية، قائلا: "كل ما صرح به قائد الثورة في هذا المجال صحيح ومنطقي".
                    وردا على سؤال حول امكانية الثقة بالاميركيين نظرا الى تصريحات اوباما القاضية بان الخيار العسكري ضد ايران لازال مطروحا، قال آية الله مهدوي كني: لا يمكن الثقة بالادارة الاميركية ويجب علينا توخي الحيطة و الحذرعند التفاوض حتى لا ننخدع.
                    وحول المكالمة الهاتفية بين الرئيس الايراني ونظيره الاميركي قال رئيس مجلس خبراء القيادة، ان الرئيس روحاني نفسه قدم ايضاحات بهذا الشان.


                    * في تصريح لقناة "سي ان ان" .. ظريف ينتقد تصريحات اوباما المسيئة لايران

                    اکد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ان على الرئيس الاميركي الالتزام بالهدف الذي اعلنه اي الوصول الى اتفاق مع ايران على اساس الاحترام المتبادل في جميع الظروف .
                    وانتقد بشدة تصريحات الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال لقائه رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وتلويحه بان اميركا لم تستبعد اي خيار ومن ضمنه الخيار العسكري من الطاولة وقال، ان اوباما استخدم لهجة تعتبر مسيئة للشعب الايراني. اعتقد ان القادة السياسيين يجب ان يظهروا من انفسهم القدرة على القيادة. ما يدعو للاسف ان الرئيس اوباما استخدم لهجة تعتبر مسيئة للشعب الايراني.
                    واضاف، اعتقد انه على الرئيس الاميركي الالتزام بالهدف الذي اعلنه اي الوصول الى اتفاق مع ايران على اساس الاحترام المتبادل، وهو ما اعلنه في رسائله وفي خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة.
                    وختم قائلا ، ان الاتفاق على اساس الاحترام المتبادل لا يأتي عن طريق التهديد والترهيب لاسيما وان مثل هذه الاساليب والسلوكيات غير مجدية ولا فائدة من ورائها، ومثلما قلت فان الشعب الايراني سيبدي ردا سلبيا للغاية تجاه لهجة التهديد والترهيب هذه.


                    ***

                    * هل قطع القائد خامنئي على روحاني طريق التطبيع مع واشنطن؟



                    اعتبر خبير استراتيجي ان قائد الثورة الاسلامية في ايران الامام الخامنئي اليوم كان صريحا في دعمه للدبلوماسية التي تبناها الرئيس حسن روحاني في سياساته الخارجية خاصة حيال الغرب والولايات المتحدة مع التحفظ على بعض التفاصيل خلال زيارة روحاني لنيويورك ، داعيا الادارة الاميركية الى ان تفرز بين مصالحها والكيان الاسرائيلي.
                    وقال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في ايران امير موسوي لقناة العالم الاخبارية السبت : الامام الخامنئي اليوم ركز على تأييده الكامل للرئيس روحاني وطاقمه الدبلوماسي ، حيث كان صريحا في دعمه لجهود الدبلوماسية في نيويورك وما بعد نيويورك ، كما ركز على عدم صدقية الادارة الاميركية وعدم الثقة فيها ، وانها تتنصل عن التزاماتها وتنقض العهود.
                    واضاف موسوي : هذه رسالة واحدة للادارة الاميركية اذا ما ارادت التعامل مع الجمهورية الاسلامية فان عليها ان تصحح هذا المسار ، والا فان الامور ستعود الى بدايتها.
                    واوضح : من خلال حديث القائد حصل الرئيس روحاني على الدعم على خلاف ما تقوله بعض الفضائيات والمواقع التي سارعت الى التشكيك في قدرة الرئيس روحاني على المضي قدما في تحركاته الدبلوماسية الاخيرة .
                    وبين موسوي : ان الامام الخامنئي دعم جهود روحاني الدبلوماسية لروحاني بصورة صريحة وواضحة ، كما طالب الادارة الاميركية بصورة غير مباشرة بان تصحح سياساتها اذا ما ارادت ان تتفاهم مع الرئيس روحاني.
                    وتابع مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في ايران امير موسوي : لأنها بهذه اللغة التي اعتمدتها الادارة الاميركية مؤخرا وخاصة بعد الاتصال الهاتفي مع الرئيس روحاني ، حيث تزعزع موقف الرئيس اوباما امام الكيان الصهيوني وفي لقائه مع نتانياهو ، وتراجع واهتز موقفه ، وهذا ما لا يساعده ابدا في المضي قدما مع الجمهورية الاسلامية.
                    واكد موسوي ان ايران ترفض استخدام مثل هذه المفردات مع الشعب الايراني ، وان القيادة الايرانية ستقف بقوة امام هذا التعدي الاميركي السافر ، منوها الى ان التحركات الدبلوماسية التي حصلت لا يمكن تأييدها بالمطلق ، خاصة ان القائد يرصد كل التحركات الدبلوماسية حسب الدستور.
                    وشدد على ان ذلك لا يفسد في الود قضية ، ولا يضر في دعمه الكامل لجهود الرئيس روحاني وفريقه الدبلوماسي الذي اكده في حديثه الاخير.
                    واشار موسوي الى تهديدات القائد الخامنئي بان ايران لن تتهاون مع اي تعد صهيوني او غير صهيوني عليها ، وان الردع الايراني سيكون قويا وسريعا وشاملا ، داعيا الادارة الاميركية الى ان تفرز بين مصالحها في المنطقة مع التوجه للتحاور مع الجمهورية الاسلامية او ان تختار الكيان الصهيوني.
                    واكد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في ايران امير موسوي ان ايران لن تسمح للولايات المتحدة بان تلعب بهذه الورقة وبمصير الشعب الايراني ، مشددا على ان الجمهورية الاسلامية والشعب قادران على التصدي وان يسيرا من دون الادارة الاميركية كما فعلت ذلك خلال 35 عاما.

                    ***
                    * اوباما: ايران امامها نحو ’’عام او اكثر’’ لتتمكن من امتلاك قنبلة نووية
                    أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما في مقابلة نشرت اليوم أن امام ايران "عاما او اكثر" لتتمكن من امتلاك قنبلة نووية، وذلك في مؤشر واضح الى خلاف مع سلطات الإحتلال الصهيونية.
                    وقال اوباما في مقابلة مع وكالة اسوشيتد برس إن "الرئيس الايراني حسن روحاني ابدى رغبة في الحوار، وان على الولايات المتحدة الان ان ترى ما اذا كان لديه الثقل السياسي للقيام بذلك".

                    * شركات النفط الأمیركية تنتظر رفع الحظر عن بإيران




                    نفد صبر رؤساء شركات النفط الأمیركية ولم يعد بمقدورهم انتظار رفع الحظر المفروض على ايران بسبب برنامجها النووي السلمي، فخططوا لعقد اجتماع مع وزير النفط الإيراني" بيجن زنجنه " خلال اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي جرت الأسبوع الماضي في نيويورك .

                    ونقل موقع " يديعوت احرونوت " الالكتروني الناطق بالعبرية الذي كشف الأمر، السبت، عن مصادر أمیركية ذات علاقة بالموضوع قولها "ان المئات من رؤوسا ومدراء الشركات النفطية التي حظرت الإدارات الأمیركية عليها التعامل مع إيران خلال العقدين الماضيين خططوا للاجتماع بوزير النفط الإيراني- على ضوء تغيير الإدارة الإيرانية وتشكيل حكومة جديدة- لكن هذا الاجتماع لم يجر لان وزير النفط وبكل بساطة بقي في طهران ولم يأت ضمن الوفد الإيراني الذي شارك في اجتماعات الجمعية العمومية".
                    وقال رئيس إحدى كبريات الشركات النفطية الأميركية وفقا لما نقله الموقع الصهيوني " نحن مستعدون للتحدث مع إيران التي تمتلك إمكانيات هائلة وفور رفع الحظر، وبكل تأكيد سنكون معنيين باستثمار أموالنا هناك ".
                    وترغب الشركات النفطية من قبيل "شيبرون، اكسون، كونوكو اند ركو"- اللاتي توقفن عن التجارة مع إيران فور تأميم قطاع النفط عام 1979 -والعديد من الشركات المعنية في فتح صفحة علاقات جديدة مع إيران وتضغط باتجاه رفع الحظر عنها لتحقيق تزاوج المال الأميركي الكثير ومخزون النفط الإيراني الهائل.
                    ولم يقف السباق الخفي على النفط الإيراني عند حدود الشركات الأمیركية العملاقة بل هناك دول أوروبية عديدة بدأت باستشراف الإمكانيات وعمليات جس نبض انتظار لحظة الإعلان عن رفع الحظر.
                    ونقل الموقع الصهيوني عن مدير شركة نفطية اوروبية كبيرة لم يذكر اسمه قوله في سياق تبريره لانخراطه في سباق النفط والمال "لا يوجد عقوبات أو حظر على المفاوضات ".

                    * اسرائيل وعقيدة "هولوكوست" من النيل الى الفرات



                    حميد حلمي زادة

                    ابدى المجتمع الدولي موقفا هشا الى ابعد الحدود حينما سمح لرئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو بتحويل منصة الجمعية العامة للامم المتحدة يوم الثلاثاء 1-10- 2013 الى منبر عدواني - بامتياز- لاطلاق عبارات التهديد والوعيد ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية تحت ذريعة انها تسعى لانتاج القنبلة النووية من اجل ضرب"اسرائيل".
                    وحسب التقارير الاعلامية فإن السلطات السياسية والاستخبارية في الولايات المتحدة عبأت اعدادا من الموظفين الاميركيين لملء معظم المقاعد الاعلامية والاستشارية والادارية في قاعة المنظمة الدولية ، من اجل حشد حضور كبير لصالح رئيس وزراء الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين والقدس الشريف، وايضا للتغطية على خلو مقاعد الجمعية العامة من ممثلي البلدان التحررية الذين تركوا القاعة احتجاجا على إلقاء "نتنياهو" كلمته السنوية بسبب شخصيته الكريهة ، وكذلك لما تمارسه " الدولة العبرية" من انتهاكات مفضوحة وجرائم منافية للقانون الدولي وحقوق الانسان وسلوكيات عدوانية وفتنوية على مستوى فلسطين المحتلة والشرق الاوسط والعالم.
                    وهدد نتنياهو عبر لاقطة المنظمة في نيويورك باتخاذ ما اسماه إجراء "منفردا" لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية، واصفا رئيس الجمهورية الشيخ حسن روحاني بأنه "ذئب " في ثوب حمل. وكان قد التقى قبل ذلك الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض بواشنطن، وذلك عشية إلقاء خطابه في الأمم المتحدة.
                    وبحسب المراقبين فإن رسالة نتنياهو من اللقاء والخطاب كانت واحدة، وهي صب الماء البارد على حماسة الإدارة الأميركية والغرب عموماً للحيلولة دون التعاون مع الرئيس روحاني في الملف النووي الايراني. فيما وصف المراقبون المهمة التي قام بها نتنياهو في الولايات المتحدة، بأنها عبارة عن بروباغندا دعائية تهدف الى تضخيم مخاوف "اسرائيل" من "الخطر الايراني" المزعوم ، وهي ايضا محاولة لتعكير صفو الاحتفاء الدولي بانخفاض نبرة قرع طبول الحرب وتراجع احتمالات العمل العسكري ، وزيادة فرص التسوية السلمية في المنطقة.
                    اما الرد الايراني على اراجيف "نتنياهو" فقد جاء على لسان رئيس اركان القوات المسلحة اللواء حسن فيروزآبادي الذي اعتبر تصريحاته بانها تنم عن العجز، مؤكدا علی ان استخدام "الخيار العسكري" ضد ايران لن يكون مجديا باعتباره اداة بالية ونخرة ، واصفا في تصريح له يوم الاربعاء 2-10-2013 ، كلمة "نتنياهو" في الامم المتحدة بانها تنم عن الوقاحة والاستفزاز حیال ايران، قائلا: ان رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي ثبّت اسمه في لوحة الامم المتحدة كداعية حرب.
                    واشار اللواء فيروزآبادي الى قدرات الشعب الايراني العظيم والموقف الذكي للجمهورية الاسلامية فی التزام مبدأ (المرونة البطولية) موضحا: ان الموقف الثوري الاسلامي في تبني المرونة البطولية سيكون هو الفائز في هذه المنازلة ، وان الشعب الايراني المقتدر مازال وفیا لمبادئه الثورية .
                    وعلل فیروزابادي المواقف والتصريحات التصعيدية الداعية الی الحرب ، بانها نابعة من تعاظم دور المقاومة التي اصبحت اليوم اکثر رسوخا ووعیا ، في ضوء النضالات التي خاضتها وزادت من جهوزيتها في كل ارجاء المنطقة ، ردا على الموقف الاسرائيلي المصاب بالهلع ، معلنا : ان الصهاينة الذين لا يشعرون بالامن في الاراضي المحتلة ازدادوا ذعرا ، نتيجة لموقف نتنياهو الاخیر.
                    اقول: من المهم هنا التأكد من حقيقة اساسية في موازين القوى ، وهي ان الكيان الصهيوني المحتل الذي يمثل المصالح الاميركية والغربية في الشرق الاوسط وتحديدا في جغرافيا ما يسمى باسرائيل الكبرى " من النيل الى الفرات" ، والذي يمارس حاليا دورا وظيفيا على مستوى تكريس الفوضى والصراعات ، وقيادة النهج التكفيري من وراء الكواليس ، بما يؤدي الى تقوية النزعة الطائفية والنزاعات العبثية والاعمال المتطرفة في العالم الاسلامي ، نجح الى حد بعيد في شرذمة الواقع الاقليمي وتأزيم العلاقات البينية بما يخدم اجندات الولايات المتحدة ، وهو ما جعل تل ابيب ذكية تماما في تطويع صناع القرار الاميركيين للتماهي مع مآرب "الدويلة العبرية" .
                    ولاشك في ان هذا العامل هو الذي جعل " السيد باراك اوباما" يلوح من جديد بالعصا الغليظة وخيار الحرب ضد ايران بعد استقباله "نتنياهو" في البيت الابيض ، رغم انه كان المبادر الى الاتصال الهاتفي مع الرئيس حسن روحاني قبل هذا اللقاء بثلاثة ايام.
                    وهذا ما يعني ان لاشيء يمكن له ان يتجاوز التلازم العضوي بين اميركا و"اسرائيل" ، الامرالذي اكده ايضا نائب رئيس الولايات المتحدة "جو بايدن" عندما قال في خطاب أمام مؤسسة "جي ستريت" الصهیونیة ، إن أي رئيس أميركي لم يفعل ما فعله "باراك أوباما" من أجل حماية "إسرائيل"، مشددا على أن دعم بلاده لأمن "إسرائيل" لا يتزعزع، موضحا: أن هذا الدعم لا يقوم على أسس أخلاقية فقط ، وإنما على مصالح الأمن القومي المشتركة أيضا، قائلا : إنه لو لم تكن هناك "إسرائيل" لكان على الولايات المتحدة أن تنشأها من أجل ضمان حماية مصالحها القومية . فيما تناول" بايدن" موضوع ملف الجمهوریة الاسلامية النووي بالقول: "ان إيران نووية تمثل تهديدا وجوديا لإسرائيل، وخطرا لا يمكن القبول به على الأمن والسلام العالميين" -على حد تعبيره.
                    بید ان السؤال المطروح في هذا المجال هو: ما مغزى استخدام نتنياهو لغة التطاول والاستفزاز مع الجمهورية الاسلامية وتحذيره لها من مغبة ما يعتقده جنوح طهران نحو صنع "قنبلة نووية" ، مع انه يعلم بان "اسرائيل" المنهارة معنويا بسبب هزائمها المذلة على ايدي حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي ، هي اتفه من ان تشكل تهديدا ميدانيا لإيران؟! للاجابة يمكن القول ان نتنياهو الذي استهدف بخطابه التصعيدي اعطاء جرعة معنوية قوية للجمهور الصهيوني المثقل بالمهانة والانكماش والاحباط منذ عام 2000 وحتى وقتنا الحاضر ، بعدما فقد مذاقه حلاوة الانتصارات التي حققتها "الدولة العبرية " على الانظمة الرسمية سابقا ، اراد توجيه رسالة "ضمنية" لايران ودول محور الممانعة والمقاومة ، مفادها ان "اسرائيل" الضليعة بالسياسات الخبيثة والمتمرسة في فنون "الحرب الناعمة " سوف تعمل على توسيع دائرة والفوضى والتطرف والحرب التكفيرية في الشرق الاوسط ، الامرالذي قد يعني فتح شروخ جديدة وظهور فتن اكثر ظلاما في العالم الاسلامي ، ولاسيما في المنطقة المحصورة بين النيل والفرات .
                    ومع ان عقيدة " نتنياهو" العدوانية لا تخلو من التهويل و لغة الحرب النفسية واسلوب استعراض العضلات ، فان الواجب اخذ الحذر الشديد من الاستراتيجية الاسرائيلية الخبيثة ، واعتماد الاليات المضادة القادرة على تقويض المخططات التمزيقية ، و ذلك باعتماد التكاتف والتضامن والتصدي بكل جهد لمؤامرة استكبارية من نوع "هولوكوست" ترمي الى اشعال المنطقة بالمزيد من الحرائق.

                    * خلال اسبوعين.. ايران ومجموعة (5+1) في جنيف




                    اكدت وزارة الخارجية الايرانية ان المباحثات النووية الجدية بين ايران ومجموعة 5+1ستبدأ في جنيف خلال الاسبوعين المقبلين.

                    وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف انه سيتم الدخول في التفاصيل خلال هذه المحادثات، معتبرا ذلك ضرورة في المفاوضات الجادة.
                    واضاف ان الدبلوماسية الايرانية الجديدة تسعى الى منع الحاقدين من تشويه صورتها واكد ان طهران لن تسمح لرئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتيناهو ان يتخذ اي قرار فيما يخص المحادثات النووية لان الكيان الاسرائيلي يمثل اكبر خطر نووي في العالم.
                    واعتبر ظريف ان من اثار سفره الى نيويورك الذي استمر اسبوعين عزل التوجهات المعادية لايران.
                    واشار ظريف الى مشاركته في اجتماع جنيف الى جانب مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون بالاضافة الى ممثلين عن الجانب المقابل والمدراء السياسيين لكنه اوضح انه غير محدد بعد، ان كان هو، او باقي وزراء خارجية مجموعة 5+1 سيحضر المفاوضات وكيف سيكون تمثيل الاطراف والمشاركة فيها مضيفا ان المباحثات تجري لتحديد هذه الامور.


                    * فرصة أكيدة وسط أخطار وتهديدات محدقة

                    تحسن العلاقات الأميركية ـ الإيرانية على ضوء تسوية الملف النووي
                    مصطفى الحاج علي

                    تبادل التحايا السياسية بين الولايات المتحدة وجمهورية إيران الإسلامية الذي شهدناه في الأمم المتحدة ليس ابن ساعته، وإنما جاء تتويجاً لمجموعة الرسائل المتبادلة بين الطرفين التي سبق أن حملها مؤخراً السلطان قابوس أثناء زيارته الأخيرة إلى إيران، وكذلك فعل الأمر نفسه السفير السابق ومعاون أمين عام الأمم المتحدة جيفري فيلتمان. وكان قد سبق ذلك أيضاً رسائل مختلفة حملها الأميركيون إلى إيران مظهرين فيها الاستعداد للحوار كما أكد ذلك سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في إحدى كلماته خلال الأشهر الأولى من هذا العام عندما كشف عن أن إرسال الأمركيين رسائل إلى طهران بطرق مختلفة ومتنوعة يقولون فيها: تعالوا نتحاور بشأن الملف النووي ـ تعالوا لنقيم إلى جانب المفاوضات 5+1 مفاوضات ثنائية حول الملف النووي..." مؤكداً في الوقت نفسه عدم تفاؤله وعدم ممانعته: "لست متفائلاً بمثل هذه المفاوضات... لكني لا أعارض في الوقت نفسه".
                    وهذه ليست المرة الأولى التي يعقد فيها الأميركيون والإيرانيون لقاءات ثنائية، فلقد سبق ان شاركت طهران في مؤتمر بون الشهير حول أفغانستان الذي عقد في شهر تشرين الثاني في عام 2001 على مستوى معاون وزيري الخارجية، كما جرت مفاوضات بين سفيري البلدين في العراق عام 2007.
                    إذن، ليست المفاجأة في نفس التطور، وإنما في توقيته وسياقه السياسي الذي يحمل أكثر من دلالة:
                    أولاً: إن تبادل التحايا جاء في ظل مناخ بالغ التوتر بين الطرفين لامس حد إمكان اندلاع حرب شاملة في المنطقة على أثر ما عرف بأزمة استخدام السلاح الكيميائي في الحرب الدائرة في سورية، ومسارعة واشنطن إلى اتهام النظام بها، وإعلانها الاستعداد الكامل لشن حرب مباشرة ضده.



                    لقد كان كل شيء يوحي بأن الحرب واقعة لا محالة، وعلى الأقل لا تراجع في قرار إدارة أوباما القاضي بالتشدد وإقفال نافذة الحلول الدبلوماسية مع إيران، وهنا تحديداً يكمن عنصر المفاجأة الصادمة لكل من الكيان الإسرائيلي والنظام السعودي اللذين ما فتئا يراهنان على الحلول العسكرية بما فيها ضد إيران.
                    ثانياً: لقد استندت الاستراتيجية الأميركية في مواجهتها مع إيران إلى جملة عناصر مركزية أبرزها:
                    أ ـ انتزاع أو إضعاف مراكز القوة والنفوذ والتأثير الإيراني في المنطقة خصوصاً في العراق وسوريا ولبنان، إضافة إلى الورقة الفلسطينية. إن الهدف غير المباشر من وراء تحريك المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية يتمثل بانتزاع ما يعتبره الأميركيون والصهاينة والأنظمة العربية التي تدور في فلكهم الرافعة المركزية لدور إيران في المنطقة، خصوصاً موقفها الداعم للمقاومة الفلسطينية، وإصرارها على اعتبار الكيان الإسرائيلي كياناً غير شرعي. ولقد بات من المسلم به أن واحداً من الأهداف المركزية للحرب الدائرة في سوريا، ولاستهداف حزب الله في لبنان، والواقع السياسي الحالي في العراق، هو ضرب عناصر قوة ونفوذ إيران في المنطقة.
                    ب ـ تحويل وجهة الصراع في المنطقة عن الكيان الإسرائيلي باتجاه إيران بالاعتماد على تحويل الصراع من صراع سياسي إلى صراع مذهبي. لقد بات شعار أدوات أميركا من أنظمة ودول لا سيما الخليجية منها هو أن إيران هي العدو لا الكيان الإسرائيلي.
                    ج ـ محاولة توظيف المتغيرات في العالم العربي لا سيما بعنوانها الإسلامي ـ السياسي في سياق استراتيجيتها الهادفة إلى احتواء إيران وإضعافها.
                    د ـ شن حرب لا هوادة فيها أمنية وديبلوماسية وإعلامية واقتصادية لإضعاف وإيذاء إيران من الداخل.
                    وهذه الاستراتيجية المركبة شكلت في الحقيقة بديلاً أو تعويضاً عن فشل الحروب المباشرة في تموز عام 2006 في لبنان ضد المقاومة، وفي عامي 2008 ـ 2009 ضد المقاومة الفلسطينية في غزة، وعن تقييد حدود القدرة الأميركية على شن حروب مباشرة جديدة في المنطقة.
                    كخلاصة يمكن القول إن الهدف المركزي لهذه الاستراتيجية كان يتراوح بين حد أقصى يتمثل بإسقاط النظام لا سيما من خلال توظيف نتائج هذه الاستراتيجية في الداخل الإيراني، وحد أدنى يتمثل بدفع إيران للإتيان مذعنة إلى طاولة المفاوضات.
                    ثالثاً: إن هذه الاستراتيجية اصطدمت بجملة عوائق وعقبات ذاتية وموضوعية حالت دون أن تؤتي ثمارها المطلوبة، وأكثر من ذلك، فإنها في أكثر من محل ارتدت على أصحابها.
                    إن أبرز هذه العوائق والعقبات، هي:
                    أ ـ ذاتياً بدت واشنطن مقيدة بأولوياتها الداخلية والخارجية حيث لعامل الوقت فعله الكبير، هناك الأزمتان المالية والاقتصادية اللتان تحكمان الخناق على إدارة أوباما. وهناك محذور الانزلاق إلى حروب مباشرة لا سيما في المنطقة من شأنها أن تكون مدمرة للاقتصاد الأوربي بالدرجة الأولى، والأميركي بدرجة ثانية.
                    يضاف إليها الاستحقاقات الداهمة وفي طليعتها مواجهة التحديات الجديدة في المنطقة، والتي بدأت تخرج عن السيطرة، ما أوقع واشنطن في حالة إرباك كبيرة، كما هو الحال مع مصر، وكذلك الاستحقاق الخاص بالانسحاب من أفغانستان في العام المقبل.
                    ب ـ فشل رهانات واشنطن وحلفائها، هذه الرهانات التي كانوا يعولون عليها لإضعاف إيران والإطباق عليها: التحالف مع الأخوان سرعان ما سقط مع سقوط هؤلاء ـ النظام في سوريا صمد وتمكن من اتخاذ زمام المبادرة، وعكس النتائج لمصلحته ـ حزب الله صمد وأكثر من ذلك تنامى دوره الإقليمي على نحو غير مسبوق ـ لم تتمكن كل الحرب الأمنية في العراق من قلب المعادلة حتى الآن ـ ممارسة اللعبة المذهبية بالاعتماد على القوى التكفيرية الإرهابية بدأ يرتد على أصحابه منذراً بخطرٍ لن يكون أحد بمنأى منه.
                    ج ـ صمود إيران وثباتها وإصرارها على المواجهة، وتمكنها من مقارعة خصومها في المناطق المحسوبة عليهم أو خلف خطوطهم العاملة. كما تمكنت إيران من إقفال ثغراتها الداخلية، مستعيدة وضعاً متماسكاً وصلباً غير مسبوق جرى التعبير عنه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي حملت الدكتور حسن روحاني إلى سدة الرئاسة. كما أن إيران نجحت في تحويل التهديدات إلى فرص، ونجحت في إيجاد فرص جديدة، كما نجحت في سلوك مسار تطوري علمي وتكنولوجي بالغ الدلالة.
                    د ـ صعود الدور الروسي مدعوماً بالصين ومجموعة البريكس حيث برهنت موسكو عن ندية كبيرة على الصعيد الدولي، يضاف إليه بروز معطيات صلبة لصياغة تشكيلات اقتصادية وسياسية دولية ـ إقليمية تؤسس لقدرة على التنافس والمواجهة مع الغرب عموماً والولايات المتحدة تحديداً.
                    هـ ـ ظهور تمايز عبر عن نفسه في أكثر من محطة بين الكيان الإسرائيلي وإدارة أوباما سواء فيما يعني الملف النووي ـ الإيراني، أم فيما يعني الأزمتين الفلسطينية والسورية، وفيما يعني أيضاً العلاقة بحركة الأخوان المسلمين.
                    كل ما تقدم، فرض على واشنطن مقاربة مختلفة لعلاقتها بإيران دفعها إلى الاقتناع بان وقت إنجاز التسويات قد حان معها بدءاً من الملف النووي.
                    وفي المقابل، فإن إيران المدركة لحجم التحديات المحيطة بها، ولحجم الأخطار التي باتت مهيمنة على المنطقة بفعل النفخ في أتون الحروب المذهبية المدمرة للمجتمعات، وللعلاقات بين الدول، والدافعة بالقضايا المركزية إلى أسفل الاهتمامات (القضية الفلسطينية)، والمدركة أيضاً لمغزى الحروب المنتشرة في بيئتها الاستراتيجية، رأت أيضاً أن الوقت الحالي هو الأنسب لرد التحية بمثلها.
                    إن لإيران مصلحة حيوية في إبطال أسباب أي حرب شاملة، وفي إيجاد الظروف الملائمة لإطفاء الحروب المشتعلة، وفي إفساد البيئة الملائمة لتوليد العنف المذهبي ـ التكفيري الإرهابي.
                    باختصار، ثمة تقاطع مصالح ليس قليلاً بين الإثنين أخذ يتشكل مؤخراً، لا سيما وأن واشنطن من جهتها تحاذر الحرب ولا تريدها في هذه الظروف، كما أن حربها مع الإرهاب ما زالت مفتوحة.
                    ولا بد هنا من نقطة بداية يتم الانطلاق منها، ونقطة البداية هذه هي الملف النووي لأنه يبقى الأسهل منظوراً إليه في ذاته، ذلك أن كل التعقيدات الخاصة بهذا الملف كانت تأتي من محاولات واشنطن والعدو الإسرائيلي ربطه بباقي ملفات المنطقة لا سيما ملف المقاومة والموقف من القضية الفلسطينية.
                    ويبدو أن تراجع مكانة هذه القضية عملياً، والظروف الصعبة والمعقدة التي باتت تعيشها المقاومة الفلسطينية بعد القفزة غير المحسوبة لبعض فصائلها إلى أحضان عرب أميركا من الخليجيين، يساعد على تحييدها على الأقل الآن.
                    كما أن الأزمة السورية بات لها سياقها الخاص، ومساعيها الدبلوماسية الخاصة، وكذلك طاولة المفاوضات الخاصة بها، وأما باقي الملفات، فهي تشكل نوعا من الترددات لحال هذه الأزمات حلاً أم استمراراً في الصراع.
                    هذا كله يجعلنا أمام فرصة حقيقية لطي صفحة الملف النووي، إلا أنها فرصة دونها محاذير وصعوبات وأفخاخ، يمكن تجاوزها إذا ما حسنت النوايا الأميركية.
                    وفي مطلق الأحوال، فإن الأشهر القادمة من شأنها أن تبين حقيقة الخط البياني الذي ستسير عليها المفاوضات، ومعه كامل الخط البياني في المنطقة.
                    إن المسار الذي سيتخذه هذا الخط لن يكون سهلاً، وهو إذا ما كتب له أن يشق طريقه فسيشقها وسط المزيد من النار التي سيعمل المتضررون على إشعالها أو إذكائها حيث يستطيعون، وهذا ما يجب التنبه إليه بعناية.

                    تعليق


                    • 5/10/2013



                      * ماهي المقدمة الاميركية لتغيير النظام في إيران؟



                      تناولت افتتاحيات ومقالات صحف طهران الصادرة صباح اليوم السبت، عدة ملفات محلية ومنها الاسلوب الاميركي الجديد في التعامل مع الجمهورية الاسلامية في إيران.



                      صحيفة جوان: "التحصنات الجيلاتينية مقدمة للانقلاب!!
                      تتطرق افتتاحية صحيفة "جوان" الى الاسلوب الاميركي الجديد في تغيير النظام في إيران، ويقول كاتب المقال "عبدالله كنجي"، ان الرئيس الاميركي أعلن في كلمته السنوية في الجمعية العامة للامم المتحدة، ان اميركا لاتسعى لتغيير نظام الجمهورية الاسلامية في إيران!.
                      وتابعت الافتتاحية، ان البعض في ايران اعتبروا هذه النظرة لـ اوباما عطاء سخيا، وان هذه الخطوة مدينة لدبلوماسية الحكومة الجديدة في البلاد، فيما اعتبر البعض الاخر ان "اوباما" اضعف واعجز من ان يغير النظام في ايران، واشاروا إلى المبادرات العدائية الاميركية ضد ايران خلال اكثر من ثلاثين عاما، وكرروا كلمة قائد الثورة بان الاعمال التي ترتكبها اميركا ضد ايران كانت بسبب عدم قدرتها على التنفيذ والان وصف عجزه بانه "تدبر"!.
                      ونبهت الصحيفة الى ان جملة "اوباما" هذه يمكن ان تكون بداية لشق وحدة الصف بين نخب ومسؤولي البلاد، وكل يحلله حسب رايه، والبعض يقولون، اننا اذا عملنا جيدا فاننا سنرى رد فعلهم الايجابي بدون شك!.
                      وتتابع الصحيفة، ولكن الحقيقة هي ان الغربيين والاميركيين ليسوا في عجلة من امرهم للوصول الى اهدافهم، وانهم يتابعون تنفيذ خططهم وتجاربهم الاستعمارية بطول الأناة.
                      واوضحت الافتتاحية ان انموذج العلاقات الايرانية - الاميركية تخضع لقاعدة ثابته ليست خاضعة للتغيير.
                      ولفت الكاتب الى ان قضية ايران واميركا ليست قضية حدودية جغرافية، وانما مسألة تتعلق بحق الوجود، ولهذا ولأجل اضعاف قاعدة مقاومة النظام وصموده، فان الاميركيين وجهوا سهامهم الحاقدة اولا الى التحصنات الداخلية من اجل اضعافها وثم الانتقال الى مرحلة تجربة التغيير مرة اخرى.
                      وحذرت الافتتاحية بان تصريحات "اوباما" كانت من اجل بث الفرقة في داخل البلاد، وتقسيم الوحدة الوطنية الى قطبين متضادين، قطب مؤيد لاميركا وقطب معارض، بالتالي سيؤدي هذا الوضع الى خلق فجوة اجتماعية عميقة في داخل البلاد.
                      وتردف الصحيفة، على المسؤولين ان يعلموا ان الاستحكام الداخلي للنظام والانسجام الوطني يجب ان يكون في ظل المخلصين من ابناء الشعب الايراني الابي، وفي هذه الحالة فان الاميركيين لايفكروا ابدا بمقدمات من اجل وضع تحصنات "جيلاتينة" من اجل اسقاط النظام.
                      واخيرا اوضحت الصحيفة ان كلمة "اوباما" بان اميركا لاتسعى لتغيير النظام، هي مقدمة لتخديرنا وثم البدء في مرحلة "التحصنات الجيلاتينية".

                      تعليق


                      • إيران ، إسرائيل ، حرب العقول
                        أحمد الحباسى تونس

                        يوم الثلاثاء الفارط اغتالت الموساد السيد مجتبأ أحمدى قائد برنامج الحرب الالكترونية الإيراني ، السيد مجتبأ هو أرفع مسئول متخصص في مجال الحرب الالكترونية تغتاله يد الغدر الصهيونية بمشاركة أطراف عميلة يشتبه أنها تنتمي إلى تيار المعارضة الإيرانية أو بعض الجماعات الكردية ، استهداف العالم السيد مجتبأ أحمدى من طرف المخابرات الخارجية الصهيونية ليس عملا معزولا عن سياق الصراع الوحشي و الدموي الدائر بين المخابرات الصهيونية و الإيرانية منذ نجاح الثورة الإيرانية و إزاحة نظام الشاه محمد رضا بهلوى الملقب بشرطي الخليج و الخادم المطيع للصهيونية و الامبريالية الأمريكية .المعركة بين إسرائيل و إيران تدور على مختلف المستويات و بكل “الأسلحة” المتاحة للجانبين المتعاديين ،إيران لا تترك فرصة لإبراز تقدمها المذهل في مجال الخبرات الالكترونية و خاصة في فن إدارة الحرب الالكترونية ، و طائرة التجسس الأمريكية التي أنزلتها ” العقول الالكترونية ” الإيرانية منذ أشهر و عرضتها أمام الإعلام العالمي تؤكد مدى تقدم القوات العسكرية الإيرانية في مجال إدارة الحرب الالكترونية خاصة أنها استطاعت تعطيل شبكة الاتصالات المتقدمة للطائرة و استحوذت على نظام تحكمها و إنزالها بسهولة ملفتة للنظر داخل الأراضي الإيرانية ، يضاف إلى هذا الكسب العلمي الباهر إرسال حزب الله للطائرة بدون طيار إلى عمق المجال الجوى الصهيوني و التحليق لمدة طويلة قبل أن تكشف و يمثل الحدث فضيحة للقوات العسكرية و مثار تساؤل حول القدرات الحقيقية للقبة الحديدية التي تفخر بها إسرائيل لقدرتها على التعرض إلى كل الكائنات الطائرة المعادية ، طائرة “أيوب” أو عنوان الإخفاق الصهيوني هي صناعة إيرانية بالأساس ، و خرقها للمجال الجوى الصهيوني هو خرق لهيمنة العقول الصهيونية في مجال الحرب الالكترونية بلا شك.التساؤلات المتعددة حول القدرات الإيرانية في الحرب الالكترونية تعطى الدليل القاطع على أن إسرائيل تخوض حربا معلنة و خفية في الآن نفسه لتدمير القدرات التقنية الإيرانية في كل المجالات ، يذكر استهداف إسرائيل لمفاعلات إيران النووية منذ فترة بفيروس ” دودة ستكوسينت” ، ثم استهداف الشبكات المعلوماتية الإيرانية بفيروس “فليم ” منذ فترة قصيرة إلى جانب ما رشح من كتاب ” المشروع الإيراني و الحرب الأمريكية لوقفه ” و الذي أكد التعاون بين الوحدة 8200 التابعة للجيش الصهيوني و بعض أجهزة التصنت و المخابرات في الولايات المتحدة الأمريكية لكسر التقدم العلمي الالكتروني الإيراني ، و يمكن القول في هذا المجال أن ما يقلق العدو الصهيوني ، بصرف النظر عن قلق الجانب الأمريكي ، هو عدم الإلمام بكل القدرات الإيرانية في مجال الحرب الالكترونية و هذا الإخفاق يمثل أحد العوائق المهمة التي تكبح الرغبة الصهيونية من بين عوائق سياسية و عسكرية أخرى في توجيه ضربة عسكرية قاصمة للقدرات و للمشروع النووي الإيراني.السؤال الذي يطرح نفسه دائما في موضوع الحرب الالكترونية هو لماذا تعتبر إيران في نظر الإسرائيليين الطرف المرشح لتأدية الدور الأساسي في الحرب الإلكترونية ضد الدولة العبرية، وهل قدرات إيران تسمح بتنفيذ هجمات إلكترونية ذات بعد استراتيجي على إسرائيل؟ يجمع الخبراء الصهاينة في هذا المجال على قدرة إيران في مجال الحرب الالكترونية و يستدلون في هذه الناحية بأمثلة عديدة تؤكد نجاح العقل الإيراني في اختراق الحواسيب و أجهزة التحكم في عديد الوزارات الصهيونية فضلا على قدرته على تنفيذ هجمات إلكترونية بالغة الخطورة، و تشير وسائل الإعلام الصهيونية إلى أن الإيرانيين يملكون سجلاً من الانجازات في مجال الحرب الإلكترونية، و لا ينسون بالطبع التذكير بأن الإيرانيين تمكنوا في أواخر ثمانينيات القرن الماضي من فك شفرة طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي كانت تستخدم في عمليات الرصد والتصوير في سماء لبنان، الأمر الذي مكن حزب اللـه من معلومات مهمة استثمرها لاحقا في مواجهة عملاء الموساد و القوات الخاصة الإسرائيلية و من ثم بنى عليها لتحقيق انجازات عسكرية مهمة في حرب تموز 2006 .تدرك إيران أهمية الحرب الالكترونية في صراعها مع قوى الشر الصهيونية و الامبريالية إضافة إلى بعض أزلام السقوط الخليجي ، و لا تخفى إيران إجراءها للمناورات العسكرية المتعددة باعتماد أساليب متعددة للحرب الالكترونية بإمكانها إخفاء تحليق طائراتها العسكرية في الأجواء المعادية ، و لعل النجاحات الإيرانية المتتالية في هذا المجال هي من تدفع أعداءها إلى استهداف كوادرها العلمية في هذا المجال كما حدث للسيد مجتبأ أحمدى ، لكن المثير أن الإحصائيات و التقارير الدولية المتخصصة تضع إيران كإحدى خمسة دول لها قدرات ثابتة في مجال الحرب الالكترونية ، و هو ما يؤكد أن الحرب النفسية و الاستخبارية و الإعلامية التي تقوم بها الصهيونية دون توقف لم تستطع أبدا تحقيق انجازات بإمكانها إعاقة دخول إيران “النادي العالمي الالكتروني” بعد أن دخلت بامتياز مشهود نادى كبرى الدول النووية رغم العقوبات الاقتصادية الغربية و رغم الضغوط الدولية الرامية إلى خنق التقدم العلمي الإيراني.إسرائيل تعيش مأزقا و مشكلة موجعة اسمها إيران ، و إذا كانت تل أبيب تحسم في السابق حروبها الخاطفة ضد كل الجيوش العربية اعتمادا على تفوقها الصريح في مجال حرب المعلومات و حرب التسيير الالكترونية ، فان القدرات الالكترونية و التقدم العلمي الإيراني إضافة إلى تنوع القدرات التسليحية العسكرية الإيرانية تعقد مهمة مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية و تفرض على الكيان الصهيوني و حليفه الأمريكي اتخاذ مواقف و تنازلات موجعة للتعايش مع هذا الوجع الدائم .
                        خاص بانوراما الشرق الاوسط

                        تعليق


                        • 6/10/2013


                          * الخارجية الايرانية: لن نتفاوض على حق التخصيب



                          اكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ان مصالح البلاد تكتسب الاهمية في المفاوضات "وانه لن يتم التباحث في المفاوضات حول حق ايران في التخصيب".

                          وفي حوار تلفزيوني مع القناة الايرانية الخامسة امس السبت شرح ظريف نشاطات الوفد الايراني في نيويورك واكد جدية طهران في المفاوضات القادمة مع 5+1.
                          وقال ان ايران اثبتت انها راسخة في موقفها "الا اننا لن نسمح لنتانياهو بتحديد جدول اعمال المفاوضات او ان يتلاعب البعض بالكرامة الوطنية لايران".
                          واشار ظريف الى تظاهر الصهاينة بالتظلم على مدى 60 عاما بهدف تضييع حقوق الشعب الفلسطيني وقال، لاينبغي السماح للصهاينة بممارسة التظلم.
                          وحول المفاوضات المقبلة في جنيف اعرب عن امله بدخول الحوار بخطوات قوية دون اي تضييع لحقوق الشعب "واننا سندخل في الحوار بقوة في العقيدة ولانخشى المفاوضات لاننا لانمتلك شيئا نخاف فقدانه ونؤمن بقوة عزيمتنا وقدراتنا ليست ناشئة من امتلاك الاسلحة والدبابة او المدفعية بل منبثقة عن الاستقلال وراس المال الاجتماعي".
                          وشدد على الصمود على حقوق الشعب الايراني وردا على سؤال حول القضايا التي سيتناولها الوفد الايراني في المفاوضات القادمة قال :"ان مايكتسب الاهمية في طاولة التفاوض هو مصالح البلاد ولن يتم التفاوض حول حق التخصيب".
                          وحول الازمة السورية قال، ان المنطقة كانت تواجه خطر الحرب قبل شهر الا ان هذا الخطر لم يزل فحسب بل وجدت الامال للدخول في مفاوضات سلام ايضا.
                          واعرب عن ابتهاجه للتعاون مع البلدان الاخرى ومنها روسيا كما اعرب عن امله بتجفيف جذور الارهاب وإزالة اسلحة الدمار الشامل وارساء السلام والهدوء في سوريا.


                          * ظريف: العرض الأخير ل"5+1" بشأن الملف النووي لم يعد صالحاً
                          أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن العرض الأخير المقدم من القوى الكبرى، خلال المفاوضات بشأن الملف النووي، لم يعد قائماً، مطالباً باعتماد "مقاربة جديدة" للموضوع. وقال ظريف، في تصريحات اوردتها وسائل اعلام اليوم، إن "العرض السابق لمجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين والمانيا)، اصبح من التاريخ وعليهم المجيء الى طاولة المفاوضات مع مقاربة جديدة". وذلك في وقت من المقرر أن تستأنف فيه المحادثات بين الجانبين يومي 15 و16 تشرين الأول/اكتوبر في جنيف. وقال ظريف إن "هدفنا هو التحكم بالطاقة النووية السلمية، وخصوصاً تخصيب اليورانيوم على ارضنا، وهدفهم هو أن يبقى برنامجنا سلمياً دائماً، يتعين ايجاد وسيلة لبلوغ هذين الهدفين في الوقت نفسه".
                          وأضاف وزير الخارجية الايراني "لو نجحت الضغوط على ايران لما كان لدينا اليوم 18 الف جهاز طرد مركزي"، في إشارة الى العقوبات الدولية التي فرضت على طهران، مشيراً إلى أن "العقوبات طالت الحياة اليومية لكل الإيرانيين، وعلى الرغم من هذه الضغوط، لم يحقق الغرب اهدافه، يجب وقف هذه اللعبة والبدء بأخرى يعترف فيها الغربيون بحقوق ايران في التخصيب".
                          واثناء الإجتماعين في الماتي (كازاخستان) في شباط/فبراير ونيسان/ابريل الماضيين، قدمت القوى الكبرى عرضاً يتضمن وجوب موافقة ايران خصوصاً على "تعليق" انشطة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة، وتخفيف انشطة التخصيب في موقع فوردو الواقع تحت الأرض على بعد 100 كلم جنوب طهران. في المقابل. توافق القوى الكبرى على تخفيف بعض العقوبات المفروضة على تجارة الذهب والقطاع البتروكيميائي.

                          * لاريجاني يغادر الى بلغراد في جولة تشمل ثلاث دول اوروبية




                          غادر رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني اليوم الاحد، العاصمة طهران الى العاصمة الصربية بلغراد في جولة تشمل 3 دول اوروبية وتستمر 6 أيام يشارك خلالها في اجتماع اتحاد البرلمانات الدولي (IPU)، الذي يقام في جنيف.

                          ويناقش مؤتمر البرلمانات الخريفي في جنيف ثلاثة مواضيع هي دور ومشاركة البرلمانات في التحرك نحو عالم خال من السلاح النووي (في لجنة السلام والأمن العالمي)، التحرك نحو التنمية المقاومة للمخاطر(في لجنة التطوير المستمر، المالي والتجاري)، دور البرلمانات في الدفاع عن حقوق الأطفال وخاصة المهاجرين (في لجنة الديمقراطية وحقوق البشر.
                          واعتبر مستوى العلاقات التجارية بين الجمهورية الاسلامية في ايران وبين كل من صربيا وكرواتيا، بانه واطئ، معربا عن امله بتوفير الارضية اللازمة لتوسيع العلاقات التجارية مع هذين البلدين خلال زيارته لهما.
                          وشرح لاريجاني قبيل مغادرته طهران متوجها الى بلغراد، اهداف الزيارة، وقال انه سيبحث خلال الزيارة الى صربيا واللقاء مع كبار مسؤوليها بشان تطوير العلاقات بين البلدين.
                          واضاف، ان جدول اعمال الزيارة الى صربيا يتضمن البحث حول الظروف الاقليمية والعالمية وتنمية العلاقات الاقتصادية والسياسية.
                          واوضح بان مشاركته في اجتماع اتحاد البرلمانات الدولي في جنيف ستأتي في ختام زيارته الى صربيا، معتبرا ذلك فرصة جيدة للقاء مع رؤساء برلمانات الدول الاخرى.
                          ولفت لاريجاني، الى انه سيبحث خلال اللقاءات مع نظرائه في الدول الاخرى حول القضايا الثنائية والاقليمية، واضاف انه سيبحث مع المسؤولين السويسريين ايضا حول تنمية التعاون الثنائي.
                          واشار الى ان مستوى العلاقات التجارية بين ايران وبين كل من صربيا وكرواتيا واطئ وقال، اننا نامل بان تتوفر خلال هذه الزيارة الارضية اللازمة لتوسيع العلاقات التجارية.


                          * لاريجاني يؤكد ضرورة التزام الدبلوماسية المقبلة بملاحظات قائد الثورة
                          أكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني على أن الخطوات الدبلوماسية القادمة لايران ستتقيد بشكل كامل بتوجيهات قائد الثورة، موضحا أن قائد الثورة تحدث عن مسار الدبلوماسية الايرانية وطريقة تعامل ايران مع اميركا.
                          وذكرت وكالة "فارس" أن لاريجاني أشار اليوم الاحد خلال خطابه أمام مجلس الشورى، الى أن توضيحات قائد الثورة عن التحركات الدبلوماسية لايران تحوز على أهمية خاصة من عدة أبعاد، مشيرا الى أن قائد الثورة دعم التحرك الدبلوماسي ورأى أنه يشكل ضرورة للبلاد في الظروف الحالية.
                          وأوضح لاريجاني ان قائد الثورة أكد على ضرورة متابعة المسار الدبلوماسي ضمن الاطار الذي رسمته الجمهورية الاسلامية، منوها توجيهات قائد الثورة للمسؤولين الى ضرورة رفع القدرة الاقتصادية والاكتفاء الذاتي والاستقلال في هذا المجال، وذلك الى جانب التحرك الدبلوماسي.
                          وشدد على أنه قد تم التأكيد مرات عديدة في المجلس على أن الاعتماد على العلم الداخلي واستثمار القدرات الاقتصادية المحلية داخل البلاد هو مفتاح نجاح البلد والشعب، كما أن ذلك سيكون مؤثرا في العلاقات الدبلوماسية وتسهيل مسار المفاوضات أيضا.
                          وأضاف: قد يظن البعض أن تسهيل الطريق الدبلوماسية سيزيد من الازدهار الاقتصادي وينعش سوق العمل، بالطبع ان هذين الامرين يؤثران على بعضهما لكن النقطة الاساسية هنا هي أنه كلما كانت القدرات الاقتصادية الداخلية معتمدة على العلم الوطني كلما كانت كلفة المفاوضات الدبلوماسية أقل.
                          وبالتالي فكما قال قائد الثورة يجب على الحكومة ان تعمل على تطوير سوق العمل والاستفادة من النخب الوطنية وتضع ذلك ضمن أولوياتها.


                          * ايران تعتقل 4 أشخاص حاولوا تنفيذ عمليات تخريبية ضد منشآتها النووية



                          اعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي احباط عدة عمليات تخريبية ضد المنشآت النووية في البلاد خلال الايام الماضية، مشيرا الى أن السلطات اعتقلت 4 أشخاص خلال محاولتهم تنفيذ عمليات تخريبية في احدى المنشآت النووية.

                          وفي تصريح له اليوم الاحد خلال الملتقى الاول لقادة وحدات الحراسة للمؤسسات وشرطة سكك الحديد ومطارات البلاد، أشار صالحي الى اجراءات العدو للاضرار بالبلاد واعلن احباط عدد من هذه الاجراءات خلال الايام الماضية وقال، ان الاشهر الخمسة القادمة تعتبر حساسة جدا للبلاد، وفقا لوكالة "فارس".
                          ولفت رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية الى انه سيتم في غضون الايام القادمة ازاحة الستار عن منجزات كبرى واضاف، انني ادعو القوات الامنية لمراقبة حدود البلاد جيدا لان احتمال التخريب قائم.
                          وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية، سنشهد خلال الاشهر القادمة الاعلان عن منجزات كبرى وستصبح البلاد في مسار جديد.
                          وتابع صالحي قائلا، ان العدو يسعى دوما لاستهداف المنشآت النووية في البلاد ولهذا السبب فان المسؤولية الملقاة على عاتق وحدة الحراسة لمنظمة الطاقة الذرية جسيمة للغاية.
                          واشار رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية الى بعض مهام وحدة الحراسة لهذه المنظمة وقال، ان حراسة المنشآت واعداد المواد اللازمة من المعادن ونقل المواد المشعة وتوفير امن المراسم والملتقيات، تعتبر من مهام وحدة الحراسة لمنظمة الطاقة الذرية الايرانية.
                          ولفت صالحي الى ان وحدة الحراسة لمنظمة الطاقة الذرية الايرانية هي وحدة واسعة واكد بان كوادر هذه الوحدة يعملون في اكثر من 10 محافظات في البلاد.


                          * فابيوس يدعو الى الحزم في التعامل مع ملف ايران النووي


                          دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى "الشفافية" بشان المنشآت النووية الايرانية والى الحزم في التعامل مع ايران وذلك قبل ايام من مباحثات في جنيف حول الملف النووي الايراني في 15 و16 تشرين الاول/اكتوبر.
                          وقال فابيوس في تصريحات لقناة "اي تي لي" الفرنسية "نقول نعم لاستخدام الطاقة النووية المدنية (في ايران) ولا للطاقة النووية العسكرية (...) اننا لم نتوصل منذ سنوات ونحن نتفاوض. الى شفافية كاملة حول ما يجري".

                          * نتانياهو يؤكد أن العقوبات على إيران على وشك تحقيق أهدافها
                          دعا رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو إلى عدم تخفيف العقوبات على إيران، مشيراً إلى أنها "على وشك تحقيق هدفها" المتمثل "بحرمان ايران من قدراتها على التخصيب".
                          وقال نتانياهو في الاجتماع الاسبوعي للحكومة "العقوبات على ايران فعالة. انها صارمة وعلى وشك تحقيق اهدافها"، معتبراً أنه "يجب عدم تخفيفها قبل تحقيق هدف حرمان ايران من قدرتها على التخصيب وقدرتها على تصنيع السلاح النووي"، بحسب زعمه.

                          تعليق


                          • صحيفة سعودية تدعو الى تكتل اقليمي يواجه التقارب الايراني - الامريكي


                            الصحيفة: الموقف يجب أن يتطور لصوغ سياسات وأهداف لا تجعل أمريكا الآمر الناهي، ومصدراً نعتمد عليه في أمننا ونسيج علاقاتنا مع الأطراف الأخرى.



                            بغداد/المسلة: دعت صحيفة "الرياض" السعودية في عددها الصادر ،الاحد، الى تكتل اقليمي بين دول منطقة الخليج ودول اقليمية "لا تكون فيه الولايات المتحدة الامريكية الآمر الناهي".
                            وتأتي دعوة الصحيفة السعودية ردا على احتمالات تقارب ايراني امريكي، بدأت بمكالمة هاتفية بين الرئيسين الامريكي باراك اوباما والإيراني حسن روحاني.
                            وقالت الصحيفة التي تعبّر عن وجهة نظر السياسية السعودية ضمن مقال كتبه يوسف الكويليت، ان "الموقف يجب أن يتطور لصوغ سياسات وأهداف لا تجعل أمريكا الآمر الناهي، ومصدراً نعتمد عليه في أمننا ونسيج علاقاتنا مع الأطراف الأخرى، بمعنى أن عودة محور المملكة ودول الخليج العربي، ومصر، وحتى تركيا العضو في حلف الأطلسي وإخراجها من زوبعة الخلاف بسبب إسقاط حكومة الإخوان المسلمين، يضع هذه الدول في مركز قوة لتوفر كل الإمكانات المادية والبشرية والموقع الجغرافي الذي يلعب دور المرجّح في الحالات السلمية والأزمات الناشئة".
                            وتابع القول "لا نعني بذلك تحالفات عسكرية لمواجهة قوى أخرى، وإنما لخلق فرص عمل تتلاقى فيها السياسات، مع الاستقلال عن مراكز التجاذب العالمية وتحولاتها".
                            وتابع القول "قد يرى المتشائمون أن الدول الكبرى لا يمكنها السماح لتكتل كهذا لأنها تعيش على تناقضات هذه الدول، وتستفيد منها اقتصادياً وسياسياً غير أن الإرادة الواعية تستطيع خرق هذه الموانع بشرط أن يتوفر العمل الذي تسنده عوامل اليقين بدلاً من الشك".
                            واعتبر الكويليت ان "اجتماعات الأمم المتحدة اتخِذت مناسبة للقاء، ومهاتفة مسؤولي البلدين، إلا أن الترتيبات التي سبقت ذلك قد أُعِدّت سلفاً، وهذا يؤكد أن القطيعة والعداء بين الدول لا يُحكمان بظرف أو أشخاص ومواقف، وإنما كيف تتجه المصالح، وهذا حق طبيعي تقرره حال كل دولة".
                            وتابع القول "إذا كانت إيران تسمي أمريكا الشيطان الأكبر، لترد الدولة العظمى بتسمية إيران بالدولة المارقة، فكل هذا يأتي ضمن التسويق للحروب الإعلامية والنفسية، والحالة تنطبق على روسيا والصين، فهما مع الأسد وإيران ضد العرب، وإن كان بشكل غير معلن وبكثافة مواقف أمريكا".
                            ودعا الكاتب بلاده ان "لا تكون في عداوة مفتوحة مع روسيا أسوة بما يجري على الساحة الإيرانية - الأمريكية، وبحث حتى الأمور الحساسة مثل الأزمة السورية، والتي شهدنا أنها تخرج من الأيدي العربية إلى البعد الدولي؟".
                            ويرى الكويليت ان "الدول العربية وخاصة المملكة ودول الخليج العربي، ومصر تتخوف من التحرك الأمريكي الأخير، خاصة وأن إيران زمن الشاه كانت الحليف الآخر لها مع إسرائيل، ولكنها تخلت عنه لحظة رؤية العواصف تقترب من سلطته، وحالياً قد يأتي نفس المبرر بتقارب يعيد لإيران وبواسطة أمريكا دورها الإقليمي، والاحتمالات ترشّح هذا التقارب لأن يكون بداية عودة، ليس لاحتواء إيران وإنما لجعلها محور أمريكا في المنطقة، والأسباب متوفرة عند الطرفين".
                            واعتبر الكاتب ان "أمريكا ليست صديقاً يُعتمد عليه، ولا يجب أن توضع في خانة الأعداء، عندما تريد، كما يقول مخططو سياستها ترك الشرق الأوسط، لآسيا القادمة بقوة لتأخذ دور أوروبا وتنافس أمريكا على توزيع الأدوار بما فيها احتلال مواقع الأسواق العالمية التي طالما احتكرها الغرب، ولم يترك لأحد الوصول إليها".

                            تعليق



                            • د. عصام نعمان
                              ردّ بنيامين نتنياهو على التقارب المحدود بين باراك اوباما وحسن روحاني بخطاب عصبيّ في الجمعية العامة للأمم المتحدة وبحملة دبلوماسية وإعلامية واسعة.
                              في الخطاب اكّد نتنياهو ان «اسرائيل» لن تسمح لإيران بامتلاك سـلاح نووي وانه في حال اضطرارها الى الوقوف بمفردها في وجـه برنامجها النووي فإنها لن تتردد في ذلك.
                              نتنياهو لفظ خطابه في قاعة شبه فارغة. لكن كلماته المفعمة بالسخط التقطها اعضاء الوفد الاميركي ومنهم انتقلت الى رئيسهم المأزوم.
                              الرئيس الاميركي مأزوم لأسباب عدّة. كان استمع قبل ساعات معدودة الى اعتراضات ومخاوف نتنياهو بشأن تقاربه المريب مـع الرئيس الإيراني. وهو مأزوم ايضا بسبب خلافه مع الحزب الجمهوري حول مشروع ميزانية العام 2014. وكيف لا يكون اوباما مأزوماً وقد ادى رفض الجمهوريين لمشروع الميزانية الى نضوب خزانة الادارة واضطرارها الى اغلاق دوائر الحكومة الفيدرالية وتعطيل اكثر من 800 الف من موظفيها بينهم الرئيس الاميركي نفسه الذي بات محكوماً عليه بالعمل بلا راتب!
                              اوباما كظم غيظه وواجه هجمة نتنياهو الضارية على الرئيس حسن روحاني بهدوء ورصانة. قال إن «كلمات ايران ليست كافية ويجب ان تعطي المجتمع الدولي الثقة من خلال الافعال لا الاقوال».
                              نتنياهو لم تطمئنه كلمات اوباما فبدأ للتوّ حملة دبلوماسية واعلامية واسعة في اميركا واوروبا بغية إقناع المسؤولين كما الرأي العام بضرورة متابعة الضغوط على ايران وتكثيفها بغية تفادي التوصل معها الى «اتفاق سيء» بشأن كبح برنامجها النووي. لذلك مدّد نتنياهو زيارته الى نيويورك عدّة ايام عقد خلالها اجتماعاً مع مجموعة من رؤساء تحرير الصحف الاميركية وكتّاب الاعمدة الصحافية وعقد اجتماعاً آخر مع رؤساء المنظمات اليهودية بغية تجنيد اللوبي اليهودي لنقل مواقفه الى الرأي العام الاميركي كما اجرى مقابلات مع خمس شبكات تلفزيونية للتحذير من مغبّة الإصغاء الى الرئيس الايراني «المخادع» او عقد صفقة معه.
                              روحاني لم يكتم امام المسؤولين الإيرانيين في طهران ارتياحـه الى قيـام اوباما بـِ «مطاردته»حتى باب الطائرة ليبدي ترحيبه بخطابه في الجمعية العامة للامم المتحدة وبانفتاحه على مفاوضات مجدية مع الولايات المتحدة وحلفائها لتسوية الازمة النووية. غير ان الرئيس الإيراني وجد المسؤولين كما الرأي العام في الداخل منقسمين حول تقاربه مع اوباما فبعض قيادات الحرس الثوري ابدى انزعاجه لـِ «تسرعه في التحادث مع الرئيس الاميركي». لذلك حرص على تسريب مقتطفات من تقريره في مجلس الوزراء بشأن رحلته الناجحة الى نيويورك أهمها «ان ايران تعتبر حقوقها النووية الاساسية في تخصيب اليورانيوم امر لا يقبل التفاوض».
                              اوباما المأزوم امام نتنياهو وروحاني يبدو مرتبكاً في محاولته التوفيق بين حليفه الإسرائيلي المنغلق وغريمه الإيراني المنفتح. ذلك ان مطالبهما متباعدة ويصعب تجسيرها.
                              نتنياهو يطالب بتفكيك التخصيب في منشأة «فوردو» ووقف النشاط في المفاعل المائي في «آراك» وإخضاع المنشآت النووية الإيرانية الاخرى للرقابة. كما يطالب بوقفٍ تام لتخصيب اليورانيوم واخراج الكمية المخصّبة الباقية في حوزة طهران الى دولة اخرى. لكن يمكنه التسليم ببقاء كمية قليلة من اليورانيوم المخصّب لتشغيل منشأة بحثية واحدة.
                              روحاني مستعد لفتح كل مواقع ايران النووية للرقابة الدولية. كما يبدو مستعداً للبحث في وقف تخصيب اليورانيوم عند درجة 20 في المئة. كما يُحتمل ان يوافق على اخراج كمية من اليورانيوم المخصّب الى دولة اخرى. غير انه غير مستعد البتة لوقف عملية التخصيب. كما يرفض رفضاً باتاً تفكيك منشآت بلاده النووية.
                              إزاء هذه المطالب المتباعدة بل المتعارضة يحاول اوباما اجتراح معادلة للتوفيق بينها تقوم على الاسس الآتية : تسمح ايران للمراقبين بحرّية الوصول الى كل المنشآت النووية وتتوقف عن تخصيب اليورانيوم بنفسها وتوافق على نقل كمية اليورانيوم المخصّب التي تمتلكها الى دولة اخرى على ان تزوّد الدول الكبرى ايران وقوداً نووياً لأغراض مدنية واخيراً « تتطلع « واشنطن الى موافقة طهران على تفكيك منشآتها المختصة بتخصيب اليورانيوم».
                              مع ان «معادلة اوباما» تبدو محابية لـِ «اسرائيل» فإن نتنياهو لا ينفك عن ابداء سخطه وخوفه ويطالب واشنطن بالضغط على ايران لاتخاذ سلسلة تدابير تثبت «حسن نية» قادتها بوقف برنامجها النووي وإخضاعه للرقابة الدولية واتخاذ تدابير من شأنها إقصاء احتمال لجوئهم الى قرار في المستقبل بامتلاك قنبلة نووية. كل ذلك تحت طائلة قيام «اسرائيل» في حال اضطرارها الى مواجهة ايران بمفردها.
                              معظم المسؤولين كما المحللون الاستراتيجيون في اميركا واوروبا يشكّون بقدرة «اسرائيل» بمفردها على تدمير منشآت ايران النووية بل ان بعض الجنرالات الاميركيين لا يكتم اقتناعه بأنه في مقدور ايران إلحاق اذى واسع النطاق بغريمتها اذا ما حاولت فعلاً الاعتداء عليها. مع ذلك فإن بعض المراقبين يعتقدون ان واشنطن تخشى من تهوّر بعض الرؤوس الحامية في «اسرائيل» وهي لذلك تأخذ كلام نتنياهو مأخذَ الجد.
                              يتردد ايضاً ان ايران الحريصة على ازالة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها قد تضطر الى الموافقة على اعطاء الولايات المتحدة وحلفائها ضمانات جدية بالامتناع عن تطوير سلاح نووي مقابل إقرارهم بأن برنامجها النووي هو للأغراض السلمية والتسليم بإزالة العقوبات الدولية المفروضة عليها.
                              ماذا تستطيع الولايات المتحدة فعله لاغتنام فرصة انفتاح ايران من دون إغضاب «اسرائيل» وبعض حلفائها العرب غير المرتاحين للتقارب بينها وبين الجمهورية الإسلامية ؟
                              الواقع ان هامش المناورة محدود امام اوباما. ذلك ان تداعيات ازمة عدم إقرار الميزانية الاميركية للعام 2014 قد تفاقمت على نحوٍ ادت الى حمله على إلغاء جولته الآسيوية وقمته مع الرئيس بوتين كما ستحمله على «الترفّق» بـِ «اسرائيل» مخافة ان ينحاز اللوبي اليهودي الى خصومه الجمهوريين في الكونغرس ما يؤدي الى تعديل ميزان القوى لمصلحتهم.
                              من هنا يخشى بعض المراقبين ان تلجأ واشنطن الى اسلوب الضغط المتوازن على «اسرائيل» وايران في آن واحد : تضغط على «اسرائيل» بإبداء إنحياز مدروس ومحدود الى الفلسطينيين لحمل حكومة نتنياهو على الإقرار بمطلب دولة فلسطينية سيدة على اقليمها ووضعه موضع التنفيذ قبل بتّ سائر المطالب. والضغط على ايران من خلال الضغط على حليفتها سورية بتزويد تنظيمات المعارضة المسلحة أسلحةً نوعية تمكّنها من توسيع نطاق عملياتها وسيطرتها.
                              هذان «الخياران» ممكنان نظرياً لكن مردودهما العملي مشكوك في جدواه. ذلك ان نتنياهو عبّأ الإسرائيليين ضد اوباما وضد ايران 66 يؤيدون انفراد «اسرائيل» بمواجهتها وبإمكانه تالياً تحمّل اعباء ضغوط واشنطن المحدودة لمصلحة الفلسطينيين. كما ان ايران مرتاحة الى التسوية «الكيميائية» التي تمّت بين اوباما وبوتين ما وفّر على سورية ضربة عسكرية اميركية وعزز تالياً وضع الرئيس بشار الاسد الذي لمّح في تصريحاتٍ لافتة الى أن روسيا عوّضت سورية تخليها عن رادعها الكيميائي بتزويدها اسلحةً نوعية من شأنها ان «تعمي بصر «اسرائيل».
                              هكذا يتضح ان اوباما سيبقى مأزوماً ونتنياهو منغلقاً
                              وروحاني منفتحاً... حتى إشعار آخر.

                              وزير سابق

                              تعليق


                              • 8/10/2013


                                * بري من جنيف: التقارب الايراني السعودي يعطي انفراجات في سوريا ولبنان والعراق



                                شدد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، بعد لقائه رئيس مجلس الشورى الإيراني الدكتور علي لاريجاني على هامش الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي في جنيف، على "أهمية التقارب الإيراني – السعودي وإنعكاسه على الوضع في المنطقة لأنه يعطي إنفراجات ليس على صعيد الأزمة السورية فحسب بل أيضا في لبنان والعراق".
                                وأكد برّي على "الحل السياسي في سوريا"، مشيرا ايضا إلى "أهمية الحل الشامل الذي يشكل وعاء للحلول السياسية في المنطقة".
                                ومن جهته أكد لاريجاني انه اضطلع من بري على الكثير من التفاصيل، ومنها موضوع النازحين السوريين، حيث اعتبر لاريجاني ان طهران مستعدة لمساعدة لبنان في هذا الشأن.

                                * استطلاع: الرئيس الإيراني يتصدر قائمة مرشحي جائزة نوبل للسلام



                                حصل الرئيس الإيراني حسن روحاني حتى مساء الثلاثاء على اعلى نسبة اصوات في إستطلاع للرأي تجريه صحيفة "الغارديان" البريطانية، قبل ساعات من انتهاء الاستطلاع، لإختيار مرشح جائزة "نوبل" للسلام للعام الحالي 2013 من بين 9 مرشحين.
                                وحاز الرئيس روحاني على 63 بالمائة من الأصوات فيما جاءت الناشطة الباكستانية ملالا يوسف زي بالمرتبة الثانية بنسبة اصوات 20 بالمائة.
                                هذا وينتهي تصويت الثلاثاء عند منتصف الليلة اي الساعة 12 بتوقيت غرينتش.
                                يشار الى ان صحيفة الغادريان تحظر على الايرانيين من داخل بلدهم بالدخول على موقعها والمشاركة في التصويت، وهذه النتائج انما تعكس حجم الاصوات المشاركة من خارج ايران او من القلة الذين تمكنوا من الدخول على موقعها، عبر خبرات برمجية.

                                * وزير الخارجية البريطاني: ايران وبريطانيا ستعينان قائمين بالاعمال
                                اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن ايران وبريطانيا ستعينان دبلوماسيين غير مقيمين للعمل من اجل استئناف العلاقات بين البلدين التي انقطعت عقب هجوم على السفارة البريطانية في طهران في 2011.
                                وقال هيغ امام النواب في لندن "اوضحت لوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اننا نؤيد اجراء اتصالات مباشرة اكثر وتحسينا للعلاقات الثنائية".
                                واضاف "لقد وافقنا على ان يعين بلدانا قائمين بالاعمال غير مقيمين مكلفين بناء علاقات، بهدف اعادة فتح سفارتي بلدينا".
                                واغلقت بريطانيا سفارتها في طهران بعد هجوم على مبناها في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 على اثر عقوبات جديدة من جانب لندن على طهران بسبب برنامجها النووي.
                                واغلقت ايضا السفارة الايرانية في لندن، لكن البلدين لم يقطعا رسميا العلاقات الدبلوماسية بينهما اذ ان سلطنة عمان تمثل حاليا المصالح الايرانية في بريطانيا فيما تكلف السويد المصالح البريطانية في ايران.

                                * نشاط إسرائيلى لمنع تخفيف العقوبات على إيران



                                ذكرت الإذاعة الإسرائيلية اليوم الثلاثاء أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التقى خلال زيارته إلى نيويورك قبل أيام عددا من أعضاء الكونجرس، لحشد دعمهم للموقف الإسرائيلى الرافض لتخفيف العقوبات المفروضة على إيران.
                                وأضافت الإذاعة أن اللقاء عقد في وقت يحتدم فيه النقاش في الولايات المتحدة حول الخط الذي يجب انتهاجه حيال طهران.
                                وأشارت الإذاعة إلى أن هناك محافل في الكونجرس والبيت الأبيض ترى أنه يجب تليين نظام العقوبات المتبع بهدف مساعدة الخط المعتدل الذي يمثله الرئيس الإيراني حسن روحاني، ومن جهة أخرى تسعى محافل تقودها "إسرائيل" من وراء الكواليس إلى منع تليين السياسة الأمريكية في هذا الإطار.
                                والتقى وزير الدفاع موشيه يعالون، أمس، مع نظيره الأمريكى تشاك هاجل، وعدد من النواب الأمريكيين.
                                وأصدرت مجموعة "الضغط من أجل إسرائيل" "إيباك" الليلة الماضية رسالة تحذر من تقديم تنازلات لطهران في الوقت الحاضر وقبل إعلانها تعليق عملية تخصيب اليورانيوم



                                * ماهي وجهات النظر الإيرانية والأميركية حيال المفاوضات النووية؟
                                المفاوضات النووية المقبلة، تبقى محط اهتمام اغلب صحف طهران الصادرة صباح اليوم الثلاثاء، ومنها وجهات النظر الإيرانية والأميركية حيال هذه المفاوضات.



                                صحيفة إيران: وجهات النظر الايرانية والاميركية حيال المفاوضات النووية
                                في الصحفة السياسية الثالثة لصحيفة "إيران" هناك مقالا للكاتب "حسن بهشتي بور" حول وجهات النظر الايرانية والاميركية حيال المفاوضات النووية المقبلة وتقول الصحيفة، عشية محادثات جنيف النووية، طرح وزراء خارجية ايران واميركا مطالبهم عبر وسائل الاعلام، بشأن جدول اعمال هذا الاجتماع، ويبدو ان هدف طرح هذه الاراء الصريحة لحل الملف النووي الايراني، هو من اجل إقناع الرأي العام.
                                ويضيف المقال، ان إيران أعلنت بان مقترحات مجموعة الدول 5+1 يجب ان تكون ملموسة وحديثة وفي نفس الوقت يتبغي ان لا تكون تكرارا لمقترحات اجتماع "ألماتي" وفي المقابل، قال "جون كيري" على إيران ان تقدم مقترحات جديدة على طاولة المفاوضات.
                                ويرى الكاتب ان هذه التوقعات لاتكاد تتعارض بعضها مع البعض.
                                واستطردت الصحيفة، في الوقت الراهن، فان الفريق الايراني الجديد المفاوض، قدم طلبين اثنين من الغرب وهما، الاول: إطار زمني محدد للمفاوضات، من اجل توضيح الفترة الزمنية الازمة لتنفيذ مطالب الجانبين عمليا، وبالتالي حل الموضوع بشكل كامل.
                                ثانيا، أعتراف واقرار الجهة المقابلة (الغرب) بمبدأ التخصيب لايران وبصورة صريحة.
                                واخيرا يتسائل المقال، ماينغي على ايران العمل به من اجل تهيئة مستلزمات اشراف الغرب على انشطتها النووية وبالتالي كسب ثقة الجانب الثاني، وفي المقابل ماهي الخطوات التي ستخطوها مجموعة الدول 5+1 من اجل قبول حق ايران في التخصيب، وماهي المبادرات التي ستتخذها المجموعة السداسية من اجل رفع الحظر عن إيران؟.

                                * ماهي آثار المواقف الحزبية على العلاقات الايرانية الغربية؟
                                تنوعت تغطيات صحف طهران الصادرة صباح الثلاثاء، وإن كانت معظمها تدور حول العلاقات الايراني الغربية المحتملة.



                                صحيفة آفرينش: آثار المواقف الحزبية على العلاقات الايرانية الغربية
                                تناقش صحيفة "آفرينش" في افتتاحيتها آثار المواقف الحزبية على العلاقات الايرانية الغربية، ويقول كاتب المقال "حميد رضا عسكري" ان ايجاد الدافع لاقامة علاقات بين ايران والغرب، يحتاج الى الصبر وطول الأناة والتدبير، وذلك بسبب انعدام الثقة بين الجانبين على مدى السنوات القليلة الماضية.
                                وتضيف الافتتاحية، نظرا للنهج السياسي والاسلوب الدبلوماسي للحكومة الـ 11 خلال الأشهر القليلة الماضية، ارتفعت رغبة واستعداد الغرب لاستئناف العلاقات الثنائية مع إيران.
                                وتوضح الصحيفة، ومع ذلك فإن الدافع لاستئناف العلاقات، لايزال قائما وان الجانبين يدعون لبناء الثقة المتبادلة.
                                واشارت الافتتاحية، إلى ان هذا الامر يعد طبيعيا، ويمكن تحقيق ذلك عبر وضع الخطط والبرامج المتاحة، من قبل الجهاز الدبلوماسي لتحقيق هذه الاهداف المنشودة.
                                ونبهت الافتتاحية إلى ان المشكلة التي تعاني منها دائما العلاقات الدبلوماسية الايرانية، هي مواقف وآراء التيارات السياسية والحزبية ازاء اسلوب عمل الحكومة وسياساتها بشأن علاقاتها مع الغرب، ومع الاسف فان الكثير من الفرص المتاحة للاستفادة من التعامل مع العالم لم توظف، بسبب تدخل التيارات السياسية ووقوفها امام تطلعات الحكومات.
                                ومضت الصحيفة بالقول، بالتأكيد فان هدفنا النهائي هو ليس مجرد اقامة علاقات مع الغرب، انما وبسبب احتياجات البلاد في بعض الفترات الزمنية، تعتبر امرا ضروريا.
                                ونوهت الافتتاحية، إلى ان في الكثير من الاحيان استطاعت الجمهورية الاسلامية في ايران نيل مصالح النظام والبلاد عبر المقاومة والثبات امام الغرب، الا ان مصالح البلاد اليوم تشير الى ضرورة ارتفاع وتيرة العلاقات والتعامل مع الغرب من اجل تقليل الضغوط الدولية على البلاد.
                                واخيرا ذكر المقال، ومع ذلك فإننا نؤكد مرة أخرى، ضرورة تجنب الحركات والمبادرات المتسرعة والتوقعات المتفائلة اكثر من الواقع بشأن هذا الموضوع.


                                * المتصيدون في الماء العكر



                                شاكر كسرائي

                                حققت زيارة الرئيس الايراني حسن روحاني لنيويورك أهدافها، وعاد الرئيس الى طهران متفائلا بنتائج زيارته، وما يمكن ان تتمخض عنها من آثار على صعيد العلاقات الخارجية لايران والوضع الداخلي وخاصة الوضع الاقتصادي. وكان قائد الثورة الاسلامية الايرانية آية الله السيد علي خامنئي قد اعلن دعمه للتحرك الدبلوماسي الايراني الذي یقوده الرئیس روحاني.
                                حظيت زيارة الرئيس الايراني باهتمام سياسي ودبلوماسي وصحافي كبير، لم يحظ به اي رئيس في الامم المتحدة واستقبل العالم تصريحات الرئيس الايراني بالترحيب والتفاؤل، لانه في الظروف الصعبة والحرجة التي تمر بها المنطقة، تحدث روحاني عن كثير من القضايا وعلى رأسها الارهاب والازمات والحروب كما تحدث عن سياسة ايران الجديدة في الانفتاح على العالم.
                                فالكثير ممن لا يعجبه انفراج الازمة بين ايران والغرب، سخر من احتمال حصول انفراجه في العلاقات بين ايران والولايات المتحدة والغرب ، واعرب عن عدم رضائه من الاتصال الهاتفي الذي اجراه الرئيس الامريكي باراك اوباما مع الرئيس الايراني حسن روحاني واتفاق الرئيسين بتكليف وزيري خارجية البلدين لاجراء محادثات موسعه لحل القضايا المطروحة.
                                الكثير من أنصار الحروب والازمات في المنطقة، فوجئوا بأخبار لقاء وزير الخارجية الايراني ونظيره الاميركي على هامش اجتماع وزراء خارجية 5+1 في نيويورك والتصريحات الايجابية التي ادلى بها وزيرا الخارجية والاجواء الايجابية التي تخللت الاجتماع الذي عقد لبحث البرنامج النووي الايراني .
                                أنصار الازمات والحروب في المنطقة ، لم يصدقوا عيونهم عندما استمعوا الى كلمة الرئيس الامريكي وهو يتحدث عن ايران ويردد لفظة ايران لاكثر من ست وعشرين مرة ويقول : إن «أميركا لا تريد تغيير النظام الإيراني»، وأن «على إيران تبديد الشكوك بخصوص برنامجها النووي»، أي أن واشنطن تعترف لإيران بحق تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، لكن مع ضمانات للتحقق وتبديد الشكوك".
                                ان انصار الازمات والحروب في المنطقة كانوا يراهنون على الموقف الاميركي المتشدد تجاه ايران حتى ان العديد من الزعماء اعلنوا عن استعدادهم للمشاركة في اي هجوم على ايران واسقاط نظام الجمهورية الاسلامية.
                                لقد كان رد الرئيس الايراني على كلمة اوباما ان اعلن بانه يمكن الوصول إلى إدارة الاختلافات على أساس الاحترام المتبادل والقانون الدولي. وقال سمعنا مراراً وتكراراً أن الخيار العسكري مطروح على الطاولة، وأنا أقول إن السلام ممكن بين الجانبين.
                                وانتقد روحاني في كلمته العقوبات المفروضة على ايران وقال : «العقوبات تتسم بالعنف وأياً كان نوعها فهي انتهاك لحقوق الإنسان.. وهي تنتهك فوق كل ذلك الحق في الحياة... التأثيرات لا تقع فقط على الضحايا وانما ايضا على البلاد التي تفرضها»، أي شركاتكم تخسر من فرض العقوبات علينا.
                                وحدد روحاني شروط ايران بشأن البرنامج النووي وقال : «قبول حق إيران المشروع (في تخصيب اليورانيوم على أراضيها للأغراض السلمية) هو أساس الحل». وأضاف «بغض النظر عن مواقف الآخرين، نتمسك بالطابع السلمي للبرنامج النووي أخلاقياً ووطنياً، ورغبتنا في تبديد كل الشكوك حوله. إيران مستعدة فوراً كي تشرع في محادثات لبناء الثقة المتبادلة، ولا يمكن لأحد منع إيران حقها في حيازة برنامج نووي سلمي».
                                كلمة الرئيس روحاني في الجمعية العامة للامم المتحدة ومقابلاته مع شبكات التلفزة الاميركية ولقاءاته مع زعماء دول العالم ومسؤولي كثير من الدول، كانت مناسبة لكي يخشى انصار الازمات والحروب من تأثيرها على المنطقة وما يمكن أن تترتب عنها من نتائج ايجابية لايران واضرار وخسائر لاعدائها الذين يعملون على توجيه ضربات اليها من الخلف.
                                انصار الازمات والحروب في المنطقة، لاذوا بالصمت تجاه ما جرى في نيويورك، وما تمخضت عنه زيارة الرئيس الايراني من نتائج ايجابية، لكنهم اصدروا تعليماتهم الى كتابهم وصحفييهم بالكتابة عن هذه الزيارة، واوعزوا اليهم بأن يكتبوا مقالاتهم ويظهروا للجميع بأن الزيارة لم تحقق شيئا وان ايران لم تكسب شيئا من زيارة رئيسها لنيويورك وان الاميركان لا زالوا على قرارهم لاستخدام القوة ضد ايران وانهم لن يتخلوا عن حليفهم "اسرائيل" ولن يلغوا العقوبات الاقتصادية ولن يعترفوا بحق ايران في امتلاك التقنية النووية وحق التخصيب.
                                وها هي صحيفة القبس الكويتية التي اظهرت انزعاجها من زيارة الرئيس الايراني لنيويورك وما حققت من مكاسب تكرر الاسطوانة القديمة بوجود اختلاف كبير بين الايرانيين ، روحاني وفريقه من جهة، والمتشددون بقيادة الحرس الثوري من جهة أخرى. وترى بأن الغاء زيارة الرئيس روحاني للسعودية يقف وراءه المتشددون .
                                وزعمت الصحيفة نقلا عن مصدر ايراني !! ان المتشددين يعيدون تنظيم صفوفهم، وفضلوا القيام بهجوم مضاد سريعاً، قبل ان يتمكن روحاني من تثبيت نهج العقلانية والانفتاح على المحيط الإقليمي، خاصة السعودية ودول الخليج ( الفارسي )، كما الانفتاح على الغرب، خاصة الولايات المتحدة الأميركية.
                                صحيفة النهار التي غيرت مواقفها بعد وفاة مؤسسها الوزير غسان تويني، وتستمر في تدبيج المقالات ضد ايران ولصالح دولارات النفط، عبأت كتابها للهجوم على نتائج زيارة الرئيس روحاني وها هو الياس الديري يكتب عن الدور الايراني في المنطقة بقوله : " إيران في كل مكان. وفي كل الأحداث. وفي كل التوتّرات، والتهديدات بإعلان الحروب من عاديّة وذريّة. كما من محليَّة ودولية. يوميّاً هناك تصريح من طهران في هذا الصدد أو عنها وايران هي المحور غير الوهمي الذي تدور حوله الأحداث وهي الحكاية. كل الحكاية في المنطقة وضواحيها.
                                وها هو حسن منيمنة يكتب في صحيفة الحياة مقالا بعنوان " الولايات المتحدة وإيران: التوافق المستحيل " يقول فيه : يحاول بعض مؤيدي الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يجعل المكالمة الهاتفية القصيرة التي جمعته بمبادرة منه بنظيره الإيراني حسن روحاني، سبقاً عظيماً بمستوى زيارة ريتشارد نيكسون للصين في السبعينات، منهياً قطيعة دامت عقوداً طويلة، أو دعوة رونالد ريغان للزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف لهدم جدار برلين في الثمانينات، مؤشراً بذلك لاستتباب حركة إصلاحية أنهت المنظومة الاشتراكية والحرب الباردة. ويميل بعضهم في الإعلام العربي، تحت شعار الممانعة والمقاومة، إلى اعتبار المكالمة دليل استسلام للولايات المتحدة بعد أن تحطمت مشاريعها التوسعية والعدائية على صخور الصمود والتصدي المتجسدة في طهران وحلفائها في المنطقة.
                                ولا شك أن تلك المكالمة توفر لهؤلاء وأولئك مادة متجانسة مع طروحاتهم الدعائية المتواصلة، في حين تندرج واقعاً في سياق السياسة الثابتة التي يثابر أوباما على انتهاجها، والقاضية بإدارة الأزمات لاحتوائها لا للتوصل إلى حلول لها، مع السعي إلى تثمير خطواتها سياسياً، أي محلياً، قدر الإمكان.
                                ويرى الكاتب: " ثمة إدراك أميركي أن الرئيس حسن روحاني يلتقي مع هذه الجهات المحبذة لاستمرار التوجه العام للخط الإيراني في المنطقة بمقدار كبير، وإن كان يحبذ تبديلاً في الأسلوب. فالأفق، أميركياً، ليس التوافق الأقرب إلى المستحيل، إنما منع تفاقم الأزمة، بانتظار تبدل ما. لا سبَق ولا استسلام إذاً، بل متابعة لنهج النَفَس الطويل، الهادف منه والمماطل.
                                ويكتب حازم صاغية مقالا بعنوان " تقارب أميركيّ – إيرانيّ؟ يقول فيه " صحيحٌ أنّ الاتّفاق على تنظيم الخلاف مع إيران قد يكون مطلباً أميركيّاً، كما قد يُغري واشنطن توفير هامش ضيّق للتلاقي في مواجهة «الأصوليّة السنّيّة»، بما يذكّر بالتلاقي الجزئيّ الذي حصل قبلاً حول العراق وأفغانستان. وما من شكّ في أنّ الأوباميّة، بنزوعها الراسخ إلى تجنّب المواجهات العسكريّة، مولعة باستكشاف كل الفرص المتاحة لحلّ النزاعات سلماً، أو مداورتها وتدوير زواياها، ولو بشيء من التوهّم والرغبويّة. إلاّ أنّ هذا شيء والاختراق والتقارب، ناهيك عن الرضوخ الأميركيّ لإيران، شيء آخر. ففضلاً عن امتداد الخلاف من "إسرائيل"، التي توالي الضغط بقدر بادٍ من العصبيّة طلباً لمزيد من التشدّد مع طهران، إلى سوريّة، إلى (الخليج الفارسي )، لم تقدّم إيران شيئاً يُذكر ممّا يوحي بإعادة النظر.
                                ويضيف الكاتب "أمّا أن يقال، بعد هذا، إنّ الولايات المتّحدة رضخت مقابل اللاشيء الإيرانيّ، فيما إيران معاقَبة وجائعة، فهذا خليط من عقليّتين كثيراً ما اختلطتا عندنا: تلك التي رفعت حرب تمّوز (يوليو) 2006 إلى «انتصار إلهيّ»، وتلك التي ترى العالم حقلاً لـ «الصفقات»، كما ترى السياسة إدارة لها .
                                المقالات التي اشرنا الى فقرات منها تظهر أن كتابها غير مقتنعين بالكلام الذي يكتبونه عن ايران ولا عن الواقع الذي شهده العالم بعد زيارة الرئيس الايراني لنيويورك، ولكن النقطة الاساسية في كل هذه المقالات، تشير الى قلق وخوف حكام المنطقة من العرب ، من التقارب الايراني الاميركي الغربي واحتمال حل الخلافات بين الجانبين والتي استمرت 34 عاما وقرب التوصل الى اتفاق بين ايران ومجموعة 5+1 حول الملف النووي الايراني، وهذا ما يزعج حكام المنطقة الذين يريدون استمرار الازمات والتوترات والحروب في المنطقة ، لكي يستمروا في الحكم ويواصلوا نهجهم وخلق عدو جديد وهمي بدلا من عدو العرب والمسلمين "اسرائيل" التي تدعو الحكام العرب للتقارب معها لمواجهة ايران
                                .

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X