إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

اميركا تهدي ايران قطعة فارسية اثرية بقيمة مليون دولار

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    إسرائيل و السعودية في ظل المتغيرات بالمنطقة..
    أحمد الشرقاوي
    التقارب الأمريكي الإيراني بعد الإتفاق الروسي الأمريكي بشأن الأزمة السورية شكل مفاجأة بحجم الصدمة، سواء بالنسبة لإسرائيل أو السعودية وحلفائها وأدواتها في المنطقة، وتبين بما لا يدع مجالا للشك أن إسرائيل كانت تكذب عندما كان ساستها يؤكدون أن واشنطن تنسق معهم وتطلعهم على كل كبيرة وصغيرة بشأن قضايا الشرق الأوسط، بدليل الغضب الشديد الذي عبر عنه نفس الساسة بعد إكتشافهم أن واشنطن كانت تفاوض في سرية تامة الروسي والإيراني حول الترتيبات المشتركة لحل كافة مشاكل المنطقة وأولها الملف السوري قبل إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.بل أكثر من ذلك، فقد ذكرت مصادر دبلوماسية للإعلام أن الدوائر اليهودية اعترفت مؤخرا في واشنطن بأنها فشلت في دفع إدارة الرئيس ‘باراك اوباما’ الى توجيه ضربات قوية ضد القيادة السورية لإسقاطها كما كانت تنتظر إسرائيل والسعودية، خصوصا بعد فشل مخابرات الغرب والشرق في إشعال نار فتنة مذهبية تفجر سورية من الداخل بواسطة الإرهاب، ما دفع بالرئيس ‘أوباما’ إلى مراجعة خياراته والدخول في تسوية مع الشريك الروسي لحل كافة مشاكل المنطقة بالحوار والتعاون والتوافق عبر مجلس الأمن الدولي، ما ستدفع ثمنه دول كانت إلى وقت قريب تعتبر حليفة لأمريكا، ومنها السعودية وتركيا على سبيل المثال لا الحصر.ولأول مرة في التاريخ تشعر إسرائيل والسعودية أن أمريكا ذهبت بعيدا في البحث عن سبل ضمان مصالحها الخاصة من دون استشارة حلفائها الذين وثقوا فيها وفي وعودها وسياساتها لعقود طويلة مضت، حيث مولت السعودية ومشيخات الخليج حروب أمريكا العبثية في العراق وليبيا وسورية وبقية الحروب السرية في العالم العربي، بما يقارب التريليون دولار حتى الآن، بما في ذلك صفقات خردة الأسلحة الضخمة التي إشترتها من أمريكا وأوروبا دون أن تستعملها، ومعظمها كان عبارة عن صفقات على الورق على شاكلة صفقة “اليمامة” مع الحكومة البريطانية.. فيما أزيد من 40% من الشعب السعودي يعيش تحت خط الفقر، والبطالة وصلت ارقاما قياسية وسط الشباب، والنهب والسلب لمقدرات البلاد وخيرات العباد راكمت ما قيمته 3 تريليون دولار في أبناك الغرب، تبخر منها كخسائر صافية ما يناهز 800 مليار دولار بسبب الأزمة التي عرفها سوق العقار قبل بضع سنوات في الولايات المتحدة وأوروبا.إسرائيل التي عملت على تخريب أي تقارب أمريكي إيراني لما يعنيه ذلك من فتح آفاق للسلام في المنطقة، وهي التي حرصت طوال أزيد من عشرين سنة على الإستثمار في النووي الإيراني، والتهويل من عزم إيران إنتاج سلاح نووي يغير من معادلات القوة في الشرق الأوسط، وجدت نفسها عارية مكشوفة، وكذبها مفضوح أمام الأمريكي والأوروبي، وأدركت أن ابتسامات الشيخ “روحاني” لم تكن هي من أقنعت الأمريكي بالتقارب، بل كانت هناك مفاوضات سرية جرت في الكواليس بين الأمريكي والإيراني برعاية روسية، توجت أخيرا بإعلانات نيويورك من خلال خطاب الرئيس ‘أوباما’ وخطاب الرئيس ‘روحاني’، ثم المكالمة الهاتفية التاريخية بين الرئيسين، حيث تبين أن هناك اتفاق مبدئي على أن يتم طي الملف النووي الإيراني بسرعة، وفق المدة الزمنية التي حددتها إيران، أي بين 3 و 6 أشهر، ليتم المرور إلى معالجة بقية ملفات المنطقة الأكثر حساسية وأهمية بالنسبة لأمريكا وروسيا في المرحلة المقبلة، وخاصة محاربة الإرهاب، والإنسحاب من أفغانستان، والوضع في لبنان، وقضية البحرين حيث القاعدة الأمريكية والأسطول الخامس، واليمن حيث الممرات المائية الدولية المهمة.. وتسعى أمريكا لأخذ ضمانات من إيران بحماية مصالحها في هذه البلدان.هذا معناه أن الإدارة الأمريكية أدركت أخيرا أن معادلات القوة في المنطقة والعالم قد تغيرت، وأن مصالحها الحيوية تقتضي منها التنازل عن دورها كشرطي للعالم، وتتخلى عن أهدافها التوسعية القائمة على منطق القوة في مواجهة قوة الحق، وتبدل من أسلوب تدخلها القائم على الحروب المباشرة والفوضى الخلاقة والحروب بالوكالة، وتعدل من طريقة معالجتها للأزمات من خلال المؤامرات وإشعال نار الفتن… لتجلس أخيرا إلى طاولة الحوار مع الشريك الروسي الذي تبين أنه لا يحاربها ليلغي دورها بقدر ما يحاول مساعدتها على إنقاذ نفسها من السقوط في الهاوية، لأن من شأن ذلك المساهمة في إنقاذ العالم أجمع من الكارثة.ولعل أبرز عنوان لهذه الإستدارة التاريخية، هو عودة الامم المتحدة الى مركز ثقل السياسة الدولية، واستعادة مجلس الأمن لدوره المحوري في حل الأزمات من خلال التوافق الذي تم حول الأزمة السورية (الملف الكيميائي و مؤتمر جنيف 2)، وما أعلن عنه الرئيس ‘أوباما’ في خطابه من على منبر الأمم المتحدة بشأن إيران وقضايا دولية مختلفة، والذي رغم التناقض الذي طبع بعض فقراته بالنسبة للشأن السوري، إلا أنه اعتبر بداية لمرحلة جديدة في العلاقات الدولية تختلف شكلا ومضمونا عن المرحلة السابقة.لم تجني أمريكا من خططها العدوانية في العالم عموما وفي منطقة الشرق الأوسط خصوصا سوى الخيبة من حيث النتائج السياسية، والأزمات الإقتصادية البنيوية التي تنذر بقرب حدوث كارثة على مستوى الداخل الأمريكي، حيث بلغ الدين مداه (17 تريليون دولار) والكارثة تطل على الأبواب إن لم يرفع الكونجرس من سقف الدين الإثنين قبل بداية السنة المالية الجديدة في فاتح تشرين الأول/أكتوبر 2013، خصوصا بعد أن أطل شبح الإفلاس على مؤسسات الدولة الرسمية نفسها وبدأ الحديث عن تسريح عشرات آلاف الموظفين وتقليص الموازنات.. ولعل الأخطر من هذا وذلك، أن الإنهيارات المالية الهائلة والسريعة لم تعد تطال شركات القضاع الخاص فحسب، بل تجاوزتها لتضرب الولايات كذلك (حالة ولاية ديترويت الصناعية الكبيرة نموذجا) وما خفي أعظم.. هذا بالإضافة لكراهية شعوب العالم للسياسات الأمريكية المنحازة، بسبب الظلم والتعامل مع قضايا الشعوب وفق معايير مزدوجة، وانتشار ظاهرة الإرهاب والصراعات الإثنية والطائفية والمذهبية، بحيث لم يعد العالم أكثر أمنا كما سبق ووعدت إدارة الرئيس بوش عندما أعلنت الحرب على الإرهاب بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/شتنبر 2001، ليتبين أنها هي من صنعته ودعمته واستعملته في أكثر من منطقة لنشر الفوضى والخراب.من حرب أفغانستان والعراق إلى حرب لبنان وغزة، مرورا بليبيا، وانتهاءا بما يحدث اليوم في سورية، وما حدث للإخوان في مصر وما قد يحدث في تونس وتركيا ودول الخليج في المدى المنظور… هذه كلها متغيرات كبيرة بحجم الكارثة تنبأ بأن الأمور لا تتجه بالمطلق وفق الوجهة التي خطط لها، وأن الحلفاء القداما في المنطقة أصبحوا يشكلون عبئا كبيرا على أمريكا، سواء من الناحية السياسية أو الإقتصادية أو حتى الأخلاقية، وأن مكانتها في العالم أصبحت تتراجع بسبب سياساتها التي لا تحترم العدالة الدولي وحقوق الإنسان وحق الشعوب في الحرية والديمقراطية، في ظل صعود روسيا والصين السريع والقوي، وتغير موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط وشرقي آسيا لغير صالحها.إسرائيل التي اعتمدتها أمريكا ككلب حراسة في المنطقة، تبين أنها عاجزة تماما عن القيام بهذا الدور، برغم تحالفها مع قطر والسعودية ومصر مبارك والأردن وتركيا.. خصوصا بعد الهزيمة المنكرة التي تكبدتها في لبنان وغرة بالأمس واليوم في سورية، فأصبح الكلب عبئا ثقيلا على صاحبه يستوجب من يحرسه ويضمن أمنه المكلف جدا، والذي كانت من تداعياته النتائج الكارثية للحروب التي خاضتها الإدارة الأمريكية من أجل أمن إسرائيل، فتسببت لها بكل الكوارث التي تطل برأسها اليوم على إقتصادها المأزوم والمتداعي.هذه المتغيرات، جعلت الرئيس ‘أوباما’ الذي جيىء به إلى سدة الحكم لإنقاذ أمريكا من ورطتها وإخراجها من حروبها وتحسين إقتصادها، يعيد موازنة مصالح بلاده الخاصة، والتي تتعارض جملة وتفصيلا مع حلفائه، في إطار ما كان قد وعد به الأمريكيين في حملته الإنتخابية تحت شعار “جميعا من أجل التغيير” و “معا نستطيع التغيير”.. فتذكر فجأة الشعار الذي أوصله لأول مرة إلى السلطة: “لــدي حلــم”، والذي استعاره من الناشط الحقوقي ‘مارتن لوتر كينج’ الذي أطلقه في مطلع النصف الثاني من القرن الماضي، دفاعا عن الحقوق المدنية والسياسية للسود في أمريكا، وهو الحلم الذي تحقق أخيرا بوصول الرئيس ‘أوباما’ إلى رئاسة الولايات المتحدة لأول مرة في التاريخ.. وكان لافتا تذكير الرئيس ‘بوتين’ لـ’أوباما’ بهذا الحلم من خلال رسالته التي قال له فيها: “تذكر أن الله خلق الناس سواسية وأن للشعوب خصوصية وثقافة يجب احترامها”.كل هذا وغيره، جعل الرئيس ‘أوباما’ يقف وقفة تاريخية مع ذاته، من منطلق مسؤولياته التاريخية، ويراجع سياسات بلاده، فيقرر أخيرا أن يحدث التغيير الذي وعد به الشعب الأمريكي. وقد كان لافتا تصريح رئيس الوزراء الإيطالي نهاية الأسبوع المنصرم، والذي قال فيه: “إن ما حدث في نيويورك خلال أسبوع، قد يكون بداية لتغيير مجرى التاريخ”.. هذه رؤيا عقلانية تبدو في محلها تماما، وتلقي الضوء على طبيعة التغيير الذي يُعمل على حدوثه في الكواليس بين موسكو و واشنطن من أجل عالم جديد متعدد الأقطاب، أقل ظلما وفسادا.سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير كان واضحا في إشارته لأول مرة إلى السعودية حيث نصحها بتغيير سياساتها وتعديل مسارها في المنطقة، هذا الكلام مر مرور الكرام ولم يلتفت أحد إلى أن السيد حسن نصر الله كان يتحدث من منطلق رؤيا جديدة مبنية على معلومات وثيقة، توحي بأن الأمور لم تعد كما كانت في السابق، وأن المنطقة ستتغير لغير صالح حلف المتآمرين على محور المقاومة.. لكن السعودية كانت آخر من يعلم، إلى أن استفاقت الأسبوع المنصرم على هول الصدمة، فقال سفيرها في الأمم المتحدة للسفير الإسرائيلي مستفسرا: “ماذا يحدث هنا..؟”سقطت كل حسابات العدوان على سورية بعد أن أدرك الجميع اليوم أن موازين القوى قد انقلبت بالفعل لغير صالح المحور ، وتبين أن الرئيس بشار الأسد الذي راهن على جيشه وغالبية مكونات شعبه وعلى الحسم في الميدان، قد نجح في إنقاذ بلده من التفتيت الذي كان يراد لها.. وتبين كذلك، وهذا أمر لا بد من الإشارة إليه، أن 30% من الشعب السوري من الطائفة السنية التي راهنت على المشروع الصهيوأمريكي السعودي، والتي احتضنت الجماعات التكفيرية في بيوتها في مناطق مختلفة من البلاد وخصوصا في حلب وريفها وبعض مناطق الشمال، كانت أول ضحية للإرهاب الوهابي الأسود، الذي استباح كرامتها، واعتدى على عرضها فاغتصب نسائها وبناتها، ونهب أموالها، وقتل كل من رفض القبول بشريعتها الظلامية، بل وذبح الشباب الذين رفضوا الإنضمام للقتال إلى جانبها.. وقد كان لافتا أن الجيش السوري المكون في غالبيته من السنة (70%)، لم يهب لنجدتها لتذوق وبال خيارها وتتحمل نتيجة رهانها الخاسر على القاعدة وأخواتها، فيما بقية الشعب السوري بكل طوائفه، تمسك بخيار الدولة، فالتف حول جيشه ورئيسه، وصمد صمود الأبطال برغم المعاناة والكوارث التي حلت به وقدم التضحيات الجسام في سبيل أن يبقى الوطن.ومرة أخرى، وجد المراهنون على الوهم، سواء السعودية ومشيخات الخليج أو تركيا، وكذلك بعض الأدوات الصغيرة في لبنان، أن الغرب، أو ما يسمى بـ”المجتمع الدولي” الذي راهنوا عليه، لم يقدم لهم شيئا يذكر، ليس لأنه لا يريد، بل لأنه لا يستطيع، وأن الرابح مما حدث في المنطقة بالمحصلة هو من راهن على شعبه وجيشه ومقدراته وقوته الذاتية وحلفائه المخلصين الأوفياء، ونقصد بذلك محور المقاومة والممانعة الذي فرض معادلاته الجديدة على العالم بفضل صمود سورية وانتصارها على أدوات المؤامرة في الداخل والمنطقة، وهو الإنتصار الذي بدأت تباشيره تلوح في الأفق واضحة كالشمس في قبة السماء.لكن، وبالرغم من أن مؤشرات التغيير أصبحت واضحة للعيان اليوم، إلا أن إسرائيل و السعودية على وجه الخصوص يرفضون قراءة هذه التحولات الكبرى والتسليم بهذا الواقع المرير، والقبول بنتائجه قبل فوات الأوان، والتأقلم مع تداعياته حتى لا تحل بهم الكارثة من حيث لا يتوقعون.. لأن مشكلتهم تكمن في غرائزهم لا في عقولهم، ذلك أنهم يصرون على السباحة عكس التيار الجارف، ويريدون تغيير مسار التاريخ وواقع المنطقة لينسجم مع أهوائهم ونزرواتهم ورغباتهم الجامحة التي تغدي مخزون الحقد والكراهية في أنفسهم المريضة.. وبالتالي، فلا عجب أن نجدهم اليوم يصرون على المكابرة، ويحاولون التأثير على الإدارة الأمريكية من خلال اللوبي الصهيوني والمال الحرام لتتراجع عن خيار السلام في المنطقة.. وهذا أمر أصبح اليوم في حكم المستحيل ومصيره الفشل الذريع.. لأن اللعبة أكبر من حجمهم وآمالهم ومتمنياتهم.. إنه مصير العالم الذي اصبح اليوم على المحك انطلاقا من نتائج الحل في سورية.والحل في سوريا وفق الإتفاق الروسي الأمريكي يكون من مرحلتين متلازمتين: المرحلة الأولى، تتمثل في عقد مؤتمر “جنيف 2″ في منصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2013، وفق ما أعلن عنه الأمين العام للأمم المتحدة ‘بان كي مون’ نهاية الأسبوع المنصرم، كما أن ‘الأخضر الإبراهيمي’ أكد أن الإطار العام وبنود المؤتمر قد تم الإنتهاء منها، وما تبقى هو وضع قائمة الدول المشاركة التي سيتم إستدعائها.لكن ما لم تكن تتوقعه معارضة الصالونات السعودية والتركية والقطرية، هو أن الأمور اتخذت منحى جديدا مغايرا لأوهام المتآمرين.. لأن روسيا وأمريكا اتفقتا أن كل الشعب السوري ممثلا في المؤتمر من خلال لها إمتدادات شعبية في الداخل السوري.. لكن وهذا هو الجديد، أن تمثل مختلف المكونات السورية من إثنيات وقوميات وطوائف ومذاهب وملل ونحل، في إطار الدولة السورية العلمانية الجامعة. هذا معناه، أن من يدعون تمثيل الشعب السوري عليهم إعادة التفكير في طرحهم قبل أن يتحولوا إلى أضحوكة في مؤتمر جنيف2. وسيتمخض عن المؤتمر تأسيس هيئة وطنية تناط بها مهمة تحضير مشروع الدستور الجديد الذي يرغب السوريون في تبنيه عبر استفتاء شعبي، قبل تنظيم الإنتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة.. فلا حكومة بسلطات واسعة يرأسها تاجر المخدرات المدعو ‘الجربا’ وعصابته الإجرامية ولا من يحزنون، ولن يكون لأي خائن مكان في سدة المسؤولية إلا إذا انتخبه الشعب وحده دون سواه، وهذه هي قواعد الديمقراطية.أما المرحلة الثانية، فلها عنوان عريض و واضح إسمه “الحرب على الإرهاب”. وفي هذا الصدد، يعكف الكونجريس الأمريكي في القادم من الأيام على دراسة مشروع روسي – أمريكي يفوض الدولة الروسية ممثلة بالرئيس “الأسد” صلاحيات واسعة للقضاء على الإرهابيين في سورية وتطهير البلاد من رجسهم والعمل على عدم السماح لهم بمغادرة الأراضي السورية كي لا ينتقلوا للإنتقام من الدول الأوروبية ومن المصالح الأمريكية في العالم. ومن المتوقع أن يصدر قرار دولي عن مؤتمر “جنيف 2″ يخول الدولة السورية القيام بهذه المهمة النبيلة دفاعا عن الحضارة الإنسانية. وبهذا، ستتحول سورية إلى مقبرة للإراهبيين بمساعدة مباشرة من روسيا. ويذكر في هذا الصدد أن العديد من الدول الأوروبية طالبت السلطات السورية بالمساعدة في هذه الحرب، لكن سورية رفضت وقبلت بالمخابرات الألمانية، لأن ‘ميركل’ رفضت الحرب على سورية. والمخابرات الألمانية تساعد اليوم الجيش العربي السوري على الأرض بفضل التكنولوجيا وبنك المعلومات التي تمتلكها عن الإرهابيين القادمين من أوروبا ومنطقة آسيا.وما انفتاح وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية على سورية وإصرارها على إجراء لقاءات مباشرة مع الرئيس الأسد، سوى مرحلة لإعداد الرأي العام الغربي وإقناعه بأن الرئيس الأسد هو من يقود اليوم الحرب العالمية على الإرهاب في بلاده لحماية الغرب ونموذج عيشه من خطر هذا الشر المطلق.. هذا معناه، أن الرئيس الأسد حصل على تفويض دولي مفتوح لتطهير سورية من الإرهاب حماية لأمن أوروبا وآسيا وأمريكا، مقابل مساعدات مالية وتقنية وعينية وغيرها تستفيد منها سورية وشعبها.. وهذا هو الدليل على نهاية الرهان على الوهم بالنسبة لمن لا زال لم يفهم ما يحدث اليوم في سورية والمنطقة والعالم.بسقوط مشروع الشرق الأوسط الكبير في لبنان بالأمس وسورية اليوم، يكون دور إسرائيل والسعودية في تفتيت الوطن العربي قد سقط، وهو ما يعني، أن المشروع الصهيوني في فلسطين واستمراره، المرتبط أساسا ببقاء ما حوله من بلاد عربية ضعيفة ممزقة مختلفة، لم يعد بإمكانه الصمود والإستمرار أمام المتغيرات الجديدة التي تعرفها المنطقة اليوم. ولعل ما ساهم في هذا الوضع الجديد هو قوة وصمود و وحدة وتقدم محور المقاومة الذي نجح في إفشال المشروع الصهيوأمريكي وإضعاف الكيان الصهيوني الغاصب وحلفائه في المنطقة.وبهذا السقوط المدوي، لن يكون بمقدور الكيان الصهيوني إعلان دولته العنصرية اليهودية، لأنه لن يجد من يعترف له بها بعد تبدل المشهد واللاعبين في الشرق الأوسط. ومن مقومات هذا المشروع الخبيث تهجير عرب 48 إلى المستوطنات التي أقامتها إسرائيل في الضفة الغربية، واعتقد الفلسطينيون أنها كانتونات لتمزيق الوطن الفلسطيني وعزل أطرافه، مع اعتماد مبدأ تبادل الأراضي بالنسبة للقدس الشرقية. غير أن صمود سورية وخروجها منتصرة مع حلف المقاومة من الحرب الكونية التي شنت عليها سيعيد خلط أوراق القضية من جديد، خاصة وأن سورية تصر على حقها في تحرير الجولان بكل الوسائل والسبل الممكنة، كما أكد وزبر الخارجية ‘وليد المعلم’ الإثنين، من على منبر الأمم المتحدة، وترفض أن تبرم إتفاقية سلام مع الكيان الصهيوني، مثلها مثل إيران وحزب الله في لبنان.وهذا ما لا يريد الخوض فيه الرئيس ‘أوباما’ اليوم، خوفا من سقوط مشروع التسوية مع إيران الذي يهم بالدرجة الأولى الأمن القومي الأمريكي بعد الإنسحاب من أفغانستان، والفرص التي ستتاح للشركات الأمريكية العملاقة للإستثمار في إيران، خصوصا وأن ‘جينرال موتور’ و ‘موبيل’ ‘إكسون’ وغيرها من الشركات العابرة للقارات مارست ضغوطا قوية على ‘أوباما’ للتسريع بإنهاء الملف النووي الإيراني والدخول في شراكة إقتصادية كبرى مع إيران من شأنها إنقاذ الإقتصاد الأمريكي المتداعي، وفتح طرق التجارة الدولية الحرة بين أمريكا والشرق الأوسط وآسيا، انطلاقا من إيران كقطب إقليمي كبير قادر على توفير الأمن وبيئة التنمية والإزدهار الإقتصادي من لبنان إلى أفغانستان على الحدود مع روسيا والصين، وهو ما ليس متاحا لإسرائيل والسعودية ومعهما تركيا ومشيخات العهر والبورديل.لقد راهنت إسرائيل والسعودية في تعاملهما مع الأزمة السورية على احتمالات أربعة: الأول، سقوط النظام وقيام نظام عميل من المعارضة على دولة مدمرة وجيش منهك وشعب جريح يائس. الثاني، سقوط النظام مع استمرار الحرب الأهلية من دون حكومة مركزية قوية كما حدث في الصومال. الثالث، فرار الأسد وجماعته إلى الساحل، والإعلان عن انفصالهم وإقامة دولة علوية، وبالتالي استمرار المعارك بين السوريين. الاحتمال الأخير والضعيف يكمن في بقاء الوضع كما هو، أي الأسد في دمشق والمعارضة تقاتله، وتبقى الحرب كرا وفرا لزمن طويل حتى تنهار سورية ولو بعد سنين.والنتيجة أن كل هذه الإحتمالات سقطت، وحتى المعارضة التي ستستمر في مقاتلة الأسد في دمشق انفجرت، وأصبحت الحرب على القاعدة وأدواتها هي عنوان المرحلة، ولم تكن إسرائيل والسعودية يتوقعان أن تدخل أمريكا في شراكة مع روسيا وتسعى جاهدة لشراكة إقليمية مع إيران من وراء ظهور حلفائها القداما، مع الإعتراف بدور طهران كقوة إقليمية عظمى في منطقة الشرق الوسط وآسيا، بعد أن فشل العربان والكيان الصهيوني في لعب دور كلاب الحراسة بكفائة وفعالية، وكلفوا أمريكا غاليا، سياسيا وإقتصاديا وأخلاقيا دون جدوى.هذه النتائج الصادمة لحلف المقامرة سيجعل مشيخات الخليج تدفع الثمن من مصالحها، وسيحتم تغييرا جذريا على مستوى القيادات والسياسات والتوجهات، كما سيجعل إسرائيل تدفع الثمن من أمنها واستقرارها في المدى المنظور والمتوسط عند أية مغامرة غير محسوبة العواقب، لأن الضمانة الأمريكية لم تعد كافية لتسمح لها بالعربدة ضدا في حقوق شعوب المنطقة وفي تحدي سافر للقانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة.وبالمناسبة، لا يمكن فهم ما يقع اليوم لأمريكا في العالم وإسرائيل والسعودية وحلفائهما وأدواتهما في المنطقة من دون العودة إلى التاريخ، لتذكر مقولة شهيرة قال بها الرئيس الأمريكي الأسبق ‘بنيامين فرانكلين’ قبل أكثر من 160 سنة، خلال خطابه الدستوري عند توليه السلطة عام 1853م، وهو الخطاب الذي ما زال موجودا في معهد ‘فرانكلين’ بولاية فيلادلفيا الأمريكية، حيث جاء فيه:«أنا أتفق تماما مع الجنرال ‘جورج واشنطن’ في أننا يجب أن نحمي هذه الأمة الوليدة من محاولات الاختراق والتأثير الماكر، وهذا التهديد أيها السادة يمثله اليهود، وفي أي دولة استوطنها اليهود بأعداد كبيرة فإنهم قضوا على الأخلاق وهبطوا بروحها المعنوية وعملوا على تدهور تكاملها الاقتصادي… كما أنهم يقومون بإنشاء دولة داخل الدولة، وحينما تتم مقاومتهم يحاولون خنق هذه الدولة ماليا تماما كما فعلوا في اسبانيا والبرتغال و (ألمانيا زمن هتلر)… وإذا لم تمنعوهم، ففي 200 عام سيصبح أحفادنا خادمين وعاملين في مزارعهم وحقولهم بينما هم جالسون في بيوت المال يفركون أيديهم في نشوة…».فهل استعاد الرئيس ‘باراك أوباما’ خطاب سلفه الذي توقع فيه هذا الإنهيار الذي تشهده اليوم أمريكا بسبب تغلغل اليهود في مفاصل الدولة الأمريكية وعبثهم بالسياسة والإقتصاد والمال والإعلام وغيرها من الميادين الحيوية في البلاد.. ليغير من نهجه ويقرر خلط أوراق اللعبة ليحدث التغيير الإستراتيجي الكبير الذي وعد به شعبه على مستوى الداخل الأمريكي ابتداءا ثم على مستوى العالم؟…لنراقب ونرى… لأن بوادر هذا التغيير الكبير بدأت اليوم من سورية وانتقلت بسرعة إلى إيران، لتطال كافة منطقة الشرق الأوسط، قبل أن تنعكس نتائجها الإيجابية على مجمل دول العالم في المدى المنظور والمتوسط.. وقد تتحقق حينها نبوءة ‘هنري كيسنجر’ بزوال إسرائيل في بضع سنين قد تكون خمسة، لكنها حتما لن تتجاوز عشرة أعوام على أبعد تقدير في حال انضمت مصر إلى محور المقاومة.. حينها سنشهد وعد الله الآتي الذي بدأت تلوح تباشيره في إنجازات حلف المقاومة وانتصاراته…فمتى تلتحق مصر بقطار التغيير الذي يقوده حلف المقاومة لتشاركه هذا الحدث التاريخ العظيم..؟
    خاص بانوراما الشرق الاوسط

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X