12/10/2013
المملكة العربية السعودية الديمقراطية الشعبية الإشتراكية الوهابية..!

قاسم العجرش - صحيفة المراقب العراقي
يتطرف بعض الكتاب والمحللين، فيقررون أن ما يحدث في أرجاء المنطقة من غليان شعبي، وحركات وهزات إجتماعية ونشاطات تمردية، ومنه ما أصطلح على تسميته تمويها وتعمية بـ "الربيع العربي"، كأدوات وصنائع لبعض القوى الدولية الكبرى( أمريكا ـ بريطانيا ـ فرنسا ـ تركيا)، في عملية اعادة تشكيل الخارطة السياسية في المنطقة، فيما يتطرف البعض الآخر بالاتجاه المعاكس، فيرى أن ما يحدث، إنما يعبر عن الإرادة الشعبية التي صبرت كثيرا على النظم الديكتاتورية الحاكمة، وأن تلك الإرادة قررت أن تأخذ زمام المبادرة وتفك قيود حريتها بيدها..
ومثلما فهمتم من وصفي لكلا هذين الرأيين بالتطرف، فإن هذا يعني أن لي تصوراً آخر ثالثا يقع في الخط الواصل بينهما..!
فلا شك أن الظروف الموضوعية والذاتية الملائمة لنشوء حركات الإحتجاج، التي تحولت فيما بعد الى ثورات في المنطقة العربية كانت قائمة منذ أمد طويل، وكان يتعين أن نتساءل لماذا تأخرت بالظهور؟ فالفساد والقمع وتغييب الوعي وتزييفه، وغياب الديمقراطية وغيرها من دوافع تغيير الأنظمة كانت فاشية في مجتمعاتنا، ومع ذلك لم تثر إلا في هذا الوقت بالذات، بعد أن حكم مبارك ثلاثين سنة وبن علي ربع قرن، والقذافي أربعين سنة والبشير ربع قرن وهكذا!!.
كما أننا سنكون ساذجين، إذا قررنا أن هذه الحراكات كانت محلية الطابع، وأنها نشأت من رحم الواقع العربي؛ دون أن تخترقها القوى الدولية لتحقق مصالحها، ودون أن تدس الأنظمة الرجعية العربية (قطر ـ السعودية ـ الإمارات ـ وباقي محميات الخليج..!) أصابعها فيها؛ لأسباب تخصها تارة، وتارة لكونها أداة مازالت فاعلة في المشروع الغربي.
الحراكات الشعبية العربية تبدأ عادة بمطالب بسيطة ومحددة، وغالبا ما تأتي ردا على خطأ ربما ليس جسيماً من السلطة، أو أن السلطة تتخذ إجراءا قاهرا تحت ضغط وضعها الإقتصادي المتردي، كما يحدث في السودان هذه الأيام.
الذي حصل، هو أن القوى الدولية الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة قد دخلت على الخط، وأرادت إعادة تشكيل المشهد السياسي بما يتوافق مع مصالحها، وذلك عن طريق أدواتها و المتمثلة بالشيطان السعودي القطري التركي.
وهكذا أصبحت الثورات العربية مرتعا خصبا لتدخلات خارجية مكشوفة، لا تهتم بنشر قيم الديمقراطية والحرية، بقدر اهتمامها بمصالحها الخاصة؛ ويبدو الأمر غريبا أن يعمل غير الديمقراطيين من أجل نشر الديمقراطية، وإلا فالمملكة العربية السعودية الديمقراطية الشعبية الإشتراكية الوهابية وين، والديمقراطية وين!..
كلام قبل السلام: يفترض بالثورة النقية النظيفة أن تكون صندوقا مغلقا، مفتاحه بيد أبنائها لا بيد أحد من الخارج!
المملكة العربية السعودية الديمقراطية الشعبية الإشتراكية الوهابية..!

قاسم العجرش - صحيفة المراقب العراقي
يتطرف بعض الكتاب والمحللين، فيقررون أن ما يحدث في أرجاء المنطقة من غليان شعبي، وحركات وهزات إجتماعية ونشاطات تمردية، ومنه ما أصطلح على تسميته تمويها وتعمية بـ "الربيع العربي"، كأدوات وصنائع لبعض القوى الدولية الكبرى( أمريكا ـ بريطانيا ـ فرنسا ـ تركيا)، في عملية اعادة تشكيل الخارطة السياسية في المنطقة، فيما يتطرف البعض الآخر بالاتجاه المعاكس، فيرى أن ما يحدث، إنما يعبر عن الإرادة الشعبية التي صبرت كثيرا على النظم الديكتاتورية الحاكمة، وأن تلك الإرادة قررت أن تأخذ زمام المبادرة وتفك قيود حريتها بيدها..
ومثلما فهمتم من وصفي لكلا هذين الرأيين بالتطرف، فإن هذا يعني أن لي تصوراً آخر ثالثا يقع في الخط الواصل بينهما..!
فلا شك أن الظروف الموضوعية والذاتية الملائمة لنشوء حركات الإحتجاج، التي تحولت فيما بعد الى ثورات في المنطقة العربية كانت قائمة منذ أمد طويل، وكان يتعين أن نتساءل لماذا تأخرت بالظهور؟ فالفساد والقمع وتغييب الوعي وتزييفه، وغياب الديمقراطية وغيرها من دوافع تغيير الأنظمة كانت فاشية في مجتمعاتنا، ومع ذلك لم تثر إلا في هذا الوقت بالذات، بعد أن حكم مبارك ثلاثين سنة وبن علي ربع قرن، والقذافي أربعين سنة والبشير ربع قرن وهكذا!!.
كما أننا سنكون ساذجين، إذا قررنا أن هذه الحراكات كانت محلية الطابع، وأنها نشأت من رحم الواقع العربي؛ دون أن تخترقها القوى الدولية لتحقق مصالحها، ودون أن تدس الأنظمة الرجعية العربية (قطر ـ السعودية ـ الإمارات ـ وباقي محميات الخليج..!) أصابعها فيها؛ لأسباب تخصها تارة، وتارة لكونها أداة مازالت فاعلة في المشروع الغربي.
الحراكات الشعبية العربية تبدأ عادة بمطالب بسيطة ومحددة، وغالبا ما تأتي ردا على خطأ ربما ليس جسيماً من السلطة، أو أن السلطة تتخذ إجراءا قاهرا تحت ضغط وضعها الإقتصادي المتردي، كما يحدث في السودان هذه الأيام.
الذي حصل، هو أن القوى الدولية الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة قد دخلت على الخط، وأرادت إعادة تشكيل المشهد السياسي بما يتوافق مع مصالحها، وذلك عن طريق أدواتها و المتمثلة بالشيطان السعودي القطري التركي.
وهكذا أصبحت الثورات العربية مرتعا خصبا لتدخلات خارجية مكشوفة، لا تهتم بنشر قيم الديمقراطية والحرية، بقدر اهتمامها بمصالحها الخاصة؛ ويبدو الأمر غريبا أن يعمل غير الديمقراطيين من أجل نشر الديمقراطية، وإلا فالمملكة العربية السعودية الديمقراطية الشعبية الإشتراكية الوهابية وين، والديمقراطية وين!..
كلام قبل السلام: يفترض بالثورة النقية النظيفة أن تكون صندوقا مغلقا، مفتاحه بيد أبنائها لا بيد أحد من الخارج!
تعليق