بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يقال لـ (ياسر الحبيب) الذي يتزعم الخط الشيرازي المجاهر بشتم رموز المخالفين في الفضائيات و الاماكن العامة و شذّ بذلك عن بقية شيعة آل البيت (ع) .. عندما يقال له : ان عملك هذا على خلاف التقية و قد قال الصادق (ع) : لا دين لمن لا تقية له ، و قال الرضا (ع) : ان أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية ، فقيل له : يا ابن رسول الله الى متى ؟ قال : الى يوم الوقت المعلوم و هو يوم خروج قائمنا أهل البيت ، فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا . يقول (ياسر الحبيب ) في الجواب ـ كما سمعناه على فضائيته صوت العترة ـ إنكم جهلة لا تعرفون معنى الاحاديث ! إن معنى قوله (لا دين لمن لا تقية له ) هو ان من لا يعتقد بمشروعية التقية لا دين له و ليس معناه هو ان من لا يستعمل التقية لا دين له ، كيف و يمكن لشخص أن يعيش في ظل الملكة اليزالبت و لا يحتاج الى استعمال التقية في شيء من اموره فهل يصح أن يقال انه لا دين له ؟!! و ايضاً معنى أن التقية تستمر الى قيام القائم (ع) هو ان مشروعيتها تستمر الى ذلك اليوم و أما بعده فلا يجوز استعمال التقية بل يلزم تحمل الضرر . هذا ما يقوله (ياسر الحبيب) و لا أدري هل هذا مبلغه من العلم أو أنه يكابر؟
و مهما يكن فان أي طالب علم ينظر في روايات التقية يعلم علم اليقين انها ناظرة الى مرحلة الممارسة لا الاعتقاد بالمشروعية . ففي خبر عبد الله بن ابي يعفور عن ابي عبد الله الصادق (ع) قال : اتقوا على دينكم بالتقية فاحجبوه بالتقية فانه لا ايمان لمن لا تقية له ، انما انتم في الناس كالنحل في الطير لو ان الطير تعلم ما في اجواف النحل ما بقي منها شيء الا أكلته و لو ان الناس علموا ما في اجوافكم انكم تحبوننا أهل البيت لأكلوكم و لنحلوكم في السر و العلانية (الكافي ج2 ص 218 ) و في خبر محمد بن مروان قال قال ابو عبد الله الصادق (ع) : ان ابي كان يقول : ما من شيء أقرّ لعين ابيك من التقية (المحاسن ص 258) و في خبر حبيب بن بشر قال قال لي ابو عبد الله (ع) : سمعت ابي يقول : ما على وجه الارض شيء أحب اليّ من التقية ، يا حبيب انه من كانت له تقية رفعه الله يا حبيب من لم تكن له تقية وضعه الله (الكافي ج 2 ص 217 ) و في حديث موسى بن عيسى بن احمد عن الامام الهادي عن آبائه عن الصادق عليهم السلام : عليكم بالتقية فانه ليس منا من لم يجعلها شعاره و دثاره مع من يأمنه لتكون سجيته مع من يحذره (امالي الطوسي ص293) و هكذا عشرات الروايات الأخرى و كلها تدل على لزوم ممارسة التقية مع المخالفين ، و أما القول بان من يعيش في ظلال الملكة اليزابيت لا يحتاج الى التقية فهو واضح البطلان فان التقية لا تكون لحفظ النفس عن الاذى فقط بل حفظ سائر المؤمنين ايضاً من التقية و كان جلّ ما يمارسه الائمة (ع) من التقية هو لحفظ شيعتهم ، كما ان القول بان مشروعية التقية تستمر الى قيام القائم (ع) ثم تكون محرمة فهو خلاف ما ورد في النص المتقدم كما هو واضح بادنى التفات . و تجدر الاشارة الى انه ورد في معتبرة محمد بن مسلم عن ابي عبد الله الصادق (ع) قال : كلما تقارب هذا الامر ـ أي ظهور القائم (ع) ـ كان أشد للتقية . ( الكافي ج2 ص 220 ) و هذا الحديث الشريف يبطل قول ياسر الحبيب ان لا موضوع للتقية في هذا الزمان الا في حالات نادرة .
تعليق