المشاركة الأصلية بواسطة سلفي وأفتخر
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله
وصل اللهم على محمد واله وصحبه المنتجبين ومن والاه
وبعد
فقد وصلنا كلامك - وفقك الله- سائلا اخوتك من اهل الشيعة - ايدهم الله - عن هذه الرواية الشريفة فتذبذبت اراء المتداخلين فبعض استخدم طريقة الحل النقضي فنقل لك رواية من كتبك مرسلة
وبعض قال انه علم لا يضر من جهله ولا ينفع من تعلمه
ولعمري اقول بل ان كل علم من ال البيت علم ينتفع به ويضر الناس الجهل به اذ كلامهم نور والك محتاج اليه
وللاجابة عن هذه التساؤلات نقول:
1- انه لاشك عند كل مسلم ان قدرة الله غير محدودة وانه خلق من الخلق ما قد علمنا وقد خفي عنا الكثير
فلا يوجد مانع او صارف عقلي يمنع من ان الله قد خلق خلقا كثيرا من غير سنخية الانس وليس لنا استطاعة للوصول الا مكنونهم الا من خلال اخبار الصادق المصدوق عنهم ايمانا منا بالغيب
2- واذا عرفنا هذا واخبرنا المعصوم عنهم اذن وجب علينا ان لا ننكره لانه من الغيب الذي حجبنا عنه واختص غيرنا - وهم المعصومون به- لان الله ارتضاهم لعلم هذه المغيبات كما اختص نبينا بالاخبار عن الجنة المغيبة عنا فامنا بوجود الجنة على الرغم من اننا لم نرها
3- واذا عرفنا هذا فلا مانع ان نسال ما معنى هذه الامور وهذه الخليقة وكيف لهم ان لا يحبوا فلانا وفلانا ويتبرؤون منه لذا ما علينا الا ان نسال اهل العلم عنها فاجاب الفيض الكاشاني رحمه الله عن هذه الرواية بقوله:
(بيان :
كان ذلك إشارة إلى عالم المثال فإنه عالم نوراني نوره من نور نفسه ، ولذا قال :
يستضيئون بنوره ، أي بنور ذلك العالم .
وفي حديث آخر « أرضا بيضاء ضوءها منها كما يأتي وفلان وفلان كناية عن الأولين وإنما يبرؤون منهما لأنهم مجبولون على الخير فلا محالة يبرؤون من منبع الشر ونقل عن الحكماء الأقدمين : أن في الوجود عالما مقداريا غير العالم الحسي لا تتناهى عجائبه ولا تحصى مدنه من جملة تلك المدن جابلقا وجابرصا وهما مدينتان عظيمتان لكل منهما ألف باب لا يحصى ما فيهما من الخلائق وقال بعض أهل العلم في كل نفس خلق اللَّه عوالم « يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ » ، وخلق اللَّه من جملة عوالمها عالما على صورنا إذا أبصرها العارف يشاهد نفسه فيها » ثم قال « وكل ما فيها حي ناطق وهي باقية لا تفنى ولا تتبدل وإذا دخلها العارفون إنما يدخلون بأرواحهم لا بأجسامهم فيتركون هياكلهم في هذه الأرض الدنيا ويتجردون وفيها مدائن لا تحصى بعضها يسمى مدائن النور لا يدخلها من العارفين إلا كل مصطفى مختار ، وكل حديث وآية وردت عندنا فصرفها العقل عن ظاهرها وجدناها على ظاهرها في هذه الأرض وكل جسد يتشكل فيه الروحاني من ملك وجن وكل صورة يرى الإنسان فيها نفسه في النوم فمن أجساد هذه الأرض ، انتهى كلامه . ونحن قد بينا ذلك بالبراهين في كتابنا المسمى ب « عين اليقين » فليطالعه ثمة من كان من أهله .)(الوافي -479)
ولا شك ان المسلمين لا ينكرون العالم النوراني الروحاني وفي الصحيح من حديث احمد سئل النبي متى كتبت نبيا قال وادم بين الطين والماء
فباي وجود كان محمد

سيكون الجواب قطعا انه بالوجود النوراني
ذلك الوجود الذي يرفض الظلم والكدرة
ذلك الوجود الذي بمقتضاه شهدنا على انفسنا بالعبودية ولله بالربوبية مع اننا نسينا ذلك
الست بربكم
قالوا بلى
فخلاصة الامر :
انه حديث غيبي نعتقد به لانه اخبار من المعصوم عن المغيبات
ولا مانع منه عقلا ولا شرعا وقد بينا ذلك ولله الحمد والمنة
تعليق