أعلم يا نفسي كم تعانين
وكم خضتي من الهموم ملايين
وكم شيطانٍ في كل حين تحاربين
وكم في شدة ورخاءٍ بكاءك خوفاً من رب العالمين
أنتي المرحة الدؤبة الطيبة فلا تحزنين

يا نفسي
تشتاقين لحب الطفلينِ وتتألمين
وتخافين على فلذة الجسد وتنهارين
ولكن شموخ الملوك في ذاتك فتتعالين
إلا على الله فإنتي في ذلة المستشفعين
وتبقين على حب الله وله تتذللين
وتركنين في كل حينٍ على قول الأمين
وتندبين وتبكين وتأسين وتستذكرين
بكاء طفلٍ ودموع شيخِ وعلى كل حزين
نفسك هذه لها حقٌُ عظيم أفلا تستريحين؟

يانفسي
كم من ضيقٍ وسوء فيه تتغاضين
وكم من تعودٍ جميلٍ فيه أنتي كالخاسرين

ولكنك تصبرين
وكم على كل هذا الصبر أنتي فيه من المستيقنين
فلا ينتابك السوء فهذا تعود الشياطين
من الغير بعدها لا يسلم فيه حتى القريب
فتقرأين من الكتب ما فيه حق السائلين
وتنشدين الضالة فيه فهل أدركتي معنى اليقين
وبعدها تحطمي ما جبرتي لتكوني من الخاطئين
لا وإن كنتي بهذا تتخاذلين
وتشعرين الشئ في غير محل إدراك المحبين
فلا تأسين

يانفسي
زهرة الحب في القلب تصدو في كل حين
حين تتحديثن وحين تضحكين وحين تدمعين
في القلبُ لحنٌ وفي العقل جل الفكر اليقين
أنتي وتبقين فيا نفس لا تأسي ولا تعاتبين
وفترشي الوسادة ووجه ذاتك جله لله ربك العالمين

ألا تصبرين
إن كان إدراك الحب صدى فهي الناصحين
وإن كانت تسمو بفكرها حيناً بكل مريد لعين

فلما تأسين !
باقيه أنتي على العهد فهذا أصلٌ وثيق
فلا سببٌ كان ولم تكوني من المتسببين
بل العهد في الروح وثاقه حتى تتبصرين
فلا تتألمين وتحزنين
ما بقي إلا القليل لتستبين
أحباً كان أم قولاً شعاره فراق الحزين
ويبقى الله فيه نعم الحاكمين

يانفسي
بقي من الوصايا ما فيه الكثير
ومن أوصاف الأمير الأمين عنك ليس ببعيد
ولو جل جام الدنيا فلا تتنازلين
فالله في أمرك نوره فستبشرين
ووثاق اهل بيت الرسول العظيم ( ص واله )
وعليٌ بنهجه كل يومٍ بعد يومٍ عليه تترسخين
فالوقت مرورٌ وأنتي على الخطى فلا تتراجعين