إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

تخريج حديث استلقاء الشاب الأمرد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تخريج حديث استلقاء الشاب الأمرد


  • #2

    755- " إن الله عز وجل لما قضى خلقه استلقى ، و وضع إحدى رجليه على الأخرى و قال :
    لا ينبغي لأحد من خلقه أن يفعل هذا " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 177 ) :
    منكر جدا .
    رواه أبو نصر الغازي في جزء من " الأمالي " ( 77 / 1 ) من طرق
    عن إبراهيم بن المنذر الحزامي : حدثنا محمد بن فليح بن سليمان عن أبيه عن سعيد
    بن الحارث عن عبيد بن حنين قال : بينا أنا جالس إذ جاءني قتادة بن النعمان
    رضي الله عنه فقال : انطلق بنا يا ابن حنين إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
    فإني قد أخبرت أنه قد اشتكى ، فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد ، فوجدناه
    مستلقيا رافعا رجله اليمنى على اليسرى ، فسلمنا و جلسنا ، فرفع قتادة بن
    النعمان يده إلى رجل أبي سعيد فقرصها قرصة شديدة ، فقال أبو سعيد : سبحان الله
    يا ابن أم أوجعتني ! فقال له : ذلك أردت ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
    : فذكره . فقال أبو سعيد : لا جرم والله لا أفعل أبدا .
    و قال : "
    قال الإمام أبو موسى ( يعني المديني الحافظ ) : رواه ابن الأصفر عن إبراهيم بن محمد بن
    فليح عن أبيه عن سالم أبي النضر عن أبي الحباب سعيد بن يسار عن قتادة ، و رواه
    محمد بن المبارك الصوري عن إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح عن أبيه عن سالم
    أبي النضر ، عن عبيد بن حنين و بسر بن سعيد كلاهما عن قتادة ، و رواه عن قتادة
    أيضا سوى عبيد بن حنين و أبي الحباب و بسر بن سعيد - عبيد الله بن عبد الله بن
    عتبة . و رواه عن إبراهيم بن المنذر محمد بن إسحاق الصغاني و محمد بن المصفى و
    محمد بن المبارك الصوري و جعفر بن سليمان النوفلي و أحمد بن رشدين و أحمد بن
    داود المكي و ابن الأصفر و غيرهم ، و حدث به من الحفاظ عبد الله بن أحمد بن
    حنبل و أبو بكر بن أبي عاصم و أبو القاسم الطبراني ، و روي عن شداد بن أوس أيضا
    مرفوعا . و روي عن عبد الله بن عباس و كعب بن عجرة رضي الله عنهما موقوفا ، و
    عن كعب الأحبار أيضا ، و روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى
    : *( الرحمن على العرش استوى )* هذا المعنى ، و رواة هذا الحديث من طريق قتادة
    و شداد عامتهم من رجال الصحيح ، و ذلك كله بعد قول الله تعالى *( أفمن يخلق كمن
    لا يخلق )* إنما يوافق الاسم الاسم ، و لا تشبه الصفة الصفة " .

    قلت : مع التنزيه المذكور فإن الحديث يستشم منه رائحة اليهودية الذين يزعمون أن الله
    تبارك و تعالى بعد أن فرغ من خلق السموات و الأرض استراح ! تعالى الله عما يقول
    الظالمون علوا كبيرا ، و هذا المعنى يكاد يكون صريحا في الحديث فإن الاستلقاء
    لا يكون إلا من أجل الراحة سبحانه و تعالى عن ذلك . و أنا أعتقد أن أصل هذا
    الحديث من الإسرائيليات و قد رأيت في كلام أبي نصر الغازي أنه روي عن كعب
    الأخبار ، فهذا يؤيد ما ذكرته ، و ذكر أبو نصر أيضا أنه روي موقوفا عن عبد الله
    بن عباس و كعب بن عجرة ، فكأنهما تلقياه - إن صح عنهما - عن كعب كما هو الشأن
    في كثير من الإسرائيليات ، ثم وهم بعض الرواة فرفعه إلى النبي صلى الله عليه
    وسلم . ثم إن قول أبي نصر " إن رواة طريق قتادة من رجال الصحيح " صحيح ، و كذلك
    قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 100 ) بعد أن عزاه للطبراني ، و لكن لا يلزم
    من ذلك أن يكون سند الحديث بالذات صحيحا لجواز أن يكون فيه من تكلم فيه ، و إن
    كان صاحب الصحيح احتج به ، فإنه يجوز أن ذلك لأنه لم يثبت جرحه عنده ، أو أنه
    كان ينتقي من حديثه مع اعتقاده أن فيه ضعفا يسيرا لا يسقط به حديثه جملة عنده ،
    خلافا لغيره . و إسناد هذا الحديث من هذا القبيل ، فإن محمد بن فليح بن سليمان
    و أباه ، و إن أخرج لهما البخاري فإن فيهما ضعفا و خاصة الأب ، فقد ضعفه ابن
    معين حتى جعله دون الدراوردي و هذا حسن الحديث ! و قال في رواية : " فليح ليس
    بثقة و لا ابنه " ، و كذلك ضعفه ابن المديني و النسائي و الساجي و قال : " هو
    من أهل الصدق ، و يهم " . و لذلك لم يسع الحافظ إلا الاعتراف بضعفه فقال في "
    التقريب " : " صدوق كثير الخطأ " . و أما ابنه محمد فهو أحسن حالا من أبيه ،
    ففي " الميزان " : " قال أبو حاتم : ما به بأس ، و ليس بذاك القوي . و وثقه
    بعضهم و هو أوثق من أبيه . و قال ابن معين ليس بثقة " . و قال الحافظ : " صدوق
    يهم " . و إن مما يدل على ضعفهما و ضعف حديثهما اضطرابهما في إسناده . فتارة
    يقولان : عن سعيد بن الحارث عن عبيد بن حنين عن قتادة . و تارة : عن سالم أبي
    النضر بدل سعيد بن الحارث ، و يقرن مع ابن حنين بسر بن سعيد و تارة يجعل
    مكانهما أبا الحباب سعيد بن يسار ، و هذا كله من فوائد أبي نصر رحمه الله في
    هذا الجزء من " الأمالي " . حيث حفظ لنا فيه ما ينير السبيل على البحث في حال
    هذا الحديث . و أما إسناد حديث شداد فلم أقف عليه لننظر فيه ، و غالب الظن أن
    فيه علة تقدح في صحته . و الله أعلم .
    و مما يوهن من شأن هذا الحديث أنه صح عن
    عباد بن تميم عن عمه أنه رأى رسول الله عليه وسلم مستلقيا في المسجد ، واضعا
    إحدى رجليه على الأخرى . رواه البخاري ( 1 / 466 بفتح الباري طبع بولاق ) و
    ترجم له بـ " باب الاستلقاء في المسجد " ثم روى عن سعيد بن المسيب قال : كان
    عمر و عثمان يفعلان ذلك ، فلو كان الاستلقاء المذكور لا ينبغي لأحد من خلقه
    سبحانه كما زعم الحديث لما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خلفاؤه من
    بعده ، كما لا يخفى . و لا يعارض هذا ثبوت النهي عن الاستلقاء في صحيح مسلم ( 6
    / 154 ) و غيره لأنه غير معلل بهذه العلة المذكورة في هذا الحديث المنكر ، و
    للعلماء مذهبان في الجمع بين هذا النهي و بين فعله صلى الله عليه وسلم المخالف
    للنهي :
    الأول : ادعاء نسخ النهي
    الثاني : حمل النهي حيث يخشى أن تبدو العورة و الجواز حيث يؤمن ذلك
    و في كل من المذهبين إشارة إلى رد هذا الحديث ،
    فإنه لا يتمشى معهما البتة ، أما على المذهب الأول فلأن الحديث صريح في أن
    الاستلقاء المذكور فيه من خصوصيات الله عز وجل فكيف يجوز ذلك ؟! و أما على
    المذهب الثاني فلأنه صريح في أن العلة عنده هو انكشاف العورة أو عدم انكشافها ،
    فلو كان يصح عنده أن العلة كون الاستلقاء من خصوصياته سبحانه لم يجز التعليل
    بغيرها و هذا ظاهر لا يخفى أيضا .
    و جملة القول إن هذا الحديث منكر جدا عندي ،
    و لقد قف شعري منه حين وقفت عليه ، و لم أجد الآن من تكلم عليه من الأئمة
    النقاد غير أن الحافظ الذهبي أورده في ترجمة " فليح " ، كأنه يشير بذلك إلى أنه
    مما أنكر عليه كما هي عادته في " ميزانه " . و الله أعلم . ثم وجدت في بعض
    الآثار ما يشهد لكون الحديث من الإسرائيليات ، فروى الطحاوي في " شرح المعاني "
    ( 2 / 361 ) بسند حسن أنه قيل للحسن ( و هو البصري ) : قد كان يكره أن يضع
    الرجل إحدى رجليه على الأخرى ؟ فقال : ما أخذوا ذلك إلا عن اليهود " .

    ثم رأيت البيهقي سبقني إلى الكلام على الحديث بنحو ما ظهر لي ، فقال في " الأسماء و
    الصفات " ( ص 355 ) بعد أن ساقه من طريق إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح :
    " فهذا حديث منكر ، و لم أكتبه إلا من هذا الوجه ، و فليح بن سليمان مع كونه من شرط البخاري و مسلم ، فلم يخرجا حديثه هذا في " الصحيح " ، و هو عند بعض الحفاظ
    غير محتج به " .
    ثم روى بسنده عن ابن معين قال : لا يحتج بحديثه . و في رواية :
    قال : ضعيف . قال : و بلغني عن النسائي أنه قال : ليس بالقوي . قال : " فإذا
    كان فليح بن سليمان المدني مختلفا في جواز الاحتجاج به عند الحفاظ لم يثبت
    بروايته مثل هذا الأمر العظيم .
    و فيه علة أخرى ، و هي أن قتادة بن النعمان مات
    في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه . و صلى عليه عمر ، و عبيد بن حنين مات
    سنة خمس و مائة ، و له خمس و سبعون سنة في قول الواقدي و ابن بكير ، فتكون
    روايته عن قتادة منقطعة ، و قول الراوي : و انطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد لا
    يرجع إلى عبيد بن حنين ، و إنما يرجع إلى من أرسله عنه ، و نحن لا نعرفه ، فلا
    تقبل المراسيل في الأحكام ، فكيف في هذا الأمر العظيم ؟! " .

    انتهى كلام الشيخ رحمه الله

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    أنشئ بواسطة وهج الإيمان, يوم أمس, 09:28 PM
    ردود 0
    3 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة وهج الإيمان
    بواسطة وهج الإيمان
     
    أنشئ بواسطة وهج الإيمان, يوم أمس, 09:20 PM
    ردود 0
    6 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة وهج الإيمان
    بواسطة وهج الإيمان
     
    أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 16-05-2025, 03:07 AM
    ردود 0
    24 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة وهج الإيمان
    بواسطة وهج الإيمان
     
    أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 16-05-2025, 03:04 AM
    ردود 0
    14 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة وهج الإيمان
    بواسطة وهج الإيمان
     
    يعمل...
    X