القرآن والحوزة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم ومنكري فضائلهم ومقاماتهم إلى قيام يوم الدين
حثت الروايات الشريفة على فضل القرآن الكريم وفضله ففي تفسير الصافي للفيض الكاشاني ج1 روى محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه في الكافي باسناده ، ومحمد بن مسعود العياشي في تفسيره باسناده عن الصادق عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أيها الناس إنكم في دار هدنة وأنتم على ظهر سفر والسير بكم سريع وقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل جديد ويقربان كل بعيد ويأتيان بكل موعود فأعدوا الجهاز لبعد المجاز . قال : فقام المقداد بن الأسود فقال يا رسول الله : وما دار الهدنة فقال (ص) . دار بلاغ وانقطاع فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع ، وما حل مصدق ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار وهو الدليل يدل على خير سبيل وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل ، وهو الفصل وليس بالهزل وله ظهر وبطن ، فظاهره حكم وباطنه علم ظاهره أنيق وباطنه عميق له تخوم وعلى تخومه تخوم لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة , وروى العياشي بإسناده عن الحارث الأعور قال : دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام فقلت : يا أمير المؤمنين انا إذا كنا عندك سمعنا الذي نشد به ديننا وإذا خرجنا من عندك سمعنا أشياء مختلفة مغموسة ولا ندري ما هي . قال : أو قد فعلوها قال : قلت : نعم . قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : أتاني جبرئيل فقال : يا محمد ستكون في أمتك فتنة . قلت : فما المخرج منها ؟ فقال : كتاب الله فيه بيان ما قبلكم من خبر ، وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من وليه من جبار فعمل بغيره قصمه الله ، ومن التمس الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم لا تزيغه الأهوية ولا تلبسه الألسنة ولا يخلق على الرد ولا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء هو الذي لم تلبث الجن إذ سمعته أن قالوا ( إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد ) من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم وهو الكتاب العزيز الذي لا يأتيه البطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد , وبإسنادهما عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القرآن : هدى من الضلالة وتبيان من العمى واستقالة من العثرة ونور من الظلمة وضياء من الأجداث وعصمة من الهلكة ورشد من الغواية وبيان من الفتن وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة وفيه كمال دينكم وما عدل أحد من القرآن إلا إلى النار وروى العياشي بإسناده عنه عليه السلام قال : عليكم بالقرآن فما وجدتم آية نجى بها من كان قبلكم فاعملوا به وما وجدتموه مما هلك بها من كان قبلكم فاجتنبوه , وفي تفسير الامام ابي محمد الزكي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن هذا القرآن هو النور المبين والحبل المتين والعروة الوثقى والدرجة العليا والشفاء الأشفى والفضيلة الكبرى والسعادة العظمى من استضاء به نوره الله ومن عقد به أموره عصمه الله ومن تمسك به أنقذه الله ، ومن لم يفارق أحكامه رفعه الله ومن استشفى به شفاه الله ومن أثر على ما سواه هداه الله ومن طلب الهدى في غيره أضله الله ومن جعله شعاره ودثاره أسعده الله ومن جعله إمامه الذي يقتدي به ومعوله الذي ينتهي إليه أداه الله إلى جنات النعيم والعيش السليم , وفي الكافي بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا معاشر قراء القرآن اتقوا الله فيما حملكم من كتابه فإني مسؤول وإنكم مسؤولون ، إني مسؤول عن تبليغ الرسالة وأما أنتم فتسألون عما حملتم من كتاب الله وسنتي , وبإسناده عنه عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أنا أول وافد على العزيز الجبار يوم القيامة وكتابه وأهل بيتي ثم امتي ثم أسألهم ما فعلتم بكتاب الله وأهل بيتي , فيجب على علماء الدين أن يكونون من أحرص الناس على القرآن الكريم خصوصا وأن القرآن الكريم من أهم مصادر التشريع الإسلامي ولكون القرآن هو الميزان في عرض الروايات عليه ففي تفسير العياشي ج1 عن أيوب بن حر قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول: كل شئ، مردود إلى الكتاب والسنة، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف , عن كليب الاسدى قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول: ما اتاكم عنا من حديث لا يصدقه كتاب الله فهو باطل , عن سدير قال: كان ابوجعفر (عليه السلام) وابوعبدالله (عليه السلام) لا يصدق علينا الا بما يوافق كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله) , عن الحسن بن الجهم عن العبد الصالح (عليه السلام) قال: اذا كان جائك الحديثان المختلفان فقسهما على كتاب الله وعلى أحاديثنا، فان اشبههما فهو حق وان لم يشبههما فهو باطل , عن أبى الجارود قال: سمعت ابا جعفر (عليه السلام): يقول نزل القرآن على اربعة أرباع ربع فينا، وربع في عدونا، وربع في فرايض واحكام، وربع سنن وامثال ولنا كرائم القرآن , و عن الاصبغ بن نباتة قال: سمعت امير المؤمنين (عليه السلام) يقول: نزل القرآن اثلاثا ثلث فينا وفى عدونا وثلث سنن وامثال وثلث فرايض واحكام , عن محمد بن خالد بن الحجاج الكرخى عن بعض أصحابه رفعه إلى خيثمة قال: قال ابوجعفر يا خيثمه القرآن نزل اثلاثا ثلث فينا وفى احبائنا، وثلث في اعدائنا وعدو من كان قبلنا وثلث سنة ومثل، ولو ان الآية اذا نزلت في قوم ثم مات اولئك القوم ماتت الآية لما بقى من القرآن شئ، ولكن القرآن يجرى أوله على آخره ما دامت السماوات والارض، ولكل قوم آية يتلونها ـ و ـ هم منها من خير أو شر , وبعد أن اطلعنا على نقطة من بحر الروايات حول أهمية القرآن وكونه مصدرا من مصادر التشريع نتساءل هل يتم تدريس القرآن الكريم في الحوزة الشريفة أم أن بعض الحوزات منشغلة بتدريس كتب ابن عربي وملا صدرا وكتب التصوف والعرفاء ؟ فتعالوا نبحث عن الإجابة في أقوال أهل الحوزات العلمية حتى لا ندع مجالا لأي معترض (فالإعتراض يجب ان يوجه لهم ان لم يعجب البعض تصريحاتهم حول هجر الحوزة للقرآن الكريم وابتعادها عن علومه وتفسيره لأننا فقط نقوم بدور الناقل) :
السيد الخميني كتاب القرآن في كلام الخميني ص84 :
أيتها الحوزات العلمية وجامعات أهل التحقيق قوموا وانقذوا القرآن الكريم من شر الجاهلين المتنسكين والعلماء المتهتكين الذين هاجموا ويهاجمون القرآن عمدا وعن علم فإنني أقول بشكل جدي وليس للتعارف العادي أني أتأسف لعمري الذي ذهب هباء في طريق الضلال والجهالة وأنتم يا أبناء الإسلام الشجعان أيقظوا الحوزات والجامعات للإلتفاف إلى شؤون القرآن وأبعاده المختلفة جدا واجعلوا تدريس القرآن في كل فروعه مد نظركم وهدفكم الأعلى لئلا لا قدر الله أن تندموا في آخر عمركم عندما يهاجمكم ضعف الشيخوخة على أعمالكم وتتأسفون على أيام الشباب كالكاتب نفسه
السيد الخامنائي – ثوابت ومتغيرات الحوزة ص112
مما يؤسف له أن بإمكاننا بدء الدراسة ومواصلتنا لها إلى حين استلام إجازة الإجتهاد من دون أن نراجع القرآن ولو مرة وتحدة لماذا هكذا ؟ لأن دروسنا لا تعتمد على القرآن
السيد فضل الله – ثوابت ومتغيرات الحوزة العلمية ص110
فقد نفاجأ بأن الحوزة العلمية في النجف أو في قم أو في غيرهما لا تمتلك منهجا دراسيا للقرآن
السيد كمال الحيدري – تسجيل صوتي
فلهذا تجد أن بعض الكبار الآن في مثل هذه الأيام بدأوا يلتفتون إلى هذه النكتة سمعتم هنا وهنالك ان السيد الخامنئي حفظه الله تعالى كان يقول هذه الكلمة الآن في الحوزات العلمية يمكن للإنسان أن يكون مجتهدا ولا يعرف القرآن . ممكن في الحوزة لو مو ممكن هذا ؟ ممكن لو مو ممكن ؟ ممكن جنابك تصير مجتهد وتكتب رسالة عملية وانت متدري فلان آية من القرآن لو مو من القرآن . ومن هنا أوكل الإسلام أوكلنا يوم أوكل القرآن
الدكتور الباقري – ثوابت ومتغيرات الحوزة ص112
وكان ربما يعاب على بعض العلماء مثل هذا التوجه والتخصص الذي ينأى بطالب العلوم الدينية عن علم الأصول ويقترب به من العلم بكتاب الله ولا يعتبر هذا النوع من الطلاب من ذوي الثقل والوزن العلمي المعتد به في هذه الأوساط
أيضا يقول الدكتور الباقري – نفس المصدر
هذا الأمر الحساس أدى إلى بروز مشكلات مستعصية وقصور حقيقي في واقع الحوزة العلمية لا يقبل التشكيك والإنكار
الشيخ مرتضى مطهري – إحياء الفكر الديني ص52
عجبا ان الجيل القديم نفسه قد هجر القرآن وتركه ثم يعتب على الجيل الجديد لعدم معرفته بالقرآن اننا نحن الذين هجرنا القرآن وننتظر من الجيل الجديد أن يلتصق به ولسوف اثبت لكم أن القرآن مهجور بيننا , إذا كان شخص ما عليما بالقرآن أي إذا كان قد تدبر القرآن كثيرا ودرس التفسير درسا عميقا فكم تراه يكون محترما بيننا ؟ لا شيء أما إذا كان هذا الشخص قد قرأ كفاية الملا كاظم الخراساني فإنه يكون محترما وذا شخصية مرموقة , وهكذا ترون ان القرآن مهجور بيننا وان اعراضنا عن هذا القرآن هو السبب في ما نحن فيه من بلاء وتعاسة اننا ايضا من الذين تشملهم شكوى النبي صلى الله عليه واله إلى الله تعالى يارب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا , قبل شهر تشرف أحد رجالنا الفضلاء بزيارة العتبات المقدسة وعند رجوعه قال انه تشرف بزيارة آية الله الخوئي حفظه الله وسأله : لماذا تركت درس التفسير الذي كنت تدرسه في السابق ؟ فأجاب أن هنالك موانع ومشكلات في درس التفسير يقول : فقلت له : إن العلامة الطباطبائي مستمر في دروسه التفسيرية في قم فقال ان الطباطبائي يضحي بنفسه أي أن الطباطبائي قد ضحى بشخصيته الاجتماعية وقد صح ذلك , انه لعجيب ان يقضي امرؤ عمره في أهم جانب ديني كتفسير القرآن ثم يكون عرضة للكثير من المصاعب والمشاكل في رزقه في حياته في شخصيته في احترامه وفي كل شيء آخر ولكنه لو صرف عمره في تأليف كتب مثل الكفاية لنال كل شيء , تكون النتيجة ان هنالك آلافا من الذين يعرفون الكفاية معرفة مضاعفة أي أنهم يعرفون الكفاية والرد عليه ورد الرد عليه ولكن لا نجد شخصين اثنين يعرفان القرآن معرفة صحيحة عندما تسأل أحدا عن تفسير آية قرآنية يقول لك يجب الرجوع إلى التفسير .
واترك التعليق لكم
هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ونسألكم الدعاء
بقلم
أقل العباد عملا
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 5 ديسمبر 2013
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم ومنكري فضائلهم ومقاماتهم إلى قيام يوم الدين
حثت الروايات الشريفة على فضل القرآن الكريم وفضله ففي تفسير الصافي للفيض الكاشاني ج1 روى محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه في الكافي باسناده ، ومحمد بن مسعود العياشي في تفسيره باسناده عن الصادق عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أيها الناس إنكم في دار هدنة وأنتم على ظهر سفر والسير بكم سريع وقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل جديد ويقربان كل بعيد ويأتيان بكل موعود فأعدوا الجهاز لبعد المجاز . قال : فقام المقداد بن الأسود فقال يا رسول الله : وما دار الهدنة فقال (ص) . دار بلاغ وانقطاع فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع ، وما حل مصدق ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار وهو الدليل يدل على خير سبيل وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل ، وهو الفصل وليس بالهزل وله ظهر وبطن ، فظاهره حكم وباطنه علم ظاهره أنيق وباطنه عميق له تخوم وعلى تخومه تخوم لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة , وروى العياشي بإسناده عن الحارث الأعور قال : دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام فقلت : يا أمير المؤمنين انا إذا كنا عندك سمعنا الذي نشد به ديننا وإذا خرجنا من عندك سمعنا أشياء مختلفة مغموسة ولا ندري ما هي . قال : أو قد فعلوها قال : قلت : نعم . قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : أتاني جبرئيل فقال : يا محمد ستكون في أمتك فتنة . قلت : فما المخرج منها ؟ فقال : كتاب الله فيه بيان ما قبلكم من خبر ، وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من وليه من جبار فعمل بغيره قصمه الله ، ومن التمس الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم لا تزيغه الأهوية ولا تلبسه الألسنة ولا يخلق على الرد ولا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء هو الذي لم تلبث الجن إذ سمعته أن قالوا ( إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد ) من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم وهو الكتاب العزيز الذي لا يأتيه البطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد , وبإسنادهما عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القرآن : هدى من الضلالة وتبيان من العمى واستقالة من العثرة ونور من الظلمة وضياء من الأجداث وعصمة من الهلكة ورشد من الغواية وبيان من الفتن وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة وفيه كمال دينكم وما عدل أحد من القرآن إلا إلى النار وروى العياشي بإسناده عنه عليه السلام قال : عليكم بالقرآن فما وجدتم آية نجى بها من كان قبلكم فاعملوا به وما وجدتموه مما هلك بها من كان قبلكم فاجتنبوه , وفي تفسير الامام ابي محمد الزكي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن هذا القرآن هو النور المبين والحبل المتين والعروة الوثقى والدرجة العليا والشفاء الأشفى والفضيلة الكبرى والسعادة العظمى من استضاء به نوره الله ومن عقد به أموره عصمه الله ومن تمسك به أنقذه الله ، ومن لم يفارق أحكامه رفعه الله ومن استشفى به شفاه الله ومن أثر على ما سواه هداه الله ومن طلب الهدى في غيره أضله الله ومن جعله شعاره ودثاره أسعده الله ومن جعله إمامه الذي يقتدي به ومعوله الذي ينتهي إليه أداه الله إلى جنات النعيم والعيش السليم , وفي الكافي بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا معاشر قراء القرآن اتقوا الله فيما حملكم من كتابه فإني مسؤول وإنكم مسؤولون ، إني مسؤول عن تبليغ الرسالة وأما أنتم فتسألون عما حملتم من كتاب الله وسنتي , وبإسناده عنه عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أنا أول وافد على العزيز الجبار يوم القيامة وكتابه وأهل بيتي ثم امتي ثم أسألهم ما فعلتم بكتاب الله وأهل بيتي , فيجب على علماء الدين أن يكونون من أحرص الناس على القرآن الكريم خصوصا وأن القرآن الكريم من أهم مصادر التشريع الإسلامي ولكون القرآن هو الميزان في عرض الروايات عليه ففي تفسير العياشي ج1 عن أيوب بن حر قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول: كل شئ، مردود إلى الكتاب والسنة، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف , عن كليب الاسدى قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول: ما اتاكم عنا من حديث لا يصدقه كتاب الله فهو باطل , عن سدير قال: كان ابوجعفر (عليه السلام) وابوعبدالله (عليه السلام) لا يصدق علينا الا بما يوافق كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله) , عن الحسن بن الجهم عن العبد الصالح (عليه السلام) قال: اذا كان جائك الحديثان المختلفان فقسهما على كتاب الله وعلى أحاديثنا، فان اشبههما فهو حق وان لم يشبههما فهو باطل , عن أبى الجارود قال: سمعت ابا جعفر (عليه السلام): يقول نزل القرآن على اربعة أرباع ربع فينا، وربع في عدونا، وربع في فرايض واحكام، وربع سنن وامثال ولنا كرائم القرآن , و عن الاصبغ بن نباتة قال: سمعت امير المؤمنين (عليه السلام) يقول: نزل القرآن اثلاثا ثلث فينا وفى عدونا وثلث سنن وامثال وثلث فرايض واحكام , عن محمد بن خالد بن الحجاج الكرخى عن بعض أصحابه رفعه إلى خيثمة قال: قال ابوجعفر يا خيثمه القرآن نزل اثلاثا ثلث فينا وفى احبائنا، وثلث في اعدائنا وعدو من كان قبلنا وثلث سنة ومثل، ولو ان الآية اذا نزلت في قوم ثم مات اولئك القوم ماتت الآية لما بقى من القرآن شئ، ولكن القرآن يجرى أوله على آخره ما دامت السماوات والارض، ولكل قوم آية يتلونها ـ و ـ هم منها من خير أو شر , وبعد أن اطلعنا على نقطة من بحر الروايات حول أهمية القرآن وكونه مصدرا من مصادر التشريع نتساءل هل يتم تدريس القرآن الكريم في الحوزة الشريفة أم أن بعض الحوزات منشغلة بتدريس كتب ابن عربي وملا صدرا وكتب التصوف والعرفاء ؟ فتعالوا نبحث عن الإجابة في أقوال أهل الحوزات العلمية حتى لا ندع مجالا لأي معترض (فالإعتراض يجب ان يوجه لهم ان لم يعجب البعض تصريحاتهم حول هجر الحوزة للقرآن الكريم وابتعادها عن علومه وتفسيره لأننا فقط نقوم بدور الناقل) :
السيد الخميني كتاب القرآن في كلام الخميني ص84 :
أيتها الحوزات العلمية وجامعات أهل التحقيق قوموا وانقذوا القرآن الكريم من شر الجاهلين المتنسكين والعلماء المتهتكين الذين هاجموا ويهاجمون القرآن عمدا وعن علم فإنني أقول بشكل جدي وليس للتعارف العادي أني أتأسف لعمري الذي ذهب هباء في طريق الضلال والجهالة وأنتم يا أبناء الإسلام الشجعان أيقظوا الحوزات والجامعات للإلتفاف إلى شؤون القرآن وأبعاده المختلفة جدا واجعلوا تدريس القرآن في كل فروعه مد نظركم وهدفكم الأعلى لئلا لا قدر الله أن تندموا في آخر عمركم عندما يهاجمكم ضعف الشيخوخة على أعمالكم وتتأسفون على أيام الشباب كالكاتب نفسه
السيد الخامنائي – ثوابت ومتغيرات الحوزة ص112
مما يؤسف له أن بإمكاننا بدء الدراسة ومواصلتنا لها إلى حين استلام إجازة الإجتهاد من دون أن نراجع القرآن ولو مرة وتحدة لماذا هكذا ؟ لأن دروسنا لا تعتمد على القرآن
السيد فضل الله – ثوابت ومتغيرات الحوزة العلمية ص110
فقد نفاجأ بأن الحوزة العلمية في النجف أو في قم أو في غيرهما لا تمتلك منهجا دراسيا للقرآن
السيد كمال الحيدري – تسجيل صوتي
فلهذا تجد أن بعض الكبار الآن في مثل هذه الأيام بدأوا يلتفتون إلى هذه النكتة سمعتم هنا وهنالك ان السيد الخامنئي حفظه الله تعالى كان يقول هذه الكلمة الآن في الحوزات العلمية يمكن للإنسان أن يكون مجتهدا ولا يعرف القرآن . ممكن في الحوزة لو مو ممكن هذا ؟ ممكن لو مو ممكن ؟ ممكن جنابك تصير مجتهد وتكتب رسالة عملية وانت متدري فلان آية من القرآن لو مو من القرآن . ومن هنا أوكل الإسلام أوكلنا يوم أوكل القرآن
الدكتور الباقري – ثوابت ومتغيرات الحوزة ص112
وكان ربما يعاب على بعض العلماء مثل هذا التوجه والتخصص الذي ينأى بطالب العلوم الدينية عن علم الأصول ويقترب به من العلم بكتاب الله ولا يعتبر هذا النوع من الطلاب من ذوي الثقل والوزن العلمي المعتد به في هذه الأوساط
أيضا يقول الدكتور الباقري – نفس المصدر
هذا الأمر الحساس أدى إلى بروز مشكلات مستعصية وقصور حقيقي في واقع الحوزة العلمية لا يقبل التشكيك والإنكار
الشيخ مرتضى مطهري – إحياء الفكر الديني ص52
عجبا ان الجيل القديم نفسه قد هجر القرآن وتركه ثم يعتب على الجيل الجديد لعدم معرفته بالقرآن اننا نحن الذين هجرنا القرآن وننتظر من الجيل الجديد أن يلتصق به ولسوف اثبت لكم أن القرآن مهجور بيننا , إذا كان شخص ما عليما بالقرآن أي إذا كان قد تدبر القرآن كثيرا ودرس التفسير درسا عميقا فكم تراه يكون محترما بيننا ؟ لا شيء أما إذا كان هذا الشخص قد قرأ كفاية الملا كاظم الخراساني فإنه يكون محترما وذا شخصية مرموقة , وهكذا ترون ان القرآن مهجور بيننا وان اعراضنا عن هذا القرآن هو السبب في ما نحن فيه من بلاء وتعاسة اننا ايضا من الذين تشملهم شكوى النبي صلى الله عليه واله إلى الله تعالى يارب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا , قبل شهر تشرف أحد رجالنا الفضلاء بزيارة العتبات المقدسة وعند رجوعه قال انه تشرف بزيارة آية الله الخوئي حفظه الله وسأله : لماذا تركت درس التفسير الذي كنت تدرسه في السابق ؟ فأجاب أن هنالك موانع ومشكلات في درس التفسير يقول : فقلت له : إن العلامة الطباطبائي مستمر في دروسه التفسيرية في قم فقال ان الطباطبائي يضحي بنفسه أي أن الطباطبائي قد ضحى بشخصيته الاجتماعية وقد صح ذلك , انه لعجيب ان يقضي امرؤ عمره في أهم جانب ديني كتفسير القرآن ثم يكون عرضة للكثير من المصاعب والمشاكل في رزقه في حياته في شخصيته في احترامه وفي كل شيء آخر ولكنه لو صرف عمره في تأليف كتب مثل الكفاية لنال كل شيء , تكون النتيجة ان هنالك آلافا من الذين يعرفون الكفاية معرفة مضاعفة أي أنهم يعرفون الكفاية والرد عليه ورد الرد عليه ولكن لا نجد شخصين اثنين يعرفان القرآن معرفة صحيحة عندما تسأل أحدا عن تفسير آية قرآنية يقول لك يجب الرجوع إلى التفسير .
واترك التعليق لكم
هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ونسألكم الدعاء
بقلم
أقل العباد عملا
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 5 ديسمبر 2013