6/1/2014
المملكه … أى مصير

محمود كامل الكومي/كاتب ومحامى – مصرى
بانوراما الشرق الاوسط
على أرض بكه بالجزيره العربيه , ولد الهدى فى ربوع دوله الأصنام والكفر , التى قادها عبدت الأوثان من الندمان والطغيان من أمثال أبى جهل والجهل مبغاه ومرقده وعشق الكفر مرقده , وكذا أبى لهب تبا ليده وتب وأمرأته حمالات الحطب ذات الحبل من مسد فى جيدها وقد بدى بينها وزوجها سد يحجب عنهما ضياء الهدى , ويمنع عن سواهما الكفر , وصارت بمولد الهدى على أرض مكه الكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء .
أنتشرت من هذه البقعه الطاهره النديه الثريه , أعظم الرسالات وصارت تنير الكون بنور سيد المرسلين الوضاء وترسم للدنيا كلها طريق الحب والأخاء والنماء والسلام ,وأنتشرت الدعوه المحمديه تدعو البشريه بألا تنحنى الا للواحد القهار , وسرى نور خير البريه من أرض جزيره العرب الى الدنيا كلها , يضىء الكون ويلهم الأنسان للحب والخير والنماء والرخاء ومناصره أصحاب الحق والأخوان ,والأخذ بيد المستضعفين فى الأرض والفقراء الى أفق أرحب وسعه رزق وحياه تذوب فيها الفوارق بين الطبقات , وكذا مقاومه العدا والطغاه وبدا النداء يادوله الظلم انمحى وبيدى هو شعار دوله الأسلام .
فاضت من أرض الجزيره العربيه عطور الدعوه المحمديه وفاحت رائحتها الذكيه فى كل ما من شأنه خير البشريه وصلاح العالم وسلام البريه – لكن على ذات البقعه الطاهره وبعد مرور أثنى عشر قرنا من الزمان .. يتجلى ويتجسد أبا جهل ولهب معا , ليعيدا الوغى والكرى الى جزيره العرب وما حولها , فى رده على سنه المصطفى “صلى الله عليه وسلم “ وكأنهم بفعلهم سواء عن درايه أم جهل , يريدون أن يطفؤا نور الله والله متم نوره .
آبان دوله الخلافه العثمانيه حاولت أنجلترا عن طريق عميلها عبد العزيز بن محمد بن سعود ضرب الدوله الأسلاميه من الداخل , حيث أستقر للوهابيين كيان داخل الدوله الاسلاميه بزعامه محمد بن سعود ثم أبنه عبد العزيز ,فأمدتهم أنجلترا بالسلاح والمال وبناء على ذلك أندفعوا على أساس مذهبى للأستيلاء على البلاد الأسلاميه الخاضعه لسلطان الخلافه العثمانيه , وقاتلوا جيش أمير المؤمنين بتحريض من الأنجليز الذين أمدوهم بالمال والسلاح والعتاد وذلك للأستيلاء على البلاد الخاضعه للخلافه وحكمها عن طريق المذهب الوهابى , وأزالت ما أحدثته المذاهب الأخرى بحد السيف – فأغاروا على الكويت 1788 ودان لهم احتلالها , وحاصروا بغداد وحاولوا احتلالها والأستيلاء على كربلاء وهدم قبر الحسين – ثم أحتلوا مكه 1803 وسقطت المدينه المنوره فى أيديهم 1804 فخربوا القباب الضخمه التى كانت تظلل قبر سيدنا رسول الله وجردوها من جميع النفائس – وبعد أن دان لهم الحجاز كله , ساروا نحو الشام مجردين الحملات اليها بتمويل وتخطيط من دوله الاحتلال الأنجليزى لما لآل سعود من عماله سارت جليه للأنجليز .
وقد أستغل آل سعود المذهب الوهابى فى أعمال سياسيه لضرب الدوله الأسلاميه وأثاره حروب مذهبيه داخلها – دون أدراك ووعى من أتباع المذهب الوهابى ,ولكن عن أدراك ووعى من الأمير السعودى , حيث العلاقه كانت متماهيه متناغمه بين الأنجليز وعبد العزيز بن سعود , وسارت على نفس المنوال بينهم وبين أبنه سعود , وقد تجلت عماله آل سعود لأنجلترا فى أحط معانيها فيما بدى من تباهى الأنجليز وآل سعود معا بهذه العلاقه التى تغلفها العماله والخنوع , بل أن الأنجليز صاروا لايخفون وقوفهم الى جانب آل سعود دوليا بالأضافه الى الأسلحه الكثيره والعتاد الذى وصل الى آل سعود من المستعمرات الأنجليزيه فى الهند .
لكن كان الدور المصرى من أوقف المد الوهابى السعودى العميل للأنجليز ولو الى حين , حين طلبت دوله الخلافه من والى مصر محمد على ضرب الوهابيين , فأرسل حمله من الجيش المصرى بقياده ابنه “طوسون” لمحاربتهم وتمكن الجيش المصرى 1812 من فتح المدينه , واستسلم الوهابيون 1818 بعد ان دكت جيوش ابراهيم “الدرعيه” - وعلى أثر ذلك أنتهت مرحله من الخيانه والعماله مع الأحتلال الأنجليزى , وحكومه المملكه المتحده ضد الأمه العربيه والخلافه الأسلاميه , قادها آل سعود , وهو مانتج عنه تفكيكا وتدمير لشبه الجزيره العربيه والشام لصالح الأمبراطوريه البريطانيه والولايات المتحده الأميركيه فيما بعد , ويقال أن ذلك من العوامل التى ساعدت على أن اصبح العالم العربى (خاصه مشرقه) طيع للتقسيم والأحتلال , وهو ماغدى أرض خصبه للأعلان عن وعد بلفور الذى وعدت به بريطانيا اليهود بفلسطين وطنا قوميا لهم .
وعلى طريق الخيانه والعماله , ومن اجل تقسيم وتفتيت العالم العربى , وجعله لقمه سائغه للأحتلال وتمكين الصهيونيه العالميه -, وبعد أن تمكنت من ارض فلسطين 1948 - من التوسع وتحقيق حلمها التلمودى من النيل الى الفرات , تابعت الأسره السعوديه غييها وغايتها فى العماله للأستعمار العالمى وكان خير ماجسد ذلك , الوثيقه المؤرخه 27\12\1966 – والخاصه بالملك (فيصل والتى وجهها الى ( ليندون جونسون) الرئيس الأمريكى يستحثه أن تقوم امريكا بدعم اسرائيل للقيام بهجوم خاطف على مصر لتضطر لسحب جيشها من اليمن , ولأشغال مصر بأسرائيل (عنا) لمده طويله , لم يرفع بعدها مصرى رأسه خلف القناه ليحاول أعاده مطامع محمد على وجمال عبد الناصر فى وحده عربيه .. ويتابع فيصل , وبذلك نعطى لأنفسنا مهله طويله لتصفيه المبادىء الهدامه (على حد زعمه) لا فى مملكتنا فحسب بل فى كل الدول العربيه – ولامانع لدينا من أعطاء معونات لمصر وشبيهاتها من الدول العربيه أقتداء بمقوله (أرحموا شر قوم ذل) , وكذلك لأتقاء أصواتهم الكريهه فى الأعلام - وتتابع الوثيقه على لسان فيصل , الى جونسون , لابد من الأستيلاء على الضفه والقطاع حتى لايبقى للفلسطينيين أى مجال للتحرك وحتى لا تستغلهم اى دوله عربيه بحجه تحرير فلسطين . ويعرض فيصل على الرئيس الأمريكى تقويه الملا البرزانى بغرض انشاء حكومه كرديه مهمتها أشغال اى حكم فى بغداد ينادى بالوحده العربيه , وعن سوريا تتحدث الوثيقه بأنه لا يجب ان تسلم سوريا من الهجوم مع أقتلاع جزء من أراضيها حتى لا تتفرغ لسد الفراغ بعد مصر .
وحققت أمريكا وأسرائيل مطلب آل سعود الذى هو فى الأساس لب المشروع الصهيونى الأمريكى فى الأستيلاء على المنطقه العربيه , وكانت حرب حزيران (يونيو) 1967 وما آلت اليه من احتلال مطابقا لسيناريو الوثيقه الملكيه السعوديه – ثم حرب الخليج الثانيه والثالثه , حين أوعزت المخابرات الأمريكيه والسعوديه الى أمير الكويت – آبان عقد أجتماع بينه وبين صدام حسين لتسويه النزاع حول آبار النفط المتنازع عليها حدوديا – أن يستثير صدام حسين , وأن تتمسك الكويت بالآبار , وتواصل سرقه انتاجها النفطى , فى تحد صارخ لصدام على سند من القول انه لايستطيع أن يحرك ساكنا , وهو ما أدى الى أحتلال صدام للكويت فى ساعات معدوده مدفوعا بهذا التحدى الذى غذت به المخابرات السعوديه رأس الأمير الكويتى دون اساس من واقع , وهو ما كان بدايه للمخطط الذى أدى الى أنهيار العراق وتقسيمه وتكوين دوله كرديه فى الشمال العراقى , وقد كان الدور السعودى هو الحاضن للمؤامره الأمريكيه على العراق .
ولم تسلم نافذه “الموزاييك” للوطن العربى “لبنان” من التآمر السعودى المسير بفعل المخابرات الأمريكيه لتأليب الطوائف والقوى السياسيه اللبنانيه لفصم عرى السلام الأجتماعى اللبنانى – ذات الطبيعه الخاصه - فصنعت المخابرات السعوديه من آل الحريرى عملاء لها لتدمير لبنان وأنهاء سلميته , وبفعل سموم آل سعود وتطاير رذاذ بترودولاراتها سعرت قوى 14 آذار الى معسكر العماله والأستعمار , وصارت خنجر مسموم بوجه المقاومه اللبنانيه لحزب الله وسوريا
وعلى صعيد ثورات الربيع العربى آوت الأسره السعوديه “بن على” بعد أن ثار ضده الشعب التونسى ووجه المآوى درب الخيانه والعماله للصهيونيه والأمريكان , وكان التعاطف مع مبارك قد بدى فى الأفق على وجه الأسره الحاكمه السعوديه لما للأخير من تعاون وثيق بينه وبين كل من الاداره الامريكيه والاسره السعوديه , لكن على الجانب الآخر فأن الحكومه السعوديه قد سخرت الجامعه العربيه لتكون المحلل لأستدعاء قوات الناتو لضرب ليبيا وتفكيك بنيتها التحتيه وقتل القذافى طالما الأخير قد ناصب العداء لآل سعود منطلقا من عمالتهم للغرب الاستعمارى الأمريكى - لكن تبقى سوريا وعندها الأمن القومى المصرى لذا كان التآمر السعودى الأمبريالى الغربى قد ساد لتركيع الأمه العربيه ودفن جثتها على أنقاض سوريا الشام والدرع الواقى لمصر والعرب , فتم تدشين ما سمى بالجيش الحر الممول سعوديا وقطريا بالعتاد الصهيونى , وتبنت الاسره السعوديه الجانب الاكبر من المعارضه السوريه وساهمت المخابرات السعوديه فى نقل كل قوى الارهاب الى الداخل السورى , واستعدت أمريكا وفوضتها مستغله فى ذلك جامعه الدول العربيه فى شن العدوان على سوريا لتفكيكها وتدميرها اسوه بالعراق , وتنفيذا لمقررات الغرب الأمريكى ووعوده بشرق اوسط جديد .
لكن ولأن سوريا صمدت وأجهضت المؤامره عليها وعلى الأمه العربيه , وأنحسر العدوان الامريكى بفعل المقاومه السوريه ومحور ايران حزب الله من جانب والصين وروسيا من جانب آخر , لذا جن جنون آل سعود ورفضت قبول عضويه مجلس الأمن المؤقته أعتراضا على عدم تلبيه رغبتها فى شن أمريكا عدوانا على سوريا , يحقق أمنا لعرش آل سعود ويقضى على ثمه مقاومه للعدو الصهيونى – وعلى ذلك تتخبط الأداره السعوديه وتبدو تصريحات بندر بن سلطان بالتقارب مع فرنسا ومحاوله الايهام بأن هناك خلاف مع الولايات المتحده قد بدى أمر بعيد عن الواقع , الذى يؤكد أن الاداره الأمريكيه تمسك بتلابيب الاسره السعوديه وبكل مقدرات المملكه , خاصه تك الودائع التى تقدر بألوف المليارات فى البنوك والمؤسسات النقديه الأمريكيه , ناهيك عن أن الأداره الأمريكيه ومخابراتها تغوص فى الداخل السعودى الى الحد الذى يمكنها من معرفه خفايا غرف نوم الأمراء السعوديين وكذلك القصر الملكى .
ازاء هذا الوضع المزرى للأسره الحاكمه السعوديه وبلاط صاحب الجلاله فيها , فأن السؤال المطروح , أى مصير ينتظر المملكه؟
هل هو مصير حمد بن خليفه , أم أنه مصير الأسره السعوديه كلها , أم أن المملكه على حافه أنهيار الملكيه فيها , لتنهى عصر ابا لهب وجهل الى الأبد , ويضحى الشعار يزلزل وهتاف الحجيج يا دوله الظلم أنمحى وبيدى.
ويعود الحج ركن الاسلام الخامس فى جو مفعم بمفهومه وتعود المملكه العربيه السعوديه أرض الحجاز وكعبه الثوره على الشرك والعماله والفساد.
المملكه … أى مصير

محمود كامل الكومي/كاتب ومحامى – مصرى
بانوراما الشرق الاوسط
على أرض بكه بالجزيره العربيه , ولد الهدى فى ربوع دوله الأصنام والكفر , التى قادها عبدت الأوثان من الندمان والطغيان من أمثال أبى جهل والجهل مبغاه ومرقده وعشق الكفر مرقده , وكذا أبى لهب تبا ليده وتب وأمرأته حمالات الحطب ذات الحبل من مسد فى جيدها وقد بدى بينها وزوجها سد يحجب عنهما ضياء الهدى , ويمنع عن سواهما الكفر , وصارت بمولد الهدى على أرض مكه الكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء .
أنتشرت من هذه البقعه الطاهره النديه الثريه , أعظم الرسالات وصارت تنير الكون بنور سيد المرسلين الوضاء وترسم للدنيا كلها طريق الحب والأخاء والنماء والسلام ,وأنتشرت الدعوه المحمديه تدعو البشريه بألا تنحنى الا للواحد القهار , وسرى نور خير البريه من أرض جزيره العرب الى الدنيا كلها , يضىء الكون ويلهم الأنسان للحب والخير والنماء والرخاء ومناصره أصحاب الحق والأخوان ,والأخذ بيد المستضعفين فى الأرض والفقراء الى أفق أرحب وسعه رزق وحياه تذوب فيها الفوارق بين الطبقات , وكذا مقاومه العدا والطغاه وبدا النداء يادوله الظلم انمحى وبيدى هو شعار دوله الأسلام .
فاضت من أرض الجزيره العربيه عطور الدعوه المحمديه وفاحت رائحتها الذكيه فى كل ما من شأنه خير البشريه وصلاح العالم وسلام البريه – لكن على ذات البقعه الطاهره وبعد مرور أثنى عشر قرنا من الزمان .. يتجلى ويتجسد أبا جهل ولهب معا , ليعيدا الوغى والكرى الى جزيره العرب وما حولها , فى رده على سنه المصطفى “صلى الله عليه وسلم “ وكأنهم بفعلهم سواء عن درايه أم جهل , يريدون أن يطفؤا نور الله والله متم نوره .
آبان دوله الخلافه العثمانيه حاولت أنجلترا عن طريق عميلها عبد العزيز بن محمد بن سعود ضرب الدوله الأسلاميه من الداخل , حيث أستقر للوهابيين كيان داخل الدوله الاسلاميه بزعامه محمد بن سعود ثم أبنه عبد العزيز ,فأمدتهم أنجلترا بالسلاح والمال وبناء على ذلك أندفعوا على أساس مذهبى للأستيلاء على البلاد الأسلاميه الخاضعه لسلطان الخلافه العثمانيه , وقاتلوا جيش أمير المؤمنين بتحريض من الأنجليز الذين أمدوهم بالمال والسلاح والعتاد وذلك للأستيلاء على البلاد الخاضعه للخلافه وحكمها عن طريق المذهب الوهابى , وأزالت ما أحدثته المذاهب الأخرى بحد السيف – فأغاروا على الكويت 1788 ودان لهم احتلالها , وحاصروا بغداد وحاولوا احتلالها والأستيلاء على كربلاء وهدم قبر الحسين – ثم أحتلوا مكه 1803 وسقطت المدينه المنوره فى أيديهم 1804 فخربوا القباب الضخمه التى كانت تظلل قبر سيدنا رسول الله وجردوها من جميع النفائس – وبعد أن دان لهم الحجاز كله , ساروا نحو الشام مجردين الحملات اليها بتمويل وتخطيط من دوله الاحتلال الأنجليزى لما لآل سعود من عماله سارت جليه للأنجليز .
وقد أستغل آل سعود المذهب الوهابى فى أعمال سياسيه لضرب الدوله الأسلاميه وأثاره حروب مذهبيه داخلها – دون أدراك ووعى من أتباع المذهب الوهابى ,ولكن عن أدراك ووعى من الأمير السعودى , حيث العلاقه كانت متماهيه متناغمه بين الأنجليز وعبد العزيز بن سعود , وسارت على نفس المنوال بينهم وبين أبنه سعود , وقد تجلت عماله آل سعود لأنجلترا فى أحط معانيها فيما بدى من تباهى الأنجليز وآل سعود معا بهذه العلاقه التى تغلفها العماله والخنوع , بل أن الأنجليز صاروا لايخفون وقوفهم الى جانب آل سعود دوليا بالأضافه الى الأسلحه الكثيره والعتاد الذى وصل الى آل سعود من المستعمرات الأنجليزيه فى الهند .
لكن كان الدور المصرى من أوقف المد الوهابى السعودى العميل للأنجليز ولو الى حين , حين طلبت دوله الخلافه من والى مصر محمد على ضرب الوهابيين , فأرسل حمله من الجيش المصرى بقياده ابنه “طوسون” لمحاربتهم وتمكن الجيش المصرى 1812 من فتح المدينه , واستسلم الوهابيون 1818 بعد ان دكت جيوش ابراهيم “الدرعيه” - وعلى أثر ذلك أنتهت مرحله من الخيانه والعماله مع الأحتلال الأنجليزى , وحكومه المملكه المتحده ضد الأمه العربيه والخلافه الأسلاميه , قادها آل سعود , وهو مانتج عنه تفكيكا وتدمير لشبه الجزيره العربيه والشام لصالح الأمبراطوريه البريطانيه والولايات المتحده الأميركيه فيما بعد , ويقال أن ذلك من العوامل التى ساعدت على أن اصبح العالم العربى (خاصه مشرقه) طيع للتقسيم والأحتلال , وهو ماغدى أرض خصبه للأعلان عن وعد بلفور الذى وعدت به بريطانيا اليهود بفلسطين وطنا قوميا لهم .
وعلى طريق الخيانه والعماله , ومن اجل تقسيم وتفتيت العالم العربى , وجعله لقمه سائغه للأحتلال وتمكين الصهيونيه العالميه -, وبعد أن تمكنت من ارض فلسطين 1948 - من التوسع وتحقيق حلمها التلمودى من النيل الى الفرات , تابعت الأسره السعوديه غييها وغايتها فى العماله للأستعمار العالمى وكان خير ماجسد ذلك , الوثيقه المؤرخه 27\12\1966 – والخاصه بالملك (فيصل والتى وجهها الى ( ليندون جونسون) الرئيس الأمريكى يستحثه أن تقوم امريكا بدعم اسرائيل للقيام بهجوم خاطف على مصر لتضطر لسحب جيشها من اليمن , ولأشغال مصر بأسرائيل (عنا) لمده طويله , لم يرفع بعدها مصرى رأسه خلف القناه ليحاول أعاده مطامع محمد على وجمال عبد الناصر فى وحده عربيه .. ويتابع فيصل , وبذلك نعطى لأنفسنا مهله طويله لتصفيه المبادىء الهدامه (على حد زعمه) لا فى مملكتنا فحسب بل فى كل الدول العربيه – ولامانع لدينا من أعطاء معونات لمصر وشبيهاتها من الدول العربيه أقتداء بمقوله (أرحموا شر قوم ذل) , وكذلك لأتقاء أصواتهم الكريهه فى الأعلام - وتتابع الوثيقه على لسان فيصل , الى جونسون , لابد من الأستيلاء على الضفه والقطاع حتى لايبقى للفلسطينيين أى مجال للتحرك وحتى لا تستغلهم اى دوله عربيه بحجه تحرير فلسطين . ويعرض فيصل على الرئيس الأمريكى تقويه الملا البرزانى بغرض انشاء حكومه كرديه مهمتها أشغال اى حكم فى بغداد ينادى بالوحده العربيه , وعن سوريا تتحدث الوثيقه بأنه لا يجب ان تسلم سوريا من الهجوم مع أقتلاع جزء من أراضيها حتى لا تتفرغ لسد الفراغ بعد مصر .
وحققت أمريكا وأسرائيل مطلب آل سعود الذى هو فى الأساس لب المشروع الصهيونى الأمريكى فى الأستيلاء على المنطقه العربيه , وكانت حرب حزيران (يونيو) 1967 وما آلت اليه من احتلال مطابقا لسيناريو الوثيقه الملكيه السعوديه – ثم حرب الخليج الثانيه والثالثه , حين أوعزت المخابرات الأمريكيه والسعوديه الى أمير الكويت – آبان عقد أجتماع بينه وبين صدام حسين لتسويه النزاع حول آبار النفط المتنازع عليها حدوديا – أن يستثير صدام حسين , وأن تتمسك الكويت بالآبار , وتواصل سرقه انتاجها النفطى , فى تحد صارخ لصدام على سند من القول انه لايستطيع أن يحرك ساكنا , وهو ما أدى الى أحتلال صدام للكويت فى ساعات معدوده مدفوعا بهذا التحدى الذى غذت به المخابرات السعوديه رأس الأمير الكويتى دون اساس من واقع , وهو ما كان بدايه للمخطط الذى أدى الى أنهيار العراق وتقسيمه وتكوين دوله كرديه فى الشمال العراقى , وقد كان الدور السعودى هو الحاضن للمؤامره الأمريكيه على العراق .
ولم تسلم نافذه “الموزاييك” للوطن العربى “لبنان” من التآمر السعودى المسير بفعل المخابرات الأمريكيه لتأليب الطوائف والقوى السياسيه اللبنانيه لفصم عرى السلام الأجتماعى اللبنانى – ذات الطبيعه الخاصه - فصنعت المخابرات السعوديه من آل الحريرى عملاء لها لتدمير لبنان وأنهاء سلميته , وبفعل سموم آل سعود وتطاير رذاذ بترودولاراتها سعرت قوى 14 آذار الى معسكر العماله والأستعمار , وصارت خنجر مسموم بوجه المقاومه اللبنانيه لحزب الله وسوريا
وعلى صعيد ثورات الربيع العربى آوت الأسره السعوديه “بن على” بعد أن ثار ضده الشعب التونسى ووجه المآوى درب الخيانه والعماله للصهيونيه والأمريكان , وكان التعاطف مع مبارك قد بدى فى الأفق على وجه الأسره الحاكمه السعوديه لما للأخير من تعاون وثيق بينه وبين كل من الاداره الامريكيه والاسره السعوديه , لكن على الجانب الآخر فأن الحكومه السعوديه قد سخرت الجامعه العربيه لتكون المحلل لأستدعاء قوات الناتو لضرب ليبيا وتفكيك بنيتها التحتيه وقتل القذافى طالما الأخير قد ناصب العداء لآل سعود منطلقا من عمالتهم للغرب الاستعمارى الأمريكى - لكن تبقى سوريا وعندها الأمن القومى المصرى لذا كان التآمر السعودى الأمبريالى الغربى قد ساد لتركيع الأمه العربيه ودفن جثتها على أنقاض سوريا الشام والدرع الواقى لمصر والعرب , فتم تدشين ما سمى بالجيش الحر الممول سعوديا وقطريا بالعتاد الصهيونى , وتبنت الاسره السعوديه الجانب الاكبر من المعارضه السوريه وساهمت المخابرات السعوديه فى نقل كل قوى الارهاب الى الداخل السورى , واستعدت أمريكا وفوضتها مستغله فى ذلك جامعه الدول العربيه فى شن العدوان على سوريا لتفكيكها وتدميرها اسوه بالعراق , وتنفيذا لمقررات الغرب الأمريكى ووعوده بشرق اوسط جديد .
لكن ولأن سوريا صمدت وأجهضت المؤامره عليها وعلى الأمه العربيه , وأنحسر العدوان الامريكى بفعل المقاومه السوريه ومحور ايران حزب الله من جانب والصين وروسيا من جانب آخر , لذا جن جنون آل سعود ورفضت قبول عضويه مجلس الأمن المؤقته أعتراضا على عدم تلبيه رغبتها فى شن أمريكا عدوانا على سوريا , يحقق أمنا لعرش آل سعود ويقضى على ثمه مقاومه للعدو الصهيونى – وعلى ذلك تتخبط الأداره السعوديه وتبدو تصريحات بندر بن سلطان بالتقارب مع فرنسا ومحاوله الايهام بأن هناك خلاف مع الولايات المتحده قد بدى أمر بعيد عن الواقع , الذى يؤكد أن الاداره الأمريكيه تمسك بتلابيب الاسره السعوديه وبكل مقدرات المملكه , خاصه تك الودائع التى تقدر بألوف المليارات فى البنوك والمؤسسات النقديه الأمريكيه , ناهيك عن أن الأداره الأمريكيه ومخابراتها تغوص فى الداخل السعودى الى الحد الذى يمكنها من معرفه خفايا غرف نوم الأمراء السعوديين وكذلك القصر الملكى .
ازاء هذا الوضع المزرى للأسره الحاكمه السعوديه وبلاط صاحب الجلاله فيها , فأن السؤال المطروح , أى مصير ينتظر المملكه؟
هل هو مصير حمد بن خليفه , أم أنه مصير الأسره السعوديه كلها , أم أن المملكه على حافه أنهيار الملكيه فيها , لتنهى عصر ابا لهب وجهل الى الأبد , ويضحى الشعار يزلزل وهتاف الحجيج يا دوله الظلم أنمحى وبيدى.
ويعود الحج ركن الاسلام الخامس فى جو مفعم بمفهومه وتعود المملكه العربيه السعوديه أرض الحجاز وكعبه الثوره على الشرك والعماله والفساد.
تعليق