http://alwatan.kuwait.tt/mobile/mart...aspx?id=331906

عادل: المتشددون الإيرانيون يقولون «إننا تحولنا من التغريب إلى.. التعريب»



أخيرا أقيمت في طهران أمسيات للشعراء الإيرانيين «سعدي» وحافظ» و«جلال الدين الرومي»

إن المرأة الإيرانية غير مهمشة في العمل العام فزوجتي تترأس مؤسسة نسوية هامة

أتمنى للمواطن الإيراني معرفة «الديوانية» الكويتية كظاهرة اجتماعية مميزة

سعيد أن ألتقي الكويتيين في طهران إننا دول جوار بيننا «عشرة عمر» وألفة واحترام فما يجمعنا أكثر مما يفرقنا

لدينا مئات المخطوطات باللغة العربية ويمكن للباحثين العرب دراستها باعتبارها كنزا ثمينا من التراث العربي والإسلامي

فضائيات شيعية تبث من أوروبا وتسب زوجات الرسول للفتنة



كتبت ليلى أحمد:
حذر رئيس مجلس الشورى الايراني السابق غلام علي حداد من اياد قال انها تسعى لاشعال الفتنة بين المسلمين، وقال ان هناك قنوات تبث باسم الشيعة من اوروبا تهدف برامجها لشق الصف بين المسلمين وتكريس التشاحن وتكيل الافتراءات لبعض الصحابة وزوجات الرسول عليه الصلاة والسلام.
وقال حداد في لقاء مع «الوطن» ان هناك من يبث الفرقة والشتات بين المسلمين ليقاتلوا بعضهم متناسين ان ديننا هو دين التسامح، حيث تحدث حداد في لقائه مع «الوطن» عن جهود تبذلها مؤسسة سعدي الثقافية في ترجمات الى العربية والعكس، متمنيا ان يتم افتتاح مركز ثقافي كويتي في ايران.


===============

طهران- ليلى أحمد:
مواتية هي الأجواء التي صاحبت توقيت زيارة الوفد الثقافي الكويتي للعاصمة الايرانية طهران في أكتوبر الماضي، بدعوة من المستشارية الثقافية بالسفارة الايرانية في الكويت... مواتية الأجواء التي كانت رائعة بكرم الضيافة الايرانية، والصحبة الطيبة.
الطقس لاسع كما أجواء «الحصار» الذي فرضته الولايات المتحدة الامريكية ضد طهران، بسبب تخصيب اليورانيوم في مفاعلها النووي، فليس من حق الشعوب ان تخلق بمبدعيها وعلمائها مكونات احتياجات بلادها، الا باذن من الدول «العظمي» العاصمة طهران لم تجع بسبب هذا الحصار القاسي، فقد كانت فرصة لشعب عظيم له جذور في التاريخ والتراث، ان تصبح قامة حية بين الامم، فكل شيء في البلاد «ساخت ايران» صناعة ايرانية وبعضه من دول جوارها، وان أثر الحصار على غلو في الحياة الاقتصادية على عامة بسطاء الناس لندرة الخامات الأولية.
ضمن أجندة الرحلة لقاء مع دكتور غلام علي حداد عادل، رئيس «مؤسسة سعدي» الذي كان رئيسا لمجلس الشورى الاسلامي الايراني.. «الوطن» انتهزت الفرصة لطرح عددا من الاسئلة عليه... هنا التفاصيل:

تركيز عربي

< أرى نزوعا غير عادي في ايران لترجمة كتب اسلامية من اللغة الفارسية الى اللغة العربية.. شاهدت هذا في دار المعارف الاسلامية يوم امس.. والآن في «مؤسسة سعدي» التي تترأسها وتصدرموسوعات للعالم الاسلامي؟
- نعم.. أليست اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، اننا نقوم بهذه المهام الجليلة لاثراء المكتبة العربية.
< وما لكم ومال العرب سيد حداد، ولدينا 23 نكبة عربية، لا نحتاج الى المزيد من الدول.. (حداد ضحك عاليا...)!!

فرق موسيقية

< حسنا... ألا تعتقد بأن ارث فارس العظيم آداب وفنون كلاسيكية وثقافة ونحت وتشكيل وغيرها، بحاجة الى ان يطلع عليه العالم، بترجمتكم لها، أنتم الذين في سابق الزمان، غزوتم نصف الكرة الارضية، فتعددت ثقافاتكم وأضفتم للوجود الانساني الكثير؟
ما بك.... خانم ليلا؟
< اني حزينة... أنا في بلد فارس ولم أجد فارس، العرب ولغتهم في كل مكان أين حضارة ايران.... «تجاهل سؤالي...فأكملت».... سيد حداد.. لماذا النهم في التوجه بالترجمة للعربية وتتجاهلون تراث فارس العظيم؟.
- علمت انك رئيسة القسم الفني والثقافي بجريدة «الوطن» الكويتية... أتريدين ان تشاهدي فرقا موسيقية.
< هذا فهم غير دقيق سيد حداد... جئت لايران.. لأرى ثقافتها الفارسية العامة.
- تجدين هذا متوافرا في أكاديمية الفنون الاسلامية في طهران، لوحات يرسمها شباب مفعم بالأمل.
< ذهبت الى هناك.. اللوحات متواضعة، ولم أحب «التوجيه» المسبق لمضامين اللوحات.
- ولدينا حضارة بعراقة «تخت جمشيد» في شيراز... وهو ضمن رحلتكم.

تغريب و.. تعريب

< وسط الإيرانيين «نقمة» على تحول الجمهورية الاسلامية الى عربية في توجهها، وخطابها السياسي، وحتى تفاصيل الحياة اليومية، ومفاصل الدولة، وهم غاضبون لان الحكم الاسلامي يقضي على حضارة وعراقة ايران وأصالتها المتفردة؟
- نعم.. انني كثيرا ما اسمع هذا الرأي، حتى ان المتشددين يقولون عنا «اننا نقلنا من التغريب المقصود به ايام شاه ايران الى.. التعريب».
< أليس هذا حقيقياً؟
- هذا رأي نحترمه، فلدينا اهدافنا نتطلع لتحقيقها. لا يخلو الأمر من ترجمات لشعر المتنبي من الفارسية للانجليزية.
< وماذا عن... شعراء ايرانيين عظام مثل «مولاي جلال الدين الرومي» والعالم الفلكي الشاعر «عمر الخيام» و«حافظ الشيرازي» و«سعدي».. وغيرهم كثيرون، هل قمتم بترجمة أشعارهم لقراء اللغة العربيه، ان المكتبة العربية تفتقر الى ترجمات جيدة؟

أمسيات فارسية

- ليس بعد، أخيرا اقيمت في طهران احتفالية للشاعرين «سعدي الشيرازي» من ايران و«بوشكين» من روسيا، وفي «شهر كتاب» ندوات حول الشعراء الفرس كـ«سعدي» و«حافظ»و«المولوي جلال الدين الرومي»
< أحقا..؟
- نعم، هذا يحدث في ايران اليوم، كما نقدم دورات تعليمية لمختلف شرائح المجتمع للتعريف بالأدب الفارسي.
< وماذا تفعل مؤسسة «سعدي» التي تترأسها، وسعدي الشيرازي شاعر معروف بكل انحاء العالم.
- هي باسم سعدي، وعملنا غير مقتصر على الشاعر، فاحدى مهامنا تعليم اللغة الفارسية لغير الناطقين بها و«سعدي» مثل معهد «جوته» الالماني.

تهميش

< الثورة الايرانية قامت على كتفين، امرأة ورجل.. والاحظ اقصاء رهيب للمرأة الايرانية؟
- هذا ليس صحيحا.
< بل صحيح.. أتيت من بلدي الكويت التي عمرها اربعمائة عام، وعمر بلدكم آلاف السنين، وفي وفدنا رجال أذكياء ودكتورتان نجاة المطوع من جامعة الكويت وسكينة مراد من معهد الفنون المسرحية وأنا صحافية كما تعلم، وكل الزيارات الرسمية التي تم ترتيبها للوفد الكويتي، لم نلتق بامرأة ايرانية مع المسؤولين الايرانيين، أيعقل هذا التهميش لمن شاركت في الثورة الايرانية؟.
- لا... لا اتفق معك ان المرأة الايرانية مهمشة.
< التقينا وزير الثقافة السيد علي جنتي، ولم أر امرأة في وزارته جاءت لملاقاة وفد الكويت، وحين اسأل عن المرأة يقال لي مشغولة.. ايعقل هذا؟
- ان المرأة الايرانية تشارك في العمل العام، فزوجتي تترأس احدى أهم المؤسسات النسائية في العاصمة طهران.
(لم احب ان أطيل هذه النقطة على اهميتها، فـ«زوجتي تترأس» كان كافيا لتفجير العديد من الملاحظات.. ونحن لا وقت طويل لدينا معه).
< سأكتب لصحيفتي كل ما قلته؟
- أرجوك، اكتبي ما تشاهدين... وما تريدين، اني لا أحجر على رأيك..

قل ما لديك

< ما رأيك ان تقول «كل» ما تريد..؟
- شكرا خانم... ان هدف تشريف الوفد الكويتي لنا هو تعزيز العلاقات الثقافية والأدبية بين البلدين الجارين وسبل تحقيقها واحياء الحضارة الاسلامية وآليات كبح جماح التشاحن الطائفي والعنصري وايران اليوم تعيش ربيع الموسوعات الثقافية والعلمية، فقد أنجزنا 200 موسوعة اكاديمية واصدرنا 17 موسوعة من دائرة المعارف الاسلامية ضمن 15 الف صفحة وبدأنا بحرف الباء تيمنا بآية البسلمة وانجزنا ترجمة الموسوعة الى اللغة العربية حتى المجلد الخامس، وقد حرصنا على تعزيز مفاهيم السلام والمودة والوسطية في عناوين هذه الموسوعة».
< وماذا بعد؟
- أثناء زياراتي للكويت، قمت بزيارة العديد من ديوانيات الكويت، وأعجبني الامر جدا، فهي برلمان صغير تتدوال به الافكار والاطروحات والرؤى كأي مؤسسة اجتماعية راشدة، وخلال رئاستي لموسوعة العالم الاسلامي أدرجت بحثا حول «الديوانية» في الكويت ليتسنى للمواطن الايراني معرفة هذه الظاهرة الاجتماعية المميزة.

شكرا للدعوة

< الحقيقة اني سعيدة... لأنه لأول مرة تقوم المستشارية الثقافية بشخص الدكتور عباس خامة دار، ومرافقنا الرائع جعفري، بترتيب رحلة لوفد كويتي متخصص في الثقافة والاعلام الى العاصمة الايرانية طهران.
- طبعا.. وسعيد ان التقيكم في طهران، اننا دول جوار وبيننا «عشرة عمر» وألفة واحترام فما يجمعنا اكثر مما يفرقنا وقدرنا نعيش جنبا الى جنب فلماذا نسمح بالفرقة بيننا؟ ان زيارتكم الكريمة هدفها ان نقترب لنتحاور.
< هناك أشرار يزرعون الفتن بين ايران والكويت والخليج.. أليس كذلك؟.
- بلى.. ان هناك من يبث الفرقة والشتات بين المسلمين، ليقاتلوا بعضهم متناسين ان ديننا هو دين التسامح والوسطية والخلق الرفيع ونشاهد اليوم اصواتا وقنوات فضائية باسم الشيعة تبث من بعض العواصم الاوروبية تهدف برامجها لشق الصف وتكريس التشاحن والتناحر وتكيل التهم والافتراءات لبعض الصحابة وزوجات الرسول الأكرم (صلى الله عليه وسلم) وهذه الادعاءات مرفوضة وغير حقيقية، وهذه السموم تريد ان تدمرنا بالحقد والبغضاء بين أبناء الدين الواحد.

اقتراحاتك آغا

< تعرف سيد حداد.. على الرغم من اننا جاران حبيبان ويجمع الود بين الكويت وايران.. الا ان الثقافة الفارسية تعتبر مجهولة لدى الكثير من شعوب الخليج، فما هو الحل برأيك... آغا حداد؟
- اننا نرحب بكل تفعيل ثقافي، وأتمنى افتتاح مركز ثقافي كويتي في طهران ليكون نافذة للشعب الايراني للاطلاع على ابداعات ادباء وشعراء الكويت، كما ان المركز الثقافي الكويتي سيكون قريبا من آداب اللغة الفارسية ويعمل على تفعيل الامسيات الشعرية والثقافية وغيرها من الفعاليات بين البلدين.. هذا اثراء عميق للشعبين الجارين، سيظل ويبقى.
< ما الذي يمكن ان يستفيد منه الباحثون من شعوب منطقتنا العربية؟.
- الكثير جدا، وأكثر مما يمكنك تصوره، فلدينا مئات النسخ المخطوطة باللغة العربية التي تعج بها المكتبات الايرانية ويمكن للباحثين العرب الاطلاع عليها ودراستها باعتبارها كنزا ثمينا من التراث العربي والاسلامي.
< وهل يمكن للباحثين في آداب اللغة الفارسية الحصول عليها بسهولة.. للتحقيق والدراسة والبحث اللازم طبعا؟
- اننا في خدمة العلم والمفكرين، يمكنهم الحصول على هذه النسخ بكل سهولة ويسر لكل التواقين للبحث العلمي، فهذا مشروع وسيفتتح جسور معرفة وثقافة ويربط البلدين الجارين لتعمم الفائدة.