إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

فشل جهود الوسيط السعودي في مصالحة بين “الدولة الاسلامية” و”النصرة” في سورية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فشل جهود الوسيط السعودي في مصالحة بين “الدولة الاسلامية” و”النصرة” في سورية

    3/2/2014


    فشل جهود الوسيط السعودي في مصالحة بين “الدولة الاسلامية” و”النصرة” في سورية



    أعلن الوسيط السعودي عبدالله المحيسني بين “دولة العراق والشام الإسلامية “(داعش) و”جبهة النصرة لأهل الشام ” فشل جهود المصالحة بينهما .

    وقال المحسيني في تسجيل صوتي نشر على صفحته الشخصية على شبكة التواصل الإجتماعي (فيسبوك) مدته 35 دقيقة و40 ثانية وحمل عنوان “ألا هل بلّغت” أن “دولة العراق والشام الإسلامية رفضت مبادرة الأمة للمصالحة مع جبهة النصرة لأهل الشام وبقية الكتائب ” .

    وأشار إلى أن الدولة الاسلامية “رفضت استحداث محكمة شرعية للإحتكام للخلافات وتحججت بأعذار وأقاويل “، مضيفاً أن “الأحداث تتراكم والنفوس تشحن والكتائب تغضب”.

    وأوضح ” رأيت مظالم تشيب لها الولدان أرتكبتها الدولة (دولة العراق والشام الإسلامية) وكانت سببا لما وصلنا إليه ” .

    وتابع ” كم رأينا من معتقلين في السجون بلا ذنب أو تهمة ، وكم رأينا معتقلا بالشبهة وتصفيات لمعتقلين ” .

    وقال أن ” قاضيا تابعا لداعش أبلغه عندما كان يحاول الإفراج عن معتقلي الجانبين” لقد إجتهدنا فصفيناهم ، فصعقت من هذا الكلام ، فسألت القاضي كيف تقتلون الناس بالمفخخات فرد علي “مفخخة واحدة تقتل 20 يعصم الله بها المئات ” .

    وناشد المحسيني زعيم “دولة العراق والشام الإسلامية ” أبو بكر البغدادي المكنى بـ “الكرار” لـ “القبول بإنشاء محكمة إسلامية عامة في الشام للنظر فيما مضى وما يستجد من نزاع ” .

    ولفت إلى أن “جبهة النصرة لأهل الشام”، “تسعى لإقامة الخلافة الإسلامية”، داعيا لمناصرتها .

    وأشار المحسني إلى أن هناك “فظائع ومظالم أرتكبها الجيش السوري الحر ولكننا نتكلم عن مشروع إسلامي يراد به إنموذجا لحكم شرع الله والإهتداء بهدي رسوله”، مضيفا إننا “امام مفترق طرق خطيرة لن ينجو أحد منه “.

    يذكر أن “مبادرةِ الأمةِ” تشتمل على 9 بنود هي: وقفٌ فوريٌ لإطلاقِ النارِ يسريْ في كافةِ مناطقِ الشامِ.و تشكيلُ محكمةٍ شرعيةٍ من قُضاةِ مستقلينَ ترتضيْهِم جميعُ الأطرافِ .والتزام جميعُ الكتائبِ العاملةِ في الساحةِ والموقّعةِ على هذهِ المبادرةِ بأنْ تكونَ هي الضامنُ لتنفيذِ قرارِ المحكمةِ الشرعيةِ.

    كما تشتمل على ترشيح مركز دعاةِ الجهادِ عشرةِ أسماءٍ من شرعيّيْ الفصائلِ التي اعتزلتْ الفتنةَ، كصقورِ العزِّ والكتيبةِ الخضراءِ وكتائبِ جندِ الأقصى، وغيرِهم وهُمْ جميعاً مجاهدونَ مرضيوُ العقيدةِ فيما نحسبُهم.

    حيث ستعرضُ الأسماءَ على كلِّ فصيلٍ من الأطرافِ المتنازعةِ ليختارَ منها أكبرَ عددٍ يرتضيهِ، ويبينَ أسبابَ رفضهِ للأسماءِ الأخرى.

    كما تشتمل البنود على أنه في حال لم يتم التوافق على من تم ترشيح أسمائهم فإن المتفاوضين يقومون بترشيح غيرهم، ولن تُعدم الساحة الشامية من علماء وطلاب علم أكْفَاء، من مهاجرين وأنصار .وتحديد خمسةُ أيامٍ من تاريخِ إطلاقِ مبادرةِ الأمةِ لإعلانِ مَن قَبِلَ بالتحاكمِ للمحكمةِ الشرعيةِ .

    وفيها أيضا إنشاء مرزٍ إعلامي عبر مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِ (تويتر – وفيسبوك) لإعلان ومتابعة مجرياتِ سيرِ التقاضي ، وتخوِيل كلُ جهة مفوضاً مِن قِبَلِها للترافعِ عنها والتفاوضِ ، و تحديد مدةٍ زمنية للانتهاءِ من البت في جميعِ القضايا، بحيث يحددُها القُضاة، وفي حالِ حصلتْ مماطلةٌ من أيٍ جهة فسيُضطر القضاة إلى الإعلانِ عنها والاستعانة بأهل الخير على ردِها إلى الاحتكامِ والصلح.

    المصدر:
    بانوراما الشرق الاوسط

  • #2
    18/1/2014


    وساطة سلفية أردنية بين "داعش" و الجبهة الاسلامية



    تقوم أطراف في التيار السلفي “الجهادي” الأردني بوساطة بين تنظيم دولة العراق والشام (داعش)،و الجبهة الإسلامية، اللتين تقاتلان في سورية في صفوف المعارضة المسلحة للنظام السوري، حيث اندلع قتال ضار بينهما منذ عدة اسابيع.

    وقد وأكد القيادي بالتيار السلفي في محافظة الزرقاء الدكتور منيف سمارة، وجود وساطة ومساع، للمصالحة بين تنظيمي الجبهة الاسلامية، المشكلة من قبل الجيش السوري الحر، وبين تنظيم (داعش) ، لنزع فتيل الأزمة فيما بينهما، نافيا في الوقت نفسه ما تردد أمس من خروج وفد من التيار السلفي الاردني الى سورية، بقصد اجراء الوساطة بين تنظيمي الجبهة الإسلامية و(داعش).

    وقال سمارة “جبهة نصرة أهل الشام تلعب دور الوسيط، وإبعاد الفتنة بين طرفي النزاع”، حيث “يوجد في سورية مجاهدون حكماء، يجرون حاليا عملية الوساطة والمصالحة بإذن الله، ومن بينهم الناشط الدكتور السعودي عبد الله المحيسن”.

    وذكر سمارة وجود مقاتلين أردنيين من التيار السلفي في تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة”، “يقاتلون في سورية ضد قوات النظام”، لافتا الى انه قبل أسبوع “قتل شابان من مدينة معان، الأول (...) كان يقاتل تحت مظلة داعش، في منطقة الغوطة، والثاني (..) كان يقاتل تحت مظلة جبهة النصرة في مدينة درعا”.

    واضاف ان كليهما قتلا أثناء مواجهات مسلحة مع قوات النظام، مشيرا إلى أن عدد المقاتلين من التيار السلفي الجهادي من الأردن بات يتجاوز ألف مقاتل.

    وكان عمر ابو عمر، الملقب “ابو قتادة”، والذي يمثل أمام محكمة أمن الدولة حاليا، قد وجه نداء الخميس الماضي الى تنظيم داعش، وطالبه الانضمام الى جبهة النصرة، و”وضع حد لهذه الفتنة”. ويؤكد الباحث والخبير بالحركات الاسلامية حسن ابوهنية ان داعش في “خلاف ونزاع مع جميع التنظيمات الاسلامية، وليس فقط الجبهة الاسلامية”، مشيرا، في تصريحات صحفية سابقة، الى ان الخلاف بين الطرفين “هو بسبب ايديولوجية القتال، حيث ان داعش تريد ان يكون القتال ضد الطائفة الشيعية، بيد أن باقي التنظيمات الإسلامية المقاتلة في سورية تريد مقاتلة النظام السوري”.

    http://www.secretsnews.com/read-news/37677

    تعليق


    • #3
      3/2/2014


      فيديو/وشهد شاهد من اهلها: المحيسني يفضح "داعش"!


      عبد الله المحيسني

      فيديو:
      http://www.alalam.ir/news/1562098

      فضح الشيخ عبد الله المحيسني الذي بات أحد وجوه ما يعرف بـ"الجهاد" في سوريا، بشهادته على مفخخات "داعش" – "الدولة الإسلامية في العراق والشام" - في سوريا.

      وفي فيديو نشر على يوتيوب أكد المحيسني الذي كان مكلفاً للقيام بمبادرة لوقف القتال بين مسلحي داعش من جهة مع مسلحي ما يسمى "الجبهة الاسلامية" و"جيش المجاهدين" و"جبهة النصرة" من جهة ثانية، أنه رأى بنفسه أن مفخخات داعش لا تقتل سوى المدنيين والأطفال.

      كما استنكر على "داعش" أن تقتل الأبرياء بدون حق، مؤكدًا أنه شهد بنفسه كيف قتلت مفخخة لهم أحد الأطفال ولم تقتل أخرى أحدًا سوى مفجرها حسب موقع سي ان ان بالعربي.

      ويروي المحيسني تفاصيل تحقيقه بالحوادث والمفخخات التي ترسلها داعش مستهدفة بها مراكز وحواجز تابعة للجيش الحر أحيانا ومحطات مياه ومناطق مدينة أحيانا أخرى.

      فقال المحيسني في الفيديو "في داركوش قالوا لي إن هنالك مفخخة فانطلقنا بوسط ما يسمى بذئاب الغاب وغيرهم من الجيش الحر فلما وصلنا أرادو اعتقالنا قلت : جئت لأشهد على هذا الحادث فأذنوا لي بعد إيقاف لمدة معينة فلما دخلنا وقفت وإذا بالسيارة المفخخة قد ضربت محطة مياه يشرب منها الناس وقتلت رجلا من عامة الناس حارسا لهذه المحطة وجرحت ثلاثة أطفال والله وقفت عليها بنفسي".

      ويتابع المحيسني " ثم اتصلت بأمير الدولة قلت هذه المفخخة قتلت الناس قتلت الأهالي، فقال ما قتلت، قلت والله إني في مكان الحدث".

      واستطرد "فلما ضربت مفخخة في كفرناها انطلقت إليها ووقفت والله على مكان الحادث فسألت الأهالي لا أسأل الجيش الحر ولا أسأل جيش المجاهدين ولا غيرهم أسال الناس الذين يسكنون وأقف بنفسي في أماكن القتال فلما ذهبت هنالك لم يقتل من المفخخة إلا طفل عمره 12 سنة".

      وذكر المحسيني حادثة أخرى لمفخخة في كفر نايا لم تقتل أحدا سوى قائد السيارة، فضلا عن السيارة التي فجرت في كفر جوم بمحطة لتعبئة الوقود ولم تقتل إلا مفجرها، متسائلا (المحيسني) عن الفائدة التي يجنيها تنظيم "داعش" من وراء ذلك.

      كما دعا المسلحين الذين يعملون أو يقاتلون مع "داعش" بمغادرتها والانضمام إلى أي فصيل من الفصائل الأخرى "المشهود لها بالمنهج القويم" أو العودة إلى أهلهم و بلادهم التي وفدوا منها، معلنا بذلك تراجعه عن مبادرة "الأمة"، التي كان أعلن عنها للصلح بين الفصائل المسلحة وداعش.

      وتحدث المحيسني عن الانتهاكات التي ارتكبتها الدولة وكثرة مظالمها والمشتكين من تعسفها بتفسير الشريعة الإسلامية والغلو في الدين الذي تمارسه بحق الناس في الأماكن التي تسيطر عليها فقال: "فمن التغرير بالناسِ الزعم بأن كثرة الخصوم دليل على صحة المنهج، بل قد يكون دليلا على كثرة المظالم والشدة على الناس، وهو رأيته ولن أنسى ذلك اليوم حينما خطبت في جامع الأتارب قبل الأحداث، فاحتشد الناس حولي يشكون لي مظالم كبيرة وقعت عليهم من الدولة، وإني رأيت مظالم يشيب لها الولدان، ارتكبت من قبل الدولة في الشام، وكانت سببا لما وصلنا له اليوم".

      يذكر أن مبادرة الأمة التي أطلقها المحيسني هي الثالثة من نوعها، حيث قوبلت المبادرتان السابقتان لها بالرفض الكامل من قبل "داعش" .

      تعليق


      • #4
        3/2/2014


        القاعدة: لا صلة لنا بـ "داعش"



        أعلنت "القيادة العامة" لتنظيم القاعدة في بيان منسوب لها نشر على الانترنت، ان لا صلة لها بما يُسمى "تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام" والمعروف بـ"داعش".

        وجاء في البيان الذي نقلته وكالة "فرانس برس" ونُسب للقاعدة "تعلن جماعة قاعدة الجهاد انها لا صلة لها بجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام. فلم تخطر بإنشائها، ولم تستأمر فيها ولم تستشر، ولم ترضها، بل أمرت بوقف العمل بها".

        وأضاف البيان ان جماعة "تنظيم الدولة".. "ليست فرعا من جماعة قاعدة الجهاد. ولا تربطها بها علاقة تنظيمية. وليست الجماعة مسؤولة عن تصرفاتها".

        وكان زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري دعا الشهر الماضي في رسالة صوتية نشرت على الانترنت الى وقف القتال بين من وصفهم بـ "اخوة الجهاد والاسلام" في سورية، وذلك بعد احتدام القتال بين الفصائل المعارضة.

        ودارت معارك عنيفة منذ مطلع السنة بين تشكيلات من المقاتلين المعارضين وعناصر "داعش" التي تؤكد ارتباطها بالقاعدة في مناطق واسعة من شمال سورية.

        وشاركت "جبهة النصرة" التي سبق ان اعتبرها الظواهري ممثل تنظيم القاعدة في سورية، الى جانب مقاتلي المعارضة المؤلفين من "الجبهة الاسلامية" و"جيش المجاهدين" و"جبهة ثوار سوريا" في بعض هذه المعارك ضد "تنظيم الدولة".

        تعليق


        • #5
          4/2/2014


          * هل شقّ البغدادي عصا الطاعـة ؟



          لم يكن تنظيم «دولة العراق الإسلامية»، الذي أصبح «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، تابعاً في يوم من الأيام لتنظيم «القاعدة». القصة عمرها من عُمر بيعة أبو مصعب الزرقاوي لشيخه أسامة بن لادن، لكنّ جديدها خلافٌ فقهي، أحد وجوهه تقوده السعودية. أما رسائل النصح ومبادرات توحيد الصف، فلم تُفلح بعد. هنا الحكاية الكاملة

          رضوان مرتضى/الاخبار
          بانوراما الشرق الاوسط


          أكّد بيان نُسب الى «قاعدة الجهاد» المعروف عالمياً بـ«القاعدة»، ونشره «مركز الفجر للإعلام» المعني بإصدار منشورات الجهاد العالمي، أن «لا صلة» له «بجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وأن «قاعدة الجهاد» «لم تُخطر بإنشائها، ولم تُستأمر فيها ولم تُستشر، ولم ترضها، بل أمرت بوقف العمل بها»، مؤكداً أنها «ليست فرعاً من جماعة قاعدة الجهاد، ولا تربطها بها علاقة تنظيمية، وليست مسؤولة عن تصرفاتها».

          ليست المرّة الأولى التي يتبرّأ فيها تنظيم «القاعدة» من «الدولة الإسلامية»، لكنها الإشارة الأكثر دلالة على تجذّر الخلاف بينهما. فقد سبق أن دعا «زعيم الجهاد العالمي» أيمن الظواهري، في الثامن من تشرين الثاني الفائت، إلى حل «الدولة الإسلامية»، معلناً أن «جبهة النصرة هي فرع التنظيم في سوريا». إعلانٌ أعقبته مشاركة «النصرة» إلى جانب «الجبهة الإسلامية»، المدعومة سعودياً، في بعض المعارك ضد «الدولة».

          لا تبدأ الحكاية هنا، ولا تُختصر بصراع «أمراء الجهاد» على إمرة الساحة السورية، إذ إنّ بين «معركة النهروان»، التسمية التي أطلقتها «الجبهة الإسلامية» على معركتها مع «الخوارج في الدولة»، و«حروب الردّة» كما يُسمّي مقاتلو «الدولة» حربهم ضد تحالف الفصائل الذي يواجهونه، خلافاً فقهياً يصل حدّ التكفير والإخراج من الملّة. هكذا يُعيد التاريخ نفسه على أرض الشام. تُشبّه «الدولة» معركتها بـ«حروب الردّة» التي خاضها الخليفة الراشدي الأول أبو بكر الصدّيق ضد المرتدين، فيما تُشبّه باقي الفصائل المقاتلة تنظيم «الدولة الإسلامية» بالخوارج الذين قاتلهم الخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب. وتستعر الحرب مجدّداً بين «إخوة الجهاد»، لتتحارب فصائل المعارضة المسلّحة في معركة لا هوادة فيها، لم تُفلح معها مبادرات الإصلاح ورسائل النصح.

          لم تفلح كل محاولات منظّري «السلفية الجهادية» في وقف الاقتتال، ومنها رسالة أمير «أنصار الشريعة في تونس» الشيخ أبو عياض التونسي الذي أصدر بيان «تأييد ونصرة لإخواننا المجاهدين في الشام»، وهجوم مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية الشيخ المصري هاني السباعي على «المشاركين في الهجوم على الدولة»، ورسالة الشيخ الأردني عصام البرقاوي المعروف بـ«أبو محمد المقدسي» التي تضمّنت انتقادات شديدة لـ«الدولة»، ودعوة الشيخ عمر عثمان المعروف بـ«أبو قتادة الفلسطيني» للبغدادي إلى الانسحاب من سوريا أو الانضواء والقتال تحت راية «جبهة النصرة». كل هذه المواقف وُضعت في خانة رسائل النصح أو العتب ولم تؤدّ إلا إلى زيادة الانقسام. وحدها مبادرة الشيخ السعودي عبدالله المحيسني التي عرفت بـ«مشروع مبادرة الأمة» لإنشاء محكمة إسلامية كانت الأكثر جدّية. وقد وافق على هذه المبادرة معظم الفصائل المقاتلة، باستثناء «الدولة» التي شكرت صاحبها، معتبرة أن «القتال في سوريا ليس فتنة بين المجاهدين، بل حرب من الفئة الباغية ضد المجاهدين».

          وسط تضارب مواقف شرعيي الجهاد العالمي بين تبادل الاتهام بـ«نكث البيعة» و«الخروج على الأمير» و«المغالاة في التكفير»، يجدر العودة إلى بداية القصة. هل أخذ الظواهري البيعة أصلاً من البغدادي حتى يصفه بالخارج عليه، فيما الوقائع تشير إلى أنّ زعيم «جبهة النصرة» هو من انشق عن طاعة البغدادي الذي أرسله الى سوريا؟ وما هي علاقة «القاعدة» بـ«دولة العراق الإسلامية» التي باتت تُعرف اليوم بـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام»؟

          تعود القصة إلى أيام الاحتلال الأميركي للعراق في عام ٢٠٠٣. يومها أُحصي ١٦ فصيلاً سنيّاً تقاتل على أرض العراق، منها «جيش أهل السنّة» و«أنصار الإسلام» و«جيش الصحابة» و«جيش الخلافة» و«فصائل جيش محمد» و«جماعة التوحيد والجهاد» التي برزت بقيادة الأردني أبو مصعب الزرقاوي الذي لم يلبث أن بايع زعيم «القاعدة» في حينه أسامة بن لادن، علماً بأنهما كانا على رأس جماعتين مستقلتين في الأساس، وأن بن لادن كان مبايعاً لزعيم دولة طالبان الملّا محمد عمر.

          بعد مبايعة الزرقاوي لـ«القاعدة»، استبدل اسم تنظيمه بـ«القاعدة في بلاد الرافدين». وجرى بعدها توحيد الفصائل تحت مسمّى «مجلس شورى المجاهدين» الذي شكّل أتباع الزرقاوي عموده الفقري. وأُنشئ لاحقاً «حلف المُطيبين» الذي بويع «أبو عمر البغدادي» أميراً عليه قبل أن يُشكّل «دولة العراق الإسلامية» الهادفة إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية في المناطق التي يغلب عليها أهل السنّة في العراق. وفي عُرف هؤلاء، كان ذلك ضرورة لأن هذه المناطق كانت خاضعة لسيطرتهم ويحتاج ساكنوها الى دولة تسيّر أمورهم، وهنا مربط الفرس. فـ«دولة العراق» جرى تشكيلها على أنها «إمارة حُكم» لا «إمارة حرب». وبحسب أحد المشايخ السلفيين، «الإمارة في المنهج السلفي على ضربين: إمارة إسلامية عامة، أي ولاية المسلمين تحت مسمى الخلافة، كما في عهد النبي محمد. وإمارة إسلامية خاصة، إما أن تكون دعوية وجهادية أو إمارة حُكم». وبحسب هؤلاء، هنا وقع الخلاف بين «الدولة» من جهة والفصائل الجهادية التي خلطت بين إمارة الحكم وإمارة التنظيم من جهة ثانية، إذ إن «إمارة الحكم» التي أعلنها البغدادي من مهماتها رعاية شؤون المسلمين، لكونها تسيطر على مساحات واسعة ومن واجبها الاهتمام بالمسلمين الموجودين ضمن رقعة سيطرتها، ما يعني أن «إمارة التنظيم تحوّلت إلى إمارة حُكم في سوريا». أما «إمارة التنظيم»، فمهمتها القتال حتى القضاء على العدو، من دون الالتفات إلى تسيير شؤون الناس، ثم الانتقال إلى الجهاد في منطقة أخرى بعد تحريرها.

          في سوريا، جرى إسقاط ما سبق على الأحداث الجارية، ليُصبح الأمر على الشكل الآتي: قرّر البغدادي مدّ سلطانه، فشكّل «جبهة النصرة» عبر تكليف الجولاني بتنسيق «العمليات الجهادية» في سوريا. ولمّا طلب إليه الاندماج، رفض الجولاني الانصياع لأمر أميره، فوقع الشقاق الذي بات معروفاً. أما «الضرورة الشرعية» التي انطلق منها البغدادي لإعلان دولته، فمستمدة من كون المناطق الخاضعة لسيطرته تحتاج إلى حاكم. لذلك أصبح لزاماً، في المنظور الشرعي، تحوّل تنظيمه في سوريا إلى دولة، أي «الانتقال من إمارة الجماعة إلى إمارة الحُكم»، باعتبار أن إمارة الجماعة التي تكون في طور ما قبل الدولة. وأعقب ذلك تشكيل مجلس شورى نصّب البغدادي أميراً للمؤمنين، ثمّ عيّن ولاة ووزراء وعمّالاً لجباية أموال الزكاة. وحدّد السياستين الداخلية والخارجية. وبالتالي، أصبح على كل الفصائل المسلّحة الموجودة في مناطق سيطرته، إما أن تبايعه وتنضم إليه إن أرادت البقاء مع سلاحها، أو تخرج لتقاتل في مناطق أخرى، أو تسلّم سلاحها من دون اشتراط مبايعة أمير الدولة.

          وفي استعادة لبعض التجارب المماثلة، فقد سار البغدادي على خطى زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر الذي تولّى «إمارة الدولة الإسلامية في أفغانستان»، أي انتقل من «إمارة التنظيم» إلى «إمارة الحكم»، ثم سقطت إمارة حكمه مع الاحتلال الأميركي لأفغانستان، فعاد إلى إمارة التنظيم. كذلك فعل «أنصار الشريعة» الذين ساروا على النهج نفسه في اليمن. وكذلك هي «إمارة الحُكم» في مالي بقيادة تنظيم «القاعدة» هناك.

          هكذا يعتبر البغدادي نفسه «أمير حُكم»، فيما اعتبره الظواهري «أمير تنظيم»، علماً بأن الظواهري نفسه «أمير جماعة»، لأن لا منطقة خاضعة لسيطرته ليُطبّق فيها الإسلام، وإن كان «أمير جهاد عالمي»، لأن هناك فصائل تتبع له في كل أنحاء العالم.

          في المحصّلة، القتال بين «جهاديي» سوريا لا يزال مستمراً. المقاتلون الأجانب الذي يُعرفون بـ«المهاجرين» يقفون إلى جانب «الدولة»، فيما يختار معظم الأنصار، أي أبناء سوريا، صفّ «النصرة» وحلفائها، علماً بأنّ أتباع الجولاني حائرون، وفي منازل مختلفة، بين عدو وحليف وناءٍ بنفسه. ووسط ذلك، يتفاقم صراع خفي على السعودية. «الجبهة الإسلامية» تحارب «الدولة»، بقرارٍ سعودي، فيما «الدولة» و«النصرة» تتفقان على تكفير النظام الحاكم فيها.

          ***
          * داعش من الألف الى الياء

          الجزء الأول: النشأة في العراق والإنتقال الى سوريا… علاقة متوترة مع مختلف فصائل المعارضة السورية.



          حسين طليس/الديار
          بانوراما الشرق الاوسط

          الدولة الإسلامية في العراق و الشام.. هذا هو اسمها الكامل الذي تم اختصاره بجمع الأحرف الأولى من الكلمات لتصبح “داعش”، إسم آخر لها يتم تداوله في المناطق التي تسيطر عليها في سوريا، حيث بات المواطنين يرمزون الى التنظيم بكلمة “الدولة”. هو تنظيم مسلح يُوصف بالارهاب يتبنى الفكر السلفي الجهادي ويهدف المنظمون إليه الى اعادة مايسموه “الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة”، يتخذ من العراق وسوريا مسرحا لعملياته.

          جدل طويل أثاره هذا التنظيم منذ ظهوره في سوريا، حول نشأته، ممارساته، أهدافه وإرتباطاته، الأمر الذي جعلها محور حديث الصحف والإعلام، وما بين التحاليل و التقارير، ضاعت هوية هذا التنظيم الأصولي وضاعت أهدافه و ارتباطاته بسبب تضارب المعلومات حوله، فئة تنظر اليه كأحد فروع القاعدة في سوريا، فئة أخرى تراه تنظيم مستقل يسعى لإقامة دولة إسلامية، وفئة ثالثة تراه صنيعة النظام السوري للفتك بالمعارضة و فصائلها، وبين هذا وتلك وذاك… من هي داعش ؟

          داعش في العراق .. أصولها ومسار تأسيسها

          على الرغم من أن هذا التنظيم حديث الظهور على الساحة السورية، الا أنه ليس بتشكيل جديد، بل هو الأقدم بين كل التنظيمات المسلحة البارزة على الساحة السورية خاصة و الإقليمية عموماً. تعود أصول هذا التنظيم الى العام 2004، حين شكل أبو مصعب الزرقاوي تنظيم أسماه ” جماعة التوحيد والجهاد” حيث تزعم الزرقاوي هذا التنظيم وأعلن مبايعته لتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن في حينها، ليصبح ممثل تنظيم القاعدة في المنطقة أو ما سمي “تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين”. برز التنظيم على الساحة العراقية ابان الإحتلال الأمريكي للعراق، على أنه تنتظيم جهادي ضد القوات الأمريكية، الأمر الذي جعله مركز إستقطاب للشباب العراقي الذي يسعى لمواجهة الإحتلال الأمريكي لبلاده، وسرعان ما توسع نفوذ التنظيم و عديده، ليصبح من أقوى الميليشيات المنتشرة و المقاتلة على الساحة العراقية.

          في العام 2006، خرج الزرقاوي على الملا في شريط مصور معلنا عن تشكيل “مجلس شورى المجاهدين” بزعامة عبدالله رشيد البغدادي، قتل الزرقاوي في الشهر نفسه من اعلانه، وعين ابي حمزة المهاجر زعيما لتنظيم القاعدة في العراق، وفي نهاية ال2006 تم تشكيل تنظيم عسكري يختصر كل تلك التنظيمات ويجمع كل التشكيلات الأصولية المنتشرة على الأراضي العراقية، إضافة الى أنه يظهر أهدافها عبر إسمه… “الدولة الإسلامية في العراق” بزعامة أبو عمر البغدادي.

          من هو “أبو بكر البغدادي” أمير داعش

          في الشهر الرابع من العام 2010، و تحديداً 19 نيسان، قامت القوات الأمريكية بتنفيذ عملية عسكرية في منطقة الثرثار استهدفت منزلا كان فيه ابي عمر البغدادي وابي حمزة المهاجر وبعد اشتباكات عنيفة بين الجانبين واستدعاء الطائرات تم قصف المنزل ليقتلا معاً، وبعد اسبوع واحد اعترف التنظيم في بيان له على الانترنت، وبعد حوالي عشرة ايام انعقد مجلس شورى الدولة الإسلامية في العراق ليختار ابي بكر البغدادي خليفة لأبي عمر البغدادي، والذي يمثل اليوم (أمير الدولة الإسلامية في العراق و الشام، داعش)… فمن هو هذا الأمير ؟

          إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري المولود عام 1971 في مدينة سامراء العراقية، له العديد من الأسماء والألقاب، “علي البدري السامرائي”، ” أبو دعاء “، الدكتور إبراهيم، “الكرار”، واخيراً ” أبو بكر البغدادي”. هو خريج الجامعة الإسلامية في بغداد، درس فيها البكالوريوس، الماجستير والدكتوراه، وعمل أستاذاً ومعلماً وداعية، ضليع بالثقافة الإسلامية، العلم والفقة الشرعي، ولديه إطلاع واسع على العلوم التاريخية والأنساب الشريفة. ولد بإسم إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري لعائلة متدينة تتبع العقيدة السلفية التكفيرية، ووالده الشيخ عواد من وجهاء عشيرة البوبدري العراقية التي تعود اصولها الى قريش، وأعمامه دعاة اسلاميون في العراق.

          بدأ البغدادي نشاطاته منطلقا من الجانب الدعوي والتربوي الا أنه ما لبث أن انتقل الى الجانب الجهادي، حيث ظهر كقطب من اقطاب السلفية الجهادية وأبرز منظريها في محافظتي ديالى وسامراء العراقيتين، أولى نشاطاته بدأت من جامع الإمام أحمد بن حنبل، مؤسساً خلايا جهادية صغيرة في المنطقة، قامت بعدد من العمليات الإرهابية وشاركت في حروب الشوارع التي شهدها العراق في السنوات الماضية، انشأ بعدها اول تنظيم اسماه “جيش اهل السنة والجماعة” بالتعاون مع بعض الشخصيات الأصولية التي تشاركه الفكر و النهج و الهدف، ونشّط عملياته في بغداد، سامراء وديالى، ثم ما لبث ان انضم مع تنظيمه الى مجلس شورى المجاهدين حيث عمل على تشكيل وتنظيم الهيئات الشرعية في المجلس وشغل منصب عضو في مجلس الشورى حتى إعلان دولة العراق الإسلامية.

          جمعت أبي بكر البغدادي، علاقة وثيقة بأبي عمر البغدادي، وصلت الى حد أن الأخير أوصى قبل مقتله بأن يكون أبي بكر البغدادي خليفته في زعامة الدولة الإسلامية في العراق، و هذا ما حدث في السادس عشر من أيار 2010، حيث نصّب ابو بكر البغدادي اميراً للدولة الإسلامية في العراق.

          للدولة الإسلامية في العراق تاريخ دموي طويل، فمنذ تولي أبي بكر البغدادي زعامة هذا التنظيم (وبعيداً عن ما نفذته القاعدة قبله في العراق في عهد الزرقاوي ومن تبعه) قام التنظيم بتنفيذ عدد كبير من العمليات والهجمات الإرهابية التي حصدت ارواح الآلاف من العراقيين، اشهرها كانت عملية مسجد أم القرى في بغداد التي أسفرت عن مقتل النائب العراقي خالد الفهداوي، وهجمات انتقامية لمقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق اسامة بن لادن، حيث شن عدة عمليات ارهابية في العراق ادت الى استشهاد المئات من رجال الجيش والشرطة العراقية والمواطنين، وتبنى عبر الموقع الإلكتروني التابع لتنظيم القاعدة في العراق اكثر من 100 هجوم انتحاري انتقاما لمقتل بن لادن، تلاها عدًة عمليات في العراق صنفت بالنوعية كعملية البنك المركزي، ووزارة العدل، واقتحام سجني أبو غريب والحوت.

          داعش في سوريا

          من كلمة “شام” أوجد الحرب الأخير من كلمة “داعش” ففي حين كان التنظيم يدعى الدولة الإسلامية في العراق، إستغل البغدادي الأزمة التي اندلعت في سوريا و الفوضى التي حصلات هناك ليعلن دخوله على خط المواجهات في سوريا، وكباقي التنظيمات التكفيرية المسلحة والمرتبطة بالقاعدة، وجد البغدادي وتنظيمه مساحة خصبة على الأراضي السورية لممارسة إجرامهم وتكفيرهم بالإضافة الى استغلال الفوضى لتحقيق المكاسب و توسيع النفوذ، ومن الحدود السورية الواسعة مع العراق، دخل تنظيم “الدولة” الى الأراضي السورية، الى شرق سوريا بالتحديد تحت شعار”نصرة أهل السنة في سوريا” معلنين الحرب على النظام السوري.

          بدأ تواجد القاعدة في سوريا مع ظهور تنظيم “جبهة النصرة” بقيادة أبو محمد الجولاني، أواخر سنة 2011، وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر من أبرز قوى المقاتلة في سوريا، ومع إعلان النصرة مباديعتها لتنظيم القاعدة في أفغانستان بقيادة الظواهري، بدأت التقارير الإستخباراتية و الإعلامية والصحفية تتحدث عن علاقة النصرة بالدولة الإسلامية في العراق، وبدأ إعتبارها إمتداد سوري لذاك التنظيم المنتشر في العراق. وفي التاسع من نيسان عام 2013 وبرسالة صوتية بُثت عن طريق شبكة شموخ الإسلام ،أعلن من أبو بكر البغدادي دمج فرع التنظيم جبهة النصرة مع دولة العراق الإسلامية تحت مسمى “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، وهنا بدأت قصة داعش.


          داعش والنصرة

          بعد ذلك بفترة قصيرة أبي محمد الجولاني (أمير جبهة النصرة) بتسجيل صوتي يعلن فيه عن علاقته مع دولة العراق الاسلامية لكنه نفى شخصيا او مجلس شورى الجبهة ان يكونوا على علم بإعلان البغدادي عن إندماج التنظيمين، فرفض فكرة الاندماج واعلن مبايعة تنظيم القاعدة في افغانستان بقيادة الظواهري، وعلى الرغم من العمليات المشتركة التي خاضتها ” النصرة وداعش” الا أن حرب باردة تدور بين التنظيمين على الأراضي السورية منذ إعلان البغدادي.

          يحمل كل من النصرة وداعش، فكراً متشدداً تكفيرياً واحداً، يعملون بنهج السلفية الجهادية، و مؤمنان بقيام الدولة الإسلامية في الشام، إلا أن الفرق بين التنظيمين يكمن في قربهم من الواقع السوري ومراعاتهم لهذه الخصوصية، فالنصرة قامت مع المرحلة الأولى من الأزمة السورية في نهاية العام 2011، واكتسبت خبرة و دراية بواقع المجتمع السوري الذي يعيش في كنف دولة علمانية و عليه تخرج جبهة النصرة الى العلن بنسبة من التطرف أقل من تلك التي تنتهجها داعش في علاقتها مع المجتمع السوري، خاصة و أن داعش حديثة الدخول على الأزمة السورية، ولم تنتهج مسار لتكون مقبولة، بل فرضت بالقوة نفوذها و القبول بها في المناطق المسيطر عليها من قبلها.

          تأسست النصرة من زعماء سوريين بينهم من كان معتقلا في السجون السورية واستفاد من العفو العام، وبينهم من كان يمارس الدعوة سرياً في سوريا قبيل اندلاع الأزمة، وآخرين كانوا منضوين تحت لواء القاعدة و قاتلو في بلدان أخرى كالعراق و أفغانستان و الشيشان وعادوا مع بداية الأزمة في سوريا للقتال فيها كما هي حال أمير جبهة النصرة ابو محمد الفاتح “الجولاني” وهو جامعي سوري الأصل قاتل في العراق والشيشان وبلدان أخرى سوري الأصل، مع وجود عدد لا بأس به من الأجانب في صفوفها. أما من ناحية داعش فهي تعتمد بشكل كبير على العنصر الأجنبي المقاتل الذي يغلب عددياً على العنصر السوري ان كان في مواقع القيادة أو بين المقاتلين، وهذا ما قد يفسرمراعاة النصرة لخصوصيات المجتمع السوري، بينما لا تقر الدولة بمبدأ أن كل من شارك في الثورة له الحق في تقرير مستقبل سوريا، وترى أن الدولة قائمة فعلا من خلالها.

          على الأرض فإن كل من جبهة النصرة وداعش حذران في تعاملهما الثنائي وحريصان على عدم الاحتكاك، حيث لا يعلق أي طرف على مواقف الآخر، وكل ينأى بنفسه عن الآخر وهناك مسافة أمان بين الجبهة والدولة، فالقيادات لا تتعامل مع بعضها، أما عناصر الطرفين على الأرض فيرون أنهم يحملون مشروعا واحدا، وأنه لا مصلحة لأي منهما في الاصطدام بالآخر. فيما لا يستبعد مراقبون قيام هذا التصادم على المدى الطويل اذا ما استمرت النصرة من جهة بإعلان نفسها تنظيم مستقل متعاون مع الجيش الحر و الكتائب المقاتلة التي تعتبرها داعش مرتدة، واذا ما تابعت داعش من جهة أخرى سياستها بعدم قبول الآخر وإعتبار نفسها اجهة الحصرية التي تمثل الدولة الإسلامية على الأرض و تسعى لإستقطاب الجميع اليها.

          واستقطبت “داعش” أتباعاً كانوا ضمن جبهة النصرة، وكان عددهم كبيرا وخاصة بمدينة حلب بعد إعلان البغدادي للدولة الإسلامية في العراق والشام. كما انضمت إليها فصائل كاملة منها مجلس شورى المجاهدين بقيادة أبو الأسير الذي عينته الدولة أميرا على حلب، وجيش المهاجرين والأنصار الذي يقوده الشيخ عمر الشيشاني الذي بايعها في معركة مطار منغ في آب الماضي. كما انضم إلى “الدولة” مقاتلون سابقون في فصائل الجيش السوري الحر من عناصر حركات أحرار الشام والتوحيد وغيرها

          داعش و الجيش الحر

          أما عن العلاقة التي تربط داعش بما يسمى “الجيش السوري الحر” فهي أكثر توتراً ودموية من تلك التي تربط داعش بالنصرة، حيث وصلت سياسة تكفير داعش للأنظمة و الدول و الفصائل الى إعتبار أي فصيل في “الجيش الحر” من الكافرين. وقد دارت بين الطرفين معارك طويلة مع جميع الكتائب التابعة للحر المنتشرة على الأراضي القريبة من مناطق نفوذ داعش او التي تقع على الخط التي رسمته داعش لدولتها. وفي حين اتهمت داعش الجيش الحر بالإرتداد عن الدين الإسلامي وتعاملهم مع النظام السوري، واتخذتها ذريعة لمهاجمة الحر وضرب كتائبه، تتحدث تقارير عن أهداف مادية خلف الصراع الذي يدور بين داعش و الحر، خاصة حول النفط و المعابر الحدودية، و هذا ما بدا جلياً في أماكن الصراع في ريف حلب والحسكة.

          وقد دارت المعارك بين الطرفين في إطار محاولات السيطرة على المناطق النفطية والآبار في الحسكة والرقة خصوصاً، وحول المعابر الحدودية مع تركيا خاصة كما حصل في إعزاز عند معبر باب السلامة أو كما حصل منذ مدة قصيرة عند معبر باب الهوى.

          ومنذ أن أعلنت داعش حملتها العسكرية على الجيش الحر بعنوان “نفي الخبيث” تستهدف “عملاء النظام، ومن قام بالاعتداء السافر على الدولة الإسلامية في العراق والشام” ، خاضت معارك عديدة مع الجيش الحر ساهمت خلالها في إضعاف هذا الجيش حيث استهدفت معظم كتائبه، حيث قامت في وقت سابق باعتقال سرية تابعة لـ«كتائب الفاروق» في مدينة حلب بسبب مشكلة قديمة عند معركة معبر تل ابيض.كما قامت داعش في وقت سابق أيضا بإرسال سيارة مفخخة إلى مقر جماعة “أحفاد الرسول” في منطقة سكة القطار في الرقة، وقتل ما يقارب 40 عنصراً من “أحفاد الرسول”. كما قامت “داعش” بتفجير سيارة في مركز تابع «للواء الله اكبر» في منطقة البوكمال وأدت الى مقتل شقيق قائد اللواء. بالإضافة المعارك التي شهدتها منطقة إعزاز بين داعش و لواء عاصفة الشمال على خلفية إشكالات بين عناصر الطرفين، ما أدعى الى انسحاب لواء عاصفة الشمال من إعزاز و تفتته فيما بعد وسيطرة داعش على المدينة، وذلك بعد أن فشلت التهدئة التي تمت المصادقة عليها بوساطة جبهة النصرة بين الطرفين. وفي أحدث الإشتباكات بين الطرفين اتهم الجيش الحر داعش بالوقوف خلف الهجوم الذي استهدف مقاره و منشآته بما فيها مخازن الأسلحة التابعة للجيش الحر عند معبر باب الهوى بين سوريا و تركيا.

          داعش و الأكراد

          وفي إطار سعي داعش للسيطرة على المنطقة الحدودية شمالاً و شرقاً اصطدمت داعش بالمناطق التابعة للتنظيمات الكردية في شمال شرق سوريا و تحديدا في مناطق الحسكة و القامشلي وعندان، حيث اندلعت الإشتباكات بين داعش و قوات حماية الشعب الكردي بعد أن قامت داعش بالسيطرة على تلك المناطق، محاولة فرض سلطتها فيها و تطبيق الشريعة الإسلامية فيها، حيث ارتكبت أكثر من مجزرة بحق الأكراد بعد ان تم تكفيرهم واتهامهمخ بالتعاون مع الخارج و العمل لصالح النظام.

          و دارت إشتباكات عنيفة بين الطرفين تمكن خلالها الأكراد من إستعادة مناطقهم في شمال و شمال شرق سوريا، طاردين داعش ومقاتليها من تلك المناطق، فيما فرضت الأخيرة حصاراً على تلك المناطق مستمر حتى الآن منذ حوالي الشهرين، وآخر ممارسات داعش وانتهاكاتها بحق الأكراد كان قيامها بخطف حوالي ال120 مواطناً كردياً بينهم نساء و أطفال من محيط مدينة أعزاز بريف حلب، إضافة الى محاصرتها لمدينة منبج وارتكاب أعمال العنف والقتل بحق أبناء المدينة من الأكراد.

          مناطق نفوذ داعش

          تنتشر داعش اليوم على امتداد قوس كبير في الشمال السوري، يبدأ من الحدود العراقية السورية ويمرّ في دير الزور والرقة التي باتت تسيطر عليها بشكل كامل، وصولاً إلى جرابلس ومنبج والباب وإعزاز شمال حلب، إضافةً إلى شمالي إدلب قرب الحدود التركية، وتسعى دائماً للتوسع في نفوذها عبر قضم مستمر للمناطق المحيطة بالأراضي التي تسيطر عليها، و ما تلبث أن تعلنها تابعة للدولة الإسلامية، فما هي هذه الدولة و كيف تتم إدارتها ؟ كيف يعيش المواطنون السوريون بظل “الدولة” عليها وما طبيعة القوانين التي تحكمهم ؟ كيف يتم التعامل مع الأقليات وأصحاب التوجهات المختلفة عن داعش في هذه الدولة ؟ وزارات للدولة و مقار رسمية لها… محاكم شرعية، إعدامات ميدانية، علاقات مع إستخبارات أجنبية و عربيةـ أطفال في جيش هذه الدولة وفي سجونها ؟… يتبع

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x

          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

          صورة التسجيل تحديث الصورة

          اقرأ في منتديات يا حسين

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
          ردود 2
          17 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة ibrahim aly awaly
          بواسطة ibrahim aly awaly
           
          أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
          استجابة 1
          12 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة ibrahim aly awaly
          بواسطة ibrahim aly awaly
           
          يعمل...
          X