إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الوحيد الخراساني: بأي عقل يجلس الفاران محل النبي بعده ؟!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الوحيد الخراساني: بأي عقل يجلس الفاران محل النبي بعده ؟!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    فيما يلي جزء من سلسلة أبحاث عقائدية لأستاذنا سماحة آية الله العظمى الشيخ حسين الوحيد الخراساني حفظه الله، وقد ألقاه هذا العام، وننشره هنا بشكل منفصل، ويمكن مراجعته في سياقه مع سائر الابحاث عبر الرابط التالي:
    http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=193138


    بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي﴾ [طه : 29-31]
    المطلب الرابع الذي يثبته ضمُّ القرآن للسنة من مقامات أمير المؤمنين عليه السلام بعد الخلافة والوزارة والأخوة هو شدّ الأزر، وكان موسى عليه السلام قد طلب من الله تعالى وزيراً من أهله يشد به أزره (يعني ظهره)، وقد طلب النبي (ص) عين هذا الطلب بنص الرواية المعتبرة عن جميع الفرق.

    والبحث المهم هنا هو مقدار ثقل حمل الرسالة: الوساطة بين الخالق والخلق، ومقدار مسؤولية هذه الواسطة، على أن دائرة الرسالة تختلف بحسب اختلاف الرسل.
    فإن دائرة رسالة الأنبياء المرسلين في حَدٍّ، ودائرةُ رسالة أولي العزم في حدٍّ أعلى، بمقدار رفعة مقامهم، إلى أن تصل إلى الخاتم (ص).
    لا يمكن تصور هذا المطلب لكل أحد.

    إن دائرة رسالة خاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك بالنسبة للأمة التي بُعثَ فيها ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران : 110] هذا من جهة الكمية وجهة الكيفية، أما من جهة الزمان فهو إلى يوم القيامة.

    كم هو ثقل هذا الحمل الذي به تهتدي هذه الأمة ؟ إنه يتضمن المعارف المرتبطة بالمبدأ والمعاد والنفس ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ﴾ [فصلت : 53]، فإن نفس الإنسان مهمة بقدرٍ بحيث أن كل الآفاق في جهة والأنفس في جهة أخرى
    أتزعم أنك جرم صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبر
    فكم يكون ثقل حمل هداية هذه النفس لأعلى المراتب والمقامات ؟!

    ﴿ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ﴾ فما لم يساعده في الحمل لا يصل الحمل الى محله.
    مَن شَدَّ عضُدَ الأنبياء جميعاً من آدم إلى عيسى هو خاتم النبيين (ص)، ولكن من الذي شد عضد خاتم النبيين ؟

    طلب (ص) بحسب الرواية التي نقلها العامة أنفسهم أن يشد أزره بشخص من أهله، وقال أبو ذرّ أنه ما أتم كلامه حتى نزل قوله تعالى ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ وعيّن علياً (ع)، والعمدة والبرهان القاطع ههنا:
    بماذا يشد الأزر في نشر معالم الدين ؟
    يشد بطريقين: أحدهما باللسان وثانيهما باليد، فبيد من انتشر الدين في الدنيا؟ وبلسان من حُلَّت مشكلات دين الأمة ؟
    البرهان الواضح على هاتين الكلمتين هو أمران: أحدهما إحقاق الحق، وثانيهما إبطال الباطل.
    أما إحقاق الحق فإنه مطالبه متّفق عليها إلا من كان بلا عقل ولا علم: فمن بات مكان النبي ليلة المبيت وحفظ روح النبي (ص) ؟ من كان ؟
    من كانت تلك اليد التي ضربت خراطيم الخلق في بدر وحنين والخندق وخيبر حتى قالوا لا إله إلا الله ؟

    لسان من كان ذلك اللسان الذي حل كل مشكلة من مشاكل الأمة ؟
    هذه القضايا من باب اثنين واثنين أربعة..

    ومن حيث المثال، ولأن البحث مع أمثال الفخر الرازي لا أيٍّ كان، ننقل هذه الرواية التي اتفقت كافة الصحاح والسنن حتى الكتب الكلامية عند العامة على نقل قضيتها، وفي سند الرواية نقل بطريق البزاز وكل رجاله من أصحاب الصحاح، وفيها شخص يعبرون عنه بأنه: محله الصدق.
    وفي الرواية أن النبي (ص) أعطى الراية في اليوم الأول لأبي بكر في خيبر، لكنه رجع منهزماً هو ومن معه..
    لماذا فعل (ص) ذلك ؟ لكي يشير لمثل الفخر الرازي إلى حقيقة من كان يشد أزر النبي فعلاً، وإلى من لم يكن لائقاً لهذا المقام.. فيه جهة النفي والإثبات.
    وهذا برهان وليس كلاماً خطابياً، فكل هذه القضايا وقعت مورد اتفاق، وقد ابتليت الأمة بعد النبي (ص) بمثل هؤلاء.

    لذا فإن البراهين على بطلان خلافة هؤلاء الخلفاء، وبراهين إثبات خلافة أمير المؤمنين بعد النبي بلا فصل هي آلاف آلاف الأدلة، ليس دليلاً ودليلين، وهذه القضية واحدة منها.

    وفي اليوم الثاني أعطى (ص) الراية لعمر، ماذا يعني فعله هذا ؟
    ما عبروا عنه بالنسبة لهذا الرجل: فرجع هو أصحابه منهزمين، يجبن أصحابه وأصحابه يجبنونه.

    من كانوا فاقدين لكل شيء مقابل مرحب، هل عندهم قدرة حمل الثقل الكبير ومسؤولية النبي(ص) ؟
    العقل مهم !!

    المهم هنا: أن تمام الصحاح والسنن تنقل هذا المتن:
    لأعطين الراية: أولا اللام، ثم نون التوكيد الثقيلة.
    غداً رجلاً: لكل كلمة معنى: ماذا يعني رجلاً ؟ يعني لا رجل غيره، لم يكونوا رجالاً !
    ينبغي فهم الحديث: رجلاً، وأيُّ رجل ؟ يتمتع بخصوصيتين، الخصوصية الأولى:
    يحب الله ورسوله: هذه الدلالة المطابقية، وما معنى الدلالة الالتزامية ؟ إنها تعني أن الشخصين لم يكونا قد أحبا الله ولا رسوله.
    برهانه أيضاً أنهم قدموا أرواحهم على الله تعالى وعلى النبي (ص)، فهاتين الدلالتين المطابقية والالتزامية، وما يحيّر العقل أن مسلم والبخاري وابن حنبل وغيرهم يروون هذا الحديث، أما عند العمل تجدهم محرومين من فقه الحديث بهذا الشكل.
    ومقامه الثاني أنه هو محبوب الله والنبي:
    ويحبه الله ورسوله: فإلى أي مقام وصل حتى أصبح حبيب الله وحبيب رسول الله (ص) ؟
    المطلب مهم جداً لحدِّ أن ذلك الرجل أذهب النوم من عيون الجميع، حتى صاروا في حالة ترقب لمعرفة من هو ذلك الشخص.
    ولما طلعت الشمس كان الجميع بانتظار معرفته، كل هذا نص الكلمات التي نقلت بطرقهم، لما طلعت الشمس جاء (ص) بين الأصحاب وأول كلمة قالها: أين علي ؟

    اتضحت القضية حينها، والقصة مفصلة، والامر المهم المرتبط بالبحث هو (شرح المواقف)، ومن المواقف المسلمة أن أولئك الشخصين قد فرّا وتركا الراية التي كانت راية فتح خيبر وأعطوها لعلي عليه السلام.
    الآن فكروا لو فكر أحد ما هو كتاب المواقف ؟ وشرح كتاب المواقف من جهة أخرى.. هذا كتاب يعد مفخرة علم الكلام عند العامة هو وشرحه.
    والبخاري وشرح ابن حجر والسنن الكبرى للبيهقي من جهة أخرى، كلهم ينقلون: لأعطين الراية غدا رجلاً .. بهذه المقامات.

    من يشد به الأزر علي أم الاثنان ؟
    هذا السؤال، فما جوابه ؟
    من دخل للميدان وقتل ؟
    ممن فر أولئك الاثنان عند الخوف ؟
    من الذي قلع باب خيبر ؟ والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدية ولا حركة غذائية، لكني أيدت بقوة ملكوتية، ونفس بنور بارئها مضيئة.
    ﴿ وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي﴾
    ما استتم كلامه حتى نزل جبرئيل وقال: وزيرك علي بن ابي طالب.

    الآن ينبغي أن يُحَكَّم العقل: هل ينبغي أن يجلس الاثنان الفراران في محل النبي (ص) بعده ؟ ويجلس علي في بيته ؟
    أي عقل ؟ وأي دين يمكن أن يؤدي إلى هذه النتيجة ؟

    البرهان القاطع يثبت أنهما مفضولان وأنه الفاضل !
    أليس ترجيح المفضول على الفاضل باطل عقلاً وكتاباً وسنة ؟!
    أما العقل: فلا يحتاج الأمر إلى بحث، من ذا الذي لا يلومك إن قدمت الجاهل على العاقل ؟ إلا من لم يكن عنده وجدان الآدميين !
    أي عقل يصدق عملك إن قدّمت الجبان على الشجاع ؟

    واذا رجعنا للقرآن : ﴿ لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً﴾ [النساء : 95]
    فأين يستوون مع الذين جاهدوا في الله ؟
    هذا نصُّ القرآن .

    أما السنة القطعية: فحاكمة أيضاً أن من تسلم الخلافة بعد النبي (ص) هو المفضول، وقد جلس الفاضل في بيته! هل هذا عدل أو ظلم ؟

    ظلم بيِّنٌ بلا ترديد.. أياً كان من فعل ذلك، وأيا كان من اعتقد ذلك فهو ظالم.. ﴿ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ [هود : 18]

    والحمد لله رب العالمين

    شعيب العاملي

  • #2
    اللهم صل على محمد و آل محمد

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X