إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مدمج (مواضيع شيخ حسين الاكرف )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #76
    عميد المنبر الشيخ المهاجر يحث على الشعائر الحسينية .

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
    عميد المنبر الشيخ المهاجر يحث على الشعائر الحسينية .
    http://www.youtube.com/watch?v=UYbBIChYOic
    ومع السلامة.

    تعليق


    • #77
      حوار بين أبي الفضل العباس و عبد الله الرضيع (ع)

      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

      حوار بين أبي الفضل العباس و عبد الله الرضيع (ع)
      بين النبتة والماء علاقة عشق أخضر .. بين التربة والماء علاقة عشق أخضر .. وبين نبع الماء وشفاه طفل علاقة عشق أكبر .. فعلاقة العشق هذه تسمو على كل العلاقات الإنسانية الأخرى .. لأن من خلالها يعرف الله سبحانه وتعالى بمعرفة مقدرته على منح الحياة .. وهذا العشق الرباني هو أساس الوجود !
      فالنبع هو الماء .. والماء هو الحياة ، والنبة من غير الماء لا تحيي ! .. إذا كان كذلك فإن موقف أبي الفضل العباس (ع) حامل لواء الطف كان في عاشوراء هو النبع وهو الحياة وكانت الشفاه العطشى في مخيم الإمام الحسين (ع) هي النبتة !.
      وبصورة أدق كانت شفاه الطفل عبد الله الرضيع (ع) هي النبتـة ! التي تمثل الوجود وإستمرار الحياة وتمثل أيضا علاقة العشق الأخضر .. وهكذا تكون العلاقة أكثر وضوحا فالنبع يعني الحياة ، الرضيع (ع) يساوي إستمرار الحياة! وبدون النبع الذي كان يمثله أبي الفضل العباس (ع) لا يوجد طفل ولا حياة.
      وهذا ما حصل فعلا يوم عاشوراء إذ حاول أعداء الله وأعداء الإنسانية وأعداء الحياة من قطع الحبل الذي يصل الحياة بالوجود ..
      بقطعهم كفي أبي الفضل العباس الحاملتان لقربة الماء وكأنه حمل الفرات كله .. لمنع الماء من الوصول الى الشفاه العطشى وفي مقدمة هذه الشفاه .. شفاه الطفل الرضيع (ع) وكأني بأبي الفضل يقول:
      (( غادر الماء من كفي يا أختاه أعذريني .. لم أعد أملك شمالي .. يا سكينة أو يمني .. أعذريني .. أعذريني )) وفي ذلك إشارة للطفل الرضيع الذي تحيرت به أم المصائب ومسؤولة البيت الهاشمي الحواراء زينب (عليها السلام) ليكمل بعد ذلك القوم القساة بقطعهم لحبل الحياة بقطعهم نحر الطفل الرضيع من الوريد الى الوريد .. هذا الفعل لا يزال يقوم به أعداء الله من صهاينة وضلاميين وتكفيريين بقتلهم الأطفال الرضع بكل الوسائل التدميرية وقطعهم للماء والكهرباء وكل وسائل الحياة كما يحدث اليوم لأطفال العراق .. ونستطيع أن نصف هذا الصراع بأنه صراع البقاء واللابقاء.
      ومع السلامة.

      تعليق


      • #78
        السيد هادي المدرسي: أروع وصف "عن الحسين، والعباس، وعن زينب"

        بسم الله الرحمن الرحيم
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


        السيد هادي المدرسي: أروع وصف "عن الحسين، والعباس، وعن زينب"
        المقطع (1)
        http://www.youtube.com/watch?v=GYiUcmiE0jQ
        المقطع (2)
        http://www.youtube.com/watch?v=PPZIuHtIEQA
        المقطع (3)
        http://www.youtube.com/watch?v=hM8wKZGKqTk
        ومع السلامة.

        تعليق


        • #79
          :: صور وتواقيع عن أبو الفضل العباس عليه السلام ::

          بسم الله الرحمن الرحيم
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
          :: صور وتواقيع عن أبو الفضل العباس عليه السلام ::






          ومع السلامة.

          تعليق


          • #80
            طب الأئمة عليهم السلام

            بسم الله الرحمن الرحيم
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

            طب الأئمة عليهم السلام
            الرابط:
            http://alfeker.net/library.php?id=2074
            ومع السلامة.

            تعليق


            • #81
              ما هي فوائد الزعفران ؟!!

              بسم الله الرحمن الرحيم
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

              ما هي فوائد الزعفران ؟!!
              استعمالات و فوائد الزعفران الطبية
              1. مكرع ومجشئ ، طارد للأرياح ، وبنفس الوقت فإنه يوقف شهية الطعام ، يستعمل للحمية وتخفيض الوزن .
              2. معرق ويساعد على تخفيض الحرارة .
              3. يساعد على بدء الطمث .
              4. منشط للطاقة الجنسية .
              5. مفيد في معالجة السعال والتهابات القصبة الهوائية .
              6. مفيد في معالجة البشرة الجافة ، يمكن مزج الزعفران مع الزنجبيل لتحسين الاداء والنتائج ، وإعطاء البشرة الطراوة اللازمة .
              7. يعطي الزعفران طاقة ، فهو يزيد في الطاقة الجسدية ويقوي الحواس من سمع وإبصار وشم ولمس وغيرها .
              8. ينشط الزعفران القلب ويمنع تسرع القلب والخفقان . يستعمل في معالجة هذه الامراض Tachyarrythmias .
              9. مفرح قوي يعطي انسجاماً نفسياً ، يمنع اعتلال المزاج والكآبة والاعتلال ، والامراض النفسية والوساوس والمخاوف . منوم ومهدئ .
              10. يخفض كهرباء الدماغ خصوصاً في حالات الصرع .
              الآثار الجانبية للزعفران
              • في جرعات اكثر من خمس غرامات ( العلب البلاستيكية التي تباع تحتوي (0.7 غرام ) يؤدي الى استدعاء الطبيب .
              • احمرار الوجه
              • زيادة كبيرة في الطمث
              • سقوط الاجنة
              • رعاف
              • هبوط في النبض
              • دوخة.
              ومع السلامة.

              تعليق


              • #82
                :: شذرات من أقوال الإمام الحسين عليه السلام ::

                بسم الله الرحمن الرحيم
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                :: شذرات من أقوال الإمام الحسين عليه السلام ::
                أولاً: في رحاب الأخلاق والتربية الروحية:
                1 ـ سُئل عن خير الدنيا والآخرة فكتب (عليه السلام): بسم الله الرحمن الرحيم، أمّا بعدُ : فإنه من طلب رضى الله بسخط الناس كفاه الله اُمور الناس، ومن طلب رضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس . والسلام [1].
                2 ـ بيّن (عليه السلام) أقسام العبادة ودرجات العُبّاد قائلاً: إنّ قوماً عبدوا الله رغبةً فتلك عبادة التجّار ، وإنّ قوماً عبدوا الله رهبةً فتلك عبادةُ العبيد، وإنّ قوماً عبدوا اللهَ شُكراً فتلك عبادةُ الأحرار، وهي أفضل العبادة [2].
                3 ـ قال (عليه السلام) عن آثار العبادة الحقيقية: «من عَبَدَ الله حقَّ عبادته آتاه الله فوق أمانيه وكفايتهِ» [3].
                4 ـ سُئل عن معنى الأدب فقال: «هو أن تخرج من بيتك فلا تَلقى أحداً إلاّ رأيت له الفضلَ عــــليك» [4].
                5 ـ قال الإمام الحسين (عليه السلام) : «مالُك إن يكن لك كنتَ له فلا تبق عليه; فإنّه لا يُبقي عليك، وكلُه قبل أن يأكلك» [5].
                ثانياً: في رحاب مواعظه الجليلة:
                1 ـ كتب اليه رجل : عِظني بحرفين فكتب إليه: «مَن حاوَل أمراً بمعصية الله تعالى كانَ أفْوَتَ لما يَرجو وأسْرَعَ لمجي ما يحذَرُ» [6].
                2 ـ وجاءه رجل فقال له: أنا رجل عاص ولا أصبر عن المعصية فعظني بموعظة فقال (عليه السلام) : «إفعل خمسةَ أشياءَ واذنب ما شئتَ، فأوّل ذلك: لا تأكل رزقَ اللهِ واذنب ما شئِتَ، والثاني : اخرج من ولاية الله واذنِب ما شئت. والثالث: اطلُبْ موضِعاً لا يراكَ اللهُ واذنب ما شِئتَ. والرابع: إذا جاء ملَكُ الموتِ ليقبِضَ روحَكَ فادفَعْهُ عن نفسِكَ واذنب ما شئتَ، والخامِسُ: اذا أدخَلَكَ مالك النارِ فلا تدخُلْ في النارِ واذنِب ما شئتَ [7].
                3 ـ ومما جاء عنه (عليه السلام) في الموعظة : ياابن آدمَ! تفكَّرْ وقل: أينَ ملوكُ الدنيا وأربابُها؟ الذين عَمّروا واحتفَروا أنهارها وغَرَسوا أشجارها ومدّنوا مدائِنَها، فارقوها وهم كارهون وورثها قوم آخرون، ونحن بهم عمّا قليل لاحقونَ. ياابن آدم! اُذكر مصرعك، وفي قبرك مضجعَك وموقفَك بين يَدَي اللهِ تشهَدُ جوارحُكَ عليكَ يوم تَزِلُّ فيه الأقدامُ وتبلغُ القلوبُ الحناجِرَ وتبيضّ وجوهٌ وتسوَدُّ وجوهٌ وتبدو السرائرُ، ويوضَعُ الميزانُ القِسط. ياابن آدمَ! اذكُر مصارعَ آبائك وأبنائك كيف كانوا وحيثُ حَلّوا وكأنّك عن قليل قد حَلَلْتَ مَحَلَّهُم وصِرتَ عِبرَةً للمعتَبِر [8].
                4 ـ وخطب (عليه السلام) فقال : يا أيّها الناسُ! نافسِوا في المكارم، وسارِعوا في المغانِم، ولا تحتسِبوا بمعروف لم تُعجّلوا، واكسبوا الحمدَ بالنُجح، ولا تكتسِبوا بالمطلِ ذَمّاً، فمهما يكنْ لاِحد عند أحد صنيعةٌ له رأى أنّه لا يقومُ بشكرِها; فالله له بمكافاتهِ فإنّه أجْزَلُ عطاءً وأعظمُ أجراً.
                واعلموا أن حوائج الناس اليكم من نعم الله عليكم ، فلا تملّوا النعم فتُحوّر نقماً [9]
                ثالثاً: في رحاب الفقه والأحكام الشرعية:
                لقد أثبت أهل البيت المعصومون جدارتهم للمرجعية الدينية بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) في المجالين العلمي والسياسيّ معاً.
                وقد عمل خطّ الخلافة بشكل مدروس على حذف هذا الخطّ النبوي وعزله عن الساحة السياسية والاجتماعية، وخطّط أهل البيت(عليهم السلام) لمواجهة هذه المؤامرة، كما عرفت.
                غير أنّ البُعْد العلمي قد برز وطغى على البعد السياسي حتى اتُّهِمَ أهل البيت(عليهم السلام) باعتزالهم الساحة السياسية بعد الحسين(عليه السلام) ولكن العجز العلمي للخطّ الحاكم بالرغم من كل ما اوتي من إمكانات ماديّة وبشرية هو الذي قد بانَ على مدى التاريخ، وتميّزت مرجعيّة الأئمة الأطهار على من سواها من المرجعيات السائدة آنذاك. وكانت حاجة الاُمة الاسلامية إلى تفاصيل الأحكام الشرعية نظراً للمستجدات المستمرّة هي السبب الآخر في ظهور علم أهل البيت(عليهم السلام) وفضلهم وكمالهم.
                وما سجّلته كتب التاريخ من حقائق لا تخفى على اللبيب مثل حقيقة عدم عجزهم أمام الأسئلة المثارة، وعدم اكتسابهم العلم من أحد من أهل الفضل سوى الرسول(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته المعصومين(عليهم السلام) لدليل واضح على تميّزهم عمّن سواهم.
                وهنا نختار نماذج مما يرتبط بالفقه بمعناه المصطلح بمقدار ما يسمح به المجال.
                1 ـ ممّا يرتبط بباب الصلاة، ذكر الإمام محمّد الباقر (عليه السلام) جواز الصلاة بثوب واحد مستشهداً بأنه قد حدّثه من رأى الحسين بن عليّ (عليهما السلام) وهو يصلّي في ثوب واحد وحدّثه أنه رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يُصلّي في ثوب واحد [10].
                2 ـ وجاء أن الأئمّة (عليهم السلام) كانوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم فيما يجهر فيه بالقراءة من الصلوات في أوّل فاتحة الكتاب وأوّل السورة في كل ركعة. وجاء عن الحسين (عليه السلام) قوله: اجتمعنا ولد فاطمة (عليها السلام) على ذلك [11].
                3 ـ وكان الحسين بن عليّ (عليهما السلام) يصلي فمرّ بين يديه رجل، فنهاه بعض جلسائه، فلما انصرف من صلاته قال له : لِمَ نَهَيْتَ الرَجُلَ؟ فقال: ياابن رسول الله! خطر فيما بينك وبين المحراب، فقال (عليه السلام): ويحك إنّ الله عزّوجلّ أقربُ إليَّ من أن يخطرَ فيما بيني وبين أحد [12].
                4 ـ وكان الحسين (عليه السلام) جالساً فمرّت عليه جنازةٌ فقام الناسُ حين طلعت الجنازة، وهنا أوضح الإمام (عليه السلام) للناس ما تصوّروه خطأً من أن القيام عند مرور الجنازة من السنّة باعتبار ما سمعوه من قيام رسول الله عند مرور الجنازة. فقال الحسين بن عليّ (عليهما السلام): مرَّت جنازة يهوديّ فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) على طريقها جالساً فكره أن تعلو رأسَه جنازةُ يهوديّ فقامَ لِذلك [13].
                وقد أحصى مؤلّف موسوعة كلمات الإمام الحسين (عليه السلام) ما يقارب من مائتين وخمسين رواية في الأحكام الشرعية وردت عن الإمام الحسين (عليه السلام) في مختلف أبواب الفقه الاسلامي.
                على أن سيرة الإمام الحسين(عليه السلام) مثل سيرة سائر الأئمّة الأطهار تعتبر مصدراً من مصادر استلهام الاحكام الشرعية لتنظيم السلوك الفردي والاجتماعي للانسان المسلم وللمجتمع الاسلامي.
                ====

                المصادر:
                [1] أمالي الصدوق : 167 .
                [2] تحف العقول : 175 .
                [3] بحار الأنوار : 71 / 184 .
                [4] ديوان الإمام الحسين : 199 .
                [5] بحار الأنوار : 71 / 357 .
                [6] الكافي : 2 / 373 .
                [7] بحار الأنوار : 78 / 126 .
                [8] إرشاد القلوب : 1 / 29 .
                [9] كشف الغمة : 2 / 29 .
                [10] دعائم الاسلام : 1 / 175 .
                [11] مستدرك الوسائل : 4 / 189 .
                [12] وسائل الشيعة : 3 / 434 الحديث 4 .
                [13] الكافي : 3 / 192 .
                ونسألكم الدعاء...~

                تعليق


                • #83
                  ~:: الغيرة الحسينيّة ::~

                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                  ~:: الغيرة الحسينيّة ::~
                  الغيرة أو الحمية: هي السعي في محافظة ما يلزم محافظته ، وهي من نتائج الشجاعة وكِبَر النَّفسِ وقوّتها (1) .
                  قال أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) : (( على قدر الحميّة تكون الشجاعة )) (2) .
                  وقال (سلام الله عليه) أيضاً : (( ثمرة الشجاعة الغيرة )) (3) .
                  والغيرة هي من شرائف الملكات ، وبها تتحقَّق الرجولية ، والفاقد لها غير معدود من الرجال (4) . وهي تُعبِّر ـ فيما تُعبِّر عنه ـ عن الاعتزاز بالشرف والكرامة ، وعن اليقظة والمروءة والنخوة ، وهذه من مثيرات الشجاعة ، ومن دواعي رفض العدوان .
                  ومقتضى الغيرة والحمية في الدين أن يجتهد المرء في حفظه عن بِدَع المبتدعين ، وانتحال المبطلين ، وإهانة مَن يستخف به من المخالفين ، وردِّ شُبَه الجاحدين ، ويسعى في ترويجه ، ولا يتسامح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
                  ومقتضى الغيرة على الحريم ألاَّ يتغافل عن حفظهنَّ عن أجانب الرجال ، وعن الاُمور التي تُخشى غوائلها ، ويمنعهنَّ عن جميع ما يمكن أن يُؤدِّي إلى فساد وريبة .
                  وأما مقتضى الغيرة على الأولاد فأن تراقبهم من أول أمرهم ، فإذا بدأت فيهم خمائل التمييز فينبغي أن يُؤدَّبوا بآداب الأخيار ، ويُعلَّموا محاسن الأخلاق والأفعال ، والعقائد الحقَّة (5) .
                  ولأهمية الغيرة في حفظ المقدَّسات ، وسلامة الاُمّة وشرف كرامتها ، جاءت الآيات الكريمة والأحاديث المنيفة تُؤكَّد عليها ، وتبيِّن فضائلها ، وتدعو إليها ؛ إذ هي خُلق من أخلاق الله تبارك وتعالى ، ومن أخلاق الأنبياء والمرسلين ، والأئمة الهداة المهديين (صلوات الله عليهم أجمعين) .
                  قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) : (( ألا وإنَّ الله حرَّم الحرام ، وحدَّ الحدود ، وما أحدٌ أغير من الله . ومن غيرته حرَّم الفواحش )) (6) .
                  وعنه (صلَّى الله عليه وآله) أيضاً قال : (( إنِّي لغيور ، واللهُ (عزَّ وجلَّ) أغير مني . وإنَّ الله تعالى يُحبُّ من عباده الغيور )) (7) .
                  والغيرة مُفْصِحة عن الإيمان ؛ لقول المصطفى (صلَّى الله عليه وآله) : (( إنَّ الغيرة من الإيمان )) (8) .
                  وهي من نتائج القوة الغضبية في الإنسان ، قد تنتج مساوئ أخلاقية ؛ كالتهوُّر ؛ وسوء الظن ؛ والغضب المذموم ، وقد تنتج محاسن أخلاقية ؛ كالغضب لله تعالى ، والشجاعة ؛ والعزَّة والإباء .
                  وقد عُرف الإمام الحسين (عليه السّلام) بخُلق الغيرة على الدين والحريم والأولاد , وهو الذي تربَّى في ظل أغير الناس ؛ جده المصطفى ، وأبيه المرتضى ، وأُمّه فاطمة الزهراء (صلوات الله عليهم) . وعاش في بيت العصمة والطهارة والنجابة ، والشرف المؤبَّد والكرامة ، ونشأ في أهل بيت لم تنجِّسهم الجاهليّة بأنجاسها ، ولم تُلبسهم من مُدلهمَّات ثيابها ؛ فالنبي (صلَّى الله عليه وآله) كان ـ كما يقول الإمام علي (عليه السّلام) : ـ (( لا يُصافح النساء . فكان إذا أراد أن يبايع النساء اُتي بإناء فيه ماء فغمس يده ، ثمَّ يخرجها ، ثمَّ يقول : أغمسنَ أيديكنَّ فيه , فقد بايعتكنَّ )) (9) .
                  أمَّا ابنته فاطمة (صلوات الله عليها) فقد سألها أبوها (صلَّى الله عليه وآله) يوماً : (( أي شيءٍ خيرٌ للمرأة ؟ )) . فقالت : (( أن لا ترى رجلاً ، ولا يراها رجل )) . فضمَّها إليه وقال : (( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ))(آل عمران / 34) (10) .
                  وأمّا أمير المؤمنين (سلام الله عليه) فيكفي ما ذكره يحيى المازني ، حيث قال : كنتُ جوار أمير المؤمنين (عليه السّلام) مدة مديدة ، وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته ، فوالله ما رأيت لها شخصاً ، ولا سمعتُ لها صوتاً . وكانت إذا أرادت الخروج لزيارة جدها رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) تخرج ليلاً ، والحسنُ عن يمينها ، والحسينُ عن شمالها ، وأمير المؤمنين أمامها . فإذا قَرُبت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين (عليه السّلام) فأخمد ضوء القناديل ، فسأله الحسن مرةً عن ذلك ، فقال : (( أخشى أن ينظر أحد إلى شخص اُختك زينب )) (11) .
                  هذه الخَفِرة عقيلة بني هاشم (سلام الله عليها) ، كان لا بدّ ـ من أجل إنقاذ الدين ، وفضح الجاهليِّين ـ أن تخرج إلى كربلاء ؛ لتُثبت أنَّ بني اُميّة لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة ، ولا يحفظون حرمةً لرسول الله (صلَّى الله عليه وآله) ؛ حيث أُسرت بناته في كربلاء ، وساقهنَّ أعداء الله في مسيرة وعرة إلى الكوفة ، ثمَّ إلى الشام ، في حال من الجوع والإعياء ، واُسكنَّ الخرائب مقيَّدات بالحبال .
                  ويأبى ذلك لهنَّ كل غيور له غيرة على الدين ؛ حيث لا ينقذ الدين إلاَّ في موقف يُقتل فيه حزب الله النجباء ، بيد حزب الشيطان الطلقاء ، وتُؤسر فيه بنات الرسالة ، ويُقضي الأطفال بين الجوع والعطش والهلع ، وحوافر الخيل ؛ والضياع في الصحارى . إنّ كل ذلك من أجل الدين الذي دونه الأنفس وكل عزيز .
                  ولقد كان الإمام الحسين (صلوات الله عليه) أغير الناس على دين الله ؛ فأقدم على ما أحجم عنه غيره ، وقدَّمَ ما بَخِلَ به غيره . وقد شهدت له مواقف كربلاء أنه الغيور الذي لم تشغله الفجائع ، ولا أهوال الطفِّ عن حماسة حرم رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) .
                  في يوم العاشر ، وبعد أن قُتِل جميع أنصار الحسين (عليه السّلام) ، وأصحابه وأهل بيته (عليهم السّلام) ، وقُبيل الاشتباك بالآلاف ؛ صاح عمر بن سعد بالجمع : هذا ابن الأنزع البطين ، هذا ابن قتَّال العرب ، احملوا عليه من كل جانب .
                  فأتته (عليه السّلام) أربعة آلاف نَبْلَة (12) ، وحال الرجال بينه وبين رَحْله ، فصاح بهم : (( يا شيعة آل أبي سفيان ، إن لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا أحراراً في دنياكم , وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون )) .
                  فناداه شمر : ما تقول يابن فاطمة ؟
                  قال : (( أنا الذي أُقاتلُكم ، والنساء ليس عليهنَّ جُناح ، فامنعوا عُتاتكم عن التعرُّض لحرمي ما دمت حيَّاً )) .
                  فقال الشمر : لك ذلك .
                  وقصده القوم ، واشتد القتال ، وقد اشتدَّ به العطش (13) .
                  قيل : وقصده القوم من كل جانب ، وافترقوا عليه أربع فِرق ، من جهاته الأربع :
                  فِرقَة بالسيوف : وهم القريبون منه .
                  وفِرقَة بالرماح : وهم المحيطون به .
                  وفِرقَة بالسهام والنبال : وهم الذين في أعالي التلال ورؤوس الهضاب .
                  وفِرقَة بالحجارة : وهم رَجْلة العسكر .
                  ازدحم عليه العسكر ، واستعر القتال ، وهو يقاتلهم ببأس شديد وشجاعة لا مثيل لها (14) .
                  وحمل (عليه السّلام) من نحو الفرات على عمرو بن الحجاج ـ وكان في أربعة آلاف ـ فكشفهم عن الماء ، وأقحم الفَرَس الماء ، فلمَّا مدَّ الحسين (عليه السّلام) يده ليشرب ، ناداه رجل : أتلتذُّ بالماء وقد هُتِكَت حرمك ؟! فرمى الماء ولم يشرب ، وقصد الخيمة (15) .
                  وفي رواية الشيخ الدربندي (رحمه الله) : فنفض الماء من يده ، وحمل (عليه السّلام) على القوم فكشفهم ، فإذا الخيمة سالمة .
                  إنّ الإمام (عليه السّلام) كان سيد سادات أهل النفوس الأبيَّة ، والهمم العالية ، فلمَّا سمع أنّ المنافقين يذكرون اسم الحرم والعترة الطاهرة كفَّ نفسه عن شرب الماء بمحض ذكرهم هذا ؛ فقد سَنَّ (روحي له الفداء) لأصحاب الشِّيَم الحميدة والغيرة سنّةً بيضاء ، وطريقةً واضحة في مراعاة الناموس والغيرة (16) .
                  وهذه خصيصة شريفة اُخرى من الخصائص الحسينيّة ؛ حيث وقف عليها الشيخ التُسْتري (أعلا الله مقامه) ، فقال : ومنها الغيرة بالنسبة إلى النفس ، وبالنسبة إلى الأهل والعيال .
                  أمّا بالنسبة إلى النفس فأقواله في ذلك ـ شعره ونثره ونظمه حين حملاته ـ معروفة ، وأفعاله الدالة على ذلك كثيرة . لكن قد أقرح القلب واحد منها ، وهو أنه (عليه السّلام) لمَّا ضَعُف عن الركوب ؛ لضربة صالح بن وهب ، نزل ـ أو سقط ـ عن فرسه على خدِّه الأيمن ، فلم تدعه الغيرة للشماتة ، والغيرة على العيال لأن يبقى ساقطاً ، فقام (صلوات الله عليه) ، وبعد ذلك أصابته صدمات أضعفته عن الجلوس ، فجعل يقوم مرة ويسقط اُخرى ؛ كل ذلك لئلاَّ يروه مطروحاً فيشمتون .
                  وأمّا بالنسبة إلى العيال فقد بذل جهده في ذلك في حفر الخندق واضطرام النار فيه ، وقوله : (( اقصدوني دونهم )) . ووصلت إلى أنَّه صبَّ الماء الذي في كفه ، وقد أدناه إلى فمه وهو عطشان ؛ لمَّا سمع القول بأنَّه : قد هُتِكَت خيمة حرمك (17) .
                  وحينما عاد الإمام الحسين (عليه السّلام) إلى المُخيمَّ ، ورَامَ توديع العيال الوداع الثاني ؛ ليُسْكِن روعتهم ، ويُخفِّف لوعتهم ، ويُصبِّرهم على فِراقه ؛ قال عمر بن سعد لأصحابه : ويحكم ! اهجموا عليه ما دام مشغولاً بنفسه وحَرَمِه ؛ والله إن فرغ لكم لا تمتاز ميمنتكم عن ميسرتكم .
                  فحملوا عليه يرمونه بالسهام حتّى تخالفت السهام بين أطناب المُخيمَّ ، وشكَّ سهم بعض أزر النساء ، فدُهشن وأُرْعِبن وصحن , ودخلن الخيمة ينظرن إلى الحسين كيف يصنع ، فحمل عليهم كالليث الغضبان ، فلا يلحق أحداً إلاَّ بعجه بسيفه فقتله ، والسهام تأخذه من كل ناحية ، وهو يتَّقيها بصدره ونحره (18) .
                  ورجع إلى مركزه يُكثر من قول : (( لا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله العظيم )) (19) .
                  بـأبـي مـن رسـيم ضـيمٍ فأبى
                  أن يُـسام الـضيمَ واخـتار الردى
                  كـيف يـأوي الـضيمُ مـنه جـانباً
                  هــو مــأوى كـلِّ عـزٍّ وإبـا
                  فـغدا يـسطو عـلى جَـمْعِ العِدى
                  مـثل صـقرٍ شـدَّ في سربِ القَطا
                  شـبـلُ آســادٍ إذا مـا غـضبوا
                  زلزلوا الأرضَ بحملات الوَغى (20)

                  * * *
                  يـلقى كـتائبَهمْ بـجأشٍ طـامنٍ
                  والـصدرُ في ضيقِ المجالِ رحيبُ
                  ويـرى إلى نحو الخيامِ ونحوهمْ
                  مـن طـرفه التصعيد والتصويبُ
                  لـلمشرفيّةِ والـسهامُ بـجسمه
                  والـسمهريّةِ لـلجراحِ ضـروبُ
                  حتّى هوى فوقَ الصعيدِ وحان من
                  بدرِ التمامِ عن الأنامِ غروبُ (21)
                  ثمَّ إنَّ الإمام الحسين (عليه السّلام) لمَّا سقط ولده علي الأكبر (عليه السّلام) أتاه مُسرعاً وانكبّ عليه ، بعد أن كشف عنه قَتَلَته ، فوضع خدّه على خدّه وقال : (( على الدنيا بعدك العَفا ! يَعِزُّ على جدّك وأبيك أن تدعوهم فلا يُجيبونك ، وتستغيث فلا يُغيثونك )) (22) .
                  ولمَّا ضرب عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي رأس القاسم ابن الإمام الحسن (عليه السّلام) بالسيف وقع الغلام لوجهه ؛ فقال : يا عمّاه ! فأتاه الحسين (عليه السّلام) كالليث الغضبان ، فضرب عمراً بالسيف ، فاتّقاه بالساعد ، فأطنَّها (23) من المرفق ، وانجلت الغُبرة ؛ وإذا الحسين (عليه السّلام) قائم على رأس الغلام ، وهو يفحص برجليه ، والحسين (عليه السّلام) يقول : (( بُعداً لقوم قتلوك ، خصمهم يوم القيامة جدُّك )) . ثمَّ قال : (( عَزَّ ـ والله ـ على عمِّك أن تدعوه فلا يُجيبك ، أو يُجيبك ثمَّ لا ينفعك )) (24) .
                  وروى بعضهم أنَّ الإمام الحسين (عليه السّلام) لمَّا أُصيب بالسِّهَام والحجارة ، وأعياه نزف الدم ، سقط على الأرض لا يقوى على القيام والنهوض ، فلبثوا هنيئة وعادوا إليه وأحاطوا به ، فنظر عبد الله بن الحسن السبط (عليه السّلام) ـ وله إحدى عشرة سنة ـ إلى عمِّه ، وقد أحدق به القوم ، فأقبل يشتد نحو عمِّه , وأرادت زينب حبسه ، فأفلت منها وجاء إلى عمِّه ، وأهوى بحر بن كعب بالسيف ليضرب الحسين (عليه السّلام) ، فصاح الغلام : يابن الخبيثة ! أتضرب عمِّي ؟
                  فضربه ، واتّقاها الغلام بيده , فأطنَّها إلى الجلد ، فإذا هي معلَّقة ، فصاح الغلام : يا عمَّاه ! ووقع في حجر الحسين (عليه السّلام) ، فضمه إليه وقال : (( يابن أخي ، اصبر على ما نزل بك ، واحتسب في ذلك الخير ؛ فإنَّ الله تعالى يلحقك بآبائك الصالحين )) (25) . وأخذه الإعياء فلا تقوى جوارحه من شدة النزف على أن يجلس .
                  روى بعضهم أنَّ أعداء الله أرادوا أن يتأكَّدوا من عجزه عن القيام لمواجهتهم ، فنادوا عليه بأنَّ رحله قد هُتك ، فقام وسقط ، وحاول النهوض ؛ غيرة على عياله , فسقط ، وجاهد ذلك ثالثة فسقط ؛ حينذاك اطمئنوا أنَّه لا يقوى على قيام .
                  وقد قال الشيخ التُّسْتَري في (خصائصه) : وكان (عليه السّلام) حين وقوعه صريعاً مطروحاً ، يسعى لتخليص أهله ومَن يجيء إليه ، فهو المطروح الساعي (26) .
                  ====
                  (*) تجدر الإشارة إلى أنّ هذا المقال مُقتبَس من كتاب الأخلاق الحسينيّة , للمؤلِّف نفسه , مع مراجعة وضبط النص (موقع معهد الإمامين الحسنين) .
                  (1) جامع السعادات 1 / 265 , باب الغيرة والحمية .
                  (2) غُرَر الحِكَم .
                  (3) غُرَر الحِكَم .
                  (4) جامع السعادات 1 / 265 .
                  (5) يراجع في تفصيل ذلك وبيانه المصدر السابق .
                  (6) أمالي الصدوق : 257 .
                  (7) كنز العمال ـ الخبر 7076 .
                  (8) مَن لا يحضره الفقيه 3 / 381 .
                  (9) تحف العقول / 457 .
                  (10) المناقب ، عن (حلية الأولياء) لأبي نعيم ، ومسند أبي يعلى .
                  (11) زينب الكبرى (عليها السّلام) / 22 .
                  (12) المناقب 2 / 223 .
                  (13) اللهوف / 67 .
                  (14) إبصار العين ـ للشيخ السماوي .
                  (15) مقتل العوالم ـ للشيخ عبد الله البحراني / 98 ، ونَفَس المهموم / 188 .
                  (16) في كتابه (أسرار الشهادة) / 411 .
                  (17) الخصائص الحسينيّة / 37 ـ 38 .
                  (18) مثير الأحزان ـ للشيخ شريف آل صاحب الجواهر .
                  (19) اللهوف / 67 .
                  (20) من قصيدة للسيد محسن الأمين في كتابه (الدر النضيد في مراثي السبط الشهيد) / 5 .
                  (21) له أيضاً في المصدر نفسه / 26 .
                  (22) تاريخ الطبري 6 / 265 ، ومقتل العوالم / 95 .
                  (23) أي : قطعها .
                  (24) تاريخ الطبري 6 / 257 ، والبداية والنهاية 8 / 186 .
                  (25) تاريخ الطبري 6 / 259 ، واللهوف / 68 .
                  (26) الخصائص الحسينيّة / 42 .
                  ونسألكم الدعاء...~

                  تعليق


                  • #84
                    أيها الحسينيون.. أين غيرتكم ؟!

                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                    أيها الحسينيون.. أين غيرتكم ؟!
                    بعدما طعنوه بالرماح، وضربوه بالسيوف، ورشقوه بالسهام والنبال من كل جانب، وثخن جسده الطاهر بجراح جاوزت الألف والتسعمئة جرح، وأخذه الإعياء كل مأخذ؛ سقط على الرمضاء الحارقة وهو يتمتم بلسانه الذابل من شدة العطش: "لا حول ولا قوة إلا بالله"..
                    وظل دمه المقدس في سقوطه ينزف وينزف ليروي أرض كربلاء في آخر لحظات حياته الشريفة، تلك اللحظات التي ستغدو محورا يعيد تشكيل تاريخ البشر وأدوارهم في الحياة..
                    وبينما كان على هذه الحال، مُستلقيا على الأرض لا يقوى على قيام؛ إذا بأبناء البغايا أرادوا أن يستخبروا خبره، ويعرفوا ما إذا كان سقوطه هذا نهائيا أم لا، حتى يجهزوا عليه ويقتلوه، إذ ما كانوا على مقدرة من مواجهته بالسيف وهو قائم، لشدة بأسه وشجاعته وفروسيته. فعمدوا إلى ذكر رحله وأهله، وهم يعلمون أن في ذلك إذكاءً لغيرته وحميّته، فصاحوا به من بعيد: "يا حسين! لقد هتكت حرمك"!!
                    وما إن سمع منهم تلك العبارة الموجعة؛ حتى نهض من جديد، ولكنه سقط! فحاول النهوض ثانية؛ فسقط! وحاول ثالثةً؛ فسقط!!
                    في كل مرة كان الحسين بن علي (صلوات الله عليهما) يحاول القيام والنهوض ليدافع عن حرمه، ولكن قلبه - الذي كان ينزف بغزارة لوقوع السهم المشعّب فيه - لم يكن يسعفه! وجسده المدمي بمئات الطعنات لم يكن يساعده!
                    وحينذاك فقط؛ أدرك أبناء البغايا أنه ما عاد يقوى على قتالهم، وأن الحسين عاجز أخيرا، وهو يلفظ أنفاسه! فتجرءوا على التقدّم نحوه لصرعه.. وهكذا كان!!
                    لقد كان (بأبي هو وأمي) أبا الغيرة والحميّة حقا، فظل غيورا حتى آخر قطرة دم تسري في عروقه الطاهرة، ولو لم يكن المجرمون يعلمون بذلك؛ لما تجرءوا على قتله، لأنه قد قتل منهم الآلاف المؤلفة في شجاعة لا نظير لها. إنهم يعلمون بأن الحسين (عليه الصلاة والسلام) صاحب الغيرة العظمى، وكيف لا وهو ابن أسد الله علي عليه السلام؟! ولذا استفزوه بادعائهم أن حرمه ونساءه قد هُتكن! ولما رأوه يحاول القيام ولا يستطيع؛ أيقنوا أنه على وشك الموت! فأتموا جريمتهم التي لا تماثلها جريمة منذ بدء الخلق حتى يومنا هذا! عليهم من الله اللعنات تترى وتتوالى..
                    فأين هؤلاء الذين يزعمون أنهم بأبي عبد الله الحسين (عليه السلام) يقتدون وبسيرته يحتذون؟! أين هي غيرتهم تجاه ما يجري على الحرمات من انتهاك؟! وما بالهم يتخاذلون ويتراجعون ولا يبالون بما يجري حولهم؟!
                    في يوم الطف؛ شكَّ سهمٌ واحد فقط إزار إحدى النسوة في مخيّم أهل بيت النبوة عليهم السلام، كان ذلك قبل أن يشتبك الحسين (عليه السلام) مع جيش آل أبي سفيان، ولما أن رأى (صلوات الله عليه) ذلك المنظر؛ لم يحتمله، فحمل على القوم كالليث الغضبان، لا يلحق أحدا إلا بعجه بسيفه! وكان ذلك بداية دخوله (عليه الصلاة والسلام) في ساحة المعركة والقتال.. لأن سهما واحدا فقط وقع على إزار إحدى النساء، فهتك الحرمة!
                    تُرى.. هل أن "سهما واحدا" فقط وقع على حرمات هذه الأمة اليوم؟! والله لئن كان كذلك لوجب على كل حسيني أن ينهض ويثور، فكيف إذا كانت السهام والطعنات التي وقعت تبلغ عددا ليس بالوسع إحصاؤه ولا عدّه؟!
                    إنها أزمة غياب الغيرة والحمية في نفوسنا، إذ تجد الذين يزعمون أنهم "حسينيون"؛ يعيشون حياة رغدة هانئة يتلذذون فيها بكل ما طاب دون أن تستثيرهم الصرخات والاستغاثات التي يطلقها إخوانهم وأخواتهم في الملة والدين، فيهبوا إلى نجدتهم والذب عنهم! ومن العراق، مرورا بالخليج، فباكستان، فإيران، فالبحرين، فمصر، فالجزائر.. وحيثما وُجِد هنالك مؤمنون مضطهدون على مدار العقود الماضية وحتى اليوم؛ لا تكاد تجد أحدا يهتم أو يكترث ممن يعيش في بلدان الرخاء والاسترخاء!!
                    لا بل سل نفسك إن كان قد ظهر على هؤلاء "المسترخين" ذرة اهتمام بما يجري من انتهاك للعقيدة نفسها التي تئن وتصرخ! فما بين حملات للنواصب الأنجاس على الأئمة الطاهرين عليهم صلوات المصلين، وما بين مؤامرات ماكرة تحيكها دوائر الاستخبارات في أوساطنا ضد عقائدنا وتراثنا الديني؛ لا ترى أحدا تأخذه الغيرة والحمية فيهب دفاعا عن أئمته وعقيدته.. إلا أقل القليل ممن لا يزال فيهم شيء من الضمير!
                    ما سبب كل هذا الجمود والخمول في مشاعرنا وضمائرنا؟! وكيف أصبحت الغيرة مفقودة بين الذين كانوا على مر التاريخ أهل الغيرة والمروءة والإباء؟!
                    عندما يتطاول أهل الباطل على النبي الأعظم وسيدة نساء العالمين (صلوات الله عليهما) وينسبون إليهما أنهما كانا يجلسان في مجالس اللهو والغناء فيُطربون؛ ولا نرى لذلك اهتماما يُشار إليه.. فهل مازالت الغيرة باقية في النفوس؟!
                    حينما يجري كل ذلك الظلم في العراق ويضج أهله من إرهاب المجرمين الدخلاء، ويشاهد الجميع في وسائل الإعلام أما عجوزا تنتحب أو طفلة تبكي بحرقة؛ فلا يتحرك أحد.. فهل هناك روح حسينية فينا؟!
                    وعندما يبقى البقيع الغرقد هكذا، وتُهدم المساجد الأثرية لأهل البيت (عليهم السلام) في المدينة، ويظل شيعتها يطلقون نداءاتهم المتكررة دون جدوى.. فهل هناك حسينيون بيننا حقا؟!
                    لقد أصبحنا مع الأسف "شعاراتيين" فقط! نتوجه إلى الحسينيات في كل محرم لنبكي ولنلطم ولنصرخ بأعلى صوتنا بشعار الحسين: "هيهات منا الذلة"! والحال أن الذلة كلها قد وقعت علينا في هذا الزمن الكئيب! إذ يخرج كلٌ منا من حسينيته ليعود إلى منزله وليغط في نوم عميق بينما الأمة من هوان إلى هوان!!
                    فمتى نستيقظ ونثور على أنفسنا أولا؟! متى نفتش عن الغيرة الحسينية المفقودة الغائبة بيننا؟! ومتى نتأسى بأبي الغيرة والإباء سيد الشهداء عليه الصلاة والسلام؟!
                    عاشوراء فرصة لذلك..
                    هذا لو انتبهنا!

                    تعليق


                    • #85
                      في أي المصادر إتهم الإمام الحسين عليه السلام أبا بكر وعمر بقتله؟

                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                      في أي المصادر إتهم الإمام الحسين عليه السلام أبا بكر وعمر بقتله؟
                      في كتب المقاتل كمقتل الحسين للخوارزمي ج2 ص34 حيث روى أنه عليه السلام: "وقف يستريح ساعة وقد ضعف عن القتال، فبينما هو واقف إذ أتاه حجر فوقع في جبتهه، فأخذ الثوب ليمسح الدم عن وجهه، فأتاه سهم حدد مسموم له ثلاث شعب، فوقع السهم في قلبه فقال الحسين: بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله. ورفع رأسه إلى السماء وقال: إلهي إنك تعلم أنهم يقتلون رجلا ليس على وجه الأرض ابن نبي غيره! ثم أخذ السهم فأخرجه من قفاه فانبعث الدم كالميزاب، فوضع يده على الجرح فلما امتلأت رمى به إلى السماء، فما رجع من ذلك الدم قطرة، وما عُرفت الحمرة في السماء حتى رمى الحسين عليه السلام بدمه إلى السماء، ثم وضع يده ثانيا فلما امتلأت لطّخ بها رأسه ولحيته وقال: هكذا والله أكون حتى ألقى جدي رسول الله وأنا مخضوب بدمي وأقول: يا رسول الله قتلني أبو بكر وعمر".
                      وقد بيّنا في سابقاً أن النص المطبوع هو: "يا رسول الله قتلني فلان وفلان" وذلك لأن النساخ كانوا تحت ضغط التقية في تلك الأزمنة، ورمز (فلان وفلان) يُقصد فيه أبو بكر عمر كما هو معروف عند جميع العلماء والمحققين.
                      علما بأن مولانا الحسين (عليه السلام) كان شديد النكير على أبي بكر وعمر (لعنة الله عليهما) وهو القائل فيهما وقد سأله رجل عن أبي بكر وعمر: "والله لقد ضيّعانا! وذهبا بحقنا! وجلسا مجلسا كنا أحق به منهما! ووطئا على أعناقنا! وحملا الناس على رقابنا"! (تقريب المعارف للحلبي ص243).
                      وقال عليه السلام أيضا في رواية المنذر الثوري: "إن أبا بكر وعمر عمدا إلى الأمر وهو لنا كله، فجعلا لنا فيه سهما كسهم الجدة! أما والله لتهمز بهما أنفسهما يوم يطلب الناس فيه شفاعتنا"! (المصدر نفسه).
                      ونسألكم الدعاء...~

                      تعليق


                      • #86
                        وثيقة بريطانية تؤكد على ان السماء أمطرت دماً يوم مقتل الحسين عليه السلام في عام 61 ه


                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


                        السلام على الحسين
                        وعلى علي بن الحسين
                        وعلى أولاد الحسين
                        وعلى أصحاب الحسين

                        وثيقة بريطانية تؤكد على ان السماء أمطرت دماً يوم مقتل الحسين عليه السلام في عام 61 هجري

                        تجمع الروايات الإسلامية من الشيعة وغيرهم، أن مقتل الإمام الحسين (سلام الله عليه) في اليوم العاشر من محرم الحرام عام 61 للهجرة لم يكن حدثاً عادياً في تاريخ الإسلام بل الإنسانية، بل تربط بين هذا الحادث المؤلم وبين عالم التكوين، وتتحدث عن حزن الأرض والسماء والحور وسكّان الجنان، ومواساة الأنبياء والمرسلين وبكائهم على الإمام الحسين (سلام الله عليه) من لدن آدم (سلام الله عليه) حتى خاتم الأنبياء ، كلّما مرّ ذكرُ الحسين (سلام الله عليه) أو مرّ أحدهم بأرض كربلاء المقدسة، حتى قبل وقوع الحادثة، ومنها:

                        قول الإمام الصادق (سلام الله عليه) يخاطب الإمام الحسين (سلام الله عليه): «وضمّن ـ الله ـ الأرض ومن عليها دمك وثارك».
                        خروج الدم من رأس إبراهيم (عليه وعلى نبينا وآله صلوات الله وسلامه) عندما مرّ بأرض كربلاء، موافقة لدم الإمام سيد الشهداء (سلام الله عليه).
                        قول الإمام المهدي من آل محمّد (صلوات الله وسلامه عليه أجمعين) يخاطب جدّه الحسين (سلام الله عليه) أيضاً: «ولطمَت عليك الحورُ العين».
                        حديث القارورة، وهو: «... وكان أول صارخة صرخت في المدينة أم سلمة زوج الرسول، كان دفع إليها قارورة فيها تربة، وقال لها: إن جبرئيل أعلمني أن أمّتي تقتل الحسين، وأعطاني هذه التربة، وقال لي: إذا صارت دماً عبيطاً فاعلمي أن الحسين قد قُتل، وكانت عندها، فلما حضر ذلك الوقت جعلت تنظر إلى القارورة في كل ساعة، فلما رأتها قد صارت دماً صاحت: وا حسيناه! وا ابن رسول الله! وتصارخت النساء من كل ناحية، حتى ارتفعت المدينة بالرجة التي ما سمع بمثلها قط» [تاريخ اليعقوبي: 2 / 245].
                        الأحاديث التي تحدثت أن السماء مطرت دماً في ذلك اليوم، ومنها قول سيدتنا زينب الكبرى (سلام الله عليها) تخاطب القوم في يوم عاشوراء: «أو عجبتم أن مطرت السماء دماً»؟
                        ومنها ما جاء في كتب العامة: «... أنبأنا خلف بن خليفة عن أبيه، قال: لما قتل الحسين اسودّت السماء، وظهرت الكواكب نهاراً حتى رأيت الجوزاء عند العصر، وسقط التراب الأحمر» [تاريخ دمشق لابن عساكر، ترجمة الإمام الحسين : 354].
                        ما ذكره المؤرخون من أنه ما رُفع حجر في بيت المقدس إلا ورُئي تحته دم عبيط، وأن الشمس كسفت ثلاثاً كما في الرواية التالية: «عن زين بن عمرو الكندي، قال: حدثتني أم حيان، قالت: يوم قتل الحسين اظلمت علينا ثلاثاً، ولم يمس أحد من زعفرانهم شيئاً فجعله على وجهه إلا احترق، ولم يقلب حجر ببيت المقدس إلا أصبح تحته دم عبيط» [تاريخ دمشق لابن عساكر، ترجمة الإمام الحسين : 362].





                        الوثيقة البريطانية:

                        الوثيقة التاريخية التالية تؤكد هذه الحقيقة أيضاً:
                        فقد جاء في كتاب (وقائع عصر الأنغلو ساكسون) الذي ترجمه ونقّحه ميشيل اسوانتون (MICHAEL SWANTON) وصدر في بريطانيا عام 1996 للميلاد وأعيد طبعه ثانية من قبل جامعة اكستر (Exeter) في ولاية نيويورك الأميركية عام 1998 للميلاد، جاء في الصفحة 38 من هذا الكتاب ما نصّه:

                        (685. Here in Britain there was Bloody rain, and milk and butter were turned to blood)

                        ومعناه: (في عام 685 ـ للميلاد ـ هنا في بريطانيا، مطرت السماء دماً وتحوّل الحليب والزبدة إلى دم أو صار لونهما أحمر).

                        وعند مقارنة هذه السنة الميلادية (685) مع السنين الهجرية، نجد أنها تطابق سنة 61 للهجرة، وهي السنة التي استُشهد فيها مولانا أبي الأحرار الإمام الحسين وأهل بيته الأطهار وأصحابه الأخيار (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).

                        تعليق


                        • #87
                          شبل الحسين علي الأكبر (عليهما السلام)

                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                          شبل الحسين علي الأكبر (عليهما السلام)
                          الابن الأكبر لسيد الشهداء وشبيه رسول الله، بذل مهجته يوم عاشوراء في سبيل الدين.
                          أمه ليلى بنت أبي مرّة، وهو يومئذٍ ابن 25 سنة، كما قيل أن عمره كان 18 أو 20 سنة، وهو أول شهيد من بني هاشم يوم الطف (حياة الإمام الحسين 245:3)، كان كثير الشبه برسول الله خلقاً وخُلقاً ومنطقاً.
                          لما استأذن أباه يوم عاشوراء ونزل إلى الميدان، رفع الحسين طرفه للسماء وقال: "اللهم اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلام أشبه الناس برسولك محمد خلقاً وخُلقاً ومنطقاً، وكنا إذا اشتقنا إلى رؤية نبيّك نظرنا إليه..." (بحار الأنوار 43:45).
                          تجلّت شجاعة على الأكبر وبصيرته في دينه يوم عاشوراء، ومن أبرز معالم ذلك الوعي كلماته وما كان ينشده من الرجز. وعند قصر بني مقاتل خفق الحسين برأسه خفقة ثم انتبه وهو يقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون" وكررها ثلاثاُ، فقال له علي الأكبر: يا أبتاه مما استرجعت؟ فقال عليه السلام: يا بني إني خفقت برأسي خفقة فعنّ لي فارس على فرس وقال: القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم، فقال له: أولسنا على الحق؟ قال: بلى. قال: "فإننا إذن لا نبالي أن نموت محقّين" (أعيان الشيعة 206:8-207).
                          وفي يوم عاشوراء كان هو أول من تقدّم من الهاشميين للحرب، ولما برز إلى القتال دعا الحسين على القوم وقال: إنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلونا ويقتلونا.
                          حمل علي بن الحسين على القوم عدّة مرّات وقاتل قتال الأبطال، وكان يرتجز ويقول:
                          أنا عـلي بن الحسين بن علي
                          نحن ورب البيت أولى بالنبـي
                          تالله لا يحـكم فيـنا ابن الدعي
                          أضرب بالسيف أُحامي عن أبي
                          ضرب غلام هاشـمي عـربي
                          (أعيان الشيعة 206:8-207)
                          وعاد إلى المخيم وهو ظمآن مثخن بالجراح وقد أجهده ثقل الحديد، وكر ثانية على القوم وقاتل حتّى قتل، قاتله مرّة بن منقذ العبدي، وسار إليه الإمام ووجده قد قطعت أوصاله وجاد بنفسه، فقال: " قتل الله قوماً قتلوك" وأخذ يردد: "على الدنيا بعدك العفا" وطلب من بني هاشم أن يحملوه إلى الخيمة (حياة الإمام الحسين 248:3).
                          ومع السلامة.

                          تعليق


                          • #88
                            من هو الإمام الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) ؟

                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                            من هو الإمام الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) ؟
                            شذرات من سيرة الإمام الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) :
                            اسمه و نسبه : هو الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) .
                            و هو ثالث الأئمة الاثنى عشر من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، و خامس أصحاب الكساء ، و كذلك خامس المعصومين الأربعة عشر .
                            ألقابه : سيد الشهداء ، ثار الله ، الوتر الموتور ، أبو الأحرار .
                            كنيته : أبو عبد الله ، سبط رسول الله .
                            أبوه : الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) .
                            أُمه : سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء ( عليها السَّلام ) بنت رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) .
                            ولادته : كانت ولادته ( عليه السَّلام ) بعد عشية يوم الخميس ليلة الجمعة الخامس من شهر شعبان من السنة الرابعة الموافق لـ 9 / 1 / 626 م ، حسب ما توصل إليه البحَّاثة المُحقق آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي [1] ( حفظه الله ) ، لكن المشهور هو أن ولادته كانت في الثالث من شهر شعبان من تلك السنة أو السنة الخامسة .
                            محل ولادته : المدينة المنوّرة .
                            مدّة عمره : 56 عاماً و خمسة أشهر و خمسة أيام تقريباً .
                            مدة إمامته : عشرة أعوام و عشرة أشهر و أياماً ، و ذلك من شهر صفر سنة ( 50 ) هجرية و حتى اليوم العشر من شهر محرم الحرام سنة ( 61 ) .
                            نقش خاتمه : إن الله بالغ أمره .
                            زوجاته : من زوجاته : شاه زنان بنت يزدجرد ملك إيران .
                            شهادته : يوم الاثنين العاشر من شهر محّرم الحرام سنة 61 هجرية .
                            سبب شهادته : قُتل الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) يوم الطف بأمر من يزيد بن معاوية بن أبي سفيان لعنة الله عليهما ، بعد ملحمة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً ، و بعد مقتل أهل بيته و أصحابه ، فسجَّلوا بذلك واحدة من أنبل ملامح الشهادة و التضحية و الفداء .
                            نعم لقد ضحى الحسين ( عليه السَّلام ) في حادثة الطف الخالدة بنفسه و أبنائه و خاصة أصحابه من أجل الحفاظ على الدين الإسلامي ، و قابل مخططات طاغية عصره يزيد بن معاوية الذي كان يريد قلع شجرة الدين الإسلامي من جذوره ، و قلب مفاهيمه و أصوله ، فوقف ( عليه السَّلام ) بوجه هذا الخطر العظيم و أفشل تلك المُخططات الشيطانية الأثيمة ، و قدم نفسه و أبنائه و أصحابه فداءً للإسلام .
                            مدفنه : كربلاء المقدسة / العراق [2] .
                            مكانة الحسين ( عليه السَّلام ) لدى رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) [3] :
                            1. صحيح البخاري : كتاب الأدب ، في باب رحمة الولد و تقبيله و معانقته ، رَوى بسنده عن ابن أبي نعم ، قال : كنت شاهداً لإبن عمر و سأله رجلٌ عن دم البعوض .
                            فقال : ممن أنت ؟
                            فقال : من أهل العراق .
                            قال : انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض و قد قتلوا ابن النبي صلى الله عليه ( و آله ) و سلم ، و سمعت النبي صلى الله عليه ( و آله ) و سلم يقول : هما ريحانتاي من الدنيا .
                            2. سنن البيهقي : 2 / 263 ، رَوى بسنده عن زر بن حبيش .
                            قال : كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ذات يوم يصلي بالناس ، فأقبل الحسن و الحسين عليهما السلام و هما غلامان فجعلا يتوثبان على ظهره إذا سجد ، فأقبل الناس عليهما ينحونهما عن ذلك .
                            قال : دعوهما بأبي و أمي ، من أحبني فليُحبَّ هذين .
                            3. صحيح ابن ماجه : في فضائل الحسن و الحسين عليهما السلام ، رَوى بسنده عن أبي هريرة ، قال :
                            قال رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم : من أحب الحسن و الحسين فقد أحبني ، و من أبغضهما فقد أبغضني .
                            و رَواه أحمد بن حنبل في مسنده : 2 / 288 .
                            4. مستدرك الصحيحين : 3 / 166 : رَوى بسنده عن سلمان .
                            قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم يقول : الحسن و الحسين ابناي ، من أحبهما أحبَّني ، و من أحبني أحبه الله ، و من أحبه الله أدخله الجنة ، و من أبغضهما أبغضني ، و من أبغضني أبغضه الله ، و من أبغضه الله أدخله النار .
                            قال : هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين .
                            5. صحيح البخاري : في كتاب بدء الخلق ، في باب مناقب الحسن و الحسين عليهما السلام ، رَوى بسنده عن أنس بن مالك ، قال : أُتيَ عبيد الله بن زياد برأس الحسين بن علي عليهما السلام فجعل في طست ، فجعل ينكت ، و قال في حسنه شيئاً .
                            فقال أنس : كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم ، و كان مخضوباً بالوسمة .
                            6. صحيح الترمذي : 2 / 307 ، رَوى بسنده عن زر بن حبيش عن حذيفة قال : سألتني أمي متى عهدك ؟ تعني بالنبي صلى الله عليه ( و آله ) و سلم .
                            فقلت : ما لي به عهد منذ كذا كذا ، فنالت مني .
                            فقلت لها : دعيني آتي النبي صلى الله عليه ( و آله ) و سلم فاُصلي معه المغرب و أسأله أن يستغفر لي و لك ، فأتيت النبي صلى الله عليه ( و آله ) و سلم ، فصليت معه المغرب فصلى حتى صلى العشاء ، ثم انفتل فتبعته فسمع صوتي .
                            فقال : من هذا ، حذيفة ؟
                            قلت : نعم .
                            قال : ما حاجتك غفر الله لك و لأمك ؟
                            قال : إن هذا مَلَكٌ لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علّي و يبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة و إن الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة .
                            7. صحيح الترمذي : 2 / 307 ، في مناقب الحسن و الحسين عليهما السلام ، روى بسنده عن يعلى بن مرة قال :
                            قال رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم : حسين مني و أنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً حسين سبط من الأسباط .
                            8. مستدرك الصحيحين : 3 / 176 ، رَوى بسنده عن شداد ابن عبد الله عن ام الفضل بنت الحارث ، إنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم فقالت : يا رسول الله إني رأيت حلماً منكراً الليلة .
                            قال : و ما هو ؟
                            قالت : إنه شديد .
                            قال : و ما هو ؟
                            قالت : رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت و وضعت في حجري .
                            فقال رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم : رأيت خيراً ، تلد فاطمة ان شاء الله غلاماً فيكون في حجرك .
                            فولدت فاطمة سلام الله عليها الحسين عليه السلام فكان في حجري كما قال رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم .
                            فدخلت يوماً على رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم فوضعته في حجره ثم حانت مني التفاتة فاذا عينا رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم تهريقان من الدموع .
                            قالت : فقلت : يا نبي الله بأبي انت و امي ـ ما لك ؟
                            قال : أتاني جبريل فاخبرني إن امتي ستقتل ابني هذا .
                            فقلت : هذا ؟
                            فقال : نعم ، و أتاني تبربة من تربته حمراء .
                            قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين .
                            9. صحيح الترمذي : 2 / 306 ، في مناقب الحسن و الحسين عليهما السلام ، رَوى بسنده عن سلمى .
                            قالت : دخلت على ام سلمة و هي تبكي ، فقلت ما يبكيك ؟
                            قالت : رأيت رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم ـ تعني في المنام ـ و على رأسه و لحيته التراب ، فقلت : ما لك يا رسول الله ؟
                            قال : شهدت قتل الحسين آنفاً .
                            10. كنز العمال : 7 / 273 ، قال : عن أنس قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم .
                            فقال : قد اعطيت الكوثر .
                            فقلت : يا رسول الله و ما الكوثر ؟
                            قال : نهر في الجنة عرضه و طوله ما بين المشرق و المغرب لا يشرب منه احد فيظمأ ، و لا يتوضأ منه احد فيسمت ابداً لا يشربه إنسان أخفر ذمتي [4] و لا قتل اهل بيتي .
                            قال : اخرجه ابو نعيم .
                            زيارة الإمام الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) :
                            عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ [5] ( عليه السَّلام ) لِلْمُفَضَّلِ [6] : " كَمْ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) " ؟
                            قُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَوْمٌ وَ بَعْضُ يَوْمٍ آخَرَ .
                            قَالَ : " فَتَزُورُهُ " ؟
                            فَقَالَ [7] : نَعَمْ .
                            قَالَ : فَقَالَ : " أَ لَا أُبَشِّرُكَ أَ لَا أُفَرِّحُكَ بِبَعْضِ ثَوَابِهِ " .
                            قُلْتُ : بَلَى جُعِلْتُ فِدَاكَ .
                            قَالَ : فَقَالَ لِي : " إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَأْخُذُ فِي جِهَازِهِ وَ يَتَهَيَّأُ لِزِيَارَتِهِ فَيَتَبَاشَرُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ ، فَإِذَا خَرَجَ مِنْ بَابِ مَنْزِلِهِ رَاكِباً أَوْ مَاشِياً وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ أَرْبَعَةَ آلَافِ مَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى يُوَافِيَ الْحُسَيْنَ ( عليه السَّلام ) .
                            يَا مُفَضَّلُ : إِذَا أَتَيْتَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ( عليه السَّلام ) فَقِفْ بِالْبَابِ ، وَ قُلْ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ ، فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ كَلِمَةٍ كِفْلًا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ " .
                            فَقُلْتُ : مَا هِيَ جُعِلْتُ فِدَاكَ ؟
                            قَالَ : تَقُولُ :
                            " السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسَى رُوحِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عَلِيٍّ وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ الْحَسَنِ الرَّضِيِّ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهِيدُ الصِّدِّيقُ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبَارُّ التَّقِيُّ ، السَّلَامُ عَلَى الْأَرْوَاحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَائِكَ وَ أَنَاخَتْ بِرَحْلِكَ ، السَّلَامُ عَلَى مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُحْدِقِينَ بِكَ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ وَ آتَيْتَ الزَّكَاةَ ، وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَ نَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَ عَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .
                            ثُمَّ تَسْعَى [8] فَلَكَ بِكُلِّ قَدَمٍ رَفَعْتَهَا أَوْ وَضَعْتَهَا كَثَوَابِ الْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَإِذَا سَلَّمْتَ عَلَى الْقَبْرِ فَالْتَمِسْهُ بِيَدِكَ وَ قُلِ :
                            السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ فِي سَمَائِهِ وَ أَرْضِهِ .
                            ثُمَّ تَمْضِي إِلَى صَلَاتِكَ ، وَ لَكَ بِكُلِّ رَكْعَةٍ رَكَعْتَهَا عِنْدَهُ كَثَوَابِ مَنْ حَجَّ وَ اعْتَمَرَ أَلْفَ عُمْرَةٍ ، وَ أَعْتَقَ أَلْفَ رَقَبَةٍ ، وَ كَأَنَّمَا وَقَفَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَلْفَ مَرَّةٍ مَعَ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ ، فَإِذَا انْقَلَبْتَ مِنْ عِنْدِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) نَادَاكَ مُنَادٍ لَوْ سَمِعْتَ مَقَالَتَهُ لَأَقَمْتَ عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) ، وَ هُوَ يَقُولُ طُوبَى لَكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ قَدْ غَنِمْتَ وَ سَلِمْتَ قَدْ غُفِرَ لَكَ مَا سَلَفَ فَاسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ ، فَإِنْ هُوَ مَاتَ فِي عَامِهِ أَوْ فِي لَيْلَتِهِ أَوْ يَوْمِهِ لَمْ يَلِ قَبْضَ رُوحِهِ إِلَّا اللَّهُ وَ تُقْبِلُ الْمَلَائِكَةُ مَعَهُ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى يُوَافِيَ مَنْزِلَهُ ، وَ تَقُولُ الْمَلَائِكَةُ يَا رَبِّ هَذَا عَبْدُكَ وَافَى قَبْرَ ابْنِ نَبِيِّكَ وَ قَدْ وَافَى مَنْزِلَهُ فَأَيْنَ نَذْهَبُ ، فَيُنَادِيهِمُ النِّدَاءُ مِنَ السَّمَاءِ يَا مَلَائِكَتِي قِفُوا بِبَابِ عَبْدِي فَسَبِّحُوا وَ قَدِّسُوا وَ اكْتُبُوا ذَلِكَ فِي حَسَنَاتِهِ إِلَى يَوْمِ يُتَوَفَّى .
                            قَالَ : فَلَا يَزَالُونَ بِبَابِهِ إِلَى يَوْمِ يُتَوَفَّى وَ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَ يُقَدِّسُونَهُ وَ يَكْتُبُونَ ذَلِكَ فِي حَسَنَاتِهِ ، وَ إِذَا تُوُفِّيَ شَهِدُوا جَنَازَتَهُ وَ كَفْنَهُ وَ غُسْلَهُ وَ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ ، وَ يَقُولُونَ رَبَّنَا وَكَّلْتَنَا بِبَابِ عَبْدِكَ وَ قَدْ تُوُفِّيَ فَأَيْنَ نَذْهَبُ ، فَيُنَادِيهِمْ مَلَائِكَتِي قِفُوا بِقَبْرِ عَبْدِي فَسَبِّحُوا وَ قَدِّسُوا وَ اكْتُبُوا ذَلِكَ فِي حَسَنَاتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " [9] .
                            من كلماته المُضيئة :
                            · قال ( عليه السَّلام ) في مسيره إلى كربلاء : " إن هذه الدنيا قد تغيَّرت و تنكَّرت و أدبر معروفها فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء و خسيس عيش كالمرعى الوبيل ، أ لا ترون أن الحق لا يعمل به ، و أن الباطل لا يتناهى عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً ، فإني لا أرى الموت إلا سعادة و لا الحياة مع الظالمين إلا برما ، إن الناس عبيدُ الدنيا و الدين لَعِقٌ على ألسنتهم يحوطونه ما دَرَّت معايشهم فإذا مُحِّصوا بالبلاء قلَّ الدَّيانون " .
                            · قال ( عليه السَّلام ) لرجل اغتاب عنده رجلا : " يا هذا كفَّ عن الغيبة فإنها إدام كلاب النار " .
                            · قال عنده رجل : إن المعروف إذا أسدي إلى غير أهله ضاع ، فقال الحسين ( عليه السَّلام ) : " ليس كذلك ، و لكن تكون الصنيعة مثل وابل المطر تصيب البر و الفاجر " .
                            · قال ( عليه السَّلام ) : " إن قوما عبدوا الله رغبةً فتلك عبادة التجار ، و إن قوماً عبدوا الله رهبةً فتلك عبادة العبيد ، و إن قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار ، و هي أفضل العبادة " .
                            · قال ( عليه السَّلام ) : " إياك و ما تعتذرُ منه ، فإن المؤمن لا يسي‏ء و لا يعتذر ، و المنافق كلُ يومٍ يسي‏ء و يعتذر " .
                            · قال ( عليه السَّلام ) : " من حاول أمرا بمعصية الله كان أفوت لما يرجو و أسرع لما يحذر " .
                            شعاعٌ من سيرته المباركة :
                            جاءه رجل من الأنصار يريد أن يسأله حاجةً .
                            فقال ( عليه السَّلام ) : " يا أخا الأنصار صن وجهك عن بذلة المسألة ، و ارفع حاجتك في رقعة ، فإني آت فيها ما سارك إن شاء الله " .
                            فكتب ـ الأنصاري ـ : يا أبا عبد الله إن لفلان علي خمسمائة دينار ، و قد ألح بي فكلِّمه يُنْظِرَني إلى ميسرة .
                            فلما قرأ الحسين ( عليه السَّلام ) الرقعة دخل إلى منزله فأخرج صرة فيها ألف دينار ، و قال ( عليه السَّلام ) له : " أما خمسمائة فاقض بها دَينك ، و أما خمسمائة فاستعن بها على دهرك ، و لا ترفع حاجتك إلا إلى أحد ثلاثة : إلى ذي دين ، أو مروة ، أو حسب ، فأما ذو الدين فيصون دينه ، و أما ذو المروة فإنه يستحيي لمروته ، و أما ذو الحسب فيعلم أنك لم تكرم وجهك أن تبذله له في حاجتك ، فهو يصون وجهك أن يردك بغير قضاء حاجتك " [10] .
                            الصّلاة على الإمامين الحسن و الحسين ( عليهما السلام ) :
                            اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ عَبْدَيْكَ وَ وَلِيَّيْكَ ، وَ ابْنَيْ رَسُولِكَ ، وَ سِبْطَي الرَّحْمَةِ ، وَ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ ، اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْلادِ النَّبِيّينَ وَ الْمُرْسَلينَ [11] .
                            الصّلاة على الإمام الحسين بن علي ( عليه السلام ) :
                            اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَظْلُومِ الشَّهيدِ ، قَتيلِ الْكَفَرَةِ وَ طَريحِ الْفَجَرَةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ ، اَشْهَدُ موُقِناً اَنَّكَ اَمينُ اللهِ وَ ابْنُ اَمينِهِ ، قُتِلْتَ مَظْلُوماً وَ مَضَيْتَ شَهيداً ، وَ اَشْهَدُ اَنَّ اللهَ تَعالى الطّالِبُ بِثارِكَ ، وَ مُنْجَزٌ ما وَ عَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَ التَّاْييدِ فى هَلاكِ عَدُوِّكَ وَ اِظْهارِ دَعْوَتِكَ ، وَ اَشْهَدُ اَنَّكَ وَ فَيْتَ بِعَهْدِ اللهِ ، وَ جاهَدْتَ في سَبيلِ ، اللهِ وَ عَبْدتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّى أتاكَ الْيَقينُ لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَ لَعَنَ اللهُ اُمَّةً خَذَلَتْكَ ، وَ لَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَلَبَّتْ عَلَيْكَ ، وَ اَبْرَأُ اِلَى اللهِ تَعالى مِمَّنْ اَكْذَبَكَ وَ اسْتَخَفَّ بِحَقِّكَ وَ اسْتَحَلَّ دَمَكَ ، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي يا اَبا عَبْدِ اللهِ لَعَنَ اللهُ قاتِلَكَ ، وَ لَعَنَ اللهُ خاذِلَكَ ، وَ لَعَنَ اللهُ مَنْ سَمِعَ وَ اعِيَتَكَ فَلَمْ يُجِبْكَ وَ لَمْ يَنْصُرْكَ ، وَ لَعَنَ اللهُ مَنْ سَبا نِساءَكَ اَنَا اِلَى اللهِ مِنْهُمْ بَريءٌ وَ مِمَّنْ والاهُمْ وَ مالاََهُمْ وَ اَعانَهُمْ عَلَيْهِ ، وَ اَشْهَدُ اَنَّكَ وَ الاَْئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَ بابُ الْهُدى وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقى وَ الْحُجَّةُ عَلى اَهْلِ الدُّنْيا ، وَ اَشْهَدُ اَنّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَ بِمَنْزِلَتِكُمْ موُقِنٌ ، وَ لَكُمْ تابِعٌ بِذاتِ نَفْسي وَ شَرايِعِ ديني وَ خَواتيمِ عَمَلي وَ مُنْقَلَبي فى دُنْيايَ وَ آخِرَتي [12] .
                            ====
                            المصادر والأدلة:
                            [1] لمزيد من التفصيل راجع : دائرة المعارف الحسينية : الجزء الأول من السيرة الحسينية : 157 .
                            [2] كربلاء مدينة إسلامية مقدسة ، و هي مشهورة في التاريخ الإسلامي و كذلك قبل الإسلام بزمن بعيد .
                            و تقع مدينة كربلاء على بعد 105 كم إلى الجنوب الغربي من العاصمة العراقية بغداد ، على حافة الصحراء في غربي الفرات و على الجهة اليسرى لجدول الحسينية .
                            [3] لمزيد من التفصيل راجع : فضائل الخمسة من الصحاح الستة : 3 / 226 ـ 347 ، للعلامة المُحقق السيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي ، طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت / لبنان ، الطبعة الرابعة : سنة : 1402 هجرية ـ 1982 ميلادية .
                            [4] أخفر ذمتي : أي نقض عهدي و لم يلتزم به .
                            [5] أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق ( عليه السَّلام ) ، سادس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
                            [6] هو الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ .
                            [7] أي الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ .
                            [8] أي تذهب نحو قبر الحسين ( عليه السَّلام ) .
                            [9] مستدرك وسائل الشيعة : 10 / 300 ، للشيخ المحدث النوري ، المولود سنة : 1254 هجرية ، و المتوفى سنة : 1320 هجرية ، طبعة : مؤسسة آل البيت ، سنة : 1408 هجرية ، قم / إيران .
                            [10] تحف العقول : 247 ، للشيخ حسن بن شُعبة الحراني ، طبعة ، جامعة المدرسين ، قم / إيران .
                            [11] بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 91 / 74 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
                            [12] بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 91 / 74 .
                            ونسألكم الدعاء...~

                            تعليق


                            • #89
                              ~:: شذرات من صفات الإمام الحسين عليه السلام ::~

                              بسم الله الرحمن الرحيم
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                              ~:: شذرات من صفات الإمام الحسين عليه السلام ::~
                              ولد الإمام الحسين بن علىّ(عليهما السلام) في بيت كان محطّ الملائكة ومهبط التنزيل، في بقعة طاهرة تتصل بالسماء طوال يومها بلا انقطاع، وتتناغم مع أنفاسه آيات القرآن التي تتلى آناء الليل والنهار، وترعرع بين شخصيّات مقدّسة تجلّلت بآيات الله، ونهل من نمير الرسالة عذب الارتباط مع الخالق، وصاغ لبنات شخصيته نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله) بفيض مكارم أخلاقه وعظمة روحه. فكان الحسين(عليه السلام) صورة لمحمّد(صلى الله عليه وآله) في اُمتّه، يتحرّك فيها على هدى القرآن، ويتحدّث بفكر الرسالة، ويسير على خطى جدّه العظيم ليبيّن مكارم الأخلاق، ويرعى للاُمّة شؤونها، ولا يغفل عن هدايتها ونصحها ونصرتها، جاعلاً من نفسه المقدسة اُنموذجاً حيّاً لما أرادته الرسالة والرسول، فكان(عليه السلام) نور هدىً للضالّين وسلسبيلاً عذباً للراغبين وعماداً يستند إليه المؤمنون وحجّة يركن اليها الصالحون، وفيصل حقّ إذ يتخاصم المسلمون، وسيف عدل يغضب لله ويثور من أجل الله. وحين نهض كان بيده مشعل الرسالة الذي حمله جدّه النبي(صلى الله عليه وآله) يدافع عن دينه ورسالته العظيمة.
                              ومن الإمعان في شخصيّة الإمام الحسين(عليه السلام) الفذّة نتلمّس المظاهر التالية:
                              1. تواضع الإمام الحسين عليه السلام:
                              جُبل أبو عبدالله الحسين(عليه السلام) على التواضع ومجافاة الأنانية، وهو صاحب النسب الرفيع والشرف العالي والمنزلة الخصيصة لدى الرسول(صلى الله عليه وآله) فكان(عليه السلام) يعيش في الاُمّة لايأنف من فقيرها ولا يترفّع على ضعيفها ولا يتكبّر على أحد فيها، يقتدي بجدّه العظيم المبعوث رحمةً للعالمين، يبتغي بذلك رضا الله وتربية الاُمّة، وقد نُقلت عنه(عليه السلام) مواقف كثيرة تعامل فيها مع سائر المسلمين بكلّ تواضع مظهراً سماحة الرسالة ولطف شخصيّته الكريمة، ومن ذلك:
                              إنّه(عليه السلام) قد مرّ بمساكين وهم يأكلون كسراً (خبزاً يابساً) على كساء، فسلّم عليهم، فدعوه الى طعامهم فجلس معهم وقال: لولا أنّه صدقة لأكلت معكم. ثمّ قال: قوموا الى منزلي، فأطعمهم وكساهم وأمر لهم بدراهم.
                              وروي: أنّه (عليه السلام) مرّ بمساكين يأكلون في الصُّفَة، فقالوا: الغداء، فقال(عليه السلام): إنّ الله لا يحب المتكبّرين، فجلس وتغدّى معهم ثم قال لهم: قد أجبتكم فأجيبوني، قالوا: نعم، فمضى بهم الى منزله وقال لزوجته: أخرجي ماكنت تدّخرين[1].
                              2. حلمه وعفوه (عليه السلام) :
                              تأدّب الحسين السبط (عليه السلام) بآداب النبوّة، وحمل روح جدّه الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) يوم عفى عمّن حاربه ووقف ضد الرسالة الإسلامية، لقد كان قلبه يتّسع لكلّ الناس، وكان حريصاً على هدايتهم متغاضياً في هذا السبيل عن إساءة جاهلهم، يحدوه رضا الله تعالى، يقرّب المذنبين ويطمئنهم ويزرع فيهم الأمل برحمة الله، فكان لا يردّ على مسيء إساءة بل يحنو عليه ويرشده الى طريق الحقّ وينقذه من الضلال.
                              فقد روي عنه(عليه السلام) أنّه قال: «لو شتمني رجل في هذه الاُذن ـ وأومأ الى اليمنى ـ واعتذر لي في اليسرى لقبلت ذلك منه، وذلك أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) حدّثني أنّه سمع جدّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: لا يرد الحوض مَن لم يقبل العذر من محق أو مبطل[2].
                              كما روي أنّ غلاماً له جنى جنايةً كانت توجب العقاب، فأمر بتأديبه فانبرى العبد قائلاً: يا مولاي والكاظمين الغيظ، فقال(عليه السلام): خلّوا عنه، فقال: يا مولاي والعافين عن الناس، فقال(عليه السلام): قد عفوت عنك، قال: يا مولاي والله يحب المحسنين، فقال(عليه السلام): أنت حرّ لوجه الله ولك ضعف ما كنت أعطك[3].
                              3. جوده وكرمه (عليه السلام) :
                              وبنفس كبيرة كان الإمام الحسين بن علي(عليهما السلام) يعين الفقراء والمحتاجين، ويحنو على الأرامل والأيتام، ويثلج قلوب الوافدين عليه، ويقضي حوائج السائلين من دون أن يجعلهم يشعرون بذلّ المسألة، ويصل رحمه دون انقطاع، ولم يصله مال إلاّ فرّقه وأنفقه وهذه سجية الجواد وشنشنة الكريم وسمة ذي السماحة.
                              فكان يحمل في دجى الليل البهيم جراباً مملوءً طعاماً ونقوداً الى منازل الأرامل واليتامى حتّى شهد له بهذا الكرم معاوية بن أبي سفيان، وذلك حين بعث لعدّة شخصيات بهدايا، فقال متنبّئاً: أمّا الحسين فيبدأ بأيتام من قتل مع أبيه بصفين، فإن بقي شيء نحر به الجزور وسقى به اللبن[4].
                              وفي موقف مفعم باللطف والإنسانية والحنان جعل العتق رداً للتحية، فقد روى عن أنس أنّه قال :
                              كنت عند الحسين فدخلت عليه جارية بيدها طاقة ريحان فحيّته بها، فقال لها: أنت حرّة لوجه الله تعالى. وانبهر أنس وقال: جارية تجيئك بطاقة ريحان فتعتقها؟! فقال (عليه السلام): كذا أدّبنا الله، قال تبارك وتعالى: (وإذا حيّيتم بتحيّة فحيّوا بأحسن منها أو ردّوها)، وكان أحسن منها عتقها[5].
                              ومن كرمه وعفوه أنّه وقف(عليه السلام) ليقضي دين اُسامة بن زيد وليفرّج عن همّه الذي كان قد اعتراه وهو في مرضه[6]، رغم أنّ اُسامة كان قد وقف في الصفّ المناوئ لأبيه أمير المؤمنين(عليه السلام).
                              ووقف ذات مرّة سائل على باب الحسين(عليه السلام) وأنشد قائلاً:
                              لم يخب الآن مــن رجاك حرّك من دون بابك الـحلقة
                              أنت جواد ، أنت معتمد أبوك قد كان قاتل الفسقة
                              فأسرع اليه الإمام الحسين(عليه السلام) وما أن وجد أثر الفاقة عليه حتّى نادى بقنبر وقال متسائلاً: ما تبقّى من نفقتنا؟ قال: مائتا درهم أمرتني بتفرقتها في أهل بيتك، فقال(عليه السلام): هاتها فقد أتى مَن هو أحقّ بها منهم، فأخذها ودفعها الى السائل معتذراً منه، وأنشد قائلاً :
                              خـذها فـإنّي اليك معتــــذر واعلم بـأنّي عليك ذو شفقة
                              لو كان في سيرنا الغداة عصاً أمـست سمـانا عليك مندفقة
                              لكـنّ ريب الزمان ذو غِــير والكـفّ منّي قليلـة النفقة
                              فأخذها الأعرابي شاكراً، وهو يدعو له(عليه السلام) بالخير، وأنشد مادحاً :
                              وأنتم أنتم الأعلـون عـندكـمُ علم الكتاب وما جاءت به السـورُ
                              من لم يكن علويّاً حين تنسبه فما له في جميع الناس مفتخـر[7]
                              4. شجاعتهُ (عليه السلام) :
                              إنّ المرء ليعجز عن الوصف والقول حين يطالع صفحة الشجاعة من شخصية الإمام الحسين(عليه السلام); فإنّه ورثها عن آبائه وتربّى عليها ونشأ فيها، فهو من معدنها وأصلها، وهو الشجاع في قول الحقّ والمستبسل للدفاع عنه، فقد ورث ذلك عن جدّه العظيم محمّد(صلى الله عليه وآله) الذي وقف أمام أعتى قوّة مشركة حتّى انتصر عليها بالعقيدة والإيمان والجهاد في سبيل الله تعالى.
                              ووقف مع أبيه ـ أمير المؤمنين(عليه السلام) ـ يعيد الإسلام حاكماً، وينهض بالاُمّة في طريق دعوتها الخالصة، يصارع قوى الضلال والانحراف بالقول والفعل وقوة السلاح ليعيد الحقّ الى نصّابه.
                              ووقف مع أخيه الإمام الحسن(عليه السلام) موقف الأبطال المضحّين من أجل سلامة الاُمّة ونجاة الصفوة المؤمنة المتمسّكة بنهج الرسالة الإسلامية.
                              ووقف صامداً حين تقاعست جماهير المسلمين عن نصرة دينها أمام جبروت معاوية وضلاله وأزلامه والتيار الذي قاده لتشويه الدين القويم.
                              ولم يخش كلّ التهديدات ولا ما كان يلوح في الاُفق من نهاية مأساوية نتيجة الخروج لطلب الإصلاح وإحياء رسالة جدّه النبىّ(صلى الله عليه وآله) والوقوف في وجه الظلم والفساد، فخرج وهو مسلّم لأمر الله وساع لابتغاء مرضاته، وها هو(عليه السلام) يردُّ على الحرّ بن يزيد الرياحي حين قال له: اُذكّرك الله في نفسك فإنّي أشهد لئن قاتلت لتقتلنّ، ولئن قوتلت لتهلكنّ، فقال له الإمام أبو عبدالله(عليه السلام):
                              أبالموت تخوّفني؟ وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني؟ ما أدري ما أقول لك؟ ولكن أقول كما قال أخو الأوس لابن عمّه :
                              سأمضي وما بالموت عارٌ على الفتى إذا ما نوى خيـــــراً وجـاهد مسـلما
                              وواسـى رجالاً صالحين بنفــــسـه وخـالف مثبـوراً وفــــــارق مــجرما
                              فإن عـشت لم أنــــدم وإن متّ لم اُلَم كفى بك ذلاً أن تعيش وتُرغما[8]
                              ووقف(عليه السلام) يوم الطفّ موقفاً حيّر به الألباب وأذهل به العقول، فلم ينكسر أمام جليل المصاب حتّى عندما بقي وحيداً، فقد كان طوداً شامخاً لا يدنو منه العدوّ هيبةً وخوفاً رغم جراحاته الكثيرة حتى شهد له عدوّه بذلك، فقد قال حميد بن مسلم:
                              فوالله ما رأيت مكثوراً قطّ قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً ولا أمضى جناناً منه، إن كانت الرجّالة لتشدّ عليه فيشد عليها بسيفه فيكشفهم عن يمينه وشماله انكشاف المعزى إذا اشتد عليها الذئب[9].
                              5. أبائهُ (عليه السلام) :
                              لقد تجلّت صورة الثائر المسلم بأبهى صورها وأكملها في إباء الإمام الحسين(عليه السلام) ورفضه للصبر على الحيف والسكوت على الظلم، فسنّ بذلك للأجيال اللاحقة سنّة الإباء والتضحية من أجل العقيدة وفي سبيلها، حين وقف ذلك الموقف الرسالي العظيم يهزّ الاُمّة ويشجّعها أن لا تموت هواناً وذلاًّ، رافضاً بيعة الطليق ابن الطليق يزيد بن معاوية قائلاً: «إنّ مثلي لا يبايع مثله».
                              وها هو يصرّح لأخيه محمد بن الحنفية مجسّداً ذلك الإباء بقوله(عليه السلام): «يا أخي! والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية»[10].
                              ورغم أنّ الشيطان كان قد استحكم على ضمائر الناس فأماتها حتّى رضيت بالهوان، لكن الإمام الحسين(عليه السلام) وقف صارخاً بوجه جحافل الشرّ والظلم من جيوش الردّة الاُموية قائلاً: «والله لا اُعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ إقرار العبيد، إنّي عذت بربّي وربّكم أن ترجمون»[11].
                              لقد كانت كلمات الإمام أبي عبدالله الحسين(عليه السلام) تعبّر عن أسمى مواقف أصحاب المبادئ والقيم وحملة الرسالات، كما تنمّ عن عزته واعتداده بالنفس، فقد قال(عليه السلام):
                              «ألا وإنّ الدعيَّ ابن الدعيَّ قد ركز بين اثنتين بين السلّة والذلّة، وهيهات منّا الذلة، يأبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، واُنوف حميّة، ونفوس أبيّة من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام»[12].
                              وهكذا علّم الإمام الحسين(عليه السلام) البشرية كيف يكون الإباء في المواقف وكيف تكون التضحية من أجل الرسالة.
                              6. الصراحة والجرأة في الإصحار بالحقّ:
                              لقد كانت نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) وثورته بركاناً تفجّر في تأريخ الرسالة الإسلامية وزلزالاً صاخباً أيقظ ضمير المتقاعسين عن نصرة الحقّ، والكلمة الطيبة التي دعت كلّ الثائرين والمخلصين للعقيدة والرسالة الإسلامية إلى مواصلة المسيرة في بناء المجتمع الصالحوفق ماأراده الله تعالىورسوله(صلى الله عليه وآله).
                              وقد نهج الإمام الحسين(عليه السلام) منهج الصراحة والمكاشفة موضّحاً للاُمّة الخلل والزيغ والطريق الصحيح، فها هو بكل جرأة يقف أمام الطاغية يحذّره ويمنعه عن التمادي في الغيّ والفساد... فهذه كتبه(عليه السلام) الى معاوية واضحة لا لبس فيها ينذره ويحذّر من الاستمرار في ظلمه ويكشف للاُمّة مدى ضلالته وفساده[13].
                              وبكلّ صراحة وقوّة رفض البيعة ليزيد بن معاوية، وقال موضّحاً للوليد ابن عتبة حين كان والياً ليزيد : «إنّا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة ومحل الرحمة، بنا فتح الله وبنا ختم، ويزيد فاسق فاجر، شارب للخمر، قاتل النفس المحترمة، معلن بالفسق والفجور، ومثلي لايبايع مثله»[14].
                              وكانت صراحته ساطعة مع أصحابه ومن أعلن عن نصرته، ففي أثناء المسير باتّجاه الكوفة وصله نبأ استشهاد مسلم بن عقيل وخذلان الناس له، فقال(عليه السلام) للذين اتّبعوه طلباً للعافية: «قد خذلنا شيعتنا فمن أحبّ منكم الانصراف فلينصرف غير حرج، ليس عليه ذمام»[15].
                              فتفرّق عنه ذوو الأطماع وضعاف اليقين، وبقيت معه الصفوة الخيّرة من أهل بيته وأصحابه، ولم يخادع ولم يداهن في الوقت الذي كان يعزّ فيه الناصر.
                              وقبل وقوع المعركة أذن لكل مَن كان قد تبعه من المخلصين في الانصراف عنه قائلاً: «إنّي لا أعلم أصحاباً أصحّ منكم ولا أعدل ولا أفضل أهل بيت، فجزاكم الله عنّي خيراً، فهذا الليل قد أقبل فقوموا واتّخذوه جملاً، وليأخذ كلّ رجل منكم بيد صاحبه أو رجل من إخوتي وتفرّقوا في سواد هذا الليل، وذروني وهؤلاء القوم، فإنّهم لا يطلبون غيري، ولو أصابوني وقدروا على قتلي لما طلبوكم»[16].
                              والحقّ أنّ من يطالع كلّ تفاصيل نهضة الإمام الحسين(عليه السلام) سيجد الصدق والصراحة والجرأة في كلّ قول وفعل في جميع خطوات نهضته المباركة.
                              7. عبادته وتقواه (عليه السلام) :
                              ما انقطع أبو عبدالله الحسين(عليه السلام) عن الاتّصال بربّه في كلّ لحظاته وسكناته، فقد بقي يجسّد اتّصاله هذا بصيغة العبادة لله، ويوثّق العرى مع الخالق جلّت قدرته، ويشدّ التضحية بالطاعة الإلهية متفانياً في ذات الله ومن أجله، وقد كانت عبادته ثمرة معرفته الحقيقية بالله تعالى.
                              وإنّ نظرة واحدة الى دعائه(عليه السلام) في يوم عرفة تبرهن على عمق هذه المعرفة وشدّة العلاقة مع الله تعالى، وننقل مقطعاً من هذا الدعاء العظيم:
                              قال(عليه السلام): «كيف يُستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك؟! أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتّى يكون هو المظهِر لك؟! متى غبت حتى تحتاج الى دليل يدلّ عليك؟! ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل اليك؟! عميت عين لا تراك عليها رقيباً، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبّك نصيباً...
                              إلهي هذا ذُلّي ظاهر بين يديك، وهذا حالي لا يخفى عليك. منك أطلب الوصول اليك، وبك استدلّ عليك، فاهدني بنورك اليك، وأقمني بصدق العبودية بين يديك...
                              أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتّى عرفوك ووحّدوك، وأنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبّائك حتّى لم يحبّوا سواك ولم يلجأوا الى غيرك، أنت المؤنس لهم حيث أوحشتهم العوالم...
                              ماذا وَجدَ مَن فقدك؟! وما الذي فقد من وجدك؟!
                              لقد خاب من رضي دونك بَدلاً، ولقد خسر من بغى عنك مُتحوّلا...
                              يا مَن أذاق أحبّاءه حلاوة المؤانسة فقاموا بين يديه متملّقين، ويا من ألبس أولياءه ملابس هيبته فقاموا بين يديه مستغفرين...»[17].
                              ولقد بدا عليه عظيم خوفه من الله وشدّة مراقبته له حتّى قيل له: ما أعظم خوفك من ربّك! فقال(عليه السلام): «لا يأمن يوم القيامة إلاّ من خاف من الله في الدنيا»[18].
                              صور من عبادته (عليه السلام)
                              إنّ العبادة لأهل بيت النبوة(عليهم السلام) هي وجود وحياة، فقد كانت لذّتهم في مناجاتهم لله تعالى، وكانت عبادتهم له متّصلة في الليل والنهار وفي السرّ والعلن، والإمام الحسين(عليه السلام) ـ وهو أحد أعمدة هذا البيت الطاهر ـ كان يقوم بين يدي الجبّار مقام العارف المتيقّن والعالم العابد، فإذا توضّأ تغيّر لونه وارتعدت مفاصله، فقيل له في ذلك فقال(عليه السلام): «حقّ لمن وقف بين يدي الجبّار أن يصفرّ لونه وترتعد مفاصله»[19].
                              وحرص(عليه السلام) على أداء الصلاة في أحرج المواقف، حتى وقف يؤدّي صلاة الظهر في قمّة الملحمة في اليوم العاشر من المحرّم[20] وجيوش الضلالة تحيط به من كل جانب وترميه من كل صوب.
                              وأما حجه فكان (عليه السلام) يخرج متذلّلاً لله ساعياً الى بيته الحرام يؤدّي مناسك الحجّ بخشوع وتواضع، حتّى حجّ خمساً وعشرين حجّة ماشياً على قدميه[21].
                              وقد اشتهرت بين محدّثي الشيعة ومختلف طبقاتهم مواقفه الخاشعة في عرفات أيّام موسم الحجّ، ومناجاته الطويلة لربّه وهو واقف على قدميه في ميسرة الجبل والناس حوله.
                              لقد كان(عليه السلام) كثير البرّ والصدقة، فقد روي أنّه ورث أرضاً وأشياء فتصدّق بها قبل أن يقبضها، وكان يحمل الطعام في غلس الليل الى مساكين أهل المدينة لم يبتغ بذلك إلاّ الأجر من الله والتقرب اليه[22].
                              ====
                              المصادر:
                              [1] أعيان الشيعة : 1 / 580 ، تأريخ ابن عساكر : ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) حديث 196، وتفسير
                              البرهان: 2 / 363.
                              [2] إحقاق الحقّ : 11 / 431 .
                              [3] كشف الغمّة : 2 / 31 ، والفصول المهمة لابن الصبّاغ: 168 مع اختلاف يسير ، وأعيان الشيعة : 4 / 53 .
                              [4] حياة الإمام الحسين : 1 / 128 عن عيون الأخبار .
                              [5] كشف الغمّة : 2 / 31، والفصول المهمة : 167 .
                              [6] بحار الأنوار : 44 / 189، ومناقب آل أبي طالب : 4 / 65 .
                              [7] تأريخ ابن عساكر : 4 / 323، ومناقب آل أبي طالب : 4 / 65.
                              [8] تأريخ الطبري : 4 / 254 ، والكامل في التأريخ : 3 / 270.
                              [9] اعلام الورى : 1 / 468، وتأريخ الطبري : 5 / 540.
                              [10] الفتوح لابن أعثم : 5 / 23، ومقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 188، وبحار الأنوار : 44 / 329.
                              [11] مقتل الحسين للمقرّم : 280، وتأريخ الطبري : 4 / 330، وإعلام الورى : 1 / 459، وأعيان الشيعة : 1 / 602.
                              [12] أعيان الشيعة : 1 / 603، والاحتجاج : 2 / 24، ومقتل الحسين (عليه السلام) للخوارزمي : 2 / 6 .
                              [13] الإمامة والسياسة : 1 / 189 و 195.
                              [14] الفتوح : 5 / 14، ومقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 184، وبحار الأنوار : 44 / 325 .
                              [15] الإرشاد: 2/75، وتأريخ الطبري : 3 / 303، والبداية والنهاية : 8 / 182، وبحار الأنوار : 44 / 374 .
                              [16] الفتوح : 5 / 105، وتأريخ الطبري : 3 / 315، وأعيان الشيعة : 1 / 600 .
                              [17] المنتخب الحسني للأدعية والزيارات : 924 ـ 925.
                              [18] بحار الأنوار : 44 / 190.
                              [19] جامع الأخبار : 76، وراجع: إحقاق الحقّ : 11 / 422.
                              [20] ينابيع المودة : 410، ومقتل الحسين للخوارزمي : 2 / 17.
                              [21] سير أعلام النبلاء : 3 / 193، ومجمع الزوائد : 9 / 201.
                              [22] حياة الإمام الحسين (عليه السلام) : 1 / 135.
                              ونسألكم الدعاء...~

                              تعليق


                              • #90
                                أحاديث وروايات شريفة في فضل واستحباب البكاء على الحسين (ع)

                                بسم الله الرحمن الرحيم
                                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                                اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                                أحاديث وروايات شريفة في فضل واستحباب البكاء على الحسين (ع)
                                1- جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة : عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن أبان الأحمر، عن محمد بن الحسين الخزاز، عن ابن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: كنا عنده فذكرنا الحسين بن علي (عليهما السلام)، وعلى قاتله لعنة الله، فبكى أبو عبد الله (عليه السلام) وبكينا، قال: ثم رفع رأسه فقال: قال الحسين بن علي (عليهما السلام) : أنا قتيل العبرة، لا يذكرني مؤمن إلا بكى. وذكر الحديث.
                                2- وعن جماعة من مشايخه، عن محمد بن يحيى العطار، عن الحسين بن عبيد الله ، عن ابن أبي عثمان، عن الحسن بن علي بن عبد الله، عن أبي عمارة المنشد، قال : ما ذكر الحسين بن علي (عليهما السلام ) عند أبي عبد الله (عليه السلام) في يوم قط، فرئي أبو عبد الله (عليه السلام) متبسما في ذلك اليوم إلى الليل، وكان أبو عبد الله (عليه السلام) يقول : الحسين (عليه السلام) عبرة كل مؤمن.
                                وعن محمد بن جعفر، عن ابن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي، عن ابن أبي عمير، عن علي بن المغيرة، عن أبي عمارة، مثله إلى قوله : في ذلك اليوم.
                                3- وعن حكيم بن داود، عن سلمة، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن بكر بن محمد، عن فضيل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب، غفر له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.
                                وعن محمد بن عبد الله، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن بكر بن محمد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، مثله.
                                4- وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن الحسين بن عبيد الله، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن عبد الجبار، عن أبي سعيد، عن الحسين بن ثوير، عن يونس وأبي سلمة السراج، والمفضل قالوا: سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام)، يقول : لما مضى أبو عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام)، بكى عليه جميع ما خلق الله، إلا ثلاثة أشياء : البصرة، ودمشق، وآل عثمان.
                                5- وعن أبيه ( وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن رحمهم الله جمعيا ) عن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن، عن الحسين بن ثوير، قال: كنت أنا وابن ظبيان والمفضل وأبو سلمة السراج جلوسا عند أبي عبد الله (عليه السلام)، فكان المتكلم يونس وكان أكبرنا سنا - وذكر حديثا طويلا - يقول : ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام) إن أبا عبد الله (عليه السلام) لما مضى بكت عليه السماوات السبع ( والأرضون السبع ) وما فيهن وما بينهن، وما ينقلب في الجنة والنار من خلق ربنا، وما يرى وما لا يرى، بكى أبي عبد الله (عليه السلام)، إلا ثلاثة أشياء لم تبك عليه، قلت: جعلت فداك، ما هذه الثلاثة أشياء؟ قال: لم تبك عليه البصرة، ولا دمشق، ولا آل عثمان بن عفان.
                                6- وعن محمد بن عبد الله الحميري، عن أبيه ، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن أبي يعقوب، عن أبان بن عثمان، عن زرارة قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) : يا زرارة إن السماء بكت على الحسين (عليه السلام) أربعين صباحا بالدم ، وإن الأرض بكت أربعين صباحا بالسواد ، وإن الشمس بكت أربعين صباحا بالكسوف والحمرة، وإن الجبال تقطعت وانتثرت، وإن البحار تفجرت، وإن الملائكة بكت أربعين صباحا على الحسين (عليه السلام)، وما اختضبت منا امرأة ولا ادهنت ولا اكتحلت ولا رجلت، حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد لعنة الله ، وما زلنا في عبرة من بعده ، وكان جدي (عليه السلام) إذا ذكره بكى حتى تملأ عيناه لحيته وحتى يبكي لبكائه رحمة له من رآه، وان الملائكة الذين عند قبره ليبكون فيبكي لبكائهم كل من في الهواء والسماء من الملائكة - إلى أن ذكر (عليه السلام)، غيظ جهنم على قاتليه وقال - وإنها لتبكيه وتندبه وإنها لتتلظى على قاتله ، ولولا من على الأرض من حجج الله لنقضت الأرض وأكفأت ما عليها ، وما تكثر إلا عند اقتراب الساعة ، وما عين وأكفأت ما عليها وما تكثر الزلازل إلا عند اقتراب الساعة ، وما عين أحب إلى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه، وما من باك يبكيه إلا وقد وصل فاطمة وأسعدها عليه ، ووصل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأدى حقنا ، وما من عبد يحشر إلا وعيناه باكية إلا الباكين على جدي (الحسين (عليه السلام)) فإنه يحشر وعينه قريرة والبشارة تلقاه والسرور (بين) على وجهه ، والخلق في الفزع وهم آمنون ، والخلق يعرضون وهم حداث الحسين (عليه السلام) تحت العرش وفي ظل العرش، لا يخافون سوء (يوم) الحساب، يقال لهم: ادخلوا الجنة فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه، وإن الحور لترسل إليهم: إنا قد اشتقناكم مع الولدان المخلدين ، فما يرفعون رؤوسهم إليهم لما يرون في مجلسه (عليه السلام) من السرور والكرامة. الخبر.
                                7- وعن محمد بن عبد الله ، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) أحدثه فدخل عليه ابنه ، فقال له : . مرحبا . وضمه وقبله وقال : . حقر الله من حقركم ، وانتقم الله ممن وتركم ، وخذل الله من خذلكم ، ولعن الله من قتلكم ، وكان الله لكم وليا وحافظا وناصرا، فقد طال بكاء النساء وبكاء الأنبياء والصديقين والشهداء وملائكة السماء. ثم بكى وقال: يا أبا بصير إذا نظرت إلى ولد الحسين (عليه السلام، أتاني ما لا أملكه بما أتى إلى أبيهم وإليهم، يا أبا بصير إن فاطمة (عليها السلام) لتبكيه وتشهق، فتزفر جهنم زفرة لولا أن الخزنة يسمعون بكاءها وقد استعدوا لذلك، مخافة أن يخرج منها عنق - إلى أن قال - فلا تزال الملائكة مشفقين يبكون لبكائها، ويدعون الله ويتضرعون إليه - إلى أن قال - قلت: جعلت فداك إن هذا الامر عظيم، قال : غيره أعظم منه ما لم تسمعه ، ثم قال : يا با بصير، أما تحب أن تكون فيمن يسعد فاطمة (عليها السلام)؟! فبكيت حين قالها فما قدرت على المنطق، وما قدرت على كلامي من البكاء. الخبر.
                                8- وعن حكيم بن داود وغيره، عن محمد بن موسى الهمداني، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة معا، عن علقمة بن محمد الحضرمي، ومحمد بن إسماعيل (عن صالح) بن عقبة عن مالك الجهني، عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام) قال: من زار الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء ، (إلى أن قال) ثم ليندب الحسين (عليه السلام) ويبكيه، ويأمر من في داره ممن لا يتقيه بالبكاء عليه، ويقيم في داره مصيبة باظهار الجزع عليه، ويتلاقون بالبكاء بعضهم بعضا في البيوت، وليعز بعضهم بعضا بمصاب الحسين (عليه السلام)، فأنا ضامن لهم إذا فعلوا ذلك على الله عز وجل جميع هذا الثواب - اي ألفي ألف حجة وألفي ألف عمرة وألفي ألف غزوة، - إلى آخر ما تقدم في باب زيارته في يوم عاشوراء - فقلت: جعلت فداك وأنت الضامن لهم إذا فعلوا ذلك والزعيم به؟ قال: أنا الضامن لهم ذلك، والزعيم لمن فعل ذلك، قال قلت: فكيف يعزي بعضهم بعضا؟ قال: يقولون : عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين (عليه السلام)، وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد (عليهم السلام)، فإن استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل، فإنه يوم نحس لا تقضى فيه حاجة مؤمن، وإن قضيت لم يبارك له فيها ولم ير رشدا، ولا تدخرن لمنزلك شيئا فإنه من ادخر لمنزله شيئا في ذلك اليوم لم يبارك له فيما يدخره ولا يبارك له في أهله، فمن فعل ذلك كتب له ثواب ألف ألف حجة، وألف ألف عمرة، وألف ألف غزوة، كلها مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان له ثواب مصيبة كل نبي ورسول وصديق وشهيد، مات أو قتل منذ خلق الله الدنيا إلى (يوم القيامة).
                                9- المزار القديم: عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن أبي جعفر (عليه السلام) - في حديث تقدم صدره - قال: قال: يا علقمة واندبوا الحسين (عليه السلام) وابكوه وليأمر أحدكم من في داره بالبكاء عليه، وليقم عليه في داره المصيبة باظهار الجزع والبكاء، وتلاقوا يومئذ بالبكاء بعضكم إلى بعض في البيوت وحيث تلاقيتم، وليعز بعضكم بعضا بمصاب الحسين (عليه السلام)، قلت: أصلحك الله كيف يعزي بعضنا بعضا؟ قال: تقولون: أحسن الله أجورنا بمصابنا بأبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، وجعلنا من الطالبين بثأره مع الإمام المهدي إلى الحق من آل محمد (صلى الله عليه وآله) وعليهم أجمعين، وإن استطاع أحدكم أن لا يمضي يومه في حاجة فافعلوا، فإنه يوم نحس لا تقضى فيه حاجة مؤمن ، وإن قضيت لم يبارك فيها ولم يرشد، ولا يدخرن أحدكم لمنزله في ذلك اليوم شيئا، فإنه من فعل ذلك لم يبارك فيه، قال الباقر (عليه السلام) : أنا ضامن لمن فعل ذلك، له عند الله عز وجل ما تقدم به الذكر من عظيم الثواب، وحشره الله في جملة المستشهدين مع الحسين (صلوات الله عليه). الخبر.
                                10- الشيخ الطوسي في المصباح: عن عبد الله بن سنان قال: دخلت على سيدي أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) في يوم عاشوراء ، فألفيته كاسف اللون الحزن ، ودموعه تنحدر عن عينيه كاللؤلؤ المتساقط ، فقلت : يا بن رسول الله ، مم بكاؤك لا أبكى الله عينيك ؟ فقال لي : . أو في غفلة ؟ أما علمت أن الحسين بن علي (عليهما السلام) أصيب في مثل هذا اليوم ؟ .
                                الخبر. ورواه ابن طاووس (ره) في الاقبال: باسناده إلى عبد الله بن جعفر الحميري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن الحسن بن محمد الحضرمي، عن عبد الله بن سنان، مثله باختلاف في بعض الألفاظ.
                                11- الشيخ المفيد في أماليه: عن أبي بكر محمد بن عمر الجعابي، عن ابن عقدة، عن أحمد بن عبد الحميد بن خالد، عن محمد بن عمرو بن عتبة، عن حسين الأشقر، عن محمد بن أبي عمارة الكوفي قال: سمعت جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: من دمعت عينه فينا دمعة ، لدم سفك لنا، أو حق لنا نقصناه، أو عرض انتهك لنا أو لاحد من شيعتنا، بوأه الله تعالى في الجنة حقبا.
                                12- جامع الأخبار: عن أنس بن مالك، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: يقوم فقراء أمتي يوم القيامة وثيابهم خضر، وشعورهم منسوجة بالدر والياقوت، وبأيديهم قضبان من نور يخطبون على المنابر، فيمر عليهم الأنبياء فيقولون: هؤلاء من الملائكة، وتقول الملائكة: هؤلاء الأنبياء، فيقولون: نحن لا ملائكة ولا أنبياء، بل نفر من فقراء أمة محمد (صلى الله عليه وآله)، فيقولون: بما نلتم هذه الكرامة؟ فيقولون: لم تكن أعمالنا شديدة، ولم نصم الدهر، ولن نقم الليل، ولكن أقمنا على الصلوات الخمس، وإذا سمعنا ذكر محمد (صلى الله عليه وآله)، فاضت دموعنا على خدودنا.
                                13- مجموعة الشهيد: نقلا من كتاب الأنوار لأبي علي محمد بن همام، حدثنا أحمد بن أبي هراسة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الأحمري قال: حدثنا حماد بن إسحاق الأنصاري، عن ابن سنان، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، قال: نظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الحسين بن علي (عليهما السلام) وهو مقبل، فأجلسه في حجره وقال: إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا، ثم قال (عليه السلام) بأبي قتيل كل عبرة، قيل: وما قتيل كل عبرة يا بن رسول الله؟ قال: لا يذكره مؤمن إلا بكى.
                                14- الشيخ فخر الدين الطريحي في مجمع البحرين : وفي حديث مناجاة موسى (عليه السلام) وقد قال: يا رب لم فضلت أمه محمد (صلى الله عليه وآله) على سائر الأمم؟ فقال الله تعالى: فضلتهم لعشر خصال، قال موسى: وما تلك الخصال التي يعملونها حتى آمر بني إسرائيل يعملونها؟ قال الله تعالى: الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد، والجمعة، والجماعة، والقرآن، والعلم، والعاشوراء، قال موسى (عليه السلام) : يا رب وما العاشوراء؟ قال: البكاء والتباكي على سبط محمد (صلى الله عليه وآله)، والمرثية والعزاء على مصيبة ولد المصطفى، يا موسى ما من عبد من عبيدي في ذلك الزمان، بكى أو تباكى وتعزى على ولد المصطفى (صلى الله عليه وآله) إلا وكانت له الجنة ثابتا فيها، وما من عبد أنفق من ماله في الدرهم بسبعين درهما، وكان معافا في الجنة، وغفرت له ذنوبه، وعزتي وجلالي، ما من رجل أو امرأة سال دمع عينيه في يوم عاشوراء وغيره، قطرة واحدة إلا وكتب له أجر مائة شهيد.
                                ====
                                المصدر: (باب استحباب البكاء لقتل الحسين عليه السلام وما أصاب أهل البيت عليهم السلام، خصوصا يوم عاشوراء، واتخاذه يوم مصيبة، وتحريم التبرّك به).
                                كتاب مستدرك الوسائل، للميزا حسين النوري الطبرسي، تحقيق مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث، (ط2، بيروت، مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث، 1408/ 1988)، ج10، ص311-319.
                                ونسألكم الدعاء.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X