إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مدمج (مواضيع شيخ حسين الاكرف )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    × لعنك الله يا يزيد × لعنك الله يا يزيد × لعنك الله يا يزيد ×

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

    سجل حضورك اليومي بلعن يزيد بن معاوية؛ (لعن الله يزيد ولعن الله معاويه).
    وروى عن الرسول الأعظم محمد (ع):
    - لما اشتد برسول الله (ص) مرضه الذي مات فيه، ضم الحسين (ع) إلى صدره يسيل من عرقه عليه وهو يجود بنفسه، ويقول : ما لي وليزيد لا بارك الله فيه، اللهم العن يزيد!.. ثم غُشي عليه طويلا وأفاق، وجعل يقّبل الحسين وعيناه تذرفان، ويقول : أما إنّ لي ولقاتلك مقاماُ بين يدي الله عزوجل.- كان رسول الله (ص) إذا دخل الحسين (ع) اجتذبه إليه ثم يقول لأمير المؤمنين (ع) : أمسكه، ثم يقع عليه فيقبّله ويبكي، فيقول : يا أبه لِمَ تبكي؟.. فيقول : يا بنّي!.. أقبّل موضع السيوف منك وأبكي، قال : يا أبه وأُقتل؟.. قال : إي والله وأبوك وأخوك وأنت!.. قال : يا أبه!.. فمصارعنا شتّى؟.. قال : نعم، يا بني، قال : فمن يزورنا من أمّتك؟.. قال : لا يزورني ويزور أباك وأخاك وأنت، إلا الصدّيقون من أمتي.
    =======
    لعنك الله يا يزيد... لعنك الله يا يزيد... لعنك الله يا يزيد...
    لعنك الله يا يزيد... لعنك الله يا يزيد... لعنك الله يا يزيد...
    لعنك الله يا يزيد... لعنك الله يا يزيد... لعنك الله يا يزيد...

    ومأجورين مثابين ونسألكم الدعاء.

    تعليق


    • #32
      أيها الحسينيون.. أين غيرتكم ؟!

      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

      أيها الحسينيون.. أين غيرتكم ؟!
      بعدما طعنوه بالرماح، وضربوه بالسيوف، ورشقوه بالسهام والنبال من كل جانب، وثخن جسده الطاهر بجراح جاوزت الألف والتسعمئة جرح، وأخذه الإعياء كل مأخذ؛ سقط على الرمضاء الحارقة وهو يتمتم بلسانه الذابل من شدة العطش: "لا حول ولا قوة إلا بالله"..
      وظل دمه المقدس في سقوطه ينزف وينزف ليروي أرض كربلاء في آخر لحظات حياته الشريفة، تلك اللحظات التي ستغدو محورا يعيد تشكيل تاريخ البشر وأدوارهم في الحياة..
      وبينما كان على هذه الحال، مُستلقيا على الأرض لا يقوى على قيام؛ إذا بأبناء البغايا أرادوا أن يستخبروا خبره، ويعرفوا ما إذا كان سقوطه هذا نهائيا أم لا، حتى يجهزوا عليه ويقتلوه، إذ ما كانوا على مقدرة من مواجهته بالسيف وهو قائم، لشدة بأسه وشجاعته وفروسيته. فعمدوا إلى ذكر رحله وأهله، وهم يعلمون أن في ذلك إذكاءً لغيرته وحميّته، فصاحوا به من بعيد: "يا حسين! لقد هتكت حرمك"!!
      وما إن سمع منهم تلك العبارة الموجعة؛ حتى نهض من جديد، ولكنه سقط! فحاول النهوض ثانية؛ فسقط! وحاول ثالثةً؛ فسقط!!
      في كل مرة كان الحسين بن علي (صلوات الله عليهما) يحاول القيام والنهوض ليدافع عن حرمه، ولكن قلبه - الذي كان ينزف بغزارة لوقوع السهم المشعّب فيه - لم يكن يسعفه! وجسده المدمي بمئات الطعنات لم يكن يساعده!
      وحينذاك فقط؛ أدرك أبناء البغايا أنه ما عاد يقوى على قتالهم، وأن الحسين عاجز أخيرا، وهو يلفظ أنفاسه! فتجرءوا على التقدّم نحوه لصرعه.. وهكذا كان!!
      لقد كان (بأبي هو وأمي) أبا الغيرة والحميّة حقا، فظل غيورا حتى آخر قطرة دم تسري في عروقه الطاهرة، ولو لم يكن المجرمون يعلمون بذلك؛ لما تجرءوا على قتله، لأنه قد قتل منهم الآلاف المؤلفة في شجاعة لا نظير لها. إنهم يعلمون بأن الحسين (عليه الصلاة والسلام) صاحب الغيرة العظمى، وكيف لا وهو ابن أسد الله علي عليه السلام؟! ولذا استفزوه بادعائهم أن حرمه ونساءه قد هُتكن! ولما رأوه يحاول القيام ولا يستطيع؛ أيقنوا أنه على وشك الموت! فأتموا جريمتهم التي لا تماثلها جريمة منذ بدء الخلق حتى يومنا هذا! عليهم من الله اللعنات تترى وتتوالى..
      فأين هؤلاء الذين يزعمون أنهم بأبي عبد الله الحسين (عليه السلام) يقتدون وبسيرته يحتذون؟! أين هي غيرتهم تجاه ما يجري على الحرمات من انتهاك؟! وما بالهم يتخاذلون ويتراجعون ولا يبالون بما يجري حولهم؟!
      في يوم الطف؛ شكَّ سهمٌ واحد فقط إزار إحدى النسوة في مخيّم أهل بيت النبوة عليهم السلام، كان ذلك قبل أن يشتبك الحسين (عليه السلام) مع جيش آل أبي سفيان، ولما أن رأى (صلوات الله عليه) ذلك المنظر؛ لم يحتمله، فحمل على القوم كالليث الغضبان، لا يلحق أحدا إلا بعجه بسيفه! وكان ذلك بداية دخوله (عليه الصلاة والسلام) في ساحة المعركة والقتال.. لأن سهما واحدا فقط وقع على إزار إحدى النساء، فهتك الحرمة!
      تُرى.. هل أن "سهما واحدا" فقط وقع على حرمات هذه الأمة اليوم؟! والله لئن كان كذلك لوجب على كل حسيني أن ينهض ويثور، فكيف إذا كانت السهام والطعنات التي وقعت تبلغ عددا ليس بالوسع إحصاؤه ولا عدّه؟!
      إنها أزمة غياب الغيرة والحمية في نفوسنا، إذ تجد الذين يزعمون أنهم "حسينيون"؛ يعيشون حياة رغدة هانئة يتلذذون فيها بكل ما طاب دون أن تستثيرهم الصرخات والاستغاثات التي يطلقها إخوانهم وأخواتهم في الملة والدين، فيهبوا إلى نجدتهم والذب عنهم! ومن العراق، مرورا بالخليج، فباكستان، فإيران، فالبحرين، فمصر، فالجزائر.. وحيثما وُجِد هنالك مؤمنون مضطهدون على مدار العقود الماضية وحتى اليوم؛ لا تكاد تجد أحدا يهتم أو يكترث ممن يعيش في بلدان الرخاء والاسترخاء!!
      لا بل سل نفسك إن كان قد ظهر على هؤلاء "المسترخين" ذرة اهتمام بما يجري من انتهاك للعقيدة نفسها التي تئن وتصرخ! فما بين حملات للنواصب الأنجاس على الأئمة الطاهرين عليهم صلوات المصلين، وما بين مؤامرات ماكرة تحيكها دوائر الاستخبارات في أوساطنا ضد عقائدنا وتراثنا الديني؛ لا ترى أحدا تأخذه الغيرة والحمية فيهب دفاعا عن أئمته وعقيدته.. إلا أقل القليل ممن لا يزال فيهم شيء من الضمير!
      ما سبب كل هذا الجمود والخمول في مشاعرنا وضمائرنا؟! وكيف أصبحت الغيرة مفقودة بين الذين كانوا على مر التاريخ أهل الغيرة والمروءة والإباء؟!
      عندما يتطاول أهل الباطل على النبي الأعظم وسيدة نساء العالمين (صلوات الله عليهما) وينسبون إليهما أنهما كانا يجلسان في مجالس اللهو والغناء فيُطربون؛ ولا نرى لذلك اهتماما يُشار إليه.. فهل مازالت الغيرة باقية في النفوس؟!
      حينما يجري كل ذلك الظلم في العراق ويضج أهله من إرهاب المجرمين الدخلاء، ويشاهد الجميع في وسائل الإعلام أما عجوزا تنتحب أو طفلة تبكي بحرقة؛ فلا يتحرك أحد.. فهل هناك روح حسينية فينا؟!
      وعندما يبقى البقيع الغرقد هكذا، وتُهدم المساجد الأثرية لأهل البيت (عليهم السلام) في المدينة، ويظل شيعتها يطلقون نداءاتهم المتكررة دون جدوى.. فهل هناك حسينيون بيننا حقا؟!
      لقد أصبحنا مع الأسف "شعاراتيين" فقط! نتوجه إلى الحسينيات في كل محرم لنبكي ولنلطم ولنصرخ بأعلى صوتنا بشعار الحسين: "هيهات منا الذلة"! والحال أن الذلة كلها قد وقعت علينا في هذا الزمن الكئيب! إذ يخرج كلٌ منا من حسينيته ليعود إلى منزله وليغط في نوم عميق بينما الأمة من هوان إلى هوان!!
      فمتى نستيقظ ونثور على أنفسنا أولا؟! متى نفتش عن الغيرة الحسينية المفقودة الغائبة بيننا؟! ومتى نتأسى بأبي الغيرة والإباء سيد الشهداء عليه الصلاة والسلام؟!
      عاشوراء فرصة لذلك..
      هذا لو انتبهنا!

      تعليق


      • #33
        % الإمام الحسين (ع) الشهيد والثورة %

        بسم الله الرحمن الرحيم
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

        ((مقتطفات من كتاب الشهيد والثورة لسماحة آيه الله المجاهد السيد هادي المدرسي))
        1. عند الله لا وقت للجهاد، فكل الأوقات هي للجهاد، هذا قدرنا الذي لا مفر منه، فلا يكفي أن تكون مجاهدا خلال فترة من حياتك ثم تنسحب، كل لحظة أنت مطالب فيها بالجهاد: مع العدو أو مع النفس، لا فرق..فالله لا يسألنا عن البداية فقط ولا عن النهاية فحسب، وإنما يسألنا عن كافة لحظات الحياة التي عشناها على وجه الأرض: كلها يجب أن تكون جهادا...فما هو الجهاد؟ الجهاد هو: الثورة الدائمة في سبيل الله والحق والعدل والحرية … هكذا كانت حياة الحسين عليه السلام…إن الجهاد ذو قيمة خاصة لدى الحسين، فيوم لا يستطيع أن يحارب تجده يتعهد أولاد المجاهدين فكان كلما وصله مال في عهد معاوية (( يبدأ بأيتام من قتل مع أبيه بصفين، فإن بقي شئ نحر به الجزر وسقى به اللبن ))…أو ليس على القائد أن يشارك أفراد الشعب في العمل من أجل المظلومين والفقراء والمعدمين؟
        2. أشعلت (عاشوراء) أملا كاد أن يموت في القلوب … وأصبحت مقاومة الظلم حتمية دينية فرضتها روح كربلاء .
        3. ليست القضية: إن الحسين قتل .. وإنما القضية: أن الحسين قام بثورة، وبين القتل والثورة مسافة طويلة، هي المسافة بين الأيديولوجية، والشهادة من أجلها، وبين المغامرة وشهوة الموت ..
        4. إن الحسين تحول بالشهادة المأساوية، والتلاحم بين الفكر والممارسة، وتقديم كل ما يملك قربانا لتحريك الوضع وتغييره، إلى رمز الثورة ...فالرمز في هذه الثورة هو الأهم: لأنه العطاء الذي لن ينضب.. ونقطة الدم الساخنة التي ستظل تنزف بالكبرياء والكرامة، وتنبض بالحق والحرية على مدى التاريخ.
        5. كانت شعارات الثورة ثلاث كلمات: من أجل الإصلاح .. من أجل الحق .. من أجل التحرر .والإصلاح .. تعني إرجاع الأوضاع الشاذة إلى وضعها الطبيعي، من دون أن يكون للإمام مطمع مادي في ذلك . إن الحق يعني: سيادة القيم الإنسانية . وهي القيم التي تتكفل بتحقيق الخير، والرفاه للإنسان، والحق هو هدف كل الأديان والرسالات.التحرر من قيود المجتمع الفاسد.. والتحرر من ضغط الشهوات.. فمن دون (الحرية) لايمكن تحقيق الحق، ومن دون الحق لايمكن الإصلاح.
        6. إن الحرية مطية الحق، كما إن الحق هو الإصلاح والحرية – بعد ذلك – الميزة التي أعطاها الله للإنسان، وبها كرمه على كثير من الخلق.
        7. البطل يبقى في حدود واقعه المادي ملكاً لنفسه مادام حيا بين الناس فإذا مات أو قتل انقلب إلى ملك الجماهير بلا حدود ولا آفاق.
        8. حين يذوب الشخص نفسه في القيم تحمله القيم إلى كل قلب وكل أرض وكل عصر ..مادامت القيم السامية أسيرة في عبارات وكلمات تبقى حقائق نظرية لا تثير مشاعر الناس ولا تحرك أعصابهم ..بينما إذا تجسدت القيم في أشخاص ودخلت معهم في تيار الحياة برز للناس جمالها وروعتها وأثارت عاصفة من الأحاسيس والعواطف.
        9. كانت ملحمة كربلاء مدرسة تربوية كاملة وليست فقط درسا أو دروسا في التربية، لأنها احتوت على دروس للرجال والنساء والكبار والصغار والأحرار والعبيد والأغنياء والفقراء.
        10. لقد قامت زينب بإدارة نصف الصراع الذي دار بين الحق والباطل في ملحمة كربلاء لتعطي نساءنا اليوم وفي المستقبل درسا عظيما هو أن على النساء أن يقمن بدورهن في الجهاد ضد الظلم والتحريف.
        11. التصميم والطهر: صفتان متلازمتان، للثورات المقدسة في المراحل التصحيح، فلا ينفع التصميم إذا لم يرافقه الطهر، ولا ينفع الطهر إذا لم يرافقه التصميم.
        12. مستحيل أن تنطلق ثورة إلا إذا كان رجالها مصممين على المضي على الطريق مهما كلف الأمر .. وحتى مع العلم بالموت في بعض الأحيان .
        13. إن الطاهر يكون ـ عادة ـ صريحا فلا يخادع ، ولا يراوغ لأن المراوغة والخداع لا تلائمان طبيعة (الطاهر).
        14. ان الانتصار كان ملء يد الامام في جميع لحظات المجابهة مع يزيد، اذا كان مستعدا أن يتنازل عن الطهر، ويضع يده المقدسة في يد يزيد الظالم، راكب الفجور، قاتل النفس المقدسة.لكن .. حاشاه وهو بطل القديسين، وقديس الأبطال .. حاشاه .
        15. لا صداقة دائمة .. ولا عداوة دائمة .. بل قيم دائمة …من وقف مع القيم: فالصداقة معه مرتبطة بوجود تلك القيمة، ومن خالف القيم: فالعداء معه مرتبط بوجود حالته السلبية تجاه القيمة .
        16. عندما يتعود الناس على الدنيا يدمنون عليها، فلا يستطيع (أوضح) حق أن يشدهم إلى موقف، بينما يستطيع (أظلم) باطل أن يحملهم على مواقف ..
        17. إن كل حضارات التاريخ إنما بدأت، وقامت، لوجود مبرراتها وعندما كانت هذه المبررات تعجز عن تقديم مواقف عملية، كانت الحضارات تسقط تباعا...
        18. إن قضية الإمام ليست قضية شخص كان له أعداء فانهالوا عليه وقتلوه، وإنما هي قضية قيم إنسانية سحقها البعض في وضح النهار، وعلى رؤوس الأشهاد، فثار من أجلها الحسين عليه السلام، ذلك لأن الحسين ثار من أجل حق مظلوم ..
        19. إن طبيعة المجتمع العشائري نابعة من طبيعة الخضوع لغير الله، حيث إنها تقوم على أساس (القرابة) و (البطون) وليس على أساس الكفاءات، والالتزام بالمبادئ .فالولاء لغير الله يؤدي إلى الولاء للعشيرة، أو القبيلة، أو ما شابه ذلك من الحبال الزائفة، البديلة عن حبل الله المتين .
        20. إن النظام الذي يعزز المنفلت عن الالتزامات الخلقية والإنسانية والذي يكرس حكم الظلم، والفسق, والإلحاد لهو نظام فاسد يجب – وجوبا شرعيا- مقاومته، والذي يخضع له إنما هو من أهل النار ...
        21. إن الإمام الحسين عليه السلام كان ينطلق في ثورته من ضرورة إحداث شرخ كبير في الأوضاع التي كانت قائمة، وهذا الشرخ كان بحاجة إلى عملية تضحوية ضخمة من النوع الذي قام به، لأن السبات العميق الذي كان يضرب بأقدامه في عمق المجتمع، لم يكن بالذي يمكن إزالته بالخطب والكلمات والنصائح بل كان لابد من هزة قوية ، كلمسة كهربائية تبعث الحياة في الخلايا الهامدة . كان الإمام يريد هدم العلاقات القائمة .. وهدم النظام القائم .. وهدم الشخصية السباتية التي صارت جزءاً من شخصية الإنسان المسلم في ذلك العصر بفعل سياسة الحكام .. وعلى أنقاض ذلك كان يريد أن يبعث الشخصية الإسلامية ذات الروح الجهادية إلى الحياة .
        ونسألكم الدعاء.

        تعليق


        • #34
          « العبور إلى الحسين عليه السلام »

          بسم الله الرحمن الرحيم
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



          « العبور إلى الحسين عليه السلام » - آية الله السيد هادي المدرسي.

          العبور إلى الحسين (ع) يتطلب العبور عن كل مغريات الدنيا وملذاتها ، وشهواتها ، ومباهجها ، وبهارجها.!

          لقد كان الحسين (ع) رسول الحياة في زمن الموت.
          فالفضائل كلها سحقت في عصره.
          والمكارم كلها مسحت من قبل عدوه.
          ولولا قيامة الحسين (ع) لظل موت الفضائل والمكارم حاكما على الناس ، إلى يوم القيامة.

          1- الحسين صلوات الله عليه في السماء أشهر منه في الأرض، لأننا في الأرض نعرف قَدْره ، أمّا الملائكة في السماء فيعرفون قَدْره وقُدْرَته ، لكي تتقرّب إلى الله، لابدّ أن تتقرّب إلى الحسين صلوات الله عليه ، ولكي تتقرّب إلى الحسين صلوات الله عليه ، لابدّ أن تتقرّب إلى الله ، هكذا هي دائرة الحق المغلقة في الكون ، وهذا معنى: «أحبّ الله من أحبّ حسيناً».

          2- علاقتنا بالحسين صلوات الله عليه لا تنتهي ، بدأت من عالم الأشباح والأظلّة، وسوف تمتدّ إلى عالم الآخرة والجنّة ، فهي معنا وُلدت، ومعنا تبقى.

          3- الحق، والحقوق، والحقيقة، عناوين رئيسية في نهضة الحسين صلوات الله عليه ، فمن أجل الحق، قام ، ومن أجل الحقوق، قاتل ، ومن أجل الحقيقة، قُتل.

          4- المواجهة بين الحسين صلوات الله عليه وبين أعدائه كانت مواجهة بين حق صراح، وباطل مغلَّف بالحق ، وهذا هو الفارق بين الإيمان والنفاق ، وبين الحسين صلوات الله عليه وأعدائه.

          5- بالشهادة أصبح الحسين صلوات الله عليه قوّة عظمى لا تُقهر ، ألا تجد كيف أنّ الحسين صلوات الله عليه وهو في قبره، أقوى من جميع الطغاة، وهم فوق عروشهم؟

          6- مِن أغرَب مفارقات معركة عاشوراء، أنها بخلاف جميع معارك التاريخ لم تقع حول أمر واحد بين طرفين مختلفين ، بل كانت بين طرفين كلُّ واحدٍ منهما يريد أمراً غير ما يريده الآخر ، فالحسين صلوات الله عليه كان يريد الآخرة ، ويزيد كان يريد الدّنيا ، والحسين صلوات الله عليه كان يريد العدالة ، ويزيد كان يريد السلطة ، والحسين صلوات الله عليه كان يريد قلوب الرجال ، ويزيد كان يريد زنودهم ، والحسين صلوات الله عليه أراد رضا ربّه ، ويزيد كان يريد رضا نفسه.

          7- عندما تمطر السماء، فهي قطرات دموعها على مقتل الحسين صلوات الله عليه ، أمّا عندما تمسك، فللإحتجاج على ما فعل به أعداؤه.

          8-بمقدار ما للحسين صلوات الله عليه من الجاذبيّة عند أهل الحق، بمقدار ما له من الكراهيّة عند أهل الباطل ، ألا ترى كيف أنّ النور بمقدار ما يجذب الفراشات، بمقدار ما يطرد خفافيش الليل؟

          9- الحسين صلوات الله عليه صراط الله، لِخَلْق الله، إلى جنّة الله ، ومن أخطأه في دنياه، فقد أخطأ طريق جنّته في آخرته، وضلَّ سواء السبيل.

          10-من دون الحسين صلوات الله عليه قد يستطيع المرء أنْ يعيش، وأنْ يعمل، وأنْ يموت ، لكنّه لن يكون كريماً في عيشته، ولا مُفلحاً في مهنته، ولا عزيزاً في ميتته.

          11-كلمة الحسين ع: «شاء الله أن يراني قتيلاً» تلخِّص سُننَ الله في تاريخ هذه الأمّة ، فهي تعني: شاء الله أن تكون راية التوحيد بأيدي أهل بيت النبيّ ص إلى أبد الآبدين ، وتعني: شاء الله أن لا تموت شريعة سيّد المرسلين بأيدي حفنة من المنافقين ، وتعني: شاء الله أن لا يستسلم أهل الحق لأهل الباطل ، وتعني: شاء الله أن يدافع المؤمنون حتى آخر قطرة دم عن دين الله القويم.

          12-لا تتلخص قضيّة عاشوراء في دماء سُفكتْ، وحُرمات إنتُهكتْ، ومصائب نزلتْ، وإنْ كانت تلك أمور حدثت في كربلاء ، غير أنّ ذلك وجه واحد من وجوه نهضة الحسين صلوات الله عليه ، فهناك أيضاً: بطولات تمثَّلتْ، ومناقب تجلَّتْ، ومكرمات تحقَّقت.

          13-لقد أسقطت دماء الحسين صلوات الله عليه وأصحابه إمبراطورية الشرّ التي أقامها بنو أميّة ، وكان ذلك إنجازاً لوعد الله بأنْ ينتصر للمظلوم، ولو بعد حين.

          14-لقد تربَّع الحسين صلوات الله عليه على قمة الأخلاق، كما تربّع على قمة الشهادة ، أليس هو القائل: «إنّ حوائج الناس إليكم من نِعَمِ الله عليكم، فلا تملّوا النعم»؟

          15-لقد كَسَرتْ شجاعةُ الحسين صلوات الله عليه في كربلاء، جبروت كلّ الطغاة، في كلّ زمان ومكان ، ألم يقل رسول الله ص: «أما الحسين صلوات الله عليه فله جودي وشجاعتي»؟

          16-حطّم الحسين صلوات الله عليه حاجز الخوف بين الناس وبين حكّام الجور ، فإذا كانت بعض المسلّمات المزيَّفة تحول بينهم وبين أن يثوروا فإنّ نهضة الإمام الحسين صلوات الله عليه نسفت هذه المسلَّمات، ووضعت ضرورة النهضة ضد الجور والظلم والباطل مكانها.

          17-لأنّ الحسين صلوات الله عليه في مركز الجاذبيّة في عالم الغيب والملكوت، لذلك هو يجذب ملايين الناس إلى نفسه، في عالم الدنيا والشهود.

          18-الحسين صلوات الله عليه مَقْسم الجنّة والنار، وعنه يتفرّق الناس إلى سماطين:سماط يقف مع الحسين صلوات الله عليه ويدخل الجنّة ، وسماط يقف مع أعدائه، ويدخل النار .

          19-لقد كان الحسين صلوات الله عليه رسول الحياة في زمن الموت ، فالفضائل كلّها سُحقت في عصره ، والمكارم كلّها مُسخت من قبل عدوّه ، ولو لا قيامة الحسين صلوات الله عليه لظل موت الفضائل والمكارم حاكماً على الناس، إلى يوم القيامة.

          20-لقد علّمتنا نهضة الحسين صلوات الله عليه أنَّ مواقف الرجال، وليست اُروماتهم، هي التي تحدّد مصائرهم في نهاية المطاف ، فعمر بن سعد، وهو من أرحام الحسين صلوات الله عليه يصبح من الأخسرين أعمالاً ، ووهب النصراني ينضمّ إلى أهل بيت رسول الله ص ويُحشر معهم ، وهكذا تمّت في كربلاء صفقة بيع الجنّة والنار، بين تلك الأطراف.

          21-لقد تجلّى أهل البيت صلوات الله عليه في عاشوراء بكلّ فضائلهم، كأمّة ربّانية، من دون أن يشذّ عن ذلك الطفل الصغير، والشيخ الكبير، والمرأة، والرجل ، كما ظهر مشروعهم كحضارة متكاملة لا يشذّ عنها أيّ بُعد من أبعاد الحياة.

          22-زينب صلوات الله عليه شهيدة عاشوراء الأولى ، وشاهدة وقعتها العظمى ، صحيح أنها لم تُقتل في كربلاء، لكنّها تحمّلت آلام القتل مع كل شهيد سقط هناك ، ولولا زينب صلوات الله عليه لضاعت دماء أهل البيت صلوات الله عليه في رمال الأرض ، ولضاعت تفاصيل أحداث عاشوراء في زحمة الأحداث ، ولم يكن أحد يعرف ماذا جرى في أهم، وأخطر، وأعظم معركة وقعت في هذه الحياة ، لقد كانت زينب صلوات الله عليه المرأة التي حملت أمرين عظيمين في وقت واحد: آلام كلّ الشهداء، ورسالة كلّ الأنبياء.

          23-صلاة الحسين صلوات الله عليه ظهر عاشوراء هي أوّل صلاةٍ اُقيمت في دائرة الموت، وقُتل كلّ من اشترك فيها ، صلاة إختلطت فيها أصوات المصلّين مع أصوات إشتباك الأسنّة، وتقاطرت فيها الدماء من شفاههم، مع تقاطر كلمات الذكر منها ، لقد كانت صلاةً في مواجهة أعداء الصلاة ، وكانت صلاة الدم في محراب الإيمان ، وصلاة العدل في دائرة الشهادة.

          24-الحسين صلوات الله عليه حجّة الباري على كلّ ما سواه ، فهو إمام أهل الدنيا، كما هو إمام أهل الآخرة،وسيّد الإنس كما هو سيّد الجنّ ،ولعلّ ذلك معنى ما قيل فيه أنه: سيّدٌ في الدنيا، والآخرة".

          25-في معركة عاشوراء نموذج للتعبئة الشاملة، فقد انخرط في القتال الطفل الصغير، إلى جانب الكهل الذي تجاوز السبعين عاماً،وقاتلت المرأة إلى جانب الرجل، وقاتل العبيد إلى جانب الأحرار ، ومع قلّة العدد، فإنّ كل أهل البيت صلوات الله عليه دخلوا في المواجهة مع كلّ بني أميّة.

          26-لقد كانت المواجهة في كربلاء بين نفوس «أعلا عليّين» مع نفوس «أسفل السافلين»، فالتقابل فيها كان بين كلّ الفضائل مع كلّ الرذائل ، وكلّ الإيمان مع كلّ النفاق ، ألم يَقتل أدعياء الإسلام أهل بيت رسولهم، ثم إحتفلوا بإراقة دمائهم الزاكيات في المساجد التي كانت ترتفع فيها الشهادة بنبوّة جدّهم خمس مرّات كلّ يوم؟

          27-المُثُل العليا والحسين صلوات الله عليه كلمتان مترادفتان، حتى أنه يمكنك أن تضع أية مفردة من مفردات المُثُل مكان إسم الحسين صلوات الله عليه ، فأنْ تقول: الحسين ع، فكأنك تقول: الإيمان ، وأن تقول: الإيمان، فكأنك تقول: الحسين صلوات الله عليه ، وأن تقول: العدالة، فكأنك تقول: الحسين صلوات الله عليه ، وأن تقول: الحسين ع، فكأنك تقول: العدالة ، وكذلك في مفردات الشهادة، والصبر، والصدق، والوفاء، والثبات، والشجاعة، والكرم، والعطاء، والصلاح، والإصلاح.

          28-في نهضة الحسين صلوات الله عليه ينبوع لا ينضب من المكرمات، يرتوي منه أهل الحق بحسب حاجاتهم، وتطلعاتهم ، ويتجاهله أهل الباطل، بحسب ضلالاتهم وجهالاتهم.

          29-بالحسين صلوات الله عليه نكتشف الحقائق ، فهو الجمال الذي يفضح كلَّ قبح ، والإيمان الذي يفضح كلَّ زيف ، والحق الذي يفضح كلَّ باطل.

          30-إذا كانت شجاعة الرجال هي ما تظهر في المجابهات، فإنّ شجاعة النساء في نهضة الحسين صلوات الله عليه نافست شجاعة الرجال، قبل مقتلهم، وبَزّتها بعد ذلك.

          تعليق


          • #35
            31-الحسين صلوات الله عليه مشروع حضارة ، ومنهج إنتصار ، وخطة عمل ، وراية رسالة ، فمن أراد عزّاً بلا عشيرة، وهيبة بلا سلطان، فليفعل ما فعله الحسين صلوات الله عليه ، ليخرج من ذلّ طاعة الطاغوت، إلى عزّ طاعة الرحمن.

            32-باختصار: الحسين صلوات الله عليه قدِّيس الأولياء ووليُّ القدّيسين.

            33-الحسين صلوات الله عليه دعوة حقّ ، وراية حقّ ، ومشروع حقّ ، وسيف حقّ ، ومنارة حقّ ، وشهيد حقّ ، الحسين صلوات الله عليه حقٌّ كلّه، وكلّه حقّ.

            34-إنّ العالم شهد بطولات كثيرة في التاريخ، ولكنّه لم يشهد إيماناً كإيمان الحسين صلوات الله عليه في شهادته ، ولا شجاعةً كشجاعة الحسين صلوات الله عليه في منازلته ، ولا بطولةً كبطولة الحسين صلوات الله عليه في معركته ، حقاً إنّ الحسين صلوات الله عليه فريد في كلّ ما تألَّق فيه.

            35-من دروس نهضة الحسين صلوات الله عليه أنّ من لا يخشى الموت، فلن توجد قوّة على الأرض يمكنها أن تفرض عليه موقفاً لا يريده ولا يبغيه.

            36-نهضة الحسين صلوات الله عليه كانت إنفجاراً هائلاً نسف كلّ القواعد الجاهليّة التي اعتمدها بنو أميّة، ولا يشبهها إلاّ إنفجارات الكون الهائلة.

            37-لم تكن القضيّة أنّ الحسين صلوات الله عليه قاتل، وقُتل ، ، بل كانت القضيّة: أنّ الحسين صلوات الله عليه قام بنهضة شاملة، وتحمّل المسؤولية الكاملة، واستشهد من أجلها مع كلّ رجاله ، وبين مجرّد القتال، والنهضة الشاملة مسافة أطول من مسافة الأرض من النجوم، وهي المسافة التي تفصل الشهادة في سبيل رسالات الأنبياء، والمغامرة من أجل مغانم الدنيا.

            38-دماء الحسين صلوات الله عليه ودماء الذين قتلوا معه تزداد سخونة يوماً بعد يوم، لأنها المنبع الذي تتجمع فيه دماء جميع شهداء الحقّ والعدل والحرّية، وينتصر لجميع المظلومين والمستضعفين.

            39-كان الموت عند الحسين صلوات الله عليه وأصحابه سُلّماً إلى جنان الله، ومرافقة الشهداء والصدّيقين ، ولهذا فقد كانوا يتلذذون كلّما قربت منهم الأسنّة والسيوف، ويستبسلون في المقاومة كلّما قربت نهايتهم في الحياة الدنيا.

            40-عاشوراء أُمّ الثورات الحقّة في تاريخ الأُمّة، فمنها إنطلقت المقاومة الداخليّة ضد الطغاة، والمواجهة الخارجية مع الغزاة.

            41-للدّم الذي تدفَّق من نحر الحسين صلوات الله عليه ونحور أصحابه حضور مجلّل في كل نهضة يقوم بها الرجال المؤمنون من أجل حقّهم، ودينهم، ودنياهم.

            42-لقد علّمنا الحسين صلوات الله عليه إنّ المؤمن لا يساوم على الدين، ولا يستسلم للعدوّ، ولا يتنازل عن الحقّ، ولا يبالي بالأخطار.

            43-لقد علّمنا «الحُرّ» أن الالتزام ولو بمبدأ واحد من مبادئ أهل البيت صلوات الله عليه وهو: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» يرفع المرء في لحظة واحدة من الفرش إلى العرش، ويحوّله من مجرم حربٍ، إلى شهيدٍ قدّيس.

            44-في كربلاء تقابلت رايتان: راية الحسين صلوات الله عليه وهي راية الرحمن، وبين راية بني أميّة وهي راية الشيطان ، وكانت راية الحسين صلوات الله عليه هي ذاتها راية آدم، وإبراهيم ع، وموسى ع، وعيسى ع، ومحمّد ص، وعليّ صلوات الله عليه ، وكانت راية بني أميّة هي ذاتها راية قابيل، ونمرود، وفرعون، وهامان، وأبي سفيان، ومعاوية .

            45-من دروس عاشوراء:إنّ مَن يصارع الحقّ، يصرعه الحقّ ، ومَن يستسلم للباطل، يغدر به الباطل ، ومَن يتّبع إبليس، يخونه إبليس ، كما أن من يقف مع الله، يقف معه الله ، ومن يدافع عن الحقّ، يدافع عنه الحقّ .

            46-رفض الحسين صلوات الله عليه أن يهادن يزيد، ولو يوماً واحداً ، ، كما رفض رسول الله ص أن يعبد الأصنام، ولو يوماً واحداً.

            47-كان التقابل في عاشوراء بين قرآن الحقيقة، وقرآن الخديعة ، وبين حجّ الحجيج، وحجّ الضجيج ، وبين صلاة التقوى، وصلاة عن الفحشاء لا تنهى ، وبين الدفاع عن رسول الله ص والانقلاب على رسول الله ص .

            48-لقد قاتل أصحاب الحسين صلوات الله عليه بأخلاق الأنبياء، وشهامة الرجال، وخصائص القدّيسين ، فالتضحية بكل شيء ، من أخلاق الأنبياء ، والصمود حتى آخر لحظة ، من شهامة الرجال ، والإخلاص لله ، من خصائص القدّيسين .

            49-عندما يقف أهل الحق وأهل الباطل وجهاً لوجه ويشهران السلاح، فإنّه يضطر كلّ شخص أن يقف في الصف الذي هو منه: الصادق مع الصادقين، والكاذب مع الكاذبين ، هكذا تساقطت الأقنعة عن وجوه المنافقين في مواجهة الحسين صلوات الله عليه ، وهكذا تتساقط الأقنعة عن وجوههم اليوم، من خلال مواقفهم من تلك النهضة.

            50-مادام الشرف، شرفاً ، والرجولة، رجولةً ، والصدق، صدقاً ، والوفاء، وفاءً فالحسين صلوات الله عليه في كل أرض راية، وعاشوراء في كل يوم ثورة.

            51-لقد تسارعت عجلات التاريخ في يوم عاشوراء، فَكَبُرَ الأطفال في نصف نهار بأكثر مما يكبر أمثالهم في نصف قرن، وتصرّفوا كقادة ربّانيّين، وزعماء عظام.

            52-كلّما استخدم العدوّ العطشَ سلاحاً في وجه الحسين صلوات الله عليه وأصحابه، أشهر هؤلاء الصبر سلاحاً في مواجهته ، وانتصر صبرهم على العطش ، كما انتصر دمهم على السيف.

            53-لقد أحرق العدوّ خيام الحسين صلوات الله عليه وهدم ما كان يملكه أهل بيته من البيوت، فبنى المؤمنون ملايين البيوت في كل بلاد العالم، وأوقفوها للحسين صلوات الله عليه وأهل بيته.

            54-ما فعله العدوّ بأجساد شهداء الطفّ، يكشف إلى أيّ مدى يستطيع الشيطان أنْ يُحمّل أولياءَه من الآثام، ويورّطهم في الإجرام.

            55-لقضية الحسين صلوات الله عليه جانبان: جانب «الجسد المقطّع» وجانب «الحقّ المضيّع» ، فإذا بكينا على «الجسد المقطّع» فلكي نشحذ عزائمنا من أجل إستعادة "الحقّ المضيّع".

            56-لقد فعل بنو أميّة بالحسين صلوات الله عليه وأهل بيته ما لم تفعله الذئاب والفهود بضحاياها ، حقاً إنّ من ينسلخ عن دينه يقوم بارتكاب جرائم، يندى لها جبين الإنسانية، بأسهل مما يشرب كأس الماء.

            57-أعطى الحسين صلوات الله عليه لربّه كلّ ما يملكه، وهو عبدٌ له ، ، فهل يكون كبيراً على الله وهو ربّه، أن يعطي جنّته على دمعة واحدة تُذرف في مصائبه؟أليس الله أكرم من عبده؟

            58-كما نتقرّب إلى الله تعالى بزيارة الحسين والسلام عليه، كذلك نتقرّب إليه بالبراءة من أعدائه ولعنهم، ابتداءً من أول ظالمٍ ظلم حقّ محمّد وآل محمّد ص إلى آخر تابع له على ذلك ، شاء من شاء، وأبى من أبى.

            59-في قلب كلّ مؤمن صادق بيتٌ للحسين صلوات الله عليه ، وفي ضمير كلّ مناضل صالح جذوةٌ من حماسة الحسين صلوات الله عليه ، وفي يد كلّ ثائرٍ مؤمن راية من رايات الحسين صلوات الله عليه.

            60-ذِكرُ مصائب الحسين صلوات الله عليه والبكاء عليه، وإحياء أمره هي من أسهل وسائل الارتباط بسبط رسول الله ص، وسيّد شباب أهل الجنّة صلوات الله عليه ، ومن خلال الارتباط بالحسين عليه السّلام يتم الالتزام بكلّ تعاليم الرّسل والأنبياء.

            61-لقد علّمنا الحسين صلوات الله عليه أن نكون أسخياء في بذل الدماء، وبخلاء في هدر الكرامات ، وأنْ نكون رحماء مع أصحاب الحقوق، وأشدّاء مع مغتصبيها .

            62-الحسين صلوات الله عليه أعظم نجم لهداية البشرية في سماء النبوّة .

            63-نهضة الحسين صلوات الله عليه تُسقط أعذار جميع المتقاعسين عن نصرة الدين في كلّ زمان ومكان ، فهل هناك حياة أغلى، ودمٌ أشرف، ونفس أعزّ من حياة الحسين صلوات الله عليه ودمه ونفسه، وقد أرخصها لإنقاذ العباد من الجهالة وحيرة الضلالة؟

            64-عرف أصحاب الحسين صلوات الله عليه «أن الله لا يُخدع عن جنّته» فاسترخصوا دماءهم راضين مرضيّين.

            65-«الحسين مصباح هدى» لمن كان ذا بصيرة ، و«سفينة نجاة» لمن كان حَسَن السريرة ، فإذا أردنا الإستضاءَة بمصباح الحسين صلوات الله عليه فعلينا إستلهام البصيرة من مناهج الحسين صلوات الله عليه ، وإذا أردنا النجاة بسفينة الحسين صلوات الله عليه فعلينا تعلّم حسن السريرة من مواقف الحسين صلوات الله عليه .

            66-وَيْ، كأنّ يوم عاشوراء لم يكن يوماً واحداً، بل مليون عام ، وكأنّ 73 شهيداً لم يكونوا 73 فرداً، بل 73 أُمّة ، وكأنّ الحسين صلوات الله عليه لم يكن واحداً من أولياء الله، بل كلّهم بلا إستثناء ، وكأنّ زينب صلوات الله عليه لم تكن امرأة واحدة، بل كلّ النساء المؤمنات في الحياة ، لقد ملؤوا التاريخ، حتى كأنّ الكون ليس فيه أحد، إلاّ هُم .

            67-لقد شهد الحسين صلوات الله عليه بوحدانيّة الله بدمه، كما شهد بها بلسانه وعمله ، إنّها الشهادة التي يُقتل بها الأحرار، بينما غيرهم يأكل بها خبزاً.

            68-سألني عن معنى الكلمات التالية:فقال: ماذا تعني لك كلمة الحسين ع؟قلت: الإيمان كلّه في مواجهة النفاق كلّه ، قال: وزينب ع؟قلت: مواجهة أولاد الأدعياء بشجاعة أولاد الأنبياء ، قال: العبّاس ع؟قلت: تحمّل العطش لإرواء العطاشى ، قال: عاشوراء؟قلت: موعد العبادة في محراب الشهادة ، قال: عبدالله الرضيع؟قلت: التوقيع بالدم على وثيقة العهد مع الله ، قال: الأصحاب؟قلت: جنون الحبّ للإلتحاق بالمحبوب.

            69-الحسين صلوات الله عليه هو الإسم الوحيد الذي عندما يُذكر يوم عاشوراء، يصاب من أجله ملايينٌ من الناس بالجنون.

            70-هل رأيتَ كيف تتدافع مجموعة من الذئاب الجائعة على طيرٍ جريح، عندما يسقط مكسور الجناح من علّ؟هكذا تدافع ذئاب بني أميّة على فراخ رسول الله ص في عاشوراء، ومع ذلك يطالبوننا بالكفّ عن لعنهم؟ألا عليهم لعنةُ الله، والملائكة، والمؤمنين.

            71-تجلّت بصيرة أهل البيت صلوات الله عليه حول ما جرى في كربلاء في كلمة زينب صلوات الله عليه ليلة الحادي عشر من المحرّم: «اللّهم تقبّل هذا القربان من آل محمّد ص» ، فأهل بيت رسول الله ص قدّموا قرباناً بحجم إيمانهم بالله وقربهم منه .

            72-لقد عشقنا الحقّ، فعشقنا الحسين صلوات الله عليه ، وعشقنا الوفاء، فعشقنا العبّاس صلوات الله عليه ، وعشقنا البسالة، فعشقنا عليّ الأكبر صلوات الله عليه ، وعشقنا الثُبات، فعشقنا حبيب بن مظاهر رض ، وعشقنا التوبة، فعشقنا الحرّ رض ، وعشقنا الصبر، فعشقنا زينب صلوات الله عليه ، وهل يُلام أحد إذا عشق القيم متجسدةً في أشخاص؟

            73-ما انفكت تتوالد من ثورة الحسين صلوات الله عليه ونهضته، ثورة بعد ثورة، ونهضة بعد نهضة، وتمرّد على الظلم بعد تمرّد ، لقد أصبحت تلك الثورة جزءًا أساسياً من حركة المنظومة الشمسيّة بحيث إنك لا يمكن أن تتصوّر هذه المنظومة من دون تلك الثورة.

            74-كانت العزّة والكرامة من عناوين نهضة الحسين صلوات الله عليه ومنطلقاتها، وعندما قتل الحسين صلوات الله عليه من أجلها أصبحت شهادته عنواناً للعزّة والكرامة.

            75-من دروس عاشوراء، إنّك إذا لم تستطع أن تقيم سلطة العدل والإيمان، فإنّك قادر على الأقل أن تسقط سلطة الجور والعدوان.

            76-من فتاوى عاشوراء: إن قتال المحليّين الظلمة أوجب من قتال المتمردين الكفرة ، ألم يرفض الإمام الحسين صلوات الله عليه الذهاب لقتال الترك والديلم،وفضّل على ذلك الذهاب إلى قتال بني أميّة؟

            77-لقد نُكّب الجلاّدون بمقتل الحسين صلوات الله عليه أكثر مما نُكّب المؤمنون بمقتله ، إذ لم تمر أيام على شهادة الحسين صلوات الله عليه إلاّ وأصبح بنو أميّة محاصرين بجرائمهم ، وتهاوت أحلامهم بفعل عواصف الثورة التي اجتاحت العالم الإسلامي طلباً لثارات الحسين صلوات الله عليه ، حتى لم يجد أي واحد من أعدائه ملجئاً يلتجأ إليه في الأرض، ولا شخصاً واحداً يرغب في وجودهم، ولا بيتاً واحداً يأويهم، ولا فرداً واحداً يأسف لسقوطهم.

            78-الحسين صلوات الله عليه نهضة لا شائبة فيها ، وثورة لا هزيمة لها ، وشهادة لا مزيد عليها ، ومنابع خير لا يستغني منها.

            79-لقد استطاعت ثورة الحسين صلوات الله عليه أن تقضي على سلطة الجور في الشام، بأسهل مما استطاعت تلك السلطة أن تقضي على الحسين صلوات الله عليه في كربلاء .

            80-الشعائر الحسينيّة هي تدريب متواصل على طريقة مواجهة الأعداء، وليست طقوساً فارغة من المعاني ، ودموع الباكين على الحسين صلوات الله عليه هي قطرات زيت تُرشُّ على الجراح لإذكاء جذوة الإيمان، وليست دموع الذلّة والاستكانة ، وترداد مصائبه على المنابر استحضار للقضايا التي من أجلها تحمّل الحسين صلوات الله عليه تلك المصائب، وليست مجرد تكرار لقصص المأساة .

            تعليق


            • #36
              81-لأن الحسين صلوات الله عليه قُتل من أجل القيم التي جاء بها الأنبياء، فهو يبقى من الثوابت التي لا تبرح المكان والزمان، في أي حال من الأحوال .

              82-منطق الحسين صلوات الله عليه كان يقوم على أساس أنّ الدنيا مطيّة الآخرة ، أما منطق أعدائه فكان يقوم على أساس أن الآخرة مطيّة الدنيا .

              83-قطعوا رؤوس الشهداء في كربلاء، فنصب المؤمنون لهم قباباً في الشوارع والأزقة، وأخرى في البيوت والقلوب .

              84-الحسين صلوات الله عليه حافز إلى الثورة يتجدّد في قلوب المقهورين، فيمنحهم سيفاً يمتشق ضد كلّ ظلم ، وصرخةً تدوي ضد كلّ انحراف ، وعصا يُضرب بها وجه كل جبّار ، إنّهم قتلوا الحسين صلوات الله عليه للحفاظ على سلطانهم، فمنحت شهادُتُه السلطةَ للناس بأن يقاوموا كلّ سلطان ظالم في كل عصر ومصر.

              85-سألني أحدهم: هل كانت نهضة الحسين صلوات الله عليه خروجاً للسلطان، أم خروجاً على السلطان؟قلت: بل كانت خروجاً عن السلطان، بكل ما في الكلمة من معاني، وأبعاد .

              86-لقد علّمنا الحسين صلوات الله عليه أن باب الشهادة هو أقرب الطرق إلى الدرجات العليا، وأضمن الوسائل لكسب الفردوس الأعلى، وأفضل الأسباب للسلامة في الدين والدنيا .

              87-بحق أقول لكم: لولا نهضة الحسين صلوات الله عليه لكان الذي يجلس في موقع رسول الله ص حتى اليوم هو كلّ طاغوت غاشم، لا يعرف الله، ولا يؤمن بيوم الحساب .

              88-لقد أعطى الحسينُ صلوات الله عليه دَمَه لكي يعيد الحياة إلى الحياة ، ويعيد الحقّ إلى الحقّ ، ويعيد الأمل إلى الأمل .

              89-لقد كانت ثورة الحسين صلوات الله عليه ثورةَ الجوهر، للجوهر، بالجوهر؛ وقيامَ الحقّ، بالحقّ، للحقّ؛ ونهضة الدّين، بالدّين، للدّين .

              90-كان الحسين صلوات الله عليه في حياته هو الذي يخرج إلى الناس ليهديهم سواء السبيل، أمّا بعد شهادته فإن على الناس أن يخرجوا إليه ليهتدوا بهداه ، ولعلّ ذلك معنى «مصباح هدى، وسفينة نجاة» ، فالمصباح لا يطلب المحتاج إلى النور، بل يطلبه المحتاج إلى النور، والسفينة لا تطلب طالب النجاة، بل يطلبها طالب النجاة.

              91-لقد علّمتنا عاشوراء أنّ خيار الشهادة هو الخيار الوحيد للأحرار، عندما يكون السيف هو الخيار الوحيد للسلطات .

              92-الحسين مَنـزلٌ، وميزانٌ، ومَنـزلة ، فهو للتائهين مَنـزل ، وللعدالة ميزان ، وفي الجنّة منـزلة .

              93-العبور إلى الحسين صلوات الله عليه يتطلّب العبور عن كل مغريات الدنيا وملذاتها، وشهواتها، ومباهجها، وبهارجها ، الخروج من دائرة الخوف هو الشرط الأول للدخول في مدرسة عاشوراء .

              94-لقد قتلوا الحسين صلوات الله عليه حتى لا تنفلت منهم دنياهم ، غير أنّ الحسين صلوات الله عليه أمسك بزمام التاريخ فكبّ عليهم دنياهم، وطمّهم فيها .

              95-الحسين صلوات الله عليه ثار الله ، وقد أسكن الله دمه في الخلد، فلن تضيع منه قطرة واحدة، لا في الدنيا ولا في الآخرة .

              96-عاشوراء عنوان لألف درس في العزة، والكرامة، والإيمان، والوفاء، والشجاعة، والصدق، والإخلاص، والمقاومة، والعطاء، والتضحية والفداء .

              97-الحسين صلوات الله عليه أوّل شخص كانت ولادته، لشهادته ، فما أن وُلد حتى أقيم العزاء على شهادته ومقتله ، والحسين صلوات الله عليه أيضاً أوّل شخص شهد مقتل أصحابه واحداً بعد واحد ، ثم شهد مقتل إخوته واحداً بعد واحد ، ثم شهد مقتل أولاده واحداً بعد واحد ، ثم شهد مقتل نفسه عضواً عضواً ، وعندما كان شمر بن ذي الجوشن يجلس على صدره ليحتزّ رأسه الشريف، كان الحسين صلوات الله عليه يرى ما يفعل به، ويجد ألم خنجره وهو يفري أوداجه، ويقطع رقبته، ويمزق أوصاله ، ومع كل ذلك فهو لم يستسلم، ولم يتنازل، ولم يبايع.

              98-الحسين صلوات الله عليه قيمٌ، وقُدوة، وقيامة ، إنّه قيم دينيّة، وقدوة رسالية، وقيامة ربّانيّة .

              99-لقد قتلوا الحسين صلوات الله عليه في كربلاء، وأرادوا أن تكون نهاية نهضته هناك ، لكن الحسين صلوات الله عليه ظهر متربصاً بكل ظالم وطاغوت، في كل بلاد الأرض ومنحنيات التاريخ ، فقد تحوّل من شخص إلى شاخص ، ومن إمام إلى أمّة ، ومن أسلوب فرد إلى مدرسة عامة ، وأصبح ملايين من الناس يحملون رايته، ورُؤيته، ورويَّته ، وعاد له ألف ظهور وظهور ، فتارة تراه في صورة شيخ طاعن في السّن مثل سليمان بن صُرد الخزاعي يقود ثورة التوّابين في الكوفة ، وتارة في صورة شاب مناضل مثل إبراهيم بن مالك الأشتر في البصرة، ومرّات أخرى في صورة شباب، وشيوخ، ونساء ورجال، هنا وهناك يثورون في وجوه البغاة، ويسقطون عروش الطغاة ، فطلاّب الحقّ والعدل يستنسخون في كل زمان ومكان ثورته، وينهضون تحت رايته، ويجابهون الظلم على طريقته، وشعاراتهم هي ذاتها شعاراته، وأساليبهم هي ذاتها أساليبه ، ويتعاقب بفضله أجيال الثوّار على مسرح الحياة، يقاومون العدوان بروح حسينيّة، ويطبّقون تعاليم عاشوراء في تغليب مصلحة الدين على مغانم الدنيا، وفي التضحية بالذات لصالح المبادئ، وفي الوقفة الشجاعة في مواجهة الموت، شاهرين سيوفهم في وجوه الظالمين، لابسين قلوبهم على دروعهم، يتهافتون على الشهادة، كتهافت الأطفال الرضع على صدور أُمهاتهم، ويسلّم السَلَفُ منهم مشعل الثورة إلى الخَلَف، جاعلين من كل أرض كربلاء، ومن كل شهر محرّم، ومن كل يوم عاشوراء .

              100-بمقدار ما كان أعداء أهل البيت صلوات الله عليه مستعدّين دائماً للاستجابة الفورية لإغراءات السلطة، وارتكاب كل أنواع الجرائم من أجلها ، فإن أهل البيت صلوات الله عليه كانوا مستعدين دائماً للاستجابة الفورية لمتطلبات قيم الدين، والتضحية بكل غال ورخيص لمواجهة الأعداء ، وهذا ما ظهر جلياً في عاشوراء.

              تعليق


              • #37
                101-ثورة الحسين صلوات الله عليه وضعت جميع المسلمين أمام خيارات ثلاث:فإمّا أن يؤدّوا أدواراً حسينيّة ، أو يؤدّوا أدواراً زينبيّة ، وإلاّ فسوف يتورّطون في أداء أدوار يزيديّة.

                102-كان الحسين صلوات الله عليه يقصد الكوفة، وهو يعرف أنه يُقتل في كربلاء، لكي يعلّمنا أن الحياة هي دار مجاز، وليست بدار قرار، وأنها رحلة دائمة، وليست ميناءً للوصول .

                103-لقد حارب الحسين صلوات الله عليه سلطان السلطة، وليس من المعقول أن يكون هو ممن يبحث عن سلطة السلطان.

                104-عدوُّ الدين اثنان: الكفر والنفاق ، ولقد هزم النبيُّ ص الكفر ، وهزم الحسين صلوات الله عليه النفاق ، فاكتمل بذلك الدين، وهذا معنى «حسين منّي وأنا من حسين».

                105-الحسين صلوات الله عليه مشروع الله ، ومن هنا فهو هدف ووسيلة ، وطريقة وغاية ، وبداية ونهاية .

                106-من الممكن الاستفادة من منهج الحسين صلوات الله عليه للانتصار على الأعداء للدنيا ، لكن الأفضل هو الاستفادة من منهجه للانتصار على النفس للآخرة.

                107-لقد علّمتنا زينب صلوات الله عليه أنه كما لا صوت لمن لا حياة له، كذلك لا حياة لمن لا صوت له ، كلاّ ، لم يرحل الحسين صلوات الله عليه عن الحياة قطّ ، وإنما فقط ترجلت روحُهُ عن جوادها في كربلاء .

                108-بعد مقتل الحسين صلوات الله عليه أصبحت زينب صلوات الله عليه بمفردها خير أمّة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، بعد أن عادت الأمة إلى جاهليّتها الأولى .

                109-سبحان الله ، !كم كان قلب الحسين صلوات الله عليه مفعماً بالحبّ حتى يبكي صباح عاشوراء على عدوّه، لأنه يدخل النار بسببه؟

                110-ضرب العدوّ ألف حصار على الحسين صلوات الله عليه في كربلاء، ابتداء من حصار الجوع والعطش، وانتهاء بحصار الجراح والموت ، لكنه فشل في أن يضرب حصاراً على حرّية الحسين ع، وإرادته، واختياره.

                111-بدون أن تكونوا مؤمنين حسينيّين، لن يقبل الله منكم صرفاً ولا عدلاً، ولا صلاة ولا صياماً ، إن الحسين صلوات الله عليه شرط أساسي من شروط الإيمان .

                112-لقد علّمنا الحسين صلوات الله عليه بشهادته أن لا أحد على الإطلاق فوق أن يكون شهيداً في سبيل دين الله ورسالته .

                113-إذا وقعتَ أسيراً لليأس فتذكّر ما فعله الحسين صلوات الله عليه في لحظاته الأخيرة: لقد نسي كلّ آلامه، وجراحاته، وتعلّق بالأمل بالله، والتوكّل عليه، والصبر على بلائه .

                114-عندما يطالبنا الحسين صلوات الله عليه بأن ننصره، فهو يجيز لنا أن نلبس عمامته، وأن نمتشق حسامه، وأن نمتطي جواده، لنقاوم كل حاكم يجلس على مسند يزيد، ونقاتل كل زعيم يركب حصان عمر بن سعد، ونواجه كل مسؤول يحمل خنجر شمر بن ذي الجوشن، ونصارع كل ضابط يستخدم سهام حرملة.

                115-كانت ثورة الحسين صلوات الله عليه في مواجهة التحريف والتجديف والتزييف، كما كانت في مواجهة الكفر والشرك والظلم والطغيان .

                116-الحسين صلوات الله عليه مشروع دائم للنهضة الدينيّة ، ونهضة دائمة في المشروع الديني.

                117-لم تدخل قطرة دم واحدة مما أُريق في كربلاء في الدورة الحضارية لأية أمّة، إلاّ وخلّصتها من كلّ سلطان ظالم، ودفعت عنها كلّ عدوان غاشم، وأعطتها خطّة واضحة المعالم .

                118-من يقرأ الحسين صلوات الله عليه في عاشوراء يجد نفسه وسط عاصفة من الفضائل وطوفان من البطولات .

                119-إذا كانت شهادة الرجال هي النهاية في جميع الثورات، فإنها في ثورة الحسين صلوات الله عليه كانت البداية ، فمشروع أهل البيت صلوات الله عليه لإنقاذ البلاد والعباد بدأ بشهادة الحسين صلوات الله عليه ، ألا ترى كيف أن الحسين صلوات الله عليه من عالم الملكوت، يغيّر المعادلات في عالم الناسوت؟

                120-لم يرحم العدوّ أحداً في كربلاء ، فكم من عروس عادت باكية إلى أهلها من غير عرّيسها ، وكم من أُمّ عادت إلى بيتها صارخة بعد مقتل طفلها ، وكم من أُخت رجعت إلى دارها، وهي تندب أخاها ، ولكنّهم عادوا راضين مرضيّين، فقد كتب عليهم القدر سلفاً أن يكون القتل لهم عادة، وكرامتهم من الله الشهادة .

                121-كل ما كان يطمح إليه يزيد هو أن يقضي على الحسين صلوات الله عليه وأصحابه في كربلاء، لكن نهضة الإمام ليس فقط قضت على سلطة يزيد وبني أمية بالكامل، وإنما زلزلت – ولا تزال – كل سلطة اشتركت، ولو في نقطة واحدة، مع سلطة يزيد ، فشبح كربلاء يظل يلاحق الظالمين في جميع مراكز الحكم في حاضرة العالم الإسلامي وخارجها، إلى يوم القيامة .
                ونسألكم الدعاء.

                تعليق


                • #38
                  الحسين عليه الصلاة والسلام.. الماء والدمعة والدم!

                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
                  الحسين عليه الصلاة والسلام.. الماء والدمعة والدم!

                  على ظهر هذا الكوكب بشر؛ قرابة مليار منهم؛ ما إن يغرف الواحد منهم غرفة من ماء ليرتشفها؛ حتى تعود به الذاكرة إلى مئات من الأعوام خلت لترتسم في هنه صورة ذلك الثائر المضحّي الشهيد الذي قُتل ظمآناً، فيتمتم قائلاً : " السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين"..
                  وأينما نظر المرء منّا إلى الماء فإنّه يجد الحسين وعطشه فيه، فتراه يحدّث نفسه بأنّ هذا الماء قد حُرم منه سيّد الشهداء وأهل بيته وأنصاره صلوات الله عليهم، وقد قتلوا جميعاً عطاشى وألسنتهم تلتهب من شدّة الظمأ فيستذكر ما جرى وما وقع في تلك الفاجعة العظيمة، وتختلج في صدره الأحزان.. وهكذا ظلّ الماء والحسين (عليه الصلاة والسلام) متلازمين في عالم المعاني، والحقّ أنّ هذا الارتباط قد أوجده الله تعالى بحكمته، فقرن بين قضية الحسين (عليه السلام) وعنصر الحياة وجعل بينهما علاقة أزلية لتدوم القضية بدوام الماء الذي لابدّ لكل كائن حي منه حتّى يعيش، فإذا عاش احتاج إلى الماء، وإذا احتاج إلى الماء تذكّر الحسين، وإذا تذكّر الحسين تجدّدت رسالته في نفسه، فيبقى الإسلام وتبقى الولاية على مرّ الزمان. وإذا كان الماء سرّ الحياة المادّية، فإنّ الحسين (عليه الصلاة والسلام) سرّ الحياة المعنوية الحرّة الكريمة الأبيّة. وما ظلّ في الدنيا ماء فسيبقى الحسين حيّاً في الضمائر والقلوب، وحتّى إن نضب وحلّ الجفاف فإنّ جميع أهل الأرض سيتذكّرون عطش الحسين وحرمانه منه.
                  أجل.. قد جعل الله (عزّوجلّ) من الماء كلّ شيء حي، وجعل من الحسين (عليه الصلاة والسلام) كلّ مؤمن حرّ.و ثمّة علاقة فطرية أُخرى ليست معنوية فحسب بل تكوينية أيضاً، وهي العلاقة التي تربط بين الحسين (عليه الصلاة والسلام) وبين دمعة الإنسان، أيّاً كانت عقيدته وأيّاً كان انتماؤه، فإنّ لسيّد الشهداء تأثيراً على عيون الناس ودموعهم التي تتقاطر تلقائياً ولا إرادياً في كثير من الأحيان، عند ذكر قصّة استشهاده ومقتله، فتجد حتى غير المعتقدين بولايته كالنواصب والكفّار والملحدين يتأثّرون ويكون، بل إنّ الدموع قد نزلت من عيون قاتليه كيزيد وعمر بن سعد (عليهما اللعنة) ولم يكن ذلك عن قصد واختيار منهم بل عن تأثير تكيوني ودافع فطري لأنّ للحسين (صلوات الله عليه) علاقة حميمة بالدموع والعبرات. فعن سعد بن عبد الله قال: سألت القائم (عليه السلام) عن تأويل كهيعص قال (عليه السلام): هذه الحروف من أنباء الغيب أطّلع الله عليها عبده زكريا ثم قصهاعلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وذلك أن زكريا سأل الله ربه ان يعلمه أسماء الخمسة، فأهبط عليه جبرئيل (عليه السلام) فعلمه إيّاها، فكان زكريا إذا ذكر محمداً وعلياً وفاطمة والحسن (عليهم السلام) سُرِّي عنه همه، وانجلى كربه، وإذا ذكر اسم الحسين (عليه السلام) خنقته العبرة، ووقعت عليه البهرة، فقال ذات يوم: إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعة منهم تسليت بأسمائهم من همومي، وإذا ذكرت الحسين تدمع عيني وتثور زفرتي؟ فأنبأه الله تبارك وتعالى عن قصته. (بحار الأنوار: ج 44 ص 223).وفي تفسير الدر المنثور في تفسير قوله تعالى: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة:37)، أنه رأى ساق العرش وأسماء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) فلقنّه جبرئيل قل: يا حميد بحق محمد، و يا عالي بحق علي، يا فاطر بحق فاطمة، يا محسن بحق الحسن والحسين ومنك الإحسان، فلما ذكر الحسين سالت دموعه وانخشع قلبه وقال: يا أخي جبرئيل في ذكر الخامس ينكسر قلبي وتسيل عبرتي؟ قال جبرئيل: ولدك هذا يصاب تصغر عندها المصائب؟ فقال: يا أخي وما هي؟ قال: يقتل عطشاناً غريباً وحيداً فريداً ليس له ناصر ولا معين. (بحار الأنوار: ج 44 ص 245).وقد ورد في صحيح الأخبار عن آل النبي المختار (عليهم السلام) أنّه في يوم عاشوراء بكت جميع الخلائق على أبي عبدالله حتى الوحوش في الفلوات والحيتان في البحار، بل بكاه أيضاً أهل جهنّم من الكافرين، وما ذلك إلاّ لأنّ الدمعة صنيعة قضية الحسين صلوات الله وسلامه عليه، وأيّاً كانت العين الباكية فإنّ محابس الدموع فيها لا تتمكّن من حبسها عندما تذكر قصّته الحزينة المؤلمة. عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أنا قتيل العبرة قتلت مكروباً وحقيق عليّ أن لا يأتيني مكروب قط إلاّ رده الله و أقلبه إلى أهله مسروراً. (كامل الزيارات: ص216).وقال (عليه السلام): أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلاّ بكى. (كامل الزيارات: ص 215). ولنعم ما قال الشاعر: تبكيك عيني لا لأجل مثوبة! لكنّما عيني لأجلك باكية
                  ولربما لاحظ البعض أنّ اسم (حسين) هو بحدّ ذاته ذو إيقاع حزين خاص خلافاً لكلّ الأسماء الأُخرى، ولربما لا يجد علماء النفس لذلك سبباً منطقياً وجيهاً، فأن يكون لهذا الاسم إيقاعه الحزين عند الذين يمتلكون الخلفية الثقافية عنه من الشيعة؛ ومن يعرفون قصّة استشهاده وسيرته؛ فذلك أمر ليس بعجيب، ولكن العجيب هو تأثّر من لم يعرفوا عن سيّد الشهداء (عليه السلام) شيئاً وإنّما لمجرد سماعهم باسمه الشريف. إذ كيف يتأثّر من كان كذلك بمجرد إنصاته بهدوء لاسم (حسين) مكررا؟! وكيف يحسّ بتلك المشاعر الحزينة وقد انتابته ما إن تردّد عليه هذه الكلمة؟! إنّ هذا هو ما لا يمكن تفسيره إلاّ بالغيب والفطرة الإلهية حيث قضى الله (تعالى) أن يكون اسم الحسين (عليه الصلاة والسلام) مثيراً للحزن واللوعة والدمعة. ولنضرب مثالاً لذلك فنقول إنّ طائر البومة قد ارتبطت صورته في الذاكرة الإنسانية بالحزن دون سبب علمي وجيه إلاّ أنّ شكل هذا الطائر أعطى هذا الانطباع، فهكذا هو اسم الحسين، يبعث النفس البشرية إلى أن تحزن وتتألّم. فكيف إذا علمنا بأنّ طائر البومة – كما ورد في الروايات – ظلّ حزيناً حقّاً منذ مقتل الحسين بن علي عليهما الصلاة والسلام؟!
                  إنّ كلّ من يسمع بقضية أبي عبدالله لا يمكنه إلاّ أن يتأثّر وإلاّ أن تدمع عيناه، حتى وإن كان قلبه من حجر، فإنّ الحجر نفسه بكى على الحسين دماً إذ لم يُرَ حجر في يوم العاشر إلاّ ووجُد أسفله دم عبيط! بل التاريخ يذكر أنّ السماء بكت دماً على الإمام الحسين عليه السلام. وما هذا إلا لأن قضية الحسين (صلوات الله عليه) قضية استثنائية تكوينا وتشريعا، وهنا أمر آخر استثنائي يرتبط بالدم، إنه الدم الذي يتدفق من أجساد الموالين يوم العاشر من محرم كل عام دون أن يُصابوا بالأذى! والدم الذي يتدفق من صخرة في الشام وُضع عليها رأسه الشريف قبل أربعة عشر قرنا! والدم الذي ينسال من شجرة في قزوين حطّت عليها طيور حملت قطرات من دم الحسين الشهيد بأبي هو وأمي!
                  فهل هذه إلا خروقات للقواعد الكونية! وهل هذه إلا تعابير حيّة عن قضية استثنائية لا مثيل لها ولن يكون لها مثيل إلى يوم الدين!
                  ألا إن الحسين.. ماء الحياة، ودمعة الفؤاد، ودم الثورة!
                  ونسألكم الدعاء...~

                  تعليق


                  • #39
                    سجل حضورك اليومي في المنتدى بـ ((ركضة طويريج))

                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
                    ((لأبكين عليك بدل الدموع دماً سيدي يا حسين))

                    عن الإمام الثامن من أهل البيت (عليهم السلام)؛ الأمام علي بن موسى الرضا( عليهما السلام) :
                    إن محرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون القتال فيه فاستحلت فيه دماؤنا وهتكت فيه حرماتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا واضرمت النيران في مضاربنا وانتهبت ما فيها من ثقلها، ولم تدع لرسول الله( صلى الله عليه واله ) حرمة في أمرنا إن يوم قتل الحسين عليه السلام اقرح جفوننا واسبل دموعنا ، واذل عزيزنا، أرض كربلاء أورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم الأنقضاء، فعلى مثل الحسين فليبكِ الباكون، فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام .
                    أخواني الموالين؛ ركضة طويرج لابد أن يشارك فيها الإمام الحجة المنتظر (عج)؛ وهي قصة معروفة ومشهورة حدثت إلى السيد آيه الله بحر العلوم؛ ولذلك قمت بعمل موضوع في منتدى أبو الفضل العباس (ع) عن هذة الركضة.
                    ونتمنى مشاركتنا في هذه الركضة والفزعه الحسينية؛ كل مرة تدخلون فيها المنتدى؛ وكل ما عليكم هو ذكر حسين حسين حسين.
                    حسين حسين حسين حسين حسين حسين حسين
                    حسين حسين حسين حسين حسين حسين حسين
                    حسين حسين حسين حسين حسين حسين حسين

                    ومأجورين مثابين.

                    تعليق


                    • #40
                      في أي المصادر إتهم الإمام الحسين عليه السلام أبا بكر وعمر بقتله؟

                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                      في أي المصادر إتهم الإمام الحسين عليه السلام أبا بكر وعمر بقتله؟
                      في كتب المقاتل كمقتل الحسين للخوارزمي ج2 ص34 حيث روى أنه عليه السلام: "وقف يستريح ساعة وقد ضعف عن القتال، فبينما هو واقف إذ أتاه حجر فوقع في جبتهه، فأخذ الثوب ليمسح الدم عن وجهه، فأتاه سهم حدد مسموم له ثلاث شعب، فوقع السهم في قلبه فقال الحسين: بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله. ورفع رأسه إلى السماء وقال: إلهي إنك تعلم أنهم يقتلون رجلا ليس على وجه الأرض ابن نبي غيره! ثم أخذ السهم فأخرجه من قفاه فانبعث الدم كالميزاب، فوضع يده على الجرح فلما امتلأت رمى به إلى السماء، فما رجع من ذلك الدم قطرة، وما عُرفت الحمرة في السماء حتى رمى الحسين عليه السلام بدمه إلى السماء، ثم وضع يده ثانيا فلما امتلأت لطّخ بها رأسه ولحيته وقال: هكذا والله أكون حتى ألقى جدي رسول الله وأنا مخضوب بدمي وأقول: يا رسول الله قتلني أبو بكر وعمر".
                      وقد بيّنا في سابقاً أن النص المطبوع هو: "يا رسول الله قتلني فلان وفلان" وذلك لأن النساخ كانوا تحت ضغط التقية في تلك الأزمنة، ورمز (فلان وفلان) يُقصد فيه أبو بكر عمر كما هو معروف عند جميع العلماء والمحققين.
                      علما بأن مولانا الحسين (عليه السلام) كان شديد النكير على أبي بكر وعمر (لعنة الله عليهما) وهو القائل فيهما وقد سأله رجل عن أبي بكر وعمر: "والله لقد ضيّعانا! وذهبا بحقنا! وجلسا مجلسا كنا أحق به منهما! ووطئا على أعناقنا! وحملا الناس على رقابنا"! (تقريب المعارف للحلبي ص243).
                      وقال عليه السلام أيضا في رواية المنذر الثوري: "إن أبا بكر وعمر عمدا إلى الأمر وهو لنا كله، فجعلا لنا فيه سهما كسهم الجدة! أما والله لتهمز بهما أنفسهما يوم يطلب الناس فيه شفاعتنا"! (المصدر نفسه).
                      ونسألكم الدعاء...~

                      تعليق


                      • #41
                        كفر قتلة الحسين عليه السّلام وثواب اللّعن عليهم وشدّة عذابهم لعهنم الله تعالى

                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                        كفر قتلة الحسين عليه السّلام وثواب اللّعن عليهم وشدّة عذابهم لعهنم الله تعالى
                        - روى العلّامة المجلسي (رضي الله عنه) في "بحار الأنوار" الشّريف في تاريخ الإمام الحسين بن عليّ صلوات الله عليهما، تحت باب: "كفر قتلته عليه السلام، وثواب اللعن عليهم، وشدّة عذابهم، وما ينبغى أن يقال عند ذكره صلوات الله عليه":
                        1- (عيون أخبار الرضا)، (الأمالي) الصّدوق: ماجيلويه، عن عليّ، عن أبيه، عن الريان بن شبيب، عن الرضا عليه السلام قال:
                        يا ابن شبيب إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي وآله، فالعن قتلة الحسين عليه السلام، يا ابن شبيب إن سرّك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين عليه السلام فقال متى ما ذكرته "يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما" الخبر.
                        2- أقول: قد أوردنا في باب ما وقع في الشام عن (عيون أخبار الرضا) ابن عبدوس، عن ابن قتيبة عن الفضل، عن الرضا عليه السلام قال:
                        من نظر إلى الفقاع أو إلى الشطرنج فليذكر الحسين عليه السلام وليلعن يزيد وآل زياد، يمحوا الله عز وجل بذلك ذنوبه، ولو كانت كعدد النجوم.
                        3- (عيون أخبار الرضا) الصّدوق: بالأسانيد الثلاثة، عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
                        إنّ قاتل الحسين بن علي عليهما السلام في تابوت من نار، عليه نصف عذاب أهل الدنيا، وقد شد يداه ورجلاه بسلاسل من نار، منكّس في النار، حتى يقع في قعر جهنم، وله ريح يتعوّذ أهل النار إلى ربهم من شدة نتنه، وهو فيها خالد ذائق العذاب الأليم، مع جميع من شايع على قتله، كلما نضجت جلودهم بدّل الله عز وجل عليهم الجلود [غيرها] حتى يذوقوا العذاب الأليم لا يفتر عنهم ساعة، ويسقون من حميم جهنم، فالويل لهم من عذاب النار. (صحيفة الرضا) عليه السّلام: عنه عليه السلام مثله.
                        4- (عيون أخبار الرضا) الصّدوق: بهذا الإسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
                        إن موسى بن عمران عليه السلام سأل ربه عزوجل فقال: يا رب إن أخي هارون مات فاغفر له، فأوحى الله عزوجل إليه: يا موسى لو سألتني في الأولين والآخرين لأجبتك ما خلا قاتل الحسين بن علي فاني أنتقم له من قاتله. (صحيفة الرضا) عليه السّلام: عنه عليه السلام مثله.
                        5- (عيون أخبار الرضا) الصّدوق: باسناد التميمي، عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله:
                        يقتل الحسين شرّ الأمّة ويتبرأ من ولده من يكفر بي.
                        6- (الخصال) الصدوق: حمزة العلوي، عن أحمد الهمداني، عن يحيى بن الحسن، عن محمد بن ميمون، عن عبد الله بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
                        ستة لعنهم الله وكل نبيّ مجاب: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله، والتارك لسنتي، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والمتسلّط بالجبروت ليذلّ من أعزّه الله ويعزّ من أذلّه الله، والمستأثر بفيء المسلمين المستحلّ له.
                        7- (الأمالي) الطّوسي: المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير، عن الحسن بن أبي فاختة قال:
                        قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إني أذكر الحسين بن علي عليهما السلام فأي شيء أقول إذا ذكرته؟ فقال: قل صلّى الله عليك يا أبا عبد الله - تكررها ثلاثا -. الخبر.
                        8- (ثواب الأعمال وعقاب الأعمال) الصدوق: أبي، عن سعد، عن ابن يزيد، عن زياد القندي، عن محمد بن أبي حمزة، عن عيص بن القاسم قال:
                        ذكر عند أبي عبد الله قاتل الحسين بن علي عليهما السلام فقال بعض أصحابه: كنت أشتهي أن ينتقم الله منه في الدنيا فقال: كأنّك تستقل له عذاب الله، وما عند الله أشدّ عذابا وأشد نكالا.
                        9- (ثواب الأعمال وعقاب الأعمال) الصدوق: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن هاشم، عن عثمان بن عيسى عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
                        إنّ في النّار منزلة لم يكن يستحقّها أحد من الناس إلّا بقتل الحسين بن علي ويحيى ابن زكريا عليهما السلام. (كامل الزيارات) ابن قولويه: أبي، عن سعد، عن ابن هاشم مثله.
                        10- (كامل الزيارات) ابن قولويه: محمد بن عبد الله بن علي الناقد، عن أبي هارون العبسي، عن جعفر ابن حيان، عن خالد الربعي قال: حدثني من سمع كعبا يقول:
                        أوّل من لعن قاتل الحسين بن علي عليهما السلام إبراهيم خليل الرحمن، وأمر ولده بذلك، وأخذ عليهم العهد والميثاق ثم لعنه موسى بن عمران وأمر امته بذلك، ثم لعنه داود وأمر بني إسرائيل بذلك. ثم لعنه عيسى وأكثر أن قال: يا بني إسرائيل العنوا قاتله، وإن أدركتم أيامه فلا تجلسوا عنه، فإنّ الشهيد معه كالشهيد مع الأنبياء، مقبل غير مدبر وكأني أنظر إلى بقعته، وما من نبي إلا وقد زار كربلا، ووقف عليها، وقال: إنك لبقعة كثيرة الخير، فيك يدفن القمر الأزهر.
                        11- (كامل الزيارات) ابن قولويه: محمد الحميري، عن الحسن بن علي بن زكريا، عن عمرو بن المختار، عن إسحاق بن بشر، عن العوام مولى قريش قال: سمعت مولاي عمر بن هبيرة قال:
                        رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله والحسن والحسين في حجره يقبل هذا مرة ويقبل هذا مرة ويقول للحسين: الويل لمن يقتلك.
                        12- (كامل الزيارات) ابن قولويه: ابن الوليد، عن الصفار، عن اليقطيني، عن زكريا المؤمن عن أيوب بن عبد الرحمن، وزيد أبي الحسن وعباد جميعا، عن سعد الاسكاف قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
                        من سرّه أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويدخل جنة عدن، قضيب غرسه ربي بيده، فليتول عليا والأوصياء من بعده، وليسلم لفضلهم فإنهم الهداة المرضيون، أعطاهم الله فهمي وعلمي، وهم عترتي من لحمي ودمي إلى الله أشكو عدوهم من امتي، المنكرين لفضلهم، القاطعين فيهم صلتي والله ليقتلن ابني لا نالتهم شفاعتي.
                        13- (كامل الزيارات) ابن قولويه: أبي، وجماعة مشايخي، عن سعد، عن ابن عيسى، وابن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن حماد، عن كليب بن معاوية، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
                        كان قاتل يحيى بن زكريا ولد زنا، وكان قاتل الحسين عليه السلام ولد زنا، ولم تبك السماء إلا عليهما. (كامل الزيارات) ابن قولويه: ابن الوليد ومحمد بن أحمد بن الحسين معا، عن الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه، عن الحسن، عن فضالة، عن كليب بن معاوية مثله. (كامل الزيارات) ابن قولويه: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن ابن فضال، عن مروان ابن مسلم، عن إسماعيل بن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
                        14- (كامل الزيارات) ابن قولويه: أبي، وابن الوليد معا، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة، عن عبد الخالق، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
                        كان قاتل الحسين بن علي عليهما السلام ولد زنا، وقاتل يحيى بن زكريا ولد زنا. (كامل الزيارات) ابن قولويه: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
                        15- (كامل الزيارات) ابن قولويه: أبي، عن سعد، عن ابن هاشم، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
                        قاتل الحسين بن علي عليهما السلام ولد زنا.
                        16- (كامل الزيارات) ابن قولويه: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن الخشاب، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن داود الرقي قال:
                        كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذا استسقى الماء، فلما شربه رأيته قد استعبر، واغرورقت عيناه بدموعه ثم قال لي: يا داود لعن الله قاتل الحسين عليه السلام فما من عبد شرب الماء فذكر الحسين ولعن قاتله، إلا كتب الله له مائة ألف حسنة، وحط عنه مائة ألف سيئة، ورفع له مائة ألف درجة، وكأنما أعتق مائة ألف نسمة، وحشره الله يوم القيامة ثلج الفؤاد. (كامل الزيارات) ابن قولويه: الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل، عن جعفر بن إبراهيم، عن سعد ابن سعد مثله.
                        17- (تفسير) الإمام العسكري عليه السّلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
                        لما نزلت "وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دمائكم". الآية. في اليهود أي الذين نقضوا عهد الله، وكذبوا رسل الله، وقتلوا أولياء الله: أفلا انبئكم بمن يضاهيهم من يهود هذه الأمة؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: قوم من امتي ينتحلون أنهم من أهل ملتي، يقتلون أفاضل ذريتي وأطائب أرومتي، ويبدلون شريعتي وسنتي، ويقتلون ولدي الحسن والحسين كما قتل أسلاف اليهود زكريا ويحيى. ألا وإن الله يلعنهم كما لعنهم، ويبعث على بقايا ذراريهم قبل يوم القيامة هاديا مهديا من ولد الحسين المظلوم يحرقهم بسيوف أوليائه إلى نار جهنم، ألا ولعن الله قتلة الحسين عليه السلام ومحبيهم وناصريهم، والساكنين عن لعنهم من غير تقية يسكتهم.
                        ألا وصلى الله على الباكين على الحسين رحمة وشفقة، واللاعنين لأعدائهم والممتلئين عليهم غيظًا وحنقا، ألا وإن الراضين بقتل الحسين شركاء قتلته، ألا وإن قتلته وأعوانهم وأشياعهم والمقتدين بهم براء من دين الله.
                        إنّ الله ليأمر ملائكته المقربين أن يتلقوا دموعهم المصبوبة لقتل الحسين إلى الخزان في الجنان، فيمزجوها بماء الحيوان، فتزيد عذوبتها وطيبها ألف ضعفها وإن الملائكة ليتلقون دموع الفرحين الضاحكين لقتل الحسين يتلقونها في الهاوية ويمزجونها بحميمها وصديدها وغسّاقها وغسلينها فيزيد في شدّة حرارتها وعظيم عذابها ألف ضعفها يشدّد بها على المنقولين إليها من أعداء آل محمّد عذابهم.
                        18- (الكافي) الكليني: العدة، عن أحمد بن محمد، عن الجاموراني، عن ابن أبي حمزة، عن صندل عن داود بن فرقد قال:
                        كنت جالسا في بيت أبي عبد الله عليه السلام فنظرت إلى حمام راعبي يقرقر، فنظر إليَّ أبو عبد الله عليه السّلام، فقال: يا داود أتدري ما يقول هذا الطير؟ قلت: لا والله جعلت فداك، قال: يدعو على قتلة الحسين عليه السلام فاتخذوا في منازلكم.
                        19- (الكافي) الكليني: علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
                        اتّخذوا الحمام الراعبية في بيوتكم فانها تلعن قتلة الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ولعن الله قاتله.
                        المصدر: محمّد باقر المجلسي، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار، تحقيق لجنة من العلماء والأخصّائيين، (ط1، بيروت، مؤسّسة الأعلمي، 1429/ 2008)، ج44، ص462-466، باب36.
                        ومع السلامة.

                        تعليق


                        • #42
                          السيد هادي المدرسي: أروع وصف "عن الحسين، والعباس، وعن زينب"

                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


                          السيد هادي المدرسي: أروع وصف "عن الحسين، والعباس، وعن زينب"
                          المقطع (1)
                          http://www.youtube.com/watch?v=GYiUcmiE0jQ
                          المقطع (2)
                          http://www.youtube.com/watch?v=PPZIuHtIEQA
                          المقطع (3)
                          http://www.youtube.com/watch?v=hM8wKZGKqTk
                          ومع السلامة.

                          تعليق


                          • #43
                            شاء الله أن يراهنّ سبايا!

                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                            شاء الله أن يراهنّ سبايا!
                            نقل لنا المؤرّخون ورواة السيرة الحسينيّة جواباً للإمام الحسين بن علي (عليه السّلام) مع الصحابي عبد الله بن عباس (حبر الاُمّة) ؛ بعد نقاش طويل عن أسباب الخروج ؛ ولِمَ الخروج مع النساء والأطفال ؛ فجاء الجواب ليكون ختاماً لهذا النقاش : (( شاء الله أن يراهنَّ سبايا )) .
                            وتدُلُنا النقاشات والمحاورات التي جرت مع الإمام الحسين (عليه السّلام) أنّ الاُمة الإسلاميّة قد دبّت فيها روح الاسترخاء واللامبالاة بما جرى ويجري للاُمّة مقابل روح الحسين (عليه السّلام) ؛ روح الثورة والاستشهاد والتفاني ، وشعور بالهمّ الإسلامي ، والتفكّر في مصير الاُمة . هذا أوّلاً .
                            ثانياً : نرى أنّ الصحابة حاولوا تصوير الأمر ـ من خلال المحاورات والمناقشات ـ وكأنه نزاع شخصي ؛ والأمر لا يعدو البيتين العلوي والاُموي ، ويؤدون دور الناصح تارة والمشفق تارة اُخرى ؛ لما سيؤول إليه الأمر إذا ما خرج الحسين (عليه السّلام) وأصرّ على مواصلة المشوار .
                            ثالثاً : إنّ الاُمّة الإسلاميّة وكبار الصحابة آنذاك لا تنظر إلى الحسين (عليه السّلام) كإمام وحارس للشريعة الإسلاميّة كما ننظر نحن أبناء المذهب الجعفري ؛ وكأنّ الحديث الشريف الذي قاله الرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله) : (( الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا )) قد تمّ طمسه أو تناسته الاُمّة , وكأنّ الابتعاد عن مركز الخلافة بالنسبة لأهل البيت (عليهم السّلام) قد أصبح أمراً مسلّماً لديهم ، والخلافة لا ترتبط بمن يجسّد الرسالة الإسلاميّة ؛ ومَن تسبق إليه البيعة فقد وكِل الأمر إليه ! أمّا الحسين (عليه السّلام) فقد قال قوله : (( مثلي لا يُبايع مثلَه )) .
                            وبعد هذه المقدمة نتساءل : هل أراد الله سبحانه وتعالى أن يراهنّ سبايا ؟
                            أو لنصوغ عبارة وسؤالاً بطريقة اُخرى عن الجواب المجمل للإمام الحسين (عليه السّلام) : ما الحكمة في الأمر ؟ ألا يكفي أن يُنحر الحسين وأولاده ؛ وإخوته وصحبه (عليهم السّلام) لتُسبى النساءُ من أهل البيت وفيهن مَن لم يُرَ ظلُّها في حياة أبيها كزينب الكبرى اُخت الحسين (عليهما السّلام) ؟
                            وقبل الإجابة عن هذا التساؤل نعود للمحاورة ؛ حيث لم ينقل لنا المؤرّخون أيّ جواب أو تعليق من ابن عباس ؛ وسلّم بالأمر وكأنه فهم مراد الحسين (عليه السّلام) ، أو أنّه لم يجد ما يقوله بعد ذلك .
                            ولن ندخل في ما فكّر به ، ونكتفي بهذين الاحتمالين ؛ إمّا إنّه فهم مراد الحسين (عليه السّلام) ؛ وإمّا إنّه لم يجد جواباً .
                            ولنعود لنتأمل في المقولة للإجابة على التساؤل ؛ أو ما الحكمة ؛ ولِمَ (( شاء الله أن يراهنّ سبايا )) ؟
                            ونحن كمؤمنين نعتقد أنّ الله (سبحانه وتعالى) له حكمة في كلِّ قضية وفي كلِّ حكم ؛ والحسين (عليه السّلام) امتثل لهذا الأمر الإلهي . فالقضية إذاً ليست رغبة شخصية بقدر ما هو أمر إلهي ، والإمام الحسين (عليه السّلام) يمتثل لهذا الأمر .
                            ولم تحدثنا السيرة عن معارضة أو عن نقاش جرى بين الإمام الحسين (عليه السّلام) وبين النسوة ، وبينه وبين أزواج النساء ، وإنما كان تسليماً مطلقاً ؛ ممّا يدلّ على أنّه ولي الأمر المفترض الطاعة والحارس الأمين للشريعة ؛ على خلاف النظرة الاُخرى التي لا ترى فيه سوى إنّه حفيد النبي محمّد (صلّى الله عليه وآله) .
                            فالأمر لا يعني أنّ القضية هي رغبة للسبي فقط ، ولكن ما بعد السبي ، وتفاعلات السبي التي ستكون المحرّك للثورة والفصل الثاني لها ؛ لهذا سيستمر بسبب هذا السبي حتّى ما شاء الله (كد كيدك ؛ واسعَ سعيك ؛ فوالله لن تمحوَ ذكرنا...) .
                            واصطحاب النساء والأطفال ليست مغامرة أو نشوة القائد الذي لا يدرك عواقب هذا الأمر الخطير مع قوم لا يردعهم أيّ رادع ؛ ولا يراعون حرمات الله : (( كونوا عُرباً كما تزعمون )) ؛ فحتّى القيم العربية ليست لها مكان في تفكير هؤلاء الذين سيُجابههم الإمام الحسين وصحبه وأهل بيته (عليهم السّلام) . والله الذي أمر بهذا كفيل بحمايتهنّ وحفظهنّ حتّى يبلغ الله أمراً كان مفعولاً .
                            لقد استطاعت الأسيرات أن يطوّقن السجّانين بخطب جعلت منهم أسرى لا يستطعون فعل أيّ شيء مقابل ما قامت به السبايا . لقد تحوّل السبي إلى لعنات تصب فوق رؤوس الجلادين ، ولم يدر بخلد المعسكر الاُموي أن يتحول هذا السبي إلى سيف من نوع آخر يقلب كفّة الصراع ويحوّله إلى نصر سياسي .
                            لقد كان الفتح للسبايا اللاتي كلّما دخلن مجلساً لأحد الطغاة أو إلى مدينة مررن بها إلاّ وتمّ لهنّ نصراً ؛ وانحنت لهنّ أعناق الرجال بمنطق عقيلتهن وقدوتهن زينب الكبرى (عليها السّلام) .
                            ولكننا اليوم لا نرى في مسيرة السبايا إلاّ دموع نساء يولولنَ على القتلى ، ويندبن حظهنّ بما جرى عليهنّ ، وكأنهنّ جئن إلى أرض المعركة دون إرادتهنّ ؛ ونسينا الدور العظيم والقوة التي أظهرتها زينب (عليها السّلام) والنساء في أرض الطف ، وفي الكوفة ، وفي مجلس ابن زياد ، ومجلس يزيد ، وفي المدن التي مررن بها .
                            لنعش القوة والصبر الذي عاشته زينب (عليها السّلام) وبقية النسوة اللاتي (( شاء الله أن يراهنّ سبايا )) ؛ فحقّقن ما لم يتحقق في أرض المعركة ، وتنتصر المبادئ والقيم ؛ ولتعود إلى الاُمّة جذوة الإيمان ، ولتحيا فيهم روح الثورة والاستشهاد .
                            أمّا أن نستدرّ عطف المستمع ليذرف الدموع ؛ لننال بها بركة ومثوبة نتقرّب بها إلى الله (سبحانه وتعالى) فهو ليس كلّ المطلوب ؛ فلا يكفي أن استدر عاطفة وأذرف دمعة مع ما لها من الأجر والثواب ؛ وإنما أعيش ما أراده الإمام الحسين وصحبه وأهل بيته (عليهم السّلام) ؛ فقد تغسل الدموع ما تغسله ، ولنخطو الخطوة التالية لنكون مع الحسين (عليه السّلام) ، ولكي لا تسبى حرائر الحسين (عليه السّلام) مرة اُخرى .
                            ونسألكم الدعاء...~

                            تعليق


                            • #44
                              وثيقة بريطانية تؤكد على ان السماء أمطرت دماً يوم مقتل الحسين عليه السلام في عام 61 ه


                              بسم الله الرحمن الرحيم
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


                              السلام على الحسين
                              وعلى علي بن الحسين
                              وعلى أولاد الحسين
                              وعلى أصحاب الحسين

                              وثيقة بريطانية تؤكد على ان السماء أمطرت دماً يوم مقتل الحسين عليه السلام في عام 61 هجري

                              تجمع الروايات الإسلامية من الشيعة وغيرهم، أن مقتل الإمام الحسين (سلام الله عليه) في اليوم العاشر من محرم الحرام عام 61 للهجرة لم يكن حدثاً عادياً في تاريخ الإسلام بل الإنسانية، بل تربط بين هذا الحادث المؤلم وبين عالم التكوين، وتتحدث عن حزن الأرض والسماء والحور وسكّان الجنان، ومواساة الأنبياء والمرسلين وبكائهم على الإمام الحسين (سلام الله عليه) من لدن آدم (سلام الله عليه) حتى خاتم الأنبياء ، كلّما مرّ ذكرُ الحسين (سلام الله عليه) أو مرّ أحدهم بأرض كربلاء المقدسة، حتى قبل وقوع الحادثة، ومنها:

                              قول الإمام الصادق (سلام الله عليه) يخاطب الإمام الحسين (سلام الله عليه): «وضمّن ـ الله ـ الأرض ومن عليها دمك وثارك».
                              خروج الدم من رأس إبراهيم (عليه وعلى نبينا وآله صلوات الله وسلامه) عندما مرّ بأرض كربلاء، موافقة لدم الإمام سيد الشهداء (سلام الله عليه).
                              قول الإمام المهدي من آل محمّد (صلوات الله وسلامه عليه أجمعين) يخاطب جدّه الحسين (سلام الله عليه) أيضاً: «ولطمَت عليك الحورُ العين».
                              حديث القارورة، وهو: «... وكان أول صارخة صرخت في المدينة أم سلمة زوج الرسول، كان دفع إليها قارورة فيها تربة، وقال لها: إن جبرئيل أعلمني أن أمّتي تقتل الحسين، وأعطاني هذه التربة، وقال لي: إذا صارت دماً عبيطاً فاعلمي أن الحسين قد قُتل، وكانت عندها، فلما حضر ذلك الوقت جعلت تنظر إلى القارورة في كل ساعة، فلما رأتها قد صارت دماً صاحت: وا حسيناه! وا ابن رسول الله! وتصارخت النساء من كل ناحية، حتى ارتفعت المدينة بالرجة التي ما سمع بمثلها قط» [تاريخ اليعقوبي: 2 / 245].
                              الأحاديث التي تحدثت أن السماء مطرت دماً في ذلك اليوم، ومنها قول سيدتنا زينب الكبرى (سلام الله عليها) تخاطب القوم في يوم عاشوراء: «أو عجبتم أن مطرت السماء دماً»؟
                              ومنها ما جاء في كتب العامة: «... أنبأنا خلف بن خليفة عن أبيه، قال: لما قتل الحسين اسودّت السماء، وظهرت الكواكب نهاراً حتى رأيت الجوزاء عند العصر، وسقط التراب الأحمر» [تاريخ دمشق لابن عساكر، ترجمة الإمام الحسين : 354].
                              ما ذكره المؤرخون من أنه ما رُفع حجر في بيت المقدس إلا ورُئي تحته دم عبيط، وأن الشمس كسفت ثلاثاً كما في الرواية التالية: «عن زين بن عمرو الكندي، قال: حدثتني أم حيان، قالت: يوم قتل الحسين اظلمت علينا ثلاثاً، ولم يمس أحد من زعفرانهم شيئاً فجعله على وجهه إلا احترق، ولم يقلب حجر ببيت المقدس إلا أصبح تحته دم عبيط» [تاريخ دمشق لابن عساكر، ترجمة الإمام الحسين : 362].





                              الوثيقة البريطانية:

                              الوثيقة التاريخية التالية تؤكد هذه الحقيقة أيضاً:
                              فقد جاء في كتاب (وقائع عصر الأنغلو ساكسون) الذي ترجمه ونقّحه ميشيل اسوانتون (MICHAEL SWANTON) وصدر في بريطانيا عام 1996 للميلاد وأعيد طبعه ثانية من قبل جامعة اكستر (Exeter) في ولاية نيويورك الأميركية عام 1998 للميلاد، جاء في الصفحة 38 من هذا الكتاب ما نصّه:

                              (685. Here in Britain there was Bloody rain, and milk and butter were turned to blood)

                              ومعناه: (في عام 685 ـ للميلاد ـ هنا في بريطانيا، مطرت السماء دماً وتحوّل الحليب والزبدة إلى دم أو صار لونهما أحمر).

                              وعند مقارنة هذه السنة الميلادية (685) مع السنين الهجرية، نجد أنها تطابق سنة 61 للهجرة، وهي السنة التي استُشهد فيها مولانا أبي الأحرار الإمام الحسين وأهل بيته الأطهار وأصحابه الأخيار (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).

                              تعليق


                              • #45
                                اللعن في زيارة عاشوراء ومصدر الزيارة - الشيخ ياسر الحبيب

                                بسم الله الرحمن الرحيم
                                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                                اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
                                اللعن في زيارة عاشوراء ومصدر الزيارة - الشيخ ياسر الحبيب
                                http://www.youtube.com/watch?v=ERAvG...hannel&list=UL
                                ومع السلامة.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة مروان1400, 20-05-2025, 05:42 AM
                                استجابة 1
                                20 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 19-05-2025, 09:28 PM
                                ردود 0
                                11 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 19-05-2025, 09:20 PM
                                ردود 0
                                7 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 27-10-2018, 03:13 PM
                                ردود 17
                                1,554 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                يعمل...
                                X