ولمن يقول

النبي يعقوب عليه السلام وابنائه سجدوا ليوسف من دون امر الله لكنه فعل نبي وهو اعلم بتشريع الله جل جلاله

فهذا كلام غير سليم بل وفيه تناقض لأن السجود كان في المنام وهو صحيح لأن رؤية الأنبياء حجة والسجود هنا جاء طاعة لله عز وجل وإلا لا داعي أن يقول يعقوب لإبنه يوسف لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا وهذا إن دل فيدل على أن مضامين الرؤية لا تحمل إلا معنى الإخضاع في البعيد المدى لأمر الله في حجية يوسف ونبوته تأكيداً لذلك فالسجود هو الخضوع ولكن طاعة لله في يوسف وليست عبادة ليوسف فيكون إذاً بعلم الله عز وجل أن السجود ليوسف جاء نتيجة كَوْن يوسف حجة الله على أخوته وتأكيداً من أبيه على نبوة إبنه وهذا كله بأمرٍ من الله طاعة له عز وجل .
والتناقض هنا في الكلام المدرج باللون الأزرق أنه كيف أن النبي يعقوب وأبناؤه سجدوا ليوسف من دون امر الله ومن ثم تقول فالنبي اعلم بتشريع الله فهل تشريع الله أمراً أم لا ؟
فإن كان تشريع الله ليس أمراً إذاً يحق لنا مخالفة شرع الله لأنه ليس أمراً وغير مأمورين به .
وإن كان التشريع أمراً وهو الصحيح يكون السجود أمراً من الله طاعة له لأنه لا أحد يستطيع ان يفرض على أخوة يوسف ان يسجدوا له إن لم يكن أمراً من الله عز وجل .

فالإجابة نعم فأخوة يوسف أنبياء وهذا معروف فسؤال السائل كان إستهجاني بأن يبدر هذا الأمر أي أمر السجود عن أنبياء فكانت إجابة الإمام عامة وخاصة في ذلك إذ أوضح بعموميتها أن السجود لغير الله محرم وأوضح بخصوصيتها أن فعل أخوة يوسف كان طاعة لله وتحية ليوسف وليس سجود له

لقد أوضحت لك في المشاركة السابقة قبل الإتيان وعرض الرواية قائلاً :
هنا طاعة لله أي أن هناك أمراً من الله عز وجل لأن الله يأمر ونحن نطيعه
والرواية أخي أكدت ذلك أولاً لأن الطاعة تكون في الأمر فإن الله عز وجل أمرك بالصلاة والصوم والزكاة وعليك إطاعته إذاً الطاعة تكون لأمر الله عز وجل والرواية في سياقها أكدت أن سجود يعقوب وأبنائه ليوسف مثله مثل سجود الملائكة لآدم ونحن نعلم أن الملائكة أمرهم الله عز وجل في السجود لآدم فجاء إذاً السجود طاعة لله عز وجل تحية لآدم وهذا يعني أن أخوة يوسف وأبيهم مأمورين بالسجود ليوسف لأن الإمام الهادي أكد أن قصة السجود ليوسف مثلها مثل قصة السجود لآدم ومتى علمنا أن السجود لآدم جاء عن أمرٍ فأيضاً السجود ليوسف عن أمرٍ والطاعة تأتي ترجمة لهذا الأمر إذ لا طاعة من دون أمر فلا بد ان تكون الطاعة ترجمة لأي أمر وإلا الطاعة على ماذا إن لم يكن هناك أمراً , كالصلاة أو الصوم هما أمر من الله لنا ونحن علينا الإطاعة في أداء الفريضتين .

الرواية ليست مخالفة فكيف تكون مخالفة وهي تشير إلى نفس سياق الآية فالسجود الذي حصل من أخوة يوسف وأبيهم ليوسف أشارت إليه الرواية أنها طاعة لله وتحية ليوسف وليست سجود له وإن كان قصدكم أن في زيل الرواية تحدثت عن سجود جماعي قام به يوسف وأبيه وأخوته لله شكراً فهذا لا ينفي السجود الأول ليوسف لأن هذا السجود جاء بعد السجود الأول من يوسف وأبيه وأخوته لله شكراً على إلتقائهم مع بعضهم البعض ولما أعطى الله ليوسف وهذا السجود لا علاقة له بنفس سجودهم ليوسف لأن الرواية لم تشير أنه نفس السجود بل أكدت على السجود الثاني جاء بعد السجود الأول ليوسف الذي هو تحية له كما أشارت الرواية وبعدها جاء سجود الجميع شكراً لله .
إذاً من خلال سياق الحديث نعرف أن السجود الأول ليوسف كان طاعة لله وتحية ليوسف وأما السجود الجماعي الثاني فقد كان شكراً لله والسبب هو ما منّ الله به على يوسف وعودتهم إلى بعضهم البعض
لذلك أَشْهَدَ الإمام بآية على هذا الشكر بأن السجود الثاني جاء شاهداً له في القرآن بقوله تعالى :

رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ

اذا كانت لديك رواية اخرى فاكون لك من الشاكين واسف على ازعاجك

حالياً لم أطلع على وجود رواية أخرى وحالما أطلِّع فأنا بالخدمة والرواية المشار إليها هي في المنهج الأصولي صحيحة السند
ولا تأسف عزيزي فكلنا يهمنا الإستفادة من بعضنا البعض