إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الوحيد الخراساني: أيعقل أن يكون خليفة النبي على هذا الحد من الجهل وانعدام التقوى ؟!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الوحيد الخراساني: أيعقل أن يكون خليفة النبي على هذا الحد من الجهل وانعدام التقوى ؟!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    فيما يلي جزء من سلسلة أبحاث عقائدية لأستاذنا سماحة آية الله العظمى الشيخ حسين الوحيد الخراساني حفظه الله، وقد ألقاه هذا العام، وننشره هنا بشكل منفصل، ويمكن مراجعته في سياقه مع سائر الابحاث عبر الرابط التالي:
    http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=193138


    بسم الله الرحمن الرحيم
    كان البحث في شركة علي (ع) في أمر ودور الخاتم (ص)، وقلنا أن حل هذه المعضلة مربوط بأن يُعَيَّنَ أمر الخاتم (ص)، والمرجع هو القرآن الكريم.
    ووصل البحث إلى أن أمر الخاتمية تلاوة آيات الله تعالى، وتزكية النفوس، وتعليم الكتاب والحكمة، وذلك بنص القرآن الكريم﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ [الجمعة : 2]
    وقد اتضح إلى حد ما ما هو الكتاب.

    أما الحكمة: فقد عرّفها الحكماء أنها عبارة عن العلم بحقائق الأشياء على قدر الطاقة البشرية.
    وقسموا الحكمة إلى قسمين: الحكمة النظرية والحكمة العملية.
    وقسموا النظرية إلى قسمين: الإلهيات والطبيعيات.
    وقسموا العملية إلى ثلاثة أقسام: تدبير النفس، تدبير المنزل، تدبير المدن.
    هذا تعريف الحكمة وتقسيمها برأي الفلاسفة.
    لكن المرجع هو القرآن هنا أيضاً، فما هو قدر الحكمة فيه ؟

    إن الحكمة في القرآن تختلف عن الحكمة التي عرّفها الحكماء.
    فالحكمة في تعريف الحكماء هي العلم بالحقائق بقدر الطاقة البشرية، ولكن طاقة البشر من الجهة الفكرية والعقلية محدودة جداً، ﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً﴾ [الإسراء : 85]

    أما حكمة القرآن فهي عبارة عن نيل الحقائق كما هي عليها، والوصول إلى واقع الكائنات ومبدأ ومنتهى الوجود.

    وتعبيرات القرآن عن الحكمة كاشفة عن عظمة المطلب، فإذا طالعنا القرآن وجدنا أن استعمال اسم الله تعالى في اغلب الموارد كان مقروناً بأنه: عزيز وحكيم، فالعزة هي جانب القدرة الإلهية، والحكمة هي جانب العلم الإلهي.
    ثم وصفت التجليات العلمية لله تعالى بعنوان الحكمة، فإن التجلي العلمي للحق هو القرآن الكريم: ﴿يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ﴾ هذا مقام الحكمة بوصف الله تعالى ووصف كتاب الله الأعظم.

    ولا تنتهي المسألة بهذا، فعندما يصل الله تعالى لمتاع الدنيا يقول لنبيه (ص) أنه قليل: ﴿فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾ [التوبة : 38]
    هذه الدنيا التي لم يعرف أولها وآخرها، هذه الدنيا التي تضم كل تلك المجرات والكواكب ﴿ وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ﴾ هذه الدنيا مع هذه العظمة بكل كواكبها ومجراتها قليلة بتعبير القرآن.

    أما عندما يصل للحكمة فإنه يعبر: ﴿يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ﴾ [البقرة : 269]
    فإن الحكمة ليست متاحة لأي كان، حيث يؤتاها من يشاء الله..

    تلميذ ابن سينا حكيم بالحكمة البشرية، ومن كان لديهم استعداد للدخول في الفلسفة يصبحون فلاسفة دون قيد وشرط، وعندما يطلب أحد حكمة المشائين، يصبح حكيماً بالحكمة البشرية، أما الحكمة في القرآن فليست كذلك.
    من تتعلق مشيئة الله بإعطائه الحكمة يعطاها، لا أيّاً كان..
    قال تعالى هناك ﴿مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ﴾ وقال هنا : ﴿وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً
    هذه التعبيرات تشير إلى حقيقة الحكمة في القرآن..
    ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لله﴾ [لقمان : 12]
    فقد أعطى الله الحكمة للقمان، وهي ليست متاحة لأي كان..
    ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ [النحل : 125]
    فأول كلمة هي الدعوة لسبيل الله بالحكمة، وما يحير العقل: ﴿وَأَنزَلَ الله عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً﴾ [النساء : 113]

    أي حكمة هذه التي قال عنها الله تعالى أنه أنزلها على النبي وعلمه ما لم يكن يعلم ؟! لم تكن لتصل إلى ذلك العلم، ونحن أوصلناك إليه، وكان فضل الله عليك عظيماً. هذه هي الحكمة في القرآن.
    وبعد أن عرفتَ ما هي الحكمة، يتضح لماذا كان شروع فعل النبي الخاتم (ص) تلاوة آيات الله، وكان ختمه الحكمة، فهذا المبدأ وهذا المنتهى.

    هكذا نص القرآن.. ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [الجمعة : 2]
    ولم يكن الرسول غير خاتم النبيين (ص)، وكان أول أفعاله تلاوة الآيات، ثم تزكيتهم ثانياً، ثم تعليم الكتاب ثالثاً، ثم تعليم الحكمة رابعاً. وتم أمره بهذا.

    هنا ينبغي أن يحاكم جميع أئمة أهل السنة:
    هل أمر النبي (ص) محصور بزمنه (ص) أم مستمر دائماً ؟ وأمره يتضمن تعليم هذه الحكمة والكتاب الذي فصلنا الكلام حوله في البحث السابق.
    يجب أن يجيبوا على ذلك لكل العالم.
    إذا كان منحصراً بذلك الزمان، فماذا يعني قوله تعالى : ﴿لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ﴾ ؟
    أوهل كان المؤمنون منحصرين بذلك الزمان ؟
    لقد نص القرآن أن الله مَنَّ على المؤمنين بإرسال النبي (ص) ليتلو عليهم الآيات ويصفي نفوسهم ويعلمهم الكتاب والحكمة.
    هل يعقل أن يكون محصوراً بزمان خاص ؟
    هل يبقى بعد النبي (ص) أم لا ؟
    إن قلتم نعم، فمن هو معلم الكتاب ومعلم هذه الحكمة ؟
    هذا سؤال ينبغي على مثل الفخر الرازي أن يجيب عليه.
    هل معلم هذا الكتاب هو عمر بن الخطاب ؟ إما نعم وإما لا.
    البحث علمي وليس خطابياً.. البحث برهاني..

    أنت الذي تعتقد بأن عمر قد جلس محل النبي الذي هو معلم الكتاب والحكمة: هل ترى أن لعمر صلاحية تعليم هذا الكتاب وهذه الحكمة ؟
    إن لم تكن عنده هذه الصلاحية فهو غاصب بالضرورة، واعتقادك باطل.
    وإن كانت عنده الصلاحية، فهل هو معلم هذا الكتاب والحكمة ؟!
    هذا البحث يعجز العامة ويفقدهم كل حجة، بهذه الطريقة وهذا المنطق.

    إن بين أعيان علماء العامة اختلاف، بعضهم يقدم صحيح البخاري ثم صحيح مسلم، وبعضهم يقدم صحيح مسلم ثم يعد البخاري ثانياً، وفي هذا المطلب بحث، لكنهم مجمعون على أن ما في صحيح مسلم وما في صحيح البخاري سنة مُسَلَّمة، وهذا اعتقاد كافة مذاهب العامة وعلماؤهم.
    ونحن ننقل حديثاً عن مسلم في صحيحه
    (ج1 ص193)، يرويه بأربع طرق، وطرق الحديث أيضاً تختلف فتارة يروى حديث في صحيح مسلم بطريق واحد، وهو حجة، ورده رد على النبي (ص) عند كل العامة، وإذا روي الحديث بطريقين تضاعفت حجيته، وإذا روي بثلاثة.. وإذا روي بأربعة.. فبأي حد من الاعتبار تكون مثل هذه الرواية ؟

    أما متن الحديث : أنَّ رَجُلاً أَتَى عُمَرَ فَقَالَ إِنِّى أَجْنَبْتُ: هل للفخر الرازي قدرة على الجواب على هذا التحقيق الذي نذكره في فقه الحديث ؟
    أولاً: متى حصلت هذه الواقعة ؟ عندما جلس عمر على مسند الخلافة بعد وفاة أبي بكر.
    فَقَالَ إِنِّى أَجْنَبْتُ فَلَمْ أَجِدْ مَاءً. فَقَالَ لاَ تُصَلِّ: هذا في صحيح مسلم، هل يا ترى هناك جاهل كهذا من أجهل الجهال ؟
    كل مسلم يعلم أن الصلاة لا تسقط بالجنابة، فإلى هذا الحد يكون خليفة النبي جاهلاً ؟
    ألا تخجل أيها الفخر الرازي ؟ تقول أن عمر خليفة النبي (ص) ؟ وهو معلم الكتاب والحكمة مكان النبي (ص) ؟
    فَقَالَ عَمَّارٌ: أفتى عمر، لكن شخصاً قام، وهو عمار بن ياسر، وقال:
    أَمَا تَذْكُرُ: والمسألة الثانية المحيرة هي قوله له أما تذكر ؟ هل نسيت ؟
    أَمَا تَذْكُرُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: وهذا الدليل على ما قلته أنها كانت وقت خلافته.
    إِذْ أَنَا وَأَنْتَ فِى سَرِيَّةٍ فَأَجْنَبْنَا فَلَمْ نَجِدْ مَاءً فَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ تُصَلِّ: كلام محير! مسلم بنفسه ينقل هذه الرواية بأربع طرق ثم يعتقد بخلافة هذا الرجل ! بأي عقل وبأي منطق ؟!
    وَأَمَّا أَنَا فَتَمَعَّكْتُ فِى التُّرَابِ وَصَلَّيْتُ. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-(لأنه متن حديث) « إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَضْرِبَ بِيَدَيْكَ الأَرْضَ ثُمَّ تَنْفُخَ ثُمَّ تَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَكَ وَكَفَّيْكَ »: هذا أمر النبي، وأنت الذي تقول للرجل لا تصل لأنه جنب ألم تسمع بنفسك هذا الكلام من النبي (ص) ؟
    من المعلوم أنه سمعه، ومع أنه سمعه يقول للرجل: لا تصل !

    أي توجيه لهذا الكلام ؟ هل لكل علماء العامة قدرة الجواب على ذلك ؟ هل يحق لمن كان على هذا الحد من الجهل وقلة التقوى أن يجلس محل من قال فيه تعالى ﴿يعلمهم الكتاب والحكمة﴾ ؟؟
    فَقَالَ عُمَرُ اتَّقِ اللَّهَ يَا عَمَّارُ: وهذا يحير العقل.. هدد عماراً.. فبدل قبوله هدد عمار بقوله: اتق الله يا عمار.. وما يحير العقل قوله:
    قَالَ إِنْ شِئْتَ لَمْ أُحَدِّثْ بِهِ: إذا كنت تتأذى من ذلك أسكت ولا أحدث هذا الحديث لأحد.. هذا الدين ؟
    لا تنتهي المسألة هنا. فبرهان بطلان كل مذاهب السنة في العالم في هذا الحديث.. والتتمة لاحقاً إن شاء الله.

    شعيب العاملي

  • #2
    رائع مأجور انشاء الله
    اللهم احفظ الشيخ الخراساني من كيد النواصب و المنحرفين

    تعليق


    • #3
      احسنتم جزاكم الله خيرا

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة شعيب العاملي
        بسم الله الرحمن الرحيم
        فيما يلي جزء من سلسلة أبحاث عقائدية لأستاذنا سماحة آية الله العظمى الشيخ حسين الوحيد الخراساني حفظه الله، وقد ألقاه هذا العام، وننشره هنا بشكل منفصل، ويمكن مراجعته في سياقه مع سائر الابحاث عبر الرابط التالي:
        http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=193138


        بسم الله الرحمن الرحيم
        كان البحث في شركة علي (ع) في أمر ودور الخاتم (ص)، وقلنا أن حل هذه المعضلة مربوط بأن يُعَيَّنَ أمر الخاتم (ص)، والمرجع هو القرآن الكريم.
        ووصل البحث إلى أن أمر الخاتمية تلاوة آيات الله تعالى، وتزكية النفوس، وتعليم الكتاب والحكمة، وذلك بنص القرآن الكريم﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ [الجمعة : 2]
        وقد اتضح إلى حد ما ما هو الكتاب.

        أما الحكمة: فقد عرّفها الحكماء أنها عبارة عن العلم بحقائق الأشياء على قدر الطاقة البشرية.
        وقسموا الحكمة إلى قسمين: الحكمة النظرية والحكمة العملية.
        وقسموا النظرية إلى قسمين: الإلهيات والطبيعيات.
        وقسموا العملية إلى ثلاثة أقسام: تدبير النفس، تدبير المنزل، تدبير المدن.
        هذا تعريف الحكمة وتقسيمها برأي الفلاسفة.
        لكن المرجع هو القرآن هنا أيضاً، فما هو قدر الحكمة فيه ؟

        إن الحكمة في القرآن تختلف عن الحكمة التي عرّفها الحكماء.
        فالحكمة في تعريف الحكماء هي العلم بالحقائق بقدر الطاقة البشرية، ولكن طاقة البشر من الجهة الفكرية والعقلية محدودة جداً، ﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً﴾ [الإسراء : 85]

        أما حكمة القرآن فهي عبارة عن نيل الحقائق كما هي عليها، والوصول إلى واقع الكائنات ومبدأ ومنتهى الوجود.

        وتعبيرات القرآن عن الحكمة كاشفة عن عظمة المطلب، فإذا طالعنا القرآن وجدنا أن استعمال اسم الله تعالى في اغلب الموارد كان مقروناً بأنه: عزيز وحكيم، فالعزة هي جانب القدرة الإلهية، والحكمة هي جانب العلم الإلهي.
        ثم وصفت التجليات العلمية لله تعالى بعنوان الحكمة، فإن التجلي العلمي للحق هو القرآن الكريم: ﴿يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ﴾ هذا مقام الحكمة بوصف الله تعالى ووصف كتاب الله الأعظم.

        ولا تنتهي المسألة بهذا، فعندما يصل الله تعالى لمتاع الدنيا يقول لنبيه (ص) أنه قليل: ﴿فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾ [التوبة : 38]
        هذه الدنيا التي لم يعرف أولها وآخرها، هذه الدنيا التي تضم كل تلك المجرات والكواكب ﴿ وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ﴾ هذه الدنيا مع هذه العظمة بكل كواكبها ومجراتها قليلة بتعبير القرآن.

        أما عندما يصل للحكمة فإنه يعبر: ﴿يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ﴾ [البقرة : 269]
        فإن الحكمة ليست متاحة لأي كان، حيث يؤتاها من يشاء الله..

        تلميذ ابن سينا حكيم بالحكمة البشرية، ومن كان لديهم استعداد للدخول في الفلسفة يصبحون فلاسفة دون قيد وشرط، وعندما يطلب أحد حكمة المشائين، يصبح حكيماً بالحكمة البشرية، أما الحكمة في القرآن فليست كذلك.
        من تتعلق مشيئة الله بإعطائه الحكمة يعطاها، لا أيّاً كان..
        قال تعالى هناك ﴿مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ﴾ وقال هنا : ﴿وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً
        هذه التعبيرات تشير إلى حقيقة الحكمة في القرآن..
        ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لله﴾ [لقمان : 12]
        فقد أعطى الله الحكمة للقمان، وهي ليست متاحة لأي كان..
        ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ [النحل : 125]
        فأول كلمة هي الدعوة لسبيل الله بالحكمة، وما يحير العقل: ﴿وَأَنزَلَ الله عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً﴾ [النساء : 113]

        أي حكمة هذه التي قال عنها الله تعالى أنه أنزلها على النبي وعلمه ما لم يكن يعلم ؟! لم تكن لتصل إلى ذلك العلم، ونحن أوصلناك إليه، وكان فضل الله عليك عظيماً. هذه هي الحكمة في القرآن.
        وبعد أن عرفتَ ما هي الحكمة، يتضح لماذا كان شروع فعل النبي الخاتم (ص) تلاوة آيات الله، وكان ختمه الحكمة، فهذا المبدأ وهذا المنتهى.

        هكذا نص القرآن.. ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [الجمعة : 2]
        ولم يكن الرسول غير خاتم النبيين (ص)، وكان أول أفعاله تلاوة الآيات، ثم تزكيتهم ثانياً، ثم تعليم الكتاب ثالثاً، ثم تعليم الحكمة رابعاً. وتم أمره بهذا.

        هنا ينبغي أن يحاكم جميع أئمة أهل السنة:
        هل أمر النبي (ص) محصور بزمنه (ص) أم مستمر دائماً ؟ وأمره يتضمن تعليم هذه الحكمة والكتاب الذي فصلنا الكلام حوله في البحث السابق.
        يجب أن يجيبوا على ذلك لكل العالم.
        إذا كان منحصراً بذلك الزمان، فماذا يعني قوله تعالى : ﴿لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ﴾ ؟
        أوهل كان المؤمنون منحصرين بذلك الزمان ؟
        لقد نص القرآن أن الله مَنَّ على المؤمنين بإرسال النبي (ص) ليتلو عليهم الآيات ويصفي نفوسهم ويعلمهم الكتاب والحكمة.
        هل يعقل أن يكون محصوراً بزمان خاص ؟
        هل يبقى بعد النبي (ص) أم لا ؟
        إن قلتم نعم، فمن هو معلم الكتاب ومعلم هذه الحكمة ؟
        هذا سؤال ينبغي على مثل الفخر الرازي أن يجيب عليه.
        هل معلم هذا الكتاب هو عمر بن الخطاب ؟ إما نعم وإما لا.
        البحث علمي وليس خطابياً.. البحث برهاني..

        أنت الذي تعتقد بأن عمر قد جلس محل النبي الذي هو معلم الكتاب والحكمة: هل ترى أن لعمر صلاحية تعليم هذا الكتاب وهذه الحكمة ؟
        إن لم تكن عنده هذه الصلاحية فهو غاصب بالضرورة، واعتقادك باطل.
        وإن كانت عنده الصلاحية، فهل هو معلم هذا الكتاب والحكمة ؟!
        هذا البحث يعجز العامة ويفقدهم كل حجة، بهذه الطريقة وهذا المنطق.

        إن بين أعيان علماء العامة اختلاف، بعضهم يقدم صحيح البخاري ثم صحيح مسلم، وبعضهم يقدم صحيح مسلم ثم يعد البخاري ثانياً، وفي هذا المطلب بحث، لكنهم مجمعون على أن ما في صحيح مسلم وما في صحيح البخاري سنة مُسَلَّمة، وهذا اعتقاد كافة مذاهب العامة وعلماؤهم.
        ونحن ننقل حديثاً عن مسلم في صحيحه
        (ج1 ص193)، يرويه بأربع طرق، وطرق الحديث أيضاً تختلف فتارة يروى حديث في صحيح مسلم بطريق واحد، وهو حجة، ورده رد على النبي (ص) عند كل العامة، وإذا روي الحديث بطريقين تضاعفت حجيته، وإذا روي بثلاثة.. وإذا روي بأربعة.. فبأي حد من الاعتبار تكون مثل هذه الرواية ؟

        أما متن الحديث : أنَّ رَجُلاً أَتَى عُمَرَ فَقَالَ إِنِّى أَجْنَبْتُ: هل للفخر الرازي قدرة على الجواب على هذا التحقيق الذي نذكره في فقه الحديث ؟
        أولاً: متى حصلت هذه الواقعة ؟ عندما جلس عمر على مسند الخلافة بعد وفاة أبي بكر.
        فَقَالَ إِنِّى أَجْنَبْتُ فَلَمْ أَجِدْ مَاءً. فَقَالَ لاَ تُصَلِّ: هذا في صحيح مسلم، هل يا ترى هناك جاهل كهذا من أجهل الجهال ؟
        كل مسلم يعلم أن الصلاة لا تسقط بالجنابة، فإلى هذا الحد يكون خليفة النبي جاهلاً ؟
        ألا تخجل أيها الفخر الرازي ؟ تقول أن عمر خليفة النبي (ص) ؟ وهو معلم الكتاب والحكمة مكان النبي (ص) ؟
        فَقَالَ عَمَّارٌ: أفتى عمر، لكن شخصاً قام، وهو عمار بن ياسر، وقال:
        أَمَا تَذْكُرُ: والمسألة الثانية المحيرة هي قوله له أما تذكر ؟ هل نسيت ؟
        أَمَا تَذْكُرُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: وهذا الدليل على ما قلته أنها كانت وقت خلافته.
        إِذْ أَنَا وَأَنْتَ فِى سَرِيَّةٍ فَأَجْنَبْنَا فَلَمْ نَجِدْ مَاءً فَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ تُصَلِّ: كلام محير! مسلم بنفسه ينقل هذه الرواية بأربع طرق ثم يعتقد بخلافة هذا الرجل ! بأي عقل وبأي منطق ؟!
        وَأَمَّا أَنَا فَتَمَعَّكْتُ فِى التُّرَابِ وَصَلَّيْتُ. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-(لأنه متن حديث) « إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَضْرِبَ بِيَدَيْكَ الأَرْضَ ثُمَّ تَنْفُخَ ثُمَّ تَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَكَ وَكَفَّيْكَ »: هذا أمر النبي، وأنت الذي تقول للرجل لا تصل لأنه جنب ألم تسمع بنفسك هذا الكلام من النبي (ص) ؟
        من المعلوم أنه سمعه، ومع أنه سمعه يقول للرجل: لا تصل !

        أي توجيه لهذا الكلام ؟ هل لكل علماء العامة قدرة الجواب على ذلك ؟ هل يحق لمن كان على هذا الحد من الجهل وقلة التقوى أن يجلس محل من قال فيه تعالى ﴿يعلمهم الكتاب والحكمة﴾ ؟؟
        فَقَالَ عُمَرُ اتَّقِ اللَّهَ يَا عَمَّارُ: وهذا يحير العقل.. هدد عماراً.. فبدل قبوله هدد عمار بقوله: اتق الله يا عمار.. وما يحير العقل قوله:
        قَالَ إِنْ شِئْتَ لَمْ أُحَدِّثْ بِهِ: إذا كنت تتأذى من ذلك أسكت ولا أحدث هذا الحديث لأحد.. هذا الدين ؟
        لا تنتهي المسألة هنا. فبرهان بطلان كل مذاهب السنة في العالم في هذا الحديث.. والتتمة لاحقاً إن شاء الله.

        شعيب العاملي
        السلام عليكم
        لنفرض جدلا انه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم هناك فئية محددة تقوم بهذا العمل
        فمن هم؟ ( جدلا)
        فمن هم الان في عصرنا هذا نريد نعرفهم لان الامة منقسمة كل يكذب روايات الاخر ( كما هو واضح)
        والرجوع للقران كي يحكم بيننا غير ممكن لانه لابد من شخص يفهمنا القران ( طبعا حسب ما نقلته)
        اذا اين هذا الشخص كي نرجع اليه
        فنحن مؤمنين اذا لابد ان يقوم بدوره ويعلمنا ( لان حسب نقلك المومنبن في كل زمان )
        لان ما تقلته هو
        لقد نص القرآن أن الله مَنَّ على المؤمنين بإرسال النبي (ص) ليتلو عليهم الآيات ويصفي نفوسهم ويعلمهم الكتاب والحكمة.
        [U]هل يعقل أن يكون محصوراً بزمان خاص ؟[/U (هذا من النص الذي نقلته)
        طيب نحن مؤمنين اين الذي يعلمنا ومن هو واين مكانه
        والسلام

        تعليق


        • #5
          الاخ العقلاني لاتحاول ان تلف وتدور كما يفعل الوهابية سؤال الشيخ الخراساني(حفظه الله) هو:هل كان عمر بن الخطاب مؤهلا في ان يسد مكان النبي (صلى الله عليه واله) في تعليم الكتاب والحكمة؟

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة علي ابو محمد
            الاخ العقلاني لاتحاول ان تلف وتدور كما يفعل الوهابية سؤال الشيخ الخراساني(حفظه الله) هو:هل كان عمر بن الخطاب مؤهلا في ان يسد مكان النبي (صلى الله عليه واله) في تعليم الكتاب والحكمة؟
            ارجع لكلام الشيخ تجد ان ما يريد الوصول اليه
            هو ان محمد صلى الله عليه وسلم يعلم المؤمنين وبعد موته يوجد مؤمنين فمن يعلمهم اذا لابد من شخص يحل محله ويعلم الامة
            وسوالي من هذا الشخص اليوم لان يوجد مؤمنين اليوم اذا لازم من يعلمهم الكتاب والحكمة فمن هو

            اما هل عمر يسد مكان النبي
            فبالله هذا سؤال عمر رجل صحابي تولى امر المسلمين وبايعوه وهذا لايمنع وجود من اعلم منه في القراءات والتفسير والمواريث وقيادة الجيوش
            وصناعة السيوف والزراعة وشتى مجالات الحياة
            بينما ذاك رسول الله ارسله الله ورفع مقامه واعلى ذكره وختم به رسله وبلغ مقام لم يبلغه بشر من قبله ولا يجوز ان تقول ان شخصا يسد مسد النبي
            يا رجل ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم
            عمر تولى الخلافة وهي شان من شئون الدنيا يجب على المسلمين ان يختاروا من يقوم به منهم وعليهم طاعته فاذا اختلف الامام والناس على امر
            لا يردوه للامام بل يردوه لله ورسوله حيث الله يقول

            يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا .
            فلو كان الخليفة معصوم لقال فردوه لله والرسول واولي الامر منكم لكنه لم يقل اولى الامر منكم
            وما عليك من القائل وهابي او غيره بل يهمك القول الذي قاله

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم

              والحمد لله رب العالمين، وتحية للاخوة المشاركين.

              الاخ العقلاني
              استفسارك في محله، وسؤالك هذا أمر طبيعي يوجهه كل من سلّم بضرورة الإمام بعد النبي (ص).
              وللوصول الى نتيجة لا بد من تأصيل أصل متفق عليه بدلاً من الدوران في حلقات مفرغة.

              بعد أن حكم العقل والشرع بلزوم وجود الحجة التامة لله تعالى على خلقه، والتي تتصف بكامل الصفات التي تمكنها من أداء دورها بما يتناسب وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، وهي خلافة الله تعالى على الأرض، ينتقل البحث إلى تشخيص هذه الحجة..
              وبما أن أحداً ممن تصدى لم يكن مؤهلاً للخلافة من مختلف الجهات إلا علي عليه السلام، كان هو خليفة الله بالحق في أرضه وبين عباده.

              وقبل أن ننقل البحث إلى يومنا هذا نقول:
              لقد تقمّص الخلافة من تقمّصها ومنع علياً منها، وبايعت شرائح كثيرة من المجتمع الاسلامي من لم يكن أهلاً للخلافة، فمُنِعَ صاحب الحق من تولي أمور الأمة، ولم تنهض الأمة للدفاع عن إمامها ولم تسلمه زمامها فظلمته وظلمت نفسها، فلم يكن في ذلك طعن بحجة الله ولا نقص في إتمام حجته تعالى، بل كانت الأمة ظالمة لنفسها بأن منعت حق إمامها وهو بين ظهرانيها، فخسرت إمامته وقيادته بسوء اختيارها، ولم يعد بامكانها ان تحتج على الله تعالى فتقول له: أين الخليفة الكامل الذي ينبغي أن يدبر شؤوننا ويديرها ؟ لأنه كان بينهم ومنعوه من ذلك.
              تماماً كما حاربت الأمة رسول الله محمداً (ص) عندما أرسله الله للعالمين، فقد حورب ومنع من نشر رسالته بالسيف وحوصر وجوبه حتى نصره الله، ولم يكن للأمة أن تحتج قبل أن تستتب له الأمور على الله بأنك لم ترسل لنا من يتم الحجة علينا، فإنه كان بينهم ولكنهم ما أتاحوا له الفرصة.

              إذا اتضح ذلك نقول..
              لقد تكررت هذه الحالة من أوصياء الله وأوليائه بعد أن تكررت مع أنبيائه، فكما ظلم الأنبياء وقتلوا واضطهدوا ظلم الأئمة ومنعوا من حقهم، فاستشهدت جواهر السلسلة الذهبية إماماً بعد إمام بدءً من علي بن أبي طالب وصولاً إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ولم يبق من السلسلة إلا خاتم الأولياء والأئمة، فأمره الله بالغياب عن أعين الناس وادّخره ليظهره في آخر الزمان ليقيم دولة العدل الإلهية.

              وكما لم يكن للأمة أن تحتج على الله تعالى عندما لم تُمَكِّن الأنبياء والأئمة زمامها، لم يكن لها أن تحتج عليه اليوم بغياب وليه لأن غيابه عائد لظلمهم ورفضهم وإنكارهم وعدم تمكينهم لولي الله وسوء اختيارهم..

              أما بالنسبة لمن تسلّم الخلافة بعد النبي (ص)، فلا يصح القول أن الخلافة من شؤون الدنيا ولا يلزم أن يكون الخليفة عالماً بالأمور الدينية، فإن علماء السنة قد عرّفوا الخلافة بأنها (الرئاسة العامة في أمور الدين والدنيا) فكان الدين مقدّما عندهم على الدنيا كما لا يخفى، فالمنصب منصب خلافة رسول الله لا خلافة الملوك والسلاطين، ولا يعقل أن يكون خليفة رسول الله والمتسنم لمنصب الإمامة الدينية من أجهل الناس بأوضح الأحكام الشرعية !

              والحمد لله رب العالمين

              شعيب العاملي

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة شعيب العاملي
                بسم الله الرحمن الرحيم

                والحمد لله رب العالمين، وتحية للاخوة المشاركين.

                الاخ العقلاني
                استفسارك في محله، وسؤالك هذا أمر طبيعي يوجهه كل من سلّم بضرورة الإمام بعد النبي (ص).
                وللوصول الى نتيجة لا بد من تأصيل أصل متفق عليه بدلاً من الدوران في حلقات مفرغة.

                بعد أن حكم العقل والشرع بلزوم وجود الحجة التامة لله تعالى على خلقه، والتي تتصف بكامل الصفات التي تمكنها من أداء دورها بما يتناسب وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، وهي خلافة الله تعالى على الأرض، ينتقل البحث إلى تشخيص هذه الحجة..
                وبما أن أحداً ممن تصدى لم يكن مؤهلاً للخلافة من مختلف الجهات إلا علي عليه السلام، كان هو خليفة الله بالحق في أرضه وبين عباده.

                وقبل أن ننقل البحث إلى يومنا هذا نقول:
                لقد تقمّص الخلافة من تقمّصها ومنع علياً منها، وبايعت شرائح كثيرة من المجتمع الاسلامي من لم يكن أهلاً للخلافة، فمُنِعَ صاحب الحق من تولي أمور الأمة، ولم تنهض الأمة للدفاع عن إمامها ولم تسلمه زمامها فظلمته وظلمت نفسها، فلم يكن في ذلك طعن بحجة الله ولا نقص في إتمام حجته تعالى، بل كانت الأمة ظالمة لنفسها بأن منعت حق إمامها وهو بين ظهرانيها، فخسرت إمامته وقيادته بسوء اختيارها، ولم يعد بامكانها ان تحتج على الله تعالى فتقول له: أين الخليفة الكامل الذي ينبغي أن يدبر شؤوننا ويديرها ؟ لأنه كان بينهم ومنعوه من ذلك.
                تماماً كما حاربت الأمة رسول الله محمداً (ص) عندما أرسله الله للعالمين، فقد حورب ومنع من نشر رسالته بالسيف وحوصر وجوبه حتى نصره الله، ولم يكن للأمة أن تحتج قبل أن تستتب له الأمور على الله بأنك لم ترسل لنا من يتم الحجة علينا، فإنه كان بينهم ولكنهم ما أتاحوا له الفرصة.

                إذا اتضح ذلك نقول..
                لقد تكررت هذه الحالة من أوصياء الله وأوليائه بعد أن تكررت مع أنبيائه، فكما ظلم الأنبياء وقتلوا واضطهدوا ظلم الأئمة ومنعوا من حقهم، فاستشهدت جواهر السلسلة الذهبية إماماً بعد إمام بدءً من علي بن أبي طالب وصولاً إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ولم يبق من السلسلة إلا خاتم الأولياء والأئمة، فأمره الله بالغياب عن أعين الناس وادّخره ليظهره في آخر الزمان ليقيم دولة العدل الإلهية.

                وكما لم يكن للأمة أن تحتج على الله تعالى عندما لم تُمَكِّن الأنبياء والأئمة زمامها، لم يكن لها أن تحتج عليه اليوم بغياب وليه لأن غيابه عائد لظلمهم ورفضهم وإنكارهم وعدم تمكينهم لولي الله وسوء اختيارهم..

                أما بالنسبة لمن تسلّم الخلافة بعد النبي (ص)، فلا يصح القول أن الخلافة من شؤون الدنيا ولا يلزم أن يكون الخليفة عالماً بالأمور الدينية، فإن علماء السنة قد عرّفوا الخلافة بأنها (الرئاسة العامة في أمور الدين والدنيا) فكان الدين مقدّما عندهم على الدنيا كما لا يخفى، فالمنصب منصب خلافة رسول الله لا خلافة الملوك والسلاطين، ولا يعقل أن يكون خليفة رسول الله والمتسنم لمنصب الإمامة الدينية من أجهل الناس بأوضح الأحكام الشرعية !

                والحمد لله رب العالمين

                شعيب العاملي

                الاخ حياك الله وبياك وتحياتي لك
                تقول
                بعد أن حكم العقل والشرع بلزوم وجود الحجة التامة لله تعالى على خلقه، والتي تتصف بكامل الصفات التي تمكنها من أداء دورها بما يتناسب وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، وهي خلافة الله تعالى على الأرض، ينتقل البحث إلى تشخيص هذه الحجة..وع
                اقول
                نمسك الموضوع وحده وحده كما يقولون
                انا لم يحكم العقل والشرع بلزوم معصوم
                فاريد منك اولا تبين كيف العقل والشرع بلزوم وجود حجه بعد الرسول صلى الله عليه وسلم
                بالنسبه للعقل قل ما تريد اهلا وسهلا
                بالنسبه للشرع نص من كتاب الله واضح محكم لا يحتاج لقرينه تفسيره لان الامر يتعلق بالعقيده وليس بقضيه فقيه
                وبعدها ننتقل خطوة خطوة حتى لا يكون كما قلت ندور في حلقة مفرغه
                واعتذر عن التاخر عن الرد اشغلني عن الرد شخص سفيه بالموقع شوشه
                ودمتم منتظر النقاش معاك ان احببت

                تعليق


                • #9
                  يقول المنطق والعقل

                  لننظر ماهو منطقه


                  شخص اجتاز الاختبار بالنسبه 99%


                  صاحب المنطق والعقل شعيب العاملي ماهو راية


                  سوف يقول عنه فاشل لانه لم يستطع ان يجتاز 1%


                  هذه يطلق عليه الجهل فى المنطق والعقل


                  المقايس فاشل

                  كيف يقيس من يدعى انه صاحب المنطق والعقل

                  مثال

                  هناك معلومات فى الطب الكل يعرفها وهيه بديهيه

                  لم يكن يعرفها الرازي وابن سينا وغيرهم من كبار علماء الطب هل هم فاشلين


                  اين المنطق والعقل لا يوجد


                  الصحابه رضى الله عنهم تعلموا من بعض وهذه امر طبيعى دين جديد ولاعيب فيه


                  وعصر عمر رضى الله عنه افضل عصر بعد النبي

                  فتحت القدس وهزمة الروم والفرس وانتشر الاسلام

                  ويشهد له الغرب والشرق فى عدالته وحكمته


                  اما بحثكم يا شيعه هو بالعوواطف ولا عقل ولا منطق



                  تعليق


                  • #10
                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    الاخ العقلاني
                    أما الدليل العقلي على لزوم وجود الإمام، فهو نفسه الدليل العقلي على لزوم وجود النبي، وهو لزوم تتميم حجة الله على الخلق.. ولما كان الدليل القطعي قد قام على عدم بعثة أي رسول بعد خاتمهم صلى الله عليه وآله، لزم أن يكمل المسيرة الإلهية شخص آخر ليس إلا الإمام، ويرشد إلى حكم العقل هذا كلمات النبي صلى الله عليه وآله.
                    أما الدليل النقلي من كتاب وسنة فقد أفرد الشيعة له كتباً خاصة، وأحيلك على سبيل المثال إلى ما تعرّض له شيخنا الوحيد الخراساني حفظه الله مما قمنا بنشره سابقاً، فيمكنك العودة إليه لترى ما تريد فيه (ويتضمن إشارات أيضاً للأدلة العقلية) وذلك ضمن المواضيع التالية:

                    في رحاب الإمامة.. وآيات القرآن.. سلسلة أبحاث لسماحة الشيخ الوحيد الخراساني..
                    http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=184199

                    السنة النبوية وأدلة الإمامة (1): من أطاع علياً فقد أطاعني
                    http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=192058

                    السنة النبوية وأدلة الإمامة (2): أنت مني بمنزلة هارون من موسى
                    http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=193138
                    وستأتي جملة أخرى منها إن شاء الله.

                    الاخ حنبل
                    هلا تكرمت وتفضلت علينا وتنزلت لتتحدث معنا بلغة بسيطة نفهمها ؟!

                    والحمد لله رب العالمين

                    شعيب العاملي

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    x

                    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                    صورة التسجيل تحديث الصورة

                    اقرأ في منتديات يا حسين

                    تقليص

                    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                    يعمل...
                    X