تويت
عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: "يكون في آخر الزمان قومٌ يتبع فيهم قومٌ مراؤون، يتقرؤون ويتنسكون، حدثاء سفهاء،لا يوجبون أمرا بمعروف ولا نهيا عن منكر إلا إذا أَمِنوا الضرر يطلبون لأنفسهم الرُّخّص والمعاذير، يتبعون زلات العلماء وفساد عملهم، يُقبلون على الصلاة والصيام وما لا يكلمهم في نفس ولا مال - أي ما لا يصيبهم في أنفسهم وأموالهم - ولو أضرَّت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض وأشرفها. إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تُقام الفرائض، هنالك يتم غضب الله عز وجل عليهم فيعمُّهم بعقابه، فيهلك الأبرار في دار الفُجّار، والصغار في دار الكبار. إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصلحاء، فريضة عظيمة بها تُقام الفرائض وتأمن المذاهب - أي تصبح الطرق إلى التزام الدين آمنة - وتحِلُّ المكاسب وتُرَدُّ المظالم، وتُعمَّر الأرض ويُنتَصَف من الأعداء ويستيقم الأمر، فأنكروا بقلوبكم والفظوا بألسنتكم وصكُّوا بها جباههم ولا تخافوا في الله لومة لائم، فإن اتعظوا وإلى الحق رجعوا فلا سبيل عليهم، إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم. هنالك فجاهدوهم بأبدانكم وابغضوهم بقلوبكم غير طالبين سلطانا ولا باغين مالا ولا مريدين بظلم ظفرا، حتى يفيئوا إلى أمر الله ويمضوا على طاعته". الكافي ج5 ص55.
-
-
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ محب الغدير
من المعلوم أن في كلمات آل محمد كما في الكتاب العزيز عاماً وخاصاً، ومطلقاً ومقيّداً، ومحكماً ومتشابهاً، وأن كلامهم يفسر بعضه بعضاً كما كلام الله عز وجل..
الغرض من هذا التقديم هو بيان أن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحكاماً دلّت عليها الأدلة الشرعية، ولا يمكن التمسك بنص واحد إلا بعد جمعه مع سائر النصوص، وقد روى الكليني في الكافي بعد صفحات من الحديث الذي نقلتموه رواية تبيّن جهة أخرى وهي الشروط التي ينبغي توفرها في من يجب عليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنها أن يكون عالماً مطاعاً، ومع انتفاء أحدهما يسقط عنه وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ففي الحديث الشريف، عن مسعد بن صدقة: سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : وسئل عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أواجب هو على الأمة جميعا ؟
فقال : لا .
فقيل له : ولم ؟
قال : إنما هو على القوي المطاع ، العالم بالمعروف من المنكر، لا على الضعيف الذي لا يهتدي سبيلا إلى أي من أي يقول من الحق إلى الباطل، والدليل على ذلك كتاب الله عز وجل قوله : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر).
فهذا خاص غير عام ، كما قال الله عز وجل : ( ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) ولم يقل : على أمة موسى ولا على كل قومه وهم يومئذ أمم مختلفة، والأمة واحدة فصاعدا كما قال الله عز وجل : ( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله ) يقول : مطيعا لله عز وجل وليس على من يعلم ذلك في هذه الهدنة من حرج إذا كان لا قوة له ولا عذر ولا طاعة (الكافي ج5 ص60)
وفي حديث آخر عن الإمام الصادق عليه السلام: والامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان على من أمكنه ولم يخف على نفسه ولا على أصحابه . (الخصال للشيخ الصدوق ص609)
فإنها شرطت شرطاً آخر وهو عدم الخوف على النفس والأصحاب، ومثلها في الدلالة قوله عليه السلام : يا مفضل من تعرض لسلطان جائر فأصابته بلية لم يؤجر عليها، ولم يرزق الصبر عليها.(الكافي ج5 ص61)
وقد استفاد العلماء من هذه الروايات ومن روايات نفي الضرر، بل وادعي الاجماع أيضاً، أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متوقف على أمن الضرر لا في خصوص النفس فقط، بل في العرض أو المال، على النفس أو الآخرين من المسلمين.
نعم يبقى أن ما أشارت إليه الرواية التي نقلتموها قد يكون ناظراً إلى حالة خاصة وهي ما لو توقف حفظ الدين في تلك الحالة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حالة معينة، وحينها يقدم على قاعدة نفي الضرر، وهذه حالة خاصة محددة.
والخلاصة، أن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شروطاً منها العلم بالمعروف والمنكر، والقدرة على ذلك، وعدم الخوف على النفس والعرض والمال والمسلمين، واحتمال التأثير، وعدم قيام الأمارة على ترك فاعل المنكر له، وغير ذلك من الأمور. وما لم تتوفر هذه الشروط فلا يجب الأمر بالمعروف ولا النهي عن المنكر..
والحمد لله رب العالمين
شعيب العاملي
-
لا اشكال عندي في أغلب كلامك سوى هذه النقطة
ممكن تعطيني بقول لأحد كبارنا قال بهذا أو تحاول اثبات هذا الرأي؟وقد استفاد العلماء من هذه الروايات ومن روايات نفي الضرر، بل وادعي الاجماع أيضاً، أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متوقف على أمن الضرر لا في خصوص النفس فقط، بل في العرض أو المال، على النفس أو الآخرين من المسلمين.
وشكراً وفّقنا الله جميعاً لخدمة أهل البيت عليهم السلامتعليق
-
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ محب الغدير
أما الأدلة فقد ذكرناها على سبيل الإجمال، من روايات خاصة، وقاعدة نفي الضرر التي دلّت عليها الروايات، ومن دعوى الإجماع.
أما أقوال الفقهاء، فمن المعاصرين، السيد محسن الحكيم في منهاج الصالحين باب (شرائط وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) منهاج الصالحين ج1 ص488-489 قال: ( يشترط في وجوب الأمر بالمعروف الواجب والنهي عن المنكر أمور: أن لا يلزم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضرر في النفس ، أو في العرض أو في المال ، على الآمر أو على غيره من المسلمين ، فإذا لزم الضرر عليه أو على غيره من المسلمين لم يجب شيء ، والظاهر أنه لا فرق بين العلم بلزوم الضرر والظن به والاحتمال المعتد به عند العقلاء الموجب لصدق الخوف)
ووافقه على هذا المقدار أغلب المراجع بعده كالسيد الخوئي والسيستاني والروحانيين (السيد محمد والسيد محمد صادق) والوحيد والفياض وغيرهم..
نعم فصلوا في بيان حكم ما لو كان المأمور به من الأهمية عند الشارع بما يهون دونه تحمل الضرر، وهو الذي أشرنا إليه في بيان الرواية التي ذكرتموها في موضوعكم.
وبعبارة أخرى: أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يسقط مع حصول الضرر، إلا أن يكون الضرر الحاصل أقل أهمية بنظر الشارع المقدس مما يأمر به.
وتجد العبارة نفسها للمتقدمين من علمائنا، كشرائع الإسلام للعلامة الحلي حيث عد من ضمن الشروط (أن لا يكون في الإنكار مفسدة، فلو ظنّ توجه الضرر إليه أو إلى ماله أو إلى أحد من المسلمين سقط الوجوب)
وقال صاحب الجواهر: (بلا خلاف أجده فيه كما اعترف به بعضهم...)
فهذه دعوى الإجماع (عدم الخلاف).
والحمد لله رب العالمين
شعيب العاملي
تعليق
-
جميل جداًإلا أن يكون الضرر الحاصل أقل أهمية بنظر الشارع المقدس مما يأمر به.
إذاً الخلاف أساسياً هل هذا الموقف يسبب أذية كافية أم لا, لا أكثر
شكراً
ملحوظة : أنا في هذا الموضوع كلامي موجّه للفقهاء و الشيعة المتديّنين العارفين بالأحكام و شبهات النواصب و ليس لعوامنا هداهم الله و أعزهمالتعديل الأخير تم بواسطة محب الغدير 2; الساعة 15-03-2014, 11:45 PM.تعليق
-
عندما اقرا الحديث يذهب فكري الى موضوع محلات بيع الخمر في بغداد
المرجع السيستاني ومحلات شرب الخمر في بغداد
http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=187685تعليق
| المواضيع | إحصائيات | آخر مشاركة | ||
|---|---|---|---|---|
|
استجابة 1
10 مشاهدات
0 معجبون
|
بواسطة ibrahim aly awaly
يوم أمس, 09:48 PM
|
|||
|
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
|
بواسطة ibrahim aly awaly
يوم أمس, 07:23 AM
|
تعليق