هؤلاء يصولون ويجولون بزواج أم كلثوم من عمر وفي الواقع لم يكن هناك زواج
أم كلثوم رضوان الله عليها هي بنت أمير المؤمنين وأمها الزهراء فاطمة عليها السلام وأسمها زينب الصغرى وكنيتها أم كلثوم الكبرى وقد جاءت هذه المخدرة الطاهرة مع أخيها الحسين الى العراق ولها خطبة معروفة في الكوفة وقد تزوجها عون إبن جعفر الطيار وهذه الشهرة التي تقول بأن أم كلثوم قد تزوجها عمر فهي عارية عن الصحة وبيان ذلك أن المؤرخين قد إتفقوا على أن أم كلثوم قد تزوجها عون إبن جعفر أو أخيه محمد إبن جعفر أولاً ثم عون ثانياً والإتفاق في ذلك عن أئمة الحديث المعتمدين كإبن حجر في الإصابة وإبن عبد البر في الإستيعاب وغيرهما ممن كتب في الصحابة أن عون إبن جعفر قد قُتل يوم تستر ويوم تستر لاكلام فيه في حكم عمر بن الخطاب وفيه أُسِر الهرمزان ومات عمر بعد يوم تستر بسبع سنوات فكيف تزوج بها عون بعد عمر والحقيقة أن أم كلثوم لم يتزوجها غير إبن عمها عون بن جعفر حتى قتل عنها بكربلاء على ماصرح به السيد الداودي في عمدة الطالب والمسعودي في مروج الذهب والدر المنثور في طبقات الخدور وهذه الرواية هي المعول عليها عند المؤرخين وهذا كتاب المستدرك على الصحيحين في الحديث للحافظ الكبير النيسابوري ج3 ص 142 عندما يروي زواج أم كلثوم من عمر ويأتي الحافظ الذهبي في الذيل ويقول : قلت منقطع أي سند هذا الحديث منقطع وإذا علمنا أن الخبر إذا لم يصححه الذهبي سقط عن الإعتبار وإتضح لنا ضعف هذه الإشاعة وكذبها والآن نورد كلام شيخنا المفيد قدس سره وذلك في جواب المسألة العاشرة من المسائل السرودية لما سأله السائل عن حكم ذلك الزواج وكلامه الفصل وهذا نصه أن الخبر الوارد يتزويج أمير المؤمنين علي إبنته من عمر غير ثابت وطريقه من الزبير بن بكار وطريقه معروف لم يكن موثوقاً في النقل وكان متهماً في بغضه لعلي ثم بعض الرواة يذكرون أن عمر أولدها ولداً أسماه زيد وبعضهم يرى أن لزيد بن عمر عقباًومنهم من يقول قتل ولاعقب له ومنهم من يقول أنه وأمه قتلا ومنهم من يقول أن أمه بقيت بعده ومنهم من يقول أن عمر أمهر أم كلثوم أربعين ألف درهم ومنهم من يقول كان مهرها خمسمائة درهم وبدء هذا القول وكثرة الإختلاف يبطل الحديث ولايكون له تأثير على حال 00
إذن هذه الشائعة زواج عمر من أم كلثوم والتي يتمسك بها المخالفون باطلة ولاأساس لها وعارية عن الصحة تماماً 0