بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد
قدم المدينة أعرابيّ من البادية، وذهب إلى المسجد؛ كي يظفر بمال من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، فرأى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم جالساً بين أصحابه، فدنا منه، وأظهر حاجته؛ طالباً منه أن يساعده، فأعطاه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً؛ إلّا أنّ الأعرابيّ لم يقنع وعدّ ما أُعطي قليلاً، وتفوّه على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بالخشن البذيء من الكلام؛ ما أثار نار الغضب لدى أصحابه، فقاموا للأعرابيّ يطرحونه أرضاً، فحال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بينهم وبينه، ثمّ خرج مصطحباً الأعرابيّ إلى بيته؛ فزاده شيئاً، فأظهر الرضا والامتنان؛ قائلاً بعد اعتذاره: جزاك الله من أهل وعشيرة خيراً، فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّك قلت ما قلت، وفي نفس أصحابي من ذلك شيء، وأنا أخشى أن يصيبك منهم أذىً، فإن أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يديّ، حتّى يذهب ما في صدورهم عليك"، فلمّا كان الغد ذهب الأعرابيّ مجدّداً إلى المسجد، وكرّر شكره واعتذاره إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أمام أصحابه.وهنا، التفت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إلى أصحابه؛ ليلقّنهم الدرس الّذي عاشوه عن حسٍّ؛ قائلاً: "مَثَلي، وَمَثَلُ هذا؛ مَثَلُ رَجل له ناقة شردت منه، فاتّبعها الناس، فلم يزيدوها إلّا نفوراً، فناداهم صاحبها: خلّوا بيني وبين ناقتي، فأنا أرفق منكم بها وأعلم، فتوجّه لها بين يديها، فأخذها من قمام الأرض، فردّها؛ حتّى جاءت، واستناخت، وشدّ عليها رحلها، ثمّ استوى عليها، وإنّي لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال، فقتلتموه؛ دخل النار
العلوية خادمة الزهراء
تعليق