بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم
مرت شيعة أهل البيت عليهم السلام وأئمتهم بادوار ما بين محنة وأخرى و لربما مرّو بدورٍ هو ربيعٌ بالنسبة إليهم كما هو الحال إبان عهد الإمام الرضا عليه السلام حيث تنفسوا الصعداء الا ان الربيع لا يدوم وهكذا هم الشيعة ما ان تنفرج الأمور قليلاً حتى تنقلب رأسا على عقب وتدور عليهم الدائرة فما بين معذب ومقتول وآخر سجين ورابع هارب يبتغي الأمن في بلاد أخرى لا يجرأ ان يبوح بعقائده وفكره.
اشتد الأمر وعظمت المحنة في أيام المتوكل العباسي فكان بغض الإمام علي عليه السلام وشيعته يأكل قلبه كما تأكل النار يابس الحطب وكان لا يذوق طعم الراحة ولعلي عليه السلام ذكر في الوجود و لشيعته مجتمعٌ زاهرٌ بالعلم محتفظٌ بكرامته، مستقل بمواهبه منفصل عن الدولة وقد تتبع العلويين وحط من كرامة أهل البيت عليهم السلام ولم يسمح لأي احد ان يذكرهم بخير.
ويدلنا على شدة بغضه وتحامله ان نصر بن علي الجهضمي حدث بحديث عن النبي صلى الله عليه وآله انه أخذ بيد الحسن والحسين وقال: «من أحبني وأحب هذين وأباهما وامهما كان معي في درجتي يوم القيامة»، فأمر المتوكل بضربه ألف سوط إلى ان كلمه جعفر بن عبد الواحد بأن نصراً لم يكن شيعياً وإنما هو من أهل السنة فضرب خمسمائة سوط وعفى عن الباقي.
ويحدثنا المقيرزي ان يزيد بن عبد الله أمير مصر أمر بضرب جندي تأديبا لشيء صدر منه وعندما أحس بألم الضرب اقسم على الأمير بحق الحسن والحسين ان يعفو عنه فأمر الأمير بضربه ثلاثين سوطا جزاء لهذا القسم وكتب إلى المتوكل في بغداد.
ولعل النطع والسيف كانت خاتمة المطاف لذلك الجندي وأمر بضرب احمد بن محمد بن عاصم صاحب خان عاصم ألف ألف سوط لاتهامه بسب الشيخين حتى مات قال في الحضارة الإسلامية نقلا عن المنتظم: وكانت الحكومة إذا أرادت أن تعاقب شيعياً لمذهبه لم تذكر اسم علي بل يجعل سبب العقوبة انه شتم أبا بكر وعمر.
وما أكثر من عوقب بهذه الوسيلة ولكن أنصار المتوكل وحزبه الذين يرون البغض لعلي وشيعته يقربهم إليه زلفاً نالوا بذلك إربهم وعقابهم في الآخرة.
وخلاصة القول ان المتوكل اشتد في العداء لأهل البيت عليهم السلام والنيل منهم حتى دفعه حقده إلى هدم قبر الإمام الحسين وهدم مشهده الشريف واستقدم أبا الحسن الهادي عليه السلام من المدينة إلى سامراء في سنة 236هـ وعامله بالشدة والأذى وتوصل المنحرفون عن آل علي إلى إساءة الإمام الهادي عليه السلام فسعوا به إلى المتوكل واخبروه ان في منزله سلاحاً وكتباً من شيعته فهجموا على داره ليلا ولم يعثروا على أي شيء من ذلك وما زال الإمام الهادي عليه السلام مقيماً في سامراء إلى أن مات مسموما سنة 254هـ وكانت مدة إقامته فيها ثمان عشرة سنة.
شهادة ابن السكيت رحمه الله
يعقوب بن إسحاق المعروف بأبن السكيت من أفاضل الامامية قتله المتوكل لأجل تشيعه في ليلة الاثنين لخمس خلون من رجب سنة 224هـ ودفن في سامراء المقدسة القديمة وهو ابن 58 سنة.
وقيل له ابن السكيت لكثرة سكوته.
قال النجاشي رحمه الله يعقوب بن إسحاق السكيت أبو يوسف كان متقدماً عند أبي جعفر الثاني وأبي الحسن عليهما السلام وله عن أبي جعفر عليه السلام رواية ومسائل وقتله المتوكل لأجل التشيع وأمره مشهور وكان وجهاً في علم العربية واللغة ثقة مصدقا لا يطعن عليه وله كتب منها: «إصلاح المنطق» و«ما اتفق لفظه واختلف معناه» وكتاب «الأضداد».
وقال بعض العلماء ما عبر على جسر بغداد كتاب من اللغة بمثل إصلاح المنطق ولا نعرف في حجمه مثله في بابه.
المتوكل وابن السكيت:
اتفق ان المتوكل العباسي الزمه تأديب ولديه المعتز والمؤيد فقال له يوماً أيما أحب إليك ابناي هذان أم الحسن والحسن؟ فقال والله ان قنبراً خادم علي عليه السلام خيرٌ منك ومن ابنيك فقال المتوكل للأتراك سلوا لسانه من قفاه ففعلوا فمات رحمه الله شهيدا.
وقيل فأمر الأتراك فداسوا بطنه حتى مات.
المصادر و التخريجات :
- الخطيب
- تاريخ سامراء
- الكنى والالقاب
- بحار الأنوار
- رجال النجاشي
- معجم رجال الحديث
- نهج السعادة
- هدية الأحباب
- تاريخ الخلفاء
- سفينة البحار
- سير اعلام النبلاء
- الذريعة
- مواقف الشيعة
الشيخ عبد الله الجويد
http://www.twitlonger.com/show/n_1rkaj4c
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم
مرت شيعة أهل البيت عليهم السلام وأئمتهم بادوار ما بين محنة وأخرى و لربما مرّو بدورٍ هو ربيعٌ بالنسبة إليهم كما هو الحال إبان عهد الإمام الرضا عليه السلام حيث تنفسوا الصعداء الا ان الربيع لا يدوم وهكذا هم الشيعة ما ان تنفرج الأمور قليلاً حتى تنقلب رأسا على عقب وتدور عليهم الدائرة فما بين معذب ومقتول وآخر سجين ورابع هارب يبتغي الأمن في بلاد أخرى لا يجرأ ان يبوح بعقائده وفكره.
اشتد الأمر وعظمت المحنة في أيام المتوكل العباسي فكان بغض الإمام علي عليه السلام وشيعته يأكل قلبه كما تأكل النار يابس الحطب وكان لا يذوق طعم الراحة ولعلي عليه السلام ذكر في الوجود و لشيعته مجتمعٌ زاهرٌ بالعلم محتفظٌ بكرامته، مستقل بمواهبه منفصل عن الدولة وقد تتبع العلويين وحط من كرامة أهل البيت عليهم السلام ولم يسمح لأي احد ان يذكرهم بخير.
ويدلنا على شدة بغضه وتحامله ان نصر بن علي الجهضمي حدث بحديث عن النبي صلى الله عليه وآله انه أخذ بيد الحسن والحسين وقال: «من أحبني وأحب هذين وأباهما وامهما كان معي في درجتي يوم القيامة»، فأمر المتوكل بضربه ألف سوط إلى ان كلمه جعفر بن عبد الواحد بأن نصراً لم يكن شيعياً وإنما هو من أهل السنة فضرب خمسمائة سوط وعفى عن الباقي.
ويحدثنا المقيرزي ان يزيد بن عبد الله أمير مصر أمر بضرب جندي تأديبا لشيء صدر منه وعندما أحس بألم الضرب اقسم على الأمير بحق الحسن والحسين ان يعفو عنه فأمر الأمير بضربه ثلاثين سوطا جزاء لهذا القسم وكتب إلى المتوكل في بغداد.
ولعل النطع والسيف كانت خاتمة المطاف لذلك الجندي وأمر بضرب احمد بن محمد بن عاصم صاحب خان عاصم ألف ألف سوط لاتهامه بسب الشيخين حتى مات قال في الحضارة الإسلامية نقلا عن المنتظم: وكانت الحكومة إذا أرادت أن تعاقب شيعياً لمذهبه لم تذكر اسم علي بل يجعل سبب العقوبة انه شتم أبا بكر وعمر.
وما أكثر من عوقب بهذه الوسيلة ولكن أنصار المتوكل وحزبه الذين يرون البغض لعلي وشيعته يقربهم إليه زلفاً نالوا بذلك إربهم وعقابهم في الآخرة.
وخلاصة القول ان المتوكل اشتد في العداء لأهل البيت عليهم السلام والنيل منهم حتى دفعه حقده إلى هدم قبر الإمام الحسين وهدم مشهده الشريف واستقدم أبا الحسن الهادي عليه السلام من المدينة إلى سامراء في سنة 236هـ وعامله بالشدة والأذى وتوصل المنحرفون عن آل علي إلى إساءة الإمام الهادي عليه السلام فسعوا به إلى المتوكل واخبروه ان في منزله سلاحاً وكتباً من شيعته فهجموا على داره ليلا ولم يعثروا على أي شيء من ذلك وما زال الإمام الهادي عليه السلام مقيماً في سامراء إلى أن مات مسموما سنة 254هـ وكانت مدة إقامته فيها ثمان عشرة سنة.
شهادة ابن السكيت رحمه الله
يعقوب بن إسحاق المعروف بأبن السكيت من أفاضل الامامية قتله المتوكل لأجل تشيعه في ليلة الاثنين لخمس خلون من رجب سنة 224هـ ودفن في سامراء المقدسة القديمة وهو ابن 58 سنة.
وقيل له ابن السكيت لكثرة سكوته.
قال النجاشي رحمه الله يعقوب بن إسحاق السكيت أبو يوسف كان متقدماً عند أبي جعفر الثاني وأبي الحسن عليهما السلام وله عن أبي جعفر عليه السلام رواية ومسائل وقتله المتوكل لأجل التشيع وأمره مشهور وكان وجهاً في علم العربية واللغة ثقة مصدقا لا يطعن عليه وله كتب منها: «إصلاح المنطق» و«ما اتفق لفظه واختلف معناه» وكتاب «الأضداد».
وقال بعض العلماء ما عبر على جسر بغداد كتاب من اللغة بمثل إصلاح المنطق ولا نعرف في حجمه مثله في بابه.
المتوكل وابن السكيت:
اتفق ان المتوكل العباسي الزمه تأديب ولديه المعتز والمؤيد فقال له يوماً أيما أحب إليك ابناي هذان أم الحسن والحسن؟ فقال والله ان قنبراً خادم علي عليه السلام خيرٌ منك ومن ابنيك فقال المتوكل للأتراك سلوا لسانه من قفاه ففعلوا فمات رحمه الله شهيدا.
وقيل فأمر الأتراك فداسوا بطنه حتى مات.
المصادر و التخريجات :
- الخطيب
- تاريخ سامراء
- الكنى والالقاب
- بحار الأنوار
- رجال النجاشي
- معجم رجال الحديث
- نهج السعادة
- هدية الأحباب
- تاريخ الخلفاء
- سفينة البحار
- سير اعلام النبلاء
- الذريعة
- مواقف الشيعة
الشيخ عبد الله الجويد
http://www.twitlonger.com/show/n_1rkaj4c
تعليق