
في مرحله البناء في إيران الإسلامية كان كلٌّ من الشعب و الحكومة الإسلامية يحاولان تحقيق مسألة إعادة البناء مادياً و اجتماعياً و معنوياً إعادة حقيقة في هذا البلد الإسلامي ، و ذلك بالاتكاء و الاعتماد على الأيدي العاملة ؛ فإذا أرادت أي دولة أن تحقق مسألة إعادة البناء و إعمار البلاد بصورته الحقيقة و المؤثرة ، وجب أن يكون اهتماما الأول بالأيدي العاملة في تلك البلاد . وعندما نشير إلى اليد العاملة يجب أن نأخذ بنظر الاعتبار أن النساء يشكلن نصف عدد هذه الأيدي في البلاد ، لذا نقول : إذا كانت هناك نظرة خاطئة للمرأة في المجتمع ، فأنه لا يمكن تحقيق مسألة الاعمار و إعادة البناء الشامل .
يجب أن تتمتع النساء في بلادنا بالوعي الكامل و الالمام الشامل لنظرة الإسلام للمرأة و مكانتها فيه ؛ لتستطيع أن تدافع عن حقوقها بالاتكاء و الاعتماد على هذه النظرة السامية الرفيعة للمرأة .
يجب على كل أفراد المجتمع و على الرجال في البلاد الاسلامية ، أن يعلموا أن دور المرأة في نظر الإسلام هو عبارة عن وجودها في كل مجالات الحياة ، و تعلّمها و جدّها و سعيها في كل الجوانب الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و العلمية في المجتمع ، و يجب أيضاً أن يعلموا ما هو دور المرأة و واجبها في محيط الاسرة و خارجه ؟ .
إن للإسلام نظرة بيّنة و واضحة بالنسبة للمرأة ، و إذا أردنا أن نقارن هذه النظرة مع نظرة الثقافات الأخرى كالثقافة الغربية ، نجد أن النظرة الاسلامية لم تقطع اشواطاً كبيرة و متقدمة فقط ، بل إن لها تأريخاً قديماً يفوق ما هو عليه بالنسبة للرجل ، و هذه النظرة الاسلامية الصحيحة للمرأة هي بسبب نجاح و تقدم البلاد الاسلامية ، و ارتقاء مستوي النساء فيها .
أرجو من الأخوات العزيزات و خاصة جيل الشابات و صاحبات الهمم العظيمة و الأهداف السامية ، أن يصغين إلى ما اذكره من مختصر الكلام المطروح في هذا الوقت المحدود .
إن من يجب أن يكون له نشاط في هذا المجال ( مجال شؤون المرأة ) هن نساء مجتمعنا ، و إذا كان هناك قصور في المرأة المسلمة في المجتمع الإسلامي ، سواء كان في إيران او بعض الدول الإسلامية ، فباعتقادي أن جزءاً منه يرجع إلى النساء أنفسهن ، و الجزء الآخر يكون بسبب الرجال ؛ لأن من يجب عليه أن يعرف حقوق المرأة في الإسلام و أن يدافع عنها ، هي المرأة بالدرجة الأولى . يجب على النساء أن يعرفن ماذا يقول الله تعالى في القرآن الكريم عن المرأة ، و ماذا يريد منها ، و يجب أيضاً أن يعرفن من الذي يحدّد مسؤولية المرأة حتى تستطيع أن تدافع عن حقها بما يقوله الإسلام و في إطار الإسلام ؛ و إذا كانت المرأة بعيدة عن هذه الأمور ، فسوف تسمح لفاقدي القيم الإنسانية أن يمارسوا الظلم لها ، كما نلاحظ في المجتمع الغربي الخاضع للأنظمة المادية ، بالرغم من كل هذه الشعارات المرفوعة لمصلحة المرأة . حيث نجد أن أكثر الظلم الذي يقع على المرأة في هذه المجتمع هو من قبل الرجال ، فنجد ظلم الأب لابنته و الأخ لأخته و الزوج لزوجته ، و نجد حسب الإحصائيات و الأرقام الموجودة على المستوى العالمي ، أن نسبة كبيرة من الظلم للمرأة و التعدي عليها يمارس من قبل رجال هذه المجتمعات الغربية .
إذا تحلّ القيم المعنوية مكانها الطبيعي ، و إذا لم تكن هي السائدة في نظام من الأنظمة ، فسوف تخلو القلوب من القوة المعنوية الإلهية ، و سيجد الرجال طريقة لظلم المرأة مستعيناً بقدرته الجسمانية المادية . إن الرادع الحقيقي لممارسة الظلم يتمثل في الله و الإيمان و القانون ، و أيضاً في معرفة المرأة لحقها الإنساني و الإلهي و الدفاع عنه و سعيها لتحقيقه بكل معنى الكلمة .
إن الإسلام قد عيّن حدّاً وسطاً في مسالة حقوق المرأة خالياً من الإفراط و التفريط ، حيث لم يعط للمرأة حق ممارسة الظلم . و في نفس الوقت لم يغض النظر عن الطبيعة الحاكمة التي تميّز الرجل عن المرأة ، إن الصراط المستقيم و القويم هو الصراط الإسلامي الذي حدّده الإسلام ، و نحن نشير إليه بصورة مختصرة .
تعليق