ينقل السيد عادل العلوي عن استاذه السيد المرعشي النجفي (كتاب قبسات ط3 ص100) أنّه رأى في أيّام شبابه ـ لم يبلغ الثلاثين من عمره المبارک ـ في عالم الرؤيا أنّه قد قامت القيامة ونُفخ في الصور في منظرٍ رهيب ، كما ورد ذلک في الآيات الكريمة والروايات الشريفة ، تصفرّ منه الأنامل وتذهل كلّ مرضعةٍ عمّا أرضعت ، وجوهٌ مصفرّة عليها غبرة ، والناس أفواج واقفون في وَلَهٍ وحيرة ، كأنّ على رؤوسهم الطير.
وقد ساقوني إلى مكان آخر للحساب غير ما كان الناس فيه ، وأخبروني أنّ هذا من تعظيم أهل العلم أن لا يحاسبونهم أمام الناس .
فكأنّي دخلت في سرادق ، فوجدت رسول الله هو المحاسب ، وكان جالسآ على منبر، وعن يمينه ويساره جلس علمان عليهما هيبة الصالحين ومسحة المتّقين ، وأمام كلّ واحدٍ منهما كتب ، ولكنّ أحدهما أكثر من الآخر، وأهل العلم في صفوف ، وقالوا لي : كلّ صفّ عبارة عن قرن واحد من القرون .
وأوقفوني في الصفّ الرابع عشر، أنتظر حسابي وقلبي مضطرب ، ورأيت النبيّ الأكرم يدقّق في الحساب ، وإذا احتاج العالم إلى شفاعة عند الرسول الأكرم كان العلمان يشفعان له ، فسألت من كان بجنبي : مَن هما؟ وأنا اُحدّث نفسي على أنّي حبّذا أن أعرفهما حتّى لو افتقرت إلى شفاعتهما اُناديهما باسمهما المبارک .
فقال : هما الشيخ المفيد والعلّامة المجلسي قدس سرهما.
فقلت : وما هذه الكتب أمامهما؟
فقال : تصانيفهما، وهي وسيلة الشفاعة .
ورأيت العلّامة المجلسي أمامه أكثر وكان يشفع أكثر. فاستيقظت شاكرآ ربّي. (انتهى)
وليس هذا ببعيد