دخل "معاذ بن جبل" على رسول الله صلى الله عليه وآله.. ودموع تتناثر على صفحة خده القمحي.. فسلم والذهول مسيطرٌ عليه.. رد عليه "الرسول" السلام بعد أن رمقه بطرفه الأكحل الرسول وقطرات من الدموع متعلقة بأهدابه .. وقال: "يا رسول الله إنّ بالباب شاباً طري الجسد، نقي اللون، حسن الصورة يبكي على شبابه بكاء الثكلى.. ويستأذن الدخول عليه".. رد "الرسول" قائلاً "أدخله يا معاذ" ...
جاء "معاذ" إلى ذلك الشاب فأدخله...نظر "الشاب" إلى جمال الرسول ودموع عينيه تتحدر على خده.. وكأنه زهرة تنضح بمائها لقاطفيها.. وأومأ مسلَّماً على الرسول... نظر إليه الرسول بعينه التي تشع رأفة ورحمة بعد أن رد عليه السلام.. وقال: ما يُبكيك يا شاب؟"...
تكسرت الكلمات في حلق الشاب والعبرة تكاد تخنقه.. وقال: "كيف لا أبكي وقد ارتكبتُ ذنوباً، وعصيت ربي، إن أخذني الله عزّ وجل ببعضها أدخلني نار جهنم، ولا أراني إلاّ سيأخذني بها ولا أظنه يغفر لي أبداً!!".
نظر إليه "الرسول" قائلاً: "هل أشركت بالله شيئاً؟"
رمى "الشاب" بطرفه على رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: "أعوذ بالله أن أُشرك بربي شيئاً!".. قال له "الرسول": "أقتلت النفس التي حرّم الله؟"..
قال "الشاب".. وقال: "إنها أعظم من الجبال الرواسي"..
رد عليه "الرسول" قائلاً "يغفر الله ذنوبك وإن كانت مثل الأرضين السبع وبحارها ورمالها وأشجارها وما فيها من الخلق".
عاود "الشاب" كلامه "للرسول".. فرد عليه قائلاً "يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل السماوات ونجومها ومثل العرش والكرسي"..
رد "الشاب" كلامه الأوّل...
نظر إليه والغضب رسم خطوطه على وجهه القدسي ثم قال "ويحك يا شاب ذنوبك أعظم أم ربك".. خر "الشاب" وقال "سبحان الله ربي، ما شيء أعظم من ربي، ربي أعظم يا نبي الله من كلّ عظيم"..
نظر إليه النبي بعد أن سمع إقرار "الشاب" بعظمة خالقه وقال: "فهل يغفر الذنب العظيم إلاّ الرب العظيم؟".
رد "الشاب مجيباً: "لا والله يا رسول الله" ثم توقف "الشباب" والعرق يتصبب على وجهه الأبيض.. قطع "الرسول" هذا الصمت الجاثم وقال: "ويحك يا شاب ألا تخبرني بذنب واحد من ذنوبك؟"
نظر "الشاب" بعينيه المثقلتين بذكريات الماضي الحالك إلى وجه الرسول وقال "بلى، أُخبرك يا رسول الله" ...."إني كنت أنبش القبور سبع سنين، وأسرق أكفان الموتى، فماتت جارية من بعض بنات الأنصار، فلما حملت إلى قبرها ودفنت وانصرف عنها أهلها وجن عليهم الليل أتيت قبرها فنبشته، ثم استخرجتها ونزعت ما كان عليها من أكفانها، وتركتها مجردة على شفير قبرها ومضيت منصرفاً، فأتاني الشيطان، فأقبل يزينها إليَّ ويقول: أما ترى جسمها وبياضها؟
فلم يزل يغريني ويرغبني فيها حتى رجعتُ إليها ولم أملك نفسي ووطئتها ثم تركتها مكانها، فإذا أنا بصوت من ورائي يقول: يا شاب ويل لك من ديان يوم الدين، يوم يوقفني وإياك كما تركتني عريانة في عساكر الموتى، ونزعتني من حفرتين، وسلبتني أكفاني، وتركتني أقوم مجنبة إلى حسابي، فويل لشبابك من النار، فما أظنّ أشم ريح الجنة أبداً فما ترى لي يا رسول الله؟"..
بعد أن أنهى "الشاب" من عرض ملفه.. والخجل والحياء يرسمان خطوطهما الداكنة على وجهه الذاهل... رمقه "الرسول" بعينين تتقدان غضباً إلهياً وهو يقول :تنح عني يا فاسق، إني أخشى أن أحترق بنارك، فما أقربك من النار".. وأخذ "الرسول" يُعيد هذه الكلمات على إذن "الشاب"..
جاءت هذه الكلمة إلى إذن الشاب وكأنها سهام وقعت في مقصودها.. لملمَ "الشاب" نفسه واضعاً يديه المرتعشتين على الأرض ... وعيناه متسمرتان في الأرض... وعبرته تكاد تزهق روحه.. ودموعه لا زالت تأخذ طريقها إلى صفحة خده العريض..
وصل السوق.. وتناول من بائع بعض الطعام.. وذهب متوجهاً إلى جبل، حط رحله عنده فجعل منه معبداً له.. فخلع ملابسه، ولبس بدلاً منه مسحاً وجعل يديه مغلولتين إلى عنقه.. وتمتم في نفسه قائلاً: "يا رب هذا عبدك بهلول بين يديك مغلول، إلهي أنت الذي تعرفني، وتعلم ذنبي وجرمي، يا رب إني أصبحت من النادمين وأتيت نبيك تائباً فطردني وزادني خوفاً، فأسلك باسمك وجلالك وعظمة سلطانك أن لا تخيّب رجائي، سيدي لا تبطل دعائي ولا تؤيسني من رحمتك"..
مرت الأيام تلو الأيام و"بهلول" يعيش الانقطاع إلى الله طالباً منه بصيصاً من الرحمة .. وقبساً منه يُضيء أيام حياته الحالكة.. والوحوش والسباع تبكي له... حتى تمَّ له أربعون يوماً وليلة..
رفع "الشاب" يديه إلى السماء ودموعه تتقاطر من عينيه: "اللهم ما فعلت في حاجتي؟ إن كنت استجبت دعائي، وغفرت خطيئتي فأوح إلى نبيك، وإن لم تستجب لي دعائي ولم تغفر لي خطيئتي وأردت عقوبتي فعجل بنار تحرقني، أو عقوبة في الدنيا تهلكني، وخلصني من فضيحة يوم القيامة"..
ارتفعت هذه الكلمات إلى أُذن السماء الرحيمة.. فنزلت الآية الشريفة: (والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذُنُوبهم ومن يغفرُ الذنوب إلاّ الله) المصدر
.... يا "محمد" .. أتاك عبدي وظهره مثقل بذنوبه لتخلصه وتريحه.. فطردته فأين يولي وجهه؟ والى من يقصد؟ ومن يسأل أن يغفر له ذنباً غيري...
(ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون* أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فهيا ونعم أجر العاملين)
.... جاءت هذه الكلمات على قلب "محمد". خرج "الرسول" ووجهه مشرق بنور الله، وشفتاه تتمتمان بهذه الآية، والابتسامة ترسم خطوطها على محياه الشريف... نظر إلى بعض أصحابه وقال: "من يدلني على ذلك الشاب التائب؟"..
رفع "معاذ" رأسه وأجاب قائلاً: "يا رسول الله بلغنا أنه في موضع كذا وكذا"... أخذ "الرسول" بكل هيبة وإجلال يجدّ المسير نحو ذلك المكان وأصحابه معه يسيرون... ما إن وصل ذلك الجبل.. صعدوا يطلبون الشاب... وقعت عين "الرسول" على ذلك الجسم المسلوب القوى.. مطروحاً بين صخرتين قد أخذت الشمس مأخذها، حتى قبلت ذلك الوجه المتورد إلى وجهٍ أسود قد غادرت العينان فيه.. وسقطت أشفارها على خديه من شدة البكاء، وهو يتمتم قائلاً، "سيدي أحسنت خلقي، وأحسنت صورتي، فليت شعري ماذا تريد بي؟
أفي النار تحرقين؟ أو في جوارك تسكنني؟
اللهم إنك قد أكثرت الإحسان اليَّ وأنعمت عليّ، فليت شعري ماذا يكون أخر أمري؟
إلى الجنة تزفني أم إلى النار تسوقني؟
اللهم إن خطيئتي أعظم من السماوات والأرض، ومن كرسيك الواسع وعرشك العظيم، ولكن رحمتك أوسع فليت شعري أتغفر خطيئتي أم تفضحني بها يوم القيامة؟"
فلم يزل يردد هذه الكلمات المنبعثة من قلبه المنصهر بنار الندم والحسرة.. ويأخذ بيده قبضة من التراب ويضعها على رأسه وقد أحاطت به السباع.. وصفت فوقه المطير وهم يذرفون الدموع لأجله..
دنا منه "الرسول" القدسية... بعثت في روحه الارتياح... أخذ "الرسول" بإطلاق يديه من عنقه.. ورفع بأنامله الشريفة التراب عن راس ذلك "الشاب".. فرمق "الشاب" وجه الرسول بعينيه الذابلتين... نظر إليه "الرسول" والرحمة تشع من عينيه وقال: "يا بهلول أبشر، فإنك عتيق الله من النار".
... ثم أدار عينيه إلى أصحابه وقال: "هكذا تداركوا الذنوب كما تداركها بهلول".
وشكرا
:p :p
جاء "معاذ" إلى ذلك الشاب فأدخله...نظر "الشاب" إلى جمال الرسول ودموع عينيه تتحدر على خده.. وكأنه زهرة تنضح بمائها لقاطفيها.. وأومأ مسلَّماً على الرسول... نظر إليه الرسول بعينه التي تشع رأفة ورحمة بعد أن رد عليه السلام.. وقال: ما يُبكيك يا شاب؟"...
تكسرت الكلمات في حلق الشاب والعبرة تكاد تخنقه.. وقال: "كيف لا أبكي وقد ارتكبتُ ذنوباً، وعصيت ربي، إن أخذني الله عزّ وجل ببعضها أدخلني نار جهنم، ولا أراني إلاّ سيأخذني بها ولا أظنه يغفر لي أبداً!!".
نظر إليه "الرسول" قائلاً: "هل أشركت بالله شيئاً؟"
رمى "الشاب" بطرفه على رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: "أعوذ بالله أن أُشرك بربي شيئاً!".. قال له "الرسول": "أقتلت النفس التي حرّم الله؟"..
قال "الشاب".. وقال: "إنها أعظم من الجبال الرواسي"..
رد عليه "الرسول" قائلاً "يغفر الله ذنوبك وإن كانت مثل الأرضين السبع وبحارها ورمالها وأشجارها وما فيها من الخلق".
عاود "الشاب" كلامه "للرسول".. فرد عليه قائلاً "يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل السماوات ونجومها ومثل العرش والكرسي"..
رد "الشاب" كلامه الأوّل...
نظر إليه والغضب رسم خطوطه على وجهه القدسي ثم قال "ويحك يا شاب ذنوبك أعظم أم ربك".. خر "الشاب" وقال "سبحان الله ربي، ما شيء أعظم من ربي، ربي أعظم يا نبي الله من كلّ عظيم"..
نظر إليه النبي بعد أن سمع إقرار "الشاب" بعظمة خالقه وقال: "فهل يغفر الذنب العظيم إلاّ الرب العظيم؟".
رد "الشاب مجيباً: "لا والله يا رسول الله" ثم توقف "الشباب" والعرق يتصبب على وجهه الأبيض.. قطع "الرسول" هذا الصمت الجاثم وقال: "ويحك يا شاب ألا تخبرني بذنب واحد من ذنوبك؟"
نظر "الشاب" بعينيه المثقلتين بذكريات الماضي الحالك إلى وجه الرسول وقال "بلى، أُخبرك يا رسول الله" ...."إني كنت أنبش القبور سبع سنين، وأسرق أكفان الموتى، فماتت جارية من بعض بنات الأنصار، فلما حملت إلى قبرها ودفنت وانصرف عنها أهلها وجن عليهم الليل أتيت قبرها فنبشته، ثم استخرجتها ونزعت ما كان عليها من أكفانها، وتركتها مجردة على شفير قبرها ومضيت منصرفاً، فأتاني الشيطان، فأقبل يزينها إليَّ ويقول: أما ترى جسمها وبياضها؟
فلم يزل يغريني ويرغبني فيها حتى رجعتُ إليها ولم أملك نفسي ووطئتها ثم تركتها مكانها، فإذا أنا بصوت من ورائي يقول: يا شاب ويل لك من ديان يوم الدين، يوم يوقفني وإياك كما تركتني عريانة في عساكر الموتى، ونزعتني من حفرتين، وسلبتني أكفاني، وتركتني أقوم مجنبة إلى حسابي، فويل لشبابك من النار، فما أظنّ أشم ريح الجنة أبداً فما ترى لي يا رسول الله؟"..
بعد أن أنهى "الشاب" من عرض ملفه.. والخجل والحياء يرسمان خطوطهما الداكنة على وجهه الذاهل... رمقه "الرسول" بعينين تتقدان غضباً إلهياً وهو يقول :تنح عني يا فاسق، إني أخشى أن أحترق بنارك، فما أقربك من النار".. وأخذ "الرسول" يُعيد هذه الكلمات على إذن "الشاب"..
جاءت هذه الكلمة إلى إذن الشاب وكأنها سهام وقعت في مقصودها.. لملمَ "الشاب" نفسه واضعاً يديه المرتعشتين على الأرض ... وعيناه متسمرتان في الأرض... وعبرته تكاد تزهق روحه.. ودموعه لا زالت تأخذ طريقها إلى صفحة خده العريض..
وصل السوق.. وتناول من بائع بعض الطعام.. وذهب متوجهاً إلى جبل، حط رحله عنده فجعل منه معبداً له.. فخلع ملابسه، ولبس بدلاً منه مسحاً وجعل يديه مغلولتين إلى عنقه.. وتمتم في نفسه قائلاً: "يا رب هذا عبدك بهلول بين يديك مغلول، إلهي أنت الذي تعرفني، وتعلم ذنبي وجرمي، يا رب إني أصبحت من النادمين وأتيت نبيك تائباً فطردني وزادني خوفاً، فأسلك باسمك وجلالك وعظمة سلطانك أن لا تخيّب رجائي، سيدي لا تبطل دعائي ولا تؤيسني من رحمتك"..
مرت الأيام تلو الأيام و"بهلول" يعيش الانقطاع إلى الله طالباً منه بصيصاً من الرحمة .. وقبساً منه يُضيء أيام حياته الحالكة.. والوحوش والسباع تبكي له... حتى تمَّ له أربعون يوماً وليلة..
رفع "الشاب" يديه إلى السماء ودموعه تتقاطر من عينيه: "اللهم ما فعلت في حاجتي؟ إن كنت استجبت دعائي، وغفرت خطيئتي فأوح إلى نبيك، وإن لم تستجب لي دعائي ولم تغفر لي خطيئتي وأردت عقوبتي فعجل بنار تحرقني، أو عقوبة في الدنيا تهلكني، وخلصني من فضيحة يوم القيامة"..
ارتفعت هذه الكلمات إلى أُذن السماء الرحيمة.. فنزلت الآية الشريفة: (والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذُنُوبهم ومن يغفرُ الذنوب إلاّ الله) المصدر
.... يا "محمد" .. أتاك عبدي وظهره مثقل بذنوبه لتخلصه وتريحه.. فطردته فأين يولي وجهه؟ والى من يقصد؟ ومن يسأل أن يغفر له ذنباً غيري...
(ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون* أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فهيا ونعم أجر العاملين)
.... جاءت هذه الكلمات على قلب "محمد". خرج "الرسول" ووجهه مشرق بنور الله، وشفتاه تتمتمان بهذه الآية، والابتسامة ترسم خطوطها على محياه الشريف... نظر إلى بعض أصحابه وقال: "من يدلني على ذلك الشاب التائب؟"..
رفع "معاذ" رأسه وأجاب قائلاً: "يا رسول الله بلغنا أنه في موضع كذا وكذا"... أخذ "الرسول" بكل هيبة وإجلال يجدّ المسير نحو ذلك المكان وأصحابه معه يسيرون... ما إن وصل ذلك الجبل.. صعدوا يطلبون الشاب... وقعت عين "الرسول" على ذلك الجسم المسلوب القوى.. مطروحاً بين صخرتين قد أخذت الشمس مأخذها، حتى قبلت ذلك الوجه المتورد إلى وجهٍ أسود قد غادرت العينان فيه.. وسقطت أشفارها على خديه من شدة البكاء، وهو يتمتم قائلاً، "سيدي أحسنت خلقي، وأحسنت صورتي، فليت شعري ماذا تريد بي؟
أفي النار تحرقين؟ أو في جوارك تسكنني؟
اللهم إنك قد أكثرت الإحسان اليَّ وأنعمت عليّ، فليت شعري ماذا يكون أخر أمري؟
إلى الجنة تزفني أم إلى النار تسوقني؟
اللهم إن خطيئتي أعظم من السماوات والأرض، ومن كرسيك الواسع وعرشك العظيم، ولكن رحمتك أوسع فليت شعري أتغفر خطيئتي أم تفضحني بها يوم القيامة؟"
فلم يزل يردد هذه الكلمات المنبعثة من قلبه المنصهر بنار الندم والحسرة.. ويأخذ بيده قبضة من التراب ويضعها على رأسه وقد أحاطت به السباع.. وصفت فوقه المطير وهم يذرفون الدموع لأجله..
دنا منه "الرسول" القدسية... بعثت في روحه الارتياح... أخذ "الرسول" بإطلاق يديه من عنقه.. ورفع بأنامله الشريفة التراب عن راس ذلك "الشاب".. فرمق "الشاب" وجه الرسول بعينيه الذابلتين... نظر إليه "الرسول" والرحمة تشع من عينيه وقال: "يا بهلول أبشر، فإنك عتيق الله من النار".
... ثم أدار عينيه إلى أصحابه وقال: "هكذا تداركوا الذنوب كما تداركها بهلول".
وشكرا
:p :p