بِسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
نعزي صاحب العصر والزمان ومراجعنا العظام بذكرى شهاده الامام الجواد صلوات ربي عليه وذكرى شهاده الصحابي الجليل ابو ذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه
فناداه الناس أن سلم الله عليك ورحمك يا أبا ذر، يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ألا نردك إن كان هؤلاء القوم أخرجوك، ألا نمنعك؟ فقال لهم:
ارجعوا رحمكم الله فإني أصبر منكم على البلوى، وإياكم والفرقة والاختلاف.
فمضى حتى قدم على عثمان، فلما دخل عليه قال له: لا قرب الله بعمرو عينا، فقال أبو ذر: والله ما سماني أبواي عمرا ولكن لا قرب الله من عصاه، وخالف أمره، وارتكب هواه. فقام إليه كعب الأحبار فقال له:
ألا تتقي الله يا شيخ تجيب أمير المؤمنين بهذا الكلام؟
! فرفع أبو ذر عصى كانت في يده فضرب بها رأس كعب، ثم قال له: يا ابن اليهوديين ما كلامك مع المسلمين؟ فوالله ما خرجت اليهودية من قلبك بعد..
فقال عثمان: والله لا جمعتني وإياك دار، قد خرفت، وذهب عقلك، أخرجوه من بين يدي حتى تركبوه قتب ناقته بغير وطاء، ثم أنخسوا به الناقة وتعتعوه حتى توصلوه الربذة، فنزلوه بها من غير أنيس حتى يقضي الله فيه ما هو قاض، فأخرجوه متعتعا ملهوزا بالعصي
وتقدم أن لا يشيعه أحد من الناس، فبلغ ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فبكى حتى بل لحيته بدموعه، ثم قال: أهكذا يصنع بصاحب رسول الله صلى الله عليه وآله؟! إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم نهض ومعه الحسن والحسين عليهما السلام، وعبد الله بن العباس، والفضل، وقثم، وعبيد الله حتى لحقوا أبا ذر، فشيعوه. فلما بصر بهم أبو ذر رحمه الله حن إليهم، وبكى عليهم، وقال:
بأبي وجوه إذا رأيتها ذكرت بها رسول الله صلى الله عليه وآله وشملتني البركة برؤيتها.
ثم رفع يديه إلى السماء وقال: اللهم إني أحبهم، ولو قطعت إربا إربا في محبتهم ما زلت عنها ابتغاء وجهك والدار الآخرة، فارجعوا رحمكم الله، والله أسأل أن يخلفني فيكم أحسن الخلافة. فودعه القوم ورجعوا وهم يبكون على فراقه.
............................
الأمالي - الشيخ المفيد - الصفحة 165
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
نعزي صاحب العصر والزمان ومراجعنا العظام بذكرى شهاده الامام الجواد صلوات ربي عليه وذكرى شهاده الصحابي الجليل ابو ذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه
فناداه الناس أن سلم الله عليك ورحمك يا أبا ذر، يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ألا نردك إن كان هؤلاء القوم أخرجوك، ألا نمنعك؟ فقال لهم:
ارجعوا رحمكم الله فإني أصبر منكم على البلوى، وإياكم والفرقة والاختلاف.
فمضى حتى قدم على عثمان، فلما دخل عليه قال له: لا قرب الله بعمرو عينا، فقال أبو ذر: والله ما سماني أبواي عمرا ولكن لا قرب الله من عصاه، وخالف أمره، وارتكب هواه. فقام إليه كعب الأحبار فقال له:
ألا تتقي الله يا شيخ تجيب أمير المؤمنين بهذا الكلام؟
! فرفع أبو ذر عصى كانت في يده فضرب بها رأس كعب، ثم قال له: يا ابن اليهوديين ما كلامك مع المسلمين؟ فوالله ما خرجت اليهودية من قلبك بعد..
فقال عثمان: والله لا جمعتني وإياك دار، قد خرفت، وذهب عقلك، أخرجوه من بين يدي حتى تركبوه قتب ناقته بغير وطاء، ثم أنخسوا به الناقة وتعتعوه حتى توصلوه الربذة، فنزلوه بها من غير أنيس حتى يقضي الله فيه ما هو قاض، فأخرجوه متعتعا ملهوزا بالعصي
وتقدم أن لا يشيعه أحد من الناس، فبلغ ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فبكى حتى بل لحيته بدموعه، ثم قال: أهكذا يصنع بصاحب رسول الله صلى الله عليه وآله؟! إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم نهض ومعه الحسن والحسين عليهما السلام، وعبد الله بن العباس، والفضل، وقثم، وعبيد الله حتى لحقوا أبا ذر، فشيعوه. فلما بصر بهم أبو ذر رحمه الله حن إليهم، وبكى عليهم، وقال:
بأبي وجوه إذا رأيتها ذكرت بها رسول الله صلى الله عليه وآله وشملتني البركة برؤيتها.
ثم رفع يديه إلى السماء وقال: اللهم إني أحبهم، ولو قطعت إربا إربا في محبتهم ما زلت عنها ابتغاء وجهك والدار الآخرة، فارجعوا رحمكم الله، والله أسأل أن يخلفني فيكم أحسن الخلافة. فودعه القوم ورجعوا وهم يبكون على فراقه.
............................
الأمالي - الشيخ المفيد - الصفحة 165
تعليق