يطل علينا في كل عام في البحرين مؤتمر عاشوراء ، ويحضره مجموعة من المشايخ ذات الخط الأحادي والعقل الجمعي وكذلك بالنسبة للطبقة المثقفة (عفواً الأكاديمية بتعبير أصح) .
هذا المؤتمر في كل عام يطلق شعارات سنوية لتعريف عاشوراء الإسلام، والحال أن تلكم الشعارات تحتكر عاشوراء الإسلام كل مرة في تلك الزاوية، وتصير كأنها حديثاً منزلاً من السماء.
ولذلك قد يقال دواعي عديدة ، وهنا سنسرد بعضها ونرد عليه، ولاحقاً نأتي لأعمالهم ونتاجهم المباشر وغير المباشر عبر المؤسسات الأخرى كجمعية التوعية التابعة لهم.
1- توضع الشعارات لصعوبة المفردات في خطب وكلام المعصومين عليهم السلام، وهذه تسهيل وتعريف.
2- إحياء معالم عاشوراء وفي كل مرة يطلق شعار للعمل به.
3- لملمة الشباب بأساليب حديثة.
4- لفت أنظار الأمم لحدث عاشوراء بأسلوب سلمي غير عنيف كالتطبير والزنجيل والمشي على الجمر وهذه (المهرجانات) أساليب حضارية للتبليغ والنهضوية وحديثية تؤيدها المدارس الدينية الحديثية.
الجواب: بشكل شامل:
ليس هناك في كل من الكلام أعلاه، دواعي لوضع شعارات لا تغني ولا تسمن من جوع، كما أن تلكم الشعارات تحتكر عاشوراء الإسلام في الزوايا التي تريدها هي، وعاشوراء الإسلام ليست حكراً لزاويا أو نقطة ولا تحتكر في زاويا للعمل بها أيضاً.
أما أن المهرجانات أسلوب حديث نهضوي للتبليغ، فهذا مرفوض فعاشوراء تكتسي بالحزن وهذا الأسلوب أجنبي عن الشعائر ولا يصح تسميته من الشعائر، أوليس من إشكالات الجماعة على بعض الشعائر أن لا أساس لها؟ فمن أين صار لهذه المهرجانات أساس؟ كما أن المهرجانات تتبادر إلى ذهن العرف بأنه للفرح والسرور وليس الحزن.
وأما المدرسة الحديثية، فهي مرفوضة عند علماء الإسلام ومراجع الأمة وهي متنازلة للغرب في كل شيء إلا الصورة (المسلم) وأما الإعتقاد فهو (مادي) صرف، وليس هنا مجال التحدث حولها ونقضها وذكر نماذج قد تثير اشمئزاز الطرف المقابل وتحجب عنه سماع الحق.
ولا ننسى أيضاً: أن المهرجانات إذا كانت لإلغاء بعض الشعائر، فهي حرام عند علماء الإسلام، كما أفتى الإمام الروحاني مثلاً بحرمة التبرع بالدم للحكومات لأجل منع مواكب التطبير المقدّسة.
وأخيراً : فهذه بدعة من باب أولى فعلى الطرف أن يلتفت لما ينشئ ويطلق من شعائر بدعوية قبل أن يحاسب يوم القيامة.
النتاجات:
ثمار وجهود هذا المؤتمر هي كالتالي:
1- محاربة التطبير والزنجيل وأخيراً المشي على الجمر.
2- ذم الأمور السيئة في المجتمع بأسلوب سلبي آخر ولصقها حكراً بعاشوراء الإسلام وسنأتي عليها.
3- ثقافة النقد السلبي.
4- من نتاج هذا المؤتمر رابطة الرواديد والشعراء في البحرين التي توجه أقلامه المباشر والخفية ضد خدام الحسين عليه السلام من خطباء قدامى وعمالقة ورواديد نذروا أنفسهم للإمام الحسين عليه السلام والشعائر الحسينية والمرجعية الولائية منذ نعومة أظفارهم ، وسنأتي عليه في الأسطر القادمة.
5- ومن نتاجهم : موكب القرآن، حتى قال السيد عبدالله الغريفي ( إما بجهل عفوي أو بجهل كلّي بالشعائر الحسينية المقدسة) : نريد عشاق للقرآن كما لدينا عشاق للحسين ! وسيأتي الرد عليها.
6- من الشعارات التافهة: عاشوراء النظافة، عاشوراء نهضة وعطاء، عاشوراء إصلاح ، عاشوراء و وو و وإلى آخر القائمة. مما حكرت عاشوراء الإسلام في جوانب تسيسية معينة في ظروف مؤقتة فانية.
7- احترام المذاهب الأخرى
الجواب الشامل:
في هذه المؤتمرات دوماً ودائماً يدعون لعدة أمور ناقضين فيها شعائر الإسلام جملةً وتفصيلاً بأشكال مباشرة وغير مباشرة.
فمن ناحية يوزعون الكتب والكتيبات ضد الشعائر الحسينية المقدسة وأخص بها التطبير ومؤخراً شعيرة المشي على الجمر كما تصل أياديهم المشلولة إلى بني جمرة إحدى قلاع الشعائر الحسينية المقدسة وذلك في تجاسر سنوي صريح متكرر ضد معتقدات الآخرين ناقضين قاعدتهم (احترام مذاهب الآخرين! ولم يحترموا من يرى التطبير جائزاً تبعاً لمرجعه إذ لا يعترفون أصلاً بمرجعه!!)
ومن ناحية أخرى: يؤكدون تكراراً ومراراً على (العبرة والعبرة) بالكسرة والفتح أي الموعظة والدمعة
نقول لهؤلاء المساكين:
أولاً: الشعائر الحسينية المقدسة لم تقام لأجل المحاضرات والأمور الفقهية وأساس الشعائر لم يكن فيها محاضرات، فالمحاضرات أدخلت من مراجع الإسلام لأجل الفائدة فلا هي أساس ولا هم يحزنون، ولكن لا ينافي أنها كانت موجودة بنوع أو بشكل مشابه في زمن أهل البيت عليهم السلام
كما أن الدمعة لا تفارقها الموعظة، فقصص وسيرة أهل البيت عليهم السلام هي المتناولة أساساً على المنابر وفيها الموعظة والفائدة ولكن الآن فلننظر لخطب الخطباء كيف هي؟ ملخصات حوزوية؟!!
لا أريد ها هنا تشعيب الموضوع ، فقط نقول أوقفوا ضربكم للشعائر وجعل أنفسكم فاهمين للتقنين والتهذيب، إذ خلطتم خابلاً ونابلاً...
فهذا مثال واضح للجهل الصريح أن نقول عَبرة وعِبرة ، لأن الأساس هو الدمعة لا الموعظة والقلب الذي لا يبكي لا يعتبر وقد تنبأ الإمام الحسين عليه السلام بالأيادي التحريفية إذ قال: أنا قتيل العبرة ما ذكرني مؤمن إلا وبكى، فلو لم يضف هذه التتمة لكان الله أعلم ماذا ستقولون!
ثانياً:
يقول أحد مراجع الإسلام العظام : لا تتكلموا بالسلب في قضايا عاشوراء والإمام الحسين عليه السلام.
وهنا لنضرب مثالاً للأخوة القراء: وقبل ذلك مقدمة مهمة:
النقد نوعان: نقد بناء ونقد هدام، ولا شك أن الإنسان الخاطئ يميل للنقد البناء قبل الهدام، والهدام عادة ما يكون منفر.
والعجيب أننا نرى نفس هذه الزمرة تمارس النقد الهدام في عاشوراء الإسلام وترفضه على المذاهب الأخرى وحتى الأمور الأخرى الكثيرة المتعددة ولكن يحل لهم ضد قضايا الإمام الحسين عليه السلام وخدامه.
فلينظر القارئ الفرق بين هاتين العبارتين:
* ما يزعجني ويسوءني في عاشوراء أن الفتاة أول شيء تخلع حجابها.
أولاً:
أليس هذا الكلام فيه تدليس كثير ؟ فهل الفتاة لا تخلع حجابها إلا في عاشوراء؟ أين أنتم عن الجامعات والمعاهد؟ أليس نفس تلك الفتاة التي لا يعلم ما معتقدها أصلاً تخلع حجابها في المدرسة والجامعة والمعهد والسفر و المستشفى و و و و ؟
أتذكر كان معي رفقاء الدرب قال لي ما رأيك بالسيتي منامة؟ فقلت له: وأنا أؤشر بيدي كل هؤلاء الفتيات المحجبات حاسرات؟ ولفت انتباهك نفيرات حواسر ربما هن بكريات أو نصرانيات أو عاملات أجنبيات أو حتى شيوعيات أو ماديات؟ هل الإمام الحسين عليه السلام سيطرد البكرية أو النصرانية؟ أم يحتضن الجميع ويسعى لهداية الجميع؟ وبأسلوب حسن وذكي وحكيم يتم التعامل معهن؟
فقال لي صحيح...
ثانياً: التعبير الإيجابي المحرض على التقوى:
* ما يؤنسني ويسرّني في عاشوراء أن الفتاة في (بلاد الغرب) تنسى كل شيء والديها وصلاتها وصومها وحجابها ولكن لا تنسى الإمام الحسين عليه السلام.
أليس هذا التعبير يقود للإعتبار الذي أوجعتم رؤوسنا به (العَبرة والعِبرة) ولكن بشكل إيجابي لا سلبي؟ ولم يلصق التهم والأكاذيب في عاشوراء ويعكس للقارئ بشكل خاطئ كأنما عاشوراء موسم المناكر والعياذ بالله؟
أما رابطة الشؤم والفضيحة، فهي ربما ليست من تأسيسه مباشرة لكن متأثرة به بشكل صريح وتروج لأقاويله كثيراً. مما شوهد مؤخراً قيام كوادر تلك الرابطة بالرعاية المباشرة للهجمة الشيطانية الشرسة ضد خدام الإمام الحسين عليه السلام كالحاج ملا باسم الكربلائي وعميد المنبر الشيعي البروفسور حجة الإسلام والمسلمين الشيخ عبدالحميد المهاجر دام نفعهما للإسلام، وإصدار بيانات استنكار ضدهما لرواج أقل الشائعات، والعجيب أن مؤسس هذه اللجنة يزعم صداقة الحاج ملا باسم الكربلائي في حال ينسون حديث: لو اجتمع خمسون ألف قسامة يشهد ضد أخيك فكذبهم وصدّق أخيك ..
النقطة الأخرى: أن هذه اللجنة من المساهمين في تمييع الطور البحراني وجعله (خنثوي) ذو صوت مايع لا رجولي شجي وهذا ليس مقام الكلام في هذا الشأن ونأمل من المؤمنين والمؤمنات أن يشبعوا هذا الحقل جيداً من المتخصصين بالأطوار القديمة والحديثة والمتوسطة .. .والمسميات فيها الإشارة ...
* موكب القرآن، وهذا يذكرني برفع القرآن على أسنة الرماح في جيش بني أمية في حرب صفين ضد أمير المؤمنين عليه السلام، فلا بأس لو نسميهم الموكب القرآني الأموي ، إذ تفكيرهم الساذج يقول: نريد أن نرى عشاق للقرآن كما نرى عشاق للحسين عليه السلام، فالسؤال لهم: هل عشاق الإمام الحسين عليه السلام أعداء القرآن؟ ألا تتلى في الخطب والمحاضرات في الحسينيات التي هي أساس للبكاء والرثاء والنعي واللطم آيات قرآنية ومدار المحاضرات تفسير تلكم الآيات؟ أليس الدراية خير من الرواية ؟ ما الفائدة من (طنطنة) الآيات وعدم معرفة محتواها كما يفعل الوهابيون أصحاب التزويقات؟
وهكذا تتميز الشيعة في المحتوى لا في الظاهر الخدّاع ... بل ظاهراً جيد بلا إفراط ومحتوى مهم ببذخ وإشباع مكثف.
كما أن هؤلاء المساكين في موكب القرآن نسوا أحكاماً كثيرة: أولاً هل من الآداب فتح القرآن وأنت تمشي؟ وهل من الآداب تقرأ القرآن وأنت تمشي ؟ أين صارت هذه؟ أليست هذه بدعة في الدين؟ وتريدون جعلها شعيرة؟ ومتى صارت هذه شعيرة حسينية تدل على الحزن والألم؟ أليست الشعائر تعكس مظاهر عاشوراء وتجسدها وتحتوي الحزن والألم؟ أم غفلتم عن هذين المحورين الأساسيين ؟
ومن هنا يتبين للقارئ العزيز أن هذا المؤتمر قائم على صنع : البدائل للشعائر الحسينية والعياذ بالله.
* الشعارات التافهة: تم التبيان أعلاه أن هذه الشعارات ولنقل أنها عفوية عن طيب نية وحسن قصد، إلا أنها تحتكر عاشوراء الإسلام في تلكم الزوايا والتركيز على غير كلام المعصومين عليهم السلام يسبب كوارث واقعاً، وأما صعوبة الأفراد فلا ضير فواجب الخطباء تبيان معاني كلمات المعصومين عليهم السلام وتقريب الناس لهم، وفي الحديث الشريف: " أفضل الأعمال، رواية حديثنا، فإن رواية حديثنا تشد قلوب شيعتنا"
ومن الغريب أن هؤلاء يدعون لاحترام المخالفين ولا يحترمون أتباع المرجعيات الأخرى ويفرضون عليهم قواعدهم ويدعون لمناقشتهم في حججهم بكل سفالة وتجاسر على الشعائر الحسينية المقدسة. وليعلم هؤلاء أن لكل فعل ردة فعل ، وهجومكم المسبق للشعائر قبيل المحرم ، سينتج عنه رد في المحرم ، وإن كنتم لا تعترفون بمرجعيات هؤلاء فطبيعياً لن يعترفوا بمرجعياتكم وسيضمون لها المظالم في إيران مثلاً و و و و و ..
وقل اعملوا ...
هذا المؤتمر في كل عام يطلق شعارات سنوية لتعريف عاشوراء الإسلام، والحال أن تلكم الشعارات تحتكر عاشوراء الإسلام كل مرة في تلك الزاوية، وتصير كأنها حديثاً منزلاً من السماء.
ولذلك قد يقال دواعي عديدة ، وهنا سنسرد بعضها ونرد عليه، ولاحقاً نأتي لأعمالهم ونتاجهم المباشر وغير المباشر عبر المؤسسات الأخرى كجمعية التوعية التابعة لهم.
1- توضع الشعارات لصعوبة المفردات في خطب وكلام المعصومين عليهم السلام، وهذه تسهيل وتعريف.
2- إحياء معالم عاشوراء وفي كل مرة يطلق شعار للعمل به.
3- لملمة الشباب بأساليب حديثة.
4- لفت أنظار الأمم لحدث عاشوراء بأسلوب سلمي غير عنيف كالتطبير والزنجيل والمشي على الجمر وهذه (المهرجانات) أساليب حضارية للتبليغ والنهضوية وحديثية تؤيدها المدارس الدينية الحديثية.
الجواب: بشكل شامل:
ليس هناك في كل من الكلام أعلاه، دواعي لوضع شعارات لا تغني ولا تسمن من جوع، كما أن تلكم الشعارات تحتكر عاشوراء الإسلام في الزوايا التي تريدها هي، وعاشوراء الإسلام ليست حكراً لزاويا أو نقطة ولا تحتكر في زاويا للعمل بها أيضاً.
أما أن المهرجانات أسلوب حديث نهضوي للتبليغ، فهذا مرفوض فعاشوراء تكتسي بالحزن وهذا الأسلوب أجنبي عن الشعائر ولا يصح تسميته من الشعائر، أوليس من إشكالات الجماعة على بعض الشعائر أن لا أساس لها؟ فمن أين صار لهذه المهرجانات أساس؟ كما أن المهرجانات تتبادر إلى ذهن العرف بأنه للفرح والسرور وليس الحزن.
وأما المدرسة الحديثية، فهي مرفوضة عند علماء الإسلام ومراجع الأمة وهي متنازلة للغرب في كل شيء إلا الصورة (المسلم) وأما الإعتقاد فهو (مادي) صرف، وليس هنا مجال التحدث حولها ونقضها وذكر نماذج قد تثير اشمئزاز الطرف المقابل وتحجب عنه سماع الحق.
ولا ننسى أيضاً: أن المهرجانات إذا كانت لإلغاء بعض الشعائر، فهي حرام عند علماء الإسلام، كما أفتى الإمام الروحاني مثلاً بحرمة التبرع بالدم للحكومات لأجل منع مواكب التطبير المقدّسة.
وأخيراً : فهذه بدعة من باب أولى فعلى الطرف أن يلتفت لما ينشئ ويطلق من شعائر بدعوية قبل أن يحاسب يوم القيامة.
النتاجات:
ثمار وجهود هذا المؤتمر هي كالتالي:
1- محاربة التطبير والزنجيل وأخيراً المشي على الجمر.
2- ذم الأمور السيئة في المجتمع بأسلوب سلبي آخر ولصقها حكراً بعاشوراء الإسلام وسنأتي عليها.
3- ثقافة النقد السلبي.
4- من نتاج هذا المؤتمر رابطة الرواديد والشعراء في البحرين التي توجه أقلامه المباشر والخفية ضد خدام الحسين عليه السلام من خطباء قدامى وعمالقة ورواديد نذروا أنفسهم للإمام الحسين عليه السلام والشعائر الحسينية والمرجعية الولائية منذ نعومة أظفارهم ، وسنأتي عليه في الأسطر القادمة.
5- ومن نتاجهم : موكب القرآن، حتى قال السيد عبدالله الغريفي ( إما بجهل عفوي أو بجهل كلّي بالشعائر الحسينية المقدسة) : نريد عشاق للقرآن كما لدينا عشاق للحسين ! وسيأتي الرد عليها.
6- من الشعارات التافهة: عاشوراء النظافة، عاشوراء نهضة وعطاء، عاشوراء إصلاح ، عاشوراء و وو و وإلى آخر القائمة. مما حكرت عاشوراء الإسلام في جوانب تسيسية معينة في ظروف مؤقتة فانية.
7- احترام المذاهب الأخرى
الجواب الشامل:
في هذه المؤتمرات دوماً ودائماً يدعون لعدة أمور ناقضين فيها شعائر الإسلام جملةً وتفصيلاً بأشكال مباشرة وغير مباشرة.
فمن ناحية يوزعون الكتب والكتيبات ضد الشعائر الحسينية المقدسة وأخص بها التطبير ومؤخراً شعيرة المشي على الجمر كما تصل أياديهم المشلولة إلى بني جمرة إحدى قلاع الشعائر الحسينية المقدسة وذلك في تجاسر سنوي صريح متكرر ضد معتقدات الآخرين ناقضين قاعدتهم (احترام مذاهب الآخرين! ولم يحترموا من يرى التطبير جائزاً تبعاً لمرجعه إذ لا يعترفون أصلاً بمرجعه!!)
ومن ناحية أخرى: يؤكدون تكراراً ومراراً على (العبرة والعبرة) بالكسرة والفتح أي الموعظة والدمعة
نقول لهؤلاء المساكين:
أولاً: الشعائر الحسينية المقدسة لم تقام لأجل المحاضرات والأمور الفقهية وأساس الشعائر لم يكن فيها محاضرات، فالمحاضرات أدخلت من مراجع الإسلام لأجل الفائدة فلا هي أساس ولا هم يحزنون، ولكن لا ينافي أنها كانت موجودة بنوع أو بشكل مشابه في زمن أهل البيت عليهم السلام
كما أن الدمعة لا تفارقها الموعظة، فقصص وسيرة أهل البيت عليهم السلام هي المتناولة أساساً على المنابر وفيها الموعظة والفائدة ولكن الآن فلننظر لخطب الخطباء كيف هي؟ ملخصات حوزوية؟!!
لا أريد ها هنا تشعيب الموضوع ، فقط نقول أوقفوا ضربكم للشعائر وجعل أنفسكم فاهمين للتقنين والتهذيب، إذ خلطتم خابلاً ونابلاً...
فهذا مثال واضح للجهل الصريح أن نقول عَبرة وعِبرة ، لأن الأساس هو الدمعة لا الموعظة والقلب الذي لا يبكي لا يعتبر وقد تنبأ الإمام الحسين عليه السلام بالأيادي التحريفية إذ قال: أنا قتيل العبرة ما ذكرني مؤمن إلا وبكى، فلو لم يضف هذه التتمة لكان الله أعلم ماذا ستقولون!
ثانياً:
يقول أحد مراجع الإسلام العظام : لا تتكلموا بالسلب في قضايا عاشوراء والإمام الحسين عليه السلام.
وهنا لنضرب مثالاً للأخوة القراء: وقبل ذلك مقدمة مهمة:
النقد نوعان: نقد بناء ونقد هدام، ولا شك أن الإنسان الخاطئ يميل للنقد البناء قبل الهدام، والهدام عادة ما يكون منفر.
والعجيب أننا نرى نفس هذه الزمرة تمارس النقد الهدام في عاشوراء الإسلام وترفضه على المذاهب الأخرى وحتى الأمور الأخرى الكثيرة المتعددة ولكن يحل لهم ضد قضايا الإمام الحسين عليه السلام وخدامه.
فلينظر القارئ الفرق بين هاتين العبارتين:
* ما يزعجني ويسوءني في عاشوراء أن الفتاة أول شيء تخلع حجابها.
أولاً:
أليس هذا الكلام فيه تدليس كثير ؟ فهل الفتاة لا تخلع حجابها إلا في عاشوراء؟ أين أنتم عن الجامعات والمعاهد؟ أليس نفس تلك الفتاة التي لا يعلم ما معتقدها أصلاً تخلع حجابها في المدرسة والجامعة والمعهد والسفر و المستشفى و و و و ؟
أتذكر كان معي رفقاء الدرب قال لي ما رأيك بالسيتي منامة؟ فقلت له: وأنا أؤشر بيدي كل هؤلاء الفتيات المحجبات حاسرات؟ ولفت انتباهك نفيرات حواسر ربما هن بكريات أو نصرانيات أو عاملات أجنبيات أو حتى شيوعيات أو ماديات؟ هل الإمام الحسين عليه السلام سيطرد البكرية أو النصرانية؟ أم يحتضن الجميع ويسعى لهداية الجميع؟ وبأسلوب حسن وذكي وحكيم يتم التعامل معهن؟
فقال لي صحيح...
ثانياً: التعبير الإيجابي المحرض على التقوى:
* ما يؤنسني ويسرّني في عاشوراء أن الفتاة في (بلاد الغرب) تنسى كل شيء والديها وصلاتها وصومها وحجابها ولكن لا تنسى الإمام الحسين عليه السلام.
أليس هذا التعبير يقود للإعتبار الذي أوجعتم رؤوسنا به (العَبرة والعِبرة) ولكن بشكل إيجابي لا سلبي؟ ولم يلصق التهم والأكاذيب في عاشوراء ويعكس للقارئ بشكل خاطئ كأنما عاشوراء موسم المناكر والعياذ بالله؟
أما رابطة الشؤم والفضيحة، فهي ربما ليست من تأسيسه مباشرة لكن متأثرة به بشكل صريح وتروج لأقاويله كثيراً. مما شوهد مؤخراً قيام كوادر تلك الرابطة بالرعاية المباشرة للهجمة الشيطانية الشرسة ضد خدام الإمام الحسين عليه السلام كالحاج ملا باسم الكربلائي وعميد المنبر الشيعي البروفسور حجة الإسلام والمسلمين الشيخ عبدالحميد المهاجر دام نفعهما للإسلام، وإصدار بيانات استنكار ضدهما لرواج أقل الشائعات، والعجيب أن مؤسس هذه اللجنة يزعم صداقة الحاج ملا باسم الكربلائي في حال ينسون حديث: لو اجتمع خمسون ألف قسامة يشهد ضد أخيك فكذبهم وصدّق أخيك ..
النقطة الأخرى: أن هذه اللجنة من المساهمين في تمييع الطور البحراني وجعله (خنثوي) ذو صوت مايع لا رجولي شجي وهذا ليس مقام الكلام في هذا الشأن ونأمل من المؤمنين والمؤمنات أن يشبعوا هذا الحقل جيداً من المتخصصين بالأطوار القديمة والحديثة والمتوسطة .. .والمسميات فيها الإشارة ...
* موكب القرآن، وهذا يذكرني برفع القرآن على أسنة الرماح في جيش بني أمية في حرب صفين ضد أمير المؤمنين عليه السلام، فلا بأس لو نسميهم الموكب القرآني الأموي ، إذ تفكيرهم الساذج يقول: نريد أن نرى عشاق للقرآن كما نرى عشاق للحسين عليه السلام، فالسؤال لهم: هل عشاق الإمام الحسين عليه السلام أعداء القرآن؟ ألا تتلى في الخطب والمحاضرات في الحسينيات التي هي أساس للبكاء والرثاء والنعي واللطم آيات قرآنية ومدار المحاضرات تفسير تلكم الآيات؟ أليس الدراية خير من الرواية ؟ ما الفائدة من (طنطنة) الآيات وعدم معرفة محتواها كما يفعل الوهابيون أصحاب التزويقات؟
وهكذا تتميز الشيعة في المحتوى لا في الظاهر الخدّاع ... بل ظاهراً جيد بلا إفراط ومحتوى مهم ببذخ وإشباع مكثف.
كما أن هؤلاء المساكين في موكب القرآن نسوا أحكاماً كثيرة: أولاً هل من الآداب فتح القرآن وأنت تمشي؟ وهل من الآداب تقرأ القرآن وأنت تمشي ؟ أين صارت هذه؟ أليست هذه بدعة في الدين؟ وتريدون جعلها شعيرة؟ ومتى صارت هذه شعيرة حسينية تدل على الحزن والألم؟ أليست الشعائر تعكس مظاهر عاشوراء وتجسدها وتحتوي الحزن والألم؟ أم غفلتم عن هذين المحورين الأساسيين ؟
ومن هنا يتبين للقارئ العزيز أن هذا المؤتمر قائم على صنع : البدائل للشعائر الحسينية والعياذ بالله.
* الشعارات التافهة: تم التبيان أعلاه أن هذه الشعارات ولنقل أنها عفوية عن طيب نية وحسن قصد، إلا أنها تحتكر عاشوراء الإسلام في تلكم الزوايا والتركيز على غير كلام المعصومين عليهم السلام يسبب كوارث واقعاً، وأما صعوبة الأفراد فلا ضير فواجب الخطباء تبيان معاني كلمات المعصومين عليهم السلام وتقريب الناس لهم، وفي الحديث الشريف: " أفضل الأعمال، رواية حديثنا، فإن رواية حديثنا تشد قلوب شيعتنا"
ومن الغريب أن هؤلاء يدعون لاحترام المخالفين ولا يحترمون أتباع المرجعيات الأخرى ويفرضون عليهم قواعدهم ويدعون لمناقشتهم في حججهم بكل سفالة وتجاسر على الشعائر الحسينية المقدسة. وليعلم هؤلاء أن لكل فعل ردة فعل ، وهجومكم المسبق للشعائر قبيل المحرم ، سينتج عنه رد في المحرم ، وإن كنتم لا تعترفون بمرجعيات هؤلاء فطبيعياً لن يعترفوا بمرجعياتكم وسيضمون لها المظالم في إيران مثلاً و و و و و ..
وقل اعملوا ...
تعليق