باسمه تعالى ...
العلم و المعرفة سلاح هذا العصر ..
و لكن أي علم و أي معرفة هو السلاح القادر ؟؟
فالسلاح نوعان :
إمّا سلاح بأيدينا نصوبه نحو العدو و نتقى به ضربات سلاحهم ...
و إما سلاح بأيدينا نصوبه نحو بعضنا البعض مفسحين المجال لسلاح العدو أن يمحو كل شيء ..
في العقود الخمسة الماضية كان جيش أي دولة عربية يعود إلى قواعده و هو يقول : خسرنا الحرب ...
و يحتال الدبلوماسيون العرب في أسلوب التعبير لنراهم يقولون : هذه نكسة ..
نكسة بسيطة و بعدها سيكون لأمتنا موقف .
و من منطلق الإبقاء على تماسك الجبهة الداخلية و نظراً للظروف العصيبة التي تمرّ بها أمتنا العربية في مجابهتها للأخطار و التحديات ، فلابدّ من تضميد الجراحات و الاستعداد من جديد نحو النصر و التحرير ..
و يبقى السؤال يتردد في الصدور : ما هي أسباب الهزيمة ؟ ( بلغة الرجل العادي )
أو : ما هي أسباب النكسة ؟ ( بلهجة الدبلوماسيين )
و لكن ....
لا جواب ...
ممنوع هذا السؤال ...
ممنوع أن تسأل أيها المواطن العربي مثل هذا السؤال ..
بل عليك أن ترفض الهزيمة و تأثيراتها ، و ترسّخ في يقينك أنها ليست هزيمة .. بل ليست نكسة حتى ، بل هي كرّ و فرّ ...
و لا بدّ من حفز كافة إمكانياتنا نحو البناء و التحرير دون النظر إلى الخلف ...
و إلا فالمستقبل لن يرحمنا ...
و تبقى هذه الحالة المزمنة تتواتر لتعود دائرة التاريخ إلى الدوران عاماً بعد عام ، و تبقى تلك النعامة العربية تضع حجاباً بينها و بين كل نكسة أو عثرة مرت بها ، تحت ستار كامل من التجاهل
و التخفيف من التأثيرات السلبية التي تمر فيها هذه الأمة المسكينة .
و لا يكاد يمضي عقد آخر من الزمان ، حتى تتكرر تلك النكسة سواء كانت مع العدو الصريح ، أو الجار العربي الذي كان شقيقاً ثم انقلب عدواً على غير انتظار ..
طوال خمسين عاماً مضت ، لم يتغير أي شيء في بلادنا العربية .
و الزعماء العرب لا يتغيّرون ... فهم قادتنا نحو النصر و التحرير .. و إلى الأبد .
و مع ذلك تتكرر المأساة ( أو النكسة ) أو سمّها ما شئت ، و نبقى متمسكين بنواجذنا طوعاً أو كرهاً بذاك الزعيم القابع في الظلام يمطرنا كل فترة و أخرى ببيان جمهوري أو مرسوم ملكي .
و ممنوع أن تسأل أحداً أو أن تصرخ أو تصيح ( أو حتى تنبح ) قائلاً : لماذا ننهزم ؟
لماذا هذه الإخفاقات المتتالية ؟
لماذا هذا التصدّع المتعاظم ؟
لماذا هذا الانهيار المريع ؟
لماذا هذا الاستسلام المهين ؟
ألقلـّة في العدد ؟
أم في العدّة ؟
أم العتاد ؟
و قد يحصل أن يفقد أحدُنا أعصابه و يصيح بأحد هذه الأسئلة ، فلا يلبث أن يجد نفسه خلف القضبان .
فمِن الجريمة أن نعترف بالهزيمة ، بل نحن منتصرون على الدوام بقيادة و زعامة و عبقرية القائد الفذ فريد عصره و عبقري زمانه و خليفة الله في أرضه .
يا إلهي ..
صاح جميعهم و بصوت واحد : الاستسلام خيار استراتيجي ...
و صادق الكل أنه خيار شجاع عبقري .
سبحان الله ....
هل فقدنا منطق الأمور و ضاعت البوصلة التي تشير إلى معنى الهزيمة ؟؟
هل انمحت الهزيمة من قاموس اللغة العربية و حلّ مكانها النصر المؤزر ؟
هل سقطت كلمة الاستسلام من وجدان العربان ، و حل مكانها تعبير سلام الشجعان ؟
هل ابتكرنا قاموساً جديداً للمفردات العربية ؟
هذا ليس جهلاً أيها القارئ الكريم ..
بل له اسم واحد و هو ثقافة النظام العربي الواحد .
عليك أن تولد و تكبر و تترعرع و تشيخ و تموت و أنت تمضغ كالببغاء مفردات النظام العربي الواحد من المحيط إلى الخليج .
فأنت مثقف من الدرجة الأولى حين تجيد فهم و استيعاب و استثمار ثقافة النظام العربي في وسائل الإعلام و التعليم على حدّ سواء .
و أما لو لم تقدر على الاستيعاب و فشلت في ترويض طاقة الفكر لديك كي تدور فقط في فلكٍ و احد أوحد ، فأنت خائن غارق في العمالة حتى أذنيك و أولى برأسك العفن أن ينفصل عن
جسدك من أن تبقى في مجتمع المثقفين العرب .
و بمثل هذا المنطق كانت فاجعة 1948
وكانت هزيمة 1956
و هزيمة 1967
و حرب 1973
و حرب لبنان و حصار بيروت
و الحرب العراقية الإيرانية
و حرب احتلال الكويت ثم تحريره
كلها انتصارات متتابعة ترفع الرأس نحو السماء بشموخه و إبائه ...
و أخيراً حرب تحرير العراق التي نعيشها هذه الأيام ...
في هذه اللحظات العصيبة ارتجّ الأمر على قاموسنا العربي و لا ندري أي إبليس سيخرج علينا بتعريف جديد لهذا الانهيار المريع لبغداد ، بعد ملحمة صمود عاشها جنوب العراق لن ينساها
التاريخ مهما طالت الأيام .
لازلنا طبعا نراقب الوضع في العراق ، من الجنوب إلى الشمال و نحاول سبر أغوار الصدور و الحقائق و لكن الظلام دامس حالك يدع الحليم حيراناً ...
و يعود السؤال الأزلي : لماذا هذه الهزيمة المريعة ؟
و رغم التعتيم الإعلامي المريع و هذا الخضم الهائل من المعلومات التافهة التي تشغل المراقبين هنا و هناك ... تسربت إلينا أخيراً يوم أمس ( الخميس 10/4/2003 ) الحقائق دون رتوش و لا
تأويلات ..
و نرجو كل من يقرأ هذه الكلمات أن ينقلها كما هي دون زيادة ولا نقصان ...
و نحن بدورنا نتوخى الأمانة في نقلها كما وصلتنا راجين من الله تعالى أن تكون بعيدة عن أي مزايدات .
إنه ضابط كبير في الحرس الجمهوري العراقي أبى أن يتم نشر اسمه أو رتبته العسكرية فقط نستطيع أن نقول أن اسمه الأول : محمد و اتفقنا معه أن ننشر رتبته بأنه جنرال .
و رفض الكلام أو حتى استقبالنا في ملجئه الذي يختفي فيه منذ أول أمس قبل أن نتعهد بعدم استعمال أجهزة التصوير و لا التسجيل ...
فاضطررنا للموافقة .
دخلتُ أنا و صديقي ( الكلام للصحفي ) و جلسنا لنراه يقول : خيانة عظيمة ... خيانة كبيرة لم أكن أتوقعها ... بل لم يكن أحد منا نحن الذي نذرنا أنفسنا جميعا للصمود حتى آخر قطرة دم أن
ندافع عن بغداد ..
و حبس دموعه و احتقانه و هو يقول ....
صدام حسين برفقة تسعة عشر وزيراً وعائلاتهم حُملوا من العاصمة العراقية بغداد بكل عناية كالدر المكنون بطائرات حربية أمريكية إلى منفاهم الاختياري .
لقد اشتروا سلامتهم ببيع بغداد ..
باعوا العراق و أهله بأبخس الأثمان .
أول أمس على سبيل المثال أرفع كتيبة عسكرية من الحرس الجمهوري و أكبرها عتاداً و تسليحاً بتعداد 3500 جندي و ضابط ، تصدر إليها أوامر ( سريّة للغاية ) في ساعة و توقيت محددّين
لإعادة الانتشار جنوب العاصمة لتتمركز في مكان آخر على وجه السرعة ..
و نفذ الجنود الأبطال الأوامر بكل دقة و في التوقيت المحدد ، فهذه الأوامر صادرة عن القيادة العليا ، و لم يكن يعلم بهذا الأمر سوى الرئيس و اثنان من الوزراء فقط .
و لكن في نفس التوقيت ، كانت طائرات العدو الأمريكي تحصد هذه الكتيبة كاملة عن بُكرة أبيها و كأنها على موعد لهذا اللقاء ...
ثلاثة سراديب استراتيجية ، تم حفرها خلال الأشهر الأخيرة لتأمين الخروج و الدخول إلى بغداد تحت وطأة أي حصار أمريكي منتظر لتأمين الإمدادات و العون ، تصل رسوماتها و إحداثياتها إلى
قيادة الجيش الأمريكي لنجد الجنود و المجندات لأمريكيين أول من يستخدم هذه السراديب العسكرية السريّة للدخول إلى قلب بغداد ، و كذلك للسيطرة على معسكر الرشيد .
المتطوعون العرب بتعدادهم 6000 متطوع تم تقديمهم كهدية و لقمة سائغة للجيش الأمريكي على طبق من ذهب .
بشكل متعمّد و كأنها خطة مرسومة تم إبعاد مجموعات الحرس الجمهوري عن بغداد بأوامر غاية في التهور لتلقى مصيرها المحتوم مكشوفة أمام سلاح الجوي الأمريكي ....
سؤال أخير سيدي الجنرال : طالما نيّة الرئيس المغادرة فلماذا لم يوافق على مهلة الثماني و أربعين ساعة التي أعلن عنها الرئيس جورج بوش قبل بدء العمليات العسكرية ، و يغادر العراق ؟
فابتسم الجنرال بأسى و هو يقول : كيف يوافق و يخرج ؟؟ هل يخرج لينزع فتيل الحرب و تفقد أمريكا و بريطانيا حجتها في دخول قواتها للسيطرة على العراق ؟..
انتهى....
---------------------
منقول كالعادة
العلم و المعرفة سلاح هذا العصر ..
و لكن أي علم و أي معرفة هو السلاح القادر ؟؟
فالسلاح نوعان :
إمّا سلاح بأيدينا نصوبه نحو العدو و نتقى به ضربات سلاحهم ...
و إما سلاح بأيدينا نصوبه نحو بعضنا البعض مفسحين المجال لسلاح العدو أن يمحو كل شيء ..
في العقود الخمسة الماضية كان جيش أي دولة عربية يعود إلى قواعده و هو يقول : خسرنا الحرب ...
و يحتال الدبلوماسيون العرب في أسلوب التعبير لنراهم يقولون : هذه نكسة ..
نكسة بسيطة و بعدها سيكون لأمتنا موقف .
و من منطلق الإبقاء على تماسك الجبهة الداخلية و نظراً للظروف العصيبة التي تمرّ بها أمتنا العربية في مجابهتها للأخطار و التحديات ، فلابدّ من تضميد الجراحات و الاستعداد من جديد نحو النصر و التحرير ..
و يبقى السؤال يتردد في الصدور : ما هي أسباب الهزيمة ؟ ( بلغة الرجل العادي )
أو : ما هي أسباب النكسة ؟ ( بلهجة الدبلوماسيين )
و لكن ....
لا جواب ...
ممنوع هذا السؤال ...
ممنوع أن تسأل أيها المواطن العربي مثل هذا السؤال ..
بل عليك أن ترفض الهزيمة و تأثيراتها ، و ترسّخ في يقينك أنها ليست هزيمة .. بل ليست نكسة حتى ، بل هي كرّ و فرّ ...
و لا بدّ من حفز كافة إمكانياتنا نحو البناء و التحرير دون النظر إلى الخلف ...
و إلا فالمستقبل لن يرحمنا ...
و تبقى هذه الحالة المزمنة تتواتر لتعود دائرة التاريخ إلى الدوران عاماً بعد عام ، و تبقى تلك النعامة العربية تضع حجاباً بينها و بين كل نكسة أو عثرة مرت بها ، تحت ستار كامل من التجاهل
و التخفيف من التأثيرات السلبية التي تمر فيها هذه الأمة المسكينة .
و لا يكاد يمضي عقد آخر من الزمان ، حتى تتكرر تلك النكسة سواء كانت مع العدو الصريح ، أو الجار العربي الذي كان شقيقاً ثم انقلب عدواً على غير انتظار ..
طوال خمسين عاماً مضت ، لم يتغير أي شيء في بلادنا العربية .
و الزعماء العرب لا يتغيّرون ... فهم قادتنا نحو النصر و التحرير .. و إلى الأبد .
و مع ذلك تتكرر المأساة ( أو النكسة ) أو سمّها ما شئت ، و نبقى متمسكين بنواجذنا طوعاً أو كرهاً بذاك الزعيم القابع في الظلام يمطرنا كل فترة و أخرى ببيان جمهوري أو مرسوم ملكي .
و ممنوع أن تسأل أحداً أو أن تصرخ أو تصيح ( أو حتى تنبح ) قائلاً : لماذا ننهزم ؟
لماذا هذه الإخفاقات المتتالية ؟
لماذا هذا التصدّع المتعاظم ؟
لماذا هذا الانهيار المريع ؟
لماذا هذا الاستسلام المهين ؟
ألقلـّة في العدد ؟
أم في العدّة ؟
أم العتاد ؟
و قد يحصل أن يفقد أحدُنا أعصابه و يصيح بأحد هذه الأسئلة ، فلا يلبث أن يجد نفسه خلف القضبان .
فمِن الجريمة أن نعترف بالهزيمة ، بل نحن منتصرون على الدوام بقيادة و زعامة و عبقرية القائد الفذ فريد عصره و عبقري زمانه و خليفة الله في أرضه .
يا إلهي ..
صاح جميعهم و بصوت واحد : الاستسلام خيار استراتيجي ...
و صادق الكل أنه خيار شجاع عبقري .
سبحان الله ....
هل فقدنا منطق الأمور و ضاعت البوصلة التي تشير إلى معنى الهزيمة ؟؟
هل انمحت الهزيمة من قاموس اللغة العربية و حلّ مكانها النصر المؤزر ؟
هل سقطت كلمة الاستسلام من وجدان العربان ، و حل مكانها تعبير سلام الشجعان ؟
هل ابتكرنا قاموساً جديداً للمفردات العربية ؟
هذا ليس جهلاً أيها القارئ الكريم ..
بل له اسم واحد و هو ثقافة النظام العربي الواحد .
عليك أن تولد و تكبر و تترعرع و تشيخ و تموت و أنت تمضغ كالببغاء مفردات النظام العربي الواحد من المحيط إلى الخليج .
فأنت مثقف من الدرجة الأولى حين تجيد فهم و استيعاب و استثمار ثقافة النظام العربي في وسائل الإعلام و التعليم على حدّ سواء .
و أما لو لم تقدر على الاستيعاب و فشلت في ترويض طاقة الفكر لديك كي تدور فقط في فلكٍ و احد أوحد ، فأنت خائن غارق في العمالة حتى أذنيك و أولى برأسك العفن أن ينفصل عن
جسدك من أن تبقى في مجتمع المثقفين العرب .
و بمثل هذا المنطق كانت فاجعة 1948
وكانت هزيمة 1956
و هزيمة 1967
و حرب 1973
و حرب لبنان و حصار بيروت
و الحرب العراقية الإيرانية
و حرب احتلال الكويت ثم تحريره
كلها انتصارات متتابعة ترفع الرأس نحو السماء بشموخه و إبائه ...
و أخيراً حرب تحرير العراق التي نعيشها هذه الأيام ...
في هذه اللحظات العصيبة ارتجّ الأمر على قاموسنا العربي و لا ندري أي إبليس سيخرج علينا بتعريف جديد لهذا الانهيار المريع لبغداد ، بعد ملحمة صمود عاشها جنوب العراق لن ينساها
التاريخ مهما طالت الأيام .
لازلنا طبعا نراقب الوضع في العراق ، من الجنوب إلى الشمال و نحاول سبر أغوار الصدور و الحقائق و لكن الظلام دامس حالك يدع الحليم حيراناً ...
و يعود السؤال الأزلي : لماذا هذه الهزيمة المريعة ؟
و رغم التعتيم الإعلامي المريع و هذا الخضم الهائل من المعلومات التافهة التي تشغل المراقبين هنا و هناك ... تسربت إلينا أخيراً يوم أمس ( الخميس 10/4/2003 ) الحقائق دون رتوش و لا
تأويلات ..
و نرجو كل من يقرأ هذه الكلمات أن ينقلها كما هي دون زيادة ولا نقصان ...
و نحن بدورنا نتوخى الأمانة في نقلها كما وصلتنا راجين من الله تعالى أن تكون بعيدة عن أي مزايدات .
إنه ضابط كبير في الحرس الجمهوري العراقي أبى أن يتم نشر اسمه أو رتبته العسكرية فقط نستطيع أن نقول أن اسمه الأول : محمد و اتفقنا معه أن ننشر رتبته بأنه جنرال .
و رفض الكلام أو حتى استقبالنا في ملجئه الذي يختفي فيه منذ أول أمس قبل أن نتعهد بعدم استعمال أجهزة التصوير و لا التسجيل ...
فاضطررنا للموافقة .
دخلتُ أنا و صديقي ( الكلام للصحفي ) و جلسنا لنراه يقول : خيانة عظيمة ... خيانة كبيرة لم أكن أتوقعها ... بل لم يكن أحد منا نحن الذي نذرنا أنفسنا جميعا للصمود حتى آخر قطرة دم أن
ندافع عن بغداد ..
و حبس دموعه و احتقانه و هو يقول ....
صدام حسين برفقة تسعة عشر وزيراً وعائلاتهم حُملوا من العاصمة العراقية بغداد بكل عناية كالدر المكنون بطائرات حربية أمريكية إلى منفاهم الاختياري .
لقد اشتروا سلامتهم ببيع بغداد ..
باعوا العراق و أهله بأبخس الأثمان .
أول أمس على سبيل المثال أرفع كتيبة عسكرية من الحرس الجمهوري و أكبرها عتاداً و تسليحاً بتعداد 3500 جندي و ضابط ، تصدر إليها أوامر ( سريّة للغاية ) في ساعة و توقيت محددّين
لإعادة الانتشار جنوب العاصمة لتتمركز في مكان آخر على وجه السرعة ..
و نفذ الجنود الأبطال الأوامر بكل دقة و في التوقيت المحدد ، فهذه الأوامر صادرة عن القيادة العليا ، و لم يكن يعلم بهذا الأمر سوى الرئيس و اثنان من الوزراء فقط .
و لكن في نفس التوقيت ، كانت طائرات العدو الأمريكي تحصد هذه الكتيبة كاملة عن بُكرة أبيها و كأنها على موعد لهذا اللقاء ...
ثلاثة سراديب استراتيجية ، تم حفرها خلال الأشهر الأخيرة لتأمين الخروج و الدخول إلى بغداد تحت وطأة أي حصار أمريكي منتظر لتأمين الإمدادات و العون ، تصل رسوماتها و إحداثياتها إلى
قيادة الجيش الأمريكي لنجد الجنود و المجندات لأمريكيين أول من يستخدم هذه السراديب العسكرية السريّة للدخول إلى قلب بغداد ، و كذلك للسيطرة على معسكر الرشيد .
المتطوعون العرب بتعدادهم 6000 متطوع تم تقديمهم كهدية و لقمة سائغة للجيش الأمريكي على طبق من ذهب .
بشكل متعمّد و كأنها خطة مرسومة تم إبعاد مجموعات الحرس الجمهوري عن بغداد بأوامر غاية في التهور لتلقى مصيرها المحتوم مكشوفة أمام سلاح الجوي الأمريكي ....
سؤال أخير سيدي الجنرال : طالما نيّة الرئيس المغادرة فلماذا لم يوافق على مهلة الثماني و أربعين ساعة التي أعلن عنها الرئيس جورج بوش قبل بدء العمليات العسكرية ، و يغادر العراق ؟
فابتسم الجنرال بأسى و هو يقول : كيف يوافق و يخرج ؟؟ هل يخرج لينزع فتيل الحرب و تفقد أمريكا و بريطانيا حجتها في دخول قواتها للسيطرة على العراق ؟..
انتهى....
---------------------
منقول كالعادة
تعليق