بسم الله الرحمن الرحيم هذا البحث علمي ويدخل العلم ضمن مفرداته متمنياً ان لا يدخل احد في هذا الموضوع لغير النقاش العلمي
ورداً على ما قاله الشيخ ياسر الحبيب في مسألة التطبير وحليته عنده
فنبدأ بما تفضل به والرد عليه في تناوله للمسألة من خلال ما عرضه في هذا الرابط
http://dertropfen.com/edara/index.php?id=400
يقول الحبيب
ومن يريد أن يستشكل على ما سنورده من روايات في إدماء المعصومين أنفسهم في اختلاف الكيفية نقول له وكذلك لم ينصب المعصومون منبرًا يتجمع حوله الناس ويأتي رادود يقرأ أبياتـًا ويلطم معه اللاطمون بهذه الردات المتعارفة على النحو المعمول به اليوم، ولكن الثابت أن المعصومين قد لطموا أنفسهم وقالوا ”على مثل الحسين فلتشق الجيوب، ولتخمش الوجوه، ولتلطم الخدود“.
الرد العلمي
بداية لا يوجد في الروايات أن المعصومين أدموا أنفسهم ويبدو أنه لا يُفَرِّق بين الفعل وبين نتيجة الفعل فالإدماء لم يحصل منهم عليهم السلام بل حصل منهم البكاء مما أدى إلى أن ينشف الدمع ليتحول إلى دم وهذا لا يقال عنه إدماء بل بكاء وأما ما قاله في خصوص الرواديد فلم يقل أحد أن الشكل المعهود اليوم هو نفسه ما كان في عهد الأئمة ويجب أن يُفَرِّق ما بين البدعة وما بين المشروع الشرعي حسب النصوص
فأهل البيت كانوا يحثون على إنشاد الشعر الحسيني بكثير من الروايات ولا أعلم أن جهل الحبيب في معرفة ان الرادود إنما يطلق شعراً بلهجته المحلية إن كانت عراقية أو بحرينية أو غيرها فيكون هذا العمل موافق بصريح العبارة ما كان يدعون إليه أئمة أهل البيت فيكون قياسه رغم حرمة القياس باطل لأنه لم يستدل على شيء لم يكن بالأصل مُشرَّعاً لتحليل ما لم يكن مشرَّعاً وما لم يأمر به أئمتنا بل حرموه في عدة موارد
ثم يقول الحبيب
أن زين العابدين عليه السلام كان إذا أخذ إناءً ليشرب يبكي حتى يملأه دمًا.
الرد العلمي
نعم هنا تقول الرواية أن الإمام زين العابدين كان يبكي ولم تقل كان يطبر فليتفضل ان استطاع ان يصل ياسر الحبيب الى ذرَّة من مستوى وعبادة الإمام زين العابدين في أن يبكي لينزل الدم من عينيه فلا أحد سيمنعه إن إستطاع ذلك
يقول الحبيب
أن هذا الحديث يعضده حديث آخر رواه الشيخ الصدوق «رضوان الله عليه» عن الإمام الرضا «عليه السلام» حيث قال: ”أن يوم الحسين أقرح جفوننا“. (عيون أخبار الرضا)
وشرح الشيخ لفظ العبارة بأنه يفيد الإدماء وإن كان داخليًا فيتجلى المعنى في الحديث أن الإمام الرضا «عليه السلام» كان يدمي عينيه أراديًا بالبكاء على الإمام الحسين صلوات الله عليه.
الرد العلمي
أحسنت يا ياسر الحبيب ها أنت تعترف وتقول المعنى في الحديث أن الإمام الرضا «عليه السلام» كان يدمي عينيه أراديًا بالبكاء
يعني لم يكن إدماء العين إرادياً بالتطبير بل بالبكاء رغم تعليقنا السابق على كلمة إدماء بل هو بكاء أو إبكاء حتى تنفذ دموعه وتتحول إلى دم
وهذا ما قاله في مقطعٍ سابقٍ له فيقول :
أن هذا يعني أن الدموع قد نفذت من عيون الإمام السجاد «عليه السلام» إلى أن أصبحت عيناه تبكي دمًا
ومن هنا نقول لك اننا ندينك من فمك فالحالة هي حالة بكاء وليس الإدماء وحتى البكاء هو وسيلة وليس هدف بينما الحبيب حوَّل البكاء لحالة إدماء وجعله هدفاً .
يقول الحبيب
أنه بالإضافة إلى هذا فقد ورد نص صريح ومعتبر في زيارة الناحية المقدسة عن صاحب العصر «أرواحنا فداه» وهو قوله: ”ولأبكين عليك بدل الدموع دما“.
الرد العلمي
فالإمام «أرواحنا فداه» قال : ”ولأبكين عليك بدل الدموع دما“.
ولم يقل ولأطبرن عليك بدل الدموع دما
وهذا للأسف يعرف معناه الصغير قبل الكبير فكيف تفوت هكذا معلومة سهلة على من ادعى العلم والفقاهة والتذاكي كما أننا إلى الآن لم نجد من المعصومين ما يشير الى التطبير بل هو بكاء كان وسيلة لحزنهم فنشف الدمع ليتحول دماً ولم يكن بأي حال من الأحوال هدفاً بل وسيلة .
يقول الحبيب
وقد تطور هذا الأصل (إدماء المعصومين أنفسهم) مع مرور الزمن، إلى إدماء الرؤوس والظهور والصدور إذ أن الناس ليس لهم قدرة المعصوم في البكاء حتى يبكوا دمًا من أعينهم بعد أن تنفذ دموعهم.
الرد العلمي
أين يا ياسر توجد روايات أن (إدماء المعصومين أنفسهم) تطور مع مرور الزمن، إلى إدماء الرؤوس والظهور والصدور ؟
أم أننا نرمي الكلام في الهواء الطلق وليس عليه جمارك فليأتنا برواية تقول أن (إدماء المعصومين أنفسهم) تطور مع مرور الزمن، إلى إدماء الرؤوس والظهور والصدور
ثم يناقض نفسه ليعترف بعدم قدرة الناس بمجاراة المعصوم في البكاء حتى يبكوا دمًا من أعينهم بعد أن تنفذ دموعهم.
فما هذا التناقض يا ياسر فإن كانت مشروعية التطبير عندك تأتي من هذه الروايات وبعدها تقول لا نقدر أن ننفذ هذا التطبير لعدم قدرتنا على مجاراة الأئمة فإذاً على أي مبدأ طبرت بمكانٍ آخر من الجسم غير العين فهل الهدف عندك إسالة الدم بأي طريقة وعجزك عنه في العين الذي تم تحديد نزول الدم منها بنتيجة البكاء
فما هذا الإستدلال الضعيف يا شيخ ؟؟
يقول الحبيب
وليس فقط الأئمة المعصومين قد أدموا أنفسهم على الحسين، بل أن حتى الأنبياء أدماهم الله على الحسين قبل أن يولد حتى يعلّمنا الإدماء عليه وفعلهم حجّة علينا.
فقد جاء في الروايات الشريفة التي رواها المجلسي في بحاره والطريحي في منتخبه:
أن آدم لمّا هبط إلى الأرض لم ير حواء فصار يطوف في طلبها فمر بكربلاء فاغتم وضاق صدره من غير سبب وعثر في الموضع الذي قتِل فيه الحسين حتى سال الدم من رجله فرفع راسه إلى السماء وقال: إلهي هل حدث مني ذنب آخر فعاقبتني به فإني طفت جميع الأرض وما أصابني سوء مثل ما أصابني في هذه الأرض؛ فأوحى الله إليه: يا آدم ما حدث منك ذنب ولكن يُقتل في هذه الأرض ولدك الحسين ظلمًا فسال دمك موافقة لدمه.
وأن إبراهيم عليه السلام مرّ في أرض كربلاء وهو راكب فرسًا فعثرت به وسقط إبراهيم وشجّ رأسه وسال دمه، فأخذ في الاستغفار وقال: إلهي أي شيءٍ حدث مني؟ فنزل إليه جبرئيل عليه السلام وقال: يا إبراهيم ما حدث منك ذنب ولكن هنا يُقتل سبط خاتم الأنبياء وابن خاتم الأوصياء فسال دمك موافقة لدمه.
وأن موسى عليه السلام كان ذات يوم سائرًا ومعه يوشع ابن نون عليه السلام، فلما جاء إلى أرض كربلاء انخرق نعله وانقطع شراكه ودخل الحسك في رجليه وسال دمه، فقال: إلهي أي شيء حدث مني؟ فأوحى الله إليه أن هنا يُقتل الحسين وهنا يُسفك دمه فسال دمك موافقة لدمه.
وعلّق الشيخ الحبيب على هذه الرواية بأنها كاشفة عن أن الإدماء على الحسين في يوم العاشر من محرم هو أمر محبوب عند الله تبارك وتعالى والأفضل فيه أن يوافق أرض كربلاء المقدسة، فعلى ماذا ينكر علينا المناوئون؟
الرد العلمي
من الذي أسال الدم من رجل آدم ؟
الله هو الذي أسال الدم وليس آدم
ومن الذي شجّ رأس إبراهيم وأسال دمه حتى بدأ يستغفر ؟
الله هو الذي أسال الدم وليس إبراهيم
من الذي أسال الدم من رجل موسى ؟
الله هو الذي أسال الدم وليس موسى
حسناً يا أخواني بما أن الله أراد هو أن يسيل الدم ليعطي للأنبياء إشارة أن الإمام الحسين يستشهد في هذا المكان وفي كل رواية تقول
فسال دمك موافقة لدمه
فهنا الذي أسال الدم هو الله مع العلم أنها لم تتكرر من الله مع نفس الأنبياء ولم نعهد أن أحد الأنبياء المذكورين بعد أن حصل معه الحادث في كربلاء أنه بدأ يسيل دمه بنفسه موافقة لدم الإمام الحسين إذاً فالحوادث الثلاثة جاءت لتنبيه الأنبياء على عظمة الإمام الحسين وعلى انه المكان الذي يستشهد فيه وعلى ان دماءهم الزكية سالت في كربلاء مكان إستشهاد الإمام الحسين موافقة لدمه الطاهر وتمهيداً وتقديساً لذلك الدم والملاحظ أن الحوادث الثلاثة جرت في مكان واحد وهو كربلاء وهذا إن دل فيدل على ان هدف من اسالة الله لدم الأنبياء في هذا المكان بالتحديد هو للتنبيه لما يجري عليه ولتعظيم المكان والدم الذي يسفك فيه ولا اعلم من أين جاء بقياس ان هذا يعني التطبير عنده ولا اعلم لماذا يريد الله أن يحصر التطبير في بقعة معينة وأن يقوم بنفسه بتطبير الأنبياء لا أن يطبروا هم بأنفسهم كما يلاحظ أن نبيين سال الدم من رجلهما فلماذا لا يُستحدث تطبير الأرجل بأن يمد المطبرون أرجلهم بدل رؤوسهم للبدء بالتطبير والأنكى من كل ذلك فإن ياسر الحبيب يعترف أنه لا يجاري المعصوم في البكاء ليتحول دمعه إلى دم فما باله يجاري الأنبياء فيما ادعاه بتطبير رؤوسهم فلماذا هذه يستطيع المجاراة والأخرى لا يستطيع مع أن التي يجاريها حصلت من الله للأنبياء وليست من المعصوم بنفسه هذا طبعاً لو قبلنا بالأصل أن نسمي تلك الأفعال تطبير
يقول الحبيب
أن جماعة من المؤمنين بقيادة صعصعة بن صوحان كانوا قد وصلوا متأخرين إلى كربلاء بعد تسعة أيام من عاشوراء، ولمّا علموا باستشهاد الحسين أخرجوا سيوفهم من أغمادها وأخذوا يضربون رؤوسهم، وتقول الروايات أن دماؤهم سالت على قبر الحسين وامتزجت مع دمه الطاهر.
الرد العلمي
الرواية لا يعتد بها طالما هي غير مروية عن كتب الشيعة وقد أمرونا أهل البيت من الأخذ من كتب شيعتهم فقط وترك كتب مخالفيهم هذا أولاً
كما أن لا سند لها بالأصل هذا لو قبلنا الأخذ بتلك الرواية هذا ثانياً
أما ثالثاً فالإمام الحسين حاشى أن يرسل إستغاثة وهو يعلم مسبقاً أنها سوف تتأخر عنه فيكون بموقف الغير عالم وهو القائل من لحق بنا منكم استشهد ومن تخلف لم يبلغ الفتح وهو العالم أن أصحابه هم فقط شيعته الذين استشهدوا معه فيكون عدم وجودهم في معسكره هو الخسران المبين وإلا لا يعني تصرفهم بضرب رؤوسهم حسرة على ما فاتهم سوى إعتراف منهم بالتقصير
رابعاً فكما علموا بما حدث على الإمام الحسين أنه إستشهد فلا بد أن يعلموا عن السبايا وعن مصير حجة الله في الأرض حينها وهو الإمام زين العابدين بحيث يكون لديهم فرصة لتصحيح تقصيرهم بالوصول لموكب السبي وتحرير السبايا والإمام زين العابدين والرؤوس من الأسر والسبي وخاصة أنهم جاؤوا بعد تسعة ايام من إستشهاده عليه السلام
خامساً وأخيراً عملهم لم يكن بفعل أو أمر المعصوم لهم ولا بوجوده ولم يبلغنا اقله الثناء عليهم فعملهم حجة عليهم ولو كان اقله موجود الإمام وهو راضٍ عنهم وفعلوا ذلك وسكت لقلنا أن سكوته دليل وكيف وبالأصل لم يذكرهم الإمام ولم يثن عليهم أو يزكيهم فإن كان الأصل معدوم فلا يؤخذ بباقي ما يفعلونه والإمام غير مسؤول عن طقوسهم إذا كان لم يسأل عنهم بالأصل وكيف لا وهم أيضاً لم يسألوا عنه أصلاً أو لم يطلبوا التوبة منه أو يأتوا لزيارته في أن يستسمحهم
وأخيراً لو غضينا النظر عن كل ذلك فلم نجد أن المعصوم يشرعن ما فعلوه أو يشير إلى فعلهم وهو بأبي وأمي لم يترك طريقة بالعزاء والبكاء إلا فعله حتى أصبح من البكائين الخمسة
يقول الحبيب
ثم عاد الشيخ إلى ما سبق، وهي روايات أصل الإدماء ليتوقف على رواية مسلم الجصاص، الرواية التي نقلها العلامة المجلسي في بحار الأنوار، والتي نص على أنه نقلها من الكتب المعتبرة، والتي هي بتمامها هكذا:
”عن مسلم الجصاص قال: دعاني ابن زياد لاصلاح دار الإمارة بالكوفة، فبينما أنا أجصص الأبواب وإذا أنا بالزعقات قد ارتفعت من جنبات الكوفة، فأقبلتُ على خادم كان معنا فقلت: ما لي أرى الكوفة تضج؟
قال: الساعة أتوا برأس خارجي خرج على يزيد، فقلت: من هذا الخارجي؟ فقال: الحسين بن علي «عليهما السلام«.
فتركت الخادم حتى خرج ولطمت وجهي حتى خشيت على عيني أن تذهب، وغسلت يدي من الجص وخرجت من ظهر القصر وأتيت إلى الكناس فبينما أنا واقف والناس يتوقعون وصول السبايا والرؤوس إذ قد أقبلت نحو أربعين شقة تحمل على أربعين جملا فيها الحرم والنساء وأولاد فاطمة «عليها السلام» وإذا بعلي بن الحسين «عليهما السلام» على بعير بغير وطاء، وأوداجه تشخب دما، وهو مع ذلك يبكي ويقول:
يا أمّة السوء لا سقيا لربعكم.. يا أمة لم تراع جدنا فينا
لو أننا ورسول الله يجمعنا.. يوم القيامة ما كنتم تقولونا؟
تسيّرونا على الأقتاب عاريةً.. كأننا لم نشيّد فيكمُ دينا؟
بني أمية ما هذا الوقوف على.. تلك المصائب لا تلبون داعينا؟
تصفقون علينا كفكم فرحًا.. وأنتم في فجاج الأرض تسبونا
أليس جدي رسول الله ويلكم.. أهدى البرية من سبل المضلينا؟
يا وقعة الطف قد أورثتني حزنا.. والله يهتك أستار المسيئينا
وصار أهل الكوفة يناولون الأطفال الذين على المحامل بعض التمر و الخبز والجوز، فصاحت بهم أم كلثوم وقالت: يا أهل الكوفة إن الصدقة علينا حرام، وصارت تأخذ ذلك من أيدي الأطفال وأفواههم وترمي به إلى الأرض، كل ذلك والناس يبكون على ما أصابهم.
ثم إن أم كلثوم أطلعت رأسها من المحمل، وقالت لهم: صه يا أهل الكوفة تقتلنا رجالكم ، وتبكينا نساؤكم؟ فالحاكم بيننا وبينكم الله يوم فصل القضاء، فبينما هي تخاطبهن إذا بضجة قد ارتفعت، فإذا هم أتوا بالرؤوس يقدمهم رأس الحسين «عليه السلام» وهو، رأس زهري قمري أشبه الخلق برسول الله «صلى الله عليه وآله» ولحيته كسواد السبج قد انتصل منها الخضاب، ووجهه دائرة قمر طالع والرمح تلعب بها يمينا وشمالا، فالتفتت زينب فرأت رأس أخيها فنطحت جبينها بمقدم المحمل، حتى رأينا الدم يخرج من تحت قناعها وأومأت إليه بخرقة وجعلت تقول:
يـا هلالاً لـمّـا اسـتتم كـمالا.. غالـهُ خسـفـه فـأبـدا غـروبـا
ما توهمت يا شقيقَ فؤادي..كـان هـذا مـقـــدّراً مـكـتـوبـا
يا أخي فاطمُ الصغيرة كلّمها.. فـقــد كـاد قـلـبـهـا أن يــذوبا
يا أخي قلبكَ الشفيق علينا.. ما لهُ قد قسى وصـار صليـبا؟
يا أخي لو ترى علياً لدى الأسر.. مـع الـيــتـم لا يــطـيـقُ وجــوبـا
كلّـمـا أوجـعـوهُ بالضـرب ناداكَ.. بــذلٍ يــفيـضُ دمــعــًا ســكوبا
يا أخي ضــمّــهُ إليــكَ وقــرّبــهُ.. وسكـّـن فـــؤادهُ المـــرعـــوبــا
مـا أذلَ اليـتـيــمَ حـيـن يــنــادي.. بأبيــــــهِ ولا يـراهُ مـُــجــيــبــا“
وفنـّد سماحته أولى الأقوال وهي مقولة أن هذه الرواية وُجـِدت في (منتخب الطريحي) فإذن العلامة المجلسي نقلها منه، ومنتخب الطريحي ليس كتاب معتبر فإذن الرواية غير معتبرة! ؛ واصفـًا «حفظه الله» هذا القول بأنه قول الجهلاء الذين لم يدرسوا علم الرواية جيدًا، لأنه ليس من اللازم أن يكون المجلسي «رضوان الله عليه» نقلها من منتخب الطريحي المعاصر له بل قد يكون أخذها من مصدر ثاني أو ثالث أو رابع كما أخذها الطريحي، ثمّ أنه من الذي قال أن كتاب (منتخب الطريحي) في مثل هذه الموارد ليس بمعتبر؟
ثمّ أن هذه الرواية حكم باعتبارها الفقهاء كالعلامة المجلسي، وقد صححها شيخ الشريعة الأصفهاني، وغيرهم الكثيرين إذ أن هذه الرواية تخضع لقاعدة ”التسامح في أدلة السنن“ التي تسالم عليها الفقهاء بمن فيهم من لا يأخذ بها نظريًا إلا أنه يفتي بموجبها عمليًا لأنه لو تشددنا سنديًا لاندثرت كثير من المستحبات التي نعمل بها، كقراءة دعاء دعاء كميل مثلا، والذي وصل إلينا بسند مرسل، كما أن تسعة وتسعون بالمئة من روايات القضية الحسينية التي يأتي ذكرها على المنابر ضعيفة السند، فلو رفضنا كل رواية مرسلة وضعيفة السند لما تبقى لنا شيء من تاريخ واقعة كربلاء أصلا، ولذا فأن هذه الروايات تخضع لقواعد علم الدراية التي تبحث في وثاقة الصدور والتي منها على سبيل المثال: قاعدة المخالفة لأهل العامة، وقاعدة الشهرة، وقاعدة الموافقة للكتاب، وإلى ما هنالك من أمور يعرفها من يشتغل بالفقه والفقه الاستدلالي تحديدًا والبحث الخارج.
هذا بالأضافة إلى الإشارة بأننا لو تأملنا في بعض الروايات الصحيحة السند لوجدنا أن المنهج العلمي المندرج تحت باب (التعادل والترجيحات) يرفضها، كبعض الروايات التي يكون ظاهرها تحريف القرآن وبعض الروايات المرتبطة بباب الصلاة، وما أشبه.
وعليه فأن اعتبار أي رواية لا ينحصر بمناقشة السند إذ أن هذا منهج العاجز ومنهج الحشوية من المخالفين، فالسند واحد من طرق الحكم باعتبار أي رواية والأصل هو النظر في المتن.
ثم يسترسل في البحث ليقول
مسلم الجصاص هو عامل مستأجر ليجصص قصر ابن مرجانة فكيف تقبل روايته؟
وعن هذه المناقشة الثانية أجاب الشيخ:
أما أنه كيف نقبل رواية مسلم الجصاص مع أنه كان يجصّص قبر ابن مرجانة؛ فهذا من أطرف الإشكالات! لأن المقتل الذي نقرأه الآن عما جرى على أبي عبد الله الحسين (صلوات الله عليه) في كربلاء جلّه مرويٌّ عن حميد بن مسلم الأزدي وقد كان من جنود عمر بن سعد (لعنه الله) منخرطاً في جيشه!
إنما نقبل روايات هؤلاء - مع قطع النظر عما جاء في التاريخ من كونهم تابوا بعد ذلك وخرجوا مع المختار - من باب الاطمئنان إلى أن العدو لا يشهد على نفسه إلا بالصدق، ولا يُظهر عيوبه إلا وهو محق.
ولا يخفى أن قول أحدهم أنه كان حاضرًا في معسكر العدو، أو كان يجصّص قصر الطاغي، ومع ذلك هاله ما جرى على الحسين وأهل بيته وأصحابه (صلوات الله عليهم) ورواه بتفاصيله؛ مفهومه أنه يدين نفسه لتخاذله أو تقصيره، ولذا يُطمأن إلى ما رواه.
مثال ذلك ما لو شهد أحد الصهاينة اليوم الذين شاركوا في الحرب على غزة قائلاً: ”رأيت امرأة تحمل رضيعها، فأطلق عليها زميل لي النار حتى أرداها، وكان رضيعها قد سقط أرضًا، فجاءه زميل آخر لي وداس عليه برجله“. فإنّا في مثل هذه الحالة نقبل شهادة هذا الصهيوني مع أنه كافر معادي، لا لشيء إلا لوثوقنا بأن ما يرويه وينقله قد صدق فيه، لأنه لا مصلحة له في إدانة نفسه وقومه، وأن ما ذكره في شهادته نشأ من عدم تحمّله لبشاعة هذا المنظر الذي رآه. فكذلك الحال في مثل حميد بن مسلم ومسلم الجصاص وأمثالهما.
الرد العلمي
رواية غير صحيحة يرويها أحد عمّال بني أمية إسمه مسلم الجصاص هو عامل مستأجر ليجصص قصر ابن مرجانة في إعتراف نفس الراوي فيدعي الحبيب ويقول
أما أنه كيف نقبل رواية مسلم الجصاص مع أنه كان يجصّص قبر ابن مرجانة؛ فهذا من أطرف الإشكالات! لأن المقتل الذي نقرأه الآن عما جرى على أبي عبد الله الحسين (صلوات الله عليه) في كربلاء جلّه مرويٌّ عن حميد بن مسلم الأزدي وقد كان من جنود عمر بن سعد (لعنه الله) منخرطاً في جيشه!
إنما نقبل روايات هؤلاء - مع قطع النظر عما جاء في التاريخ من كونهم تابوا بعد ذلك وخرجوا مع المختار - من باب الاطمئنان إلى أن العدو لا يشهد على نفسه إلا بالصدق، ولا يُظهر عيوبه إلا وهو محق.
ولا يخفى أن قول أحدهم أنه كان حاضرًا في معسكر العدو، أو كان يجصّص قصر الطاغي، ومع ذلك هاله ما جرى على الحسين وأهل بيته وأصحابه (صلوات الله عليهم) ورواه بتفاصيله؛ مفهومه أنه يدين نفسه لتخاذله أو تقصيره، ولذا يُطمأن إلى ما رواه.
مثال ذلك ما لو شهد أحد الصهاينة اليوم الذين شاركوا في الحرب على غزة قائلاً: ”رأيت امرأة تحمل رضيعها، فأطلق عليها زميل لي النار حتى أرداها، وكان رضيعها قد سقط أرضًا، فجاءه زميل آخر لي وداس عليه برجله“. فإنّا في مثل هذه الحالة نقبل شهادة هذا الصهيوني مع أنه كافر معادي، لا لشيء إلا لوثوقنا بأن ما يرويه وينقله قد صدق فيه، لأنه لا مصلحة له في إدانة نفسه وقومه، وأن ما ذكره في شهادته نشأ من عدم تحمّله لبشاعة هذا المنظر الذي رآه. فكذلك الحال في مثل حميد بن مسلم ومسلم الجصاص وأمثالهما.
والله أنني لم أجد أسخف من هذا الرد فيقول المقتل الذي نقرأه الآن عما جرى على أبي عبد الله الحسين (صلوات الله عليه) في كربلاء جلّه مرويٌّ عن حميد بن مسلم الأزدي وقد كان من جنود عمر بن سعد (لعنه الله) منخرطاً في جيشه!
وهل قال لك أن تقرأ المصرع الذي حدده لك حميد بن مسلم الأزدي ؟
ومن قال لك روايات واقعة الطف لا يوجد فيها سوى حميد بن مسلم الأزدي ؟
هذا دليل أنك يا جاهل غير مطلع أصلاً على واقعة الطف من كافة مصادرها
ثم يناقض نفسه فيقول إنما نقبل روايات هؤلاء - مع قطع النظر عما جاء في التاريخ من كونهم تابوا بعد ذلك وخرجوا مع المختار
والله ألا تخجل من نفسك فأنت لديك محاضرة كبيرة بضلالة المختار وبالتالي آتني برواية واحدة ان مسلم الجصاص إلتحق براية المختار الضال كما تدعي .
ثم يقول ويسترسل جهلاً ولا يخفى أن قول أحدهم أنه كان حاضرًا في معسكر العدو، أو كان يجصّص قصر الطاغي، ومع ذلك هاله ما جرى على الحسين وأهل بيته وأصحابه (صلوات الله عليهم) ورواه بتفاصيله؛ مفهومه أنه يدين نفسه لتخاذله أو تقصيره، ولذا يُطمأن إلى ما رواه.
جميل فمعاوية أيضاً بكى على أمير المؤمنين عندما طلب من إبن الدرداء ان يصفه له فهل يكون معاوية صالح مثلاً ؟
وإذا كان مسلم الجصاص اتضح عندك انه تاب فلماذا لم يقدم نفسه في مذبح الشهادة دفاعاً عن موكب السبايا أو دفاعاً عن الإمام زين العابدين المكبل بالجامعة ؟ فمن قام بالتوبة فعلاً هو الذي فضح إبن زياد وشتمه بين الناس بعد إستشهاد الإمام الحسين وليس صاحبك الجصاص حشرك الله معه
والمضحك أنه يقول مثال ذلك ما لو شهد أحد الصهاينة اليوم الذين شاركوا في الحرب على غزة قائلاً: ”رأيت امرأة تحمل رضيعها، فأطلق عليها زميل لي النار حتى أرداها، وكان رضيعها قد سقط أرضًا، فجاءه زميل آخر لي وداس عليه برجله“. فإنّا في مثل هذه الحالة نقبل شهادة هذا الصهيوني مع أنه كافر معادي، لا لشيء إلا لوثوقنا بأن ما يرويه وينقله قد صدق فيه، لأنه لا مصلحة له في إدانة نفسه وقومه، وأن ما ذكره في شهادته نشأ من عدم تحمّله لبشاعة هذا المنظر الذي رآه. فكذلك الحال في مثل حميد بن مسلم ومسلم الجصاص وأمثالهما.
للأسف يريد أن يقيس هذه بتلك وكأننا مأمورين أن نصدق الإسرائيلي ان اعترف او لا وهل معركة غزة هي من صلب الدين والعقيدة وهل يقدم أو يؤخر تصديقنا من عدمه لذلك الإسرائيلي أو ألم يقرأ هذا الجاهل قول المعصوم عليه السلام قائلاً
كل ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل
ثم يقول أن هذه الرواية حكم باعتبارها الفقهاء كالعلامة المجلسي
يا جاهل العلامة المجلسي يقول نقلتها من كتاب معتبر ولم يقل إن الرواية بنفسها معتبرة فالفرق واضح فمثلاً كتاب من لا يحضره الفقيه معتبر ولكن لا يُشترط أن تكون كل رواياته معتبرة
ثم يقول
ولذا فأن هذه الروايات تخضع لقواعد علم الدراية التي تبحث في وثاقة الصدور والتي منها على سبيل المثال: قاعدة المخالفة لأهل العامة، وقاعدة الشهرة، وقاعدة الموافقة للكتاب، وإلى ما هنالك من أمور يعرفها من يشتغل بالفقه والفقه الاستدلالي تحديدًا والبحث الخارج.
هنا يناقض نفسه فيقول أنه يجب أخذ بالقاعدة المخالفة لأهل العامة،جميل جداً فهل طبقت هذا الخلاف مع مسلم الجصاص الذي هو عامي المذهب بل وملعون أيضاً ؟ بالطبع لا
ثم الرواية فيها ركاكة بالشعر من المستحيل ان تصدر عن المعصوم فالأبيات المنسوبة كذباً للإمام زين العابدين يقول فيها
لو أننا ورسول الله يجمعنا
والمفروض أن تكون
لو أن رسول الله يجمعنا
كما يقول تسيّرونا على الأقتاب عاريةً
فما هي العارية هنا ولمن تعود ؟
كما يقول بني أمية ما هذا الوقوف على.. تلك المصائب لا تلبون داعينا؟
وهذه ما تضحك الثكلى فالإمام زين العابدين يسأل بني أمية ويعاتبهم على وقوفهم أمام المصائب من دون أن يلبوا الداعي الذي هو الإمام الحسين لمواجهة تلك المصائب
وهذا البيت كأنه يبرئ بني أمية الذين هم أصل المصاب بالحسين ليقول لهم لماذا لم تلبونا حين وقعت المصائب فينا
ثم يكمل تصفقون علينا كفكم فرحًا.
والله لم أجد شعراً ركيكاً كهذا الشعر الذي يشبه كل شيء إلا الشعر
المفروض ان تكون تصفق علينا كفوفكم فرحًا وليس تصفقون علينا كفكم فرحًا .
ثم يكمل أليس جدي رسول الله ويلكم
هل رسول الله ويل ؟؟؟؟ وهل يكون ويلكم أو ويلاً عليكم ؟؟؟
ثم تقول الرواية فالتفتت زينب فرأت رأس أخيها فنطحت جبينها
فالنطح أجلكم الله مخصص للحيوان ولكن لو سلمنا بذلك فلنقرأ ماذا أنشدت
تقول يا أخي قلبكَ الشفيق علينا.. ما لهُ قد قسى وصـار صليـبا؟
لا أعرف هل يحق للشاعر ما لا يحق لغيره في أن يتهم قلب الإمام بالقسوة وإن كان مجازياً ومن ثم تحول إلى صليباً
ثم تقول
يا أخي لو ترى علياً لدى الأسر.. مـع الـيــتـم لا يــطـيـقُ وجــوبـا
مع ركاكة البيت فما هو الذي لا يطيقه المعصوم فعله من واجب ؟
ثم تقول
يا أخي ضــمّــهُ إليــكَ وقــرّبــهُ.. وسكـّـن فـــؤادهُ المـــرعـــوبــا
فؤاد الإمام مرعوب من الأعداء أليس كذلك ؟
وعلي الأكبر يقول لا نبالي إن وقعنا على الموت أو وقع الموت علينا بينما أخاه المعصوم فؤاده مرعوب من الأعداء في الوقت الذي يحتاج الموقف قلباً وفؤاداً قوياً وكيف يرتعب قلبه من عدوه وهو المعصوم
هذه كلها تؤكد على كذب هذه الرواية سنداً ومتناً ولكن نقول لو سلمنا أنها صحيحة والتسليم محال ولكن فلنفترض هذا المحال
فالسيدة زينب لم يكن هدفها إسالة الدم بل كان إسالة الدم وسيلة في وقتها لهدف آخر وفي ظرف غير طبيعي وهو رؤية رأس الحسين مرفوع ومن هنا جاءت العفوية من دون أن يكون هدفها إسالة الدم ورغم ذلك لم تتكرر الحادثة ولم تكن تطبيراً بالمعنى المتداول اليوم كما نراه رغم وجود رواية بأن الحسين أوصاها بعدم فعل ذلك وهو لم يحدد زمان معين بل كلامه مطلق لأنه لم يستثن بالوصية وقتاً محدداً .
يقول الحبيب
وأضاف سماحته أيضا.. أن إثبات استحباب الإدماء في مواساة الحسين لا ينحصر بروايات إدماء الأئمة المعصومين ومن يليهم، بل يكفي إثباته بالروايات التي تؤكد على استحباب الحجامة وهي روايات مستفيضة واردة عندنا وعند مخالفينا، إذ أنها تثبت باللغة المحكية أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد طبّر رأسه وأمر بالتطبير!
معللا قوله بأن التطبير هو أحد أنواع الحجامة التي تجرى على الرأس، وقد كان النبي الأعظم مواظبًا عليها ويسميها "المغيثة" أو "المنقذة" حيث جاء عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام: الحجامة على الرأس على شبر من طرف الأنف وفتر ما بين الحاجبين.
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يسميها: المنقذة.
وفي حديث آخر: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يحتجم على رأسه ويسميها: مغيثة أو منقذة. (وسائل الشيعة لتحصيل مسائل الشريعة/ ج17/ ص114)
الرد العلمي
ما اكثر تشابه الحبيب بإبن تيمية في القياس فالنبي كان يقول إحتجموا ولم يقل يوماً طبِّروا بل إن الحجامة لخير دليل على طريقة قياس الحبيب في أن التطبير محرم والسبب بأنه كان يستطيع النبي أن يقول بدل كلمة احتجموا طبروا بحيث يصبح التطبير علاجاً بدل الحجامة مما سيقبله كل جمهور الفرق الاسلامية من دون اي استغراب اليوم لأنه سيكون وارد بكتب الجميع مما يفتح المشروعية أمام التطبير ولن يعود مستغرباً اليوم فلماذا سيتمسك النبي بكلمة ومبدأ الحجامة ولا يستبدلها بالتطبير إن كان التطبير يجمع بين معالجة الأمراض وكدواء للجسد من جهة وبين أن يكون من ضمن الشعائر من جهة أخرى إلا إذا كان النبي لا يرى بالتطبير شعيرة فلذلك لم يستبدلها مكان الحجامة
بالمختصر هذا الرد على ياسر الحبيب وعلى غيره ممن يتبنون نظرية لا قيمة لها علمياً مع العلم بأننا لم نتطرق للروايات والآيات المحرمة للتطبير والحمد لله رب العالمين
ورداً على ما قاله الشيخ ياسر الحبيب في مسألة التطبير وحليته عنده
فنبدأ بما تفضل به والرد عليه في تناوله للمسألة من خلال ما عرضه في هذا الرابط
http://dertropfen.com/edara/index.php?id=400
يقول الحبيب
ومن يريد أن يستشكل على ما سنورده من روايات في إدماء المعصومين أنفسهم في اختلاف الكيفية نقول له وكذلك لم ينصب المعصومون منبرًا يتجمع حوله الناس ويأتي رادود يقرأ أبياتـًا ويلطم معه اللاطمون بهذه الردات المتعارفة على النحو المعمول به اليوم، ولكن الثابت أن المعصومين قد لطموا أنفسهم وقالوا ”على مثل الحسين فلتشق الجيوب، ولتخمش الوجوه، ولتلطم الخدود“.
الرد العلمي
بداية لا يوجد في الروايات أن المعصومين أدموا أنفسهم ويبدو أنه لا يُفَرِّق بين الفعل وبين نتيجة الفعل فالإدماء لم يحصل منهم عليهم السلام بل حصل منهم البكاء مما أدى إلى أن ينشف الدمع ليتحول إلى دم وهذا لا يقال عنه إدماء بل بكاء وأما ما قاله في خصوص الرواديد فلم يقل أحد أن الشكل المعهود اليوم هو نفسه ما كان في عهد الأئمة ويجب أن يُفَرِّق ما بين البدعة وما بين المشروع الشرعي حسب النصوص
فأهل البيت كانوا يحثون على إنشاد الشعر الحسيني بكثير من الروايات ولا أعلم أن جهل الحبيب في معرفة ان الرادود إنما يطلق شعراً بلهجته المحلية إن كانت عراقية أو بحرينية أو غيرها فيكون هذا العمل موافق بصريح العبارة ما كان يدعون إليه أئمة أهل البيت فيكون قياسه رغم حرمة القياس باطل لأنه لم يستدل على شيء لم يكن بالأصل مُشرَّعاً لتحليل ما لم يكن مشرَّعاً وما لم يأمر به أئمتنا بل حرموه في عدة موارد
ثم يقول الحبيب
أن زين العابدين عليه السلام كان إذا أخذ إناءً ليشرب يبكي حتى يملأه دمًا.
الرد العلمي
نعم هنا تقول الرواية أن الإمام زين العابدين كان يبكي ولم تقل كان يطبر فليتفضل ان استطاع ان يصل ياسر الحبيب الى ذرَّة من مستوى وعبادة الإمام زين العابدين في أن يبكي لينزل الدم من عينيه فلا أحد سيمنعه إن إستطاع ذلك
يقول الحبيب
أن هذا الحديث يعضده حديث آخر رواه الشيخ الصدوق «رضوان الله عليه» عن الإمام الرضا «عليه السلام» حيث قال: ”أن يوم الحسين أقرح جفوننا“. (عيون أخبار الرضا)
وشرح الشيخ لفظ العبارة بأنه يفيد الإدماء وإن كان داخليًا فيتجلى المعنى في الحديث أن الإمام الرضا «عليه السلام» كان يدمي عينيه أراديًا بالبكاء على الإمام الحسين صلوات الله عليه.
الرد العلمي
أحسنت يا ياسر الحبيب ها أنت تعترف وتقول المعنى في الحديث أن الإمام الرضا «عليه السلام» كان يدمي عينيه أراديًا بالبكاء
يعني لم يكن إدماء العين إرادياً بالتطبير بل بالبكاء رغم تعليقنا السابق على كلمة إدماء بل هو بكاء أو إبكاء حتى تنفذ دموعه وتتحول إلى دم
وهذا ما قاله في مقطعٍ سابقٍ له فيقول :
أن هذا يعني أن الدموع قد نفذت من عيون الإمام السجاد «عليه السلام» إلى أن أصبحت عيناه تبكي دمًا
ومن هنا نقول لك اننا ندينك من فمك فالحالة هي حالة بكاء وليس الإدماء وحتى البكاء هو وسيلة وليس هدف بينما الحبيب حوَّل البكاء لحالة إدماء وجعله هدفاً .
يقول الحبيب
أنه بالإضافة إلى هذا فقد ورد نص صريح ومعتبر في زيارة الناحية المقدسة عن صاحب العصر «أرواحنا فداه» وهو قوله: ”ولأبكين عليك بدل الدموع دما“.
الرد العلمي
فالإمام «أرواحنا فداه» قال : ”ولأبكين عليك بدل الدموع دما“.
ولم يقل ولأطبرن عليك بدل الدموع دما
وهذا للأسف يعرف معناه الصغير قبل الكبير فكيف تفوت هكذا معلومة سهلة على من ادعى العلم والفقاهة والتذاكي كما أننا إلى الآن لم نجد من المعصومين ما يشير الى التطبير بل هو بكاء كان وسيلة لحزنهم فنشف الدمع ليتحول دماً ولم يكن بأي حال من الأحوال هدفاً بل وسيلة .
يقول الحبيب
وقد تطور هذا الأصل (إدماء المعصومين أنفسهم) مع مرور الزمن، إلى إدماء الرؤوس والظهور والصدور إذ أن الناس ليس لهم قدرة المعصوم في البكاء حتى يبكوا دمًا من أعينهم بعد أن تنفذ دموعهم.
الرد العلمي
أين يا ياسر توجد روايات أن (إدماء المعصومين أنفسهم) تطور مع مرور الزمن، إلى إدماء الرؤوس والظهور والصدور ؟
أم أننا نرمي الكلام في الهواء الطلق وليس عليه جمارك فليأتنا برواية تقول أن (إدماء المعصومين أنفسهم) تطور مع مرور الزمن، إلى إدماء الرؤوس والظهور والصدور
ثم يناقض نفسه ليعترف بعدم قدرة الناس بمجاراة المعصوم في البكاء حتى يبكوا دمًا من أعينهم بعد أن تنفذ دموعهم.
فما هذا التناقض يا ياسر فإن كانت مشروعية التطبير عندك تأتي من هذه الروايات وبعدها تقول لا نقدر أن ننفذ هذا التطبير لعدم قدرتنا على مجاراة الأئمة فإذاً على أي مبدأ طبرت بمكانٍ آخر من الجسم غير العين فهل الهدف عندك إسالة الدم بأي طريقة وعجزك عنه في العين الذي تم تحديد نزول الدم منها بنتيجة البكاء
فما هذا الإستدلال الضعيف يا شيخ ؟؟
يقول الحبيب
وليس فقط الأئمة المعصومين قد أدموا أنفسهم على الحسين، بل أن حتى الأنبياء أدماهم الله على الحسين قبل أن يولد حتى يعلّمنا الإدماء عليه وفعلهم حجّة علينا.
فقد جاء في الروايات الشريفة التي رواها المجلسي في بحاره والطريحي في منتخبه:
أن آدم لمّا هبط إلى الأرض لم ير حواء فصار يطوف في طلبها فمر بكربلاء فاغتم وضاق صدره من غير سبب وعثر في الموضع الذي قتِل فيه الحسين حتى سال الدم من رجله فرفع راسه إلى السماء وقال: إلهي هل حدث مني ذنب آخر فعاقبتني به فإني طفت جميع الأرض وما أصابني سوء مثل ما أصابني في هذه الأرض؛ فأوحى الله إليه: يا آدم ما حدث منك ذنب ولكن يُقتل في هذه الأرض ولدك الحسين ظلمًا فسال دمك موافقة لدمه.
وأن إبراهيم عليه السلام مرّ في أرض كربلاء وهو راكب فرسًا فعثرت به وسقط إبراهيم وشجّ رأسه وسال دمه، فأخذ في الاستغفار وقال: إلهي أي شيءٍ حدث مني؟ فنزل إليه جبرئيل عليه السلام وقال: يا إبراهيم ما حدث منك ذنب ولكن هنا يُقتل سبط خاتم الأنبياء وابن خاتم الأوصياء فسال دمك موافقة لدمه.
وأن موسى عليه السلام كان ذات يوم سائرًا ومعه يوشع ابن نون عليه السلام، فلما جاء إلى أرض كربلاء انخرق نعله وانقطع شراكه ودخل الحسك في رجليه وسال دمه، فقال: إلهي أي شيء حدث مني؟ فأوحى الله إليه أن هنا يُقتل الحسين وهنا يُسفك دمه فسال دمك موافقة لدمه.
وعلّق الشيخ الحبيب على هذه الرواية بأنها كاشفة عن أن الإدماء على الحسين في يوم العاشر من محرم هو أمر محبوب عند الله تبارك وتعالى والأفضل فيه أن يوافق أرض كربلاء المقدسة، فعلى ماذا ينكر علينا المناوئون؟
الرد العلمي
من الذي أسال الدم من رجل آدم ؟
الله هو الذي أسال الدم وليس آدم
ومن الذي شجّ رأس إبراهيم وأسال دمه حتى بدأ يستغفر ؟
الله هو الذي أسال الدم وليس إبراهيم
من الذي أسال الدم من رجل موسى ؟
الله هو الذي أسال الدم وليس موسى
حسناً يا أخواني بما أن الله أراد هو أن يسيل الدم ليعطي للأنبياء إشارة أن الإمام الحسين يستشهد في هذا المكان وفي كل رواية تقول
فسال دمك موافقة لدمه
فهنا الذي أسال الدم هو الله مع العلم أنها لم تتكرر من الله مع نفس الأنبياء ولم نعهد أن أحد الأنبياء المذكورين بعد أن حصل معه الحادث في كربلاء أنه بدأ يسيل دمه بنفسه موافقة لدم الإمام الحسين إذاً فالحوادث الثلاثة جاءت لتنبيه الأنبياء على عظمة الإمام الحسين وعلى انه المكان الذي يستشهد فيه وعلى ان دماءهم الزكية سالت في كربلاء مكان إستشهاد الإمام الحسين موافقة لدمه الطاهر وتمهيداً وتقديساً لذلك الدم والملاحظ أن الحوادث الثلاثة جرت في مكان واحد وهو كربلاء وهذا إن دل فيدل على ان هدف من اسالة الله لدم الأنبياء في هذا المكان بالتحديد هو للتنبيه لما يجري عليه ولتعظيم المكان والدم الذي يسفك فيه ولا اعلم من أين جاء بقياس ان هذا يعني التطبير عنده ولا اعلم لماذا يريد الله أن يحصر التطبير في بقعة معينة وأن يقوم بنفسه بتطبير الأنبياء لا أن يطبروا هم بأنفسهم كما يلاحظ أن نبيين سال الدم من رجلهما فلماذا لا يُستحدث تطبير الأرجل بأن يمد المطبرون أرجلهم بدل رؤوسهم للبدء بالتطبير والأنكى من كل ذلك فإن ياسر الحبيب يعترف أنه لا يجاري المعصوم في البكاء ليتحول دمعه إلى دم فما باله يجاري الأنبياء فيما ادعاه بتطبير رؤوسهم فلماذا هذه يستطيع المجاراة والأخرى لا يستطيع مع أن التي يجاريها حصلت من الله للأنبياء وليست من المعصوم بنفسه هذا طبعاً لو قبلنا بالأصل أن نسمي تلك الأفعال تطبير
يقول الحبيب
أن جماعة من المؤمنين بقيادة صعصعة بن صوحان كانوا قد وصلوا متأخرين إلى كربلاء بعد تسعة أيام من عاشوراء، ولمّا علموا باستشهاد الحسين أخرجوا سيوفهم من أغمادها وأخذوا يضربون رؤوسهم، وتقول الروايات أن دماؤهم سالت على قبر الحسين وامتزجت مع دمه الطاهر.
الرد العلمي
الرواية لا يعتد بها طالما هي غير مروية عن كتب الشيعة وقد أمرونا أهل البيت من الأخذ من كتب شيعتهم فقط وترك كتب مخالفيهم هذا أولاً
كما أن لا سند لها بالأصل هذا لو قبلنا الأخذ بتلك الرواية هذا ثانياً
أما ثالثاً فالإمام الحسين حاشى أن يرسل إستغاثة وهو يعلم مسبقاً أنها سوف تتأخر عنه فيكون بموقف الغير عالم وهو القائل من لحق بنا منكم استشهد ومن تخلف لم يبلغ الفتح وهو العالم أن أصحابه هم فقط شيعته الذين استشهدوا معه فيكون عدم وجودهم في معسكره هو الخسران المبين وإلا لا يعني تصرفهم بضرب رؤوسهم حسرة على ما فاتهم سوى إعتراف منهم بالتقصير
رابعاً فكما علموا بما حدث على الإمام الحسين أنه إستشهد فلا بد أن يعلموا عن السبايا وعن مصير حجة الله في الأرض حينها وهو الإمام زين العابدين بحيث يكون لديهم فرصة لتصحيح تقصيرهم بالوصول لموكب السبي وتحرير السبايا والإمام زين العابدين والرؤوس من الأسر والسبي وخاصة أنهم جاؤوا بعد تسعة ايام من إستشهاده عليه السلام
خامساً وأخيراً عملهم لم يكن بفعل أو أمر المعصوم لهم ولا بوجوده ولم يبلغنا اقله الثناء عليهم فعملهم حجة عليهم ولو كان اقله موجود الإمام وهو راضٍ عنهم وفعلوا ذلك وسكت لقلنا أن سكوته دليل وكيف وبالأصل لم يذكرهم الإمام ولم يثن عليهم أو يزكيهم فإن كان الأصل معدوم فلا يؤخذ بباقي ما يفعلونه والإمام غير مسؤول عن طقوسهم إذا كان لم يسأل عنهم بالأصل وكيف لا وهم أيضاً لم يسألوا عنه أصلاً أو لم يطلبوا التوبة منه أو يأتوا لزيارته في أن يستسمحهم
وأخيراً لو غضينا النظر عن كل ذلك فلم نجد أن المعصوم يشرعن ما فعلوه أو يشير إلى فعلهم وهو بأبي وأمي لم يترك طريقة بالعزاء والبكاء إلا فعله حتى أصبح من البكائين الخمسة
يقول الحبيب
ثم عاد الشيخ إلى ما سبق، وهي روايات أصل الإدماء ليتوقف على رواية مسلم الجصاص، الرواية التي نقلها العلامة المجلسي في بحار الأنوار، والتي نص على أنه نقلها من الكتب المعتبرة، والتي هي بتمامها هكذا:
”عن مسلم الجصاص قال: دعاني ابن زياد لاصلاح دار الإمارة بالكوفة، فبينما أنا أجصص الأبواب وإذا أنا بالزعقات قد ارتفعت من جنبات الكوفة، فأقبلتُ على خادم كان معنا فقلت: ما لي أرى الكوفة تضج؟
قال: الساعة أتوا برأس خارجي خرج على يزيد، فقلت: من هذا الخارجي؟ فقال: الحسين بن علي «عليهما السلام«.
فتركت الخادم حتى خرج ولطمت وجهي حتى خشيت على عيني أن تذهب، وغسلت يدي من الجص وخرجت من ظهر القصر وأتيت إلى الكناس فبينما أنا واقف والناس يتوقعون وصول السبايا والرؤوس إذ قد أقبلت نحو أربعين شقة تحمل على أربعين جملا فيها الحرم والنساء وأولاد فاطمة «عليها السلام» وإذا بعلي بن الحسين «عليهما السلام» على بعير بغير وطاء، وأوداجه تشخب دما، وهو مع ذلك يبكي ويقول:
يا أمّة السوء لا سقيا لربعكم.. يا أمة لم تراع جدنا فينا
لو أننا ورسول الله يجمعنا.. يوم القيامة ما كنتم تقولونا؟
تسيّرونا على الأقتاب عاريةً.. كأننا لم نشيّد فيكمُ دينا؟
بني أمية ما هذا الوقوف على.. تلك المصائب لا تلبون داعينا؟
تصفقون علينا كفكم فرحًا.. وأنتم في فجاج الأرض تسبونا
أليس جدي رسول الله ويلكم.. أهدى البرية من سبل المضلينا؟
يا وقعة الطف قد أورثتني حزنا.. والله يهتك أستار المسيئينا
وصار أهل الكوفة يناولون الأطفال الذين على المحامل بعض التمر و الخبز والجوز، فصاحت بهم أم كلثوم وقالت: يا أهل الكوفة إن الصدقة علينا حرام، وصارت تأخذ ذلك من أيدي الأطفال وأفواههم وترمي به إلى الأرض، كل ذلك والناس يبكون على ما أصابهم.
ثم إن أم كلثوم أطلعت رأسها من المحمل، وقالت لهم: صه يا أهل الكوفة تقتلنا رجالكم ، وتبكينا نساؤكم؟ فالحاكم بيننا وبينكم الله يوم فصل القضاء، فبينما هي تخاطبهن إذا بضجة قد ارتفعت، فإذا هم أتوا بالرؤوس يقدمهم رأس الحسين «عليه السلام» وهو، رأس زهري قمري أشبه الخلق برسول الله «صلى الله عليه وآله» ولحيته كسواد السبج قد انتصل منها الخضاب، ووجهه دائرة قمر طالع والرمح تلعب بها يمينا وشمالا، فالتفتت زينب فرأت رأس أخيها فنطحت جبينها بمقدم المحمل، حتى رأينا الدم يخرج من تحت قناعها وأومأت إليه بخرقة وجعلت تقول:
يـا هلالاً لـمّـا اسـتتم كـمالا.. غالـهُ خسـفـه فـأبـدا غـروبـا
ما توهمت يا شقيقَ فؤادي..كـان هـذا مـقـــدّراً مـكـتـوبـا
يا أخي فاطمُ الصغيرة كلّمها.. فـقــد كـاد قـلـبـهـا أن يــذوبا
يا أخي قلبكَ الشفيق علينا.. ما لهُ قد قسى وصـار صليـبا؟
يا أخي لو ترى علياً لدى الأسر.. مـع الـيــتـم لا يــطـيـقُ وجــوبـا
كلّـمـا أوجـعـوهُ بالضـرب ناداكَ.. بــذلٍ يــفيـضُ دمــعــًا ســكوبا
يا أخي ضــمّــهُ إليــكَ وقــرّبــهُ.. وسكـّـن فـــؤادهُ المـــرعـــوبــا
مـا أذلَ اليـتـيــمَ حـيـن يــنــادي.. بأبيــــــهِ ولا يـراهُ مـُــجــيــبــا“
وفنـّد سماحته أولى الأقوال وهي مقولة أن هذه الرواية وُجـِدت في (منتخب الطريحي) فإذن العلامة المجلسي نقلها منه، ومنتخب الطريحي ليس كتاب معتبر فإذن الرواية غير معتبرة! ؛ واصفـًا «حفظه الله» هذا القول بأنه قول الجهلاء الذين لم يدرسوا علم الرواية جيدًا، لأنه ليس من اللازم أن يكون المجلسي «رضوان الله عليه» نقلها من منتخب الطريحي المعاصر له بل قد يكون أخذها من مصدر ثاني أو ثالث أو رابع كما أخذها الطريحي، ثمّ أنه من الذي قال أن كتاب (منتخب الطريحي) في مثل هذه الموارد ليس بمعتبر؟
ثمّ أن هذه الرواية حكم باعتبارها الفقهاء كالعلامة المجلسي، وقد صححها شيخ الشريعة الأصفهاني، وغيرهم الكثيرين إذ أن هذه الرواية تخضع لقاعدة ”التسامح في أدلة السنن“ التي تسالم عليها الفقهاء بمن فيهم من لا يأخذ بها نظريًا إلا أنه يفتي بموجبها عمليًا لأنه لو تشددنا سنديًا لاندثرت كثير من المستحبات التي نعمل بها، كقراءة دعاء دعاء كميل مثلا، والذي وصل إلينا بسند مرسل، كما أن تسعة وتسعون بالمئة من روايات القضية الحسينية التي يأتي ذكرها على المنابر ضعيفة السند، فلو رفضنا كل رواية مرسلة وضعيفة السند لما تبقى لنا شيء من تاريخ واقعة كربلاء أصلا، ولذا فأن هذه الروايات تخضع لقواعد علم الدراية التي تبحث في وثاقة الصدور والتي منها على سبيل المثال: قاعدة المخالفة لأهل العامة، وقاعدة الشهرة، وقاعدة الموافقة للكتاب، وإلى ما هنالك من أمور يعرفها من يشتغل بالفقه والفقه الاستدلالي تحديدًا والبحث الخارج.
هذا بالأضافة إلى الإشارة بأننا لو تأملنا في بعض الروايات الصحيحة السند لوجدنا أن المنهج العلمي المندرج تحت باب (التعادل والترجيحات) يرفضها، كبعض الروايات التي يكون ظاهرها تحريف القرآن وبعض الروايات المرتبطة بباب الصلاة، وما أشبه.
وعليه فأن اعتبار أي رواية لا ينحصر بمناقشة السند إذ أن هذا منهج العاجز ومنهج الحشوية من المخالفين، فالسند واحد من طرق الحكم باعتبار أي رواية والأصل هو النظر في المتن.
ثم يسترسل في البحث ليقول
مسلم الجصاص هو عامل مستأجر ليجصص قصر ابن مرجانة فكيف تقبل روايته؟
وعن هذه المناقشة الثانية أجاب الشيخ:
أما أنه كيف نقبل رواية مسلم الجصاص مع أنه كان يجصّص قبر ابن مرجانة؛ فهذا من أطرف الإشكالات! لأن المقتل الذي نقرأه الآن عما جرى على أبي عبد الله الحسين (صلوات الله عليه) في كربلاء جلّه مرويٌّ عن حميد بن مسلم الأزدي وقد كان من جنود عمر بن سعد (لعنه الله) منخرطاً في جيشه!
إنما نقبل روايات هؤلاء - مع قطع النظر عما جاء في التاريخ من كونهم تابوا بعد ذلك وخرجوا مع المختار - من باب الاطمئنان إلى أن العدو لا يشهد على نفسه إلا بالصدق، ولا يُظهر عيوبه إلا وهو محق.
ولا يخفى أن قول أحدهم أنه كان حاضرًا في معسكر العدو، أو كان يجصّص قصر الطاغي، ومع ذلك هاله ما جرى على الحسين وأهل بيته وأصحابه (صلوات الله عليهم) ورواه بتفاصيله؛ مفهومه أنه يدين نفسه لتخاذله أو تقصيره، ولذا يُطمأن إلى ما رواه.
مثال ذلك ما لو شهد أحد الصهاينة اليوم الذين شاركوا في الحرب على غزة قائلاً: ”رأيت امرأة تحمل رضيعها، فأطلق عليها زميل لي النار حتى أرداها، وكان رضيعها قد سقط أرضًا، فجاءه زميل آخر لي وداس عليه برجله“. فإنّا في مثل هذه الحالة نقبل شهادة هذا الصهيوني مع أنه كافر معادي، لا لشيء إلا لوثوقنا بأن ما يرويه وينقله قد صدق فيه، لأنه لا مصلحة له في إدانة نفسه وقومه، وأن ما ذكره في شهادته نشأ من عدم تحمّله لبشاعة هذا المنظر الذي رآه. فكذلك الحال في مثل حميد بن مسلم ومسلم الجصاص وأمثالهما.
الرد العلمي
رواية غير صحيحة يرويها أحد عمّال بني أمية إسمه مسلم الجصاص هو عامل مستأجر ليجصص قصر ابن مرجانة في إعتراف نفس الراوي فيدعي الحبيب ويقول
أما أنه كيف نقبل رواية مسلم الجصاص مع أنه كان يجصّص قبر ابن مرجانة؛ فهذا من أطرف الإشكالات! لأن المقتل الذي نقرأه الآن عما جرى على أبي عبد الله الحسين (صلوات الله عليه) في كربلاء جلّه مرويٌّ عن حميد بن مسلم الأزدي وقد كان من جنود عمر بن سعد (لعنه الله) منخرطاً في جيشه!
إنما نقبل روايات هؤلاء - مع قطع النظر عما جاء في التاريخ من كونهم تابوا بعد ذلك وخرجوا مع المختار - من باب الاطمئنان إلى أن العدو لا يشهد على نفسه إلا بالصدق، ولا يُظهر عيوبه إلا وهو محق.
ولا يخفى أن قول أحدهم أنه كان حاضرًا في معسكر العدو، أو كان يجصّص قصر الطاغي، ومع ذلك هاله ما جرى على الحسين وأهل بيته وأصحابه (صلوات الله عليهم) ورواه بتفاصيله؛ مفهومه أنه يدين نفسه لتخاذله أو تقصيره، ولذا يُطمأن إلى ما رواه.
مثال ذلك ما لو شهد أحد الصهاينة اليوم الذين شاركوا في الحرب على غزة قائلاً: ”رأيت امرأة تحمل رضيعها، فأطلق عليها زميل لي النار حتى أرداها، وكان رضيعها قد سقط أرضًا، فجاءه زميل آخر لي وداس عليه برجله“. فإنّا في مثل هذه الحالة نقبل شهادة هذا الصهيوني مع أنه كافر معادي، لا لشيء إلا لوثوقنا بأن ما يرويه وينقله قد صدق فيه، لأنه لا مصلحة له في إدانة نفسه وقومه، وأن ما ذكره في شهادته نشأ من عدم تحمّله لبشاعة هذا المنظر الذي رآه. فكذلك الحال في مثل حميد بن مسلم ومسلم الجصاص وأمثالهما.
والله أنني لم أجد أسخف من هذا الرد فيقول المقتل الذي نقرأه الآن عما جرى على أبي عبد الله الحسين (صلوات الله عليه) في كربلاء جلّه مرويٌّ عن حميد بن مسلم الأزدي وقد كان من جنود عمر بن سعد (لعنه الله) منخرطاً في جيشه!
وهل قال لك أن تقرأ المصرع الذي حدده لك حميد بن مسلم الأزدي ؟
ومن قال لك روايات واقعة الطف لا يوجد فيها سوى حميد بن مسلم الأزدي ؟
هذا دليل أنك يا جاهل غير مطلع أصلاً على واقعة الطف من كافة مصادرها
ثم يناقض نفسه فيقول إنما نقبل روايات هؤلاء - مع قطع النظر عما جاء في التاريخ من كونهم تابوا بعد ذلك وخرجوا مع المختار
والله ألا تخجل من نفسك فأنت لديك محاضرة كبيرة بضلالة المختار وبالتالي آتني برواية واحدة ان مسلم الجصاص إلتحق براية المختار الضال كما تدعي .
ثم يقول ويسترسل جهلاً ولا يخفى أن قول أحدهم أنه كان حاضرًا في معسكر العدو، أو كان يجصّص قصر الطاغي، ومع ذلك هاله ما جرى على الحسين وأهل بيته وأصحابه (صلوات الله عليهم) ورواه بتفاصيله؛ مفهومه أنه يدين نفسه لتخاذله أو تقصيره، ولذا يُطمأن إلى ما رواه.
جميل فمعاوية أيضاً بكى على أمير المؤمنين عندما طلب من إبن الدرداء ان يصفه له فهل يكون معاوية صالح مثلاً ؟
وإذا كان مسلم الجصاص اتضح عندك انه تاب فلماذا لم يقدم نفسه في مذبح الشهادة دفاعاً عن موكب السبايا أو دفاعاً عن الإمام زين العابدين المكبل بالجامعة ؟ فمن قام بالتوبة فعلاً هو الذي فضح إبن زياد وشتمه بين الناس بعد إستشهاد الإمام الحسين وليس صاحبك الجصاص حشرك الله معه
والمضحك أنه يقول مثال ذلك ما لو شهد أحد الصهاينة اليوم الذين شاركوا في الحرب على غزة قائلاً: ”رأيت امرأة تحمل رضيعها، فأطلق عليها زميل لي النار حتى أرداها، وكان رضيعها قد سقط أرضًا، فجاءه زميل آخر لي وداس عليه برجله“. فإنّا في مثل هذه الحالة نقبل شهادة هذا الصهيوني مع أنه كافر معادي، لا لشيء إلا لوثوقنا بأن ما يرويه وينقله قد صدق فيه، لأنه لا مصلحة له في إدانة نفسه وقومه، وأن ما ذكره في شهادته نشأ من عدم تحمّله لبشاعة هذا المنظر الذي رآه. فكذلك الحال في مثل حميد بن مسلم ومسلم الجصاص وأمثالهما.
للأسف يريد أن يقيس هذه بتلك وكأننا مأمورين أن نصدق الإسرائيلي ان اعترف او لا وهل معركة غزة هي من صلب الدين والعقيدة وهل يقدم أو يؤخر تصديقنا من عدمه لذلك الإسرائيلي أو ألم يقرأ هذا الجاهل قول المعصوم عليه السلام قائلاً
كل ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل
ثم يقول أن هذه الرواية حكم باعتبارها الفقهاء كالعلامة المجلسي
يا جاهل العلامة المجلسي يقول نقلتها من كتاب معتبر ولم يقل إن الرواية بنفسها معتبرة فالفرق واضح فمثلاً كتاب من لا يحضره الفقيه معتبر ولكن لا يُشترط أن تكون كل رواياته معتبرة
ثم يقول
ولذا فأن هذه الروايات تخضع لقواعد علم الدراية التي تبحث في وثاقة الصدور والتي منها على سبيل المثال: قاعدة المخالفة لأهل العامة، وقاعدة الشهرة، وقاعدة الموافقة للكتاب، وإلى ما هنالك من أمور يعرفها من يشتغل بالفقه والفقه الاستدلالي تحديدًا والبحث الخارج.
هنا يناقض نفسه فيقول أنه يجب أخذ بالقاعدة المخالفة لأهل العامة،جميل جداً فهل طبقت هذا الخلاف مع مسلم الجصاص الذي هو عامي المذهب بل وملعون أيضاً ؟ بالطبع لا
ثم الرواية فيها ركاكة بالشعر من المستحيل ان تصدر عن المعصوم فالأبيات المنسوبة كذباً للإمام زين العابدين يقول فيها
لو أننا ورسول الله يجمعنا
والمفروض أن تكون
لو أن رسول الله يجمعنا
كما يقول تسيّرونا على الأقتاب عاريةً
فما هي العارية هنا ولمن تعود ؟
كما يقول بني أمية ما هذا الوقوف على.. تلك المصائب لا تلبون داعينا؟
وهذه ما تضحك الثكلى فالإمام زين العابدين يسأل بني أمية ويعاتبهم على وقوفهم أمام المصائب من دون أن يلبوا الداعي الذي هو الإمام الحسين لمواجهة تلك المصائب
وهذا البيت كأنه يبرئ بني أمية الذين هم أصل المصاب بالحسين ليقول لهم لماذا لم تلبونا حين وقعت المصائب فينا
ثم يكمل تصفقون علينا كفكم فرحًا.
والله لم أجد شعراً ركيكاً كهذا الشعر الذي يشبه كل شيء إلا الشعر
المفروض ان تكون تصفق علينا كفوفكم فرحًا وليس تصفقون علينا كفكم فرحًا .
ثم يكمل أليس جدي رسول الله ويلكم
هل رسول الله ويل ؟؟؟؟ وهل يكون ويلكم أو ويلاً عليكم ؟؟؟
ثم تقول الرواية فالتفتت زينب فرأت رأس أخيها فنطحت جبينها
فالنطح أجلكم الله مخصص للحيوان ولكن لو سلمنا بذلك فلنقرأ ماذا أنشدت
تقول يا أخي قلبكَ الشفيق علينا.. ما لهُ قد قسى وصـار صليـبا؟
لا أعرف هل يحق للشاعر ما لا يحق لغيره في أن يتهم قلب الإمام بالقسوة وإن كان مجازياً ومن ثم تحول إلى صليباً
ثم تقول
يا أخي لو ترى علياً لدى الأسر.. مـع الـيــتـم لا يــطـيـقُ وجــوبـا
مع ركاكة البيت فما هو الذي لا يطيقه المعصوم فعله من واجب ؟
ثم تقول
يا أخي ضــمّــهُ إليــكَ وقــرّبــهُ.. وسكـّـن فـــؤادهُ المـــرعـــوبــا
فؤاد الإمام مرعوب من الأعداء أليس كذلك ؟
وعلي الأكبر يقول لا نبالي إن وقعنا على الموت أو وقع الموت علينا بينما أخاه المعصوم فؤاده مرعوب من الأعداء في الوقت الذي يحتاج الموقف قلباً وفؤاداً قوياً وكيف يرتعب قلبه من عدوه وهو المعصوم
هذه كلها تؤكد على كذب هذه الرواية سنداً ومتناً ولكن نقول لو سلمنا أنها صحيحة والتسليم محال ولكن فلنفترض هذا المحال
فالسيدة زينب لم يكن هدفها إسالة الدم بل كان إسالة الدم وسيلة في وقتها لهدف آخر وفي ظرف غير طبيعي وهو رؤية رأس الحسين مرفوع ومن هنا جاءت العفوية من دون أن يكون هدفها إسالة الدم ورغم ذلك لم تتكرر الحادثة ولم تكن تطبيراً بالمعنى المتداول اليوم كما نراه رغم وجود رواية بأن الحسين أوصاها بعدم فعل ذلك وهو لم يحدد زمان معين بل كلامه مطلق لأنه لم يستثن بالوصية وقتاً محدداً .
يقول الحبيب
وأضاف سماحته أيضا.. أن إثبات استحباب الإدماء في مواساة الحسين لا ينحصر بروايات إدماء الأئمة المعصومين ومن يليهم، بل يكفي إثباته بالروايات التي تؤكد على استحباب الحجامة وهي روايات مستفيضة واردة عندنا وعند مخالفينا، إذ أنها تثبت باللغة المحكية أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد طبّر رأسه وأمر بالتطبير!
معللا قوله بأن التطبير هو أحد أنواع الحجامة التي تجرى على الرأس، وقد كان النبي الأعظم مواظبًا عليها ويسميها "المغيثة" أو "المنقذة" حيث جاء عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام: الحجامة على الرأس على شبر من طرف الأنف وفتر ما بين الحاجبين.
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يسميها: المنقذة.
وفي حديث آخر: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يحتجم على رأسه ويسميها: مغيثة أو منقذة. (وسائل الشيعة لتحصيل مسائل الشريعة/ ج17/ ص114)
الرد العلمي
ما اكثر تشابه الحبيب بإبن تيمية في القياس فالنبي كان يقول إحتجموا ولم يقل يوماً طبِّروا بل إن الحجامة لخير دليل على طريقة قياس الحبيب في أن التطبير محرم والسبب بأنه كان يستطيع النبي أن يقول بدل كلمة احتجموا طبروا بحيث يصبح التطبير علاجاً بدل الحجامة مما سيقبله كل جمهور الفرق الاسلامية من دون اي استغراب اليوم لأنه سيكون وارد بكتب الجميع مما يفتح المشروعية أمام التطبير ولن يعود مستغرباً اليوم فلماذا سيتمسك النبي بكلمة ومبدأ الحجامة ولا يستبدلها بالتطبير إن كان التطبير يجمع بين معالجة الأمراض وكدواء للجسد من جهة وبين أن يكون من ضمن الشعائر من جهة أخرى إلا إذا كان النبي لا يرى بالتطبير شعيرة فلذلك لم يستبدلها مكان الحجامة
بالمختصر هذا الرد على ياسر الحبيب وعلى غيره ممن يتبنون نظرية لا قيمة لها علمياً مع العلم بأننا لم نتطرق للروايات والآيات المحرمة للتطبير والحمد لله رب العالمين
تعليق