مرحباً بك من جديد أخي الكريم (البركان العلوي)..
أنا تحدّثت عن القدسيّة، فالرمزيّة والنسبة تمنح القدسيّة، وإن كانت الشرعيّة تأتي في مرحلة لاحقة.
وأقصد بذلك أنّ قطعة القماش العاديّة لو صُنع منها (راية) صارت لها من القدسية بقدر هذه النسبة، وكذا قطعة الجلد العادية لمّا يصنع منها جلد القرآن الكريم..
وموضوع الصليب قياس مع الفارق، فهو يرمز إلى صلب المسيح، وهو منفيٌّ دون شك.
المحدثة هي إدخال ما ليس من الدين فيه، وهو لا يشمل كلّ مورد على إطلاقه كما توهّمتم.
عن عليّ بن رئاب، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إنّما الصدقة محدَثة، إنّما كان الناس على عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ينحلون ويهبون، ولا ينبغي لمن اعطى لله (عزّ وجلّ) شيئاً أن يرجع فيه ...» (الكافي: 7 / 30 ح 3).
وعن عبيد بن زرارة قال: سألتُ أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يتصدّق بالصدقة أله أن يرجع في صدقته؟ فقال: «إنّ الصدقة محدثة، إنّما كان النحل والهبة، ولمن وهب أو نحل أن يرجع في هبته حيز أو لم يحز، ولا ينبغي لمن أعطى (لله) شيئاً أن يرجع فيه» (الكافي: 7 / 30 ح 4).
ولا يضرّ هذا في المورد؛ إذ لا ريب في أنّ ذكر الحسين (عليه السلام) وإحياؤه سنّة نبويّة شريفة، وقد جرت عليه سيرة أهل البيت (عليهم السلام) أجمعين.
وهذا الذكر قد يكون بصورٍ متعدّدة، وكلّ صورةٍ من صوره إحياءٌ لهذه السنّة الشريفة..
وإلّا ربما لزم القول ببدعيّة جملةٍ من الشعائر المقدّسة الشريفة: كلبس السواد، ولدم الصدور بالشكل المتعارف اليوم، وإشعال المشاعل، و...
دعك من العلوم المبتدعة، والتي أُدرجت ضمن علوم أهل البيت (عليهم السلام)، فاختلط الحابل بالنابل على طالب العلم، لئلّا نخرج عن صلب موضوعنا ونضيع في نقاشات طويلة لا تجدي نفعاً لأصل مقالنا..
ولكن على سبيل المثال: هل لبس العمائم لطلبة العلم بهذه الطريقة المتعارفة اليوم من السنّة أم من البدعة؟ وهل كان النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) يلبسونها هكذا؟ وكيف أصبحت العمامة السوداء (وهي شعار بني العباس في زمن الأئمّة) شعاراً للانتساب لرسول الله (صلّى الله عليه وآله)؟!
فعلى مبناكم يستلزم القول ببدعيّة جملة من الأمور، أقلّها ما ذكرته، وهلمّ جرّاً..
إنّ ممّا يزيد من استغرابنا أنّكم لا تفوتكم أي شاردة أو واردة ممّا يجري في الغرب وفي دول الأنظمة الكافرة بحسب زعمكم، لتتقصّون كل صغيرة من أجل أن تقنعونا بأنّ الغرب يستنكر بعض شعائرنا وينظر لها بعين الاستصغار، في الوقت الذي تغفلون عن كبريات الأحداث التي تجري في بلداننا الإسلاميّة.
إنّ الأولى من مشاهدة القذّة هو الالتفات إلى الجذوع التي في أعينكم! وهذا هو الانترنت بشراعيه لمن أحبّ التفحّص والاطلاع.
فلو سلّمتم ــ متفضّلين ــ بصحّة الرواية، فهل التطبير والضرب بأيّ نحوٍ كان لو صدر عفويّاً لهول المأساة جائز؟ أفتونا مأجورين.
الخدش هو مزق الجلد قلّ أو كثر، هذا بحسب إطلاق الخليل.
وهو يكون مع الإدماء وبدونه!
ومَن قال لك أننا لا نخدش وجوهنا؟ ففي العديد من المجالس يكون اللطم على الوجوه وخدشها، ولم نغفل عن هذه الشعيرة أيضاً ــ ولله الحمد ــ.
هذا ليس من باب القياس، بل هو من باب إلزامكم بما ألزمتم به أنفسكم.
فإذا كنت تشترط ورود لفظ صريح في كلّ حكم لكي تسلّم به، فما هو النص الصريح الذي (يوجب تقليد المجتهد)؟
لاحظ المفردات الثلاث من: (الوجوب، والتقليد، والاجتهاد)، وأعطني نصّاً صريحاً ينصّ على ذلك بنفس الجذور اللفظية!
وهنا ينحو النقاش منحاً آخراً، فما دمت (تعتقد) بأنّها مسألة عقائديّة ضمن إطار الإساءة للدين، فإنّا (نعتقد) بأنّها ممّا تقوي شوكة المذهب وتحفظه، وإنّ ابتعاد الكثير عنه ونفورهم منه ــ رغم أنّها قضية لا أصل لها ــ لا يوجب تغيير أحكامه، سواءً على نحو الإباحة وعدمه أو الإلزام والحرمة!
إنّ المدّ الشيعي يأخذ بأطرافه في أصقاع الأرض، وها هم الناس يدخلون في دين الله أفواجاً، رغم ما تبثّه القنوات وينشره اليوتيوب من مناظر المطبّرين في يوم عاشوراء، فلمَ لا يوجب هذا الأمر نفورهم وإحجامهم في الدخول في هذا الدين؟
إنّ التطبير وسائر الشعائر الحسينيّة هي التي صارت تنبّه عامّة الناس من الأديان والمذاهب الأخرى على قضيّة التشيّع، وصار الناس أكثر تساؤلاً واستفساراً عن المذهب وعن عاشوراء، وهي أصبحت بوابة للتعرّف والتعاطف والانتماء.. والحديث في هذا يطول.
ثمّ إنّ خوفكم من الإساءة للدين ونفرة الناس ونظرة الغرب السلبية يلزم منه جملة أمور:
1 ــ إلغاء جميع تنظيمات المقاومة في لبنان وغير لبنان، لأنّ الغرب سينظر إلينا بوحشيّة وأننا جهات إرهابية ندعم الإرهاب والإرهابيّين.
2 ــ إلغاء الشعارات المناهضة لأمريكا وإسرائيل، فالشعوب تنظر لنا باستصغار حينما نطلق شعارات الموت على شعوب كاملة أو على حكوماتها.
3 ــ عدم إحراق علَم أمريكا وعلم إسرائيل أمام نواظر القنوات الإعلامية العالميّة والمحلّية، فهو فعل همجي كما يراه البعض، لأن العلَم يمثل الشعب والحكومة في وقت واحد، ولا أحد يسمح بإحراق علمه وشعار بلده.
4 ــ الحدّ من الخطابات الناريّة التي تؤجج العلاقات بين دولنا الإسلاميّة وسائر دول الغرب.
5 ــ إيقاف المشروع النووي الإيراني.
و...
وهذا لم يقل به عاقل حكيم، فما قيمة الغرب والشعوب الضالّة المنحرفة إذا كنّا على جادّة الصواب، فليقل مَن يقل ماشاء أن يقول، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
إنّ المقولة الخالدة للسيّد الخميني تنبئ عن هذا المبدأ الناصع والحقيقة الواضحة، إذ يقول: "متى ما شاهدنا الغرب يمدحنا ويبدي رضاه عنّا، لزم أن نراجع أنفسنا ونحاسبها"!
لذا دعوا هذا التخاذل والخنوع، ولنكن وإياكم في جميع مواقفنا ثابتين غير منهزمين، متمسّكين بمبادئنا وتراثنا، ولتكن قضيّة الحسين (عليه السلام) هي القضيّة الأُولى والأخيرة، فإنّ "كلّ ما لدينا من محرّم وصفر"!
ولنخطف البصر إلى الشعوب والملل (المتقدّمة والمتحضّرة)، لنرى أنّهم ما زالوا متمسّكين بتراثهم رغم سخافته وتخلّفه، ومتشبّثين بإرثهم الذي يعدّونه حضاريّاً رغم همجيّته.. ومَن شاء أن يتكلّم عن الوحشية والتخلّف والهمجيّة فلينظر لنفسه أولاً!
لا نطرح أيّ من الروايات أخي الكريم، ويبدو لي أنّ الرواية صحيحة، وورود لفظ (أو) لا يقدح فيها، وهو كثير في صحاح المرويات عن زرارة وأبي بصير وغيرهما..
وعلى فرض إرسال بعض الروايات، فنعضدها بما ورد من متواترات ومستفيضات وعمومات، وهكذا..
إنّ التباكي أو إظهار الجزع هو التظاهر بهما، وهو محاولة تقمّص للحالة وإن لم تكن ناشئة عن معرفة حقيقية وحالة واقعيّة، لكنّها لا تخلو من نسبة ولو ضئيلة.
فقد يكون في جزءٍ منها إن أحببتَ تسميته تمثيلاً، ولو على نحو تكثير السواد، لكنّه ليس خداعاً، ولا يوجب التشويه.
إنّ جملة من الحوادث الواقعة وتفاصيلها لم ترد إلا في كتب المخالفين، وهذا لا يعني نفيها مطلقاً وتكذيب ورودها، بل نذكرها في مجالسنا ونبكي على مجرياتها؛ لعموم ما ورد في النصوص الشريفة عن أهل البيت (عليهم السلام).
قد يطلق الشيء على لازمه، أو الجزء ويراد منه الكلّ، وما شاكل ذلك، وهو كثير في اللغة العربية.
فالمقصود من الأقتاب هنا هو ما توضع عليها، وهي النياق، كما أنّ المنادى هم أصحاب العِير (القافلة).
التناطح صيغة مفاعلة من جذر النطح، كالتقاتل من القتل. تقول: قتل الرجل صاحبه، وتقاتلت الرجال!
وهو واضح.
ثمّ بغضّ النظر عن هذه الجدلية العقيمة، فإنّ اللفظ ورد على لسان الرواي، ولنقل ــ جدلاً ــ أنه لم يحسن التعبير، فهو ليس نص معصومي كي يشكل عليه!
الجود بالنفس هي حالة المشارفة على الموت، وهي بحدّ ذاتها حالة غير طبيعيّة، فهي تتجاوز المقدار المتعارف من الصبر، ولا غرو في مصاب الحسين (عليه السلام) أن تزهق الأنفس لو لا قضاء الله تعالى وإرادته في حجّته.
لقد فهمتُ من مداخلات سابقة لكم أنكم غير قائلين بورود المبالغة في أقوال المعصومين، وأنا أميل لهذا أيضاً؛ فإنّ المبالغة نوع من أنواع الكذب، وحاشى المعصوم من ذلك.
روى ابن المشهدي (رضوان الله عليه) في (المزار):
وممّا خرج من الناحية (عليه السلام) إلى أحد الأبواب، قال: «تقف عليه (صلّى الله عليه) وتقول: ...».
فهذا الكلام إذن هو قول الزائر إذا وقف على قبر الحسين (عليه السلام)، وهو خطاب من الزائر للحسين (صلوات الله عليه) أن: يندبه صباحاً ومساءً، ويبكي عليه بدل الدموع دماً، حتّى يموت بلوعة المصاب وغصّة الاكتئاب!
وهو معنىً عميق لو تأمل فيه المتأمّل!
الرعب: هو الخوف.
فهو (صلوات الله عليه) خائف على حريم الله من هتك حرماتهنّ والانتقاص من جلالهنّ، وخائف على كشف أستارهنّ..
وبهذا التقرير خائف على نفسه أيضاً، لأنّه حجّة الله تعالى وأقدس مخلوقاته، وهو وليّ الله الأعظم الذي مَن أهانه بارز الله تعالى بالمحاربة وأرصد لمحاربته..
وقد ورد في زيارة الإمام المهديّ (عليه السلام) التي يرويها ابن طاووس في (جمال الأسبوع): «السلام عليك أيها المهذب الخائف».
فهو من أيّ شيءٍ خائف؟
روى الطوسي، عن خالد بن سدير، عن أبي عبد الله (عليه السلام): «... وقد شققن الجيوب ولطمن الخدود الفاطمياتُ على الحسين بن علي (عليهما السلام)، وعلى مثله تلطم الخدود وتشقّ الجيوب» (تهذيب الأحكام: 8 / 325 ح 1207).
وممّن جزم بتواتر فعل الفاطميّات العاملي في (مفتاح الكرامة)، بل غيره في غيره قائلاً: "فعل الفاطميّات (سلام الله عليهنّ) على الحسين (عليه السلام) متواتر، فيمكن الاستدلال به على المسألة مع تقرير زين العابدين (عليه السلام)" (مفتاح الكرامة: 4 / 301).
وقال صاحب الجواهر: "وما يحكى من فعل الفاطميّات، كما في ذيل خبر خالد بن سدير عن الصادق (عليه السلام)، بل ربّما قيل: إنّه متواتر ... على أنّه قد يستثنى من ذلك الأنبياء والأئمّة (عليهم السلام)، أو خصوص سيّدي ومولاي الحسين بن علي (عليهما السلام) كما يشعر به الخبر المتقدّم، وكذا غيره من الأخبار" (جواهر الكلام: 4 / 371).
وقد ورد في زيارة الناحية الشريفة ما يدلّ على لطم الخدود (على الخدود لاطمات)..
فإذا كان النهي مطلقاً، فكيف يمكن لزينب وأم كلثوم وسائر الفاطميات مخالفته؟ ولمَ لم يلتزمن بنهي الحسين (عليه السلام)؟
الإثبات أخي عندي ليس شخصي بل علمي بما يعتمد عليه الشارع المقدس ولا يعني أنها إذا كانت تُرمَز للإمام الحسين أو للمعصوم تكون مشروعة لأن ليس المعصوم من رمز هذه المشروعية له بل الناس فهؤلاء النصارى أيضاً يقدسون الصليب لأنه يرمز إلى المسيح فهل يجوز إتخاذه رمزاً لأنه يرمز للمعصوم هذا في حال ثبت على فرض المحال أن المسيح صُلب
أنا تحدّثت عن القدسيّة، فالرمزيّة والنسبة تمنح القدسيّة، وإن كانت الشرعيّة تأتي في مرحلة لاحقة.
وأقصد بذلك أنّ قطعة القماش العاديّة لو صُنع منها (راية) صارت لها من القدسية بقدر هذه النسبة، وكذا قطعة الجلد العادية لمّا يصنع منها جلد القرآن الكريم..
وموضوع الصليب قياس مع الفارق، فهو يرمز إلى صلب المسيح، وهو منفيٌّ دون شك.
بل كل محدثة بدعة وإليك بعض الروايات في ذلك : ...
إذاً أمام هذا الكم الهائل من الروايات فلا يمكننا أن نقول ليست كل محدثة بدعة بينما أهل البيت يقولون لنا كل محدثة بدعة
إذاً أمام هذا الكم الهائل من الروايات فلا يمكننا أن نقول ليست كل محدثة بدعة بينما أهل البيت يقولون لنا كل محدثة بدعة
المحدثة هي إدخال ما ليس من الدين فيه، وهو لا يشمل كلّ مورد على إطلاقه كما توهّمتم.
عن عليّ بن رئاب، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إنّما الصدقة محدَثة، إنّما كان الناس على عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ينحلون ويهبون، ولا ينبغي لمن اعطى لله (عزّ وجلّ) شيئاً أن يرجع فيه ...» (الكافي: 7 / 30 ح 3).
وعن عبيد بن زرارة قال: سألتُ أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يتصدّق بالصدقة أله أن يرجع في صدقته؟ فقال: «إنّ الصدقة محدثة، إنّما كان النحل والهبة، ولمن وهب أو نحل أن يرجع في هبته حيز أو لم يحز، ولا ينبغي لمن أعطى (لله) شيئاً أن يرجع فيه» (الكافي: 7 / 30 ح 4).
وأما قول النبيّ (صلّى الله عليه وآله): «مَن سنّ سُنّةً حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة»
فلقد بترت النص كاملاً للأسف وهذه تؤثر على الأمانة العلمية والهدف من هذا النقاش فلقد أوضح الإمام الصادق ان السُنة المقصود فيها هي إحياء السٌنة واستشهد بكلام النبي حينها
فلقد بترت النص كاملاً للأسف وهذه تؤثر على الأمانة العلمية والهدف من هذا النقاش فلقد أوضح الإمام الصادق ان السُنة المقصود فيها هي إحياء السٌنة واستشهد بكلام النبي حينها
ولا يضرّ هذا في المورد؛ إذ لا ريب في أنّ ذكر الحسين (عليه السلام) وإحياؤه سنّة نبويّة شريفة، وقد جرت عليه سيرة أهل البيت (عليهم السلام) أجمعين.
وهذا الذكر قد يكون بصورٍ متعدّدة، وكلّ صورةٍ من صوره إحياءٌ لهذه السنّة الشريفة..
وإلّا ربما لزم القول ببدعيّة جملةٍ من الشعائر المقدّسة الشريفة: كلبس السواد، ولدم الصدور بالشكل المتعارف اليوم، وإشعال المشاعل، و...
وأما مما تقوله من وجود بدعة في الحوزات فيا حبذا لو توضح لنا ما هي وما تعريفك للبدعة؟
دعك من العلوم المبتدعة، والتي أُدرجت ضمن علوم أهل البيت (عليهم السلام)، فاختلط الحابل بالنابل على طالب العلم، لئلّا نخرج عن صلب موضوعنا ونضيع في نقاشات طويلة لا تجدي نفعاً لأصل مقالنا..
ولكن على سبيل المثال: هل لبس العمائم لطلبة العلم بهذه الطريقة المتعارفة اليوم من السنّة أم من البدعة؟ وهل كان النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) يلبسونها هكذا؟ وكيف أصبحت العمامة السوداء (وهي شعار بني العباس في زمن الأئمّة) شعاراً للانتساب لرسول الله (صلّى الله عليه وآله)؟!
فعلى مبناكم يستلزم القول ببدعيّة جملة من الأمور، أقلّها ما ذكرته، وهلمّ جرّاً..
وأما المطرب (مرتضى پاشايي) فلم أسمع به فلا يمكن قياس ذلك فيه
إنّ ممّا يزيد من استغرابنا أنّكم لا تفوتكم أي شاردة أو واردة ممّا يجري في الغرب وفي دول الأنظمة الكافرة بحسب زعمكم، لتتقصّون كل صغيرة من أجل أن تقنعونا بأنّ الغرب يستنكر بعض شعائرنا وينظر لها بعين الاستصغار، في الوقت الذي تغفلون عن كبريات الأحداث التي تجري في بلداننا الإسلاميّة.
إنّ الأولى من مشاهدة القذّة هو الالتفات إلى الجذوع التي في أعينكم! وهذا هو الانترنت بشراعيه لمن أحبّ التفحّص والاطلاع.
المسألة لم نشر بها فيها مضامين الحرمة بل في مضامين ان ردة الفعل ليست هي الهدف أي لو سلمنا برواية الجصاص ففعل السيدة زينب لم يكن الهدف منه التطبير بل التطبير كان وسيلة للهدف أو لنتيجة وهي هول المأساة التي رأتها برفع رأس الإمام الحسين أمام عينيها فكان عملها عفوي تلقائي للهدف وليس هو العمل الهدف من ذلك هذا لو سلمنا بمبدأ صحة الرواية
فلو سلّمتم ــ متفضّلين ــ بصحّة الرواية، فهل التطبير والضرب بأيّ نحوٍ كان لو صدر عفويّاً لهول المأساة جائز؟ أفتونا مأجورين.
أين المقارنة اليوم بين الخدش وبين ضرب الرؤوس بالسيوف هذا لو سلمنا بمشروعية الخدش فالخدش ليس من الضروري أن يؤدي إلى الإدماء وحسب القواميس التي تفضلت بالإتيان بها فهي لم تقل ان الخدش هو الإدماء فهي :خَدَشَ جلده ووجهَه يَخْدِشُه خَدْشاً
فلو سلمنا بمشروعية الخدش فلماذا لا تخدشون وجوههكم طالما مشروعة بدل أن تأتوا بالسكاكين وتشقون رؤوسكم بهدف إسالة الدم ؟
فلو سلمنا بمشروعية الخدش فلماذا لا تخدشون وجوههكم طالما مشروعة بدل أن تأتوا بالسكاكين وتشقون رؤوسكم بهدف إسالة الدم ؟
الخدش هو مزق الجلد قلّ أو كثر، هذا بحسب إطلاق الخليل.
وهو يكون مع الإدماء وبدونه!
ومَن قال لك أننا لا نخدش وجوهنا؟ ففي العديد من المجالس يكون اللطم على الوجوه وخدشها، ولم نغفل عن هذه الشعيرة أيضاً ــ ولله الحمد ــ.
إن التطبير لا يقاس بالتقليد فأول من قاس الأعمال هو ابو حنيفة عندما سأله الإمام الصادق بأنه إذا كان الصلاة افضل من الصوم لماذا المرأة الحائض تقضي صومها ولا تقضي صلاتها ؟
فإن كنا نتحدث عن التطبير فلا داعي للقياس يا أخي في مسألة يعتبرها مراجع الأصول حاجة الجاهل للعالم بينما التطبير ما هي الحاجة إليها ؟
فإن كنا نتحدث عن التطبير فلا داعي للقياس يا أخي في مسألة يعتبرها مراجع الأصول حاجة الجاهل للعالم بينما التطبير ما هي الحاجة إليها ؟
هذا ليس من باب القياس، بل هو من باب إلزامكم بما ألزمتم به أنفسكم.
فإذا كنت تشترط ورود لفظ صريح في كلّ حكم لكي تسلّم به، فما هو النص الصريح الذي (يوجب تقليد المجتهد)؟
لاحظ المفردات الثلاث من: (الوجوب، والتقليد، والاجتهاد)، وأعطني نصّاً صريحاً ينصّ على ذلك بنفس الجذور اللفظية!
هي برأيي ليست قضية فقهية بل عقائدية تدخل ضمن إطار الإساءة للدين مما يبعد الكثير عنه ونفورهم منه
وهنا ينحو النقاش منحاً آخراً، فما دمت (تعتقد) بأنّها مسألة عقائديّة ضمن إطار الإساءة للدين، فإنّا (نعتقد) بأنّها ممّا تقوي شوكة المذهب وتحفظه، وإنّ ابتعاد الكثير عنه ونفورهم منه ــ رغم أنّها قضية لا أصل لها ــ لا يوجب تغيير أحكامه، سواءً على نحو الإباحة وعدمه أو الإلزام والحرمة!
إنّ المدّ الشيعي يأخذ بأطرافه في أصقاع الأرض، وها هم الناس يدخلون في دين الله أفواجاً، رغم ما تبثّه القنوات وينشره اليوتيوب من مناظر المطبّرين في يوم عاشوراء، فلمَ لا يوجب هذا الأمر نفورهم وإحجامهم في الدخول في هذا الدين؟
إنّ التطبير وسائر الشعائر الحسينيّة هي التي صارت تنبّه عامّة الناس من الأديان والمذاهب الأخرى على قضيّة التشيّع، وصار الناس أكثر تساؤلاً واستفساراً عن المذهب وعن عاشوراء، وهي أصبحت بوابة للتعرّف والتعاطف والانتماء.. والحديث في هذا يطول.
ثمّ إنّ خوفكم من الإساءة للدين ونفرة الناس ونظرة الغرب السلبية يلزم منه جملة أمور:
1 ــ إلغاء جميع تنظيمات المقاومة في لبنان وغير لبنان، لأنّ الغرب سينظر إلينا بوحشيّة وأننا جهات إرهابية ندعم الإرهاب والإرهابيّين.
2 ــ إلغاء الشعارات المناهضة لأمريكا وإسرائيل، فالشعوب تنظر لنا باستصغار حينما نطلق شعارات الموت على شعوب كاملة أو على حكوماتها.
3 ــ عدم إحراق علَم أمريكا وعلم إسرائيل أمام نواظر القنوات الإعلامية العالميّة والمحلّية، فهو فعل همجي كما يراه البعض، لأن العلَم يمثل الشعب والحكومة في وقت واحد، ولا أحد يسمح بإحراق علمه وشعار بلده.
4 ــ الحدّ من الخطابات الناريّة التي تؤجج العلاقات بين دولنا الإسلاميّة وسائر دول الغرب.
5 ــ إيقاف المشروع النووي الإيراني.
و...
وهذا لم يقل به عاقل حكيم، فما قيمة الغرب والشعوب الضالّة المنحرفة إذا كنّا على جادّة الصواب، فليقل مَن يقل ماشاء أن يقول، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
إنّ المقولة الخالدة للسيّد الخميني تنبئ عن هذا المبدأ الناصع والحقيقة الواضحة، إذ يقول: "متى ما شاهدنا الغرب يمدحنا ويبدي رضاه عنّا، لزم أن نراجع أنفسنا ونحاسبها"!
لذا دعوا هذا التخاذل والخنوع، ولنكن وإياكم في جميع مواقفنا ثابتين غير منهزمين، متمسّكين بمبادئنا وتراثنا، ولتكن قضيّة الحسين (عليه السلام) هي القضيّة الأُولى والأخيرة، فإنّ "كلّ ما لدينا من محرّم وصفر"!
ولنخطف البصر إلى الشعوب والملل (المتقدّمة والمتحضّرة)، لنرى أنّهم ما زالوا متمسّكين بتراثهم رغم سخافته وتخلّفه، ومتشبّثين بإرثهم الذي يعدّونه حضاريّاً رغم همجيّته.. ومَن شاء أن يتكلّم عن الوحشية والتخلّف والهمجيّة فلينظر لنفسه أولاً!
أخي أمام هذا الكم الهائل من الروايات فلا يمكننا طرحها مقابل رواية وحيدة ضعيفة وإليك رواية أوضح
لا نطرح أيّ من الروايات أخي الكريم، ويبدو لي أنّ الرواية صحيحة، وورود لفظ (أو) لا يقدح فيها، وهو كثير في صحاح المرويات عن زرارة وأبي بصير وغيرهما..
وعلى فرض إرسال بعض الروايات، فنعضدها بما ورد من متواترات ومستفيضات وعمومات، وهكذا..
فلسنا مختلفين عن معنى التباكي ولكن هل التباكي يكون عن معرفة وقلب سليم أم عن تمثيل وخداع ؟؟
وإظهار الجزع يدخل في إطار العفوية على الإمام الحسين فهو ليس فولوكلوراً وتمثيلاً بل إن لم ينطلق من عفوية وتأثر ومعرفة يكون خداعاً وتشويهاً لذكرى سيد الشهداء
وإظهار الجزع يدخل في إطار العفوية على الإمام الحسين فهو ليس فولوكلوراً وتمثيلاً بل إن لم ينطلق من عفوية وتأثر ومعرفة يكون خداعاً وتشويهاً لذكرى سيد الشهداء
إنّ التباكي أو إظهار الجزع هو التظاهر بهما، وهو محاولة تقمّص للحالة وإن لم تكن ناشئة عن معرفة حقيقية وحالة واقعيّة، لكنّها لا تخلو من نسبة ولو ضئيلة.
فقد يكون في جزءٍ منها إن أحببتَ تسميته تمثيلاً، ولو على نحو تكثير السواد، لكنّه ليس خداعاً، ولا يوجب التشويه.
وأما غيره ممن لا تثبت وثاقتهم فهذا يعود الى ما تقرأه من تاريخ حسيني فإن قرأت في كتاب تاريخ ابن عساكر الأموي فشيء طبيعي ان يكون رواة الطف هم من العامة المخالفين
إنّ جملة من الحوادث الواقعة وتفاصيلها لم ترد إلا في كتب المخالفين، وهذا لا يعني نفيها مطلقاً وتكذيب ورودها، بل نذكرها في مجالسنا ونبكي على مجرياتها؛ لعموم ما ورد في النصوص الشريفة عن أهل البيت (عليهم السلام).
فهنا يقصد فيه الرحل او الرحال فكيف تكون عارية وما علاقة من باب قوله تعالى: (أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ)! ؟؟
قد يطلق الشيء على لازمه، أو الجزء ويراد منه الكلّ، وما شاكل ذلك، وهو كثير في اللغة العربية.
فالمقصود من الأقتاب هنا هو ما توضع عليها، وهي النياق، كما أنّ المنادى هم أصحاب العِير (القافلة).
أخي هل لاحظت ما قاله الفراهيدي رحمك الله يقول نطح: النطح للكباش ونحوها
وأما باقي مشتقات الكلام فلا علاقة له بالنطح فأنت جئت بكل ما طرح في هذا المعنى ونحوه فالنطح غير التناطح وغير النطائح
وأما باقي مشتقات الكلام فلا علاقة له بالنطح فأنت جئت بكل ما طرح في هذا المعنى ونحوه فالنطح غير التناطح وغير النطائح
التناطح صيغة مفاعلة من جذر النطح، كالتقاتل من القتل. تقول: قتل الرجل صاحبه، وتقاتلت الرجال!
وهو واضح.
ثمّ بغضّ النظر عن هذه الجدلية العقيمة، فإنّ اللفظ ورد على لسان الرواي، ولنقل ــ جدلاً ــ أنه لم يحسن التعبير، فهو ليس نص معصومي كي يشكل عليه!
يجود بنفسه هي بصيغة وصف حالة الألم ولكن لا تعني أنه مات وهذا هو المهم وذلك لأنه يتحمل ويصبر ولو كان لا يتحمل فبالتأكيد لكان مات وطاقة الإمام كبيرة لا تنفذها أكبر الحوادث وإلا هذا يعني ان المعصوم ضعيف فعدم التحمل هو الموت من هذه الفاجعة التي كما يراها ويعايشها المعصوم لأن إحساس المعصوم بواقعة الطف يختلف عن احساسنا فلا يمكن بأي حال ان نبادل الأدوار معه على الرغم انه لم يخرج عن المتعارف عليه فالتعبير الزائد أحياناً يوضح عن هول الفاجعة
الجود بالنفس هي حالة المشارفة على الموت، وهي بحدّ ذاتها حالة غير طبيعيّة، فهي تتجاوز المقدار المتعارف من الصبر، ولا غرو في مصاب الحسين (عليه السلام) أن تزهق الأنفس لو لا قضاء الله تعالى وإرادته في حجّته.
وأما ما قاله أمير المؤمنين (عليه السلام) لمّا دفن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «إنّ الصبر لَجميلٌ إلّا عنك، وإنّ الجزع لَقبيحٌ إلّا عليك»
فهو في محل المبالغة في الحدث أي لتعظيم الحدث وإلا لم يقم أمير المؤمنين بعد دفن رسول الله بشيء ينافي الصبر
فهو في محل المبالغة في الحدث أي لتعظيم الحدث وإلا لم يقم أمير المؤمنين بعد دفن رسول الله بشيء ينافي الصبر
لقد فهمتُ من مداخلات سابقة لكم أنكم غير قائلين بورود المبالغة في أقوال المعصومين، وأنا أميل لهذا أيضاً؛ فإنّ المبالغة نوع من أنواع الكذب، وحاشى المعصوم من ذلك.
كذلك الإمام الحجة يقول فلأندبنّك صباحاً ومساء ، ولأبكينَّ عليك بدل الدموع دماً ، حسرةً عليك ، وتأسُّفاً على ما دهاك وتلهفاً ، حتى أموت بلوعة المصاب وغصّة الاكتئاب
فهل مات الإمام الحجة بلوعة المصاب وغصّة الاكتئاب أم هو تعبير لحجم الكارثة فهذا تعبير زائد يوضح عن هول الفاجعة وإلا لو أخذنا الكلام على ظاهر معناه فهذا يعني أن الإمام الحجة قد مات من زمان كما قال هو .
فهل مات الإمام الحجة بلوعة المصاب وغصّة الاكتئاب أم هو تعبير لحجم الكارثة فهذا تعبير زائد يوضح عن هول الفاجعة وإلا لو أخذنا الكلام على ظاهر معناه فهذا يعني أن الإمام الحجة قد مات من زمان كما قال هو .
روى ابن المشهدي (رضوان الله عليه) في (المزار):
وممّا خرج من الناحية (عليه السلام) إلى أحد الأبواب، قال: «تقف عليه (صلّى الله عليه) وتقول: ...».
فهذا الكلام إذن هو قول الزائر إذا وقف على قبر الحسين (عليه السلام)، وهو خطاب من الزائر للحسين (صلوات الله عليه) أن: يندبه صباحاً ومساءً، ويبكي عليه بدل الدموع دماً، حتّى يموت بلوعة المصاب وغصّة الاكتئاب!
وهو معنىً عميق لو تأمل فيه المتأمّل!
السؤال مرعوب ممن على أخواته ونساء الحسين (عليه السلام)؟
فهل هو مرعوب من أعداء الله فأرجو الإجابة لأنه من خلالها سيكون هناك بيان واضح
فهل هو مرعوب من أعداء الله فأرجو الإجابة لأنه من خلالها سيكون هناك بيان واضح
الرعب: هو الخوف.
فهو (صلوات الله عليه) خائف على حريم الله من هتك حرماتهنّ والانتقاص من جلالهنّ، وخائف على كشف أستارهنّ..
وبهذا التقرير خائف على نفسه أيضاً، لأنّه حجّة الله تعالى وأقدس مخلوقاته، وهو وليّ الله الأعظم الذي مَن أهانه بارز الله تعالى بالمحاربة وأرصد لمحاربته..
وقد ورد في زيارة الإمام المهديّ (عليه السلام) التي يرويها ابن طاووس في (جمال الأسبوع): «السلام عليك أيها المهذب الخائف».
فهو من أيّ شيءٍ خائف؟
فلا اعلم لماذا كتبت انها في ليلة العاشر على العموم بما انك اوضحت ذلك مشكور إلا أن الخطاب هو للمستقبل ما بعد قتله فهو لم يقل لها عندما يبدؤون بقتلي لا تخمشي عليّ وجهك بل قال إذا أنا قتلت أي بعدما أُقتل
روى الطوسي، عن خالد بن سدير، عن أبي عبد الله (عليه السلام): «... وقد شققن الجيوب ولطمن الخدود الفاطمياتُ على الحسين بن علي (عليهما السلام)، وعلى مثله تلطم الخدود وتشقّ الجيوب» (تهذيب الأحكام: 8 / 325 ح 1207).
وممّن جزم بتواتر فعل الفاطميّات العاملي في (مفتاح الكرامة)، بل غيره في غيره قائلاً: "فعل الفاطميّات (سلام الله عليهنّ) على الحسين (عليه السلام) متواتر، فيمكن الاستدلال به على المسألة مع تقرير زين العابدين (عليه السلام)" (مفتاح الكرامة: 4 / 301).
وقال صاحب الجواهر: "وما يحكى من فعل الفاطميّات، كما في ذيل خبر خالد بن سدير عن الصادق (عليه السلام)، بل ربّما قيل: إنّه متواتر ... على أنّه قد يستثنى من ذلك الأنبياء والأئمّة (عليهم السلام)، أو خصوص سيّدي ومولاي الحسين بن علي (عليهما السلام) كما يشعر به الخبر المتقدّم، وكذا غيره من الأخبار" (جواهر الكلام: 4 / 371).
وقد ورد في زيارة الناحية الشريفة ما يدلّ على لطم الخدود (على الخدود لاطمات)..
فإذا كان النهي مطلقاً، فكيف يمكن لزينب وأم كلثوم وسائر الفاطميات مخالفته؟ ولمَ لم يلتزمن بنهي الحسين (عليه السلام)؟
تعليق