الفنّان منيرأسعد كسرواني
يُخلّد حضارةبلدة العيشيّة بمتحف تراثيّ شعبيّ
بقلم: حسين أحمدسليم
إزدانتبلدة العيشيّة في الجنوب اللبناني بمتحف الفنان منير أسعد كسرواني الشّعبي الذييحتوي على أدوات زراعيّة و حرفيّة شعبيّة وقطع قرويّة تراثية قديمة ورسومات وصورلكسرواني منذ بداية عمله المسرحي والفنّي...
هكذا ترجم الفنّان منير أسعد كسرواني إنتماءه إلى بلدتهالعيشيّة بأرض الجنوب, مؤمنا في كينونة ثقافته و وعيه أنّ الإنتماء هو ممارسةصادقة مع الواقع وأنّ الأصالة هي حركة فعل جدّيّ, والعلاقة بالأرض كما العلاقة معالنّفس و الذّات و الرّؤى في البعد و الطّموح لتحقيق الأمل المأمول...
كما كان و ما زال يُطلّ الفنّان الكبير منير أسعد كسرواني علىخشبة المسرح ناشرا رسالته الفنّيّة الهادفة بأسلوبه المميّز الّذي إتّسم باللهجةالقرويّة الجنوبيّة, معتبرا نفسه ضيفاً إنسانيّا على الحاضر في المكان و الزّمان،مؤكّداً إنتماءه الكامل و النّهائي إلى لبنان الوطن في كلّ زمان و مكان, رافلا فيكلّ طاقاته و إبداعاته و عطاءاته ليرفد مجتمعه بثقافة الوعي و مشهديات الجمال فيكلّ ما وهبه الخالق من عظمة في الخلق و تجلّيات الإبداع...
الفنّان المُتمدّن أعلن عن إفتتاح متحف منير اسعد كسروانيالشعبي في قريته الجنوبية العيشية... مستضيفا حشود المشاركين من كلّ القرىالجنوبيّة و اللبنانيّة, إلى جانب فعاليات سياسيّة و شعبيّة و إجتماعيّة وفنّيّة...
الفنّان المسرحي منير أسعد كسرواني ذلك القرويّ العتيق الّذييشبه السّنديانة الخضراء المتجزّرة في تراب بلدته العيشيّة و المتعملقة في رحابفضاءاتها الممتدّة, بل هو يُعتبر رمزا مميّزا من رموز الفنّ المسرحي و الثقافة و التراث,ذلك الكبير المسترسل تماهيا في شخصيّة القرويّ البسيط اللاّمع الذي يلاعب الأطفال حيناو أحيانا يحكي للكبار سير الرّجالات الأوائل الّذين تركوا لنا مآثرهم لتنير لنادروبنا في وحشة الظّلام... فالفنّان منير أسعد كسرواني تميّز بأنّه ذلك الرّجل الشّعبيّالقرويّ المميّز الحضور, إلى درجة حسبه أهلالقرى في لبنان منهم، وهو لم يبخل عليهم بعطاءاته الفنّيّة المسرحيّة, وصولا إلى أنإفتتح متحفا يحفظ فيه التراث القروي و حضارة القرية الّتي أفلت للزّوال، فجاء متحفهرغم مساحته المحدودة, علامة ثقافية نادرة في هذا الزّمن, تعبق غرفه الثّلاث بعرق العمالورائحة الاوائل الخيّرة، وهي بفضل أمثال الفنّان منير أسعد كسرواني ستبقى وستتطوّر...لأنّ الهدف من هذا المتحف هو إبقاء التّراث حيّاً في ذاكرة الشّباب...
عُرِفت بلدة العيشيّة في الجنوب اللبناني بمعرفة الفنّانالكبير منير أسعد كسرواني, ذلك الشّاب القروي الحالم بمستقبل زاهر في قريته, ذلكالفتى الصّاعد إبن البيطار أسعد كسرواني, الّذي حمل كلّ معالم قرية العيشيّةمتأبّطا هواءها العليل ممتشقا عطرها الطّيّب, قاصدا العاصمة بيروت ليتحوّل إلىفنّانٍ و ممثّلٍ, أسكن في كينونته المشهد الفنّي اللبناني, من خلال الفلاّح القرويالرّيفي, المُستلّ محراثه, الصّارخ في أذن البرّيّة, النّاهر على قطيعه من الماعزو الأغنام و البقر, ترتسم على محيّاه تلك الإبتسامة الجميلة المُعبّرة عن النّفسالمطمئنّة الطّيّبة و الّتي ترسم معالم ذلك القلب النّابض بالحياة...
نتجوّل فيأروقة متحف الفنّان منير أسعد كسرواني في بلدته الجنوبيّة العيشيّة, فنشتم في كلّزاوية من الغرف الحجريّة الثّلاث, عرق العمّال و الفلاّحين و الكادحين و المجاهدينو أدوات الزّراعة و أدوات الحدادة و أصناف المونة... بحيث نُدرك قناعة أنّ الكلامقليل عن الفنّان منير أسعد كسرواني... و ماذا عسانا نقول لنفي الحقّ لهذا المتحف ولبلدة العيشيّة الّتي أنجبت الفنّان الكبير منير أسعد كسرواني... و ماذا عسانانقول عن الفلاّح القروي و عن العامل في الرّيف اللبناني و عن المزارع في الأرض وعنشتلة التّبغ؟!...
هذا و خصّص الفنّان منير أسعد كسرواني زاوية تعنى بتاريخه المسرحي وعطاءات زملائه،و في النّمليّة القديمة، حفظ كسرواني ثياب ام طعان, وقريبا منها علّق على الحائطالشّروال و هو من أوائل الثياب التي ارتداها في بداية تقديم عروضه المسرحية...
متحف منير أسعد كسرواني الشّعبي يغرفهالثّلاث, ليس معلماً ضخماً بمساحته المحدودة، إنّما جاء بسيطاً حيويّاً، مفعماًبالطّيبة، مدجّجاً بالذّكريات، مخضّباً بالحنين، ليشكّل نافذة مهمّة على التّراثالمهدّد بالإنقراض و حضارة القرية المهدّدة بالزّوال...
يُخلّد حضارةبلدة العيشيّة بمتحف تراثيّ شعبيّ
بقلم: حسين أحمدسليم
إزدانتبلدة العيشيّة في الجنوب اللبناني بمتحف الفنان منير أسعد كسرواني الشّعبي الذييحتوي على أدوات زراعيّة و حرفيّة شعبيّة وقطع قرويّة تراثية قديمة ورسومات وصورلكسرواني منذ بداية عمله المسرحي والفنّي...
هكذا ترجم الفنّان منير أسعد كسرواني إنتماءه إلى بلدتهالعيشيّة بأرض الجنوب, مؤمنا في كينونة ثقافته و وعيه أنّ الإنتماء هو ممارسةصادقة مع الواقع وأنّ الأصالة هي حركة فعل جدّيّ, والعلاقة بالأرض كما العلاقة معالنّفس و الذّات و الرّؤى في البعد و الطّموح لتحقيق الأمل المأمول...
كما كان و ما زال يُطلّ الفنّان الكبير منير أسعد كسرواني علىخشبة المسرح ناشرا رسالته الفنّيّة الهادفة بأسلوبه المميّز الّذي إتّسم باللهجةالقرويّة الجنوبيّة, معتبرا نفسه ضيفاً إنسانيّا على الحاضر في المكان و الزّمان،مؤكّداً إنتماءه الكامل و النّهائي إلى لبنان الوطن في كلّ زمان و مكان, رافلا فيكلّ طاقاته و إبداعاته و عطاءاته ليرفد مجتمعه بثقافة الوعي و مشهديات الجمال فيكلّ ما وهبه الخالق من عظمة في الخلق و تجلّيات الإبداع...
الفنّان المُتمدّن أعلن عن إفتتاح متحف منير اسعد كسروانيالشعبي في قريته الجنوبية العيشية... مستضيفا حشود المشاركين من كلّ القرىالجنوبيّة و اللبنانيّة, إلى جانب فعاليات سياسيّة و شعبيّة و إجتماعيّة وفنّيّة...
الفنّان المسرحي منير أسعد كسرواني ذلك القرويّ العتيق الّذييشبه السّنديانة الخضراء المتجزّرة في تراب بلدته العيشيّة و المتعملقة في رحابفضاءاتها الممتدّة, بل هو يُعتبر رمزا مميّزا من رموز الفنّ المسرحي و الثقافة و التراث,ذلك الكبير المسترسل تماهيا في شخصيّة القرويّ البسيط اللاّمع الذي يلاعب الأطفال حيناو أحيانا يحكي للكبار سير الرّجالات الأوائل الّذين تركوا لنا مآثرهم لتنير لنادروبنا في وحشة الظّلام... فالفنّان منير أسعد كسرواني تميّز بأنّه ذلك الرّجل الشّعبيّالقرويّ المميّز الحضور, إلى درجة حسبه أهلالقرى في لبنان منهم، وهو لم يبخل عليهم بعطاءاته الفنّيّة المسرحيّة, وصولا إلى أنإفتتح متحفا يحفظ فيه التراث القروي و حضارة القرية الّتي أفلت للزّوال، فجاء متحفهرغم مساحته المحدودة, علامة ثقافية نادرة في هذا الزّمن, تعبق غرفه الثّلاث بعرق العمالورائحة الاوائل الخيّرة، وهي بفضل أمثال الفنّان منير أسعد كسرواني ستبقى وستتطوّر...لأنّ الهدف من هذا المتحف هو إبقاء التّراث حيّاً في ذاكرة الشّباب...
عُرِفت بلدة العيشيّة في الجنوب اللبناني بمعرفة الفنّانالكبير منير أسعد كسرواني, ذلك الشّاب القروي الحالم بمستقبل زاهر في قريته, ذلكالفتى الصّاعد إبن البيطار أسعد كسرواني, الّذي حمل كلّ معالم قرية العيشيّةمتأبّطا هواءها العليل ممتشقا عطرها الطّيّب, قاصدا العاصمة بيروت ليتحوّل إلىفنّانٍ و ممثّلٍ, أسكن في كينونته المشهد الفنّي اللبناني, من خلال الفلاّح القرويالرّيفي, المُستلّ محراثه, الصّارخ في أذن البرّيّة, النّاهر على قطيعه من الماعزو الأغنام و البقر, ترتسم على محيّاه تلك الإبتسامة الجميلة المُعبّرة عن النّفسالمطمئنّة الطّيّبة و الّتي ترسم معالم ذلك القلب النّابض بالحياة...
نتجوّل فيأروقة متحف الفنّان منير أسعد كسرواني في بلدته الجنوبيّة العيشيّة, فنشتم في كلّزاوية من الغرف الحجريّة الثّلاث, عرق العمّال و الفلاّحين و الكادحين و المجاهدينو أدوات الزّراعة و أدوات الحدادة و أصناف المونة... بحيث نُدرك قناعة أنّ الكلامقليل عن الفنّان منير أسعد كسرواني... و ماذا عسانا نقول لنفي الحقّ لهذا المتحف ولبلدة العيشيّة الّتي أنجبت الفنّان الكبير منير أسعد كسرواني... و ماذا عسانانقول عن الفلاّح القروي و عن العامل في الرّيف اللبناني و عن المزارع في الأرض وعنشتلة التّبغ؟!...
ففي الغربتحوّل الحكومات بيوت فنّانيها الكبار متاحف لما يمثّلونه من تاريخ حضاري لبلدانهم...و في لبنان, نرى الفنّان المسرحي منير أسعد كسرواني يحوّل مصنع والده الصغيرلأدوات الزّراعة و الحدادة وغيرها في بلدة العيشية متحفاً تراثيّاً يعكس جوانب منتاريخ قرى الجنوب وتراثه...
فلقد أنشأالفنّان المسرحي منير أسعد كسرواني هذا المتحف بجهد ذاتي إنطلاقاً من دكّان والدهالصغير... الدكان الّذي كان فيه كلّ ما يتعلّق بدراسة القمح، وبالرّيجيدي أيّ نقلالقش من الحقل إلى المنزل على ظهور الحيوانات, وبأدوات الحصاد الّتي كان والدهالحدّاد يصنعها... ليُسمّي المتحف بمتحف منير أسعد كسرواني الشّعبي, تخليداًلذكراه وتحيّة لروحه ولروح والدته... مصمّما على إنشاء هذا المتحف لأنّه تربّىفيه،وكان يساعد والده بالعمل، حيث كان ينفخ النار في الفرن لصهر المعدن الذي كان عمّهالياس يساعد في دقّه، لكن والده هو من كان يقوم بالمهمّات الصّعبة والدّقيقة...
المتحف يحتوي علىالأدوات التي كانت تستخدم قديماً وأصبحت تعرض في المنازل، كالقناديل القديمةوالمناجل. وإضافة إلى صناعات والد الفنّان منير أسعد كسرواني, هناك قسم عن مراحلحيات الفنّان منير أسعد كسرواني, الفنّيّة يضم ملابس الفنّانين وأكسسواراتهم والماسكاتالتي كان يعود بها من جولاته في بلاد العالم، وأفّيشات مسرحياته وأعماله معالرحابنة ومنير أبو دبس وريمون جبارة، ومراسلاته، والجوائز والدروع التي نالها،كما أنّ هناك مجموعة نادرة من صور فوتوغرافية ورسوم قديمة...
و في المتحففرع خاصّ تهتمّ به شقيقات الفنّان منير أسعد كسرواني, وهو مخصّص للمأكولاتالطبيعية، التي تنتجها أرض بلدة العيشيّة, كالزّعتر والسّمّاق وعصير الرّمّانوالبندورة والمربى وماء الزّهر والعرق وأصناف كثيرة أخرى...
ساعد أهل البيتفي تحضير المتحف، وأحضر الفنّان منير أسعد كسرواني عمالاً خبراء إستبدلوا الباطونبالحجر القديم ليبدو متحفاً تراثيّاً تماما... وعدا أهمّيّة المتحف التّراثيّة،يعكس هذا المشروع العلاقة الإستثنائيّة التي كانت تربط الفنّان منير أسعد كسروانيبوالده...
جال الفنّانمنير أسعد كسرواني في أوروبّا ووصل إلى أستراليا، وكان يزور متاحف من هذا النّوع،وأحياناً أقلّ شأناً... و يرى الفنّان الكبير منير أسعد كسرواني أنّ ما فعله شيءجميل، فلديه في المتحف جرارا عمرها مئة عام، وخوابي زيت ونبيذ وعرق، وأدوات نحاسية...
على بعد عشراتالأمتار من كنيسة بلد العيشيّة, و إلى يسار الطّريق المؤدّي لكنيسة البلدة, يقعبيت أسعد كسرواني والد الفنّان الكبير منير... و هناك،عند زاوية البيت التّراثيّ القديم تستوقفك لوحة حجريّة على شاكلة نصب حُفر عليهاعبارة متحف منير أسعد كسرواني الشّعبي, تمرّ عبر قنطرة من الصّخر القديم، حيث تنزلعلى درج يزدان بالعشب الأخضر, كدرب شقّ طريقه بين الحجارة الرّمليّة الصّمّاء... لتصلإلى باحة صغيرة، يتوسطها كرْكي مع برادها، وليس بعيداً عنها، يستفرد بزاوية شلال إصطناعيتتراقص المياه عذبة وهي تتدرج فوق أهدابه نزولاً في لوحة من الحبّ والعشقالعذريّ... و على بعد أمتار قليلة، يقبع بئر ماء صغير, تخاله للوهلة الأولىحقيقياً... تقبع بقربه آلة زراعيّة قديمة كانت تستخدم لفرز الحب عن القشّ... و علىجدران وأعمدة الباحة الحميمة، مجموعة صور تختصر حقبات زمنيّة مختلفة، من الأسودوالأبيض إلى عصر الصّورة الرّقميّة الملوّنة، يتوقّف عندها الزّائر مطوّلا... و قبلأن تدخل الى الغرف الثّلاث الّتي تحتوي على ما تيّسر من أوان قديمة، ومستلزماتزارعة وصيد وتخزين وتموين وطهو، وإنارة، ومذياع وآلات موسيقيّة قديمة، فضلاً عنوثائق قديمة إحتفظ بها الفنّان منير أسعد كسرواني، ليعرضها في متحفه...هذا و خصّص الفنّان منير أسعد كسرواني زاوية تعنى بتاريخه المسرحي وعطاءات زملائه،و في النّمليّة القديمة، حفظ كسرواني ثياب ام طعان, وقريبا منها علّق على الحائطالشّروال و هو من أوائل الثياب التي ارتداها في بداية تقديم عروضه المسرحية...
متحف منير أسعد كسرواني الشّعبي يغرفهالثّلاث, ليس معلماً ضخماً بمساحته المحدودة، إنّما جاء بسيطاً حيويّاً، مفعماًبالطّيبة، مدجّجاً بالذّكريات، مخضّباً بالحنين، ليشكّل نافذة مهمّة على التّراثالمهدّد بالإنقراض و حضارة القرية المهدّدة بالزّوال...