هل الدين أهم من الإمام ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم ومنكري فضائلهم ومقاماتهم الى قيام يوم الدين
دائما تتردد عبارة أن الإمام الحسين عليه السلام قتل من أجل الصلاة ورفع الأذان , ويتعلم أطفال الشيعة الصلاة ويتدربون على الصيام منذ الصغر دون التركيز على معرفة الأئمة عليهم السلام فالطفل قد يتعلم من والده الصلاة والصيام والذهاب الى المسجد قبل بلوغه الحلم وهو لا يحفظ أسماء الأئمة عليهم السلام , وفي خطب الجمعة وفي المحاضرات يكون التركيز على الأمور الفقهية والأخلاقية دون الإهتمام بمقامات الأئمة عليهم السلام فالخطيب قد يتناول آية قرآنية ويظل طوال المحاضرة يطرح أمورا أخلاقية وفقهية وتاريخية واجتماعية وأحيانا سياسية وفي آخر المحاضرة يذكر المصيبه دون أن يكون لمحاضراته التي استمرت 60 يوما في شهر محرم وشهر صفر علاقة بمعرفة الإمام عليه السلام الذي من عرفه فقد عرف الله ومن جهله فقد جهل الله , وتمتليء أرفف المكتبات بالكتب الفقهية والرسائل العملية وأحيانا توزع هذه الرسائل مجانا للتسويق لمرجعية معينة وزيادة عدد أتباعها مما يعني زيادة الأخماس وأمور أخرى ليس المجال لذكرها , وقد نقلت في أكثر من محاضرة عن الخطيب الذي صرخ في وجه السائل الذي سأله عن دم المعصوم عليه السلام هل هو طاهر أم نجس بقوله (انت شعليك ؟ عليك بصلاتك خمسك صيامك) كما أن كثير من الإخباريين الذين عرفتهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي يركزون بحوثهم حول الروايات الفقهية ويهملون معرفة الائمة عليهم السلام وهذا الأمر (الإهتمام بالفقه والأحكام وترك التعمق في معرفة المعصوم عليه السلام) وصل الينا من خلال التأثر بعلماء أهل الخلاف الذين انشغلوا بالأحكام الفقهية فتأثر الأصولي والإخباري بذلك مع شديد الأسف فأهملوا معرفة الائمة روحي فداهم, فهل الإعتقاد أن الدين أعظم من الإمام و أن الإمام ماهو الا مبلغ او موضح او شارح للنصوص في منظومة الدين اعتقاد صحيح كما يظن كثير من الناس وان لم ينظقوها صراحة فالواقع العملي يكشف عن ذلك ؟ فتعالوا ننظر في روايات أهل البيت عليهم السلام لنعرف الحقيقة : ففي الزيارة تخاطب الإمام عليه السلام بقولك : لقد قتلوا بقتلك الاسلام، وعطلوا الصلاة والصيام ونقضوا السنن والأحكام، وهدموا قواعد الايمان، وحرفوا آيات القرآن، و هملجوا في البغي والعدوان (بحار الأنوار ج 98 ص 322) فالإمام بقتله قتل الدين وتعطلت الصلاة والزكاة والصيام ونقضت السنن والأحكام وهدمت قواعد الدين , في تفسير البرهان للسيد هاشم البحراني ج 4 ص 489 عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: في قوله تعالى: * (وذلك دين القيمة) * فقال: هي فاطمة (عليها السلام). وفي مزار المشهدي ص 264 تخاطب الإمام عليه السلام بقولك : السلام عليك يا دين الله القويم , وفي شرح أصول الكافي للمازندراني ج 7 ص 65 : عن الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أوحى الله إلى نبيه (صلى الله عليه وآله) (فاستمسك بالذي اوحي إليك إنك على صراط مستقيم) قال: إنك على ولاية علي، وعلي هو الصراط المستقيم.
* الشرح:
قوله (قال: إنك على ولاية علي وعلي هو الصراط المستقيم) دل على أن فيه مضافا محذوفا وإنما سمي (عليه السلام) صراطا مستقيما لأنه طريق الحق المستوى الذي لا يضل سالكه ومن تمسك بذيله أبدا، وهذا التفسير أحسن مما قيل من أن الصراط المستقيم عبارة عن الدين لأنه حينئذ تأكيد لفهم ذلك من الأمر بالاستمساك والوحي لأن الله لا يأمر بالاستمساك ولا يوحي إلى نبيه إلا دينا مستقيما، والتأسيس أولى من التأكيد . وتبين لنا نصوص أهل البيت عليهم السلام أن ولاية الإمام قطب الأحكام والشرايع والسنن ففي الكافي ج 1 ص 289 : عن زرارة والفضيل بن يسار، وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية وأبي الجارود جميعا عن أبي جعفر عليه السلام قال: أمر الله عز وجل رسوله بولاية علي وأنزل عليه " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة " وفرض ولاية أولي الامر، فلم يدروا ما هي، فأمر الله محمدا صلى الله عليه وآله أن يفسر لهم الولاية، كما فسر لهم الصلاة، والزكاة والصوم والحج، فلما أتاه ذلك من الله، ضاق بذلك صدر رسول الله صلى الله عليه وآله وتخوف أن يرتدوا عن دينهم وأن يكذبوه فضاق صدره وراجع ربه عز وجل فأوحى الله عز وجل إليه " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس " فصدع بأمر الله تعالى ذكره فقام بولاية علي عليه السلام يوم غدير خم، فنادى الصلاة جامعة وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب. - قال عمر بن أذينة: قالوا جميعا غير أبي الجارود - وقال أبو جعفر عليه السلام:
وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى وكانت الولاية آخر الفرائض، فأنزل الله عز وجل " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي " قال أبو جعفر عليه السلام: يقول الله عز وجل: لا انزل عليكم بعد هذه فريضة، قد أكملت لكم الفرائض. وتبين لنا النصوص ان ولاية الأئمة عليهم السلام هي مفتاح قبول الأعمال ففي الكافي ج 1 ص 185 : عن أبي جعفر عليه السلام قال: ذروة الامر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن تبارك وتعالى الطاعة للامام بعد معرفته، ثم قال: إن الله تبارك وتعالى يقول: " من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا, و أيضا : عن أبي بصير قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: هل عرفت إمامك؟ قال: قلت: إي والله، قبل أن أخرج من الكوفة، فقال: حسبك إذا. وللإمام هيمنة على الدين فيظهره الله تعالى على الدين كله ففي الكافي ج 1 ص 432 : عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الماضي، عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: " يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم " قال: يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليه السلام بأفواههم، قلت:
" والله متم نوره " قال: والله متم الإمامة، لقوله عز وجل: " الذين آمنوا بالله ورسوله و النور الذي أنزلنا " فالنور هو الامام. قلت: " هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق " قال: هو الذي أمر رسوله بالولاية لوصيه والولاية هي دين الحق، قلت:
" ليظهره على على الدين كله " قال: يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم، قال: يقول الله:
والله متم نوره " ولاية القائم " ولو كره الكافرون " بولاية علي، قلت: هذا تنزيل؟ قال:
نعم أما هذا الحرف فتنزيل وأما غيره فتأويل....الخ الرواية , ولأن للإمام عليه السلام هيمنة على الدين فهو يشرع ويستأنف ويحلل ويحرم بما يشاء فاذا شاء شاء الله واذا شاء الله شاء ففي الغيبة للنعماني 238 : عن عبد الله بن عطاء، قال:
" سألت أبا جعفر الباقر (عليه السلام)، فقلت: إذا قام القائم (عليه السلام) بأي سيرة يسير في الناس، فقال: يهدم ما قبله كما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ويستأنف الإسلام جديدا " , وأيضا : عن أبي بصير، قال:
" قال أبو جعفر (عليه السلام): يقوم القائم بأمر جديد، وكتاب جديد، وقضاء جديد، على العرب شديد، ليس شأنه إلا السيف، ولا يستتيب أحدا، ولا تأخذه في الله لومة لائم " , ولولا الإمام لساخت الأرض بأهلها ففي الكافي ج 1 ص 179 : عن أبي حمزة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أتبقى الأرض بغير إمام؟ قال: لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت .
فعلينا أن نهتم بالأمور العقائدية ومعرفة الأئمة عليهم السلام قبل الإهتمام بالأمور الفقهية والفرعية وعلينا أن نعلم أبناءنا العقائد قبل تعليمهم الأحكام الشرعية وهذا هو المنهج القرآني الذي يركز على العقائد لا على الأحكام فان نسبة الأحكام الفقهية نسبة قليلة اذا قارناها بالعقائد كالتوحيد الذي لا يكتمل الا بولاية علي عليه السلام ففي بحار الأنوار ج 3 ص 278 : عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " فطرة الله التي فطر الناس عليها " قال: التوحيد، ومحمد رسول الله، وعلي أمير المؤمنين . هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ونسالكم الدعاء
خادمكم
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 15 ديسمبر 2014
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم ومنكري فضائلهم ومقاماتهم الى قيام يوم الدين
دائما تتردد عبارة أن الإمام الحسين عليه السلام قتل من أجل الصلاة ورفع الأذان , ويتعلم أطفال الشيعة الصلاة ويتدربون على الصيام منذ الصغر دون التركيز على معرفة الأئمة عليهم السلام فالطفل قد يتعلم من والده الصلاة والصيام والذهاب الى المسجد قبل بلوغه الحلم وهو لا يحفظ أسماء الأئمة عليهم السلام , وفي خطب الجمعة وفي المحاضرات يكون التركيز على الأمور الفقهية والأخلاقية دون الإهتمام بمقامات الأئمة عليهم السلام فالخطيب قد يتناول آية قرآنية ويظل طوال المحاضرة يطرح أمورا أخلاقية وفقهية وتاريخية واجتماعية وأحيانا سياسية وفي آخر المحاضرة يذكر المصيبه دون أن يكون لمحاضراته التي استمرت 60 يوما في شهر محرم وشهر صفر علاقة بمعرفة الإمام عليه السلام الذي من عرفه فقد عرف الله ومن جهله فقد جهل الله , وتمتليء أرفف المكتبات بالكتب الفقهية والرسائل العملية وأحيانا توزع هذه الرسائل مجانا للتسويق لمرجعية معينة وزيادة عدد أتباعها مما يعني زيادة الأخماس وأمور أخرى ليس المجال لذكرها , وقد نقلت في أكثر من محاضرة عن الخطيب الذي صرخ في وجه السائل الذي سأله عن دم المعصوم عليه السلام هل هو طاهر أم نجس بقوله (انت شعليك ؟ عليك بصلاتك خمسك صيامك) كما أن كثير من الإخباريين الذين عرفتهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي يركزون بحوثهم حول الروايات الفقهية ويهملون معرفة الائمة عليهم السلام وهذا الأمر (الإهتمام بالفقه والأحكام وترك التعمق في معرفة المعصوم عليه السلام) وصل الينا من خلال التأثر بعلماء أهل الخلاف الذين انشغلوا بالأحكام الفقهية فتأثر الأصولي والإخباري بذلك مع شديد الأسف فأهملوا معرفة الائمة روحي فداهم, فهل الإعتقاد أن الدين أعظم من الإمام و أن الإمام ماهو الا مبلغ او موضح او شارح للنصوص في منظومة الدين اعتقاد صحيح كما يظن كثير من الناس وان لم ينظقوها صراحة فالواقع العملي يكشف عن ذلك ؟ فتعالوا ننظر في روايات أهل البيت عليهم السلام لنعرف الحقيقة : ففي الزيارة تخاطب الإمام عليه السلام بقولك : لقد قتلوا بقتلك الاسلام، وعطلوا الصلاة والصيام ونقضوا السنن والأحكام، وهدموا قواعد الايمان، وحرفوا آيات القرآن، و هملجوا في البغي والعدوان (بحار الأنوار ج 98 ص 322) فالإمام بقتله قتل الدين وتعطلت الصلاة والزكاة والصيام ونقضت السنن والأحكام وهدمت قواعد الدين , في تفسير البرهان للسيد هاشم البحراني ج 4 ص 489 عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: في قوله تعالى: * (وذلك دين القيمة) * فقال: هي فاطمة (عليها السلام). وفي مزار المشهدي ص 264 تخاطب الإمام عليه السلام بقولك : السلام عليك يا دين الله القويم , وفي شرح أصول الكافي للمازندراني ج 7 ص 65 : عن الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أوحى الله إلى نبيه (صلى الله عليه وآله) (فاستمسك بالذي اوحي إليك إنك على صراط مستقيم) قال: إنك على ولاية علي، وعلي هو الصراط المستقيم.
* الشرح:
قوله (قال: إنك على ولاية علي وعلي هو الصراط المستقيم) دل على أن فيه مضافا محذوفا وإنما سمي (عليه السلام) صراطا مستقيما لأنه طريق الحق المستوى الذي لا يضل سالكه ومن تمسك بذيله أبدا، وهذا التفسير أحسن مما قيل من أن الصراط المستقيم عبارة عن الدين لأنه حينئذ تأكيد لفهم ذلك من الأمر بالاستمساك والوحي لأن الله لا يأمر بالاستمساك ولا يوحي إلى نبيه إلا دينا مستقيما، والتأسيس أولى من التأكيد . وتبين لنا نصوص أهل البيت عليهم السلام أن ولاية الإمام قطب الأحكام والشرايع والسنن ففي الكافي ج 1 ص 289 : عن زرارة والفضيل بن يسار، وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية وأبي الجارود جميعا عن أبي جعفر عليه السلام قال: أمر الله عز وجل رسوله بولاية علي وأنزل عليه " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة " وفرض ولاية أولي الامر، فلم يدروا ما هي، فأمر الله محمدا صلى الله عليه وآله أن يفسر لهم الولاية، كما فسر لهم الصلاة، والزكاة والصوم والحج، فلما أتاه ذلك من الله، ضاق بذلك صدر رسول الله صلى الله عليه وآله وتخوف أن يرتدوا عن دينهم وأن يكذبوه فضاق صدره وراجع ربه عز وجل فأوحى الله عز وجل إليه " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس " فصدع بأمر الله تعالى ذكره فقام بولاية علي عليه السلام يوم غدير خم، فنادى الصلاة جامعة وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب. - قال عمر بن أذينة: قالوا جميعا غير أبي الجارود - وقال أبو جعفر عليه السلام:
وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى وكانت الولاية آخر الفرائض، فأنزل الله عز وجل " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي " قال أبو جعفر عليه السلام: يقول الله عز وجل: لا انزل عليكم بعد هذه فريضة، قد أكملت لكم الفرائض. وتبين لنا النصوص ان ولاية الأئمة عليهم السلام هي مفتاح قبول الأعمال ففي الكافي ج 1 ص 185 : عن أبي جعفر عليه السلام قال: ذروة الامر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن تبارك وتعالى الطاعة للامام بعد معرفته، ثم قال: إن الله تبارك وتعالى يقول: " من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا, و أيضا : عن أبي بصير قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: هل عرفت إمامك؟ قال: قلت: إي والله، قبل أن أخرج من الكوفة، فقال: حسبك إذا. وللإمام هيمنة على الدين فيظهره الله تعالى على الدين كله ففي الكافي ج 1 ص 432 : عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الماضي، عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: " يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم " قال: يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليه السلام بأفواههم، قلت:
" والله متم نوره " قال: والله متم الإمامة، لقوله عز وجل: " الذين آمنوا بالله ورسوله و النور الذي أنزلنا " فالنور هو الامام. قلت: " هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق " قال: هو الذي أمر رسوله بالولاية لوصيه والولاية هي دين الحق، قلت:
" ليظهره على على الدين كله " قال: يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم، قال: يقول الله:
والله متم نوره " ولاية القائم " ولو كره الكافرون " بولاية علي، قلت: هذا تنزيل؟ قال:
نعم أما هذا الحرف فتنزيل وأما غيره فتأويل....الخ الرواية , ولأن للإمام عليه السلام هيمنة على الدين فهو يشرع ويستأنف ويحلل ويحرم بما يشاء فاذا شاء شاء الله واذا شاء الله شاء ففي الغيبة للنعماني 238 : عن عبد الله بن عطاء، قال:
" سألت أبا جعفر الباقر (عليه السلام)، فقلت: إذا قام القائم (عليه السلام) بأي سيرة يسير في الناس، فقال: يهدم ما قبله كما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ويستأنف الإسلام جديدا " , وأيضا : عن أبي بصير، قال:
" قال أبو جعفر (عليه السلام): يقوم القائم بأمر جديد، وكتاب جديد، وقضاء جديد، على العرب شديد، ليس شأنه إلا السيف، ولا يستتيب أحدا، ولا تأخذه في الله لومة لائم " , ولولا الإمام لساخت الأرض بأهلها ففي الكافي ج 1 ص 179 : عن أبي حمزة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أتبقى الأرض بغير إمام؟ قال: لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت .
فعلينا أن نهتم بالأمور العقائدية ومعرفة الأئمة عليهم السلام قبل الإهتمام بالأمور الفقهية والفرعية وعلينا أن نعلم أبناءنا العقائد قبل تعليمهم الأحكام الشرعية وهذا هو المنهج القرآني الذي يركز على العقائد لا على الأحكام فان نسبة الأحكام الفقهية نسبة قليلة اذا قارناها بالعقائد كالتوحيد الذي لا يكتمل الا بولاية علي عليه السلام ففي بحار الأنوار ج 3 ص 278 : عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " فطرة الله التي فطر الناس عليها " قال: التوحيد، ومحمد رسول الله، وعلي أمير المؤمنين . هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ونسالكم الدعاء
خادمكم
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 15 ديسمبر 2014
تعليق