من أهم البحوث، بحث عوامل وأرضية التحلّي بالعفاف، وهناك طريقتين يمكن لحاظهما في هذا الصدد، وهما طريق الدفع وطريق الرفع أو بعبارة أخرى الوقاية وطريق العلاج، ولما كانت الوقاية من المرض أيسر كثيراً من العلاج، نفهم من خلال ذلك أهميتها بصورة أوضح.
قال أمير المؤمنين عليه السلام :-
" إذا خبث الزمان كسدت الفضائل، وضرّت ونفقت الرذائل ونفعت "
ويسعى الإسلام إلى توفير كافة الظروف اللازمة لنشر العفاف في المجتمع، لقطع الطريق على أسباب ارتكاب المعصية، وسنطرح هذه العوامل في أربعة أقسام: العوامل الفردية، العائلية، الاجتماعية، والحكومية.
v العوامل الفردية المؤثرة في العفاف
· الإيمان
إن الإيمان بالله والحياة بعد الموت، هو من أهم وأقوى عوامل الوقاية من الشهوات والأهواء، فالإنسان المؤمن يرى الله تعالى حاضراً وناظراً في كل مكان، ويعتقد إن جميع أعماله تُسجل في ملفّه بواسطة الملائكة، حيث سيتم النظر فيها يوم القيامة، ويكون مصير المحسنين الجنّة، ومصير المفسدين النار.
ولنتذكر ما قاله الإمام الخميني:" إن العالم هو محضر الله، فلنجتنب المعصية في محضر الله "
وهذا الاعتقاد هو خير مانع للإنسان عن ارتكاب المفاسد الأخلاقية والاجتماعية، وكلما ازداد قوة، ازدادت مقاومة الإنسان للشهوات وبالعكس تتضاءل العفّة ومقاومة الشهوات عندما يضعف الإيمان.
روي عن الإمام علي عليه السلام قوله:" فَعصم السعداء بالإيمان، وخذل الأشقياء بالعصيان "
إن الشخص المؤمن بأن الله سبحانه وتعالى ناظر لأعماله، لا يقبل مطلقاً بالرذيلة وانتهاك العفّة، قال الإمام الجواد عليه السلام: " اعلم انك لن تخلو من عين الله فانظر كيف تكون ".
· التقوى
وهي عامل آخر من العوامل الفردية للعفاف، وفي هذا الصدد يقول القرآن الكريم:
( ولباس التقوى ذلك خير )
ويفسر الإمام محمد الباقر عليه السلام الآية المتقدّمة موضحاً إن المقصود من لباس التقوى هو العفاف.
ويبين أمير المؤمنين علي عليه السلام كيف ينال الإنسان لباس التقوى فيقول: " رأس التقوى ترك الشهوة "
وهذا يعني إن على الإنسان أن لا يواصل اتباع هوى النفس إلى درجة يصبح فيها أسيراً وعبداً له.
وفي حديث آخر يصف التقوى إنها قرينة للعصمة ويقول: " بالتقوى قرنت العصمة " وعنه عليه السلام " اعلموا عباد الله إن التقوى دار حصن عزيز، والفجور دار حصن ذليل لا يمنع أهله ولا يحرز من لجأ إليه "
ومن خلال ملاحظتنا للاهتمام الخاص الذي يوليه القرآن لمسألة التقوى، وما يطرح من إيصاء بالتقوى في التجمعات الكبيرة كصلاة الجمعة وعيد الفطر والأضحى ندرك الدور الأساسي للتقوى في السيطرة على الأهواء والشهوات.
· الوعي
من العوامل الفردية للعفاف، معرفة فوائد العفاف وأضرار فقدان العفّة.
قال الإمام علي عليه السلام : " من عرف كفّ "
وهذا الوعي يمكن الحصول عليه من طرق مختلفة، منها قراءة الكتب والمطبوعات التي تتناول هذه المسألة، والاتعاظ بحوادث الزمان وتجارب الآخرين، وقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله : " الاعتبار يثمر العصمة "
وعن الإمام الصادق عليه السلام قوله : " حصّنوا أنفسكم وفروجكم بتلاوة سورة النور وحصّنوا بها نساءكم، من أدمن تلاوتها في كل ليلة أو في كل يوم لم يزن أحد من أهل بيته أبداً حتى يموت "
وتارة يحصل هذا الوعي عن طريق التفكير والالتفات إلى حقيقة مفادها إن الأشخاص الفاسدين قد يمكنهم استقطاب اهتمام الناس لفترة زمنية من خلال سلوكهم وحركاتهم المبتذلة فيحققون أمنيتهم لأيام معدودة، إلا إن القلوب لا تهوى هؤلاء، ومصيرهم الوقوع في الفضيحة، ولا يعيشون حياة زوجية سعيدة، فالناس بطبعهم يرغبون بالزواج من ذوات العفّة والحياء، كما إن النساء تريد الزواج من الرجال الذين يتصفّون بالحياء والنجابة، ولغرض معرفة أضرار فقدان العفّة نشير إلى جزء من حديث المعراج من أجل أن نتعّظ بذلك.
عن علي عليه السلام قال : " دخلت أنا وفاطمة على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فوجدته يبكي بكاءً شديداً، فقلت فداك أبي وأمي يا رسول الله، ما الذي أبكاك؟
فقال: يا علي ليلة أُسري بي إلى السماء رأيت نساء من أُمتي في عذاب شديد، فأنكرت شأنهن، فبكيت لما رأيت من شدة عذابهن، ثم ذكر حالهن – إلى أن قال:- فقالت فاطمة: حبيبي وقرّة عيني، اخبرني ما كان عملهن، فقال: أمّا المعلّقة بشعرها فإنها كانت لا تغطّي شعرها عن الرجال، وأمّا المعلّقة بلسانها فإنها كانت تؤذي زوجها، وأمّا المعلّقة بثديها فإنها كانت ترضع أولاد غير زوجها بغير إذنه، وأمّا المعلّقة برجليها فإنها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها، وأمّا التي كانت تأكل من لحم جسدها فكانت تزّين بدنها للناس ".
· السيطرة على النظر
إن السيطرة على النظر المحرم، تعتبر من عوامل إشاعة العفاف وسلامة الفرد والمجتمع.
قال رسول الله (ص) : " إياكم والنظر إلى المخدّرات فإنها بذر الشهوات "
v طرق السيطرة على النظر:
* الالتفات إلى الله عالم ومطّلع على أعمالنا: فقد جاء في رواية إن شخصاً سأل أمير المؤمنين عليه السلام بما يستعان على غض البصر، فقال : " بالخمود تحت سلطان المطّلع على سترك ".
* ذكر القيامة: من الطرق المفيدة في السيطرة على البصر ومنعه من ارتكاب المعصية، هو تذكّر القيامة وما يحصل من أنواع العذاب في ذلك اليوم، وحسب ما جاء في القرآن فإن أعضاء بدن الإنسان ومنها الأيدي والأقدام تشهد على الإنسان.
قال تعالى في كتابه المجيد : ( اليوم نختم على أفواههم وتكلّمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون )
* إدراك الأضرار المترتبة على النظر الحرام : أشرنا في بحثنا لموضوع عفّة النظر الحرام وأضراره، وهو بالإمكان أن يكون من طرق ضبط البصر عن النظر الحرام.
أتمنى أن أكون قد وفقت في سرد بعض النقاط المهمة لكم ...
كما أتمنى أن نكون من أهل العفّة دائما وأبداً ...
أختكم: جنــــــــــــــــــــــــــــان
قال أمير المؤمنين عليه السلام :-
" إذا خبث الزمان كسدت الفضائل، وضرّت ونفقت الرذائل ونفعت "
ويسعى الإسلام إلى توفير كافة الظروف اللازمة لنشر العفاف في المجتمع، لقطع الطريق على أسباب ارتكاب المعصية، وسنطرح هذه العوامل في أربعة أقسام: العوامل الفردية، العائلية، الاجتماعية، والحكومية.
v العوامل الفردية المؤثرة في العفاف
· الإيمان
إن الإيمان بالله والحياة بعد الموت، هو من أهم وأقوى عوامل الوقاية من الشهوات والأهواء، فالإنسان المؤمن يرى الله تعالى حاضراً وناظراً في كل مكان، ويعتقد إن جميع أعماله تُسجل في ملفّه بواسطة الملائكة، حيث سيتم النظر فيها يوم القيامة، ويكون مصير المحسنين الجنّة، ومصير المفسدين النار.
ولنتذكر ما قاله الإمام الخميني:" إن العالم هو محضر الله، فلنجتنب المعصية في محضر الله "
وهذا الاعتقاد هو خير مانع للإنسان عن ارتكاب المفاسد الأخلاقية والاجتماعية، وكلما ازداد قوة، ازدادت مقاومة الإنسان للشهوات وبالعكس تتضاءل العفّة ومقاومة الشهوات عندما يضعف الإيمان.
روي عن الإمام علي عليه السلام قوله:" فَعصم السعداء بالإيمان، وخذل الأشقياء بالعصيان "
إن الشخص المؤمن بأن الله سبحانه وتعالى ناظر لأعماله، لا يقبل مطلقاً بالرذيلة وانتهاك العفّة، قال الإمام الجواد عليه السلام: " اعلم انك لن تخلو من عين الله فانظر كيف تكون ".
· التقوى
وهي عامل آخر من العوامل الفردية للعفاف، وفي هذا الصدد يقول القرآن الكريم:
( ولباس التقوى ذلك خير )
ويفسر الإمام محمد الباقر عليه السلام الآية المتقدّمة موضحاً إن المقصود من لباس التقوى هو العفاف.
ويبين أمير المؤمنين علي عليه السلام كيف ينال الإنسان لباس التقوى فيقول: " رأس التقوى ترك الشهوة "
وهذا يعني إن على الإنسان أن لا يواصل اتباع هوى النفس إلى درجة يصبح فيها أسيراً وعبداً له.
وفي حديث آخر يصف التقوى إنها قرينة للعصمة ويقول: " بالتقوى قرنت العصمة " وعنه عليه السلام " اعلموا عباد الله إن التقوى دار حصن عزيز، والفجور دار حصن ذليل لا يمنع أهله ولا يحرز من لجأ إليه "
ومن خلال ملاحظتنا للاهتمام الخاص الذي يوليه القرآن لمسألة التقوى، وما يطرح من إيصاء بالتقوى في التجمعات الكبيرة كصلاة الجمعة وعيد الفطر والأضحى ندرك الدور الأساسي للتقوى في السيطرة على الأهواء والشهوات.
· الوعي
من العوامل الفردية للعفاف، معرفة فوائد العفاف وأضرار فقدان العفّة.
قال الإمام علي عليه السلام : " من عرف كفّ "
وهذا الوعي يمكن الحصول عليه من طرق مختلفة، منها قراءة الكتب والمطبوعات التي تتناول هذه المسألة، والاتعاظ بحوادث الزمان وتجارب الآخرين، وقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله : " الاعتبار يثمر العصمة "
وعن الإمام الصادق عليه السلام قوله : " حصّنوا أنفسكم وفروجكم بتلاوة سورة النور وحصّنوا بها نساءكم، من أدمن تلاوتها في كل ليلة أو في كل يوم لم يزن أحد من أهل بيته أبداً حتى يموت "
وتارة يحصل هذا الوعي عن طريق التفكير والالتفات إلى حقيقة مفادها إن الأشخاص الفاسدين قد يمكنهم استقطاب اهتمام الناس لفترة زمنية من خلال سلوكهم وحركاتهم المبتذلة فيحققون أمنيتهم لأيام معدودة، إلا إن القلوب لا تهوى هؤلاء، ومصيرهم الوقوع في الفضيحة، ولا يعيشون حياة زوجية سعيدة، فالناس بطبعهم يرغبون بالزواج من ذوات العفّة والحياء، كما إن النساء تريد الزواج من الرجال الذين يتصفّون بالحياء والنجابة، ولغرض معرفة أضرار فقدان العفّة نشير إلى جزء من حديث المعراج من أجل أن نتعّظ بذلك.
عن علي عليه السلام قال : " دخلت أنا وفاطمة على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فوجدته يبكي بكاءً شديداً، فقلت فداك أبي وأمي يا رسول الله، ما الذي أبكاك؟
فقال: يا علي ليلة أُسري بي إلى السماء رأيت نساء من أُمتي في عذاب شديد، فأنكرت شأنهن، فبكيت لما رأيت من شدة عذابهن، ثم ذكر حالهن – إلى أن قال:- فقالت فاطمة: حبيبي وقرّة عيني، اخبرني ما كان عملهن، فقال: أمّا المعلّقة بشعرها فإنها كانت لا تغطّي شعرها عن الرجال، وأمّا المعلّقة بلسانها فإنها كانت تؤذي زوجها، وأمّا المعلّقة بثديها فإنها كانت ترضع أولاد غير زوجها بغير إذنه، وأمّا المعلّقة برجليها فإنها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها، وأمّا التي كانت تأكل من لحم جسدها فكانت تزّين بدنها للناس ".
· السيطرة على النظر
إن السيطرة على النظر المحرم، تعتبر من عوامل إشاعة العفاف وسلامة الفرد والمجتمع.
قال رسول الله (ص) : " إياكم والنظر إلى المخدّرات فإنها بذر الشهوات "
v طرق السيطرة على النظر:
* الالتفات إلى الله عالم ومطّلع على أعمالنا: فقد جاء في رواية إن شخصاً سأل أمير المؤمنين عليه السلام بما يستعان على غض البصر، فقال : " بالخمود تحت سلطان المطّلع على سترك ".
* ذكر القيامة: من الطرق المفيدة في السيطرة على البصر ومنعه من ارتكاب المعصية، هو تذكّر القيامة وما يحصل من أنواع العذاب في ذلك اليوم، وحسب ما جاء في القرآن فإن أعضاء بدن الإنسان ومنها الأيدي والأقدام تشهد على الإنسان.
قال تعالى في كتابه المجيد : ( اليوم نختم على أفواههم وتكلّمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون )
* إدراك الأضرار المترتبة على النظر الحرام : أشرنا في بحثنا لموضوع عفّة النظر الحرام وأضراره، وهو بالإمكان أن يكون من طرق ضبط البصر عن النظر الحرام.
أتمنى أن أكون قد وفقت في سرد بعض النقاط المهمة لكم ...
كما أتمنى أن نكون من أهل العفّة دائما وأبداً ...
أختكم: جنــــــــــــــــــــــــــــان