إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

قبسات من الحنين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قبسات من الحنين

    قبسات من الحنين

    بقلم : حسين أحمد سليم


    مجموعة خواطر قصيرة منوحي قريتي الريفيةالمسماة " النبيرشادي " تيمنا بمقام تاريخي قديم و مقدس, لآذ به الناس ليحميهم منغوائل الأيام...

    رغم النّأيالقاهر ما زلتأحنّ بقوّة, إلى تلك القرية الرّيفيّةالحالمة, المتربّعة باطمئنان, على مرمى نظري,إلى الغرب من مدينة الشّمس بعلبك, و التيترقب المدينة الأمّ بعين وامضة, تستمدّ منهاالعنفوان و الإباء, و تلتفت إلى الجبلالأعبل الأشمّ, صنّين من خلفها, تتنسم منه السّموّ و الإعتزاز... في تلكالبقعةمن وطني التّليد, حيث للرّشادي النّبي مقام, و لدت و درجت صبيا, و تعلمت فك الحرففيمدرستها الأولى... و منها قسرا, رحلتباكرا, إلى ضاحية بيروت الجنوبية, التيفيها شببت و ترعرعت و أحببت, و رنّمتبكر ترانيمي النثرية, و دندنت بكر دندناتيالشعرية, و في تلك البقعة, أدركت طورالرجولة, و اقترنت بقدريتي ...

    أنا معلّق القلب بتلك القرية البقاعية, الوادعة على مرمى زقزقةالعصافير من النّهر التاريخي, إلى الغرب منالقلعة الأم, على مقربة من المدينةالتاريخية الأسطورة...و التي يتّكئ صنّين بهامته الشّامخة على هضابها الغربية, تحيطبها القرى كالسّوار بالمعصم, كأنها نجمة تتلألأفي كوكبة فلكية هائمة في كبد السماء, يأنس الليل بها, و تأنس هي بمعالم البوح,تنهمر من وحيها, على قلبي لأترنّمبنثرها حينا, و أتغنّىبشعرها أحيانا, و أشكّلها لوحة فنّية تشكيليّة...

    إنّأمواج الأثير الشّفيف, المنسابة في سماء قريتي الرّيفية, تتنهّد في حنيندائم, تنهدات لا تسمع في مكان آخر, و لا يتحسّسهاإلاّ من عاش الحب في ربوع قريتي...و النّجوم تلمع في سماءقريتي المباركة لمعانا أبهى, لا يبصر لمعانها إلاّ من أصابهالعشق في قريتي البقاعيّة...و لكويكبات الفصول في سماء قريتي تشكيل جميل, فيالشّتاء و الرّبيع و الصّيفو الخريف... أمّا القرى القائمة حول قريتي دائريّا, و هي تشغلمحورها, أدعى إلى الأنس و الطّمأنينة و الى الإغراقفي التأمل و الإبحار في الأسرار...هيهات لو تدركين منهاالبعض يا صديقتي و حبيبتي ...
    النّظمو الكتابةو الإبداع على ضوءالقمر, في كنف قريتي البقاعيّة, أعذب إيحاءا, و أكثر إلهاما, و أجدى إبداعا, فيمرحلة المخاض, أو الألم, الذي يعانيه الكاتب أو الأديب أوالشّاعر, من النّظم و الكتابةعلى ضوء المصباح الكهربائي... لذلك فأنا أحمل نفسيدوريا, إلى قريتي, أجولفي شعابها و أزقّتها و دروبها, أر ود طرقاتها, أرقب بيوتها الترابية, أتنسم منلطيف هوائها, أتمرغ في رغام ترابها, أشتم عبيرورودها و أزهارها و نباتها, أبحر في امتداداتسهولها, أهيم في شموخجبالها, أتزوّد من خيراتها, أحاكي أثيرها, أنتعش بنسيماتها,و أعود أكتب خواطري و كلماتينثرا و شعرا ...

    و أناأفترش الأرض في قريتيالرّيفية, تحوطني الحواكيرو الكروم و البيوت و الأشجار, و أشياء أخرى, و طيف حبيبتي القدرية...و أنا أتبارك بمقام رشادي النبي, أشخص بحنوٍ جامحإلى الشّرق, حيث مطلع الشّمس, منخلف الجبال الشّامخة,بالحصن التّاريخي لأجدادي, لأمتّع ناظري بالسّهل الأخضر الممتدإلى أبعد من النّهر التّاريخي... و أشخص بتمجّد و عنفوانو نهم إلى جلال الجبال في الغرب,التي تتّكئ على امتداداتأراضي أجدادي, تتوجها أشعة الشمس البازغة من الشرق,فتزداد إباء و شموخا... أو يلملم عنها الغروب, و شاحالنّور الوردي, و الشّمس فيمسارها تمضي... و كأنّيبالسّهل ولد و امتد معي كي آنس به... و كأنّي بالنّهر ما زاليفيض بالمياه جريا يلحق بي...و كأنّي بالحصن الشّرقي تهاوى ليقوم حصني بديلا تاريخيا...و كأنّي بأرض أجدادي تزدادعطاء بعطائي... و كأنّي بتلك الجبال العالية ولدت و كبرتمعي ...

    ولدتيا صديقتي و حبيبتي القدرية, مجبولا باللبنانية القرويّة الريفيةالبقاعية, و مضيت فخورا بمعالم قرويتي الطيبة,لا أحمل إلاّ المحبّة العظمى فيجوارحي, و لا ينبض قلبيالصّغير إلاّ بالحب المقدّس, و لا أتحسّس إلاّ العنفوان في نفسيالكبيرة, و لا أستشعر إلاّ الإخلاص و التّفانيلوطني و قريتي و أهلي و حبيبتي...و لبنانيتي هذه تتجلّى في كلّ ناحية من نواحيحياتي, و قرويّتي تتجلّى في شخصيّتي و أخلاقيو مسلكي, كما تتجلى فيثقافتي, و تتجسّد في كتاباتي...

    أناصريح و جريءبك يا صديقتي و حبيبتيالقدريّة, أحمل الحقيقة المنشودة في وجداني و ضميري و شخصيتي, و أنا منفتح و متفهّمبك أيضا يا عروس خيالي, أحمل المعرفة و التّجدّد في ثقافتي, و أنامحافظ و حريص بك كذلك, على الوعي و المسؤوليّة فيقناعاتي و مبادئي و عقائدي, و أناطليق معك, بلا قيد يقيّدخطواتي إليك, حرّ في آرائي و أفكاري, و أنا مبحر معك, أغنّيآمالي و رؤاي, بلا عوائق,كنسر يجوب الفضاءات الممتدّة... و أنا يا حبيبتي, أحملالصّفاء و النّقاء في نفسيّتي,كسماء قريتي الصاحيّة, التي لا تكاد تغيم و تبرق و ترعد,حتّى تعود إلى زرقتها و صفوها,مغسولة نقيّة جليّة كعينيك الهائم بهنّ ...
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
9 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X