إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

فلسفة النّقطة إشراقات الأشياء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فلسفة النّقطة إشراقات الأشياء

    فلسفة النّقطة إشراقات الأشياء

    بقلم:حسين أحمد سليم
    كاتب و فنّان تشكيليعربي من بلدة النّبي رشادة غربي مدينة بعلبك في بقاع لبنان.


    فلسفةقدريّة تسكن وجداني منذ زمن بعيد, أتخاطر دائما بالنّقطة المجرّدة, حركة فعلالخيال المجنّح, المرتحل دائما على صهواتالأنسام الفكريّة في لامتناهيات المدى, حسث أستلهم من تجريديّتها و أستوحي منكنهها رؤى الفنّ الهندسي التّجريدي في تشكيلاته اللامتناهية, و الكامن تشكيلا فيجزيئات عناصرهاالأحاديّة... بحكماللعبة الهندسيّة المجرّدة و التي تعوّدت عليها منذ ملهاتي على المقاعد الدّراسيّةالمتوسّطة, أحرّض ذات النّقطة على ذاتها, و أرقبمشهديّاتها التّفاعليّةفي الحركة السّحريّة, المنبثقة من ذاتيّة طاقتها المتوالدة من عناصرها, و المولودةبها قدراتكوينيّامنذ خلقها الإعجازي في صميم تكوينات بدائع صنع الله و عظمته في خلقه...

    دائماتأخذني فلسفة الأشياء, لترود بي متاهاتها التّكوينيّة, انطلاقا من رحم النّقطة,كأنّني متأثربفلاسفة اليونان و سجالاتالكاهنة "ديوتيما" معلمة سقراط الفيلسوف... أو كأنّني أعيش إفتراضيّا, زمنالعبد الصّالح الموسوم بالخضر, و فلسفة اللقاء القدريّ بموسى النّبي, عند مجمعالبحرين, كيّ أتعلّم ما ليس لي به علم... لا إراديّا أتحدّى النّقطة, و إن أمضيتفي سجالاتي بها حقبا لا حدود لها, أصرخ فيها بأعلى طبقات صوتي, أهدّدها إيجابا وسلبا, أستلّ سيفي من غمده, و قلمي من محبرته و أهجم عليها أبارزها تارة و أشكّلهاتارة أخرى, أداعبها و أدغدغها تارة فوق بياض الورق و طورا ضوئيّا و رقميّا فوقمساحة المرقاب...
    عبثا أحاول تفكيكعناصرها أو جزيئاتها, أعود إليها حاسر النّفس, أحبو عندأسرارها: أستغيث بهامتهجّدا ضارعا لله تعالى... حدّدي لي هويّتك؟!... أرجوها حبّا و عشقا, عرّفيني بكو شكلك؟!... أتودّد لها في تشاغف و إشتياق, أكشفي القناع الذي تتخفّين خلفه؟!...أرجوها بلا كلل و لا ملل, إرفعي الوشاح الذي تتدثّرين به؟!... و هكذاأسئلة كثيرة تخاطرني و تحرّضني و تقلّب مزاجي,و لا تتركني أركنللهدأة و السّكون لحظة؟!... كأنّه كتِب عليّ العذاب الفكريّ و العذابالفنّيّ و ما أحيلا العذابين عندي... و كأنّني أعيش لحظاتإستهجان موسى النّبي و الخضر يخرق السّفينة و يقتل الطّفل و يقوّم الجدار منالإنقضاض...
    قدرا ولدت في بيت قرويّريفيّ بقاعيّ بعلبكيّ لبنانيّ عربيّ عتيد, منذ البدء التّاريخيّ في المكانالجغرافيّ, يقوم على روحيّةالفنون الأدبيّة و التّشكيليّةو الأدائيّة, فولدت على دين أبائي و أجدادي و السّلف الصالح من نسبي الممتدّ لبنيالعبّاس, و إستهواني المسار الأدبيّ و الفنّيّمنذ نشأتي الأولى,فنشأت قناعة على هذاالدّرب, و رميت نفسي في رحاب الحروفيّات و الألوان و الموسقات و الدّندنات, و رحتأرودالمعالم التّشكيليّةتلو المعالم, أبحث و أنقّب و أحلّل و أجرّب... تعرفت إلى المذاهبو المدارس, و واكبت الإبداعات في المعارض هنا و هناك,و كحّلت عينيّ بمعالم الجمالالسّاحر, كما أصقلتفكري بمعالم الثّقافة الأدبيّة و التّشكيليّة و أصول العزف و هارمونيات الإيقاعإضافة للسّباحة بين أمواج بحور الشّعر و عروضه...
    وحيآخرأتحسّس به في المدى,يتناهى إليّ عبر الفضاءات, كالرّذاذ المتساقط فوق السّهول العطشى للماء, وحي آخر يهمسفي أذني, يدغدغ حناياي لطافة و أثيريّا, يأخذنيإلى أبعد ممّا أنا فيه, كأنّه النّور الفضيّ الوضّاء, الممتدّ بين الأرضالسّماء, والذييعرج في رؤى البعدالآخر... البوح الجريء هنا في المكان و الزّمان, يتجلّى في همس الأثير النّاعم,يتراءى جليّا في ومضات بارقة,مرموزة بمصطلحات من نوع آخر, لا تدركها إلاّالعقول المكتنزة بالوعي الباطنيّ و العرفان الذّاتيّ...
    أناالنّقطة التي تشغلبالك الفنّّيّ و الأدبيّو الفلسفيّ و التّكوينيّ, أنا السّرّ الكامن في كتابة حروفك و كلماتكو خواطرك و قصائدك و مقالاتك و مؤلفاتك و ألحانكو موسقاتك...
    أنا السّرّ المكنون فيوجوديّتك منذ النّشأةالأولى, مرورا بكلّمراحل التّكوين لصيرورتك...
    أنا السّرّ الخفيّ فيمعالم فلسفتكالهندسيّة و تكويناتهافي الأشكال و الرّسومات المختلفة...
    أنا قوام الوجود فيالوجود,مشيئة القادر, يقول للشّيءكن فيكون ...
    أنامجرّدة من إحاطتك البصريّة و رؤيتكالنّظريّة للأشكال, لمو لن تدركني قط, إنّما تتلمّس أثر حركتي الرّحويّة على ذاتي,فأنا أرسم الخط و بإمتداده أعرف... أو عند إلتقاءخطّين مثلا, أو عند تقاطعهما... هكذاتستدل عليّ و لا تراني,لا تراودني الأنا, و لا تأخذ منّي و لا أعطيها, هكذا إرتضيتلنفسي, لا همّ عندي أنأعرف أو لا أعرف, فأنا موجودة, هو تقدير تكوينيّ في حساباتدقيقة و معقّدة, لاناقة لي فيها و لا جمل...
    أنتترسم و تبدع في الأشكال,و تنسب لنفسك فعل الخلق و الإبداع في التّشكيل,متناسيا أنّني سرّ الحركة في لوحتك و سر~اللون السّاحر و سرّالخطوط و الأشكال و المشهديات... أتحرّك طوع بنانك الممسك بالرّيشةأو القلم, أخطّ بإمتداداتي الكهرومغناطيسيّةمعالم الخطّ, أسوّي منه الأفقيّ و العاموديّو المائل و المنعطف و المنكر,أخلق من تعدّديّة الخطوط أشكالا منها المثلّث الحرّو المتوازي الضلعين و المتوازيالأضلاع و المنتظم في زواياه و خطوطه الثّلاثة... و هكذاأبتكر المربّع و المستطيلو المضلّعات الحرّة و المنتظمة و المتعدّدة الخطوط, مرورابالدّائرة التي تشبهنيمع الفارق في التّوصيف و كذلك الكرة, و صولا إلى المجسّماتالمتنوّعة و المختلفة,و ليس إنتهاء بما يحيط بك في الأرض فالكون...
    أناالنّقطة, في كنهي يكمن سرّ الإرتكاز لكلّالأشياء الملموسة, و بي تكمن الدّقّةالمتناهية, و بي كذلكتتجسّد معالم الإتّزانات لكلّ الموجودات, و بي أيضا و أيضا تتكاثفمعالم الجزيئات المجرّدة...
    فكّربهدوء في هجعتك, و تفكّر بعمق في ضجعتك, و تنزّه من كثافة جسدكالمادّيّة, و شفّ بنفسك من رميمك, و إلتحم بتموّجاتروحك الأثيريّة, كإلتحام الطّبق الطّائر بالطّبق الطّائر,و إسبح في سرّ الخلق, وتعرّف إلى الخالق في أسرار خلقه, تعرف سرّ النّقطة في قوامالخلق ...ربّنا سبحانك ما خلقت هذاباطلا ...
    النّقطة هي عناصر كنه السّرّ في خلق آدم وحوّاء و سجود الملائكة و عناد إبليس و إستكباره, و هي فلسفة قوام الحقيقة بين وسوسةقايين في قتل هابيل, و هي البعد الخفيّ في قوامة سفينة نوح النّبي و سرّ الزّوجينفي الإختيارات, و هي السّرّ في غصن الزّيتون في منقار حمامة نوح, و هي الرّمزالآخر في لقاء العبد الصّالح الموسوم بالخضر و مقابلته بموسى النّبي, و هي المصطلحالفريد في رسالة إلياس النّبي لآحاب و قرينته, و القربان لله, و هي فلسفة الحياةفي كنه ماء الحياة التي بها ظفر الخضر على ذي القرنين, و هي آية أصحاب الكهف وورقهم للشّراء و كلبهم المتحفّذ للوثوب و هو غارق في غفوته القدريّة, و هي فعلالتّرميز في ناقة صالح النّبي, و هي معظمة البشارات في كتاب عيسى النّبي, و هيحكمة لقمان للأجيال, و هي سرّ الأبجديّة لسليمان النّبي, و هي فلسفة الخلق العظيمفي رسالة محمّد الرّسول المصطفى, و النّقطة هي النّور الإشرقيّ في آيات القرآن...
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X