* كيف تتوزع القوى العسكرية في اليمن؟
أطلق الجيش اليمني واللجان الشعبية صاروخ "توتشكا" على تجمع لآليات قوی التحالف
كيف تتوزع القوى العسكرية في اليمن؟ وما هي المناطق التي دخلت اليها قوات التحالف السعودي؟ وماذا عن الأسلحة التي يمتلكها الجيش اليمني واللجان الشعبية؟
منذ بدء التحالف بقيادة السعودية حربه على اليمن لم تتغير كثيراً خارطة توزع القوى هناك. الجوف وصعدة وحجة وعمران شمالاً، والمحويت وذمار والعاصمة صنعاء بيد الجيش اليمني واللجان الشعبية. كذلك يتمركز الجيش واللجان في الحديدة، حيث سجل تقدم للبوارج الحربية التابعة للتحالف السعودي باتجاه سواحلها.
في مأرب هناك سيطرة للجيش اليمني واللجان الشعبية على مناطق عدة، وصولاً إلى مشارف المدينة عاصمة المحافظة. كما يوجد في مأرب أنصار للرئيس هادي والقاعدة، وأخيراً دخلت إلى مأرب قوات قطرية.
أما في البيضاء، أحد معاقل تنظيم القاعدة سابقاً. فالغالبية للجيش اليمني واللجان وأيضاً جيوب للقاعدة في بعض المناطق.
وفي حضرموت دخلت أخيراً القوات السعودية من معبر الوديعة. وعلى العاصمة المكلا تسيطر القاعدة بشكل كلي، إضافة إلى الجماعات المتشددة. وفي حضرموت أيضاً أنصار هادي في بعض مناطق المحافظة.
وإلى عدن حيث أنصار هادي وتنظيم القاعدة والمتشددون، دخلت قوات التحالف وتحديداً القوات الاماراتية، بعد انسحاب الجيش واللجان الشعبية من محافظات الجنوب وتمركزها في منطقة مكيراس بين محافظتي أبين والبيضاء.
ماذا عن الأسلحة التي يمتلكها الجيش اليمني؟
منذ أيام أطلق الجيش اليمني واللجان الشعبية صاروخ "توتشكا" على تجمع لآليات قوی التحالف السعودي في مأرب ما أدى الى مقتل أكثر من مئة جندي من قوات التحالف. كما أطلق صاروخ "توتشكا" على "قوة الواجب" البحرية أكبر قاعدة عسكرية سعودية في جيزان، فيما تتحدث الترجيحات عن امتلاك الجيش اليمني عدداً من هذه الصواريخ الأرض- أرض ضمن ترسانة الصواريخ البالستية التي زعم التحالف السعودي أنه دمرها في الأيام الأولى للحرب.
كما يجري الحديث عن إمكانية استخدام الجيش اليمني لصواريخ "موسودان" وهي صواريخ كورية الصنع بحمولة طن وربع من المتفجرات، توصف بأنها جوهرة السلاح الاستراتيجي للجيش اليمني، التي لم يستخدمها ولم يعلن رسمياً امتلاكه لها. لكن التوقعات باستخدامها برزت بعد تهديد الناطق باسم الجيش اليمني الذي اعتبر مدن أبها وجدة والرياض في السعودية أهدافاً مشروعة للقوات اليمنية.
شاهد تقرير "الميادين" بالصوت والصورة:
https://www.youtube.com/watch?v=HVk0ds_uNKo
***
* بعد فشل غاراته.. هجوم بري متوقع للتحالف على صنعاء لتحقيق انجاز في حربه المستمرة
تريد السعودية ومن معها إعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى صنعاء
تستعد السعودية وحلفاؤها لبدء هجوم على العاصمة اليمنية صنعاء في محاولة منهم لتحقيق إنجاز للحرب المستمرة منذ نصف عام. التفاصيل في التقرير التالي...
لا تبدو معركة صنعاء أمراً سهلاً بالنسبة للتحالف السعودي، رغم أن الحشد الذي يتقاطر للمحافظات المحيطة بالعاصمة اليمنية يشي بأن قراراً بالتحرك أصبح وشيكاً... تعلم السعودية وحلفاؤها أن الحرب لن تكون نزهة، ولعل صاروخ "توشكا" الذي أطلق على "قاعدة صافر" قبل أيام قدم مثالاً على ما قد يكون عليه المشهد، في حال الإشتباك المباشر، الذي قد يكون مناسبة للكشف عن مفاجآت لدى أنصار الله، والجيش اليمني، لم تكن قد خرجت إلى العلن من قبل.
تريد السعودية ومن معها إعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى صنعاء، في الوقت الذي تبدو فيه حتى اللحظة إمكانية حضور الحكومة التابعة له في عدن بالغة الصعوبة، في ظل الصراع الثلاثي الدائر هناك بين القاعدة من جهة، والحراك الجنوبي من جهة ثانية، وأنصار هادي من جهة ثالثة.
ومن أجل هذه المهمة بدأ الكلام عن وصول 40 ألف مقاتل من أنصار هادي والدول الخليجية المشاركة في التحالف، إضافة إلى السودان ومصر، بالتزامن مع غارات مكثفة على مواقع لأنصار الله والجيش.
الغارات هذه وما سبقها، هي واحدة من أسباب الهجوم البري المتوقع.... فألاف الغارات الجوية المستمرة يومياً منذ خمسة أشهر ونصف، دونما إنجازات تذكر، دفعت التحالف السعودي للتفكير بالنزول إلى الأرض... لعل ذلك يسهم بتغيير المعادلة وحسم الموقف ووقف الإستنزاف المالي والعسكري اللامتناهي...لكن هناك من يحذر من ان الهروب من الجو إلى البر، كالمستجير من الرمضاء بالنار...
شاهد تقرير "الميادين" بالصوت والصورة:
https://www.youtube.com/watch?v=inZNCc84cYE
***
* كيف تستعد السعودية والإمارات لجبهة مأرب ــ صنعاء؟

صنعاء ـــ «الأخبار»
«إلى صنعاء» هو عنوان المرحلة المقبلة من العدوان السعودي على اليمن، حيث يحشد الآلاف لمعركة مرتقبة خلال أيام، يبدو واضحا أنها لن تكون بسهولة معركة الجنوب نفسها، بفعل عوامل جغرافيا الشمال، التي ليست أقلها وعورة الجبال.
يجري اليوم جمع حشدٍ لـ»التحالف العربي»، يقال انّ عديده يزيد على العشرة آلاف مقاتل، في منطقة مأرب، والهدف شبه المعلن له هو الزحف الى صنعاء غرباً. هناك جبهات أخرى قائمة، ومحاور تقدّم محتملة لقوى «التحالف»: من مأرب الى صنعاء، من البيضا الى ذمار شمالاً، ومن البقعة - على الحدود السعودية - الى صعدة.
هذا اضافةً الى تجمّع آخر للتحالف في معسكر بالجوف، والتعزيزات المستمرّة الى مدينة تعز المهمّة، في محاولة لاستعادة المبادرة فيها من «أنصار الله». الّا أن خريطة الميدان في اليمن يجب أن تُقرأ بأبعادها الثلاثة، مع أخذ الطوبوغرافيا الفريدة للبلد في عين الاعتبار، لا «كمناطق سيطرة» مسطّحة يتمّ تنازعها. اذا نظرنا الى «خطوط التماس» العسكرية اليوم، نجد أن أغلبها يدور على تخوم الكتلة الجبلية التي تشكّل مرتفعات اليمن الشمالي، وهي الحدود التي توقفت على أعتابها هجمات «التحالف». مأرب، مثلاً، هي تحديداً المكان الذي تتحوّل فيه السهول الداخلية المسطّحة الى مرتفعاتٍ قاسية، تزداد ارتفاعاً كلما ذهبنا غرباً. وهذا ما جعل مأرب، موطن مملكة «سبأ» التاريخية، مدينة مهمة، تربط بين الجبل والداخل وتستثمر مياه المرتفعات عبر سدودٍ تروي بها السهول الزراعية.
تمكّنت القوات المدرعة للتحالف، بسهولة نسبية، من احتلال المناطق الساحلية والمفتوحة في الجنوب، والسيطرة على الطرقات والقواعد العسكرية الواقعة في مناطق موالية لـ»الحراك الجنوبي» ومعادية لـ »أنصار الله»، ولكن العبور تجاه مرتفعات اليمن الشمالي يبدو أكثر اشكالية. من ناحية، فإن القوى المحلية التي يعتمد عليها «التحالف» لفتح الطريق أمامه والسيطرة على الشمال، كحزب «الاصلاح» وبعض الأطراف القبلية، لم تنتزع انتصارات عسكرية بل تعثّرت، في تعز وصنعاء وغيرها، والكثير منها انقلب الى ضفة «أنصار الله» وزودهم بالمعلومات والدعم. أما من جهةٍ أخرى، فإنّ التوغّل عميقاً في جبال اليمن، وفي مناطق معادية، لن يكون سهلاً على الطوابير المدرّعة للقوات الخليجية، بل إنّ مناطق جبلية طرفية، كبيحان ومكيراس، قد سببت كوارث عسكرية للقوى الغازية؛ فصارت الطرق الاجبارية في مرتفعات مكيراس موقعاً لكمائن وهجمات كلفت «التحالف» وحلفاءه اليمنيين ثمنا باهظاً، وكانت بيحان البقعة التي انطلقت منها ضربة الـ»توشكا» التي بعثرت تجمع قوى التحالف في صافر.
حتى تتقدّم قوى الغزو من مأرب باتجاه صنعاء، مثلاً، فإن عليها (كما نرى على الخريطة) أن تتسلق مرتفعات وعرة الى غربها مباشرة، ثم جبال أكثر ارتفاعاً ووعورة قرب صنعاء.
عسكرياً، قد يكون من المتاح لهذه القوى أن تجتاح أراضي مفتوحة وتتقدم - بمساعدة الطيران وقصفه - على الطرقات الرئيسية، ولكن تأمين هذه الخطوط، على المدى البعيد، قد يكون فادح الكلفة، وخاصة اذا تبين أن «الاصلاح» والقوى القبلية التي يراهن عليها التحالف لن تتمكن من فتح طرق التمدد أمامه ومنع الهجمات ضدها. وفي حال تقدّم التحالف غرباً، فهو سيدخل الى مواطن قبائل كبرى ومتمرّسة بالحرب، كحاشد وبكيل، تدعم بغالبها «أنصار الله» والجيش اليمني.
الميزان العسكري
من جهة أخرى، علمت «الأخبار» بأن القوات الاماراتية قامت بحملة اعتقالات واسعة في شبوة على خلفية ما حدث في معسكر صافر باعتبار ان الذي ساعد على انجاح العمليه هو تعاون اشخاص من شبوة، حيث الاتهامات بالتخوين. هذه الخطوة قوبلت باستياء شعبي وباعتراض من كبار مشايخ المنطقة المتعاونين مع الاماراتيين. وعلى جبهة تعز، انطلقت قوات عسكرية اماراتية من العند باتجاه تعز ومن البريقا باتجاه المخا، بغرض تقوية جبهة تعز المتعثرة، في ظلّ استعادة الجيش و»اللجان الشعبية» مواقع مهمة في المحافظة، وآخرها إحكام الحصار على جبل جرة الذي تتمركز فيه ميليشيات «الاصلاح» و»القاعدة«.
وفي الحديدة، علمت «الاخبار» من مصادر مطلعة أن منظمات حقوقية وانسانية تلقت بلاغاً سرياً بنقل مندوبيها وممثليها في ميناء الحديدة إلى خارجه لأنه سيضرب، وطلب العدوان من تلك المنظمات أن تؤدي دور الغطاء للضربة المتوقعة وإصدار بيان أنها أتت عن طريق الخطأ.
«القاعدة» وأسرى إماراتيين
وفي سياق متصل، أكد مصدر في «الاعلام الحربي» أن عدداً من الجنود الإماراتيين باتوا أسرى بيد تنظيم «القاعدة» بعيد العملية العسكرية التي نفذها الجيش و«اللجان الشعبية» في محافظة مأرب الجمعة الماضي. المصدر أكد أن التنظيم نصب كمائن لهم أثناء فرارهم من مكان الانفجار الناتج عن صاروخ «توشكا»، مؤكداً أن التنظيم نصب لهم كمائن استوقفتهم ثم نهب السيارات والمدرعات التي كانت بحوزتهم ومن ثم اسرهم. وقالت معلومات صحافية إن مفاوضات يقودها حالياً محافظ مأرب سلطان العرادة مع عناصر تنظيم القاعدة من أجل إطلاق الأسرى، وسط مخاوف من أن يقوم التنظيم بذبح هؤلاء الجنود بعد تهديدات بذلك».
واستكمالاً لاحباط خلايا تابعة لحزب «الاصلاح» في صنعاء، ضبطت الاجهزة الامنية في العاصمة أمس، خلية جديدة بحوزتها كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر والمعدات والمتفجرات وصواريخ «لو».
على صعيد آخر، واصل التحالف لليوم الثالث على التوالي تكثيف غاراته الجوية على صنعاء، مستهدفاً كلية الشرطة بالاضافة إلى تنفيذه سلسلة غارات على الحفا والنهدين وعطان. كذلك، استهدف مديرية صرواح في محافظة مأرب، أما في الحديدة، فقد وردت أنباء عن مقتل 22 شخصاً من الجنسية الهندية في غارات استهدفت قوارب الصيد في منطقة الخوخة.
***
* توتشكا ’صافر’ ونقطة التحوّل في الحرب على اليمن
شارل أبي نادر - عميد متقاعد
"التوتشكا" صاروخ أرض - أرض باليستي تكتيكي، يسميه حلف الناتو(ss21) ، قصير المدى (حد أقصى 120 كلم)، روسي الصنع، تجرّه عربة خاصة وهو عالي الدقة ومجهز برأس حربي يزن نحو 500 كلغ، تلامس فاعليَّة قدرته على التدمير دائرة بشعاع يبلغ 200 متر، يملكه الجيش اليمني ضمن ترسانته الصاروخية المتضمنة عدة انواع من الصواريخ الباليستية الاستراتيجية والتكتيكية.
قد تكون من أقسى الضربات العسكرية التي تلقاها تحالف القوات الخليجية والمسلحين اليمنيين التابعين له منذ أن شن حربه المجنونة على اليمن، هي تدمير مراكز تجمعات وحداته في مركز قيادة اللواء 107 في منطقة صافر التابعة لمحافظة مأرب (250 كلم شرق صنعاء، والتي كانت تتحضر لتنفيذ عمليات عسكرية مختلفة في أكثر من ناحية تابعة للمحافظة المذكورة، وقد وقع هذا التدمير بصاروخ تابع للترسانة اليمنية من نوع "توتشكا" أطلق من منطقة بيحان في محافظة شبوة وهي نقطة استراتيجية تتوسط مثلث مأرب - عتق - البيضا، يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية وانصار الله، ونتج عن ذلك مقتل أكثر من مئة جندي وضابط سعودي وبحريني وإماراتي وتدمير عربات قتال ومدرعات خفيفة وثلاث طوافات من نوع اباتشي، وما زاد الطين بلّة هو انفجار أكثر من مستودع ذخيرة وصواريخ في الثكنة العسكرية حيث انفجر الصاروخ.

لقد جاءت ردة الفعل على العملية وكالعادة مأسوية على الصعيد المدني والانساني حيث شن طيران التحالف اوسع غاراته الجوية مستهدفا الاماكن السكنية والمستشفيات والمؤسسات العامة والخاصة في صنعاء ومحافظات الشمال كصعدة وحجة وعمران، وعلى الرغم من الاستنفار والاستنكار الواسع خليجيًّا ودوليًّا من خلال المواساة وتقديم التعازي لقادة الدول التي قتل جنودها وضباطها في هذه العملية النوعية، وعلى الرغم من أجواء الحزن والخيبة التي اصابت قادة ورفاق هؤلاء، فلا شك أن هذه الرماية أو هذه العملية العسكرية الكاملة، حيث جاءت نتائجها مماثلة لنتائج عملية عسكرية هجومية خاصة اشبه بمعركة واسعة او بكمين محكم، هي عملية مشروعة بالكامل ومن حق الجيش اليمني المدعوم من اللجان الشعبية وأنصار الله ان ينفذها دون اي تردد، فقد نُفذت داخل الاراضي اليمنية على جنود وضباط غرباء لم يكونوا في زيارة تعارف عسكرية او في مؤتمر او جولة استطلاعية، بل كانوا في قلب معركة شرسة مفتوحة على جيش وعلى شعب اليمن، وقد تم تحذيرهم مسبقا ولاكثر من مرة من مغبة تماديهم في عدوانهم الغادر وفي دعمهم لمجموعات يمنية ضالّة ولكنهم لم يستجيبوا للتحذيرات والنداءات المتعددة للتفاوض وللشروع بالبحث عن تسوية توقف الحرب والدمار والقتل وتعيد الامور الى محور الحلول السلمية.
لقد شكلت العملية بمعناها وبطريقة تنفيذها وبنتائجها نقطة تحوّل مفصليّة في الحرب على اليمن بعد البدء بتنفيذ الخيارات الاستراتيجية التي تكلم عنها قادة انصار الله منذ فترة ليست ببعيدة، كما ان الظروف والمعطيات العسكرية والميدانية التي طبعت هذه العملية بطابعها الخاص والتي امنت لها النجاح يمكن تلخيصها بما يلي :
الاختيار الناجح للمكان
يعتبر موقع صافر حيث انفجر الصاروخ "توتشكا" نقطة استراتيجية بالغة الاهمية في المناورة الهجومية البرية التي ينفذها حاليا التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، فهي تشكل امتدادا حيويا لمحور الوديعة – عبر – مأرب، حيث يؤمن هذا المحور دخول وتقدم القوى البرية المشتركة والتابعة للتحالف المذكور انطلاقا من اراضي المملكة في معسكرات شرورة جنوب شرق نجران في وسط الحدود المشتركة بين الدولتين باتجاه محافظة مأرب الاستراتيجية امتدادا الى العاصمة صنعاء ، وهو لا يقل اهمية عن مدينة تعز الاستراتيجية على المحور الجنوبي بين عدن و دهمار امتدادا لمدينة صنعاء ، كما وتشكل الثكنة في الموقع المذكور والتي تحوي مطارا جويا ومخازن كبيرة للذخائر وللصواريخ، النقطة العسكرية المناسبة او الاكثر صلاحية وتجهيزا لاستيعاب هذا التجمع المشترك من اغلب انواع الاسلحة التي تشارك في المعركة البرية المذكورة والتي رأينا نموذجا عنها من خلال التنوّع في الخسائر المادية بين الاسلحة والاليات والعتاد التي ظهرت بعد حصول الانفجار.
الاختيار الناجح للزمان
لقد جاء التوقيت مناسبا في اطلاق الصاروخ، اولا: في اختيار لحظة اكتمال التجمع الذي كان قد اصبح جاهزا بالكامل من ناحية العديد والعتاد للبدء بالعمليات العسكرية المرتقبة في محافظة مأرب تحضيرا للهجوم على صنعاء، وثانيا من ناحية اختيار التوقيت السياسي والديبلوماسي المناسب والخاص بالمفاوضات التي يتم التحضير لها بشكل جدّي وقريب جدا بين التحالف بقيادة المملكة والمُمَثَل بحكومة الفار هادي في المنفى وبين اللجان الشعبية وانصار الله في مسقط عاصمة دولة عمان، وحيث ان المفاوضين وحسب ما خبرناه في هذه الحرب على اليمن يفتشون دائما عن نقاط قوية تتمثل في سيطرة معينة في الميدان يستعملونها في ادارة مفاوضاتهم كنقاط ضغط على الفريق الآخر، والعملية النوعية التي نتحدث عنها تعتبر نقطة قوية جدا في يد اللجان الشعبية وانصار الله لما لها من دلالات ميدانية وعسكرية واستراتيجية في مواجهتم لعدوان التحالف .
الاختيار الناجح للهدف
إضافة إلى كون الهدف موقعا مهما من الناحية العسكرية والميدانية، فقد فرضت العملية على التحالف اعادة النظر من الاساس بالمناورة الهجومية حيث يجب مهاجمة "حيان" والسيطرة عليها وعلى محيطها قبل الحشد لمهاجمة صنعاء عبر اكمال السيطرة على مأرب بالكامل، فان الموقع المستهدف هو عبارة عن تجمع كبير لقوى خليجية مشتركة في التحالف يضم بالاضافة إلى السعوديين مجموعة من الإماراتيين والبحرينيين، ما يشكل بحد ذاته رسالة سياسية ووجدانية لحكومات وشعوب هذه الوحدات حول جدوى انخراطهم في حرب خاسرة ضد شعب متحصّن داخل ارضه ومقتنع بالمقاومة حتى الرمق الاخير.
بعد خسائر المملكة اللافتة معنويا وماديا ومقتل وإصابة عدد من جنودها وضباطها، وفرار قسم كبير منهم هربا من مواجهة انصار الله على الحدود اليمنية، وبعد الفوضى المسلحة في الجنوب وتحديدا في عدن ولحج حيث لم تتمكن من السيطرة مباشرة او بواسطة ميليشياتها المختلفة بغية تأمين عودة الرئيس الفار منصور هادي لادارة "الشرعية" ،حسب ما هدفت من وراء هذه الحرب المجنونة التي ادخلت نفسها وادخلت اليمن والمنطقة فيها، جاءت هذه الضربة الموجعة في صافر لوحداتها وللوحدات الخليجية التي تتحالف معها لتجعلها ربما تعيد حساباتها ولتستفيق وتأخذ قرارا جريئا بتفعيل المفاوضات والذهاب نحو تسوية سلمية توقف هذا الدمار المجنون وتنتشلها من هذا المستنقع الذي يبدو ان الغرب وعلى رأسهم الاميركيون يحاولون إبقاءها فيه وادخال الاخوة الخليجيين معها، حيث يكون الوضع مناسبا حينها لرفع وتيرة صفقات الاسلحة الهائلة التي كانت الحل المثالي لتحقيق التوازن الاقتصادي والاجتماعي ورفع معدل النمو في الغرب بشكل عام وفي الولايات المتحدة الاميركية بشكل خاص.
***
* اليمنيون على أحر من الجمر لمواجهة المعتدين وجها لوجه

سامي رمزي - شفقنا
تعمل الالة الاعلامية الخليجية، وخاصة السعودية والقطرية والاماراتية، هذه الايام بكل طاقتها، من اجل رفع معنويات جنود التحالف السعودي المنهارة، بعد الضربة الموجعة التي وجهها الجيش اليمني واللجان الشعبية، لعساكر هذا التحالف في صافر بمأرب، واسفر عن مقتل 300 عسكري اماراتي وسعودي وبحريني وميليشات الفار عبد ربه منصور هادي.
الاعلام الخليجي، المصاب بالهستيريا اثر ضربة صافر، يتحدث عن تعزيزات عسكرية سعودية وإماراتية وقطرية تدفقت إلى محافظة مأرب، وان المئات من الجنود وأرتالاً عسكرية تضم مدرعات ودبابات وقاذفات صواريخ ومدفعية توزعت في محاور ثلاثة باتجاه صافر وحريب بمأرب وبيحان بشبوة، وان مجاميع عسكرية وقبلية موالية إلى القوات الغازية انضمت اليها.
واضافت هذه المصادر، إن مسلحين قبليين موالين للرياض وميليشيا حزب الإصلاح يتجمعون في معسكر لواء النصر ومنطقة الريان الحدودية بين مأرب والجوف تحت قيادة أمين العكيمي، كما وصلت قوات ما تسمى بالردع القطري إلى منفذ الوديعة، وإن ما يقارب 1500 جندي من أصول يمنية حاصلين على الجنسية القطرية، وصلوا منطقة العبر متجهين إلى مدينة بيحان بمحافظة شبوة، رفقة مئات الآليات والعربات العسكرية.
بالاضافة الى ذلك قيل ان الوية عربية من مصر والاردن والسودان والمغرب في طريقها الى موانيء يمنية للانضمام الى نظيراتها السعودية والاماراتية المتواجدة في مآرب وعدن ومدن يمنية اخرى.
هذه الاخبار تواكب موجة تصعيدية للغارات الجوية والهجمات التي تواليها الطائرات على العاصمة صنعاء ومحيطها ومحافظات أخرى منذ يوم الجمعة، للايحاء بأن التحالف السعودي يتحظر لغزو صنعاء والانتقام لقتلاه.
ولكن بنظرة موضوعية بعيدة عن اي تأثر بالحرب الاعلامية التي تقودها السعودية ضد اليمنيين، تأخذ بالاعتبار نتائج العدوان السعودي خلال الاشهر الستة الماضية، يمكننا ان نؤكد:
* لا يمكن مقارنة صلابة وجلادة وصبر ومقاومة الشعب اليمني وقواته المسلحة وقواه الثورية، مع الشعوب الخليجية المرفهة والمترفة.
* قوى اقليمية كبرى حاولت احتلال اليمن على مر التاريخ الا انها فشلت بعد ان غرقت في المستنقع اليمني، وتلك القوى لا يمكن مقارنتها بالجيوش الخليجية المتخمة.
* القوى التي يمكن وصفها بالمرتزقة التي جمعتها السعودية للعدوان على اليمن، لا تملك اي دوافع من اجل الاستماتة والتضحية بنفسها من اجل قضية خاسرة.
* الشعوب الخليجية هي الان اقلية في دولها، لذلك فان عدد قتلاهم في اليمن مهما كان ضئيلا سيساهم في أزمة اجتماعية قد ترتد على استقرار هذه المجتمعات “الزجاجية”.
* الهدف الذي تقاتل من اجله هذه الدول في اليمن، لم يقنع حتى بعض القيادات السعودية نفسها، وهو الدفاع عن شخص هارب مرفوض من شعبه، لذلك ستكون عملية تبرير قتلى هذه الدول في اليمن امرا في غاية الصعوبة.
* ان الدول الخليجية الثرية، وقعت ضحية الجنون والحقد السعودي، الامر الذي سيجعل شعوب هذه الدولة تدفع ثمنا باهظا ازاء انجرار حكوماتها وراء هذا الجنون، لإدمان هذه الشعوب على حياة البذخ والترف.
لذلك فان ما يقال عن معركة صنعاء ستكون كالجائزة الكبرى التي ستمنح للشعب اليمني، الذي ينتظر على احر من الجمر، لمواجهة العدو الجبان الذي كان يقتل اطفاله ونساءه عبر القاء الصواريخ والقنابل عليهم من ارتفاع الاف الاقدام، فصنعاء ليست عدن، التي حصل العدوان السعودي على موطأ قدم فيها، بالتواطؤ مع القاعدة و “داعش” وبعض المغرر بهم من الحراك الجنوبي، وانني ارى كم الان رأي العين، كيف تلعن الشعوب الخليجية قادتها، بعد ان تنقل الطائرات العسكرية اضعاف ما نقلت من قتلى صافر، في اليوم الاول لاي مغامرة سعودية جنونية ضد صنعاء.
أطلق الجيش اليمني واللجان الشعبية صاروخ "توتشكا" على تجمع لآليات قوی التحالف
كيف تتوزع القوى العسكرية في اليمن؟ وما هي المناطق التي دخلت اليها قوات التحالف السعودي؟ وماذا عن الأسلحة التي يمتلكها الجيش اليمني واللجان الشعبية؟
منذ بدء التحالف بقيادة السعودية حربه على اليمن لم تتغير كثيراً خارطة توزع القوى هناك. الجوف وصعدة وحجة وعمران شمالاً، والمحويت وذمار والعاصمة صنعاء بيد الجيش اليمني واللجان الشعبية. كذلك يتمركز الجيش واللجان في الحديدة، حيث سجل تقدم للبوارج الحربية التابعة للتحالف السعودي باتجاه سواحلها.
في مأرب هناك سيطرة للجيش اليمني واللجان الشعبية على مناطق عدة، وصولاً إلى مشارف المدينة عاصمة المحافظة. كما يوجد في مأرب أنصار للرئيس هادي والقاعدة، وأخيراً دخلت إلى مأرب قوات قطرية.
أما في البيضاء، أحد معاقل تنظيم القاعدة سابقاً. فالغالبية للجيش اليمني واللجان وأيضاً جيوب للقاعدة في بعض المناطق.
وفي حضرموت دخلت أخيراً القوات السعودية من معبر الوديعة. وعلى العاصمة المكلا تسيطر القاعدة بشكل كلي، إضافة إلى الجماعات المتشددة. وفي حضرموت أيضاً أنصار هادي في بعض مناطق المحافظة.
وإلى عدن حيث أنصار هادي وتنظيم القاعدة والمتشددون، دخلت قوات التحالف وتحديداً القوات الاماراتية، بعد انسحاب الجيش واللجان الشعبية من محافظات الجنوب وتمركزها في منطقة مكيراس بين محافظتي أبين والبيضاء.
ماذا عن الأسلحة التي يمتلكها الجيش اليمني؟
منذ أيام أطلق الجيش اليمني واللجان الشعبية صاروخ "توتشكا" على تجمع لآليات قوی التحالف السعودي في مأرب ما أدى الى مقتل أكثر من مئة جندي من قوات التحالف. كما أطلق صاروخ "توتشكا" على "قوة الواجب" البحرية أكبر قاعدة عسكرية سعودية في جيزان، فيما تتحدث الترجيحات عن امتلاك الجيش اليمني عدداً من هذه الصواريخ الأرض- أرض ضمن ترسانة الصواريخ البالستية التي زعم التحالف السعودي أنه دمرها في الأيام الأولى للحرب.
كما يجري الحديث عن إمكانية استخدام الجيش اليمني لصواريخ "موسودان" وهي صواريخ كورية الصنع بحمولة طن وربع من المتفجرات، توصف بأنها جوهرة السلاح الاستراتيجي للجيش اليمني، التي لم يستخدمها ولم يعلن رسمياً امتلاكه لها. لكن التوقعات باستخدامها برزت بعد تهديد الناطق باسم الجيش اليمني الذي اعتبر مدن أبها وجدة والرياض في السعودية أهدافاً مشروعة للقوات اليمنية.
شاهد تقرير "الميادين" بالصوت والصورة:
https://www.youtube.com/watch?v=HVk0ds_uNKo
***
* بعد فشل غاراته.. هجوم بري متوقع للتحالف على صنعاء لتحقيق انجاز في حربه المستمرة
تريد السعودية ومن معها إعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى صنعاء
تستعد السعودية وحلفاؤها لبدء هجوم على العاصمة اليمنية صنعاء في محاولة منهم لتحقيق إنجاز للحرب المستمرة منذ نصف عام. التفاصيل في التقرير التالي...
لا تبدو معركة صنعاء أمراً سهلاً بالنسبة للتحالف السعودي، رغم أن الحشد الذي يتقاطر للمحافظات المحيطة بالعاصمة اليمنية يشي بأن قراراً بالتحرك أصبح وشيكاً... تعلم السعودية وحلفاؤها أن الحرب لن تكون نزهة، ولعل صاروخ "توشكا" الذي أطلق على "قاعدة صافر" قبل أيام قدم مثالاً على ما قد يكون عليه المشهد، في حال الإشتباك المباشر، الذي قد يكون مناسبة للكشف عن مفاجآت لدى أنصار الله، والجيش اليمني، لم تكن قد خرجت إلى العلن من قبل.
تريد السعودية ومن معها إعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى صنعاء، في الوقت الذي تبدو فيه حتى اللحظة إمكانية حضور الحكومة التابعة له في عدن بالغة الصعوبة، في ظل الصراع الثلاثي الدائر هناك بين القاعدة من جهة، والحراك الجنوبي من جهة ثانية، وأنصار هادي من جهة ثالثة.
ومن أجل هذه المهمة بدأ الكلام عن وصول 40 ألف مقاتل من أنصار هادي والدول الخليجية المشاركة في التحالف، إضافة إلى السودان ومصر، بالتزامن مع غارات مكثفة على مواقع لأنصار الله والجيش.
الغارات هذه وما سبقها، هي واحدة من أسباب الهجوم البري المتوقع.... فألاف الغارات الجوية المستمرة يومياً منذ خمسة أشهر ونصف، دونما إنجازات تذكر، دفعت التحالف السعودي للتفكير بالنزول إلى الأرض... لعل ذلك يسهم بتغيير المعادلة وحسم الموقف ووقف الإستنزاف المالي والعسكري اللامتناهي...لكن هناك من يحذر من ان الهروب من الجو إلى البر، كالمستجير من الرمضاء بالنار...
شاهد تقرير "الميادين" بالصوت والصورة:
https://www.youtube.com/watch?v=inZNCc84cYE
***
* كيف تستعد السعودية والإمارات لجبهة مأرب ــ صنعاء؟

صنعاء ـــ «الأخبار»
«إلى صنعاء» هو عنوان المرحلة المقبلة من العدوان السعودي على اليمن، حيث يحشد الآلاف لمعركة مرتقبة خلال أيام، يبدو واضحا أنها لن تكون بسهولة معركة الجنوب نفسها، بفعل عوامل جغرافيا الشمال، التي ليست أقلها وعورة الجبال.
يجري اليوم جمع حشدٍ لـ»التحالف العربي»، يقال انّ عديده يزيد على العشرة آلاف مقاتل، في منطقة مأرب، والهدف شبه المعلن له هو الزحف الى صنعاء غرباً. هناك جبهات أخرى قائمة، ومحاور تقدّم محتملة لقوى «التحالف»: من مأرب الى صنعاء، من البيضا الى ذمار شمالاً، ومن البقعة - على الحدود السعودية - الى صعدة.
هذا اضافةً الى تجمّع آخر للتحالف في معسكر بالجوف، والتعزيزات المستمرّة الى مدينة تعز المهمّة، في محاولة لاستعادة المبادرة فيها من «أنصار الله». الّا أن خريطة الميدان في اليمن يجب أن تُقرأ بأبعادها الثلاثة، مع أخذ الطوبوغرافيا الفريدة للبلد في عين الاعتبار، لا «كمناطق سيطرة» مسطّحة يتمّ تنازعها. اذا نظرنا الى «خطوط التماس» العسكرية اليوم، نجد أن أغلبها يدور على تخوم الكتلة الجبلية التي تشكّل مرتفعات اليمن الشمالي، وهي الحدود التي توقفت على أعتابها هجمات «التحالف». مأرب، مثلاً، هي تحديداً المكان الذي تتحوّل فيه السهول الداخلية المسطّحة الى مرتفعاتٍ قاسية، تزداد ارتفاعاً كلما ذهبنا غرباً. وهذا ما جعل مأرب، موطن مملكة «سبأ» التاريخية، مدينة مهمة، تربط بين الجبل والداخل وتستثمر مياه المرتفعات عبر سدودٍ تروي بها السهول الزراعية.
تمكّنت القوات المدرعة للتحالف، بسهولة نسبية، من احتلال المناطق الساحلية والمفتوحة في الجنوب، والسيطرة على الطرقات والقواعد العسكرية الواقعة في مناطق موالية لـ»الحراك الجنوبي» ومعادية لـ »أنصار الله»، ولكن العبور تجاه مرتفعات اليمن الشمالي يبدو أكثر اشكالية. من ناحية، فإن القوى المحلية التي يعتمد عليها «التحالف» لفتح الطريق أمامه والسيطرة على الشمال، كحزب «الاصلاح» وبعض الأطراف القبلية، لم تنتزع انتصارات عسكرية بل تعثّرت، في تعز وصنعاء وغيرها، والكثير منها انقلب الى ضفة «أنصار الله» وزودهم بالمعلومات والدعم. أما من جهةٍ أخرى، فإنّ التوغّل عميقاً في جبال اليمن، وفي مناطق معادية، لن يكون سهلاً على الطوابير المدرّعة للقوات الخليجية، بل إنّ مناطق جبلية طرفية، كبيحان ومكيراس، قد سببت كوارث عسكرية للقوى الغازية؛ فصارت الطرق الاجبارية في مرتفعات مكيراس موقعاً لكمائن وهجمات كلفت «التحالف» وحلفاءه اليمنيين ثمنا باهظاً، وكانت بيحان البقعة التي انطلقت منها ضربة الـ»توشكا» التي بعثرت تجمع قوى التحالف في صافر.
حتى تتقدّم قوى الغزو من مأرب باتجاه صنعاء، مثلاً، فإن عليها (كما نرى على الخريطة) أن تتسلق مرتفعات وعرة الى غربها مباشرة، ثم جبال أكثر ارتفاعاً ووعورة قرب صنعاء.
عسكرياً، قد يكون من المتاح لهذه القوى أن تجتاح أراضي مفتوحة وتتقدم - بمساعدة الطيران وقصفه - على الطرقات الرئيسية، ولكن تأمين هذه الخطوط، على المدى البعيد، قد يكون فادح الكلفة، وخاصة اذا تبين أن «الاصلاح» والقوى القبلية التي يراهن عليها التحالف لن تتمكن من فتح طرق التمدد أمامه ومنع الهجمات ضدها. وفي حال تقدّم التحالف غرباً، فهو سيدخل الى مواطن قبائل كبرى ومتمرّسة بالحرب، كحاشد وبكيل، تدعم بغالبها «أنصار الله» والجيش اليمني.
الميزان العسكري
من جهة أخرى، علمت «الأخبار» بأن القوات الاماراتية قامت بحملة اعتقالات واسعة في شبوة على خلفية ما حدث في معسكر صافر باعتبار ان الذي ساعد على انجاح العمليه هو تعاون اشخاص من شبوة، حيث الاتهامات بالتخوين. هذه الخطوة قوبلت باستياء شعبي وباعتراض من كبار مشايخ المنطقة المتعاونين مع الاماراتيين. وعلى جبهة تعز، انطلقت قوات عسكرية اماراتية من العند باتجاه تعز ومن البريقا باتجاه المخا، بغرض تقوية جبهة تعز المتعثرة، في ظلّ استعادة الجيش و»اللجان الشعبية» مواقع مهمة في المحافظة، وآخرها إحكام الحصار على جبل جرة الذي تتمركز فيه ميليشيات «الاصلاح» و»القاعدة«.
وفي الحديدة، علمت «الاخبار» من مصادر مطلعة أن منظمات حقوقية وانسانية تلقت بلاغاً سرياً بنقل مندوبيها وممثليها في ميناء الحديدة إلى خارجه لأنه سيضرب، وطلب العدوان من تلك المنظمات أن تؤدي دور الغطاء للضربة المتوقعة وإصدار بيان أنها أتت عن طريق الخطأ.
«القاعدة» وأسرى إماراتيين
وفي سياق متصل، أكد مصدر في «الاعلام الحربي» أن عدداً من الجنود الإماراتيين باتوا أسرى بيد تنظيم «القاعدة» بعيد العملية العسكرية التي نفذها الجيش و«اللجان الشعبية» في محافظة مأرب الجمعة الماضي. المصدر أكد أن التنظيم نصب كمائن لهم أثناء فرارهم من مكان الانفجار الناتج عن صاروخ «توشكا»، مؤكداً أن التنظيم نصب لهم كمائن استوقفتهم ثم نهب السيارات والمدرعات التي كانت بحوزتهم ومن ثم اسرهم. وقالت معلومات صحافية إن مفاوضات يقودها حالياً محافظ مأرب سلطان العرادة مع عناصر تنظيم القاعدة من أجل إطلاق الأسرى، وسط مخاوف من أن يقوم التنظيم بذبح هؤلاء الجنود بعد تهديدات بذلك».
واستكمالاً لاحباط خلايا تابعة لحزب «الاصلاح» في صنعاء، ضبطت الاجهزة الامنية في العاصمة أمس، خلية جديدة بحوزتها كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر والمعدات والمتفجرات وصواريخ «لو».
على صعيد آخر، واصل التحالف لليوم الثالث على التوالي تكثيف غاراته الجوية على صنعاء، مستهدفاً كلية الشرطة بالاضافة إلى تنفيذه سلسلة غارات على الحفا والنهدين وعطان. كذلك، استهدف مديرية صرواح في محافظة مأرب، أما في الحديدة، فقد وردت أنباء عن مقتل 22 شخصاً من الجنسية الهندية في غارات استهدفت قوارب الصيد في منطقة الخوخة.
***
* توتشكا ’صافر’ ونقطة التحوّل في الحرب على اليمن
شارل أبي نادر - عميد متقاعد
"التوتشكا" صاروخ أرض - أرض باليستي تكتيكي، يسميه حلف الناتو(ss21) ، قصير المدى (حد أقصى 120 كلم)، روسي الصنع، تجرّه عربة خاصة وهو عالي الدقة ومجهز برأس حربي يزن نحو 500 كلغ، تلامس فاعليَّة قدرته على التدمير دائرة بشعاع يبلغ 200 متر، يملكه الجيش اليمني ضمن ترسانته الصاروخية المتضمنة عدة انواع من الصواريخ الباليستية الاستراتيجية والتكتيكية.
قد تكون من أقسى الضربات العسكرية التي تلقاها تحالف القوات الخليجية والمسلحين اليمنيين التابعين له منذ أن شن حربه المجنونة على اليمن، هي تدمير مراكز تجمعات وحداته في مركز قيادة اللواء 107 في منطقة صافر التابعة لمحافظة مأرب (250 كلم شرق صنعاء، والتي كانت تتحضر لتنفيذ عمليات عسكرية مختلفة في أكثر من ناحية تابعة للمحافظة المذكورة، وقد وقع هذا التدمير بصاروخ تابع للترسانة اليمنية من نوع "توتشكا" أطلق من منطقة بيحان في محافظة شبوة وهي نقطة استراتيجية تتوسط مثلث مأرب - عتق - البيضا، يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية وانصار الله، ونتج عن ذلك مقتل أكثر من مئة جندي وضابط سعودي وبحريني وإماراتي وتدمير عربات قتال ومدرعات خفيفة وثلاث طوافات من نوع اباتشي، وما زاد الطين بلّة هو انفجار أكثر من مستودع ذخيرة وصواريخ في الثكنة العسكرية حيث انفجر الصاروخ.

لقد جاءت ردة الفعل على العملية وكالعادة مأسوية على الصعيد المدني والانساني حيث شن طيران التحالف اوسع غاراته الجوية مستهدفا الاماكن السكنية والمستشفيات والمؤسسات العامة والخاصة في صنعاء ومحافظات الشمال كصعدة وحجة وعمران، وعلى الرغم من الاستنفار والاستنكار الواسع خليجيًّا ودوليًّا من خلال المواساة وتقديم التعازي لقادة الدول التي قتل جنودها وضباطها في هذه العملية النوعية، وعلى الرغم من أجواء الحزن والخيبة التي اصابت قادة ورفاق هؤلاء، فلا شك أن هذه الرماية أو هذه العملية العسكرية الكاملة، حيث جاءت نتائجها مماثلة لنتائج عملية عسكرية هجومية خاصة اشبه بمعركة واسعة او بكمين محكم، هي عملية مشروعة بالكامل ومن حق الجيش اليمني المدعوم من اللجان الشعبية وأنصار الله ان ينفذها دون اي تردد، فقد نُفذت داخل الاراضي اليمنية على جنود وضباط غرباء لم يكونوا في زيارة تعارف عسكرية او في مؤتمر او جولة استطلاعية، بل كانوا في قلب معركة شرسة مفتوحة على جيش وعلى شعب اليمن، وقد تم تحذيرهم مسبقا ولاكثر من مرة من مغبة تماديهم في عدوانهم الغادر وفي دعمهم لمجموعات يمنية ضالّة ولكنهم لم يستجيبوا للتحذيرات والنداءات المتعددة للتفاوض وللشروع بالبحث عن تسوية توقف الحرب والدمار والقتل وتعيد الامور الى محور الحلول السلمية.
لقد شكلت العملية بمعناها وبطريقة تنفيذها وبنتائجها نقطة تحوّل مفصليّة في الحرب على اليمن بعد البدء بتنفيذ الخيارات الاستراتيجية التي تكلم عنها قادة انصار الله منذ فترة ليست ببعيدة، كما ان الظروف والمعطيات العسكرية والميدانية التي طبعت هذه العملية بطابعها الخاص والتي امنت لها النجاح يمكن تلخيصها بما يلي :
الاختيار الناجح للمكان
يعتبر موقع صافر حيث انفجر الصاروخ "توتشكا" نقطة استراتيجية بالغة الاهمية في المناورة الهجومية البرية التي ينفذها حاليا التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، فهي تشكل امتدادا حيويا لمحور الوديعة – عبر – مأرب، حيث يؤمن هذا المحور دخول وتقدم القوى البرية المشتركة والتابعة للتحالف المذكور انطلاقا من اراضي المملكة في معسكرات شرورة جنوب شرق نجران في وسط الحدود المشتركة بين الدولتين باتجاه محافظة مأرب الاستراتيجية امتدادا الى العاصمة صنعاء ، وهو لا يقل اهمية عن مدينة تعز الاستراتيجية على المحور الجنوبي بين عدن و دهمار امتدادا لمدينة صنعاء ، كما وتشكل الثكنة في الموقع المذكور والتي تحوي مطارا جويا ومخازن كبيرة للذخائر وللصواريخ، النقطة العسكرية المناسبة او الاكثر صلاحية وتجهيزا لاستيعاب هذا التجمع المشترك من اغلب انواع الاسلحة التي تشارك في المعركة البرية المذكورة والتي رأينا نموذجا عنها من خلال التنوّع في الخسائر المادية بين الاسلحة والاليات والعتاد التي ظهرت بعد حصول الانفجار.
الاختيار الناجح للزمان
لقد جاء التوقيت مناسبا في اطلاق الصاروخ، اولا: في اختيار لحظة اكتمال التجمع الذي كان قد اصبح جاهزا بالكامل من ناحية العديد والعتاد للبدء بالعمليات العسكرية المرتقبة في محافظة مأرب تحضيرا للهجوم على صنعاء، وثانيا من ناحية اختيار التوقيت السياسي والديبلوماسي المناسب والخاص بالمفاوضات التي يتم التحضير لها بشكل جدّي وقريب جدا بين التحالف بقيادة المملكة والمُمَثَل بحكومة الفار هادي في المنفى وبين اللجان الشعبية وانصار الله في مسقط عاصمة دولة عمان، وحيث ان المفاوضين وحسب ما خبرناه في هذه الحرب على اليمن يفتشون دائما عن نقاط قوية تتمثل في سيطرة معينة في الميدان يستعملونها في ادارة مفاوضاتهم كنقاط ضغط على الفريق الآخر، والعملية النوعية التي نتحدث عنها تعتبر نقطة قوية جدا في يد اللجان الشعبية وانصار الله لما لها من دلالات ميدانية وعسكرية واستراتيجية في مواجهتم لعدوان التحالف .
الاختيار الناجح للهدف
إضافة إلى كون الهدف موقعا مهما من الناحية العسكرية والميدانية، فقد فرضت العملية على التحالف اعادة النظر من الاساس بالمناورة الهجومية حيث يجب مهاجمة "حيان" والسيطرة عليها وعلى محيطها قبل الحشد لمهاجمة صنعاء عبر اكمال السيطرة على مأرب بالكامل، فان الموقع المستهدف هو عبارة عن تجمع كبير لقوى خليجية مشتركة في التحالف يضم بالاضافة إلى السعوديين مجموعة من الإماراتيين والبحرينيين، ما يشكل بحد ذاته رسالة سياسية ووجدانية لحكومات وشعوب هذه الوحدات حول جدوى انخراطهم في حرب خاسرة ضد شعب متحصّن داخل ارضه ومقتنع بالمقاومة حتى الرمق الاخير.
بعد خسائر المملكة اللافتة معنويا وماديا ومقتل وإصابة عدد من جنودها وضباطها، وفرار قسم كبير منهم هربا من مواجهة انصار الله على الحدود اليمنية، وبعد الفوضى المسلحة في الجنوب وتحديدا في عدن ولحج حيث لم تتمكن من السيطرة مباشرة او بواسطة ميليشياتها المختلفة بغية تأمين عودة الرئيس الفار منصور هادي لادارة "الشرعية" ،حسب ما هدفت من وراء هذه الحرب المجنونة التي ادخلت نفسها وادخلت اليمن والمنطقة فيها، جاءت هذه الضربة الموجعة في صافر لوحداتها وللوحدات الخليجية التي تتحالف معها لتجعلها ربما تعيد حساباتها ولتستفيق وتأخذ قرارا جريئا بتفعيل المفاوضات والذهاب نحو تسوية سلمية توقف هذا الدمار المجنون وتنتشلها من هذا المستنقع الذي يبدو ان الغرب وعلى رأسهم الاميركيون يحاولون إبقاءها فيه وادخال الاخوة الخليجيين معها، حيث يكون الوضع مناسبا حينها لرفع وتيرة صفقات الاسلحة الهائلة التي كانت الحل المثالي لتحقيق التوازن الاقتصادي والاجتماعي ورفع معدل النمو في الغرب بشكل عام وفي الولايات المتحدة الاميركية بشكل خاص.
***
* اليمنيون على أحر من الجمر لمواجهة المعتدين وجها لوجه

سامي رمزي - شفقنا
تعمل الالة الاعلامية الخليجية، وخاصة السعودية والقطرية والاماراتية، هذه الايام بكل طاقتها، من اجل رفع معنويات جنود التحالف السعودي المنهارة، بعد الضربة الموجعة التي وجهها الجيش اليمني واللجان الشعبية، لعساكر هذا التحالف في صافر بمأرب، واسفر عن مقتل 300 عسكري اماراتي وسعودي وبحريني وميليشات الفار عبد ربه منصور هادي.
الاعلام الخليجي، المصاب بالهستيريا اثر ضربة صافر، يتحدث عن تعزيزات عسكرية سعودية وإماراتية وقطرية تدفقت إلى محافظة مأرب، وان المئات من الجنود وأرتالاً عسكرية تضم مدرعات ودبابات وقاذفات صواريخ ومدفعية توزعت في محاور ثلاثة باتجاه صافر وحريب بمأرب وبيحان بشبوة، وان مجاميع عسكرية وقبلية موالية إلى القوات الغازية انضمت اليها.
واضافت هذه المصادر، إن مسلحين قبليين موالين للرياض وميليشيا حزب الإصلاح يتجمعون في معسكر لواء النصر ومنطقة الريان الحدودية بين مأرب والجوف تحت قيادة أمين العكيمي، كما وصلت قوات ما تسمى بالردع القطري إلى منفذ الوديعة، وإن ما يقارب 1500 جندي من أصول يمنية حاصلين على الجنسية القطرية، وصلوا منطقة العبر متجهين إلى مدينة بيحان بمحافظة شبوة، رفقة مئات الآليات والعربات العسكرية.
بالاضافة الى ذلك قيل ان الوية عربية من مصر والاردن والسودان والمغرب في طريقها الى موانيء يمنية للانضمام الى نظيراتها السعودية والاماراتية المتواجدة في مآرب وعدن ومدن يمنية اخرى.
هذه الاخبار تواكب موجة تصعيدية للغارات الجوية والهجمات التي تواليها الطائرات على العاصمة صنعاء ومحيطها ومحافظات أخرى منذ يوم الجمعة، للايحاء بأن التحالف السعودي يتحظر لغزو صنعاء والانتقام لقتلاه.
ولكن بنظرة موضوعية بعيدة عن اي تأثر بالحرب الاعلامية التي تقودها السعودية ضد اليمنيين، تأخذ بالاعتبار نتائج العدوان السعودي خلال الاشهر الستة الماضية، يمكننا ان نؤكد:
* لا يمكن مقارنة صلابة وجلادة وصبر ومقاومة الشعب اليمني وقواته المسلحة وقواه الثورية، مع الشعوب الخليجية المرفهة والمترفة.
* قوى اقليمية كبرى حاولت احتلال اليمن على مر التاريخ الا انها فشلت بعد ان غرقت في المستنقع اليمني، وتلك القوى لا يمكن مقارنتها بالجيوش الخليجية المتخمة.
* القوى التي يمكن وصفها بالمرتزقة التي جمعتها السعودية للعدوان على اليمن، لا تملك اي دوافع من اجل الاستماتة والتضحية بنفسها من اجل قضية خاسرة.
* الشعوب الخليجية هي الان اقلية في دولها، لذلك فان عدد قتلاهم في اليمن مهما كان ضئيلا سيساهم في أزمة اجتماعية قد ترتد على استقرار هذه المجتمعات “الزجاجية”.
* الهدف الذي تقاتل من اجله هذه الدول في اليمن، لم يقنع حتى بعض القيادات السعودية نفسها، وهو الدفاع عن شخص هارب مرفوض من شعبه، لذلك ستكون عملية تبرير قتلى هذه الدول في اليمن امرا في غاية الصعوبة.
* ان الدول الخليجية الثرية، وقعت ضحية الجنون والحقد السعودي، الامر الذي سيجعل شعوب هذه الدولة تدفع ثمنا باهظا ازاء انجرار حكوماتها وراء هذا الجنون، لإدمان هذه الشعوب على حياة البذخ والترف.
لذلك فان ما يقال عن معركة صنعاء ستكون كالجائزة الكبرى التي ستمنح للشعب اليمني، الذي ينتظر على احر من الجمر، لمواجهة العدو الجبان الذي كان يقتل اطفاله ونساءه عبر القاء الصواريخ والقنابل عليهم من ارتفاع الاف الاقدام، فصنعاء ليست عدن، التي حصل العدوان السعودي على موطأ قدم فيها، بالتواطؤ مع القاعدة و “داعش” وبعض المغرر بهم من الحراك الجنوبي، وانني ارى كم الان رأي العين، كيف تلعن الشعوب الخليجية قادتها، بعد ان تنقل الطائرات العسكرية اضعاف ما نقلت من قتلى صافر، في اليوم الاول لاي مغامرة سعودية جنونية ضد صنعاء.
تعليق