* فريق حقوقي وإعلامي يزور محافظة الحديدة لاستقبال سفينة المساعدات الإيرانية والاطلاع على أحوال النازحين

يقوم فريق من الحقوقيين والإعلاميين والناشطين من عدد من منظمات المجتمع المدني بزيارة لمحافظة الحديدة لاستقبال سفينة المساعدات الإيرانية وكذا الاطلاع على أحوال النازحين المتضررين من العدوان السعودي.
وأوضح عضو الفريق الزائر المحامي محمد المسوري لوكالة الأنباء اليمنية سبأ لوكالة الأنباء اليمنية سبأ أن الفريق الذي يضم أكثر من 150 من الحقوقيين والإعلاميين والناشطين من عدد من منظمات المجتمع المدني سيقوم بزيارة لعدد من مناطق محافظة الحديدة للاطلاع على آثار العدوان السعودي على تلك المناطق وكذا زيارة النازحين الذين نزحوا من عدد من المحافظات المجاورة إلى الحديدة جراء العدوان السعودي ورصد احتياجاتهم لتقديمها للمنظمات الإنسانية ليتسنى لها تقديم المساعدات الاغاثية لهم.
وأشار إلى أن الفريق سيقوم باستقبال سفينة المساعدات الإيرانية المتوقع وصولها إلى ميناء الحديدة حيث سيكون الفريق ضمن المشرفين على تفريغ السفينة من تلك المساعدات ومتابعة عملية التوزيع لها وفقاً لما سيتم الاتفاق عليه.
ودعا المحامي المسوري الأمم المتحدة وكافة المنظمات الإنسانية إلى مواصلة الضغط لوقف العدوان السعودي وفك الحصار الجائر المفروض على الشعب اليمني وادخال المساعدات لتفادي حدوث كارثة إنسانية.
ولفت إلى أن الفريق الذي وصل إلى الحديدة أمس الاثنين ويقيم في فندق اتلانتيك يمثل مختلف منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية .
* السعودية أشعلت نارا في اليمن لا يمكنها إخمادها
... وعندما سئل عن توصيفه للعلاقة مع السعودية، قال ولايتي: «لم نكن نريد أن تتحول السعودية الى دولة معتدية إقليميا، سينعكس عدوانهم على اليمن، على أمنهم.. نصحناهم لكنهم استمروا في غيهم وأشعلوا نارا ليس بمقدورهم إخمادها.. هذه الحرب ليست لمصلحتهم.. هذه منطقة مشتركة لنا جميعا.. ولهذا نحن نعارض ما قامت به السعودية من انتهاكات وعدوان في اليمن».
وانتقد ولايتي محاولات السعودية «الاحتفال بانتصاراتها» قائلا «هم مخطئون.. عملهم هذا إلى أين سيؤدي؟ اليمن سيقاوم وهذه الفظاعات لن ينساها اليمنيون».
وبعدما اعتبر ان الحديث عن محاربة السعودية السيطرة الإيرانية في اليمن، خاطئة لأن ما من جندي إيراني واحد على الأراضي اليمنية، أشار ولايتي الى أن سفينة المساعدات الإيرانية المتوقع وصولها الى السواحل اليمنية خلال اليومين المقبلين، ماضية في إبحارها برغم التهديدات.
وفي مؤشر على خطورة الموقف، ذكّر ولايتي بمحاولة طائرة المساعدات الإيرانية في أواخر نيسان الماضي الهبوط في مطار صنعاء برغم الإنذارات التي تلقتها من مقاتلات «عاصفة التحالف»، وأن الطائرة الإيرانية لم تستجب للتهديدات، فما كان من الطائرات السعودية إلا أن قصفت مدرج مطار صنعاء لعرقلة هبوطها.. ثم تابع قائلا: «الإيرانيون مصممون أيضا في ما يتعلق بسفينة المساعدات. نيتهم هي أن يستمروا».
* ايران تدعو الاوساط الدولية الى وقف الهجمات على اليمن
دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية، الاوساط الدولية للعمل بمزيد من الجدية وزيادة الضغط على التحالف المناهض للشعب اليمني لوقف الهجمات وتوفير طريق آمن لوصول المساعدات الانسانية باشراف المنظمات الدولية المسؤولة.
ووصفت مرضية افخم الاوضاع الانسانية في اليمن بانها كارثية، معربة عن الاسف لعدم تلبية الدول المشاركة في العدوان على اليمن طلب الامين العام لمنظمة الامم المتحدة وسائر الاوساط الدولية لتمديد الهدنة.
واضافت: للاسف انه حتى خلال فترة الهدنة المعلنة لخمسة ايام، قام التحالف المذكور فضلا عن خلق العقبات امام وصول المساعدات الانسانية الى اليمن بانتهاك الهدنة بصورة مكررة واستهدف بالقصف عبر الغارات الجوية الشعب اليمني البريء والاعزل.
وتابعت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية، ان القصف المستمر على مختلف المناطق في اليمن منذ نحو شهرين قد خلق اوضاعا ماساوية جدا وهنالك الان ملايين الاطفال والشيوخ والشباب في اليمن بحاجة الى مساعدة واغاثة طبية ودوائية وغذائية عاجلة.
ودعت افخم الاوساط الدولية مرة اخرى للعمل بمزيد من الجدية وزيادة الضغط على التحالف المناهض للشعب اليمني لوقف الهجمات وتوفير طريق آمن لوصول المساعدات الانسانية باشراف المنظمات الدولية المسؤولة.
* بالفيديو.. سفينة الانقاذ الايرانية تبحر في خليج عدن

فيديو:
http://www.alalam.ir/news/1704411
خليج عدن (العالم) – 19-5-2015-
تبحر سفينة " الانقاذ " التي تحمل المساعدات الايرانية الى الشعب اليمني في خليج عدن وتتجه الى البحر الاحمر ثم الى ميناء الحديدة.
وبعد عبور مضيق باب المندب المؤدي الى البحر الأحمر يتوقع أن تصل السفينة الى ميناء الحديدة عصر الخميس.
وتحمل السفينة مساعدات تزن 2500 طن، بينها مئة طن من الأدوية.. ويرافق الرحلةَ ناشطون وصحافيون غربيون وفريق طبي من مختلف الاختصاصات.
وقال مجتبى احمدي الناطق باسم السفينة وممثل جمعية الهلال الاحمر الايرانية في تصريح لموفد العالم الموجود على ظهر السفينة: ان سفينة الانقاذ تتحرك نحو ميناء الحديدة وعبرنا أمس ميناء المكلا ونحن الان في خليج عدن وضمن المياه الحرة.
واضاف احمدي: خلال الايام الثلاثة القادمة وبعد عبور مضيق باب المندب سوف نصل الى ميناء الحديدة، مؤكدا ان السفينة تسير حسب البرنامج المرسوم لها.
وأكد أحمدي: قبل البدء بهذه الرحلة كان هناك اتفاق مع الهلال الاحمر اليمني والمؤسسات الانسانية في اليمن لتسلم هذه المساعدات بشكل رسمي والتي هي مساعدات انسانية مقدمة من جمعية الهلال الاحمر الايرانية.
***
* الرباط تسلمت جثّة طيارها بعد عرقلة سعودية: تململ في التحالف.. وعسيري أغضب المغاربة
الرباط تسلمت جثّة طيارها الذي قتل باليمن بعد وساطة قادها المبعوث الأممي السابق جمال بن عمر
تسلّمت الرباط جثّة الطيار المغربي ياسين بحتي الذي أسقطت اللجان الشعبية اليمنية طائرته الحربية فوق العاصمة اليمنية صنعاء الأسبوع الفائت، وأجرت له تحاليل الـ dna للتأكد من هويته، وعمدت إلى نقل جثته إلى جيبوتي ومن ثم إلى الرباط.
وبعد ساعات على إعلان مصادر أمنية يمنية أن تسليم الجثة جاء بناء على وساطة قادها المبعوث الأممي السابق إلى اليمن جمال بن عمر، توالت فصول ملابسات صفقة التسلّم والتسليم بالتكشف، حيث عرضت صحيفة "رأي اليوم" القصة الحقيقية وراء تسليم جثة بحتي وكيف توسط بنعمر في القضية وفق مرحلتين: كيف وافق "أنصارالله" على التسليم دون شروط، ولماذا أخرت السعودية عملية التسليم وما حقيقة الجهود التي تحدث عنها قائد العدوان السعودي على اليمن أحمد عسيري.

جثة الطيار المغربي
فقد تحدثت مصادر ديبلوماسية لـلصحيفة الإلكترونية عن "امتعاض مغربي شديد" من الدور السعودي في عملية تسليم جثة الطيار المغربي، وقالت إن "السعوديين أبلغوا المغاربة أول الأمر بأن عليهم التخلي عن فكرة استعادة الطيار القتيل لأن تسليمه من قبل الحوثيين (أنصارالله) من سابع المستحيلات". وعندما أصبحت عملية التسليم ممكنة بفضل وساطة المبعوث الدولي السابق إلى اليمن المغربي جمال بنعمر، أثار بطء رد فعل السعوديين وتعقيداتهم الإجرائية حفيظة المغاربة الذين أمضوا ساعات طويلة لإقناع حلفائهم بمساعدتهم على استرجاع جثمان الطيار قبل نهاية الهدنة الإنسانية، خاصة وأن مقتله أصبح قضية رأي عام في المغرب".
وأكدت مصادر "رأي اليوم" أن عملية التسليم "كانت مقررة يوم الجمعة الماضي قبل أن تؤجل إلى السبت ثم إلى الأحد بسبب تعقيدات من الجانب السعودي" مرتبطة بنقل الجثة من محافظة صعدة إلى مطار العاصمة صنعاء الذي يكاد يكون المطار الوحيد الذي لا يزال صالحا لاستقبال الطائرات. حيث "رفض السعوديون إعطاء ضمانات للقافلة الحوثية التي ستنقل الجثمان، وهو الأمر الذي دفع الحوثيين إلى الإصرار على تسليم الجثة في صعدة وليس خارجها".
عسيري نجح.. في إغضاب المغاربة
وزاد من امتعاض المغاربة الخرجات الإعلامية للناطق باسم قوات العدوان السعودي على اليمن أحمد عسيري الذي أدلى بتصريحات يوم السبت الماضي، بعد إرسال الجيش المغربي لطائرة عسكرية لاسترجاع الجثمان، قال فيها إنه "لا توجد جثة حتى الآن.. وإرسال الطائرة كان خطوة استباقية في حال توفر أي معلومة ومن أجل تسريع القيام بإجراءات إخلاء الجثة"، وهو التصريح الذي اعتبر مناقضا لبيان رسمي صادر عن الجيش المغربي يوم الجمعة الماضي ذكر أن الملك المغربي محمد السادس أصدر أوامر بإرسال الطائرة "لإتمام عملية إعادة الجثمان إلى أرض الوطن، وعلى متنها فريق من خبراء في علم الوراثة للتأكد، في حالة تطلب الأمر ذلك، من هوية الفقيد". ونجح عسيري في إغضاب المغاربة مرة ثانية يوم الأحد الفائت حين صرح لقناة "العربية" بأن عملية التسليم تمت "بجهود سعودية- مغربية"، وهو ما اعتبرته مصادر مغربية منافيا للحقيقة حيث "لعبت القوات السعودية دورا معطلا أكثر منه ميسرا في هذه العملية الإنسانية. بل إن العملية تمت بشكل كامل بتنسيق مغربي مباشر مع اليمنيين ومن دون جهد يذكر للرياض".
وساطة بنعمر
وأكدت المصادر الديبلوماسية عينها للصحيفة إن "مسألة تسليم جثة الطيار المغربي حسمت من قبل الحوثيين (أنصارالله) بشكل أحادي ومن دون شروط بعد وساطة قام بها المبعوث الدولي السابق إلى اليمن جمال بنعمر. موضحة أن "مسؤولا مغربيا رفيع المستوى نقل لجمال لنعمر رغبة سلطات بلاده في التوسط لمعرفة مصير الطيار، وهو ما قام به بنعمر في بحر الأسبوع الماضي حيث أكد للمسؤولين المغاربة خبر مقتل الطيار واستعداد الحوثيين (أنصارالله) لتسليم جثته من دون شروط لاعتبارات إنسانية، ليقرر الجيش المغربي إثر ذلك إرسال الطائرة العسكرية لإعادة الجثة". غير أن عملية التنسيق مع الجانب السعودي استغرقت أكثر مما كان ينبغي ولم تعط النتائج التي كان يتوقعها المغاربة. وعاد بنعمر للوساطة من جديد حيث أقنع الحوثيين (أنصارالله) باستقبال سيارة إسعاف وطقم حراسة بعثت من صنعاء إلى صعدة من قبل جهات يمنية لإعادة الجثمان. وتواصل التنسيق بعد ذلك مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن تم تسليم الجثمان ونقله إلى جيبوتي.
تململ داخل التحالف
ويعيد امتعاض الرباط من الدور السعودي في تسليم جثة طيارها، إلى الواجهة الأخبار التي تتحدث عن تململ في صفوف تحالف العدوان على اليمن الذي أقيم في معظمه مجاملة للسعودية. غير أن طول العملية العسكرية وعدم تحقيقها لأي من أهدافها المعلنة والمزعومة وكلفتها الإنسانية الباهظة فضلا عن غياب رؤية سياسية للحل في اليمن دفع دولا مثل الإمارات ومصر والمغرب إلى التلميح حينا والتصريح حينا آخر بعدم رضاها عن سير عدوان "عاصفتي الحزم والأمل".
وفي جملة مآخذ حلفاء السعودية عليها أن القيادة السعودية -السياسية والعسكرية- شحيحة في تقاسم المعلومات مع شركائها، ولا تناقش أيا من الخطط العسكرية أو السياسية معهم. وتعيد المصادر هذا الموقف السعودي إلى أمرين اثنين، أولهما كون الرياض تعتبر أنها تتمتع بالحق الحصري في التعامل مع الملف اليمني، وثانيهما أنها لا تملك رؤية حقيقية للحل في اليمن لمشاركتها مع الآخرين.
***
* فشل السعودية في تسويق حربها العدوانية
قادة الحرب من آل سعود والمأزق الحقيقي
د. طراد حمادة
يعتبر قرار الحرب من أصعب القرارات التي تقدم عليها دولة أو جماعة، لأن الحرب مكروهة، واستثناء القاعدة، وعليه فإن الحروب تبحث عن مشروعية صعبة المنال، ولا يقرها العقل الفلسفي إلاّ في الجانب الدفاعي منها؛ وتعتبر الفلسفة الحرب من الأفعال المخالفة للفطرة الإنسانية في ترجيح السلام وتفضيل التعاون والتعارف على التباغض والعداوة.
وفي متابعة سابقة قلنا أن النظام الإقليمي العربي يتصف بمجافاة العقلانية، إلى درجة يبدو معها العقل السياسي العربي عقلاً مستقيلاً، وفي المقاربة وفق نظرة فلسفة الحضارة، ذهبنا أن العدوان السعودي على اليمن حرب بين البداوة والحضارة، وأن هذا العدوان يفتقد كل مشروعية له، عقلية أو نقلية، وعليه فإن قراره في العدوان بني على الباطل والعداوة، وخالف أحكام العقل والشرع والقانون الوضعي...
واجهت القيادة السعودية في قرار الحرب صعوبة واضحة في تسويق مشروعية عدوانها. وظهر هذا الفشل في المسائل التالية:
1) وضوح الجانب العدواني للحرب على اليمن حيث افتقدت لأدنى مسوغات الحرب الدفاعية المشروعة، بل تكشف جانب العدوان فيها أمام كل ذي عقل سليم حتى بات العدوان السافر عنوان هذه الحرب، لا يجد المدافعون عنها زوراً ما يقولونه إلاّ سرد أسباب واهية متهافتة تكشف عن إنتاج العقل المستقيل لظاهرة العدوان متمثلاً بأطماع البداوة المغروسة في أصحابها ضدّ الحضارة، والذهاب إلى الحرب من أجل المطامع والهيمنة والتسلط والجبروت والقتل واستباحة دم الأبرياء وإرادة الشعوب الحرة، ومعاداتها بشكل سافر لا لبس فيه.
2) من الناحية السياسية تمثلت هذه العدوانية في الحلف الذي تجمع من أجل العدوان، وكيف تضاربت أهداف المشاركين فيه، ثم انسحاب الآخرين ليبقى في الساحة، مجلس التعاون الخليجي بقيادة آل سعود، باستثناء سلطنة عمان، مشاركاً وحيداً في الحرب، وعليه لم يستطع هذا الحلف ذو المنهج الوهابي الصريح إقناع قوى أخرى تربطها به علاقات متينة من المشاركة الفعلية في الحرب على المستويين العربي والإسلامي، لا مصر شاركت ولا باكستان وتركيا وظهر تردد في الدول العربيّة الإسلامية مرده انكشاف عدوانية الحرب وفشل القيادة السعودية في التسويق لها على المستوى الإقليمي. وظهر مؤتمر القمة العربية صورة بائسة لنظام إقليمي في حالة أزمة...

العدوان السعودي على اليمن
على المستوى الدولي فشلت القيادة السعودية في حشد موقف دولي مساند للحرب، ورغم أن معادلة الغرب تساوي الحرب الصادقة في السياسات الدولية في منطقتنا، فإن مشاركة الغرب الأوروبي والأميركي في الحرب العدوانية على اليمن تراوحت في المكان نفسه للسياسات الغربية الأميركية والأوروبيّة في منطقتنا من ناحية تشجيع نشوب الحروب الأهلية وبين الدول وتقديم الدعم اللوجستي والاستخباري لها.
ما أريد إيضاحه في هذه المسألة هو التالي:
1 - إن القيادة السعودية لم تستطع أن تحمل الغرب الأميركي والأوروبي على زيادة تدخله في الحروب عندنا من مستوى متحصل إلى مستوى آخر، يتقدم عليه أن هذه السياسات الدولية بقيت على حالها، في اليمن، كما سوريا والعراق وليبيا وفلسطين. ولم تقدم دعماً مختلفاً يكون نتاج حرب حلف إقليمي يستدعي دعماً إضافياً مختلفاً من حلف دولي.
2 - ولذلك أسبابه المستفادة من وضوح جانب العدوان في هذه الحرب وعدم تعبيرها عن تقاطع استثنائي في العلاقات الدولية والإقليمية. خارج ما هو قائم في الأساس.
3 - تعبِّر هذه الحرب العدوانية عن خصوصية في العلاقات داخل منظومة شبه الجزيرة العربية، وبين دولها. إن وجود دولة سيدة مستقلة في اليمن السعيد، يعني إفلات الإدارة المحكمة لآل سعود على دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك باعتبار القوة التي تمتلكها اليمن من الناحية الجيو- سياسية والبشرية والثقافية.
وعليه تكون هذه الحرب العدوانية لأجل مصالح فئة مستبدة تهيمن على منطقة شبه الجزيرة العربية، حرب لا هدف لها سوى تمكين مطامع آل سعود وفرض سيطرتهم ومصالحهم، وثقافتهم على المنطقة المحيطة بهم، لا مصلحة فيها لطرف عربي أو إسلامي آخر، ولا هي قادرة على جذب مصالح دولية استثنائية لدائرة مصالحها.
4 - لا مصلحة للنظام الإقليمي العربي في هذه الحرب العدوانية ولا للنظام الإقليمي الإسلامي، وهي مضرة في علاقات هذين النظامين في دائرة العلاقات الدولية خلاف ما يذهب إليه بعض التابعين للسياسة السعودية في الساحة العربية. كيف يمكن لحرب تشنها السعودية مع ما تمثل على اليمن مع ما يمثل أن تكون لصالح النظام الإقليمي العربي أو النظام الإقليمي الإسلامي وإذا شاعت ظاهرة الحروب من مرحلة الحرب الأهلية إلى الحرب بين الدول، كيف للنظام الدولي أن يبقى في حيز السلامة، خارج ارتدادات هذه الحرب.
وعليه، فإن مجموعة كبرى من الأسئلة الإشكالية تجعل من تسويق مشروعية الحرب العدوانية أمراً مخالفاً لمصالح العرب والمسلمين وكذلك لاستقرار العلاقات الدولية، في منطقة شديدة الأهمية بالنسبة للسلام والأمن الدوليين، وتتجاوز دائرة الصراعات المسيطر عليها في حصر دائرة الحرب وعدم اتساعها إلى دوائر أخرى شديدة الخطر على تبادل المصالح والقيم في هذه المنطقة ذات الحساسية العالية في العلاقات بين دول العالم.
وحده العدو الصهيوني الغاصب لفلسطين والقدس يجد مصلحة في هذه الحرب، يضاف إليه ترك العرب يتقاتلون في السياسة الاستراتيجية للغرب الأميركي والأوروبي، مع فارق في هذا المحل يقوم على شرط أن لا يطيح هذا التقاتل بمجموعة المصالح الدولية في هذه المنطقة من العالم.
5 - إن الموقف الإقليمي العربي والإسلامي، وكذلك الموقف الدولي في الغرب الأميركي والأوروبي، لم يتحوّل إلى موقف يمكن له، أن يجعل من هذه الحرب العدوانية هدفاً لتحقيق مصالحه، ولذلك تراجع الموقف الإسلامي والعربي عن المشاركة الفعّالة فيها، واكتفى الموقف الأميركي والأوروبي في إدراجها ضمن إطار السياسات الدولية الجارية دون الانتقال إلى مرحلة متقدمة عليها، اكتفى بتقديم الغطاء السياسي والمساعدة اللوجستية والاستخبارية لتبقى الحرب في النطاق السائد لهذه السياسات.
وهذان الموقفان يضعان قادة الحرب من آل سعود في مأزق حقيقي، مفاده عدم القدرة على كسب هذه الحرب، بل رجحان كفة الخسارة فيها، لاعتبارات عديدة نفصّلها في حينه.
حرب عدوانية لصالح حكم آل سعود، فشلت القيادة السعودية في تسويق مشروعيتها وجلب الآخرين إلى ساحتها تلك واحدة من نتائج النظرة العقلانية للحرب العدوانية السعودية على اليمن، وللبحث صلة.

يقوم فريق من الحقوقيين والإعلاميين والناشطين من عدد من منظمات المجتمع المدني بزيارة لمحافظة الحديدة لاستقبال سفينة المساعدات الإيرانية وكذا الاطلاع على أحوال النازحين المتضررين من العدوان السعودي.
وأوضح عضو الفريق الزائر المحامي محمد المسوري لوكالة الأنباء اليمنية سبأ لوكالة الأنباء اليمنية سبأ أن الفريق الذي يضم أكثر من 150 من الحقوقيين والإعلاميين والناشطين من عدد من منظمات المجتمع المدني سيقوم بزيارة لعدد من مناطق محافظة الحديدة للاطلاع على آثار العدوان السعودي على تلك المناطق وكذا زيارة النازحين الذين نزحوا من عدد من المحافظات المجاورة إلى الحديدة جراء العدوان السعودي ورصد احتياجاتهم لتقديمها للمنظمات الإنسانية ليتسنى لها تقديم المساعدات الاغاثية لهم.
وأشار إلى أن الفريق سيقوم باستقبال سفينة المساعدات الإيرانية المتوقع وصولها إلى ميناء الحديدة حيث سيكون الفريق ضمن المشرفين على تفريغ السفينة من تلك المساعدات ومتابعة عملية التوزيع لها وفقاً لما سيتم الاتفاق عليه.
ودعا المحامي المسوري الأمم المتحدة وكافة المنظمات الإنسانية إلى مواصلة الضغط لوقف العدوان السعودي وفك الحصار الجائر المفروض على الشعب اليمني وادخال المساعدات لتفادي حدوث كارثة إنسانية.
ولفت إلى أن الفريق الذي وصل إلى الحديدة أمس الاثنين ويقيم في فندق اتلانتيك يمثل مختلف منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية .
* السعودية أشعلت نارا في اليمن لا يمكنها إخمادها

... وعندما سئل عن توصيفه للعلاقة مع السعودية، قال ولايتي: «لم نكن نريد أن تتحول السعودية الى دولة معتدية إقليميا، سينعكس عدوانهم على اليمن، على أمنهم.. نصحناهم لكنهم استمروا في غيهم وأشعلوا نارا ليس بمقدورهم إخمادها.. هذه الحرب ليست لمصلحتهم.. هذه منطقة مشتركة لنا جميعا.. ولهذا نحن نعارض ما قامت به السعودية من انتهاكات وعدوان في اليمن».
وانتقد ولايتي محاولات السعودية «الاحتفال بانتصاراتها» قائلا «هم مخطئون.. عملهم هذا إلى أين سيؤدي؟ اليمن سيقاوم وهذه الفظاعات لن ينساها اليمنيون».
وبعدما اعتبر ان الحديث عن محاربة السعودية السيطرة الإيرانية في اليمن، خاطئة لأن ما من جندي إيراني واحد على الأراضي اليمنية، أشار ولايتي الى أن سفينة المساعدات الإيرانية المتوقع وصولها الى السواحل اليمنية خلال اليومين المقبلين، ماضية في إبحارها برغم التهديدات.
وفي مؤشر على خطورة الموقف، ذكّر ولايتي بمحاولة طائرة المساعدات الإيرانية في أواخر نيسان الماضي الهبوط في مطار صنعاء برغم الإنذارات التي تلقتها من مقاتلات «عاصفة التحالف»، وأن الطائرة الإيرانية لم تستجب للتهديدات، فما كان من الطائرات السعودية إلا أن قصفت مدرج مطار صنعاء لعرقلة هبوطها.. ثم تابع قائلا: «الإيرانيون مصممون أيضا في ما يتعلق بسفينة المساعدات. نيتهم هي أن يستمروا».
* ايران تدعو الاوساط الدولية الى وقف الهجمات على اليمن

دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية، الاوساط الدولية للعمل بمزيد من الجدية وزيادة الضغط على التحالف المناهض للشعب اليمني لوقف الهجمات وتوفير طريق آمن لوصول المساعدات الانسانية باشراف المنظمات الدولية المسؤولة.
ووصفت مرضية افخم الاوضاع الانسانية في اليمن بانها كارثية، معربة عن الاسف لعدم تلبية الدول المشاركة في العدوان على اليمن طلب الامين العام لمنظمة الامم المتحدة وسائر الاوساط الدولية لتمديد الهدنة.
واضافت: للاسف انه حتى خلال فترة الهدنة المعلنة لخمسة ايام، قام التحالف المذكور فضلا عن خلق العقبات امام وصول المساعدات الانسانية الى اليمن بانتهاك الهدنة بصورة مكررة واستهدف بالقصف عبر الغارات الجوية الشعب اليمني البريء والاعزل.
وتابعت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية، ان القصف المستمر على مختلف المناطق في اليمن منذ نحو شهرين قد خلق اوضاعا ماساوية جدا وهنالك الان ملايين الاطفال والشيوخ والشباب في اليمن بحاجة الى مساعدة واغاثة طبية ودوائية وغذائية عاجلة.
ودعت افخم الاوساط الدولية مرة اخرى للعمل بمزيد من الجدية وزيادة الضغط على التحالف المناهض للشعب اليمني لوقف الهجمات وتوفير طريق آمن لوصول المساعدات الانسانية باشراف المنظمات الدولية المسؤولة.
* بالفيديو.. سفينة الانقاذ الايرانية تبحر في خليج عدن

فيديو:
http://www.alalam.ir/news/1704411
خليج عدن (العالم) – 19-5-2015-
تبحر سفينة " الانقاذ " التي تحمل المساعدات الايرانية الى الشعب اليمني في خليج عدن وتتجه الى البحر الاحمر ثم الى ميناء الحديدة.
وبعد عبور مضيق باب المندب المؤدي الى البحر الأحمر يتوقع أن تصل السفينة الى ميناء الحديدة عصر الخميس.
وتحمل السفينة مساعدات تزن 2500 طن، بينها مئة طن من الأدوية.. ويرافق الرحلةَ ناشطون وصحافيون غربيون وفريق طبي من مختلف الاختصاصات.
وقال مجتبى احمدي الناطق باسم السفينة وممثل جمعية الهلال الاحمر الايرانية في تصريح لموفد العالم الموجود على ظهر السفينة: ان سفينة الانقاذ تتحرك نحو ميناء الحديدة وعبرنا أمس ميناء المكلا ونحن الان في خليج عدن وضمن المياه الحرة.
واضاف احمدي: خلال الايام الثلاثة القادمة وبعد عبور مضيق باب المندب سوف نصل الى ميناء الحديدة، مؤكدا ان السفينة تسير حسب البرنامج المرسوم لها.
وأكد أحمدي: قبل البدء بهذه الرحلة كان هناك اتفاق مع الهلال الاحمر اليمني والمؤسسات الانسانية في اليمن لتسلم هذه المساعدات بشكل رسمي والتي هي مساعدات انسانية مقدمة من جمعية الهلال الاحمر الايرانية.
***
* الرباط تسلمت جثّة طيارها بعد عرقلة سعودية: تململ في التحالف.. وعسيري أغضب المغاربة
الرباط تسلمت جثّة طيارها الذي قتل باليمن بعد وساطة قادها المبعوث الأممي السابق جمال بن عمر
تسلّمت الرباط جثّة الطيار المغربي ياسين بحتي الذي أسقطت اللجان الشعبية اليمنية طائرته الحربية فوق العاصمة اليمنية صنعاء الأسبوع الفائت، وأجرت له تحاليل الـ dna للتأكد من هويته، وعمدت إلى نقل جثته إلى جيبوتي ومن ثم إلى الرباط.
وبعد ساعات على إعلان مصادر أمنية يمنية أن تسليم الجثة جاء بناء على وساطة قادها المبعوث الأممي السابق إلى اليمن جمال بن عمر، توالت فصول ملابسات صفقة التسلّم والتسليم بالتكشف، حيث عرضت صحيفة "رأي اليوم" القصة الحقيقية وراء تسليم جثة بحتي وكيف توسط بنعمر في القضية وفق مرحلتين: كيف وافق "أنصارالله" على التسليم دون شروط، ولماذا أخرت السعودية عملية التسليم وما حقيقة الجهود التي تحدث عنها قائد العدوان السعودي على اليمن أحمد عسيري.

جثة الطيار المغربي
فقد تحدثت مصادر ديبلوماسية لـلصحيفة الإلكترونية عن "امتعاض مغربي شديد" من الدور السعودي في عملية تسليم جثة الطيار المغربي، وقالت إن "السعوديين أبلغوا المغاربة أول الأمر بأن عليهم التخلي عن فكرة استعادة الطيار القتيل لأن تسليمه من قبل الحوثيين (أنصارالله) من سابع المستحيلات". وعندما أصبحت عملية التسليم ممكنة بفضل وساطة المبعوث الدولي السابق إلى اليمن المغربي جمال بنعمر، أثار بطء رد فعل السعوديين وتعقيداتهم الإجرائية حفيظة المغاربة الذين أمضوا ساعات طويلة لإقناع حلفائهم بمساعدتهم على استرجاع جثمان الطيار قبل نهاية الهدنة الإنسانية، خاصة وأن مقتله أصبح قضية رأي عام في المغرب".
وأكدت مصادر "رأي اليوم" أن عملية التسليم "كانت مقررة يوم الجمعة الماضي قبل أن تؤجل إلى السبت ثم إلى الأحد بسبب تعقيدات من الجانب السعودي" مرتبطة بنقل الجثة من محافظة صعدة إلى مطار العاصمة صنعاء الذي يكاد يكون المطار الوحيد الذي لا يزال صالحا لاستقبال الطائرات. حيث "رفض السعوديون إعطاء ضمانات للقافلة الحوثية التي ستنقل الجثمان، وهو الأمر الذي دفع الحوثيين إلى الإصرار على تسليم الجثة في صعدة وليس خارجها".
عسيري نجح.. في إغضاب المغاربة
وزاد من امتعاض المغاربة الخرجات الإعلامية للناطق باسم قوات العدوان السعودي على اليمن أحمد عسيري الذي أدلى بتصريحات يوم السبت الماضي، بعد إرسال الجيش المغربي لطائرة عسكرية لاسترجاع الجثمان، قال فيها إنه "لا توجد جثة حتى الآن.. وإرسال الطائرة كان خطوة استباقية في حال توفر أي معلومة ومن أجل تسريع القيام بإجراءات إخلاء الجثة"، وهو التصريح الذي اعتبر مناقضا لبيان رسمي صادر عن الجيش المغربي يوم الجمعة الماضي ذكر أن الملك المغربي محمد السادس أصدر أوامر بإرسال الطائرة "لإتمام عملية إعادة الجثمان إلى أرض الوطن، وعلى متنها فريق من خبراء في علم الوراثة للتأكد، في حالة تطلب الأمر ذلك، من هوية الفقيد". ونجح عسيري في إغضاب المغاربة مرة ثانية يوم الأحد الفائت حين صرح لقناة "العربية" بأن عملية التسليم تمت "بجهود سعودية- مغربية"، وهو ما اعتبرته مصادر مغربية منافيا للحقيقة حيث "لعبت القوات السعودية دورا معطلا أكثر منه ميسرا في هذه العملية الإنسانية. بل إن العملية تمت بشكل كامل بتنسيق مغربي مباشر مع اليمنيين ومن دون جهد يذكر للرياض".
وساطة بنعمر
وأكدت المصادر الديبلوماسية عينها للصحيفة إن "مسألة تسليم جثة الطيار المغربي حسمت من قبل الحوثيين (أنصارالله) بشكل أحادي ومن دون شروط بعد وساطة قام بها المبعوث الدولي السابق إلى اليمن جمال بنعمر. موضحة أن "مسؤولا مغربيا رفيع المستوى نقل لجمال لنعمر رغبة سلطات بلاده في التوسط لمعرفة مصير الطيار، وهو ما قام به بنعمر في بحر الأسبوع الماضي حيث أكد للمسؤولين المغاربة خبر مقتل الطيار واستعداد الحوثيين (أنصارالله) لتسليم جثته من دون شروط لاعتبارات إنسانية، ليقرر الجيش المغربي إثر ذلك إرسال الطائرة العسكرية لإعادة الجثة". غير أن عملية التنسيق مع الجانب السعودي استغرقت أكثر مما كان ينبغي ولم تعط النتائج التي كان يتوقعها المغاربة. وعاد بنعمر للوساطة من جديد حيث أقنع الحوثيين (أنصارالله) باستقبال سيارة إسعاف وطقم حراسة بعثت من صنعاء إلى صعدة من قبل جهات يمنية لإعادة الجثمان. وتواصل التنسيق بعد ذلك مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن تم تسليم الجثمان ونقله إلى جيبوتي.
تململ داخل التحالف
ويعيد امتعاض الرباط من الدور السعودي في تسليم جثة طيارها، إلى الواجهة الأخبار التي تتحدث عن تململ في صفوف تحالف العدوان على اليمن الذي أقيم في معظمه مجاملة للسعودية. غير أن طول العملية العسكرية وعدم تحقيقها لأي من أهدافها المعلنة والمزعومة وكلفتها الإنسانية الباهظة فضلا عن غياب رؤية سياسية للحل في اليمن دفع دولا مثل الإمارات ومصر والمغرب إلى التلميح حينا والتصريح حينا آخر بعدم رضاها عن سير عدوان "عاصفتي الحزم والأمل".
وفي جملة مآخذ حلفاء السعودية عليها أن القيادة السعودية -السياسية والعسكرية- شحيحة في تقاسم المعلومات مع شركائها، ولا تناقش أيا من الخطط العسكرية أو السياسية معهم. وتعيد المصادر هذا الموقف السعودي إلى أمرين اثنين، أولهما كون الرياض تعتبر أنها تتمتع بالحق الحصري في التعامل مع الملف اليمني، وثانيهما أنها لا تملك رؤية حقيقية للحل في اليمن لمشاركتها مع الآخرين.
***
* فشل السعودية في تسويق حربها العدوانية
قادة الحرب من آل سعود والمأزق الحقيقي
د. طراد حمادة
يعتبر قرار الحرب من أصعب القرارات التي تقدم عليها دولة أو جماعة، لأن الحرب مكروهة، واستثناء القاعدة، وعليه فإن الحروب تبحث عن مشروعية صعبة المنال، ولا يقرها العقل الفلسفي إلاّ في الجانب الدفاعي منها؛ وتعتبر الفلسفة الحرب من الأفعال المخالفة للفطرة الإنسانية في ترجيح السلام وتفضيل التعاون والتعارف على التباغض والعداوة.
وفي متابعة سابقة قلنا أن النظام الإقليمي العربي يتصف بمجافاة العقلانية، إلى درجة يبدو معها العقل السياسي العربي عقلاً مستقيلاً، وفي المقاربة وفق نظرة فلسفة الحضارة، ذهبنا أن العدوان السعودي على اليمن حرب بين البداوة والحضارة، وأن هذا العدوان يفتقد كل مشروعية له، عقلية أو نقلية، وعليه فإن قراره في العدوان بني على الباطل والعداوة، وخالف أحكام العقل والشرع والقانون الوضعي...
واجهت القيادة السعودية في قرار الحرب صعوبة واضحة في تسويق مشروعية عدوانها. وظهر هذا الفشل في المسائل التالية:
1) وضوح الجانب العدواني للحرب على اليمن حيث افتقدت لأدنى مسوغات الحرب الدفاعية المشروعة، بل تكشف جانب العدوان فيها أمام كل ذي عقل سليم حتى بات العدوان السافر عنوان هذه الحرب، لا يجد المدافعون عنها زوراً ما يقولونه إلاّ سرد أسباب واهية متهافتة تكشف عن إنتاج العقل المستقيل لظاهرة العدوان متمثلاً بأطماع البداوة المغروسة في أصحابها ضدّ الحضارة، والذهاب إلى الحرب من أجل المطامع والهيمنة والتسلط والجبروت والقتل واستباحة دم الأبرياء وإرادة الشعوب الحرة، ومعاداتها بشكل سافر لا لبس فيه.
2) من الناحية السياسية تمثلت هذه العدوانية في الحلف الذي تجمع من أجل العدوان، وكيف تضاربت أهداف المشاركين فيه، ثم انسحاب الآخرين ليبقى في الساحة، مجلس التعاون الخليجي بقيادة آل سعود، باستثناء سلطنة عمان، مشاركاً وحيداً في الحرب، وعليه لم يستطع هذا الحلف ذو المنهج الوهابي الصريح إقناع قوى أخرى تربطها به علاقات متينة من المشاركة الفعلية في الحرب على المستويين العربي والإسلامي، لا مصر شاركت ولا باكستان وتركيا وظهر تردد في الدول العربيّة الإسلامية مرده انكشاف عدوانية الحرب وفشل القيادة السعودية في التسويق لها على المستوى الإقليمي. وظهر مؤتمر القمة العربية صورة بائسة لنظام إقليمي في حالة أزمة...

العدوان السعودي على اليمن
على المستوى الدولي فشلت القيادة السعودية في حشد موقف دولي مساند للحرب، ورغم أن معادلة الغرب تساوي الحرب الصادقة في السياسات الدولية في منطقتنا، فإن مشاركة الغرب الأوروبي والأميركي في الحرب العدوانية على اليمن تراوحت في المكان نفسه للسياسات الغربية الأميركية والأوروبيّة في منطقتنا من ناحية تشجيع نشوب الحروب الأهلية وبين الدول وتقديم الدعم اللوجستي والاستخباري لها.
ما أريد إيضاحه في هذه المسألة هو التالي:
1 - إن القيادة السعودية لم تستطع أن تحمل الغرب الأميركي والأوروبي على زيادة تدخله في الحروب عندنا من مستوى متحصل إلى مستوى آخر، يتقدم عليه أن هذه السياسات الدولية بقيت على حالها، في اليمن، كما سوريا والعراق وليبيا وفلسطين. ولم تقدم دعماً مختلفاً يكون نتاج حرب حلف إقليمي يستدعي دعماً إضافياً مختلفاً من حلف دولي.
2 - ولذلك أسبابه المستفادة من وضوح جانب العدوان في هذه الحرب وعدم تعبيرها عن تقاطع استثنائي في العلاقات الدولية والإقليمية. خارج ما هو قائم في الأساس.
3 - تعبِّر هذه الحرب العدوانية عن خصوصية في العلاقات داخل منظومة شبه الجزيرة العربية، وبين دولها. إن وجود دولة سيدة مستقلة في اليمن السعيد، يعني إفلات الإدارة المحكمة لآل سعود على دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك باعتبار القوة التي تمتلكها اليمن من الناحية الجيو- سياسية والبشرية والثقافية.
وعليه تكون هذه الحرب العدوانية لأجل مصالح فئة مستبدة تهيمن على منطقة شبه الجزيرة العربية، حرب لا هدف لها سوى تمكين مطامع آل سعود وفرض سيطرتهم ومصالحهم، وثقافتهم على المنطقة المحيطة بهم، لا مصلحة فيها لطرف عربي أو إسلامي آخر، ولا هي قادرة على جذب مصالح دولية استثنائية لدائرة مصالحها.
4 - لا مصلحة للنظام الإقليمي العربي في هذه الحرب العدوانية ولا للنظام الإقليمي الإسلامي، وهي مضرة في علاقات هذين النظامين في دائرة العلاقات الدولية خلاف ما يذهب إليه بعض التابعين للسياسة السعودية في الساحة العربية. كيف يمكن لحرب تشنها السعودية مع ما تمثل على اليمن مع ما يمثل أن تكون لصالح النظام الإقليمي العربي أو النظام الإقليمي الإسلامي وإذا شاعت ظاهرة الحروب من مرحلة الحرب الأهلية إلى الحرب بين الدول، كيف للنظام الدولي أن يبقى في حيز السلامة، خارج ارتدادات هذه الحرب.
وعليه، فإن مجموعة كبرى من الأسئلة الإشكالية تجعل من تسويق مشروعية الحرب العدوانية أمراً مخالفاً لمصالح العرب والمسلمين وكذلك لاستقرار العلاقات الدولية، في منطقة شديدة الأهمية بالنسبة للسلام والأمن الدوليين، وتتجاوز دائرة الصراعات المسيطر عليها في حصر دائرة الحرب وعدم اتساعها إلى دوائر أخرى شديدة الخطر على تبادل المصالح والقيم في هذه المنطقة ذات الحساسية العالية في العلاقات بين دول العالم.
وحده العدو الصهيوني الغاصب لفلسطين والقدس يجد مصلحة في هذه الحرب، يضاف إليه ترك العرب يتقاتلون في السياسة الاستراتيجية للغرب الأميركي والأوروبي، مع فارق في هذا المحل يقوم على شرط أن لا يطيح هذا التقاتل بمجموعة المصالح الدولية في هذه المنطقة من العالم.
5 - إن الموقف الإقليمي العربي والإسلامي، وكذلك الموقف الدولي في الغرب الأميركي والأوروبي، لم يتحوّل إلى موقف يمكن له، أن يجعل من هذه الحرب العدوانية هدفاً لتحقيق مصالحه، ولذلك تراجع الموقف الإسلامي والعربي عن المشاركة الفعّالة فيها، واكتفى الموقف الأميركي والأوروبي في إدراجها ضمن إطار السياسات الدولية الجارية دون الانتقال إلى مرحلة متقدمة عليها، اكتفى بتقديم الغطاء السياسي والمساعدة اللوجستية والاستخبارية لتبقى الحرب في النطاق السائد لهذه السياسات.
وهذان الموقفان يضعان قادة الحرب من آل سعود في مأزق حقيقي، مفاده عدم القدرة على كسب هذه الحرب، بل رجحان كفة الخسارة فيها، لاعتبارات عديدة نفصّلها في حينه.
حرب عدوانية لصالح حكم آل سعود، فشلت القيادة السعودية في تسويق مشروعيتها وجلب الآخرين إلى ساحتها تلك واحدة من نتائج النظرة العقلانية للحرب العدوانية السعودية على اليمن، وللبحث صلة.
تعليق