إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

بهدوء.. داعش من أين وإلى أين؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بهدوء.. داعش من أين وإلى أين؟

    بهدوء.. داعش من أين وإلى أين؟ (1)



    أحمد فرحات - صادق خنافر


    من صحراء نجد في القرن الثامن عشر، انطلقت مدرسة سلفية بالمعنى الديني، تزعمها محمد بن عبد الوهاب (1703 م - 1791 م)، عرفت إصطلاحاً بالمدرسة السلفية المدرسية، وانتهج فكراً متشدداً وصفه أتباعه بالمتجدد، في محاربة البدع، وأرسى قواعد في العلاقات المجتمعية قائمة على مبادئ التوحيد والشرك، والولاء والبراء، وكان استعمال القوة والعنف مبرراً لتحقيق هذه الأهداف.

    شكلت دعوة محمد بن عبد الوهاب في العصر الحديث منطلقاً للعديد من المدارس الدينية في العالمين العربي والإسلامي، ونهضت وازدهرت في فترات تاريخية معينة، دعمتها وعلت من شأنها، أمام المدارس الاخرى.

    وفيما ذهب البعض إلى الإعتقاد بأن الوهابية "نسبة إلى محمد عبد الوهاب" جاءت رداً على الدولة العثمانية، حيث انتشرت في حقبتها المدارس الصوفية (النقشبندية، القادرية، وغيرهما..)، يشدد العديد من الباحثين على أن الوهابية هي امتداد لفكر ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزية، وقبلهما أحمد بن حنبل، رغم أن مدارس دينية عديدة، تقول إن الوهابية مذهب قائم بحد ذاته، غير الحنبلي.

    عام (1744 م)، ظهر إلى الواجهة تحالف محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود، يقوم على تقاسم السلطة بين الشيخ والأمير، وأسس هذا التحالف لقيام المملكة العربية السعودية عام (1932 م)، بعدما تمكن عبد العزيز آل سعود من الاستيلاء على مناطق حائل عام (1921) وإسقاط دولة آل رشيد، ومدن الحجاز (الطائف والمدينة المنورة) ومدن تهامة (مكة وجدة).

    وقبل قيام المملكة بسنوات قليلة، وبالتحديد عام (1929 م)، اندلعت معارك عنيفة بين جنود الدعوة الوهابية (الإخوان)، وبين آل سعود، لأسباب عديدة، أبرزها علاقات الأخير المميزة مع الإنكليز (الكفار في الفكر الوهابي)، واستخدام الأجهزة التقنية الحديثة في ذلك الوقت (بدع)، وغيرها من الأسباب. وتمكن السعوديون من إنهاء حركة الإخوان بمساعدة إنكليزية، حيث قصفت الطائرات البريطانية مواقع "الإخوان"، وأنزلت بهم هزيمة كبيرة، وذلك في معركة "السبلة".

    سيطرت أفكار الإنتقام لـ"الإخوان" بعد معركة السبلة على العديد من أتباع المدرسة الوهابية، إلى أن جاء عام (1966 م)، مع تأسيس "الجماعة السلفية المحتسبة"، ومن أبرز شخصياتها جهيمان العتيبي (1936 م - 1980 م). حمل العتيبي السلاح بوجه حكام المملكة، وجعل من الحرم المكي منطلقاً لحركته، في الاول من محرم عام (1400 ه)، 20 تشرين ثاني/نوفمبر (1979 م).

    قضي على حركة العتيبي وتم إعدامه، بعد عملية عسكرية داخل الحرم المكي بمساعدة قوات خاصة فرنسية استخدمت فيها الدبابات، خلفت أكثر من 250 قتيلاً، وأسر العشرات، تم إعدامهم جميعاً في وقت لاحق.

    خروج العتيبي على ولاة الأمر وفق المسميات الدينية، لم يكن بالأمر المارق في تطور هذا الفكر، بل أسس لمرحلة جديدة، وانتقلت الدعوة من مدرسية إلى "حركية" أو "جهادية"، وهنا لا نقول إن جهيمان أسس لهذه المدرسة، بل أنه وضع أولى خطواتها على طريق التطبيق.

    حركة جهيمان كان لها الأثر البالغ لدى أتباع الفكر الوهابي، خصوصاً لدى زعيم تنظيم القاعدة ومؤسسه أسامة بن لادن (1957 م - 2011 م)، الذي اعرب عن تضامنه مع هذه الحركة، وساءه تعامل السلطات معها، واتبع نهجاً متشدداً مع حكومة الرياض، واصفاً إياهم بـ "أصحاب الفكر الضال و الزمرة الفاسدة".


    وبعد نحو شهر على حادثة الحرم المكي، دخلت القوات السوفياتية إلى أفغانستان 27 كانون أول/ديسمبر (1979م)، وأعلن الجهاد ضد القوات الغازية في تلك البقعة التي لا تشكل أي رمزية أو قدسية للمسلمين، وزج بالشباب العربي في تلك المعركة، بتحريض وتمويل خليجي وسعودي بالأخص، في هروب إلى الأمام من قبل الأخيرة، لإحتواء تداعيات قمع حركة العتيبي. ووجدت الطبقة الحاكمة في السعودية بتلك الحرب الوسيلة الفضلى لإعادة الصبغة الدينية لحكمها، ونشط علماء الدين العرب في نشر أفكار الجهاد القائمة على المبادئ الوهابية، التكفيرية خصوصاً، إضافة إلى أفكار المصري سيد قطب (1960 م - 1966 م) صاحب نطرية "تكفير المجتمعات".


    أحداث جسام وقعت في أفغانستان، بدءاً من "هجرة المجاهدين العرب" إلى هناك، مروراً بالحرب الأهلية وحكم طالبان، وصولاً إلى الغزو الأميركي عام 2001، بعد أحداث أيلول/سبتمبر، وما تلاها من تداعيات على مجمل الأوضاع الإسلامية والعربية، الفكرية والسياسي. ولكن ما يهمنا في هذا المقال هي حركة أبو مصعب الزرقاوي (1960 م - 2006 م).

    هذا الشاب الهادئ كما يقول العديد ممن عاصره أو التقاه، ذهب من الأردن إلى أفغانستان للقتال ... ومن هيرات غرب أفغانستان حيث أنشأ معسكره الخاص لتدريب الشبان العرب، بدأت حكاية "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش).

    نهاية الجزء الأول

    الجزء الثاني
    بهدوء.. داعش من أين وإلى أين؟ (2)


    دخول القاعدة إلى العراق بعد غزو أفغانستان.
    تأسيس دولة العراق الإسلامية والعلاقة مع القاعدة.
    المشروع السياسي للزرقاوي - بالذبح جئناكم.
    وفاة الزرقاوي وصولاً إلى أبو بكر البغدادي.
    تأسيس جبهة النصرة.
    الإعلان عن الدولة الإسلامية في العراق والشام.

    الجزء الثالث

    بهدوء.. داعش من أين وإلى أين؟ (3)


    الخلاف بين داعش والقاعدة.
    الخلاف بين الزرقاوي من جهة وبن لادن والظواهري من جهة أخرى.

    إعلان الخلافة.
    مواقف السلفية من إعلان الخلافة.

    المصدر:
    http://www.almanar.com.lb/adetails.php?eid=1135352
    التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 07-03-2015, 01:05 AM.

  • #2
    بهدوء.. داعش من أين وإلى أين؟ (2)




    أحمد فرحات - صادق خنافر


    كغيره من الشباب العربي، هاجر الأردني أحمد فاضل نزال الخلايلة إلى أفغانستان أواخر الثمانينات للقتال هناك ضد السوفيات، متأثراً بالأفكار التي تم الترويج لها بكثافة في تلك الفترة، والتي أوضحناها بالجزء الأول.

    سهولة الذهاب إلى أفغانستان، لم تكن نفسها بالنسبة للعودة، حيث عمدت السلطات السعودية كما الأردنية على ملاحقة "المجاهدين" وزجت بهم في السجون، ومن هؤلاء كان الخلايلة "
    أبو مصعب الزرقاوي".


    وهناك في سجن السواقة الصحراوي، تعرف الزرقاوي على الاردني المدعو عصام البرقاوي "أبو محمد المقدسي" (1959م - ... )، حيث تأثر بأفكاره، وأسس لنظام قائم على "مبادئ" أرساها النجدي محمد بن عبد الوهاب، ومبدأ تكفير كل من يحكم بغير الشريعة، الذي أطلقه المصري سيد قطب.

    عام 1999، وبعد خروجه بعفو ملكي اردني، ذهب الزرقاوي إلى أفغانستان للمرة الثانية، وهناك أنشأ معسكر هيرات لتدريب الوافدين العرب، العراقيين والمصريين والسوريين بشكل أساسي تحت اسم "جند الشام"، وتلقى دعماً من قيادتي القاعدة وحركة طالبان.

    وبعد الغزو الأميركي وسقوط نظام طالبان، غادرت العديد من قيادات القاعدة البلاد، وانتشرت في البلدان المجاورة، ووجد الزرقاوي ضالته في العراق عند جماعة "أنصار الإسلام" الكردية، إلى أن جاء 9 نيسان/ابريل 2003، تاريخ سقوط نظام صدام حسين.



    وفي تلك الفترة، أنشأ الرزقاوي جماعة "التوحيد والجهاد"، وبايع زعيم القاعدة السابق اسامة بن لادن في 17-10-2004، ليعلن بعدها عن تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين"، بعد اتصالات دامت لـ 8 أشهر، وبعد تفهم قاعدة بن لادن لاستراتيجية "التوحيد والجهاد"، بحسب ما جاء في بيان المبايعة.

    التقى الرجلان في هذا التنظيم الوليد، واستفاد بن لادن من هذا التوحد بتوسيع دائرة تنظيمه، فيما الزرقاوي وجد في القاعدة الأم الشرعية التي تسمح له بإستقطاب المقاتلين الأجانب، والتأسيس فيما بعد لدولة مترامية الأطراف، تحكم وفق المبادئ التي تتلمذ عليها على يد معلمه المقدسي.

    وتمتعت قاعدة العراق بإستقلالية شبه تامة عن قاعدة خراسان، واتفق الطرفان على الهدف والإستراتيجية، لكنهما اختلفا في التطبيق. واعتمد الزرقاوي في منهجه على مبدأ "الحاكمية" وتكفير المجتمعات، التي قسمها إلى دارين "كفر وإسلام"، وصنف أعدائه إلى "بعيد وقريب".

    لم يكن للزرقاوي مشروع دولة بالمعنى الصحيح، بل مشروعاً يقوم على مبدأ السيف والقتل، عبر بنفسه عن هذا الأمر في حوار نشر له على موقع "التوحيد والجهاد"، عندما سئل عن المشاريع السياسية. لم يتحدث الرجل عن أية مفاهيم إسلامية تتعلق برعاية المواطنين، ولا بقيام المؤسسات الإجتماعية، وحدد أهداف حركته بـ"طرد العدوّ ثم نقيم دولة الإسلام ثم ننطلق في فتح بلاد المسلمين لاستردادها، ثم بعد ذلك نقاتل الكفار"، والكفار هنا هم كل من يخالفه لأي جهة انتمى.

    بعد قاعدة الجهاد في العراق، اندمجت الجماعات المسلحة في العراق تحت راية "مجلس شورى المجاهدين" في 15 كانون الثاني/يناير 2006، بزعامة عبد الله بن رشيد البغدادي، وضم تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين"، "جيش الطائفة المنصورة"، "سرايا انصار التوحيد"، "سرايا الجهاد الإسلامي"، "سرايا الغرباء"، "كتائب الأهوال"، "جيش اهل السنة والجماعة"، "كتائب المرابطين"، و"كتائب الأنبار".



    في تلك الفترة، قتل أبو مصعب الزرقاوي في 7 تموز/يونيو 2006، وتولى القيادة بعده المصري عبد المنعم عز الدين علي البدوي "ابو حمزة المهاجر" (1968-2010)، وبعدها بفترة قليلة اعلن عن "حلف المطيبين" والذي جمع الجماعات المسلحة في العراق، وتم الإعلان عن قيام "دولة العراق الإسلامية"، بزعامة حامد داود محمد خليل الزاوي "ابو عمر البغدادي" (1959-2010) وعين ابو حمزة وزيرا للحرب.

    ورغم أن قيادة خراسان بشخص أيمن الظواهري لم تستشر في هذا الإعلان ولم يتم إخطارها حتى، غير أن أبو حمزة المهاجر أرسل رسالة إليها يبرر فيها هذا الإعلان، وأخذت القيادة عهداً من البغدادي بأنها تابعة للقاعدة، ولم يتم الإعلان عن ذلك لإعتبارات سياسية، بحسب قال ايمن الظواهري في احد بياناته.

    وبذلك تحولت القاعدة من "تنظيم إلى دولة"، وحازت فيما بعد على مباركة وثناء من الظواهري نفسه، رغم ما كانت تقوم به هذه الدولة من إرتكابات بحق المسلمين من مختلف مذاهبهم، وتحقق حلم الزرقاوي.

    قتل المهاجر وكذلك أبو عمر البغدادي، وتسلم إبراهيم عواد إبراهيم علي البدري السامرائي "أبو بكر البغدادي" زمام الأمور في "دولة العراق الإسلامية"، عام 2010.

    وأحكمت هذه الجماعة السيف في رقاب المسلمين في هذا البلد، فيما عملياتها ضد المحتل الأميركي كانت خجولة وإعلامية بالدرجة الأولى، إلى أن جاءت أحداث سوريا، وقررت القاعدة الدخول في المعركة، فكان تأسيس "جبهة النصرة لأهل الشام"، بقيادة أبو محمد الجولاني، عام 2011، التي وصفها الأخير بالحدث التاريخي المنتظر.



    وفي تسجيل صوتي عام 2012، حمل اسم "وبشر المؤمنين"، أوضح البغدادي أن الجولاني هو جندي في "دولة العراق الاسلامية"، وتم انتدابه إلى الشام للعمل مع الخلايا الموجودة هناك، ووضع الخطط لهم وأمدهم بالأموال والرجال. وفي نفس التسجيل تم الإعلان عن دمج "جبهة النصرة" مع "دولة العراق"، تحت إسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، ليندلع الخلاف الشهير بين الطرفين.

    وأرجع البعض الخلاف إلى نية مبيتة لدى الجولاني بإعلان الإستقلال عن العراق، وتأسيس دولة له في الشام، على خطى أميره البغدادي، كيف لا وهما أصحاب مدرسة واحدة.

    وأشارت المعطيات إلى أن البغدادي ولدى علمه بنية الجولاني، أعلن تبعية النصرة لدولة العراق، ودمج القطرين بدولة واحدة، وفي ظنه أن الجولاني سيمتثل لهذا الأمر، نظرا للبيعة التي في عنقه، غير أن ما حصل هو أن الجولاني رفض الإندماج، وعوضاً عن ذلك، أعلن بيعته للظواهري، لإعطاء "الشرعية الدينية" لقتاله.

    تحاكم الطرفان إلى الظواهري، فأصدر حكمه ببطلان "دولة العراق والشام"، وأعطى الولاية المكانية للجولاني على الشام، وللبغدادي على العراق، في رسالة صوتية نشرت على مواقع التواصل الإجتماعي.

    وهنا، ما زال البغدادي تحت راية القاعدة، لكن تسجيل "عذرا أمير القاعدة" للناطق بإسم "داعش"، ابو محمد العدناني، اعتبر بمثابة الإنشقاق عن القاعدة، وعودة الأمور إلى ما كانت عليه أيام أبو مصعب الزرقاوي، وجماعة التوحيد والجهاد.



    وفي الخلاصة نلاحظ أن الأسس الفكرية التي قامت عليها جماعات "دولة العراق الإسلامية وداعش وجبهة النصرة" هي نقطة إلتقاء بين مبادئ محمد عبد الوهاب من جهة وسيد قطب من جهة أخرى، وركزت على تقديم قتال العدو القريب على العدو البعيد، وفق هذه المفاهيم الأساسية:

    [LIST][*]الحاكمية: الولاء للشريعة وليس للقوانين الوضعية.[*]جاهلية المجتمعات: المجتمع الجاهلي هو من لا يحكم بالشريعة وهو مجتمع شرك، ولا بد من إعلان ثورة شاملة عليه.[*]العنف المسلح هو الطريق الى الاصلاح.[*]تكفير الانظمة وقتال الحكام المرتدين.[/LIST]
    نهاية الجزء الثاني

    وفي الجزء الثالث والأخير:

    التكفير .. وجهاً لوجه


    المصدر:
    http://www.almanar.com.lb/adetails.php?eid=1150796

    تعليق


    • #3
      «داعش» الامتداد الطبيعي للوهابية... منهجاً وعملاً


      نور أيوب


      لم تخفِ «داعش» يوماً ارتباطها الايديولوجي بالوهابية، لكن جديد التنظيم الإرهابي تفاخره بأن دولته المزعومة امتدادٌ للدولة السعودية الأولى منهجاً وعملاً.



      لم تنفِ «داعش» يوماً اتباعها للتيار الوهابي، متفاخرةً بأنها خير من يجسّده. والجديد في هذا الإطار، مقالٌ نشرته إحدى المؤسسات الإعلامية المغرّدة في سرب «داعش» تؤكد فيه أن دولة أبو بكر البغدادي ليست سوى امتداد للدولة السعودية الأولى، كنتيجة عملية وصادقة للمذهب الوهابي.

      بقلم الأخ «النّابع»، وبرعاية مؤسسة المنهاج، المنضوية تحت عباءة الجبهة الإعلامية لنصرة «داعش»، نُشر مقالٌ من 18 صفحة، بعنوان «الشيخ البغدادي على خُطى الإمام محمد بن عبد الوهاب. التشابه بين الدولتين: محمد بن عبد الوهاب، وأبو بكر البغدادي».

      بالنظرة الكلّية للمنشور، فهو استعراضٌ تاريخي ومقارنة بين الدولتين، «داعش» و«الدولة السعودية الأولى». يشير الكاتب في مقدمة مقاله إلى «وجود الكثير من أوجه التشابه بين الدولتين»، استناداً إلى الكتب التي تناولت دعوة «عبد الوهاب وتحالفه مع آل سعود لقيام الدولة، وكتب أئمة الدعوة النجدية أنفسهم»، خاتماً مقدّمته باعتراف لا لبسَ فيه: «داعش هي امتدادٌ لدعوة ودولة الإمام محمد بن عبد الوهاب، الدولة السعودية الأولى، وهي مشابهة لها في المنهج والكثير من الأحداث».

      تأسست الدولة السعودية الأولى عام 1744 في الدرعية، بعد تحالف بين أمير الدرعية محمد بن سعود، ومؤسس التيار الوهابي الداعية محمد بن عبد الوهاب. بات الحلف معروفاً «بميثاق الدرعية» وشملت الدولة الأولى أجزاءً كبيرة من شبه جزيرة العرب.

      مُستنداً إلى التاريخ، يحاول «النّابع» أن يُسقط الأحداث التي رافقت تأسيس دولة آل سعود الأولى، على الواقع الذي يعيشه أنصار دولة البغدادي. يستعرض الكاتب ما قاله مؤلفون ـ عرب وأجانب ـ عن دولة آل سعود وجرائمها، مستعيناً بكتاب «تاريخ الوهابيين» المنشور عام 1833، للمؤلف آندرو كرايتون، ليستتبعها بإيضاحات وردود للدكتور عبد الله الصالح العثيمين (مواليد العنيزة 1936) الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية، وعضو الهيئة التعليمية في قسم التاريخ في جامعة الملك سعود في الرياض، وأحد أبرز مؤرخي الدولة السعودية، وذلك لتلميع صورة من حكموا أجزاءً واسعة من شبه جزيرة العرب قبل 270 عاماً.

      ينقل كاتب المقال عن كتاب كرايتون أن الدين الوهابي هو «مزيجٌ من محمدية تطهيرية وعُرفٍ بدوي، يكونُ فيها الشيخ قائداً دينياً وسياسياً للأمة». فـ«التطهير» بحسب الكتاب هو «تمسّكٌ بالعقيدة الصحيحة»، مستشهداً بأمثلة تبدأ من المحرمات الدينية الإسلامية التي لا نقاش فيها، كـ«طلب الشفاعة من الأولياء الموتى، أو تقديسهم، وبناء القبب والأضرحة»، وصولاً إلى «التدخين والتبغ»، مقارناً حال الأمس بحال اليوم مع دولة البغدادي.

      هذه الصورة عن التيار الوهابي التي قدّمها كرايتون استعرضها «النابع» ليختم بعبارة «وكأن المؤلف يصف داعش اليوم».

      يضيف المقال أن جنود الدولة السعودية أُتهموا بسلب ونهب الضالين والكافرين حسب كرايتون، إلا أن العثيمين يوضّح الشبهة، بأن «سعود كان يأخذ خُمس الغنائم لبيت المال العام، ويوزع باقيها على المقاتلين». يتابع الكاتب إضاءته على التقارب، مستشهداً بالمؤلف الأجنبي «ولأنهم (أي الوهابيين) كانوا يأخذون الماشية والغنائم من غير المنضمين إليهم بطريقة فظة، انضم إليهم كثيرون لينقذوا ممتلكاتهم، وبرهنوا على الإخلاص لعقيدتهم بمهاجمة جيرانهم ونهبهم». يُعيد العثيمين رسم المشهد حسب الرواية السعودية، حيث إن الغزوات لا تكون «دون إذن أو توجيه من قادة الدولة»، ليخرج مجدداً «النّابع» بالقول «إن الاتهامات ضد الدولة السعودية هي ذاتها الاتهامات ضد دولة داعش».

      الكاتب الداعشي يشبّه محمد بن عبد الوهاب، مؤسس التيّار الوهابي، بأبي مصعب الزرقاوي مؤسّس «داعش». فقد جمعت الشخصيتان «مواهبَ شتى. من فن الإقناع، والحنكة والدهاء السياسي، إلى قوّة السيف». يستعرض مراحل تكفير عوام المسلمين للدولة الوهابية واستحلال دمها سابقاً، والدولة الداعشية حالياً.

      لا ينفي الكاتب المجزرة التي قام بها آل سعود عام 1801 في مدينة كربلاء العراقية. يومها كانت المحصلة خمسة آلاف قتيل من سكان المدينة، والاعتداء والسلب لمقام الإمام الحسين بن علي. يعلل العثيمين سبب المجزرة بأن «باشا بغداد لم يسمح لأبناء الدرعية من الرعي داخل العراق، فما كان منهم إلا أن قاموا بتلك الغزوة». يعلل «النابع» ارتكابات «داعش» بأن أفعال جنود التنظيم تأتي «ردّاً على الظلم اللاحق بهم»، مذكّراً بـ«الظلم» الذي لحق بدولة أبناء نجد سابقاً.

      يقارن الكاتب «النّابع» بين أعداء الدولتين، وهم من أهل «السُنّة» الذين حاربوا تمدد الفكر الوهابي، مستخلصاً أن «الصحوات ليست صنع اليوم، بل هي سلسلة من الخيانة في القديم والحديث، واشتراء رؤوس القبائل سُنّةُ الأعداء من قبل»، ليعرض «قوّة مجاهدي الدولتين» الذين قاتلوا الصحوات «بشجاعة واستبسال».

      هنا يستشهد «الداعشي» مجدداً بما كتبه آندرو كرايتون عن آل سعود في دولتهم الاولى: «أما الذين وقعوا أسرى في أيدي المتعقبين لهم فشوّهوا بوحشية، إذ قطعت أيديهم وأرجلهم، ثم تركوا ليفنوا»، مضيفاً «هكذا كانت تفعل الدولة الوهابية، تقتل من يقع في يدها بكل شدة وعنف، حتى أوقعوا الرعب في أعدائهم».

      يختم الكاتب مقالته بدعوة «داعش» إلى أن تقوم بتدوين تاريخها، كما قام عبد الوهاب بانتداب تلميذه لتأريخ دولته، حيث رأى أن تاريخ الدولتين جزءٌ من التاريخ الإسلامي.

      في خلاصة المقال، أراد الكاتب الداعشي تسليط الضوء على الدولة السعودية الأولى، وقارن دولة البغدادي بها، ليخلص إلى نتيجة وحيدة: «داعش» هي الامتداد الطبيعي للوهابية، وتحديداً للدولة السعودية الأولى، منهجاً وعملاً

      تعليق


      • #4
        بهدوء.. داعش من أين وإلى أين؟ (3)


        أحمد فرحات - صادق خنافر

        في مثل هذه الأيام من العام ألفين وثلاثة عشر، اندلعت أولى شرارات "قتال إخوة المنهج"، بين أتباع أبو بكر البغدادي، وأبو محمد الجولاني، أي بين الجندي "المبايع" وأميره "المؤسس"، وفق ما يصطلح عليه من تسميات.. خلاف في ظاهره تنظيمي، وفي باطنه خلل كبير في تركيبة الفكر التكفيري، والتي سنستعرضها في هذا الجزء.



        في الشهر الثامن من عام 2011، توجه الجولاني من العراق إلى سوريا مع سبعة من قيادات داعش، لتأسيس "جبهة النصرة لأهل الشام"، بعدما بايع أبو بكر البغدادي على "السمع والطاعة"، وبدأ بجمع البيعات على أرض الشام لصالح أميره البغدادي.

        وفي تلك الفترة، أوفد أيمن الظواهري المدعو أبو خالد السوري إلى سوريا، ليجمع البيعات أيضاً لصالح تنظيم القاعدة. وتوجه السوري إلى الجولاني ليبايع الظواهري، فرد الجولاني عليه بمهلة لدرس الطلب. وفي تلك الفترة، بدأت خلافات بين جبهة النصرة وقيادة داعش، حول مسائل تتعلق بالقيادة في سوريا، وبإرسال الأموال إلى العراق.

        في بداية عام 2013، كان الجولاني قد أحكم سيطرته على كامل مفاصل جبهة النصرة، وأتم جميع الإستعدادات للإنفصال عن البغدادي، ولما وصل الأمر إلى الأخير، سارع إلى إلغاء الجبهة، وضمها إلى دولة واحدة، هي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" في كلمته الشهيرة في 9 نيسان/أبريل عام 2013.

        دخل الظواهري على خط الخلاف، وعين أبو خالد السوري مندوباً له، ووسيطاً لحل الأزمة في سوريا، غير أنه لم يفلح، لتندلع معارك عنيفة بين جبهة النصرة وجماعات مسلحة أخرى من جهة، وداعش من جهة اخرى، خسر فيها الأخير مناطق نفوذه في ريفي ادلب وحلب، فيما سيطر على مناطق نفوذ منافسيه في الرقة ودير الزور بشكل كامل.

        التكفير يلتهم نفسه

        كشفت هذه الأحداث هشاشة التركيبة الفكرية للتكفيريين، فكانت البيعة للمصلحة، فالجولاني بايع البغدادي وبعده الظواهري لمصلحته الشخصية، فيما أمراء داعش، بايعوا بن لادن، والظواهري لمصلحتهم أيضاً، وعندما انتفت مبررات وجودها، وبات الطرفان يتحكمان بالأرض، نقضوا ما قالوا إنها بيعة على "المنشط والمكره"، وتيبن أن هذه الدعامة الأساسية للتركيبة الفكرية ما هي إلا مطية للسيطرة والحكم.

        ففي حين كان امراء التكفير من داعش والنصرة يعبؤون مسلحيهم وفق توجيهات دينية صارمة، كانوا يسعون إلى السيطرة على مناطق إقتصادية تؤمن لهم عائدات مالية، كالسيطرة على مصافي النفط في دير الزور، كلفت مئات القتلى من الجانبين. ووثقت العديد من التنسيقيات بالأسماء قيادات من داعش والنصرة، تاجروا بالنفط المهرب، وجنوا من وراء ذلك مبالغ مالية ضخمة.



        أكثر من 7 آلاف مسلح وفق المعلن من الأرقام، قتلوا في حرب داعش - النصرة، بينهم نسبة كبيرة اعدموا ميدانياً، بقطع الرؤوس والصلب. فهذا الفكر الذي ارساه السعودي محمد عبد الوهاب والمصري سيد قطب، حكم على معتنقيه بالقتل أيضاً بنيران اخوته، وفق مبررات سطحية، هي نفسها التي يسوقها أتباع هذا الفكر لقتل من يختلف معهم، فإذا بالتكفير يلتهم نفسه، في دلالة واضحة على هذه المبادئ التكفيرية غير قابلة للحياة، حتى لدى مؤديها، فكيف لرافضيها بالأساس.

        مبدأ الحاكمية الذي يريد أتباع مدرسة التكفير إرساءه في المجتمعات الإسلامية، لم يستطع أن يحكم بالشريعة بين جماعتين اختلفتا على "من هو الأمير"، فما الولاء للشريعة الا ولاء للأمير، الذي يقرر وفق الأهواء والمطامع.

        وفيما نادت هذه الجماعات بفكرة جاهلية المجتمعات التي لا تحكم بالشريعة، أعادت حرب داعش - النصرة المسلمين إلى مرحلة الجاهلية، حيث كان القتل هو السمة البارزة. وقتل الطرفان باحكام الردة الالاف الذين جُلبوا من اصقاع الأرض، على خلفية أن في الشام "دار إسلام".

        إسلام التكفيريين كفر الأنظمة، وأوجبَ قتال الحكام المرتدين. وفي حرب التكفير، فإن جبهة النصرة مرتدة وكافرة بنظر داعش، ومن لم يكفرها فهو كافر. وبالنسبة إلى النصرة، فإن داعش خوارج وبالتالي كفرة ووجب قتالهم، ومن لم يكفر داعش فهو كافر.

        وفي هذه المعادلة، فإن كل جماعات التكفيريين كفاراً ووجب قتالهم، وفق فكرهم، وبالتالي فإن داعش كما الجماعات التكفيرية الأخرى مصيرها الزوال.

        http://www.almanar.com.lb/adetails.php?eid=1164612

        تعليق


        • #5
          أبو قتادة لداعش: من أي قماشة نجسة قدت قلوبكم؟




          قال القيادي البارز في التيار السلفي المسلح أبو قتادة، إن قادة تنظيم داعش “بدّلوا الدين وغيّروا الشريعة”.

          وقال أبو قتادة في تصريحات نشرها على صفحته الشخصية على “فيسبوك” تعليقا على الهجوم الانتحاري الذي نفذه تنظيم داعش على مقرات لجبهة النصرة في بلدة مارع بحلب:

          “يرسلون الشباب في عمر الزهور لقتل قادة الجهاد في عمليات موت لا محرك لها إلا الحقد والحسد أن فتح الله على المجاهدين في إدلب ودرعا”.

          وتساءل بالقول “من أي قماشة نجسة قُدّت قلوبكم؟ أي قادة شر أبالسة يقودون هؤلاء الشباب إلى جهنم؟!”.

          وأضاف: “ثم يريد هؤلاء القادة من سفلة البشر أن نسكت عنهم”.

          http://www.alalam.ir/news/1693109

          تعليق


          • #6
            ألا لعنة الله على القوم الظالمين

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            x

            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

            صورة التسجيل تحديث الصورة

            اقرأ في منتديات يا حسين

            تقليص

            لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

            يعمل...
            X